باب 1 -وجوب صومه و عدم وجوب شيء من الصّوم غير ما نصّ على صومه
1 الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن عبد الرّحمن بن إبراهيم عن الحسين بن مهران عن الحسين بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع قال جاء رجل من اليهود إلى النّبيّ ص و ساق الخبر إلى أن قال يا محمّد فأخبرني عن الثّامن لأيّ شيء افترض اللّه صوما على أمّتك ثلاثين يوما و افترض على سائر الأمم أكثر من ذلك فقال النّبيّ ص إنّ آدم لمّا أن أكل من الشّجرة بقي في جوفه مقدار ثلاثين يوما فافترض اللّه على ذرّيّته ثلاثين يوما الجوع و العطش و ما يأكلون باللّيل فهو تفضّل من اللّه على خلقه و كذلك كان لآدم ع ثلاثين يوما كما على أمّتي ثمّ تلا هذه الآية كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون قال صدقت يا محمّد فما جزاء من صامها فقال النّبيّ ص ما من مؤمن يصوم يوما من شهر رمضان حاسبا محتسبا إلّا أوجب اللّه تعالى له سبع خصال أوّل الخصلة يذوب الحرام من جسده و الثّاني يتقرّب إلى رحمة اللّه تعالى و الثّالث يكفّر خطيئته أ لا تعلم أنّ الكفّارات في الصّوم يكفّر و الرّابع يهوّن عليه سكرات الموت و الخامس آمنه اللّه من الجوع و العطش يوم القيامة و السّادس براءة من النّار و السّابع أطعمه اللّه من طيّبات الجنّة قال صدقت يا محمّد
2 ابن شهرآشوب في المناقب، عن الفضل بن ربيع و رجل آخر في حديث طويل أنّ هارون سأل موسى بن جعفر ع و هو لا يعرفه فقال أخبرني ما فرضك قال ع إنّ الفرض رحمك اللّه واحد إلى أن قال و من اثني عشر واحد إلى أن قال ع و أمّا قوله من اثني عشر واحد فصيام شهر رمضان من اثني عشر شهرا الخبر
3 ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن رسول اللّه ص أنّه قال من صام يوما من رمضان خرج من ذنوبه مثل يوم ولدته أمّه فإن انسلخ عليه الشّهر و هو حيّ لم تكتب عليه خطيئته إلى الحول
4 ، و عن الشّعبيّ عن قيس الجهنيّ قال سمعت رسول اللّه ص يقول ما من يوم يصومه العبد من شهر رمضان إلّا جاء يوم القيامة في غمامة من نور في تلك الغمامة قصر من درّة له سبعون بابا كلّ باب من ياقوتة حمراء
5 ، و عن عبد الرّحمن بن عوف أنّ رسول اللّه ص ذكر شهر رمضان و فضله على الشّهور بما فضّله اللّه و قال إنّ شهر رمضان شهر كتب اللّه صيامه على المسلمين و سنّ قيامه فمن صامه إيمانا و احتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه
6 ، و عنه ص قال من صام شهر رمضان و قامه إيمانا و احتسابا غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر
7 السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، عن عليّ بن الحسين الورّاق عن عبد اللّه بن جعفر عن محمّد بن أبي نعيم بن عليّ و أبي إسحاق بن عيسى عن محمّد بن الفضل بن حاتم عن إسحاق بن راهويه عن النّضر بن شميل عن القاسم بن الفضل عن النّضر بن شيبان عن أبي سلمة عن عبد الرّحمن عن أبيه قال قال رسول اللّه ص و ذكر رمضان ففضّله بما فضّله اللّه عزّ و جلّ على سائر الشّهور قال شهر فرض اللّه صيامه و سنّ قيامه فمن صام و قام إيمانا و احتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه
8 ، و عن أبي القاسم الورّاق عن محمّد عن عمير بن أحمد عن أبيه عن محمّد بن سعيد عن هديّة عن همّام بن ]يحيى[ عن عليّ بن زيد بن جدعان عن سعيد بن مسيّب عن سلمان رضي اللّه عنه قال خطبنا رسول اللّه ص في آخر يوم من شعبان فقال قد أظلّكم شهر رمضان شهر مبارك شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر جعل اللّه صيامه فريضة و قيامه للّه عزّ و جلّ طوعا الخبر
9 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقريّ عن سفيان بن عيينة عن الزّهريّ عن عليّ بن الحسين ع قال قال لي يوما يا زهريّ من أين جئت قلت من المسجد قال فيم كنت قال تذاكرنا فيه أمر الصّوم فاجتمع رأيي و رأي أصحابي أنّه ليس من الصّوم شيء واجب إلّا صوم شهر رمضان فقال يا زهريّ ليس كما قلتم الصّوم على أربعين وجها فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان و أربعة عشر وجها صاحبها بالخيار إن شاء صام و إن شاء أفطر و عشرة أوجه منها حرام و صوم الإذن على ثلاثة أوجه و صوم التّأديب و صوم الإباحة و صوم السّفر و المرض فقلت فسّرهنّ لي جعلت فداك فقال أمّا الواجب فصوم شهر رمضان و صيام شهرين متتابعين الخبر
و رواه الصّدوق في الهداية، و المقنع، عنه ع مثله
10 ، و قال في قوله تعالى كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون فإنّه قال أي الصّادق ع كما هو الظّاهر أوّل ما فرض اللّه الصّوم لم يفرضه في شهر رمضان إلّا على الأنبياء و لم يفرضه على الأمم فلمّا بعث اللّه نبيّه ص خصّه بفضل ]شهر[ رمضان هو و أمّته و كان الصّوم قبل أن ينزل شهر رمضان يصوم النّاس أيّاما ثمّ نزل شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن
11 فقه الرّضا، ع و اعلم أنّ الصّوم على أربعين وجها إلى أن قال أمّا الصّوم الواجب فصوم شهر رمضان الخبر
قال و قد روي عن النّبيّ ص أنّه قال من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره و أقام وردا في ليله و حفظ فرجه و لسانه و غضّ بصره و كفّ أذاه خرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمّه فقيل له ما أحسن هذا من حديث فقال ص ما أصعب هذا من شرط
12 دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد أنّه قال صوم شهر رمضان فرض في كلّ عام
و عن عليّ ع أنّه قال صوم شهر رمضان جنّة من النّار
13 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال شهر رمضان شهر فرض اللّه صيامه فمن صامه احتسابا و إيمانا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه
14 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن عليّ ع أنّه قال ينطق اللّه جميع الأشياء بالثّناء على صوّام شهر رمضان
15 ، و عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ الجنّة مشتاقة إلى أربعة نفر إلى مطعم الجيعان و حافظ اللّسان و تالي القرآن و صائم شهر رمضان
و قال ص إنّ رمضان إلى رمضان كفّارة لما بينهما
و قال إنّ الجنّة لتزيّن من السّنة إلى السّنة لصوّم شهر رمضان
16 الصّدوق في كتاب فضائل الأشهر الثّلاثة، عن أحمد بن الحسن القطّان عن أحمد بن محمّد بن محمّد بن سعيد عن جابر بن يزيد عن أبي الزّبير المكّيّ عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يفرض من صيام شهر رمضان فيما مضى إلّا على الأنبياء دون أممهم و إنّما فرض عليكم ما فرض على أنبيائه و رسله قبلي إكراما و تفضيلا الخبر
باب قتل من أفطر في شهر رمضان مستحلّا و تعزير من أفطر فيه غير مستحلّ أوّل مرّة و ثانيا و قتله ثالثا
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه أنّ عليّا ع أوتي برجل مفطر في شهر رمضان نهارا من غير علّة فضربه تسعة و ثلاثين سوطا حقّ شهر رمضان حيث أفطر فيه
2 ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّه أوتي برجل شرب خمرا في شهر رمضان فضربه الحدّ و ضربه تسعة و ثلاثين سوطا لحقّ شهر رمضان
3 إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، عن عوانة قال خرج النّجاشيّ في أوّل يوم من رمضان فمرّ بأبي سمّال الأسديّ و هو قاعد بفناء داره فقال له أين تريد قال أريد الكناسة قال هل لك في رءوس و أليات قد وضعت في التّنّور من أوّل اللّيل فأصبحت قد أينعت و تهرّأت قال ويحك في أوّل يوم من رمضان قال دعنا ممّا لا نعرف قال ثمّ مه قال ثمّ أسقيك من شراب كالورس يطيب في النّفس يجري في العروق و يزيد في الطّروق يهضم الطّعام و يسهّل للفدم الكلام فنزل فتغدّيا ثمّ أتاه بنبيذ فشربا ]ه[ فلمّا كان من آخر النّهار علت أصواتهما و لهما جار يتشيّع من أصحاب عليّ ع فأتى عليّا ع فأخبره بقصّتهما فأرسل إليهما قوما فأحاطوا بالدّار فأمّا أبو سمّال فوثب إلى دور بني أسد و أفلت و أمّا النّجاشيّ فأتي به عليّا ع فلمّا أصبح أقامه في سراويل فضربه ثمانين ثمّ زاده عشرين سوطا فقال يا أمير المؤمنين ]أمّا الحدّ فقد عرفته[ ما هذه العلاوة الّتي لا نعرف قال لجرأتك على ربّك و إفطارك في شهر رمضان الخبر و هو طويل
4 الصّدوق في الهداية، عن الصّادق ع أنّه قال من أفطر يوما من شهر رمضان خرج منه روح الإيمان
باب 5- أنّ علامة شهر رمضان و غيره رؤية الهلال فلا يجب الصّوم إلّا للرّؤية أو مضيّ ثلاثين و لا يجوز الإفطار في آخره إلّا للرّؤية أو مضيّ ثلاثين و أنّه يجب العمل في ذلك باليقين دون الظّنّ
1 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن زيد أبي أسامة قال سئل أبو عبد اللّه ع عن الأهلّة قال هي الشّهور فإذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر قلت أ رأيت إن كان الشّهر تسعة و عشرين أ يقضى ذلك اليوم قال لا إلّا أن يشهد ثلاثة عدول فإنّهم إن شهدوا أنّهم رأوا الهلال قبل ذلك فإنّه يقضى ذلك اليوم
2 ، و عن أبي خالد الواسطيّ قال أتيت أبا جعفر ع يوم شكّ فيه من رمضان فإذا مائدة موضوعة و هو يأكل و نحن نريد أن نسأله فقال ادنوا الغداء إذا كان مثل هذا اليوم و لم يحكم فيه سبب ترونه فلا تصوموا ثمّ قال حدّثني أبي عليّ بن الحسين عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص لمّا ثقل في مرضه قال أيّها النّاس إنّ السّنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثمّ قال بيده رجب مفرد و ذو القعدة و ذو الحجّة و المحرّم ثلاث متواليات ألا و هذا الشّهر المفروض رمضان فصوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإذا خفي الشّهر فأتمّوا العدّة شعبان ثلاثين و صوموا الواحد و الثّلاثين الخبر
عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته
4 الصّدوق في الهداية، عن الصّادق ع أنّه قال الصّوم للرّؤية و الفطر للرّؤية و ليس بالرّأي و لا بالتّظنّي و ليس الرّؤية أن يراه واحد و لا اثنان و لا خمسون و قال ع ليس على أهل القبلة إلّا الرّؤية ليس على المسلمين إلّا الرّؤية
5 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال لا تفطروا إلّا لتمام ثلاثين يوما من رؤية الهلال أو بشهادة شاهدين عدلين أنّهما رأياه
6 فقه الرّضا، ع و إذا شككت في هلال شوّال و تغيّمت السّماء فصم ثلاثين يوما و أفطر
7 الشّيخ المفيد في الرّسالة العدديّة، عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ ع يقول صم حين يصوم النّاس و أفطر حين يفطر النّاس فإنّ اللّه جعل الأهلّة مواقيت
، و عن الحسن بن نصر عن أبيه عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال إنّ رسول اللّه ص قال إنّ السّنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم رجب و ذو القعدة و ذو الحجّة و المحرّم ثلاثة أشهر متواليات و واحد مفرد و شهر رمضان منها مفروض فيه الصّيام فصوموا للرّؤية فإذا خفي الشّهر فأتمّوا ثلاثين يوما
9 ، و روى أبو سارة عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد اللّه ع صم للرّؤية و أفطر للرّؤية
و روى عبد اللّه بن بكير مثل ذلك
10 ، و روى عبد السّلام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيت الهلال فأفطر
11 ، و روى سيف بن عميرة عن الفضيل بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ليس على أهل القبلة إلّا الرّؤية و ليس على المسلمين إلّا الرّؤية
