الرابع من شوال: الغيبة الكبرى للإمام المهدي (عجل الله فرجه) سنة 329هـ
مرحلة الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى:
تَمْتَدُّ الغيبة الصغرى مِن ولادته إلى انقطاع السفارة بينه و بين شيعته بوفاة آخر السُفرَاء الأربعة علي بن محمد السمريعام ( 329 هـ ) . ففي هذه الفترة كان السُفَرَاء يرونه ، و ربما رآه غيرهم ، و يصِلُون إلى خدمته ، وتخرج على أيديهم توقيعات منه إلى شيعته في أمورٍ شَتَّى .
غيبة الإمام المهدي ( عليه السلام ) الكُبرى
كان الناس خلال الغيبة الصغرى للإمام الحجة ( عليه السلام ) ، يأخذون الأحكام الشرعية عن طريق سُفَرَائه الأربع ، و هم :
1 - عثمان بن سعيد .
2 - مُحمَّد بن عثمان .
3 - الحُسين بن روح .
4 - علي بن مُحمَّد السمري .
وقد كان أبو عمرو عثمان بن سعيد مورد اعتماد الناس وجليل القدر ووكيلا للإمام الهادي والإمام العسكري (عليهما السلام) ( منتهى المقال ـ المهدي ص 181)، وقد تولّى ـ بأمر الإمام (عليه السلام) ـ تكفين
الإمام العسكري ودفنه ( عيان الشيعة ج4 القسم الثالث ص 16) ، وكان يسكن في سامراء في محلّة العسكر، ولهذا السبب فهو يطلق عليه لقب ( العسكري ) أيضاً، ولكي لا يكتشف عملاء السلطة الحاكمة آنذاك أعماله
وخدماته للإمام (عليه السلام) فانه كان يبيع السمن، وعندما كان الاتصال بالإمام العسكري (عليه السلام) صعبا على الشيعة فانهم كانوا إذا حملوا للإمام العسكري (عليه السلام) ما يجب عليهم حمله من الأموال
انفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى الإمام (عليه السلام) تقية وخوفاً.يقول أحمد بن اسحاق القمي:( دخلت على أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الايام فقلت: يا
سيدي انا اغيب واشهد ولا يتهيأ لي الوصول اليك إذا شهدت في كل وقت فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: (هذا أبو عمرو ( عثمان بن سعيد العمري) الثقة الامين ما قاله لكم فعني يقوله،
وما ادّاه اليكم فعنّي يؤدّيه) )( البحار ج51 ص 344).وقد استمرت وكالة ونيابة عثمان بن سعيد بعد استشهاد الإمام العسكري (عليه السلام) بأمر من الإمام القائم (عليه السلام) وكان الشيعة يختلفون عليه
ليسألوه بما يحتاجون إليه ثم تصل إليهم أجوبة الإمام بواسطته ( المهدي، ص181 ـ البحار ج51 ص 346).وكتب المرحوم المحقق الداماد في كتاب ( الصراط المستقيم ): ذكر الشيخ الموثوق به عثمان بن سعيد العمري ان
ابن أبي غانم القزويني قال ان العسكري (عليه السلام) لا خلف له فشاجرته الشيعة وكتبوا إلى الناحية وكانوا يكتبون لا بسواد بل بالقلم الجاف على الكاغذ الابيض ليكون علماً معجزاً فورد جوابا إليهم : "من
الإمام (عليه السلام)"( بسم الله الرحمن الرحين عافانا الله وإيّاكم من الضّلال والفتن انه انتهى الينا شكّ جماعة منكم في الدين وفي ولاية امرهم فغمنا ذلك لكم لا لنا لانّ الله معنا والحق معنا فلا
يوحشنا من بعد علينا ونحن صنايع ربّنا والخلق صنايعنا ( بمعنى اننا ننتفع بالفيض الالهي، والناس ينتفعون من فيضنا) ما لكم في الريب تترددون أما علمتم ما جاءت به الاثار مما أئمتكم يكون (حيث اخبر الائمة
السابقون بان القائم (عليه السلام) سوف يغيب ) أفرأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها وأعلاماً تهتدون بها من لدن آدم إلى ان ظهر الماضي ( الإمام الحادي عشر) (عليه السلام) كلما غاب علم بداعلم
وإذا أفل نجم طلع نجم فلما قبضه الله إليه ظننتم انه ابطل دينه وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة ويظهر أمر الله وهم كارهون فاتقوا الله وسلموا لنا وردوا الأمر الينا
