1- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ المفسر بإسناده إلى أبي محمد العسكري عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لبعض أصحابه ذات يوم يا عبد الله أحبب في الله و أبغض في الله و وال في الله و عاد في الله فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك و لا يجد رجل طعم الإيمان و إن كثرت صلاته و صيامه حتى يكون كذلك و قد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادون و عليها يتباغضون و ذلك لا يغني عنهم من الله شيئا فقال له و كيف لي أن أعلم أني قد واليت و عاديت في الله عز و جل و من ولي الله عز و جل حتى أواليه و من عدوه حتى أعاديه فأشار له رسول الله ص إلى علي ع فقال أ ترى هذا فقال بلى قال ولي هذا ولي الله فواله و عدو هذا عدو الله فعاده وال ولي هذا و لو أنه قاتل أبيك و ولدك و عاد عدو هذا و لو أنه أبوك و ولدك
أقول قد مر كثير من أخبار الباب في باب صفات المؤمن و باب صفات خيار العباد و باب جوامع المكارم و في أبواب كتاب الحجة
2- ثو، ]ثواب الأعمال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله ع قال إن من أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله و تبغض في الله و تعطي في الله و تمنع في الله عز و جل
سن، ]المحاسن[ عن ابن محبوب مثله جا، ]المجالس للمفيد[ عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى مثله
3- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن جعفر الفزاري عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال من أحب كافرا فقد أبغض الله و من أبغض كافرا فقد أحب الله ثم قال ع صديق عدو الله عدو الله
4- فس، ]تفسير القمي[ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ يعني الأصدقاء يعادي بعضهم بعضا و قال الصادق ع ألا كل خلة كانت في الدنيا في غير الله فإنها تصير عداوة يوم القيامة و قال أمير المؤمنين ص و للظالم غدا بكفه عضة و الرحيل وشيك و للأخلاء ندامة إلا المتقين
5- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن سعيد بن يسار عن أبي عبد الله ع قال هل الدين إلا الحب إن الله عز و جل يقول قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
6- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن البرقي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال من حب الرجل دينه حبه إخوانه
-7 ف، ]تحف العقول[ عن أبي جعفر الثاني قال أوحى الله إلى بعض الأنبياء أما زهدك في الدنيا فتعجلك الراحة و أما انقطاعك إلي فتعززك بي و لكن هل عاديت لي عدوا أو واليت لي وليا
8- ف، ]تحف العقول[ عن أبي محمد العسكري قال حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار و حب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار و بغض الفجار للأبرار زين للأبرار و بغض الأبرار للفجار خزي على الفجار
سن، ]المحاسن[ عن علي بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم الجعفري عن أبي عبد الله ع مثله مع تحريف و سقط
9- سن، ]المحاسن[ عن البزنطي عن صفوان الجمال عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع في حديث له قال يا زياد ويحك و هل الدين إلا الحب أ لا ترى إلى قول الله إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ أ و لا ترى قول الله لمحمد ص حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ و قال يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ فقال الدين هو الحب و الحب هو الدين
10- سن، ]المحاسن[ عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله ع قال من أحب لله و أبغض لله و أعطى لله و منع لله فهو ممن كمل إيمانه