12 السّيّد المرتضى في رسالته في الرّدّ على أصحاب العدد، عن النّبيّ ص أنّه قال صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين
قال السّيّد و هذا الخبر و إن كان من طريق الآحاد فقد أجمعت الأمّة على قبوله و إن اختلفوا في تأويله فما ردّه أحد منهم
و رواه في موضع آخر عن كتاب من أصحاب العدد هكذا إنّ النّاس كانوا يصومون بصيام رسول اللّه ص و يفطرون بإفطاره فلمّا أراد مفارقتهم في بعض الغزوات قالوا يا رسول اللّه كنّا نصوم بصيامك و نفطر بإفطارك و ها أنت ذاهب لوجهك فما نصنع قال ع صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين
باب 4 -جواز كون شهر رمضان تسعة و عشرين يوما و أنّه إذا كان بحسب الرّؤية كذلك لم يجب قضاء يوم منه إلّا مع قيام بيّنة بتقدّم الرّؤية و أنّه إن خفي الهلال وجب إكمال ثلاثين و كذا كلّ شهر غمّ هلاله
1 ، محمّد بن مسعود العيّاشيّ عن أبي خالد الواسطيّ عن أبي جعفر ع في حديث أنّه قال قال عليّ ع صمنا مع رسول اللّه ص تسعا و عشرين و لم نقضه و رآه تماما
2 ، فقه الرّضا، ع و شهر رمضان ثلاثون و تسعة و عشرون يوما يصيبه ما يصيب الشّهور من التّمام و النّقصان و الفرض تامّ فيه أبدا لا ينقص كما روي و معنى ذلك الفريضة فيه الواجبة قد تمّت و هو شهر قد يكون ثلاثين يوما و قد يكون تسعة و عشرين يوما
3 الشّيخ المفيد في رسالته في الرّدّ على أصحاب العدد، أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزّراريّ رحمه اللّه عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن الحسن بن أبان عن عبد اللّه بن جبلة عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال شهر رمضان يصيبه ما يصيب الشّهور من النّقصان فإذا صمت تسعة و عشرين يوما ثمّ تغيّمت السّماء فأتمّ العدّة ثلاثين
و روى محمّد بن قيس مثل ذلك
4 ، أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه عن محمّد بن همّام عن عبد اللّه بن جعفر عن إبراهيم بن مهران عن الحسين بن سعيد عن يوسف بن عقيل عن أبي جعفر الباقر محمّد بن عليّ ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا رأيتم الهلال فأفطروا أو شهد عليه عدول من المسلمين فإن لم تروا الهلال فأتمّوا الصّيام إلى اللّيل و إذا غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين يوما ثمّ أفطروا
5 ، و روى مصدّق بن صدقة عن عمّار بن موسى السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع قال يصيب شهر رمضان ما يصيب الشّهور من النّقصان يكون ثلاثين يوما و يكون تسعة و عشرين يوما
6 ، و روى الحسن بن أبان عن أبي أحمد عمر بن الرّبيع قال سئل جعفر بن محمّد ع عن الأهلّة قال هي أهلّة الشّهور فإذا عاينت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر قلت أ رأيت إن كان الشّهر تسعة و عشرين يوما أقضي ذلك اليوم قال لا إلّا أن يشهد لك عدول أنّهم رأوه فإن شهدوا فاقض ذلك اليوم
7 ، و روى الحسين بن سعيد عن محمّد بن الفضيل عن أبي الصّبّاح الكنانيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر قلت أ رأيت إن كان الشّهر تسعة و عشرين يوما أقضي ذلك اليوم قال لا إلّا أن تشهد بيّنة عدول فإن شهدوا أنّهم رأوا الهلال قبل ذلك فاقض ذلك اليوم
8 ، و روى الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع قال صم لرؤية الهلال و أفطر لرؤيته فإن شهد عندك شاهدان مؤمنان بأنّهما رأياه فاقضه
و روى صفوان بن يحيى عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي عبد اللّه ع مثل ذلك سواء و روى أحمد بن الحسن عن صالح بن خالد عن أبي جميلة عن زيد الشّحّام عن أبي عبد اللّه ع مثل ذلك سواء
9 ، و روى محمّد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي صمت شهر رمضان على رؤية الهلال تسعة و عشرين يوما و ما قضيت فقال لي و أنا قد صمته تسعة و عشرين يوما و ما قضيت ثمّ قال قال رسول اللّه ص شهر كذا و كذا و كذا و كذا و قبض الإبهام
و روى عليّ بن الحسين الطّاطريّ عن محمّد بن زياد عن إسحاق بن جرير عن أبي عبد اللّه ع مثله
10 ، و روى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول ما أدري ما صمت ثلاثين يوما أكثر أو ما صمت تسعة و عشرين إنّ رسول اللّه ص قال شهر كذا فعقد بيده تسعة و عشرين يوما
و روى الحسن بن نصر عن أبيه عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع نحو ذلك الخبر
، و روى عليّ بن مهزيار عن الحسين بن بشّار عن عبد اللّه بن جندب عن معاوية بن وهب قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ الشّهر الّذي يقولون يعني أصحاب العدد إنّه لا ينقص هو ذو القعدة ليس في الشّهور أكثر نقصانا منه
12 ، و روى يزيد بن إسحاق عن حمّاد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول إذا صمت لرؤية الهلال و أفطرت لرؤيته فقد أكملت الشّهر و إن لم تصم إلّا تسعة و عشرين يوما
13 ، و روى محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن يزيد بن إسحاق شعر عن إبراهيم بن حمزة الغنويّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إذا صمت لرؤيته و أفطرت لرؤيته فقد أكملت صيام شهر رمضان
14 ، و روى عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه ع قال صيام شهر رمضان للرّؤية و ليس بالظّنّ و قد يكون شهر رمضان تسعة و عشرين يوما و يكون ثلاثين يوما يصيبه ما يصيب الشّهور من النّقصان و التّمام
و روى عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللّه ع مثله
15 ، و روى الفضيل بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه ع قال صام رسول اللّه ص تسعة و عشرين يوما و صام ثلاثين يوما يعني شهر رمضان
16 ، و روى ابن أبي عمير عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع قال شهر رمضان شهر من الشّهور يصيبه ما يصيب الشّهور من النّقصان
17 ، و روى الأحمر قال قلت لأبي عبد اللّه ع شهر رمضان تامّ أبدا قال لا بل شهر من الشّهور
18 ، و روى كرّام الخثعميّ و عيسى بن أبي منصور و قتيبة الأعشى و شعيب الحدّاد و الفضيل بن بشّار و أبو أيّوب الخرّاز و قطرب بن عبد الملك و حبيب الجماعيّ و عمرو بن مرداس و محمّد بن عبد اللّه بن الحسين و محمّد بن الفضيل الصّيرفيّ و أبو عليّ بن راشد و عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ و محمّد بن عليّ الحلبيّ و عمران بن عليّ الحلبيّ و هشام بن الحكم و هشام بن سالم و عبد الأعلى بن أعين و يعقوب الأحمر و زيد بن يونس و عبد اللّه بن سنان و معاوية بن وهب و عبد اللّه بن أبي يعفور ممّن لا يحصى كثرة مثل ذلك حرفا بحرف
19 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن عبد اللّه بن عمر قال قال رسول اللّه ص نحن أمّة أمّيّة لا نكتب و لا نحسب الشّهر هكذا و هكذا و عقد بيده مرّة ثلاثين و مرّة تسعة و عشرين
، محمّد بن مسعود العيّاشيّ عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له جعلت فداك ما يتحدّث به عندنا أنّ النّبيّ ص صام تسعة و عشرين أكثر ممّا صام ثلاثين أ حقّ هذا قال ما خلق اللّه من هذا حرفا ما صامه النّبيّ ص إلّا ثلاثين لأنّ اللّه يقول و لتكملوا العدّة فكان رسول اللّه ص ينقصه
21 الشّيخ المفيد في الرّسالة العدديّة، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد اللّه ع قال شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص أبدا
22 ، و عن محمّد بن يحيى العطّار عن سهل بن زياد الآدميّ عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق الدّنيا في ستّة أيّام ثمّ اختزلها من أيّام السّنة فالسّنة ثلاثمائة و أربعة و خمسون يوما و شعبان لا يتمّ و شهر رمضان لا ينقص أبدا و لا تكون فريضة ناقصة إنّ اللّه تعالى يقول و لتكملوا العدّة
23 ، و عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن محمّد بن يعقوب بن شعيب عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له إنّ النّاس يروون أنّ رسول اللّه ص صام شهر رمضان تسعة و عشرين يوما أكثر ممّا صام ثلاثين يوما فقال فقد كذبوا ما صام إلّا تامّا و لا تكون الفرائض ناقصة
24 السّيّد المرتضى في رسالته في الرّدّ على أصحاب العدد، نقلا عن كتاب منهم قال روى الشّيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القمّيّ في رسالته إلى حمّاد بن عليّ الفارسيّ في الرّدّ على الجنيديّة و ذكر بإسناده عن محمّد بن يعقوب بن شعيب عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له إنّ النّاس يروون أنّ رسول اللّه ص صام شهر رمضان تسعة و عشرين يوما أكثر ممّا صام ثلاثين فقال كذبوا ما صام رسول اللّه ص إلّا تامّا و لا تكون الفرائض ناقصة إنّ اللّه خلق السّنة ثلاثمائة و ستّين يوما و خلق السّماوات و الأرض في ستّة أيّام يحجزها من ثلاثمائة و ستّين يوما فالسّنة ثلاثمائة و أربعة و خمسون يوما و هو شهر رمضان ثلاثون يوما لقول اللّه تعالى و لتكملوا العدّة و الكامل تامّ و شوّال تسعة و عشرون يوما و ذو القعدة ثلاثون يوما لقول اللّه تعالى و واعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتمّ ميقات ربّه أربعين ليلة و الشّهر هكذا أبدا شهر تامّ و شهر ناقص و شهر رمضان لا ينقص أبدا و شعبان لا يتمّ أبدا
قلت هذه الأخبار متروكة مجهولة محمولة على وجوه أشار إلى بعضها في الأصل و لا يقتضي المقام ذكر باقيها
25 الصّدوق في المقنع، اعلم أنّ صيام شهر رمضان للرّؤية و الفطر للرّؤية و ليس بالرّأي و التّظنّي و ليس الرّؤية أن يقوم عشرة فينظروا فيقول واحد هو ذا و ينظر تسعة فلا يرونه لأنّه إذا رآه واحد رآه عشرة و إذا رأيت علّة أو غيما فأتمّ شعبان ثلاثين و قد يكون شهر رمضان تسعة و عشرين و يكون ثلاثين و يصيبه ما يصيب الشّهور من النّقصان و التّمام
باب 5 -أنّه لا عبرة برؤية الهلال قبل الزّوال و لا بعده و لا يجب بذلك الصّوم ذلك اليوم في أوّل شهر رمضان و لا يجوز الإفطار في آخره
1 الصّدوق في المقنع، روي إذا رأيت الهلال من وسط النّهار أو آخره فأتمّ الصّيام إلى اللّيل
2 ، و قال قال أبو عبد اللّه ع إذا رئي الهلال قبل الزّوال فذلك اليوم من شوّال و إذا رئي الهلال بعد الزّوال فذلك اليوم من شهر رمضان
باب 6- أنّه لا عبرة بغيبوبة الهلال بعد الشّفق و لا بتطوّقه و لا برؤية ظلّ الرّأس فيه و لا بخفائه من المشرق
1 الصّدوق في الهداية، عن الصّادق ع أنّه قال الصّوم للرّؤية و الفطر للرّؤية إلى أن قال و روي أنّه إذا غاب الهلال قبل الشّفق فهو لليلة و إذا غاب بعد الشّفق فهو لليلتين و إذا رأيت ظلّ رأسك فيه فهو لثلاث ليال
و في المقنع، مثله و فيه و روي إذا تطوّق الهلال فهو لليلتين
و قال أبو عبد اللّه ع قد يكون الهلال لليلة و ثلث و ليلة و نصف و ليلة و ثلثين و لليلتين إلّا شيئا و هو لليلة
فقه الرّضا، ع و قد روي إذا غاب الهلال إلى آخر ما في الهداية
2 السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب عمل شهر رمضان، عن كتاب الصّيام لعليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال بإسناده إلى ابن الحرّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إذا غاب الهلال قبل الشّفق فهو لليلة و إذا غاب بعد الشّفق فهو لليلتين
