قال الامام الحسين عليه السلام : ... ان الله تعالى لما خلق آدم وسواه وعلمه اسماء كل شيء وعرضهم على الملائكة ، جعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين اشباحا خمسة في ظهر آدم ، وكانت انوارهم تضيء في الآفاق من السموات والحجب والجنان والكرسي والعرش ، فأمر الله الملائكة بالسجدة لآدم تعظيما له ، انه قد فضله بان جعله وعاء لتلك الاشباح التي قد عم انوارها في الآفاق ، فسجدوا الا ابليس ابى ان يتواضع لجلال عظمة الله وان يتواضع لانوارنا اهل البيت وقد تواضعت لها الملائكة كلها فاستكبر وترفع وكان بإبائه ذلك وتكبره من الكافرين. (1)
عن الباقر عليه السلام قال : ان آدم لما بنى الكعبة وطاف بها فقال : « اللهم ان لكل عامل اجرا ، اللهم واني قد عملت ، فقيل له : سل يا آدم ، فقال : اللهم اغفر لي ذنبي ، فقيل له : قد غفر لك يا آدم ، فقال : ولذريتي من بعدي ، فقيل له : يا آدم من باء (2) منهم بذنبه هاهنا كما بؤت ، غفرت له. (3)
« بمعنى : من حج بيت الله الحرام او اعتمر وتاب الى الله تعالى من ذنوبه وخطاياه ، تاب الله عليه وخرج من ذنوبه كمن ولدته امه وليس عليه ذنب ». كما ذكر في الاحاديث المعتبرة ، روي عن امير المؤمنين عليه السلام قال : ... وحج البيت والعمرة ، فانهما ينفيان الفقر ويكفران الذنب ، ويوجبان الجنة ». (4)
_____________________________________________________
1 ـ البحار : ج 11 ص 150.
2 ـ باء بذنبه : اي رجع الى الله واعترف بذنبه.
3 ـ نفس المصدر ص 179.
4 ـ ميزان الحكمة : ج 2 ص 268.