لقد خص الله تبارك وتعالى النبي ابراهيم عليه السلام بفضائل وكرامات لم يخص بها غيره من الانبياء.
اتخذه الله خليلا ومحبا له وذلك قوله تعالى : « ... واتخذ الله ابراهيم خليلا » (1) اي محبا لا خلل في مودته وذلك لكمال خلته ، والمراد بخلته لله ، انه كان مواليا لاولياء الله ، ومعاديا لاعداء الله ، والمراد بخلة الله له ، نصرته على من اراده بسوء ، كما انقذه من نار نمرود وجعلها عليه بردا وسلاما ، وكما فعله بملك مصر حين راوده بسوء عن اهله.
وجعله اماما للناس وقدوة ، كما جعله « امة » قال تعالى : « ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين » (2) اي كان ابراهيم عليه السلام قدوة معلما للخير ، وكان يتجلى بصفاة العظمة والابوة لبقية الانبياء.
وقيل : سماه الله « امة » لان قوام الامة كان به ، وقيل : لانه قام بعمل امة ، وقيل : لانه انفرد في دهره بالتوحيد فكان مؤمنا وحده والناس كلهم كفار.
وكان قانتا لله مطيعا له دائما على عبادته مصليا حنيفا مستقيما على الطاعة.
استجاب الله دعاؤه حتى اكرم بالنبوة وذريته ، « كما صليت على ابراهيم وال ابراهيم ».
وهو عليه السلام اول من يدعى يوم القيامة بعد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ويقف معه عن يمين العرش ، كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم.
عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال : يا علي انه اول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فاقوم عن يمين العرش في ظله ، فيكسى حلة خضراء من حلل الجنة ،...الى ان قال صلى الله عليه واله وسلم : ثم ينادي مناد من عند العرش : نعم الاب ابوك ابراهيم ، نعم الاخ اخوك علي ، الخبر. (3)
وكان ابراهيم عليه السلام اول من اضاف الضيف ، واول من شاب ، فقيل له ما هذا ؟ قال : وقار في الدنيا ، ونور في الاخرة ، وقيل : اتخذ الله عزوجل ابراهيم خليلا لكثرة سجوده على الارض ، واطعام الطعام ، وصلاته بالليل والناس نيام.
وقيل : اول من قاتل في سبيل الله ابراهيم عليه السلام حيث اسرت الروم لوطا عليه السلام فنفر ابراهيم عليه السلام واستنقذه من اسرهم ، واول من قص شاربه واول لبس النعل ، واول من اخرج الخمس ، واول من اتخذ الرايات.
__________________________________________________
1 ـ النساء : 126.
2 ـ النحل : 120.
3 ـ امالي الصدوق : 195 عنه البحار : ج 12 ص 3.