قلت العمل على الرّؤية و أمثال هذه الأخبار محمولة كما في الأصل على الأغلبيّة أو التّقيّة
باب 7- أنّه يستحبّ الصّوم يوم الخامس من هلال السّنة الماضية و يوم السّتّين من هلال رجب و نظير يوم الأضحى من الماضية
1 الصّدوق في الهداية، عن الصّادق ع أنّه قال إذا شككت في صوم شهر رمضان فانظر أيّ يوم صمت عام الماضي و عدّ منه خمسة أيّام و صم يوم الخامس
و عنه ع أنّه قال إذا صحّ هلال رجب فعدّ تسعة و خمسين يوما و صم يوم السّتّين
2 فقه الرّضا، ع في سياق حكم يوم الشّكّ و إلّا فانظر أيّ يوم صمت عام الماضي و عدّ منه خمسة أيّام و صم اليوم الخامس
3 السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب عمل شهر رمضان، روي عن أحدهم ع أنّه قال يوم صومكم يوم نحركم
و عن كتاب الصّيام لعليّ بن الحسن بن فضّال، بإسناده إلى أبي بصير عن الصّادق ع أنّه قال إذا عرفت هلال رجب فعدّ تسعة و خمسين يوما ثمّ صم يوم السّتّين
باب 8- أنّه يثبت الهلال بشهادة رجلين عدلين و لا يثبت بشهادة النّساء و مع الصّحو و تعارض الشّهادات يعتبر شهادة خمسين رجلا
1 فقه الرّضا، ع و تقبل شهادة النّساء في النّكاح إلى أن قال و لا تقبل في الطّلاق و لا في رؤية الهلال إلخ
2 الشّيخ المفيد في الرّسالة العدديّة، عن الحسن بن الحسين بن أبان عن أبي أحمد عمر بن الرّبيع عن جعفر بن محمّد ع في حديث قال قلت أ رأيت إن كان الشّهر تسعة و عشرين يوما أقضي ذلك اليوم قال لا إلّا أن يشهد عدول أنّهم رأوه فإن شهدوا فاقض ذلك اليوم
3 ، و عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن الفضيل عن أبي الصّبّاح الكنانيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا رأيت الهلال فصم و إذا رأيته فأفطر قلت أ رأيت إن كان الشّهر تسعة و عشرين يوما أقضي ذلك اليوم قال لا إلّا أن يشهد بيّنة عدول فإنّ شهدوا أنّهم رأوا الهلال قبل ذلك فاقض ذلك اليوم
4 ، و عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع قال صم لرؤية الهلال و أفطر لرؤيته فإن شهد عندك شاهدان مؤمنان أنّهما رأياه فاقضه
و رواه بسندين آخرين تقدّما
5 الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن الحسن القطّان عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن أبي عبد اللّه محمّد بن زكريّا البصريّ عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع أنّه قال و لا تجوز شهادة النّساء في شيء من الحدود و لا تجوز شهادتهنّ في الطّلاق و لا في رؤية الهلال الخبر
6 و في الهداية، عن الصّادق ع أنّه قال لا تقبل في رؤية الهلال إلّا شهادة خمسين رجلا عدد القسامة إذا كان في المصر و شهادة عدلين إذا كان خارج المصر و لا تقبل شهادة النّساء في الطّلاق و لا في رؤية الهلال
باب 9 -ثبوت رؤية الهلال بالشّياع و بالرّؤية في بلد قريب
1 العيّاشيّ في تفسيره، عن زياد بن المنذر قال سمعت أبا جعفر ع يقول صم حين يصوم النّاس و أفطر حين يفطر النّاس فإنّ اللّه جعل الأهلّة مواقيت
باب 10- عدم جواز صوم يوم الشّكّ بنيّة أنّه من شهر رمضان و استحباب صومه بنيّة أنّه من شهر شعبان
1 محمّد بن مسعود العيّاشيّ، عن أبي خالد الواسطيّ قال أتيت أبا جعفر ع يوم شكّ فيه من رمضان فإذا مائدة موضوعة و هو يأكل و نحن نريد أن نسأله فقال ادنوا الغداءة إذا كان مثل هذا اليوم و لم يجئكم فيه سبب برؤية فلا تصوموا
2 دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال و من صام على شكّ فقد عصى
3 ، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال لأن أفطر يوما من رمضان أحبّ إليّ من أن أصوم يوما من شعبان أزيده في رمضان
باب 11- تأكّد استحباب الاجتهاد في العبادة سيّما الدّعاء و الاستغفار و العتق و الصّدقة في شهر رمضان و خصوصا ليلة القدر و آخر ليلة من الشّهر
1 السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في كتاب النّوادر، عن أبي الفتح رستم بن مسعود عن أحمد بن إبراهيم المعروف بالأخباريّ عن عليّ بن أبي خلف الطّبريّ عن عبد اللّه بن جعفر الحافظ عن محمّد بن العبّاس الأخباريّ و إبراهيم بن عيسى المقري عن الحسن بن محمّد الرّؤيانيّ عن الحسن بن بزّاز البغداديّ عن عبد المنعم بن إدريس عن وهب بن منبّه عن عبد اللّه بن العبّاس عن النّبيّ ص قال إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان أمر اللّه تبارك و تعالى سبعة من الملائكة جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و كوكبائيل و شمشائيل و إسماعيل و دردائيل ع مع كلّ ملك منهم لواء من نور و سبعون ألفا من الملائكة مع جبرئيل لواء من نور يضرب في السّماء السّابعة مكتوب على ذلك اللّواء لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه طوبى لأمّة محمّد ص ينادون بالأسحار بالبكاء و التّضرّع أولئك هم الآمنون يوم القيامة و في يد كوكبائيل لواء من نور يضرب في السّماء الرّابعة مكتوب عليه لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه طوبى لأمّة محمّد ص يتصدّقون بالنّهار و يقومون في اللّيل بالدّعاء و الاستغفار ينظر اللّه إليهم و يرضى عنهم و في يد شمشائيل لواء من نور يضرب في السّماء الثّالثة مكتوب عليه لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه طوبى لأمّة محمّد ص صيامهم جنّة من النّار و في يد إسماعيل لواء من نور يضرب في السّماء الثّانية مكتوب عليه لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه طوبى لأمّة محمّد ص و يجوزون الصّراط يوم القيامة كالبرق الخاطف و في يد دردائيل لواء من نور يضرب في السّماء الدّنيا مكتوب عليه لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه السّلام عليكم يا أمّة محمّد أبشروا بالنّعيم الدّائم و جوار الرّحمن و جوار محمّد ص و جوار الملائكة
2 ، و عنه عن عليّ بن أبي خلف الطّبريّ عن محمّد بن إسحاق المروزيّ عن إسحاق بن محمّد عن محمّد بن شعيب النّاريّ عن محمّد بن جمشيد عن جوير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي سعيد الخدريّ قال قال رسول اللّه ص إنّ أبواب السّماء تفتّح في أوّل ليلة من شهر رمضان و لا تغلق إلى آخر ليلة منه فليس من عبد يصلّي في ليلة منه إلّا كتب اللّه عزّ و جلّ له بكلّ سجدة ألفا و خمسمائة حسنة و بنى له بيتا في الجنّة من ياقوتة حمراء لها سبعون ألف باب لكلّ باب منها مصراعان من ذهب موشّح بياقوتة حمراء و كان له بكلّ سجدة سجدها في ليل أو نهار شجرة يسير الرّاكب في ظلّها مائة عام لا يقطعها فإذا صام أوّل يوم من شهر رمضان غفر اللّه له كلّ ذنب تقدّم إلى ذلك اليوم من شهر رمضان و كان كفّارة إلى مثلها من الحول و كان له بكلّ يوم يصومه من شهر رمضان قصر في الجنّة له ألف باب من ذهب و استغفر له سبعون ألف ألف ملك تأتي غدوة إلى أن توارى بالحجاب
3 ، و عنه عن عليّ عن عبد اللّه بن جعفر الحافظ عن عمران بن أحمد عن أبي محمّد سعيد عن أحمد بن موسى عن حمّاد بن عمرو عن يزيد بن رفيع عن أبي عالية عن عبد اللّه بن مسعود قال سمعت رسول اللّه ص يقول من صام رمضان ثمّ حدّث نفسه أن يصومه إن عاشه فإن مات بين ذلك دخل الجنّة و ما من نفقة إلّا و يسأل العبد عنها إلّا النّفقة في شهر رمضان صلة للعباد و كان كفّارة لذنوبهم و من تصدّق في شهر رمضان بصدقة مثقال ذرّة فما فوقها كان أثقل عند اللّه عزّ و جلّ من جبال الأرض ذهبا تصدّق بها في غير رمضان و من قرأ آية في رمضان أو سبّح كان له من الفضل على غيره كفضلي على أمّتي فطوبى لمن أدرك رمضان ثمّ طوبى له فقالوا يا رسول اللّه ص و ما طوبى قال أخبرني جبرئيل أنّها شجرة غرسها اللّه بيده تحمل كلّ نعيم خلق اللّه عزّ و جلّ لأهل الجنّة و أنّ عليها ثمارا بعدد النّجوم في كلّ ثمرة مثل ثدي النّساء تخرج في كلّ ثمرة منها أربعة أنهار ماء و خمر و عسل و لبن و سعة كلّ نهر ما بين المغرب و المشرق و عرضه ما بين السّماء و الأرض و من صلّى ركعتين في رمضان تحسب له ذلك بسبعمائة ألف ركعة في غير رمضان فإنّ العمل يضاعف في شهر رمضان فقالوا يا رسول اللّه كم يضاعف قال أخبرني جبرئيل قال تضاعف الحسنات بألف ألف كلّ حسنة منها أفضل من أحد و هو قوله تعالى و اللّه يضاعف لمن يشاء
4 ، و عنه عن عبد الرّحيم بن محمّد عن محمّد بن عليّ عن أبي القاسم بن محمّد عن أبي عبد الرّحمن عن إسحاق بن وهب عن عبد الملك بن يزيد عن أبي إسماعيل بن خالد عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من صام شهر رمضان فاجتنب فيه الحرام و البهتان رضي اللّه عنه و أوجب له الجنان
، و عنه عن أبي الحسن بن عليّ عن عبد اللّه بن جعفر ]عن أحمد بن محمّد[ عن أحمد بن جعفر عن الحسين بن إسماعيل عن يوسف بن سعد عن زائد القمّيّ عن مرّة الهمدانيّ عن أبي مسعود الأنصاريّ عن النّبيّ ص ]أنّه قال[ و قد دنا رمضان لو يعلم العبد ما في رمضان يودّ أن يكون رمضان السّنة فقال رجل من خزاعة يا رسول اللّه و ما فيه فقال ص إنّ الجنّة لتزيّن لرمضان من الحول إلى الحول فإذا كان أوّل ليلة من رمضان هبّت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنّة فتنظر حور العين إلى ذلك فيقلن يا ربّ اجعل لنا من عبادك في هذا الشّهر أزواجا تقرّ أعيننا بهم و تقرّ أعينهم بنا فما من عبد صام رمضان إلّا زوّجه اللّه تعالى من الحور في خيمة من درّة مجوّفة كما نعت اللّه سبحانه و تعالى في كتابه حور مقصورات في الخيام على كلّ واحدة منهنّ سبعون ]ألف[ حلّة ليست واحدة منهنّ على لون الأخرى و يعطى سبعين لونا من الطّيب ليس منها طيب على لون آخر و كلّ امرأة منهنّ على سرير من ياقوتة حمراء متوشّحة من درّ عليها سبعون فراشا بطائنها من إستبرق و فوق سبعين فراشا سبعون أريكة لكلّ امرأة منهنّ سبعون ألف وصيفة لخدمتها و سبعون للقياها زوجها مع كلّ وصيفة منهنّ صحفة من ذهب فيها لون من الطّعام هذا لكلّ يوم صام من رمضان سوى ما عمل من حسنات
6 ، و عنه عن عبد الجبّار بن أحمد بن محمّد الرّؤيانيّ عن عبد الواحد بن محمّد بن سلّام عن إسماعيل بن الزّاهد عن محمّد بن أحمد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن مسلم بن إبراهيم عن عمرو بن حمزة عن أبي الرّبيع عن أنس بن مالك قال لمّا حضر شهر رمضان قال النّبيّ ص سبحان اللّه ما ذا تستقبلون و ما ذا يستقبلكم قالها ثلاث مرّات فقال عمر وحي نزل أو عدوّ حضر قال لا و لكنّ اللّه تعالى يغفر في أوّل رمضان لكلّ أهل هذه القبلة قال و رجل في ناحية القوم يهزّ رأسه و يقول بخ بخ فقال النّبيّ ص كأنّك ضاق صدرك ممّا سمعت قال لا و اللّه يا رسول اللّه و لكن ذكرت المنافقين فقال النّبيّ ص المنافق كافر و ليس لكافر في ذا شيء
7 ، و بهذا الإسناد عن محمّد بن أحمد عن إسماعيل بن إسحاق عن عبد اللّه بن مسلمة عن سلمة بن وردان قال سمعت أنس بن مالك يقول ارتقى رسول اللّه ص على المنبر درجة فقال آمين ثمّ ارتقى الثّانية فقال آمين ثمّ ارتقى الثّالثة فقال آمين ثمّ استوى فجلس فقال أصحابه على ما أمّنت فقال أتاني جبرئيل فقال رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلّ عليك فقلت آمين فقال رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنّة فقلت آمين فقال رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين
8 ، و عنه عن عبد الجبّار بن أحمد عن الحاكم أبي الفضل التّرمذيّ عن عبد اللّه بن صالح عن محمّد بن أحمد عن إسماعيل بن إسحاق عن إبراهيم بن حمزة عن عبد العزيز بن محمّد عن سهيل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص إذا استهلّ رمضان غلّقت أبواب النّار و فتّحت أبواب الجنّة و صفّدت الشّياطين
9 ، و عنه عن عبد الواحد بن عليّ بن الحسين عن عبد الواحد بن محمّد عن أحمد بن عمران بن موسى عن أحمد بن هشام عن محمّد بن نصير عن أحمد بن الهيثم عن عمرو بن الأزهر عن أبان بن أبي عيّاش عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان نادى الجليل تبارك و تعالى رضوان خازن الجنّة فيقول ]يا رضوان فيقول[ لبّيك ربّي و سعديك فيقول نجّد جنّتي و زيّنها للصّائمين من أمّة محمّد ص و لا تغلقها عنهم حتّى ينقضي شهرهم قال ثمّ يقول يا مالك فيقول لبّيك ربّي و سعديك فيقول أغلق أبواب الجحيم عن الصّائمين من أمّة محمّد ص و لا تفتحها عليها حتّى ينقضي شهرهم ثمّ يقول لجبرئيل ]يا جبرئيل[ فيقول لبّيك و سعديك فيقول انزل إلى الأرض فغلّ فيها مردة الشّياطين حتّى لا يفسدوا على عبادي صومهم و للّه تبارك و تعالى ملك في السّماء الدّنيا يقال له درديائيل رأسه تحت العرش و له جناحان جناح مكلّل بالياقوت و الآخر بالدّرّ و قد جاوز المشرق و المغرب ينادي الشّهر كلّه يا باغي الخير هلمّ و يا باغي الشّرّ أقصر هل من سائل فيعطى سؤله و هل من داع فتستجاب دعوته هل من تائب فيتاب عليه و اللّه تعالى يقول الشّهر كلّه هل من تائب فيتاب عليه هل من مستغفر يغفر له عبادي اصبروا و أبشروا فتوشكوا أن تنقلبوا إلى رحمتي و كرامتي قال و للّه عزّ و جلّ عتقاء عند كلّ فطر رجال و نساء
، و بهذا الإسناد عن ]أحمد بن[ عمران بن موسى عن أحمد بن هاشم عن أحمد بن عبد اللّه بن أبي نصر عن يزيد بن هارون عن هشام بن أبي هشام عن محمّد بن محمّد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص أعطيت أمّتي في شهر رمضان خمس خصال لم يعطاها أحد قبلهم خلوف فم الصّائم أطيب عند اللّه تعالى من ريح المسك و تستغفر له الملائكة حتّى يفطر و تصفّد فيه مردة الشّياطين فلا يصلوا فيه ]إلى[ ما كانوا يصلون في غيره و يزيّن اللّه فيه كلّ يوم جنّته و يقول يوشك عبادي الصّالحون أن يلقوا عنهم المئونة و الأذى و يصيروا إليك و يغفر لهم في آخر ليلة منه قيل يا رسول اللّه أ هي ليلة القدر قال لا و لكنّ العامل إنّما يوفّى أجره إذا انقضى عمله
11 ، و عن أبي القاسم الورّاق عن أبي محمّد عن عمير بن أحمد عن أبيه عن محمّد بن سعيد عن هدبة عن همّام بن يحيى عن عليّ بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيّب عن سلمان الفارسيّ رضي اللّه عنه قال خطبنا رسول اللّه ص في آخر يوم ]من[ شعبان فقال قد أظلّكم شهر رمضان شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر شهر جعل اللّه صيامه فريضة و قيامه للّه عزّ و جلّ تطوّعا من تقرّب فيه بخصلة من خير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه و من أدّى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه و هو شهر الصّبر ]و الصّبر[ ثوابه الجنّة و شهر المواساة شهر أوّله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النّار
12 ، و عن الورّاق عن أبي محمّد عن عماد بن أحمد عن الحسن بن عليّ عن محمّد بن العلاء عن أبي بكر بن عيّاش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النّبيّ ص قال إذا كان أوّل ليلة من رمضان صفّدت الشّياطين و مردة الجنّ و غلّقت أبواب النّار فلم يفتح منها باب و فتّحت أبواب السّماء فلم يغلق منها باب و ينادي مناد يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشّرّ أقصر و للّه عزّ و جلّ عتقاء من النّار و ذلك كلّ ليلة
13 الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي الطّيّب الحسين بن محمّد التّمّار عن جعفر بن أحمد عن أحمد بن محمّد بن أبي مسلم عن أحمد بن حليس الرّازيّ عن القاسم بن الحكم العرنيّ عن هشام بن الوليد عن حمّاد بن سليمان السّدوسيّ عن أبي الحسن عليّ بن محمّد السّيرافيّ عن الضّحّاك بن مزاحم عن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب أنّه سمع النّبيّ ص يقول إنّ الجنّة لتنجّد و تزيّن من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان فإذا كان أوّل ليلة منه هبّت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة تصفق ورق أشجار الجنان و حلق المصاريع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السّامعون أحسن منه و يبرزن الحور العين حتّى يقفن بين شرف الجنّة فينادين هل من خاطب إلى اللّه فيزوّجه ثمّ يقلن يا رضوان ما هذه اللّيلة فيجيبهنّ بالتّلبية ثمّ يقول يا خيرات حسان هذه أوّل ليلة من شهر رمضان قد فتّحت أبواب الجنان للصّائمين من أمّة محمّد ص و يقول له عزّ و جلّ يا رضوان افتح أبواب الجنان يا مالك أغلق أبواب جهنّم عن الصّائمين من أمّة محمّد ص يا جبرئيل اهبط إلى الأرض فصفّد مردة الشّياطين و غلّهم بالأغلال ثمّ اقذف بهم في لجج البحار حتّى لا يفسدوا على أمّة حبيبي صيامهم قال و يقول اللّه تبارك و تعالى في كلّ ليلة من شهر رمضان ثلاث مرّات هل من سائل فأعطيه سؤله هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له من يقرض المليّ غير المعدم الوفيّ غير الظّالم قال و إنّ للّه في آخر كلّ يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النّار فإذا كانت ليلة الجمعة و يوم الجمعة أعتق في كلّ ساعة منها ألف ألف عتيق من النّار و كلّهم قد استوجب العذاب فإذا كان في آخر شهر رمضان أعتق اللّه في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أوّل الشّهر إلى آخره فإذا كانت ليلة القدر أمر اللّه عزّ و جلّ جبرئيل فهبط في كتيبة من الملائكة إلى الأرض و معه لواء أخضر فيركز اللّواء إلى ظهر الكعبة و له ستّمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلّا في ليلة القدر فينشرهما تلك اللّيلة فيجاوزان المشرق و المغرب و يبيت جبرئيل و الملائكة في هذه اللّيلة فيسلّمون على كلّ قائم و قاعد و مصلّي ]مصلّ[ و ذاكر و يصافحونهم و يؤمّنون على دعائهم حتّى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل يا معشر الملائكة الرّحيل الرّحيل فيقولون يا جبرئيل فما ذا صنع اللّه تعالى في حوائج المؤمنين من أمّة محمّد ص فيقول إنّ اللّه تعالى نظر إليهم في هذه اللّيلة فعفا عنهم و غفر لهم إلّا أربعة قال فقال لهم رسول اللّه ص مدمن الخمر و العاقّ لوالديه و القاطع الرّحم و المشاجن ]المشاحن[ فإذا كانت ليلة الفطر و هي تسمّى ليلة الجوائز أعطى اللّه تعالى العاملين أجرهم بغير حساب فإذا كانت غداة يوم الفطر بعث اللّه الملائكة في كلّ البلاد فيهبطون إلى الأرض و يقفون على أفواه السّكك فيقولون يا أمّة محمّد اخرجوا إلى ربّ كريم يعطي الجزيل و يغفر العظيم فإذا برزوا إلى مصلّاهم قال اللّه عزّ و جلّ للملائكة ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله قال فتقول الملائكة إلهنا و سيّدنا جزاؤه أن توفّي أجره قال فيقول اللّه عزّ و جلّ فإنّي أشهدكم ملائكتي أنّي قد جعلت ثوابهم من صيام شهر رمضان و قيامهم فيه رضائي و مغفرتي و يقول يا عبادي سلوني فو عزّتي و جلالي لا تسألوني اليوم في جمعكم لآخرتكم و دنياكم إلّا أعطيتكم و عزّتي لأسترنّ عليكم عوراتكم ما راقبتموني و عزّتي لآجرنّكم و لا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود انصرفوا مغفورا لكم قد أرضيتموني و رضيت عنكم قال فتفرح الملائكة و تستبشر و يهنّئ بعضهم بعضا بما يعطي هذه الأمّة إذا أفطروا
14 تفسير الإمام، ع قال رسول اللّه ص إنّ للّه خيارا من كلّ ما خلقه فله من البقاع خيار و له من اللّيالي و الأيّام خيار و له من الشّهور خيار و له من عباده خيار و له من خيارهم خيار فأمّا خياره من البقاع فمكّة و المدينة و بيت المقدس و أمّا خياره من اللّيالي فليالي الجمع و ليلة النّصف من شعبان و ليلة القدر و ليلتا العيد و أمّا خياره من الأيّام فأيّام الجمعة و الأعياد و أمّا خياره من الشّهور فرجب و شعبان و شهر رمضان إلى أن قال و إنّ اللّه عزّ و جلّ اختار من الشّهور شهر رجب و شعبان و شهر رمضان فشعبان أفضل الشّهور إلّا ممّا كان من شهر رمضان فإنّه أفضل منه و إنّ اللّه عزّ و جلّ ينزل في شهر رمضان من الرّحمة ألف ضعف ما ينزل في سائر الشّهور و يحشر شهر رمضان في أحسن صورة في القيامة على تلّة لا يخفى هو عليها على أحد ممّن ضمّه ذلك المحشر ثمّ يأمر فيخلع عليه من كسوة الجنّة و خلعها و أنواع سندسها و ثيابها حتّى يصير في العظم بحيث لا ينفذه بصر و لا تعي علم مقداره أذن و لا يفهم كنهه قلب ثمّ يقال للمنادي من بطنان العرش ناد فينادي يا معشر الخلائق أ ما تعرفون هذا فيجيبالخلائق يقولون بلى لبّيك داعي ربّنا و سعديك أما إنّنا لا نعرفه ثمّ يقول منادي ربّنا هذا شهر رمضان ما أكثر من سعد به منكم و ما أكثر من شقي به ألا فليأته كلّ مؤمن له معظّم بطاعة اللّه فيه فليأخذ حظّه من هذا الخلع فتقاسموها بينكم على قدر طاعتكم للّه و جدّكم قال فيأتيه المؤمنون الّذين كانوا للّه مطيعين فيأخذون من تلك الخلع على مقادير طاعتهم كانت في الدّنيا فمنهم من يأخذ ألف خلعة و منهم من يأخذ عشرة آلاف و منهم من يأخذ أكثر من ذلك و أقلّ فيشرّفهم اللّه تعالى بكراماته ألا و إنّ أقواما يتعاطون تلك الخلع يقولون في أنفسهم لقد كنّا باللّه مؤمنين و له موحّدين و بفضل هذا الشّهر معترفين فيأخذونها و يلبسونها فتقلّب على أبدانهم مقطّعات النّيران و سرابيل القطران يخرج على كلّ واحد منهم بعدد كلّ سلكة من تلك الثّياب أفعى و حيّة و عقرب و قد تناولوا من تلك الثّياب أعدادا مختلفة على قدر أجرامهم كلّ من كان جرمه أعظم فعدد ثيابه أكثر فمنهم الآخذ ألف ثوب و منهم من أخذ عشرة آلاف ثوب و منهم من يأخذ أكثر من ذلك و إنّها لأثقل على أبدانهم من الجبال الرّواسي على ضعيف من الرّجال و لو لا ما حكم اللّه تعالى بأنّهم لا يموتون لماتوا إنّ أقلّ قليل ذلك الثّقل و العذاب ثمّ يخرج عليهم بعدد كلّ سلكة في تلك السّرابيل من القطران و مقطّعات النّيران أفعى و حيّة و عقرب و أسد و نمر و كلب من سباع النّار فهذه تنهشه و هذه تلدغه و هذه تفرسه و هذه تمزقه و هذه تقطعه يقولون ما بالنا تحوّلت علينا هذه الثّياب و قد كانت من سندس و إستبرق و أنواع خيار ثياب الجنّة تحوّلت علينا مقطّعات النّيران و سرابيل قطران و هي على هؤلاء ثياب فاخرة ملذّة منعمة فيقال لهم ذلك بما كانوا يطيعون في شهر رمضان و كنتم تعصون و كانوا يعفّون و كنتم تفجرون و كانوا يخشون ربّهم و كنتم تجترون و كانوا يتّقون السّرق و كنتم تسرقون و كانوا يتّقون ظلم عباد اللّه و كنتم تظلمون فتلك نتائج أفعالهم الحسنة و هذه نتائج أفعالكم القبيحة فهم في الجنّة خالدون لا يشيبون فيها و لا يهرمون و لا يحوّلون عنها و لا يخرجون و لا ينقلون و لا يقلقون فيها و لا يغتمّون بل هم فيها سائرون فرحون مبتهجون آمنون مطمئنّون لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و أنتم في النّار خالدون تعذّبون فيها و لا تهاونون من نيرانها و إلى زمهريرها تنقلون و في حميمها تغمسون و من زقّومها تطعمون و بمقامعها تقمعون و بضروب عذابها تعاقبون لا أحياء أنتم فيها و لا تموتون أبد الآبدين إلّا من لحقته منكم رحمة ربّ العالمين فخرج منها بشفاعة محمّد أفضل النّبيّين بعد العذاب الأليم و النّكال الشّديد