11- سن، ]المحاسن[ عن محمد بن خالد الأشعري عن إبراهيم بن محمد عن حسين بن مصعب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من أحب الله و أبغض عدوه لم يبغضه لوتر وتره في الدنيا ثم جاء يوم القيامة بمثل زبد البحر ذنوبا كفرها الله له
بيان يقال وترته نقصته و الوتر بالكسر الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي
12- كا، ]الكافي[ عن العدة عن ابن عيسى و البرقي و علي بن إبراهيم عن أبيه و سهل جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله ع قال من أحب في الله و أبغض في الله و أعطى في الله فهو ممن كمل إيمانه
بيان من أحب لله أي أحب من أحب لأن الله يحبه و أمر بحبه من الأنبياء و الأوصياء ع و الصلحاء من المؤمنين لا للأغراض الدنيوية و الأطماع الدنية و أبغض لله أي أبغض من أبغض لأن الله يبغضه و أمر ببغضه من أئمة الضلالة و الكفار و المشركين و المخالفين و الظلمة و الفجار لمخالفتهم لله تعالى و أعطى لله أي أعطى من أمر الله بإعطائه من أئمة الدين و فقراء المؤمنين و صلحائهم خالصا لله من غير رئاء و لا سمعة و في بعض النسخ في الله في المواضع فهو أيضا بمعنى لله و في لتعليل أو المعنى الحب في سبيل طاعته فيرجع إليه أيضا فهو ممن كمل إيمانه لأن ولاية أولياء الله و معاداة أعدائه و إخلاص العمل له عمدة الإيمان و أعظم أركانه
13- كا، ]الكافي[ بالإسناد المتقدم عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله ع قال من أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله و تبغض في الله و تعطي في الله و تمنع في الله
إيضاح العروة ما يكون في الحبل يتمسك به من أراد الصعود و عروة الكوز و نحوه و الأول هنا أنسب كأنه ع شبه الإيمان بحبل يرتقى به إلى الجنة و الدرجات العالية و الأعمال الإيمانية و أخلاقها بالعرى التي تكون فيه يتمسك بها من أراد الصعود عليه و فيه إشارة إلى قوله تعالى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها و المنع في الله أن يكون عدم بذله و إعطائه لكونه سبحانه منع منه كالحد المنتهي إلى التبذير أو إعطاء الكفار لغير مصلحة و الفجار لإعانتهم على الفجور و أمثال ذلك
14- كا، ]الكافي[ بالإسناد عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان ألا و من أحب في الله و أبغض في الله و أعطى في الله و منع في الله فهو من أصفياء الله
سن، ]المحاسن[ عن ابن محبوب مثله توضيح في القاموس الود و الوداد الحب و يثلثان كالودادة و المودة و في المصباح الشعبة من الشجرة الغصن المتفرع منها و الجمع شعب مثل غرفة و غرف و الشعبة من الشيء الطائفة منه و انشعبت أغصان الشجرة تفرعت عن أصلها و تفرقت و يقال هذه المسألة كثيرة الشعب انتهى و شعب الإيمان الأعمال و الأخلاق التي يقتضي الإيمان الإتيان بها و الصفي الحبيب المصافي و خالص كل شيء
15- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور وجوههم و نور أجسادهم و نور منابرهم كل شيء حتى يعرفوا به فيقال هؤلاء المتحابون في الله
بيان المتحابين في الله أي الذين يحب كل منهم الآخرين لمحض رضا الله و كونهم من أحباء الله لا للأغراض الفانية و الأغراض الباطلة و يكون أضاء لازما و متعديا يقال أضاء الشيء و أضاءه غيره ذكره في المصباح
16- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن فضيل بن يسار قال سألت أبا عبد الله ع عن الحب و البغض أ من الإيمان هو فقال و هل الإيمان إلا الحب و البغض ثم تلا هذه الآية حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ
سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن حماد مثله تبيان عن الحب و البغض أي حب الأئمة ع و بغض أعدائهم أو الأعم منهما و من حب المؤمنين و الطاعة و بغض المخالفين و المعصية و الغرض من السؤال إما استعلام أن الاعتقاد بإمامة الأئمة ع و محبتهم و التبري عن أعدائهم هل هما من أجزاء الإيمان و أصول الدين كما هو مذهب الإمامية أو من فروع الدين و الواجبات الخارجة عن حقيقة الإيمان كما ذهب إليه المخالفون أو استبانة أن حب أولياء الله و بغض أعدائه هل هما من الأمور الاختيارية التي يقع التكليف بها أو هما من فعل الله تعالى و ليس للعبد فيه اختيار فلا يكونان مما كلف الله به و الأول أظهر. فأجاب ع على الاستفهام الإنكاري بأن مدار الإيمان على الحب و البغض لأن الاعتقاد بالشيء لا ينفك عن حبه و إنكاره عن بغضه أو عمدة الإيمان ولاية الأئمة ع و البراءة من أعدائهم إذ بهما يتم الإيمان و بدونهما لا ينفع شيء من العقائد و الأعمال كما مر مفصلا فكأن الإيمان منحصر فيهما أو لما كانا أصل الإيمان و عمدته كيف لم يكونا مكلفا به و كيف لم تكن مباديهما بالاختيار. و الاستشهاد بالآية على الأول ظاهر و على الثاني فلأنه لما حصر الله تعالى الرشد و الصلاح فيهما فلو لم يكونا اختياريين لزم الجبر و التكليف بما لا يطاق و هما منفيان بالدلائل العقلية و النقلة. و أما الآية فقال الطبرسي رحمه الله وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ أي جعله أحب الأديان إليكم بأن أقام الأدلة على صحته و بما وعد من الثواب عليه وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ بالألطاف الداعية إليه وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ بما وصف من العقاب عليه و بوجوه الألطاف الصارفة عنه وَ الْفُسُوقَ أي الخروج عن الطاعة إلى المعاصي وَ الْعِصْيانَ أي جميع المعاصي و قيل الفسوق الكذب و هو المروي عن أبي جعفر ع أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ يعني الذين وصفهم بالإيمان و زينه في قلوبهم هم المهتدون إلى معالي الأمور و قيل هم الذين أصابوا الرشد و اهتدوا إلى الجنة انتهى. و يحتمل أن يكون المراد بالكفر الإخلال بالعقائد الإيمانية و بالفسوق الكبائر و بالعصيان الصغائر أو الأعم أو بالكفر ترك الإيمان ظاهرا و باطنا و بالفسوق النفاق و بالعصيان جميع المعاصي. و قد ورد في أخبار كثيرة قد مر بعضها أن الإيمان أمير المؤمنين و ولايته و الكفر و الفسوق و العصيان الأول و الثاني و الثالث فيؤيد المعنى الأول الذي ذكرنا في صدر الكلام
17- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن محمد بن عيسى عن حريز عن أبي الحسن علي بن يحيى فيما أعلم عن عمرو بن مدرك الطائي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لأصحابه أي عرى الإيمان أوثق فقالوا الله و رسوله أعلم و قال بعضهم الصلاة و قال بعضهم الزكاة و قال بعضهم الصيام و قال بعضهم الحج و العمرة و قال بعضهم الجهاد فقال رسول الله ص لكل ما قلتم فضل و ليس به و لكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله و البغض في الله و توالي أولياء الله و التبري من أعداء الله
سن، ]المحاسن[ عن اليقطيني عن أبي الحسن علي بن يحيى فيما أعلم مثله مع، ]معاني الأخبار[ عن ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن علي بن يحيى عن علي بن مروك الطائي عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال رسول الله ص و ذكر مثله بيان الغرض من السؤال امتحان فهم القوم و شدة اهتمامهم باستعلام ما هو الحق في ذلك و العمل به و كان اختيار كل منهم فعلا و ذكره على سبيل الاحتمال أو الاستفهام و لم يكن حكما منهم بأنه كذلك فإنه حينئذ يكون قولا بغير علم و فتوى بالباطل فهذا حرام فكيف يقررهم ص به و يحثهم عليه و ليس به ضمير ليس للفضل المذكور و ضمير به للأوثق أو ضمير ليس لكل من المذكورات و ضمير به للذي أراد ص و توالي أولياء الله الاعتقاد بإمامة الذين جعلهم الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أعداء الله أضدادهم و غاصبوا خلافتهم أو الأعم منهم و من سائر المخالفين و الكفار
