قد وردت جملة من الاحاديث عن الائمة الاطهار عليهم السلام ، في تكذيب وبشدة تلك القصص الخرافية والقبيحة الواردة في التوراة ، ونذكر منها ماورد في قصة النبي داود عليه السلام :
روي عن الامام امير المؤمنين عليه السلام يقول فيما روي عن قصة داود عليه السلام والمرأة الجميلة ، او قصة زواجه مع زوجة « اوريا » ، وغير ذلك.
قال عليه السلام فيه : « لو اوتي برجل يزعم ان داود تزوج امرأة اوريا الا جلدته حدين ، حدا للنبوة وحدا للاسلام » .
وقد ذكرت قصة داود عليه السلام والطائر في مجلس المأمون وبحضور الامام الرضا عليه السلام ، وعندما سمع الامام عليه السلام الكلام ، ضرب على جبهته وقال : « انا لله وانا اليه راجعون ، لقد نسبتم نبيا من انبياء الله الى التهاون بصلاته حتى خرج في اثر الطير ، ثم بالفاحشة ، ثم بالقتل ».
فسئل الامام الرضا عليه السلام : يا ابن رسول الله ، ما كانت خطيئة النبي داود عليه السلام ؟
فقال : « ويحك ان داود عليه السلام انما ظن انه ما خلق الله خلقا هو اعلم منه ، فبعث الله عزوجل اليه الملكين فتسورا المحراب ، ـ وتخاصما عنده ـ فعجل داود على المدعى عليه فقال : « لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه » ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ، ولم يقل للمدعي عليه : ما تقول ؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم ، لا ماذهبتم اليه ، الا تسمع الله عزوجل يقول : « يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ».
فقال : يابن رسول الله فما قصته مع اوريال ؟
قال الرضا عليه السلام : « ان المرأة في ايام داود كانت اذا مات بعلها او قتل لا تتزوج بعده ابدا ، فأول من اباح الله عزوجل له ان يتزوج بامرأة قتل بعلها داود عليه السلام ، فتزوج بامرأة اوريا لما قتل وانقضت عدتها ، فذلك الذي شق على الناس من قتل اوريا » .
يستفاد من هذا الحديث ، ان داود عليه السلام نفذ ما جاء في الرسالة الالهية ، الا ان اعداء الله والجهلة ، حرفوا الكلام عن مواضعه.
فهل يمكن ان ينتخب البارئ عزوجل شخصا ينظر الى شرف المؤمنين والمقربين منه بعين خؤونة ، ويلوث يده بدم الابرياء ، خليفة له في الارض ، ويمنحه حكم القضاء المطلق ؟!
هذا وقد استخدمت التوراة عبارات يجل القلم عن ذكرها ، لهذا نصرف النظر عنها.
وروي ان داود عليه السلام لما تزوج بامرأة اوريا بعد وفاة زوجها ، ولدت له سليمان عليه السلام واصبح نبيا بعد ابيه.
هذا ايضا دليل آخر على صحة زواج داود عليه السلام من امرأة اوريا ، وكما امره الله تعالى بذلك ، لان الانبياء يولدون من ارحام طاهرة مطهرة ، وكلهم معصومون ومنزهون عن السهو والخطا.