15 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن سلمان قال خطبنا رسول اللّه ص في آخر يوم من شعبان فقال يا أيّها النّاس قد أظلّكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل اللّه صيامه فريضة و قيام ليله تطوّعا من تقرّب فيه بنافلة من الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه و هو شهر الصّبر و الصّبر ثوابه الجنّة و شهر المواساة و شهر يزداد في رزق المؤمن و شهر أوّله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النّار و هو للمؤمن غنم و للمنافق غرم
16 ، و عنه ص أنّه كان يرتقي المنبر فأمّن عند كلّ مرقاة فسئل عن سبب ذلك فقال دعا جبرئيل و أمّنت قال من أدرك والديه و لم يؤدّ حقّهما فلا غفر اللّه له فقلت آمين ثمّ قال من ذكرت عنده فلم يصلّ عليك فلا غفر اللّه له فقلت آمين ثمّ قال من أدرك شهر رمضان و لا يتوب فلا غفر اللّه له فقلت آمين و في الخبر أنّ فريضة فيه بسبعين فريضة في غيره و قال ص خفّفوا على المملوكين في شهر رمضان
17 فقه الرّضا، ع و أكثر في هذا الشّهر المبارك من قراءة القرآن و الصّلاة على رسول اللّه ص و كثرة الصّدقة و ذكر اللّه في آناء اللّيل و النّهار و برّ الإخوان و إفطارهم معك بما يمكنك فإنّ في ذلك ثوابا عظيما و أجرا كبيرا
18 ابن شهرآشوب في المناقب، عن إبانة العكبريّ عن سليمان بن المغيرة عن أمّه قالت سألت أمّ سعيد سرّيّة عليّ ع عن صلاة عليّ ع في شهر رمضان فقالت رمضان و شوّال سواء يحيي اللّيل كلّه
19 ابن أبي جمهور في عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال أيّما مؤمن أطعم مؤمنا ليلة من شهر رمضان كتب اللّه له بذلك مثل أجر من أعتق ثلاثين نسمة مؤمنة و كان له بذلك عند اللّه دعوة مستجابة
و في درر اللآّلي، عن رجل من أصحاب رسول اللّه ص قال سمعت رسول اللّه ص يقول إنّ شهر رمضان تفتّح فيه أبواب الجنّة الثّمانية و تغلّق فيه أبواب النّار السّبعة و يصفّد فيه كلّ شيطان مريد و ينادي مناد كلّ ليلة يا طالب الخير هلمّ و يا طالب الشّرّ أمسك
21 ، و عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه ص إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان فتّحت أبواب الجنان و لم يغلق منها باب الشّهر كلّه و أغلقت أبواب النّار فلم يفتح منها باب الشّهر كلّه و غلّت عتاة الجنّ و مردة الشّياطين و نادى مناد من السّماء كلّ ليلة إلى انفجار الصّبح يا باغي الخير تمّم و أبشر و يا باغي الشّرّ أقصر و أبصر هل من مستغفر نغفر له هل من تائب نتوب عليه هل من داع فنستجيب له هل من سائل يعطى سؤله و للّه عند كلّ فطر من شهر رمضان كلّ ليلة عتقاء من النّار ستّون ألفا فإذا كان يوم الفطر أعتق مثل ما أعتق في جميع ثلاثين مرّة ستّين ألفا ستّين ألفا
22 دعائم الإسلام، بإسناده عن جعفر بن محمّد ع أنّه كان يقول لبنيه إذا دخل شهر رمضان فأجهدوا أنفسكم فيه فإنّ فيه تقسّم الأرزاق و توقّت الأرزاق و توقّت الآجال و يكتب وفد اللّه الّذين يفدون عليه و فيه ليلة القدر الّتي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر
23 ، و عن رسول اللّه ص أنّه خطب النّاس آخر يوم من شعبان فقال أيّها النّاس إنّه قد أظلّكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة العمل فيها خير من العمل في ألف شهر من تقرّب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه و من أدّى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه و هو شهر الصّبر و الصّبر ثوابه الجنّة و شهر المواساة و شهر يزداد فيه من رزق المؤمن من فطّر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه و عتق رقبته من النّار و كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء فقال بعض القوم يا رسول اللّه ليس كلّنا يجد ما يفطّر الصّائم فقال ص يعطي اللّه هذا الثّواب من فطّر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء و من أشبع صائما سقاه اللّه من حوضي شربة لا يظمأ بعدها و هو شهر أوّله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النّار من خفّف عن مملوكه فيه غفر اللّه له و أعتقه من النّار و استكثروا فيه من أربع خصال خصلتان ترضون بهما ربّكم و خصلتان لا غنى بكم عنهما فأمّا الخصلتان اللّتان ترضون بهما ربّكم فشهادة أن لا إله إلّا اللّه و تستغفرونه و أمّا اللّتان لا غنى بكم عنهما فتسألون اللّه الجنّة و تعوذون به من النّار
24 ، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى مثله من قابل إلّا أن يشهد عرفة
25 ، و عن رسول اللّه ص أنّه صعد المنبر فقال آمين ثمّ قال أيّها النّاس إنّ جبرائيل استقبلني فقال يا محمّد من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فيه فمات فأبعده اللّه قل آمين فقلت آمين
باب 12 -كراهة قول رمضان من غير إضافة إلى الشّهر و عدم تحريمه و كفّارة ذلك و كراهة إنشاد الشّعر فيه ليلا و نهارا
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع أنّه كان يقول لا تقولوا رمضان فإنّكم لا تدرون ما رمضان و من قاله فليتصدّق و ليصم كفّارة لقوله و لكن قولوا كما قال اللّه تعالى شهر رمضان
2 الصّفّار في بصائر الدّرجات، عن محمّد بن يحيى العطّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن هشام بن سالم عن سعد عن أبي جعفر ع قال نحن عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان فقال لا تقولوا هذا رمضان و لا ذهب رمضان و لا جاء رمضان فإنّ رمضان اسم من أسماء اللّه تعالى لا يجيء و لا يذهب و إنّما يجيء و يذهب الزّائل و لكن قولوا شهر رمضان فالشّهر مضاف إلى الاسم و الاسم اسم اللّه و هو الشّهر الّذي أنزل فيه القرآن الخبر
باب 13 -استحباب الدّعاء عند رؤية الهلال و أوّل ليلة من شهر رمضان بالمأثور
1 الصّدوق في الفقيه، عن الصّادق ع قال إذا رأيت هلال شهر رمضان فلا تشر إليه و لكن استقبل القبلة و ارفع يديك إلى اللّه عزّ و جلّ و خاطب الهلال تقول ربّي و ربّك اللّه ربّ العالمين اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الأمان و السّلامة و الإسلام و المسارعة إلى ما تحبّ و ترضى اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا و ارزقنا خيره و عونه و اصرف عنّا ضرّه و شرّه و بلاءه و فتنته
2 فقه الرّضا، ع فإذا رأيت هلال شهر رمضان فلا تشر إليه و لكن استقبل القبلة و ارفع يديك إلى اللّه و خاطب الهلال و كبّر في وجهه ثمّ تقول ربّي و ربّك اللّه ربّ العالمين اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الأمانة و الإيمان و السّلامة و الإسلام و المسارعة إلى ما تحبّ و ترضى اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا و ارزقنا عونه و خيره و اصرف عنّا شرّه و ضرّه و بلاءه و فتنته
دعائم الإسلام، روّينا عن عليّ ص أنّه كان إذا رأى الهلال قال اللّه أكبر اللّهمّ إنّي أسألك خير هذا الشّهر و فتحه و نصره و نوره و رزقه و أعوذ بك من شرّه و شرّ ما بعده
4 السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب عمل شهر رمضان، عن محمّد بن الحنفيّة عن أمير المؤمنين ع قال كان رسول اللّه ص إذا استهلّ هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه و قال اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الإيمان و السّلامة و الإسلام و العافية المجلّلة و دفاع الأسقام و العون على الصّلاة و الصّيام و تلاوة القرآن اللّهمّ سلّمنا لشهر رمضان و تسلّمه منّا و سلّمنا فيه حتّى ينقضي عنّا شهر رمضان و قد عفوت عنّا و غفرت لنا و رحمتنا
5 ، و عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه ع قال مرّ عليّ بن الحسين ع في طريقه يوما إلى هلال شهر رمضان فوقف فقال أيّها الخلق المطيع الدّائب السّريع المتردّد في فلك التّقدير المتصرّف في منازل التّدبير آمنت بمن نوّر بك الظّلم و أوضح بك البهم و جعلك آية من آيات ملكه و علامة من علامات سلطانه فحدّ بك الزّمان و امتهنك بالزّيادة و النّقصان و الطّلوع و الأفول و الإنارة و الكسوف في كلّ ذلك أنت له مطيع و إلى إرادته سريع سبحانه ما أعجب ما أظهر من أمرك و ألطف ما صنع في شأنك جعلك مفتاح شهر حادث لأمر حادث جعلك هلال بركة لا تمحقها الأيّام و طهارة لا تدنّسها الآثام هلال أمن من الآفات و سلامة من السّيّئات هلال سعد لا نحس فيه و يمن لا نكد فيه و يسر لا يمازجه عسر و خير لا يشوبه شرّ هلال أمن و إيمان و نعمة و إحسان اللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اجعلنا من أرضى من طلع عليه و أزكى من نظر إليه و أسعد من تعبّد لك فيه و وفّقنا اللّهمّ فيه للطّاعة و التّوبة و اعصمنا من الآثام و أوزعنا فيه شكر النّعمة و ألبسنا فيه جنن العافية و أتمم علينا لاستكمال طاعتك فيه المنّةإنّك أنت المنّان الحميد و صلّى اللّه على محمّد و آله الطّيّبين و اجعل لنا فيه عونا على ما ندبتنا إليه من مفترض طاعتك و تقبّلها إنّك الأكرم من كلّ كريم و الأرحم من كلّ رحيم
6 ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا رأيت الهلال فقل اللّهمّ قد حضر شهر رمضان و قد افترضت علينا صيامه و أنزلت فيه القرآن هدى للنّاس و بيّنات من الهدى و الفرقان اللّهمّ أعنّا على صيامه و تقبّله منّا و سلّمنا فيه و سلّمنا منه و سلّمه لنا في يسر و عافية إنّك على كلّ شيء قدير يا رحمان يا رحيم
7 و عن الجزء الثّالث من أمالي، أبي المفضّل محمّد بن عبد المطّلب الشّيبانيّ بإسناده إلى الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال كان عليّ ع إذا كان بالكوفة يخرج و النّاس معه يتراءى هلال شهر رمضان فإذا رآه قال اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الإيمان و السّلامة و الإسلام و صحّة من السّقم و فراغ لطاعتك من الشّغل و اكفنا بالقليل من النّوم يا رحيم
8 ، و عن أبي الحسن الأوّل ع قال إذا رأيت الهلال فقل اللّهمّ قد حضر شهر رمضان و قد افترضت علينا صيامه و قيامه فأعنّا على صيامه و قيامه و تقبّله منّا و سلّمنا فيه و سلّمه لنا في يسر منك و عافية إنّك على كلّ شيء قدير يا أرحم الرّاحمين قال رحمه اللّه ثمّ قل ما وجدناه في نسخة عتيقة من كتب أصول الشّيعة ربّي و ربّك اللّه ربّ العالمين اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أهلّه علينا و على أهل بيوتنا و أشياعنا بأمن و إيمان و سلامة و إسلام و برّ و تقوى و عافية مجلّلة و رزق واسع حسن و فراغ من الشّغل و اكفنا بالقليل من النّوم و المسارعة فيما تحبّ و ترضى و ثبّتنا عليه اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا و ارزقنا بركته و خيره و عونه و غنمه و يمنه و نوره و رحمته و مغفرته و اصرف عنّا شرّه و ضرّه و بلاءه و فتنته اللّهمّ ما قسمت فيه من رزق أو خير أو عافية أو فضل أو مغفرة أو رحمة فاجعل نصيبنا فيه الأكبر و حظّنا فيه الأوفر