18- سن، ]المحاسن[ عن محمد بن علي عن محمد بن جبلة الأحمسي عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص المتحابون في الله يوم القيامة على أرض زبرجدة خضراء في ظل عرشه عن يمينه و كلتا يديه يمين وجوههم أشد بياضا من الثلج و أضوأ من الشمس الطالعة يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب و كل نبي مرسل يقول الناس من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابون في الله
كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن عمر بن جبلة مثله بيان على أرض زبرجدة الإضافة كخاتم حديد في ظل عرشه قال في النهاية أي في ظل رحمته و قال النووي قيل الظل عبارة عن الراحة و النعيم نحو هو في عيش ظليل و المراد ظل الكرامة لا ظل الشمس لأنها و سائر العالم تحت العرش و قال الآبي و من جواب شيخنا أنه يحتمل جعل جزء من العرش حائلا تحت فلك الشمس و قال عياض ظاهره أنه سبحانه يظلهم حقيقة من حر الشمس و وهج الموقف و أنفاس الخلائق و هو تأويل أكثرهم و قال بعضهم هو كناية عن كنهم و جعلهم في كنفه و ستره و منه قولهم السلطان ظل الله و قولهم فلان في ظل فلان أي في كنفه و عزه انتهى. و ظاهر الأخبار و الآيات أن العرش يوضع يوم القيامة في الموقف و أن له يمينا و شمالا فيمكن أن يكون المقربون في يمينه و من دونهم في شماله و كلاهما يمين مبارك يأمن من استقر فيهما و قيل يحتمل أن يراد به الرحمة و لها أفراد متفاوتة فأقواهما يمين و أدونهما يسار و كلاهما مبارك ينجي من أهوال القيامة. و قال في النهاية فيه و كلتا يديه يمين أي إن يديه تبارك و تعالى بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأن الشمال ينقص عن اليمين و كل ما جاء في القرآن و الحديث من إضافة اليد و الأيدي و اليمين و غير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله تعالى فإنما هو على سبيل المجاز و الاستعارة و الله تعالى منزه عن التشبيه و التجسيم انتهى. و في الكافي أشد بياضا و أضوأ و كأنه سقط قوله من الثلج من النساخ يغبطهم تقول غبطهم كضرب غبطا إذا تمنى مثل ما ناله من غير أن يريد زواله لما أعجبه من حسنه و كأن المعنى أن الملك و النبي مع جلالة قدرهما و عظم نعمتهما يعجبهما هذه المنزلة و يعدانها عظيمة فلا يستلزم كون منزلته دون منزلتهما و ربما يقرأ يغبطهم على بناء التفعيل أي يعدانهم ذوي غبطة و حسن حال أو مغبوطين للناس
19- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن نضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ع قال إذا جمع الله عز و جل الأولين و الآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول أين المتحابون في الله قال فيقوم عنق من الناس فيقال لهم اذهبوا إلى الجنة بغير حساب قال فتلقاهم الملائكة فيقولون إلى أين فيقولون إلى الجنة بغير حساب قال فيقولون فأي ضرب أنتم من الناس فيقولون نحن المتحابون في الله قال فيقولون و أي شيء كانت أعمالكم قالوا كنا نحب في الله و نبغض في الله قال فيقولون نعم أجر العالمين
سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن النضر مثله بيان يسمع الناس على بناء الإفعال حال عن فاعل فنادى و في المحاسن ينادي بصوت يسمع فتلقاهم على بناء المجرد أو على بناء التفعل بحذف إحدى التاءين أي تستقبلهم و أي شيء كانت أعمالكم أي منصوب بخبرية كانت أي أية مرتبة بلغ تحابكم و أي شيء فعلتم حتى سميتم بهذا الاسم و قيل هو استبعاد لكون محض التحاب سبب هذه المنزلة و في المحاسن قالوا و أي شيء قوله نعم أجر العاملين المخصوص بالمدح محذوف أي أجركم و ما أعطاكم ربكم
20- كا، ]الكافي[ عن العدة عن علي بن حسان عمن ذكره عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال ثلاث من علامات المؤمن علمه بالله و من يحب و من يبغض
