سورة العصر
مكّيّة.
و آيها ثلاث بالإجماع.
بسم الله الرحمن الرحيم
في ثواب الأعمال ، بإسناده، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ والعصر في نوافله، بعثه اللّه يوم القيامة مشرقا وجهه ضاحكا سنّة قريرا عينه حتّى يدخل الجنّة.
و في مجمع البيان : في حديث أبيّ: من قرأها ختم [اللّه] له بالصّبر، وكان مع أصحاب الحقّ [يوم القيامة] .
وَ الْعَصْرِ .
قيل : أقسم بصلاة العصر لفضلها. أو بعصر النّبوّة. أو بالدّهر، لاشتماله على الأعاجيب، والتّعريض بنفي ما يضاف إليه من الخسران .إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ : إنّ النّاس لفي خسران في مساعيهم وصرف أعمارهم في مطالبهم. والتّعريف، للجنس. والتّنكير، للتّعظيم.
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ: فإنّهم اشتروا الآخرة بالدّنيا، ففازوا بالحياة الأبديّة والسّعادة السّرمديّة.
وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ: الثّابت الّذي لا يصحّ إنكاره من اعتقاد أو عمل.
وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ : عن المعاصي. أو على الحقّ. أو ما يبلو اللّه به عباده.
و هذا من عطف الخاصّ على العامّ للمبالغة، إلّا أن يخصّ العمل بما يكون مقصورا على كماله . ولعلّه سبحانه إنّما ذكر سبب الرّبح دون الخسران، اكتفاء ببيان المقصود وإشعارا بأنّ ما عدا ما عدّ يؤدّي إلى خسر ونقص حظّ. أو تكرّما، فإنّ الإبهام في جانب الخسر كرم.
و في كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة ، بإسناده إلى محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: سألت الصّادق- عليه السّلام- عن قوله: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ.
قال- عليه السّلام-: الْعَصْرِ عصر خروج القائم. إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ، يعني: أعداءنا. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا، يعني: بآياتنا. وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، يعني:
بمواساة الإخوان. وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ، يعني: الإمامة. وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ، يعني:
بالعترة .
و في تفسير عليّ بن إبراهيم : وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ قال: هو قسم، وجوابه «إنّ الإنسان خاسر ».
و قرأ أبو عبد اللّه: وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ وإنّه فيه إلى آخر الدّهر، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وأتمروا بالتّقوى وأتمروا بالصّبر.حدثنا محمّد بن جعفر ، عن يحيى بن زكريا، عن عليّ بن حسّان، عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه حيث قال: إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا يقول: آمنوا بولاية أمير المؤمنين وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ ذرّيّاتهم ومن خلّفوا بالولاية، وتواصوا بها وصبروا عليها.
و في الاحتجاج للطّبرسيّ- رحمه اللّه -، بإسناده إلى الباقر- عليه السّلام- عن النّبيّ حديث طويل. وفيه خطبة الغدير، وفيها: وفي عليّ- عليه السّلام- واللّه، نزلت سورة العصر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وَالْعَصْرِ (السّورة).
و في مجمع البيان : وقيل: إنّ في قراءة ابن مسعود «و العصر، إنّ الإنسان لفي خسر وإنّه فيه إلى آخر الدّهر». وروي ذلك عن أمير المؤمنين: عليّ- عليه السّلام-.