سورة قريش
مكّيّة.
و آيها أربع أو خمس .
بسم الله الرحمن الرحيم
في ثواب الأعمال ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من أكثر قراءة لإيلاف قريش، بعثه اللّه يوم القيامة على مركب من مراكب الجنّة، حتّى يقعد على موائد النّور يوم القيامة.
و في مجمع البيان : وفي حديث ابيّ: من قرأها أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها.
[و روى العياشي، بإسناده عن المفضّل بن صالح، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: سمعته يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة إلّا الضّحى وألم نشرح، وألم تر كيف، ولإيلاف قريش.
و عن أبي العباس، عن أحدهما- عليهما السّلام- قال: ألم تر كيف فعل ربّك، ولإيلاف سورة واحدة] .
لِإِيلافِ قُرَيْشٍ : متعلّق بقوله:لْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ
.
و «الفاء» لما في الكلام من معنى الشرط. إذ المعنى: أنّ نعم اللّه عليهم لا تحصى فإن لميعبدوه لسائر نعمه فليعبده لأجل إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ ، أي: الرحلة في الشّتاء إلى اليمن، وفي الصّيف إلى الشّام فيمتارون ويتّجرون. أو بمحذوف، مثل أعجبوا. أو بما قبله، كالتّضمين في الشّعر: أي فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش. ويؤيّده أنّهما في مصحف ابيّ سورة واحدة.
و قرئ : «ليألف قريش إلفهم رحلة الشّتاء».
و «قريش» ولد النّضر بن كنانه، منقول من تصغير «قريش» وهو دابّة عظيمة في البحر تبعث بالسّفن فلا تطاق إلّا بالنّار، فشبّهوا بها. لأنّها تأكل ولا تؤكل، وتعلو ولا تعلى. وصغّر الاسم، للتّعظيم. وإطلاق الإيلاف ثمّ إبدال المقيّد عنه، للتّفخيم.
و قرأ ابن عامر: «لئلاف» بغير ياء بعد الهمزة.
ْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ
الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ، أي:
بالرّحلتين. والتّنكير، للتّعظيم.
و قيل : المراد به: شدّة أكلوا فيها الجيف والعظام.
وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ : خوف أصحاب الفيل. أو التّخطّف في بلدهم ومسايرهم. أو الجذام، فلا يصيبهم ببلدهم.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم : [لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ] قال: نزلت في قريش. لأنّه كان معاشهم من الرّحلتين، رحلة في الشّتاء إلى اليمن ورحلة في الصّيف إلى الشّام. وكانوا يحملون من مكّة الأدم واللّبّ وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره، فيشترون بالشّام الثّياب والدّرمك والحبوب. وكانوا يتألّفون في طريقهم، ويثبّتون في الخروج في كلّ خرجة رئيسا من رؤساء قريش، وكان معاشهم من ذلك.فلمّا بعث اللّه نبيّه، استغنوا عن ذلك. لأنّ النّاس وفدوا على رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله- وحجّوا إلى البيت، [فقال اللّه] : فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ [الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ] فلا يحتاجون أن يذهبوا إلى الشّام. وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ، يعني: خوف الطّريق.
و في مجمع البيان : وقال سعيد بن جبير: مرّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله- ومعه أبو بكر بملإ وهم ينشدون:
يا ذا الّذي طلب السّماحة والنّدى هلّا مررت بآل عبد الدّار
لو أن مررت بهم تريد قراهم [منعوك من جهد ومن إقتار
فقال لأبي بكر: هكذا قال الشّاعر؟
قال: لا، والّذي بعثك بالحقّ نبيّا ، بل قال:
يا ذا الّذي طلب السّماحة والنّدى هلّا مررت بآل عبد مناف
لو أن مررت بهم تريد قراهم] منعوك من جهد ومن إيجاف
الرّائشين وليس يوجد رائش والقائلين هلّم للأضياف
والخالطين غنيّهم بفقيرهم حتّى يصير فقيرهم كالكافي والقائلين بكلّ وعد صادق ورجال مكّة مسنتون عجاف
(سفيرين سنّهما له ولقومه (سفر الشّتاء ورحلة الأصياف)