وروي ان آدم عليه السلام لما كثر ولده وولد ولده كانوا يتحدثون عنده وهو ساكت ، فقالوا : يا ابة مالك لا تتكلم ؟ قال :
يا بني ان الله جل جلاله لما اخرجني من جواره عهد الي وقال : اقل كلامك ترجع الى جواري. (1)
« بمعنى انه قلة الكلام تقربك من الله تعالى ، وكثرة الكلام بدون فائدة والثرثرة تبعدك عن الله تعالى ، وقد قيل : خير الكلام ما قل ودل ».
روي انه كان جبرئيل عليه السلام يتردد على آدم دائما ، وكان اذا لم يأته جبرئيل عليه السلام اغتم وحزن ، فشكا ذلك الى جبرئيل فقال : اذا وجدت شيئا من الحزن فقل : لا حول ولا قوة الا بالله.
قال آدم عليه السلام بعد ان رفع رأسه من السجود لله تعالى :
اي رب الم تخلقني ؟ فقال الله : قد فعلت ، فقال : الم تنفخ في من روحك ؟ قال : قد فعلت ، قال : الم تسكني جنتك ؟ قال : قد فعلت ، قال : الم تسبق لي رحمتك غضبك ؟ قال الله : قد فعلت ، فهل صبرت او شكرت ؟ قال آدم : « لا اله الا انت سبحانك اني ظلمت نفسي فاغفر لي انك انت الغفور الرحيم »
فرحمه الله بذلك وتاب عليه انه هو التواب الرحيم (2).
_____________________________________________________
12 ـ ميزان الحكمة : ج 2 ص 268.
13 ـ تفسير العياشي ، عنه البحار : ج 11 ص 212.