نعم بعدما ازلهما الشيطان ووسوس لهما واخرجهما من الجنة حيث الراحة والهدوء والبعد عن الالم والتعب والعناء ، هبط الى الارض في جو مملوء بالتعب والمشقة والعناء.
وهنا اخذ آدم يفكر متألما لما صدر منه ، وكيفية تلافي الخطأ ، فاتجه بكل وجوده وجوارحه الى الله عزوجل وهو نادم اشد الندم ، وطلب منه التوبة والمغفرة لما صدر منه ، رافعا يديه متضرعا ومتوسلا الى الله ، هنا ادركته الرحمة الالهية « فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ، انه هو التواب الرحيم » (1).
صحيح ان آدم عليه السلام لم يرتكب محرما ، ولكن ترك الاولى يعتبر معصية منه ـ كما ذكرنا ـ ولذلك سرعان ما تدارك الموقف وعاد الى خالقه.
وقد روي ان آدم وحواء لما هبطا الى الارض ، نزل آدم على جبل الصفا بمكة ، ونزلت حواء على جبل المروة ، وذلك في رواية عن ابي عبد الله عليه السلام قال :
سمي الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه ، فقطع للجبل اسم من اسم آدم عليه السلام ، يقول الله عزوجل : « ان الله اصطفى آدم ونوحا » ، وهبطت حواء على المروة ، وانما سميت المروة مروة لان المرأة هبطت عليها ، فقطع للجبل اسم من اسم المرأة. (2)
وروي عنه عليه السلام قال : رن ابليس اربع رنات : اولهن يوم لعن ، وحين اهبط الى الارض ، وحين بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم على حين فترة من الرسل ، وحين انزلت ام الكتاب.
ونخر نخرتين : حين اكل آدم من الشجرة ، وحين اهبط من الجنة (3) وذلك لشدة الفرح ».
________________________________________
1 ـ البقرة : 37.
2 ـ علل الشرائع : 149 عنه البحار : ج 11 ص 205.
3 ـ نفس المصدر.