فقد نصحت لكم والله شاهد عليّ وعليكم) ( الانوار البهية، ص324).وقد عين عثمان بن سعيد قبل وفاته وبأمر من امام العصر (عليه السلام) ولده أبا جعفر محمد بن عثمان خليفة له ونائباً عن الإمام (عليه
السلام).وكان محمد بن عثمان مثل والده من كبار شخصيات الشيعة في التقوى والعدالة والصدق والاخلاص، وكان موضع احترام الشيعة واعتمادهم، وفي السابق أيضاً اظهر الإمام العسكري (عليه السلام) الاعتماد
والاطمئنان به وبوالده، ويقول الشيخ الطوسي: انّ الشيعة متفقة على عدالته وتقواه وأمانته ( البحار ج51 ص 345 ـ346 ، الغيبة للشيخ الطوسي، ص 316 و 319 ـ الكنى والالقاب، ج ص 203).وبعد وفاة النّائب الاول
عثمان بن سعيد صدر توقيع ( التوقيع أي كتابة الحاشية ويطلق اصطلاحاً على الأوامر والرسائل التي يكتبها الخلفاء والملوك أيضاً، ويطلق في كتب علماء الشيعة على الرسائل والأوامر الصادرة من الإمام الغائب
(عليه السلام) في زمان غيبته والموجهة إلى شيعته) ، من الإمام صاحب الأمر والزمان (عليه السلام) يشير إلى وفاته ويبين نيابة ولده محمد وهذا هو نص التوقيع:( إنا لله وإنا إليه راجعون تسليما لأمره ورضى
بقضائه عاش ابوك سعيداً ومات حميداً فرحمه الله والحقه بأوليائه وموإليه (عليهم السلام) ، فلم يزل مجتهداً في أمرهم ساعيا فيما يقربه إلى الله عزوجل وإليهم، نضّر الله وجهه وأقاله عثرته).وفي فصل آخر من
هذا التوقيع:( اجزل الله لك الثواب واحسن لك العزاء رزئت ورزئنا واوحشك فراقه واوحشنا فسره الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته ان رزقه الله ولداً مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحم عليه،
واقول الحمدلله فان الانفس طيبة بمكانك وما جعله الله عزوجل فيك وعندك ، واعانك الله وقواك وعضدك ووفقك وكان لك وليا وحافظاً وراعيا)، ( البحار ج51 ص 349 ـ كمال الدين ج2 ص 188 الحديث 38 ـ الغيبة للشيخ
الطوسي، ص 219 ـ 220).ويقول عبدالله بن جعفر الحميري: لما مضى أبو عمر ( عثمان بن سعيد ) رضي الله عنه أتتنا الكتب بالخط الذي كنا نكاتب به باقامة أبي جعفر (محمد بن عثمان بن سعيد العمري ) رضي الله عنه
مقامه ( البحار ج51 ص 349).وفي توقيع آخر للإمام (عليه السلام) ضمن جوابه على أسئلة موجهة من اسحاق بن يعقوب الكليني يقول (عليه السلام) :( وأمّا محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن ابيه من قبل فانه
ثقتي وكتابه كتابي ) ( البحار ج51، ص 349 ـ 350 الغيبة للشيخ الطوسي، ص 220، كشف الغمة، ج3 ص 457).ويقول عبدالله بن جعفر الحميري: سألت محمد بن عثمان رضي الله عنه فقلت له: رأيت صاحب هذا الأمر؟ قال:
نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: اللَّهُم انجز لي ما وعدتني ( البحارج51 ص 351).ورأيته صلوات الله عليه متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار ( المستجار محل قريب من الركن اليماني وهو
مقابل لباب الكعبة وهو مكان يلجأ إليه المذنبون) وهو يقول : (اللَّهُم انتقم بي من اعدائك) ( البحار ج51 ص 351). وروى محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه: والله انّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل
سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه ،( البحار ج51 ص 350).ويقول أبو الحسن بن أحمد الدّلال القمي: دخلت على أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه يوماً لأسلم عليه، فوجدته وبين يديه ساجة ونقاش
