روي انه لما ارادت امرأة العزيز مراودة يوسف عن نفسه جعلت تذكر له محاسن نفسه وتشوقه الى نفسها ، وهو يردها ويعظها ، ونحن هنا نذكر هذه المحاورة التي دارت بينهما كي نتعض بها :
قالت : يا يوسف ما احسن شعرك ؟ قال : هو اول شيء يبلى اذا مت.
قالت : يا يوسف ما احسن وجهك ؟ قال : ربي تعالى صورني في الرحم ، وقال : التراب ياكله.
قالت : يا يوسف قد انحلت جسمي بصورة وجهك ؟ قال : الشيطان يعينك على ذلك.
قالت : يا يوسف الجنينة قد التهبت نارا قم فاطفئها ؟ فقال : ان اطفاتها فمنها احتراقي.
قالت : يا يوسف الجنينة قد عطشت قم فاسقها ؟ قال : فمن كان المفتاح بيده فهو احق ان يسقيها مني.
قالت : يا يوسف بساط الحرير قد بسط لك قم فاقضي حاجتي ؟ قال : اذا يذهب نصيبي من الجنة.
قالت : يا يوسف ادخل معي تحت الستر فاسترك به ؟ قال : ليس شيء يسترني من ربي تعالى ان عصيته.
قالت : يا يوسف ضع يدك على صدري تشفني بذلك ؟ قال : سيدي احق بذلك مني.
قالت : يا يوسف ما احسن عينيك ، قال : هما اول ما يسيل في الارض من جسدي.
قالت : اما سيدك فأسقيه كاسا فيه زئبق الذهب فيتناثر لحمه ، ويتساقط عظمه ، ثم القيه في استبرق والقيه في المخدع لا يعلم به احد من الناس ، واوليك ملكه قليله وكثيره.
قال : فان الجزاء يوم الجزاء.
قالت : يا يوسف اني كثيرة الدر والياقوت والزمرد فاعطيك ذلك كله حتى تنفقه في مرضاة سيدك الذي في السماء ...
فابى يوسف.