ذكر اهل التفسير والتاريخ ان ابراهيم عليه السلام ولد في زمن حكومه نمرود ابن كنعان ، وزعم البعض ان نمرود كان واليا من ولاة كيكاوس وبعضهم قال : كان ملكا براسه.
قيل لنمرود : انه سوف يولد في هذه السنة مولود يكون هلاكك وزوال ملكك على يده ، فخاف نمرود وامر بقتل كل غلام يولد في تلك السنة ، وامر بان يعزل الرجال عن النساء ، ويتفحصن عن احوال النساء فمن وجدت حبلى تحبس حتى تلد ، فان كان المولود غلاما يقتل وان كانت جارية خليت.
فلما حملت ام ابراهيم عليه السلام بابراهيم ودنت منها ولادته خرجت هاربة فذهبت الى غار فوضعت هناك ولفته في خرقة ثم جعلت على باب الغار صخرة ثم انصرفت عنه ، فجعل الله رزقه في ابهامه فجعل يمصها فتشخب لبنا ، وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ، ويشب في الجمعة كما يشب غيره في شهر ، ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة ، وكانت امه تختلف اليه وتراه يمص من اصبعه لبنا.
وقد روي عن ابن محبوب عن ابراهيم بن ابي زياد الكرخي قال : سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : ان ابراهيم عليه السلام كان مولده « بكوثى ربى (1) » وكان ابوه من اهلها ، وكانت ام ابراهيم وام لوط اختين.
وكان ابراهيم عليه السلام في شبيبته على الفطرة التي فطر الله عزوجل الخلق عليها حتى هداه الله الى دينه واجتباه ، وانه تزوج سارة ابنة لاحج ، وهي ابنة خالته.
« وكان لاحج نبيا منذرا ولم يكن رسولا صاحب شريعة » (2).
_______________________________________________
1 ـ كوثى ربى : قرية بالقرب من الكوفة.
2 ـ البحار : ج 12 ص.