، و عن أبي عبد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص إذا رأى الهلال قال الحمد للّه الّذي خلقك و قدّرك و جعلك مواقيت للنّاس اللّهمّ أهلّه علينا هلالا مباركا قال رحمه اللّه ثمّ قل ما وجدناه في كتاب عتيق بدعوات من طرق أصحابنا كأنّه من أصولهم رحمهم اللّه تعالى قال إذا رأيت الهلال تقول اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر ربّي و ربّك اللّه لا إله إلّا هو ربّ العالمين الحمد للّه الّذي خلقني و خلقك و قدّرك منازل و جعلك آية للعالمين يباهي اللّه بك الملائكة اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الإيمان و السّلامة و الإسلام و الغبطة و السّرور و البهجة و الحبور و ثبّتنا على طاعتك و المسارعة فيما يرضيك اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا و ارزقنا خيره و بركته و يمنه و عونه و قوّته و اصرف عنّا شرّه و بلاءه و فتنته برحمتك يا أرحم الرّاحمين ثمّ قل ما وجدناه في نسخة عتيقة قيل إنّها بخطّ الرّضيّ الموسويّ اللّهمّ إنّي أسألك يا مبدئ البدايا و يا خالق الأرض و السّماء و يا إله من بقي و إله من مضى و يا من رفع السّماء و سطح الأرض إلهي و أسألك بأنّك تبعث أرواح البلى بقدرتك و أمرك و سلطانك على عبادك و إمائك الأذلّاء إلهي و أسألك بأنّك تبعث الموتى و تميت الأحياء و أنت ربّ الشّعرى و مناة الثّالثة الأخرى أن تصلّي على محمّد و على أهل بيت محمّد عدد الحصى و الثّرى و صلّ على محمّد و على أهل بيت محمّد صلاة تكون لك رضى و ارزقني في هذا الشّهر التّقى و النّهى و الصّبر على البلاء و العون عند القضاء و اجعلني إلهي من أهل العافية و المعافاة و هب لي يقين أهل التّقى و أعمال أهل النّهى و صبر أهل البلوى فإنّك تعلم يا إلهي ضعفي عند البلاء و قلّة صبري في الشدّة و الرّخاء و لا تتبعني ببلاء ارحم ضعفي و اكشف كربي و فرّج همّي و ارحمني رحمة تطفئ بها سخطك عنّي و اعف عنّي و جد عليّ فعفوك و جودك يسعني و استجب لي في شهرك المبارك الّذي عظّمت حرمته و بركته و اجعلني إلهي ممّن آمن و اتّقى في الدّين و الدّنيا و الآخرة مع من أتوالى و أتولّى و لا تلحقني بمن مضى من أهل الجحود في هذه الدّنيا و اجعلني إلهي مع محمّد و أهل بيت محمّد ع في كلّ عافية أو بلاء و كلّ شدّة و رخاء و احشرني معهم لا مع غيرهم في الدّين و الدّنيا أبدا و في الآخرة غدا يوم يحشر النّاس ضحى و اجعل الآخرة خيرا لي من الأولى و اصرف عنّي بمنزلتهم عذاب الآخرة و خزي الدّنيا و فقرها و مسكنتها و ما فيها يا ربّاه يا ربّاه يا مولياه يا وليّ نعمتاه آمين آمين اختم لي ذلك على ما أقول يا ربّاه ثمّ صلّ على محمّد و أهل بيته ع و سل حوائجك تقضى إن شاء اللّه تعالى
10 ، و عن أبي المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشّيبانيّ فيما رواه بإسناده إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ رحمه اللّه بالرّيّ قال صلّى أبو جعفر محمّد بن عليّ الرّضا ع صلاة المغرب في ليلة رأى فيها هلال شهر رمضان فلمّا فرغ من الصّلاة و نوى الصّيام رفع يديه فقال اللّهمّ يا من يملك التّدبير و هو على كلّ شيء قدير يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور و يجنّ الضّمير و هو اللّطيف الخبير اللّهمّ اجعلنا ممّن نوى فعمل و لا تجعلنا ممّن شقي فكسل و لا ممّن هو على غير عمل يتّكلاللّهمّ صحّح أبداننا من العلل و أعنّا على ما افترضت علينا من العمل حتّى ينقضي عنّا شهرك هذا و قد أدّينا مفروضك فيه علينا اللّهمّ أعنّا على صيامه و وفّقنا لقيامه و نشّطنا فيه للصّلاة و لا تحجبنا من القراءة و سهّل لنا إيتاء الزّكاة اللّهمّ لا تسلّط علينا وصبا و لا تعبا و لا سقما و لا عطبا اللّهمّ ارزقنا الإفطار من رزقك الحلال اللّهمّ سهّل لنا ما قسمته من رزقك و يسّر ما قدّرته من أمرك و اجعله حلالا طيّبا نقيّا من الآثام خالصا من الآصار و الأجرام اللّهمّ لا تطعمنا إلّا طيّبا غير خبيث و لا حرام و اجعل رزقك لنا حلالا لا يشوبه دنس و لا أسقام يا من علمه بالسّرّ كعلمه بالإعلان يا متفضّلا على عباده بالإحسان يا من هو على كلّ شيء قدير و بكلّ شيء عليم خبير ألهمنا ذكرك و جنّبنا عسرك و أنلنا يسرك و اهدنا الرّشاد و وفّقنا للسّداد و اعصمنا من البلايا و صنّا عن الأوزار و الخطايا يا من لا يغفر عظيم الذّنوب غيره و لا يكشف السّوء إلّا هو يا أرحم الرّاحمين و أكرم الأكرمين صلّ على محمّد و أهل بيته الطّيّبين و اجعل صيامنا مقبولا و بالبرّ و التّقوى موصولا و كذلك فاجعل سعينا مشكورا و قيامنا مبرورا و قراءتنا مرفوعة و دعاءنا مسموعا و اهدنا للحسنى و جنّبنا العسرى و يسّرنا لليسرى و أعل لنا الدّرجات و ضاعف لنا الحسنات و اقبل منّا الصّوم و الصّلاة و اسمع منّا الدّعوات و اغفر لنا الخطيئات و تجاوز عنّا السّيّئات و اجعلنا من العاملين الفائزين و لا تجعلنا من المغضوب عليهم و لا الضّالّين حتّى ينقضي شهر رمضان عنّا و قد قبلت فيه صيامنا و قيامنا و زكّيت فيه أعمالنا و غفرت فيه ذنوبنا و أجزلت فيه من كلّ خير نصيبنا فإنّك الإله المجيب و الرّبّ الرّقيب و أنت بكلّ شيء محيط
، و عن رسول اللّه ص أنّه كان يدعو أوّل ليلة من شهر رمضان هذا الدّعاء الحمد للّه الّذي أكرمني بك أيّها الشّهر المبارك اللّهمّ فقوّنا على صيامنا و قيامنا و ثبّت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين اللّهمّ أنت الواحد فلا ولد لك و أنت الصّمد فلا شبه لك و أنت العزيز فلا يعزّك شيء و أنت الغنيّ و أنا الفقير و أنت المولى و أنا العبد و أنت الغفور و أنا المذنب و أنت الرّحيم و أنا المخطئ و أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت الحيّ و أنا الميّت أسألك برحمتك أن تغفر لي و ترحمني و تجاوز عنّي إنّك على كلّ شيء قدير
باب 14 -استحباب الدّعاء في كلّ يوم من شهر رمضان بالمأثور
1 الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في مصباحه، عن روضة العابدين لأبي الفتح الكراجكيّ أنّه يستحبّ أن يدعو في كلّ يوم من شهر رمضان بهذا الدّعاء و في أوّل ليلة منه و يسمّى دعاء الحجّ اللّهمّ منك أطلب حاجتي و من طلب حاجته إلى أحد من النّاس فإنّي لا أطلب حاجتي إلّا منك وحدك لا شريك لك أسألك بفضلك و رضوانك أن تصلّي على محمّد و أهل بيته و أن تجعل لي في عامي هذا إلى بيتك الحرام سبيلا حجّة مبرورة متقبّلة زاكية خالصة لك تقرّ بها عيني و ترفع بها درجتي و ترزقني أن أغضّ بصري و أن أحفظ فرجي و أن أكفّ عن جميع محارمك حتّى لا يكون عندي شيء آثر من طاعتك و خشيتك و العمل بما أحببته و التّرك لما كرهت و نهيت عنه و اجعل ذلك في يسر منك و عافية و أوزعني شكر ما أنعمت به عليّ و أسألك أن تجعل وفاتي قتلا في سبيلك تحت راية محمّد نبيّك ص مع وليّك ص و أسألك أن تقتل بي أعداءك و أعداء رسولك و أن تكرمني بهوان من شئت من خلقك و لا تهنّي بكرامة أحد من أوليائك اللّهمّ اجعل لي مع الرّسول سبيلا حسبي اللّه ما شاء اللّه و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد رسوله خاتم النّبيّين و آله الطّاهرين
و رواه الكلينيّ في الكافي، عن عليّ عن أبيه عن إسماعيل بن مرّار عن يونس عن إبراهيم عن محمّد بن مسلم و الحسين بن محمّد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان عن أبي بصير قال كان أبو عبد اللّه ع يدعو بهذا الدّعاء في شهر رمضان و ذكر مثله
2 و في البلد الأمين، روي عن النّبيّ ص أنّه قال من دعا بهذا الدّعاء في شهر رمضان بعد المكتوبة غفر اللّه له ذنوبه إلى يوم القيامة و هو اللّهمّ أدخل على أهل القبور السّرور اللّهمّ أغن كلّ فقير اللّهمّ أشبع كلّ جائع اللّهمّ اكس كلّ عريان اللّهمّ اقض دين كلّ مدين اللّهمّ فرّج عن كلّ مكروب اللّهمّ ردّ كلّ غريب اللّهمّ فكّ كلّ أسير اللّهمّ أصلح كلّ فاسد من أمور المسلمين اللّهمّ اشف كلّ مريض اللّهمّ سدّ فقرنا بغناك اللّهمّ غيّر سوء حالنا بحسن حالك اللّهمّ اقض عنّا الدّين و أغننا من الفقر إنّك على كلّ شيء قدير
الشّهيد في مجموعته، عنه ص مثله
باب 15 -أنّ من أسلم في شهر رمضان لم يجب عليه قضاء ما فاته قبل الإسلام و لا اليوم الّذي أسلم فيه إلّا أن يسلم قبل الفجر و عدم وجوب إعادة المخالف صومه إذا استبصر
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه ع أنّ رجلا أسلم في النّصف من شهر رمضان فقال له ع صم ما أدركت و لا قضاء عليك
2 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال الإسلام يجبّ ما قبله
3 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، في قوله تعالى و قالوا لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا الآية عن أمّ سلمة في حديث أنّها قالت لرسول اللّه ص في فتح مكّة بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه سعد بك جميع النّاس إلّا أخي من بين قريش و العرب رددت إسلامه و قبلت إسلام النّاس كلّهم فقال رسول اللّه ص يا أمّ سلمة إنّ أخاك كذّبني تكذيبا لم يكذّبني أحد من النّاس هو الّذي قال لي لن نؤمن لك الآية إلى قوله تعالى كتابا نقرؤه قالت أمّ سلمة بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه أ لم تقل إنّ الإسلام يجبّ ما قبله قال نعم فقبل رسول اللّه ص إسلامه
باب 16 -أنّه يجب أن يقضي أكبر الأولاد الذّكور ما فات الميّت من صيام تمكّن من قضائه و لم يقضه فإن تبرّع أحد بالقضاء عنه جاز فإن لم يتمكّن لم يجب القضاء إلّا أن يفوت لسفر و إن كان له مال تصدّق عن كلّ يوم بمدّ
1 فقه الرّضا، ع و إذا مات الرّجل و عليه صوم من شهر رمضان فعلى وليّه أن يقضي عنه و كذلك إذا فاته في السّفر إلّا أن يكون مات في مرضه من قبل أن يصحّ فلا قضاء عليه و إذا كان للميّت وليّان فعلى أكبرهما من الرّجال أن يقضي عنه فإن لم يكن له وليّ من الرّجال قضى عنه وليّه من النّساء
الصّدوق في المقنع، مثله
2 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال من مرض في شهر رمضان فلم يصحّ حتّى مات فقد حيل بينه و بين القضاء و من مرض فيه ثمّ صحّ فلم يقض ما مرض فيه حتّى مات فيستحبّ لوليّه أن يقضي عنه ما مرض عليه و لا تقضي امرأة عن رجل
قلت بل الأقوى الوجوب و الخبر محمول على التّقيّة فإنّ وجوب القضاء على الوليّ مذهب الشّافعيّ في القديم خاصّة
باب 17 -حكم من كان عليه شيء من قضاء شهر رمضان فأدركه شهر رمضان آخر
1 فقه الرّضا، ع و إذا مرض الرّجل و فاته صوم شهر رمضان كلّه و لم يصمه إلى أن يدخل عليه شهر رمضان من قابل فعليه أن يصوم هذا الّذي قد دخل عليه و يتصدّق عن الأوّل لكلّ يوم بمدّ طعام و ليس عليه القضاء إلّا أن يكون قد صحّ فيما بين شهرين رمضانين فإذا كان كذلك و لم يصم فعليه أن يتصدّق عن الأوّل لكلّ يوم بمدّ من طعام و يصوم الثّاني فإذا صام الثّاني قضى الأوّل بعده فإن فاته شهرين رمضانين حتّى دخل الشّهر الثّالث و هو مريض فعليه أن يصوم الّذي دخله و يتصدّق عن الأوّل لكلّ يوم بمدّ من طعام و يقضي الثّاني
الصّدوق في المقنع، مثله
باب 18 -استحباب التّتابع في قضاء شهر رمضان و أنّه لا يجب بل يجوز التّفريق و عدم وجوب التّتابع في غير المواضع المنصوصة
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال كان عليّ ع لا يرى بقضاء شهر رمضان منقطعا بأسا و قال إنّ رسول اللّه ص قضى شهر رمضان متفرّقا و كان إذا غزا في شهر رمضان أفطر
2 ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص قضى شهر رمضان متفرّقا
3 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال يقضي شهر رمضان من كان فيه عليلا أو مسافرا عدّة ما اعتلّ و سافر فيه إن شاء متّصلا و إن شاء متفرّقا و إنّما قال اللّه عزّ و جلّ فعدّة من أيّام أخر فإذا أتى بالعدّة فقد أتى بما يجب عليه
