روي عن ابي بصير عن الامام الصادق عليه السلام قال : سالته عن بلية ايوب عليه السلام التي ابتلى بها في الدنيا لاي علة كانت ؟ قال : لنعمة انعم الله عزوجل عليه بها في الدنيا وادى شكرها.
وكان في ذلك الزمان لا يحجب ابليس دون العرش ، ـ كما كان لقاءه بآدم عليه السلام ـ.
فلما صعد ابليس ورأى شكر نعمة ايوب عليه السلام ، حسده ، فقال : يا رب ان ايوب لم يؤد اليك شكر هذه النعمة الا بما اعطيته من الدنيا ، ولو حرمته دنياه ما ادى اليك شكر نعمة ابدا ، فسلطني على دنياه حتى تعلم انه لم يؤد اليك شكر نعمة ابدا ، فقيل له : قد سلطتك على ماله وولده ..
» كان هذا من اجل ان يوضح البارئ عزوجل اخلاص ايوب عليه السلام للجميع ، ويجعله نموذجا حيا للعالمين حتى يشكروه حين النعمة ويصبروا حين البلاء ، ولذلك سمح البارئ عزوجل للشيطان في ان يتسلط على دنيا ايوب «.
عندما اخذ ابليس الاجازة من الله ، انحدر الى الارض ، فلم يبق له مالا ولا ولدا الا اهلكه ، فازداد ايوب شكرا وحمدا.
قال ابليس لله عزوجل : فسلطني على زرعه يا رب ، قال : فعلت ، فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق ، فازداد ايوب لله شكرا وحمدا.
فقال يا رب سلطني على غنمه ، فسلطه على غنمه فاهلكها ، فازداد ايوب لله شكرا وحمدا.
فقال : يا رب سلطني على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله وعينه ، فنفخ فيه ابليس فصار قرحة واحدة من قرنه الى قدمه ، فبقي في ذلك دهرا طويلا يحمد الله ويشكره.
والخلاصة : فقد كانت النعم تسلب من ايوب عليه السلام الواحدة تلو الاخرى ، حتى ابتعد عنه جميع الناس وعاش منعزلا عنهم خارج المدينة ولم يبقى معه احد سوى امرأته ، مع كل هذا كان شاكرا وصابرا ، ويناجي ربه بلسان الشكر والحمد والثناء.