ينقش عليها ويكتب آيات من القرآن واسماء الأئمة (عليهم السلام) على حواشيها، فقلت له: يا سيدي ما هذه الساجة؟ فقال لي: هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها، أو قال اسند إليها وقد عزفت منه، وانا في كل يوم
انزل فيه فأقرأ جزءاً من القرآن فأصعد، وأظنّه قال: فأخذ بيدي وارانيه، فإذا كان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا صرت إلى الله عزوجل ودفنت فيه وهذه الساجة معي، فلما خرجت من عنده اثبت ما
ذكره ولم ازل مترقباً به ذلك فما تأخر الأمر حتى اعتّل ابوجعفر فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذكرها ودفن فيه ( الكنى والالقاب، طبعة النجف ج3 ص 267،268).وقبل وفاته زاره
فريق من شخصيات الشيعة فعين لهم ـ بأمر من الإمام القائم (عليه السلام) ـ أبا القاسم الحسين بن روح النوبختي سفيراً يقوم بشؤون الارتباط بالإمام (عليه السلام) وقال: ( ان حدث عليّ حدث الموت فالأمر إلى
أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت ان اجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه وعوّلوا في آمركم عليه ( البحار، ج51 ص 355 ـ غيبة الشيخ الطوسي، ص 326،327).وقد توفّي أبو جعفر محمد بن عثمان العمري في
عام (305) هجري قمري رحمه الله رحمة واسعة ( البحار ج51، ص 352).الحسين بن روح النوبختي : كان لأبي القاسم الحسين بن روح النوبختي عظمة وجلالة خاصة يشعر بها الموافق والمخالف، وكان مشهوراً بالعقل
والرؤية الواضحة والتقوى والفضيلة، وكانت تهتم به مختلف الفرق والمذاهب الدينية. وقد تصدى لبعض الشؤون في زمان النائب الثاني محمد بن عثمان العمري، وكان (جعفر بن أحمد بن متيل القمي ) ذا علاقة خاصة
وارتباط متميز بمحمد بن عثمان وهو اقرب إليه من الاخرين، وفي اواخر عمر محمد بن عثمان كان يعدّ طعامه في بيت جعفر بن أحمد وابيه ولهذا كان الناس يحتملون نيابة جعفر بن أحمد بن متيل اكثر من سائر أصحاب
النائب الثاني، ولكنه في اواخر لحظات محمد بن عثمان وعند احتضار. ينقل جعفر بن أحمد بن متيل انه: لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمري الوفاة كنت جالساً عند رأسه أسائله واحدثه وابوالقاسم بن
روح عند رجليه ، فالتفت اليّ ثمّ قال: أمرت ان اوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح، قال: فقمت من عند رأسه واخذت بيد أبي القاسم واجلسته في مكاني وتحولت إلى عند رجليه ( البحار ج51 ص 353 ـ 354).( نعرفه
عرفه الله الخير كلّه ورضوانه واسعده بالتوفيق، وقفنا على كتابه وهو ثقتنا بما هو عليه وأنّه عندنا بالمنزلة والمحل اللذين يسرّانه، زاد الله في احسانه إليه انه ولي قدير والحمدلله لا شريك له وصلى الله
على رسوله محمد وآله وسلم تسليماً كثيرا ). وردت هذه الرقعة يوم الاحد لست ليال خلون من شوال سنة خمس وثلاثمائه ( البحار ج51 ص 356 ـ الغيبة للشيخ الطوسي، ص 227).وسئل أبو سهل النوبختي ( وهو من
المتكلمين المبرزين في بغداد وكبير أسرة النوبختيين وقد ألّف كتبا كثيرة): كيف صار هذا الأمر ( النيابة) إلى الشيخ أبي القاسم بن روح دونك؟فقال: هم ( الأئمة (عليهم السلام) ) اعلم وما اختاروه ( من
الأصلح والانسب ) ولكن انا رجل القى الخصوم واناظرهم ( ولو كنت نائب الإمام) ولو علمت بمكانه كما علم ابوالقاسم ( بسبب نيابته) وضغطتني الحجة ( في مجال البحث حول الإمام مع المخالفين) لعلي كنت ادلّ على
مكانه ( ولا استطيع السيطرة على نفسي ) وابو القاسم فلو كانت الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه ( البحارج51 ص 359 ـ الكنى والالقاب، ج1 ص 91).وقد شغل أبو القاسم الحسين بن روح منصب
