عن عبد الله بن مسعود قال : قلت للنبي صلى الله عليه واله وسلم : يا رسول الله من يغسلك اذا مت ؟ فقال : يغسل كل نبي وصيه ، قلت : فمن وصيك يا رسول الله ؟ قال : علي بن ابي طالب ، فقلت : كم يعيش بعدك يا رسول الله ؟ قال : ثلاثين سنة.
فان يوشع بن نون وصي موسى عاش من بعده ثلاثين سنة ، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوج موسى فقالت : انا احق بالامر منك ، فقاتلها فقتل مقاتلتها واسرها فاحسن اسرها ، وان ابنة ابي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا الفا من امتي فيقاتلها فيقتل مقاتلتها وياسرها فيحسن اسرها ، وفيها انزل الله تعالى : « وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى » (1) يعني صفراء بنت شعيب « اي بمعنى لا تبرجن كما تبرجت صفراء بنت شعيب في الجاهلية الاولى » (2). وذلك لما توفي موسى عليه السلام قام بالامر يوشع بن نون ، واوذي من قبل الطواغيت وصبر على الاذي والضراء والجهد حتى مضى منهم ثلاثة طواغيت فقوي بعدهم امره فخرج عليه رجلان من منافقي قوم موسى واخرجوا معهم ـ صفراء بنت شعيب ـ امرأة موسى عليه السلام في مائة الف رجل فقاتلوا يوشع بن نون فغلبهم وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وهزم الباقين باذن الله تعالى ، واسر صفراء بنت شعيب ، وقال لها : قد عفوت عنك في الدنيا الى ان نلقي نبي الله موسى فاشكو اليه ما لقيت منك ومن قومك.
فقالت صفراء : واويلاه ، والله لو ابيحت لي الجنة لاستحييت ان ارى فيها رسول الله وقد هتكت حجابه وخرجت على وصيه بعده (3).
________________________________________
1 ـ الاحزاب : 33.
2 ـ كمال الدين : 17 وللحديث ذيل طويل.
3 ـ كمال الدين : 91 ـ 92 وامالي الصدوق : 140