بيان علمه بالله أي بذاته و صفاته بقدر وسعه و طاقته و من يحب و من يبغض أي من يحبه الله من الأنبياء و الأوصياء ع و أتباعهم و من يبغضه الله من الكفار و أهل الضلال أو الضمير في الفعلين راجع إلى المؤمن أي علمه بمن يجب أن يحبه و يجب أن يبغضه و كأنه أظهر
21- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم و حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال إن الرجل ليحبكم و ما يعرف ما أنتم عليه فيدخله الله الجنة بحبكم و إن الرجل ليبغضكم و ما يعرف ما أنتم عليه فيدخله الله ببغضكم النار
بيان قوله ع إن الرجل ليحبكم أقول يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد بهم المستضعفين من المخالفين فإنهم يحبون الشيعة و لا يعرفون مذهبهم و يحتمل دخولهم الجنة بذلك الثاني أن يكون المراد بهم المستضعفين من الشيعة فإنهم يحبون علماء الشيعة و صلحاءهم و لكن لم يصلوا إلى ما هم عليه من العقائد الحقة و الأعمال الصالحة فيدخلون بذلك الجنة و منهم من يبغض العلماء و الصلحاء فيدخلون بذلك النار فإن كان بغضهم للعلم و الصلاح فهم كفرة و إلا فهم فسقة كما ورد كن عالما أو متعلما أو محبا للعلماء و لا تكن رابعا فتهلك الثالث أن يكون المراد بما أنتم عليه الصلاح و الورع دون التشيع كما ذكره بعض المحققين الرابع أن يكون المراد بما أنتم عليه المعصية كما روي أن حفصا كان يلعب بالشطرنج. فالمراد أن من أحبكم لظاهر إيمانكم و تشيعكم مع عدم علمه بالمعاصي التي أنتم عليه فبذلك يدخل الجنة و من أبغضكم لكونكم مؤمنين و لم يعلم فسقكم ليبغضكم لذلك فهو من أهل النار لأن بغض المؤمن لإيمانه كفر
22- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن ابن العرزمي عن أبيه عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك فإن كان يحب أهل طاعة الله عز و جل و يبغض أهل معصيته ففيك خير و الله يحبك و إذا كان يبغض أهل طاعة الله و يحب أهل معصيته فليس فيك خير و الله يبغضك و المرء مع من أحب
سن، ]المحاسن[ عن العرزمي عن أبيه عن جابر مثله ع، ]علل الشرائع[ عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن العرزمي مثله بيان يحب أهل طاعة الله أي سواء وصل منهم ضرر إلى دنياه أو لم يصل و يبغض أهل معصيته سواء وصل منهم إليه نفع أو لم يصل و إذا كان يبغض أهل طاعة الله لضرر دنيوي و يحب أهل معصيته لنفع دنيوي و قيل أصل المحبة الميل و هو على الله سبحانه محال فمحبة الله للعبد رحمته و هدايته إلى بساط قربه و رضاه عنه و إرادته إيصال الخير إليه و فعله له فعل المحب و بغضه سلب رحمته عنه و طرده عن مقام قربه و وكوله إلى نفسه و كون المرء مع من أحب لا يستلزم أن يكون مثله في الدرجات أو في الدركات فإن دخوله مع محبوبه في الجنة أو في النار يكفي لصدق ذلك
23- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبي علي الواسطي عن الحسين بن أبان عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال لو أن رجلا أحب رجلا لله لأثابه الله على حبه إياه و إن كان المحبوب في علم الله من أهل النار و لو أن رجلا أبغض رجلا لله لأثابه الله على بغضه إياه و إن كان المبغض في علم الله من أهل الجنة
سن، ]المحاسن[ عن أبي علي الواسطي مثله
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن صالح بن فيض بن فياض عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن أبان عن بعض أصحابنا عنه ع مثله إلا أنه في الموضعين و إن كان في علم الله بدون ذكر المحبوب و المبغض
