عن ابي ذر رحمه الله ، عن النبي صلوات الله عليه و اله قال : انزل الله على ابراهيم عليه السلام عشرين صحيفة ، قلت : يا رسول الله ما كانت صحف ابراهيم ؟
قال : كانت امثالا كلها ، وكان فيها : ايها الملك المبتلى المغرور ، اني لم ابعثك لتجمع الدنيا بعضها الى بعض ، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم ، فاني لا اردها وان كانت من كافر.
وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا ، ان يكون له اربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه عزوجل ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتفكر فيما صنع الله عزوجل اليه ، وساعة يخلو فيها بخط نفسه من الحلال.
فان هذه الساعات عون لتلك الساعات ، واستجمام للقلوب وتوريع لها.
وعلى العاقل ان يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شانه ، حافظا للسانه ، فان من حسب كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه ، وعلى العاقل ان يكون طالبا لثلاث : مرة لمعاش ، او تزود لمعاد ، او تلذذ في غير محرم.
قلت يا رسول الله : فما كانت صحف موسى عليه السلام ؟ قال : كانت عبرا كلها ، وفيها : عجبا لمن ايقن بالموت كيف يفرح ؟ ولمن ايقن بالنار لم يضحك ؟ ولمن ايقن بالحساب لم لا يعمل ؟
قلت : يا رسول الله ، هل في ايدينا مما انزل الله عليك شيء مما كان في صحف ابراهيم وموسى ؟
قال : يا ابا ذر اقرأ : « قد افلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى ، بل تؤثرون الحياة الدنيا ، والآخرة خير وابقى ، ان هذا لفي الصحف الاولى ، صحف ابراهيم وموسى » (1). (2)
________________________________________
1 ـ الاعلى : 14 ـ 19.
2 ـ الخصال : ج 2 ص 104.