عن ابي جعفر عليه السلام ، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط ؟ فقال :
ان قوم لوط كانوا اهل فرية لا يتنظفون من الغائط ، ولا يتطهرون من الجنابة ، بخلاء اشحاء على الطعام ، وان النبي لوط لبث عندهم ثلاثين سنة ، ولم يكن له عشيرة فيهم ولا قوم ، وانه دعاهم الى الله عزوجل والى الايمان واتباعه ، ونهاهم عن الفواحش ، وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يطيعوه ، وان الله عزوجل لما اراد عذابهم بعث اليهم رسلا منذرين عذرا ونذرا ، ـ ولم يعذبهم قبل ان يرسل اليهم رسولا منذرا ـ.
فلما عتوا عتوا عن امر الله ولم يتوبوا بعث الله اليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين ، فما وجدا منها غير بيت من المسلمين فاخرجوهم منها ، وقالوا للوط : اسر باهلك من هذه القرية الليلة بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد ..
فلما انتصف الليل سار لوط ببناته ورجعت امرأته مدبرة الى قومها واخبرت قومها بان لوط خرج ببناته ...
عند ذلك امر الله تعالى جبرئيل عليه السلام ان يهبط الى قرية لوط فقلعها وما حوت من سبع ارضين فرفعها ، حتى سمع اهل السماء نباح الكلاب وصياح الديكة ثم قلبها على قومها حتى صار اسفلها اعلاها بأمر من الله ، وامطر الله عليهم حجارة من سجيل مسومة فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم جبرئيل وقال : اين كانت قريتهم من البلاد ؟
فقال جبرئيل : كان موضع قريتهم في موضع بحيرة طبرية اليوم ، وهي من نواحي الشام.
قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أرأيتك حين قلبتها عليهم في اي موضع من الارضين وقعت القرية واهلها ؟ فقال : يا محمد وقعت فيما بين بحر الشام الى مصر فصارت تلولا في البحر. (1)
________________________________________
1 ـ علل الشرائع : ص 184.