فصل في التعقيب وهو الاشتغال عقيب الصلاة بالدعاء أو الذكر أو التلاوة أو غيرها من الافعال الحسنة، مثل التفكر في عظمة الله ونحوه مثل البكاء لخشية الله أو للرغبة إليه وغير ذلك. وهو من السنن الاكيدة، ومنافعه في الدين والدنيا كثيرة، وفي رواية: " من عقب في صلاته فهو في صلاة " وفي الخبر: " التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد " والظاهر استحبابه بعد النوافل أيضا وان كان بعد الفرائض آكد. ويعتبر أن يكون متصلا بالفراغ منها، غير مشتغل بفعل آخر ينافي صدقه الذي يختلف بحسب المقامات من السفر والحضر ] (1) قد تقدم وجه ما ذكره من حكم النظر ووضع اليدين في مواضعه والله سبحانه أعلم.
===============
( 516 )
[ والاضطرار والاختيار، ففي السفر يمكن صدقه حال الركوب أو المشي أيضا كحال الاضطرار، والمدار على بقاء الصدق والهيئة في نظر المتشرعة، والقدر المتيقن في الحضر الجلوس مشتغلا بما ذكر من الدعاء ونحوه، والظاهر عدم صدقه على الجلوس بلا دعاء أو الدعاء بلا جلوس الا في مثل ما مر. والاولى فيه الاستقبال والطهارة والكون في المصلى. ولا يعتبر فيه كون الاذكار والدعاء بالعربية وان كان هو الافضل، كما أن الافضل الاذكار والادعية المأثورة المذكورة في كتب العلماء ونذكر جملة منها تيمنا. أحدها: أن يكبر ثلاثا بعد التسليم رافعا يديه على هيئة غيره من التكبيرات. الثاني: تسبيح الزهراء صلوات الله عليها وهو أفضلها على ما ذكره جملة من العلماء. ففي الخبر: " ما عبد الله بشئ من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة، ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة " وفي رواية: " تسبيح فاطمة الزهراء (ع) الذكر الكثير الذي قال الله تعالى: (اذكروا الله ذكرا كثيرا) "، وفي أخرى عن الصادق (ع): " تسبيح فاطمة كل يوم في دبر كل صلاة أحب الي من صلاة ألف ركعة في كل يوم "، والظاهر استحبابه في غير التعقيب أيضا بل في نفسه. نعم هو مؤكد فيه وعند إرادة النوم لدفع الرؤيا السيئة، كما أن الظاهر عدم اختصاصه بالفرائض بل هو مستحب ]
===============
( 517 )
[ عقيب كل صلاة. وكيفيته: " الله اكبر " أربع وثلاثون مرة، ثم " الحمد لله " ثلاث وثلاثون، ثم " سبحان الله " كذلك فمجموعها مائة، ويجوز تقديم التسبيح على التحميد، وان كان الاولى الاول. (مسألة 19): يستحب أن يكون السبحة بطين قبر الحسين صلوات الله عليه وفي الخبر: أنها تسبح إذا كانت بيد الرجل من غير أن يسبح ويكتب له ذلك التسبيح وان كان غافلا. (مسألة 20): إذا شك في عدد التكبيرات أو التسبيحات أو التحميدات بنى على الاقل إن لم يتجاوز المحل والابنى على الاتيان به، وإن زاد على الاعداد بنى عليها ورفع اليد عن الزائد. الثالث: " لا اله إلا الله، وحده وحده، أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الاحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وعلى كل شئ قدير ". الرابع: " اللهم اهدني من عندك وأفض على من فضلك وانشر على من رحمتك وأنزل على من بركاتك ". الخامس: " سبحان الله والحمد الله ولا اله إلا الله والله اكبر " مائة مرة أو أربعين أو ثلاثين ". السادس: " اللهم صل على محمدو آل محمد وأجرني من النار وارزقني الجنة وزوجني من الحور العين". ]
===============
( 518 )
[ السابع: " أعوذ بوجهك الكريم وعزتك التي لاترام وقدرتك التي لا يمتنع منها شئ من شر الدنيا والاخرة ومن شر الاوجاع كلها، ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ". الثامن: " قراءة الحمد، وآية الكرسي، وآية: (شهد الله أنه لا اله الا هو....) وآية الملك. التاسع: " اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك، اللهم إني أسألك عافيتك في أموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ". العاشر: " أعيذ نفسي وما رزقني ربي بالله الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأعيذ نفسي وما رزقني ربي: برب الفلق من شرما خلق... (إلى آخر السورة) وأعيذ نفسي وما رزقني ربي: برب الناس ملك الناس... " إلى آخر السورة. الحادي عشر: أن يقرأ: (قل هو الله أحد) إثنى عشر مرة ثم يبسط يديه ويرفعهما إلى السماء، ويقول: " اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون الطهر الطاهر المبارك، وأسألك باسمك العظيم وسلطانك القديم أن تصلي على محمد وآل محمد، يا واهب العطايا يا مطلق الاسارى يافكاك الرقاب من النار أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعتق رقبتي من النار وتخرجني من الدنيا آمنا وتدخلني الجنة سالما وأن]
===============
( 519 )
[ تجعل دعائي أوله فلاحا وأوسطه نجاحا وآخره صلاحا إنك أنت علام الغيوب ". الثاني عشر: الشهادتان والاقرار بالائمة (ع). الثالث عشر: قبل إن يثني رجليه يقول ثلاث مرات: " استغفر الله الذي لا إله الاهو الحي القيوم ذو الجلال الاكرام وأتوب إليه ". الرابع عشر: دعاء الحفظ من النسيان وهو: " سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته، سبحان من لا يأخذ أهل الارض بالوان العذاب، سبحان الرؤف الرحيم، اللهم اجعل لي في قلبي نورا وبصر أو فهما وعلما إنك على كل شيي قدير ". (مسألة 21): يستحب في صلاة الصبح أن يجلس بعدها في مصلاه إلى طلوع الشمس مشتغلا بذكر الله. (مسألة 22): الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا، وكذا الدعاء بعد الفريضة أفضل من الدعاء بعد النافلة. (مسألة 23): يستحب سجود الشكر بعد كل صلاة فريضة كانت أو نافلة وقد مر كيفيته سابقا. ]