روي انه لما كسر ابراهيم عليه السلام الاصنام وعلق الفاس في عنق كبيرهم واخبروا الملك نمرود بذلك ، ارسل على آزر فجاؤوا به ، فقال له الملك ، خنتني يا آزر وكتمت هذا الولد عني ، فقال : ايها الملك هذا عمل امه ـ « كانت قد اتفقت مع آزر انها تقوم بالدفاع عنه اذا فشى امره » ـ فدعا نمرود ام ابراهيم فقال لها : ما حملك على ان تكتمي عني امر هذا الغلام حتى فعل بآلهتنا ما فعل ؟
فقالت ايها الملك : نظرا مني لرعيتك.
قال : وكيف ذلك ؟ قالت : رايتك تقتل اولاد رعيتك فكان يذهب النسل ، فلما ولدت هذا الغلام اخفيته وقلت : ان كان هذا الذي يطلبه الملك دفعته اليه ليقتله ويكف عن قتل اولاد الناس ، وان لم يكن ذلك فبقي لنا ولدنا ، وقد ظفرت به فشانك ، فكف عن اولاد الناس.
فصوب رايها وعفى عن ابراهيم ولم يقتله.
وبهذه الطريقة الذكية تخلصت ام ابراهيم من بطش نمرود وخلصت نفسها وآزر من القتل ، وسلمت امر ابنها ابراهيم الى الله ، وقد انجاه الله من نار نمرود وجعلها بردا وسلاما ...