روي انه لما مات عزيز مصر زوج زليخا وكان ذلك في السنين الجدبة وايام المجاعة ، افتقرت امرأة العزيز ـ زليخا ـ وهرمت واحتاجت الى المساعدة حتى سألت البعض ، فقالوا لها : لو قعدت للعزيز يوسف وطلبتي منه المساعدة ، قالت : استحي منه ، فلم يزالوا بها حتى قعدت له في الطريق ، فاقبل يوسف في موكبه ، فقامت اليه وقالت :
الحمد لله الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا ، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا.
فقال لها يوسف ، وهي هرمة : ألست فعلت بي كذا وكذا ؟ اي ولماذا فعلت كذا وكذا.
فقالت : لا تلمني يا نبي الله ، فاني بليت بثلاثة لم يبل بها احد ، قال : وما هي ؟
قالت : بليت بحبك ولم يخلق الله لك نظيرا ، وبليت بحسني بانه لم تكن بمصر امرأة اجمل مني ولا اكثر مالا ، وبليت بان زوجي كان محصورا بفقد الحركة ـ يعني عنّينا ـ.
فقال لها يوسف : ما حاجتك ؟
قالت : تسأل الله ان يرد علي شبابي ، فسأل الله ، فرد عليها شبابها فتزوجها وهي بكر.