النيابة (21) عاماً، واسند قبل وفاته شؤون النيابة ـ بأمر الإمام (عليه السلام) إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري، وتوفي في شهر شعبان سنة ( 326) هجرية، ومرقده في بغداد ( البحار ج51 ص 358
و360).ابوالحسن السّمري : يقول مؤلّف كتاب ( منتهى المقال ) فيما يتعلق بالنائب الرابع أبي الحسن علي بن محمد السمري:إن جلالة قدره عظيمة بحيث لا يحتاج إلى توصيف ( منتهى المقال) .وهذا الشخص
الكريم قد احتل منصب النيابة عن امام العصر ارواحنا فداه بأمر من الإمام نفسه وذلك بعد وفاة الحسين بن روح واخذ يدير شؤون الشيعة. يقول المحدث القمي: ان أبا الحسن السمري قال في يوم من الايام لمجموعة
من المشايخ الحاضرين عنده:عظمّ الله اجركم في مصيبة علي بن بابويه القمي فقد رحل عن الدنيا في هذه الساعة.فسجل هؤلاء تلك الساعة وذلك اليوم وذلك الشهر، ثم بعد مرور (17) أو (18) يوماً وصل الخبر بوفاة
علي بن بابويه القمي في تلك الساعة نفسها ،(الكنى والالقاب، ج3 ص 231 البحارج51 ص 361).وتوفي عليّ بن محمد السمري عام (329) هجري ( الغيبة للشيخ الطوسي،ص242 ـ 243) ، وقبل وفاته جاءت إليه مجموعة من
الشيعة وسألوه ان يوصي إلى احد، فأجاب: لله أمر هو بالغه ( البحار ج51 ص360).وخرج من الإمام الغائب (عليه السلام) توقيع حول السمري فأخرجه إلى الناس واستنسخوه منه، وهذا هو نصه:( بسم الله الرحمن الرحيم
يا عليّ بن محمد السّمري اعظم الله اجر اخوانك فيك: فانّك ميت ما بينك وبين ستة ايام فاجمع أمرك ولا توص إلى احد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الا بعد اذن الله تعالى ذكره
وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الارض جوراً وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة( والارتباط بالإمام الغائب بعنوان النائب الخاص )، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة( ان خروج
السفياني والصيحة علامتان من العلامات التي تحدث قرب ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)). فهو كذّاب مفتر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم)،( البحار ج51 ص 361 ـ الغيبة للشيخ الطوسي، ص 242 ـ 243
ـ كمال الدين للمرحوم الصدوق، ج2 ص 193).وفي اليوم السادس توفي ابوالحسن السمري ودفن في شارع الخلنجي قرب نهر أبي عتاب ( اعيان الشيعة، ج4 القسم الثالث ص21 قاموس الرجال ج7 ص 51).
قد انتهت سفارتهم بوفاة السفير الرابع عام ( 329 هـ ) ، و منذ ذلك الحين بدأت الغيبة الكبرى للإمام ( عليه السلام ) في الرابع من شوال ، من نفس السنة المذكورة .و كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
قد أخبرنا بها ، و نقلها لنا الرواة و المحدِّثين ، و نكتفي بالرواية الآتية :قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( المَهْدِي مِنْ ولْدِي ، اِسْمُه اسْمِي ، و كُنيتُهُ كُنيَتِي ، أشبهُ النَّاس بي
خَلْقاً و خُلُقاً ، تكون له غَيبة و حِيرَة تُضِلُّ الأمم ، ثم يُقْبِلُ كالشَّهَاب الثاقب ، فَيَمْلأَهَا عَدْلاً و قِسْطاً ، كَمَا مُلِئَتْ ظُلماً و جَوْراً ). في أحد التوقيعات التي وصَلَتْنا
عن الإمام ( عليه السلام ) ، إذ يقول : أما الحَوَادِث الواقِعَة ، فَارجعُوا فِيهَا إلَى رُوَاةِ الحَديثِ ، فَإنَّهُم حجتِي عَلَيْكُم ، و أنَا حجَة اللهِ عَلَيْهِم ) .و في حديث الامام العسكري
عليه السلام: من كان من الفُقَهَاءِ صَائِناً لِنَفْسِهِ ، حَافِظاً لِدِيْنِه ، مُخَالِفاً لِهَوَاه ، مُطِيعاً لأمْرِ مَولاه ، فَلِلْعَوَامِ أنْ يُقَلِّدُوه ).