روي ، ان النجف كان جبلا ، وهو الذي صعد عليه ابن نوح لما ناده : يا بني اركب معنا قال : « ساوي الى جبل يعصمني من الماء » ولم يكن على وجه الارض جبل اعظم منه ، فاوحى الله عزوجل اليه : يا جبل ايعتصم بك مني ! فتقطع قطعا قطعا الى بلاد الشام وصار رمادا دقيقا ، وصار بعد ذلك بحرا عظيما ، وكان يسمى ذلك البحر ببحر « ني » ثم جف بعد ذلك وقيل « ني جف » فسمي « نجف » ، لانه كان اخف على السنتهم. (1)
وقيل : طافت السفينة باهلها الارض كلها في ستة اشهر ، لا تستقر على شيء حتى اتت الحرم فلم تدخله ، ودارت بالحرم اسبوعا ، « ولذلك صار الطوف حول البيت سبعة اشواط ».
وقد رفع الله البيت الذي كان يحجه ادم عليه السلام صيانة له من الغرق وهو البيت المعمور ، وسمي البيت العتيق ، لانه اعتق من الغرق.
وقال مجاهد : تشامخت الجبال وتطاولت لئلا ينالها الماء ، فعلا الماء فوقها خمسة عشر ذراعا ، وتواضع لامر ربه جبل يسمى الجودي ، فلم يغرق ، فارست السفينة عليه ، فذلك قوله تعالى : « واستوت على الجودي ». (2)
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الانبياء والمرسلين.
________________________________________
1 ـ علل الشرائع : 22.
2 ـ البحار : ج 11 ص 338.