روي انه كان قاض في بني اسرائيل وكان يقضي بالحق فيهم ، فلما حضرته الوفاة قال لامراته ، اذا مت فاغسليني وكفنيني وغطي وجهي ، وضعيني على سريري ، فانك لا ترين سوء انشاء الله تعالى ، فلما مات فعلت ماكان امرها به ، ثم مكثت بعد ذلك حينا ، ثم انها كشفت عن وجهه فاذا دودة تقرض منخره ، ففزعت من ذلك.
فلما كان بالليل اتاها في منامها فقال لها : فزعت مما رأيتي ؟ قالت : اجل ، قال : والله ما هو الا في اخيك.
وذلك انه اتاني ومعه خصم له ، فلما جلسا قلت : اللهم اجعل الحق له ، فلما اختصما كان الحق له ففرحت ، فاصابني ما رأيت لموضع هواي مع موافقة الحق له (1).
________________________________________
1 ـ قصص الانبياء للجزائري : 517.