كانت عائلة المرجع الكبير الشيخ مرتضى الأنصاري رحمه الله في أزمة مالية، لأن المبلغ الذي قرره لها الشيخ مثلما قرر لبقية العوائل التي كفلتها المرجعية الشيعية، لم يكف لتوفير جميع حاجيات المنزل.
فطلبت زوجة الشيخ من أحد المقربين له أن يتكلم مع الشيخ ليزيد في المبلغ قليلاً كي تتمكن من القيام بشراء الحاجيات.. فلما جاء الوسيط وتكلم مع الشيخ لم يسمع جواباً منه، لا نفياً ولا إثباتاً.. وفي الغد حينما جاء الشيخ الأنصاري إلى المنزل قال لزوجته: اغسلي ثوبي واجمعي لي الأوساخ (الغُسالة) في ظرف، فغسلت زوجته الثوب وأتتْ بما أمرها سماحة الشيخ!..
فقال لها الشيخ: اشربي هذه الأوساخ!..
فقالت وهي مندهشة: كيف لي أن اشربها وتشمئز منها نفس كل إنسان؟!..
فقال الشيخ: نحن والفقراء في الأموال الموجودة بيدي على السواء، لا ميزة لأحد على أحد، فإذا أخذنا منها أكثر من حقنا فكأننا شربنا مثل هذه الأوساخ.