روي انه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت ام سلمة في ليلتها ، فقدته من الفراش فدخلها من ذلك ما يدخل النساء ، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت اليه وهو في جانب من البيت رافعا يديه يبكي وهو يقول :
« اللهم لا تنزع مني صالح ما اعطيتني ابدا.
اللهم ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ابدا.
اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا ابدا.
اللهم لا تردني من سوء استنقذتني منه ابدا ».
فانصرفت ام سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبكائها ، فقال لها ما يبكيك يا ام سلمة ؟ فقالت : بابي انت وامي يا رسول الله ولِمَ لا ابكي وانت بالمكان الذي انت به من الله قد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، تسأله ان لا يشمت بك عدوا ابدا ، وان لا يردك في سوء استنقذك منه ابدا ، وان لا ينزع منك صالح ما اعطاك ابدا ، وان لا يكلك الى نفسك طرفة عين ابدا.
فقال : يا ام سلمة وما يؤمنني ، وانما وكل الله يونس بن متي الى نفسه طرفة عين فكان منه ما كان. (1)
________________________________________
1 ـ البحار : ج 14 ص 384.