روي انه لما طال بلاء ايوب ورأى ابليس صبره ، اتى الى اصحاب له كانوا رهبانا في الجبال ، فقال لهم : مروا بنا الى هذا العبد المبتلى نسأله عن بليته ، فركبوا وجاؤوه ، فلما قربوا منه نفرت بغالهم فقربوها بعضا الى بعض ثم مشوا اليه ، وكان فيهم شاب حدث ، فسلموا على ايوب وقعدوا عنده وقالوا :
يا ايوب لو اخبرتنا بذنبك ، فلا نرى نبتلي بهذا البلاء الا لامر كنت تسره » اي لم يعلم به احد الا الله فعاقبك الله عليه بهذه العقوبة « ـ فتألم ايوب عليه السلام ـ وقال : وعزة ربي انه ليعلم اني ما اكلت طعاما قط الا ومعي يتيم او ضعيف يأكل معي ، وما عرض لي امران كلاهما طاعة الا اخذت باشدهما على بدني ، فقال الشاب : سوءة لكم عمدتم الى نبي الله فعنفتموه حتى اظهر من عبادة ربه ما كان يستره.
فعند ذلك توجه ايوب الى الله بقلب منكسر من شدة تالمه من كلام اصحابه ، والذي كان اشد عليه من جميع ما ابتلي به وقال : « اذ نادى ربه اني مسني الشيطان بنصب وعذاب » (1).
وقيل لايوب بعدما عافاه الله تعالى : اي شيء اشد ما مر عليك ؟ قال : شماتة الاعداء.
________________________________________
1 ـ ص : 41.
2 ـ الانبياء : 83.