قال السيد مهدي إمام جماراني (حفظه الله)- وهو ممثل الإمام الخميني في دائرة الأوقاف-: إن أحد الشيوعيين قال لي: " إنني أحب من بينكم أنتم العلماء شخصاً واحداً فقط، وهو السيد دستغيب "!..
سألته: لماذا؟..
قال: كنت نائماً على منصة الإستراحة في السجن الإنفرادي أيام الشاه، وكان الوقت منتصف الليل، إذ فتحوا باب السجن، رفعتُ رأسي وإذا بسيد معمّم، كبير السن، قصير القامة، ضعيف البنية أدخلوه معي، فأخفيت رأسي تحت اللحاف ونمتُ ولم أبالِ بشيء!..
وقبل طلوع الشمس بدقائق، شعرتُ أن يداً تمسح على رأسي بلطف، فتحتُ عيني، فسلّم عليَّ السيد العجوز، وهو يقول بلسانٍ جميل: " أيها الأخ العزيز!.. قم لا تفوتك صلاة الصبح " فرفعت صوتي في وجهه غاضباً، وقلت له: " أنا شيوعي، لا أصلي"!..
فقال السيد بهدوء تام: " إذن اعذرني، لقد أزعجتك، أرجوك أن تعفو عني ".
واصلت نومي، ولما أفقتُ فيما بعد أعاد السيد اعتذاره إليَّ، وطلب مني المسامحة إلى درجة من التواضع حتى خجلت من طريقتي التي واجهته بها، فقلت له نادماً: لا بأس، والآن، تعالى فوق المنصّة، وأنا أجعل مكاني على الأرض لأنك رجل عجوز..لكنه رفض وقال:" إنك أسبق مني في السجن، وقد تحمّلت الأذى أكثر مني، فأنت أحق بهذه المنصة ".
فلم يقبل السيد ذلك المكان الأفضل في السجن، ولقد انجذبتُ إلى شخصيته الأخلاقية، فتأصّل حبه في قلبي طوال معاشرتي له في السجن، لذلك فهو أحب الأشخاص عندي بين كل العلماء!..