4 ، السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ بإسناده الصّحيح عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال عليّ ع يجوز قضاء شهر رمضان متفرّقا
و رواه عن رسول اللّه ص
5 فقه الرّضا، ع و إن أردت قضاء شهر رمضان فأنت بالخيار إن شئت قضيتها متتابعا و إن شئت متفرّقا فقد روي عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال يصوم ثلاثة أيّام ثمّ يفطر
6 الصّدوق في المقنع، و إذا أردت قضاء شهر رمضان فإن شئت قضيته متتابعا و إن شئت قضيته متفرّقا
باب 19 -جواز قضاء الفائت من شهر رمضان في أيّ شهر كان و لو في ذي الحجّة و عدم وجوب الفوريّة و عدم جواز قضائه في السّفر
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه كره أن يقضى شهر رمضان في ذي الحجّة و قال إنّه شهر نسك
باب 20- عدم جواز التّطوّع بالصّوم لمن عليه شيء من قضاء شهر رمضان و غيره من الصّوم الواجب
1 دعائم الإسلام، سئل جعفر بن محمّد ع عن رجل عليه من صيام شهر رمضان طائفة أ يتطوّع بالصّوم قال لا حتّى يقضي ما عليه ثمّ يصوم إن شاء ما بدا له تطوّعا
2 ، و عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال لا يقبل ممّن كان عليه صيام فريضة صيام نافلة حتّى يقضي الفريضة
3 الصّدوق في المقنع، اعلم أنّه لا يجوز أن يتطوّع الرّجل و عليه شيء من الفرض كذلك وجدته في كلّ الأحاديث
4 الشّهيد الثّاني في روض الجنان، عن زرارة عن أبي جعفر ع في حديث أنّه قال أ رأيت لو كان عليك صوم من شهر رمضان أ كان لك أن تتطوّع حتّى تقضيه قال قلت لا الخبر
باب 21- وجوب القضاء و الكفّارة على من أفطر في قضاء شهر رمضان بعد الزّوال لا قبله و هي إطعام عشرة مساكين فإن عجز فصيام ثلاثة أيّام و جواز الإفطار في قضائه قبل الزّوال لا بعده و في المندوب مطلقا
1 فقه الرّضا، ع إذا قضيت صوم شهر رمضان أو النّذر كنت بالخيار في الإفطار إلى زوال الشّمس فإن أفطرت بعد الزّوال فعليك كفّارة مثل من أفطر يوما من شهر رمضان و قد روي أنّ عليه إذا أفطر بعد الزّوال إطعام عشرة مساكين لكلّ مسكين مدّ من طعام فإن لم يقدر عليه صام يوما بدل يوم و صام ثلاثة أيّام كفّارة لما فعل
2 الصّدوق في المقنع، و إذا قضيت صوم شهر رمضان كنت بالخيار في الإفطار إلى زوال الشّمس فإن أفطرت بعد الزّوال فعليك الكفّارة مثل ما على من أفطر يوما من شهر رمضان و قد روي إلى آخر ما في الأصل
باب 22- استحباب الجدّ و الاجتهاد في العبادة و أنواع الخير في ليلة القدر و في العشر الأواخر
1 دعائم الإسلام، روّينا عن محمّد بن عليّ ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ تنزّل الملائكة و الرّوح فيها قال فنزل الملائكة و الكتبة إلى سماء الدّنيا فيكتبون ما يكون في السّنة من أمر و ما يصيب العباد و الأمر عنده موقوف له فيه المشيّة فيقدّم ما يشاء و يؤخّر ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء و عنده أمّ الكتاب
2 ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال من وافق ليلة القدر فقامها غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر
3 السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب عمل شهر رمضان، عن كتاب كنز اليواقيت لأبي المفضّل بن محمّد الهرويّ عن النّبيّ ص أنّه قال من صلّى ركعتين في ليلة القدر فقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة و قل هو اللّه أحد سبع مرّات فإذا فرغ يستغفر سبعين مرّة فما دام لا يقوم من مقامه حتّى يغفر اللّه له و لأبويه و بعث اللّه ملائكة يكتبون له الحسنات إلى سنة أخرى و بعث اللّه ملكا إلى الجنان يغرسون له الأشجار و يبنون له القصور و يجرون له الأنهار و لا يخرج من الدّنيا حتّى يرى ذلك كلّه
4 ، و منه عنه ص أنّه قال من أحيا ليلة القدر حوّل عنه العذاب إلى السّنة القابلة
5 ، و منه عنه ص أنّه قال قال موسى إلهي أريد قربك قال قربي لمن استيقظ ليلة القدر قال إلهي أريد رحمتك قال رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر قال إلهي أريد الجواز على الصّراط قال ذلك لمن تصدّق بصدقة في ليلة القدر قال إلهي أريد من أشجار الجنّة و ثمارها قال ذلك لمن سبّح تسبيحة في ليلة القدر قال إلهي أريد النّجاة من النّار قال ذلك لمن استغفر في ليلة القدر قال إلهي أريد رضاك قال رضاي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر
6 ، و منه عنه ص أنّه قال يفتّح أبواب السّماوات في ليلة القدر فما من عبد يصلّي فيها إلّا كتب اللّه تعالى له بكلّ سجدة شجرة في الجنّة لو يسير الرّاكب في ظلّها مائة عام لا يقطعها و بكلّ ركعة بيتا في الجنّة من درّ و ياقوت و زبرجد و لؤلؤ و بكلّ آية تاجا من تيجان الجنّة و بكلّ تسبيحة طائرا من النّجب و بكلّ جلسة درجة من درجات الجنّة و بكلّ تشهّد غرفة من غرفات الجنّة و بكلّ تسليمة حلّة من حلل الجنّة فإذا انفجر عمود الصّبح أعطاه اللّه تعالى من الكواعب المؤالفات و الجواري المهذّبات و الغلمان المخلّدين و العجائب المطيّرات و الرّياحين المعطّرات و الأنهار الجاريات و النّعيم الرّاضيات و التّحف و الهديّات و الخلع و الكرامات و ما تشتهي الأنفس و تلذّ الأعين و أنتم فيها خالدون
7 ، و منه عن الباقر ع من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه و لو كانت ذنوبه عدد نجوم السّماء و مثاقيل الجبال و مكاييل البحار
8 و من كتاب الصّيام، لعليّ بن فضّال بإسناده إلى منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع قال اللّيلة الّتي يفرق فيها كلّ أمر حكيم ينزل فيها ما يكون في السّنة إلى مثلها من خير أو شرّ أو رزق أو أمر أو موت أو حياة و يكتب فيها وفد مكّة فمن كان في تلك السّنة مكتوبا لم يستطع أن يحبس و إن كان فقيرا مريضا و من لم يكن فيها مكتوبا لم يستطع أن يحجّ و إن كان غنيّا صحيحا
القطب الرّاونديّ في كتاب لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر
10 ، و عنه ص من أحيا ليلة القدر فهو أكرم على اللّه ممّن أحيا شهر رمضان و لم يحي تلك اللّيلة و الّذي بعثني بالحقّ إنّ أهله و ولده يشفّعون في سبعمائة ألف لكلّ واحد في سبعمائة ألف إلى آخر ثلاث مرّات
و قال ص إنّ ليلة القدر تكرمة الأحياء و غنيمة الأموات
11 ، و روي أنّه ص لمّا غزا تبوك و رجع سالما استبشر النّاس و قالوا ما فعل مثل هذا أحد فقال النّبيّ ص كان في بني إسرائيل رجل يقال له ابن نانين و كان له ألف ابن فغزاهم عدوّ فحاربوه ألف شهر كلّ ابن شهرا حتّى قتلوا جميعا و أبوهم يصلّي و لا يلتفت يمينا و لا شمالا ثمّ قاتل بنفسه حتّى قتل فتمنّى المسلمون منزلته فأنزل اللّه ليلة القدر خير من ألف شهر يعني لذلك الرّجل
12 ، و قيل للنّبيّ ص إن أنا أدركت ليلة القدر فما أسأل ربّي قال ص العافية
13 السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في النّوادر، عن عليّ بن الحسين الورّاق عن أبي محمّد بن عبد اللّه عن أبي عليّ بن بشّار عن عليّ بن محمّد عن هارون عن أبي القاسم بن الحكم عن هاشم بن الوليد عن حمّاد بن سليمان عن شيخ يكنّى أبا الحسين عن الضّحّاك عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص إذا كانت ليلة القدر يأمر اللّه جبرئيل فيهبط إلى الأرض في كبكبة من الملائكة و معه لواء الحمد الأخضر فيركز اللّواء على ظهر الكعبة و له ستّمائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلّا في ليلة القدر فينشرهما تلك اللّيلة فيجاوزان المشرق و المغرب و يبثّ جبرئيل الملائكة في هذه اللّيلة فيسلّمون على كلّ قاعد و قائم و ذاكر و مصلّ و يصافحونهم و يؤمّنون على دعائهم حتّى يطلع الفجر
14 الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عنه مثله و زاد في آخره فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل ما فعل اللّه بحوائج أمّة محمّد ص فيقولون نظر إليهم فغفر لهم و عفا عنهم إلّا عن أربعة مدمن الخمر و عاقّ الوالدين و قاطع الرّحم و السّاحر
15 ، و في الخبر أنّ جبرئيل ع يهبط في هذه اللّيلة إلى الأرض في سبعين ألف ملك و ميكائيل في سبعين ألف ملك و يأتون بلواء الحمد و له أربع زوايا واحدة بالمشرق و واحدة بالمغرب و واحدة تحت العرش و واحدة تحت الأرض السّابعة و على اللّواء مكتوب أمّة مذنبة و ربّ غفور و ما من بيت إلّا و يأتيه جبرئيل مع الملائكة و يسلّمون عليهم و إلّا فيبلغهم السّلام في خمسة مواطن الأوّل يوم الموت في قوله تعالى الّذين تتوفّاهم الملائكة طيّبين يقولون سلام عليكم و الثّاني في باب الجنّة و قال لهم خزنتها سلام عليكم و الثّالث في الجنّة في قوله و الملائكة يدخلون عليهم من كلّ باب سلام عليكم و الرّابع في الغرفات سلام قولا من ربّ رحيم و الخامس عند اللّه تعالى تحيّتهم يوم يلقونه سلام
16 ، و عن عبد اللّه بن عبّاس قال إنّ اللّه تعالى يأمر الملائكة في هذه اللّيلة يعني ليلة القدر أن يهبطوا مع جبرئيل و ميكائيل من سدرة المنتهى إلى الأرض في أربعة مواطن على سطح الكعبة و على قبر رسول اللّه ص و في بيت المقدس و طور سيناء ثمّ يقول جبرئيل تفرّقوا فيتفرّقون فلا يبقى دار و لا حجرة فيها مؤمن أو مؤمنة إلّا و تأتيه الملائكة إلّا بيتا فيه كلب أو خنزير أو خمر أو صورة و يهلّلون و يسبّحون و يستغفرون كلّ اللّيل لأمّة محمّد ص فإذا جاء وقت صلاة الصّبح يصعدون إلى السّماء فتستقبلهم ساكنو السّماء و يقولون لهم من أين جئتم فيقولون من الأرض فإنّ البارحة كانت ليلة القدر فيقولون ما فعل اللّه بحوائج أمّة محمّد ص فيقولون إنّ اللّه غفر لصالحيها و شفّع لطالحيها فيرفعون ملائكة السّماء أصواتهم بالتّسبيح و التّهليل و الثّناء على اللّه تعالى و شكره بما فعل بأمّة محمّد ص و ساق في الخبر صعودهم سماء سماء إلى العرش بهذه الكيفيّة إلى أن قال فيقول اللّه تبارك و تعالى و لأمّة محمّد عندي ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر
17 ، و عن بعض أزواج النّبيّ ص أنّها قالت يا رسول اللّه ما أقول إن أدركت ليلة القدر فما أقول قال قولي اللّهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعف عنّي
18 أحمد بن محمّد بن عيّاش في كتاب مقتضب الأثر، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبي العبّاس عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه اختار من الأيّام الجمعة و من الشّهور شهر رمضان و من اللّيالي ليلة القدر الخبر
19 ، و عن محمّد بن عثمان بن محمّد الصّيدانيّ و غيره عن إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سليمان بن حرب الواشجيّ عن حمّاد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ عنه ص مثله
محمّد بن الحسن الصّفّار في البصائر، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن الحسين بن بكير عن ابن بكير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ ليلة القدر يكتب ما يكون منها في السّنة إلى مثلها من خير أو شرّ أو موت أو حياة أو مطر و يكتب فيها وفد الحاجّ ثمّ يفضى ذلك إلى أهل الأرض فقلت إلى من من أهل الأرض فقال إلى من ترى
