بعد إطلاق سراحه من سجن رضا بهلوي، أُبعد المجاهد الشيخ محمد تقي البافقي إلى الري (جنوب طهران).. كان البافقي رحمه الله ذات يوم جالساً في منزله فإذا برئيس شرطة المنطقة قد دخل، وبعد السلام والإذن بالجلوس جلس قرب الباب وقال:
- مولانا!.. أنا مأمور من قبل رؤسائي أن أوفّر لك ما تحتاجه وأنفذ طلباتك.
فغضب البافقي وهو الموحد المتوكل على الله وقال:
- ومن أنت حتى تدّعي تنفيذ جميع طلباتي وقضاء حوائجي.
- أنا رئيس الشرطة.
- إن حاجتي الآن أن تظهر غيمة في هذه السماء الصافية المشمسة، وتمطر لتبل الأرض، فهل تستطيع أن تحقق ذلك؟..
- كلا، لا أستطيع!..
- رؤساؤك هل يستطيعون؟..
- كلا!..
- ورؤساؤهم كيف.. الشاه نفسه هل يستطيع؟..
- كلا لا يستطيع أحد منهم ذلك!..
- إذن ما دمت تعترف بعجزك وعجز كل مسؤولي الممكلة، وتعترف باستجدائهم، كيف تريد أن تؤمن حوائجي، وماذا يمكنني أن أطلب من مسؤولي المملكة العاجزين وغير القادرين؟!..
قم ولا تتكلم بعد بألفاظ الشرك هذه!..
فقام رئيس الشرطة خجلاً، وأيقن أنه لا يمكنه التأثير بشيء على مثال التوكل والتوحيد هذا.