عاصم بن ضمرة ، عن الحارث الاعور قال : بينا انا اسير مع امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام في الحيرة اذا نحن بديراني يضرب بالناقوس ، قلت : فقال علي ابي طالب عليه السلام ياحارث اتدري ما يقوله هذا الناقوس ؟ قلت : الله ورسوله وابن عم رسوله اعلم ، قال : انه يضرب مثل الدنيا وخرابها ويقول : لا اله الا الله حقا حقا ، صدقا صدقا ، ان الدنيا قد غرتنا ، وشغلتنا واستهوتنا واستغوتنا ، يا ابن الدنيا مهلا مهلا ، يا ابن الدنيا دقا دقا ، يا بن الدنيا جمعا جمعا ، تفني الدنيا قرنا قرنا ، ما من يوم يمضي عنا الا اوهى منا ركنا ، قد ضيعنا دار تبقى واستوطنا دار تفى ، لسنا ندري ما فرطنا فيها الا لو قد متنا.
قال الحارث : يا امير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك ؟ قال : لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح الها من دون الله عزوجل ، قال : فذهبت الى الديراني فقلت له : بحق المسيح عليك لما ضربت بالناقوص على الجهة التي تضربها ، قال : فاخذ يضرب وانا اقول حرفا حرفا حتى بلغ الى قوله : الا لو قد متنا ، فقال : بحق نبيكم من اخبرك بهذا ؟ قلت : هذا الرجل الذي كان معي امس قال وهل بينه وبين النبي من قرابة ؟ قلت : هو ابن عمه ، قال بحق نبيكم اسمع هذا من نبيكم ؟ قال : قلت :
نعم ، فاسلم ، ثم قال لي : والله اني وجدت في التوراة انه يكون في اخر الانبياء نبي وهو يفسر ما يقول الناقوس.