بيان قوله ع لأثابه الله أقول هذا إذا لم يكن مقصرا في ذلك و لم يكن مستندا إلى ضلالته و جهالته كالذين يحبون أئمة الضلالة و يزعمون أن ذلك لله فإن ذلك لمحض تقصيرهم عن تتبع الدلائل و اتكالهم على متابعة الآباء و تقليد الكبراء و استحسان الأهواء بل هو كمن أحب منافقا يظهر الإيمان و الأعمال الصالحة و في باطنه منافق فاسق فهو يحبه لإيمانه و صلاحه لله و هو مثاب بذلك و كذا الثاني فإن أكثر المخالفين يبغضون الشيعة و يزعمون أنه لله و هم مقصرون في ذلك كما عرفت. و أما من رأى شيعة يتقي من المخالفين و يظهر عقائدهم و أعمالهم و لم ير و لا سمع منه ما يدل على تشيعه فإن أبغضه و لعنه فهو في ذلك مثاب مأجور و إن كان من أبغضه من أهل الجنة و مثابا عند الله بتقيته أو كأحد من علماء الشيعة زعم عقيدة من العقائد كفرا أو عملا من الأعمال فسقا و أبغض المتصف بأحدهما لله و لم يكن أحدهما مقصرا في بذل الجهد في تحقيق تلك المسألة فهما مثابان و هما من أهل الجنة إن لم يكن أحدهما ضروريا للدين
24- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بشير الكناسي عن أبي عبد الله ع قال قد يكون حب في الله و رسوله و حب في الدنيا فما كان في الله و رسوله فثوابه على الله و ما كان في الدنيا فليس بشيء
سن، ]المحاسن[ عن أبيه عن النضر مثله بيان قد يكون حب في الله و رسوله أي لهما كحب الأنبياء و الأئمة ص و حب العلماء و السادات و الصلحاء و الإخوان من المؤمنين لعلمهم و سيادتهم و صلاحهم و إيمانهم و لأمره تعالى و رسوله بحبهم و حب في الدنيا كحب الناس لبذل مال و تحصيله أو لنيل جاه و غرض من الأغراض الدنيوية فليس بشيء أي فأقل مراتبه أنه لا ينفع في الآخرة بل ربما أضر إذا كان لتحصيل الأموال المحرمة و المناصب الباطلة أو لفسقهم أو للعشق الباطل و أمثال ذلك
25- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع قال إن المسلمين يلتقيان فأفضلهما أشدهما حبا لصاحبه
بيان فأفضلهما أي عند الله و أكثرهما ثوابا أشدهما حبا لصاحبه في الله كما مر
26- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن البزنطي و ابن فضال عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال ما التقى مؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لأخيه
27- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن محمد بن عمران السبيعي عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كل من لم يحب على الدين و لم يبغض على الدين فلا دين له
بيان كل من لم يحب على الدين إن كان المراد أنه لم يكن شيء من حبه و بغضه في الدين فقوله فلا دين له على الحقيقة لأنه لم يحب النبي ص و الأئمة ع أيضا لله و لا أبغض أعداءهم لله و إن كان المراد غالب حبه و بغضه أو حب أهل زمانه أو لم يكن جميع حبه و بغضه للدين فالمعنى لا دين له كاملا
28- سن، ]المحاسن[ عن بعض أصحابنا عن صالح بن بشير الدهان قال قال أبو عبد الله ع إن الرجل ليحب ولي الله و ما يعلم ما يقول فيدخله الله الجنة و إن الرجل ليبغض ولي الله و ما يعلم ما يقول فيموت و يدخل النار
29- كتاب الغايات، عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص ذات يوم لأصحابه أخبروني بأوثق عرى الإسلام فقالوا يا رسول الله الصلاة قال إن الصلاة قالوا يا رسول الله الزكاة قال إن الزكاة قالوا يا رسول الله الجهاد قال إن الجهاد قال فقالوا يا رسول الله فأخبرنا قال الحب في الله و البغض في الله
بيان قوله ص إن الصلاة أي ليس الصلاة كذلك أو لها فضل لكن ليست كذلك و يحتمل كون إن نافية لكنه بعيد
30- مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع المحب في الله محب الله و المحبوب في الله حبيب الله لأنهما لا يتحابان إلا في الله قال رسول الله ص المرء مع أن أحب فمن أحب عبدا في الله فإنما أحب الله و لا يحب الله تعالى إلا من أحبه الله قال رسول الله ص أفضل الناس بعد النبيين في الدنيا و الآخرة المحبون لله المتحابون فيه و كل حب معلول يورث بعدا فيه عداوة إلا هذين و هما من عين واحدة يزيدان أبدا و لا ينقصان قال الله عز و جل الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ لأن أصل الحب التبري عن سوى المحبوب و قال أمير المؤمنين ع إن أطيب شيء في الجنة و ألذه حب الله و الحب في الله و الحمد لله قال الله عز و جل وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و ذلك أنهم إذا عاينوا ما في الجنة من النعيم هاجت المحبة في قلوبهم فينادون عند ذلك أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
31- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص معاشر الناس أحبوا موالينا مع حبكم لآلنا هذا زيد بن حارثة و ابنه أسامة بن زيد من خواص موالينا فأحبوهما فو الذي بعث محمدا بالحق نبيا لينفعكم حبهما قالوا و كيف ينفعنا حبهما قال إنهما يأتيان يوم القيامة عليا ع بخلق عظيم أكثر من ربيعة و مضر بعدد كل واحد منهما فيقولان يا أخا رسول الله هؤلاء أحبونا بحب محمد رسول الله ص و بحبك فيكتب لهم علي ع جوازا على الصراط فيعبرون عليه و يردون الجنة سالمين و ذلك أن أحدا لا يدخل الجنة من سائر أمة محمد ص إلا بجواز من علي ع فإن أردتم الجواز على الصراط سالمين و دخول الجنان غانمين فأحبوا بعد حب محمد و آله ع مواليه ثم إن أردتم أن يعظم محمد ص عند الله تعالى منازلكم فأحبوا شيعة محمد و علي و جدوا في قضاء حوائج إخوانكم المؤمنين فإن الله تعالى إذا أدخلكم معاشر شيعتنا و محبينا الجنان نادى مناديه في تلك الجنان قد دخلتم عبادي الجنة برحمتي فتقاسموها على قدر حبكم لشيعة محمد و علي و قضائكم لحقوق إخوانكم المؤمنين فأيهم كان أشد للشيعة حبا و لحقوق إخوانهم المؤمنين أشد قضاء كانت درجاته في الجنان أعلى حتى إن فيهم من يكون أرفع من الآخر بمسير خمسمائة سنة ترابيع قصور و جنان
بيان كأن المراد بالترابيع المربعات فإنها أحسن الأشكال
32- جع، ]جامع الأخبار[ عن أبي هريرة عن النبي ص قال إن حول العرش منابر من نور عليها قوم لباسهم و وجوههم نور ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء و الشهداء قالوا يا رسول الله حل لنا قال هم المتحابون في الله و المتجالسون في الله و المتزاورون في الله و قال النبي ص لو أن عبدين تحابا في الله أحدهما بالمشرق و الآخر بالمغرب لجمع الله بينهما يوم القيامة و قال النبي ص أفضل الأعمال الحب في الله و البغض في الله و قال ع علامة حب الله حب ذكر الله عن أنس قال قال رسول الله ص الحب في الله فريضة و البغض في الله فريضة
بيان حل لنا أي بين من حل العقدة استعير لحل الإشكال قال في الأساس من المجاز فلان حلال للعقد كاف للمهمات
33- دعوات الراوندي، روي أن الله تعالى قال لموسى ع هل عملت لي عملا قال صليت لك و صمت و تصدقت و ذكرت لك قال الله تبارك و تعالى و أما الصلاة فلك برهان و الصوم جنة و الصدقة ظل و الذكر نور فأي عمل عملت لي قال موسى ع دلني على العمل الذي هو لك قال يا موسى هل واليت لي وليا و هل عاديت لي عدوا قط فعلم موسى أن أفضل الأعمال الحب في الله و البغض في الله و إليه أشار الرضا ع بمكتوبه كن محبا لآل محمد و إن كنت فاسقا و محبا لمحبيهم و إن كانوا فاسقين و من شجون الحديث أن هذا المكتوب هو الآن عند بعض أهل كرمند قرية من نواحينا إلى أصفهان ما هي و رفعته أن رجلا من أهلها كان جمالا لمولانا أبي الحسن ع عند توجهه إلى خراسان فلما أراد الانصراف قال له يا ابن رسول الله شرفني بشيء من خطك أتبرك به و كان الرجل من العامة فأعطاه ذلك المكتوب و قال النبي ص أوثق عرى الإيمان الحب في الله و البغض في الله
34- جع، ]جامع الأخبار[ أوحى الله إلى موسى ع هل عملت لي عملا إلى قوله و البغض في الله
بيان في القاموس الشجن الغصن المشتبك و الحديث ذو شجون فنون و أغراض قوله ما هي أي ما هي من أصفهان لكنها في تلك الناحية و في القاموس راوند موضع بنواحي أصفهان. و أقول قد مر كثير من أخبار الباب في باب صفات المؤمن و صفات الشيعة و كتب الإمامة و سيأتي في سائر الأبواب