21 ، و عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ إنّا أنزلناه في ليلة القدر و ما أدراك ما ليلة القدر قال ينزل فيها ما يكون من السّنة من موت أو مولود قلت له إلى من فقال إلى من عسى أن يكون إنّ النّاس في تلك اللّيلة في صلاة و دعاء و مسألة و صاحب هذا الأمر في شغل تنزّل الملائكة إليه بأمور السّنة من غروب الشّمس إلى طلوعها من كلّ أمر سلام هي له إلى أن يطلع الفجر
22 كتاب حسين بن عثمان بن شريك، عن إسحاق بن عمّار أو سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص إذا دخل العشر الأواخر ضربت له قبّة شعر و شدّ المئزر قال قلت و اعتزل النّساء قال أمّا اعتزال النّساء فلا
23 فقه الرّضا، ع اعلم يرحمك اللّه أنّ لشهر رمضان حرمة ليست كحرمة سائر الشّهور لما خصّه اللّه به و فضّله و جعل فيه ليلة القدر العمل فيها خير من العمل في ألف شهر
باب 23 -تعيين ليلة القدر و أنّها في كلّ سنة و تأكّد استحباب الغسل فيها و إحيائها بالعبادة فإن اشتبه الهلال استحبّ العمل في اللّيالي المشتبهة كلّها
1 إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، عن الأصبغ بن نباتة أنّ رجلا سأل عليّا ع عن الرّوح قال ليس هو جبرئيل فإنّ جبرئيل من الملائكة و الرّوح غير جبرئيل و كان الرّجل شاكّا فكبر ذلك عليه فقال لقد قلت عظيما ما أجد من النّاس من يزعم أنّ الرّوح غير جبرئيل قال عليّ ع أنت ضالّ تروي عن أهل الضّلال يقول اللّه تعالى لنبيّه أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه سبحانه و تعالى عمّا يشركون ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده فالرّوح غير الملائكة و قال تعالى ليلة القدر خير من ألف شهر تنزّل الملائكة و الرّوح فيها بإذن ربّهم و قال تعالى يوم يقوم الرّوح و الملائكة صفّا و قال لآدم و جبرئيل يومئذ مع الملائكة إنّي خالق بشرا من طين فإذا سوّيته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد جبرئيل مع الملائكة للرّوح و قال تعالى لمريم فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشرا سويّا و قال تعالى لمحمّد ص نزل به الرّوح الأمين على قلبك ثمّ قال لتكون من المنذرين بلسان عربيّ مبين و إنّه لفي زبر الأوّلين و الزّبر الذّكر و الأوّلين رسول اللّه ص منهم فالرّوح واحدة و الصّور شتّى قال سعد فلم يفهم الشّاكّ ما قاله أمير المؤمنين ع غير أنّه قال الرّوح غير جبرئيل فسأله عن ليلة القدر فقال إنّي أراك تذكر ليلة القدر تنزّل الملائكة و الرّوح فيها قال له عليّ ع فإن عمي عليك شرحه فسأعطيك ظاهرا منه تكون أعلم أهل بلادك بمعنى ليلة القدر ليلة القدر ليلة القدر قال قد أنعمت عليّ إذا بنعمة قال له عليّ ع إنّ اللّه فرد يحبّ الوتر و فرد اصطفى الوتر فأجرى جميع الأشياء على سبعة فقال عزّ و جلّ خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهنّ و قال خلق سبع سماوات طباقا و قال جهنّم لها سبعة أبواب و قال سبع سنبلات خضر و أخر يابسات و قال سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف و قال حبّة أنبتت سبع سنابل و قال سبعا من المثاني و القرآن العظيم فأبلغ حديثي أصحابك لعلّ اللّه يجعل فيهم نجيبا إذا هو سمع حديثنا نفر قلبه إلى مودّتنا و يعلم فضل علمنا و ما نضرب من الأمثال الّتي لا يعلمها إلّا العالمون بفضلنا قال السّائل بيّنها في أيّ ليلة أقصدها قال اطلبها في السّبع الأواخر و اللّه لئن عرفت آخر السّبعة لقد عرفت أوّلهنّ و لئن عرفت أوّلهنّ لقد أصبت ليلة القدر قال ما أفقه ما تقول قال إنّ اللّه طبع على قلوب قوم فقال إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا فأمّا إذا أبيت و أبى عليك أن تفهم فانظر فإذا مضت ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان فاطلبها في أربع و عشرين و هي ليلة السّابع و معرفة السّبعة فإنّ من فاز بالسّبعة كمّل الدّين كلّه و هي الرّحمة للعباد و العذاب عليهم و هم الأبواب الّتي قال اللّه تعالى لكلّ باب منهم جزء مقسوم يهلك عند كلّ باب جزء و عند الولاية كلّ باب
2 ، و عن يحيى بن صالح عن مالك بن خالد عن الحسن بن إبراهيم عن عبد اللّه بن الحسن عن عباية عن أمير المؤمنين ع قال إنّ رسول اللّه ص اعتكف عاما في العشر الأوّل من شهر رمضان و اعتكف في العام المقبل في العشر الأوسط فلمّا كان العام الثّالث رجع من بدر فقضى اعتكافه فقام فرأى في منامه ليلة القدر في العشر الأواخر كأنّه يسجد في ماء و طين فلمّا استيقظ رجع من ليلته إلى أزواجه و أناس معه من أصحابه ثمّ إنّهم مطروا ليلة ثلاث و عشرين فصلّى النّبيّ ص حين أصبح فرئي في وجه النّبيّ ص الطّين فلم يزل يعتكف في العشر الأواخر حتّى توفّاه اللّه تعالى
3 فقه الرّضا، ع و صلّوا في ليلة إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين مائة ركعة إلى أن قال و إن استطعت أن تحيي هاتين اللّيلتين إلى الصّبح فافعل فإنّ فيها فضلا كثيرا و النّجاة من النّار و ليس سهر ليلتين يكبر فيما أنت تؤمّل و قد روي أنّ السّهر في شهر رمضان في ثلاث ليال ليلة تسع عشرة في تسبيح و دعاء بغير صلاة و في هاتين اللّيلتين أكثروا من ذكر اللّه جلّ و عزّ إلخ
4 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان
و قال ص اطلبوها في العشر الأواخر من الوتر
و قال ص التمسوها في العشر الأواخر في الثّالثة و الخامسة و السّابعة و التّاسعة
و قال أبو ذرّ سألته ص عنها فقال التمسوها في العشر الأواخر فقلت أيّ ليلة فقال ص لو شاء اللّه اطّلعك عليها
و قال ص التمسوها في العشر الأواخر من شهر رمضان فإن غلبتم فلا تغلبوا على التّسع
5 ، و روى أبو هريرة عن النّبيّ ص أنّه قال تبيّتّ بليلة القدر و رأيت كأنّي أسجد في الطّين فلمّا كانت في ليلة ثلاث و عشرين مطرنا مطرا شديدا حتّى وكف علينا المسجد فسجدنا على الطّين
6 ، و عن النّبيّ ص أنّه أمر بدعاء مفرد في كلّ ليلة من لياليه فقال ادعوا في اللّيلة الثّالثة من العشر الأواخر من شهر رمضان و قولوا يا ربّ ليلة القدر و جاعلها خيرا من ألف شهر و ربّ اللّيل و النّهار و الجبال و البحار و الظّلم و الأنوار لك الأسماء الحسنى أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعل اسمي في هذه اللّيلة في السّعداء و روحي مع الشّهداء و ارزقني فيها ذكرك و شكرك
، و روي عنه ص أنّها ليلة ملحة ساكنة سمحة لا باردة و لا حارّة تطلع الشّمس صبيحة ليلتها ليس لها شعاع كالقمر ليلة البدر
8 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال سلوا اللّه الحجّ في ليلة سبع عشرة من شهر رمضان و في تسع عشرة و في إحدى و عشرين و في ثلاث و عشرين فإنّه يكتب الوفد في كلّ عام ليلة القدر و فيها يفرق كلّ أمر حكيم
9 ، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال علامة ليلة القدر أن تهبّ ريح و إن كانت في برد دفئت و إن كانت في حرّ بردت
10 ، و عنه عن آبائه أنّ رسول اللّه ص نهى أن يغفل عن ليلة إحدى و عشرين و ليلة ثلاث و عشرين أو ينام أحد تلك اللّيلة
11 ، و عنه ع أنّه قال أتى رسول اللّه ص رجل من جهينة فقال يا رسول اللّه إنّ لي إبلا و غنما و غلمة أحبّ أن تأمرني بليلة أدخل فيها من شهر رمضان فأشهد الصّلاة فدعاه رسول اللّه ص فسارّه في أذنه فكان الجهنيّ إذا كانت ليلة ثلاث و عشرين دخل بإبله و غنمه و أهله و ولده و غلمته فبات تلك اللّيلة بالمدينة فإذا أصبح خرج بمن دخل به فرجع إلى مكانه
12 ، و عنه ع أنّه سئل عن ليلة القدر فقال هي في العشر الأواخر من شهر رمضان
13 ، و عن عليّ ع أنّه قال سئل رسول اللّه ص عن ليلة القدر فقال التمسوها في العشر الأواخر من شهر رمضان فقد رأيتها ثمّ أنسيتها إلّا أنّي رأيتني تلك أصلّي في ماء و طين فلمّا كانت ليلة ثلاث و عشرين مطرنا مطرا شديدا و وكف المسجد فصلّى بنا رسول اللّه ص و إنّ أرنبة أنفه لفي الطّين
14 ، و عن عليّ ص أنّه قال التمسوها في العشر الأواخر فإنّ المشاعر سبع و السّماوات سبع و الأرضين سبع و بقرات سبع و سبع سنبلات خضر و الإنسان يسجد على سبع
، و عنه ص أنّ رسول اللّه ص كان يطوي فراشه و يشدّ مئزره في العشر الأواخر من شهر رمضان و كان يوقظ أهله ليلة ثلاث و عشرين و كان يرشّ وجوه النّيام بالماء في تلك اللّيلة و كانت فاطمة ع لا تدع أحدا من أهلها ينام تلك اللّيلة و تداويهم بقلّة الطّعام و تتأهّب لها من النّهار و تقول محروم من حرم خيرها
16 ، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال ليلة سبع عشرة من شهر رمضان اللّيلة الّتي التقى فيها الجمعان و ليلة تسع عشرة فيها يكتب الوفد وفد السّنة و ليلة إحدى و عشرين اللّيلة الّتي مات فيها أوصياء النّبيّين ع و فيها رفع عيسى ابن مريم ع و قبض موسى بن عمران ع و ليلة ثلاث و عشرين يرجى فيها ليلة القدر
17 السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب عمل شهر رمضان المسمّى بالمضمار، عن كتاب الصّيام لعليّ بن فضّال بإسناده إلى عبد اللّه بن سنان قال سألته عن النّصف من شعبان فقال ما عندي فيه شيء و لكن إذا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قسم فيها الأرزاق و كتب فيها الآجال و خرج منها صكاك الحاجّ و اطّلع اللّه عزّ و جلّ إلى عباده فيغفر لمن يشاء إلّا شارب مسكر فإذا كانت ليلة ثلاث و عشرين فيها يفرق كلّ أمر حكيم ثمّ ينتهي ذلك و يفضى قال قلت إلى من قال إلى صاحبكم و لو لا ذلك لم يعلم
و رواه الصّفّار في البصائر، عن العبّاس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن عبد اللّه بن سنان عنه مثله إلّا أنّه في البصائر بدل شارب مسكر شارب خمر
18 و عن كتاب عمل شهر رمضان، لعليّ بن واحد النّهديّ بإسناده إلى عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال إذا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان أنزلت صكاك الحاجّ و كتب الآجال و الأرزاق و اطّلع اللّه إلى خلقه فغفر لكلّ مؤمن ما خلا شارب مسكر و لا صارم رحم مؤمنة ماسّة
19 و عنه في الكتاب المذكور، بإسناده إلى إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول و ناس يسألونه يقولون إنّ الأرزاق تقسم ليلة النّصف من شعبان فقال لا و اللّه ما ذلك إلّا في تسع عشرة من شهر رمضان و إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين فإنّ في ليلة تسع عشرة يلتقي الجمعان و في ليلة إحدى و عشرين يفرق كلّ أمر حكيم و في ليلة ثلاث و عشرين يمضي ما أراد اللّه جلّ جلاله ذلك و هي ليلة القدر الّتي قال اللّه خير من ألف شهر قلت ما معنى قوله يلتقي الجمعان قال يجمع اللّه فيها ما أراد اللّه من تقديمه و تأخيره و إرادته و قضائه قلت و ما معنى يمضيه في ليلة ثلاث و عشرين قال إنّه يفرق في ليلة إحدى و عشرين و يكون له فيه البداء فإذا كانت ليلة ثلاث و عشرين أمضاه فيكون من المحتوم الّذي لا يبدو له فيه تبارك و تعالى
20 ، و روي أنّه يستغفر ليلة تسع عشرة من شهر رمضان مائة مرّة و يلعن قاتل مولانا عليّ ع مائة مرّة
21 ، و بإسناده إلى عبد الواحد بن المختار الأنصاريّ قال قلت لأبي جعفر ع أخبرني عن ليلة القدر قال التمسها في ليلة إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين فقلت أفردها إليّ فقال ما عليك أن تجتهد في ليلتين
22 ، و بإسناده عن زرارة عن عبد الواحد بن المختار قال سألت أبا جعفر ع عن ليلة القدر فقال أخبرك و اللّه و لا أعمي عليك هي أوّل ليلة من السّبع الآخر
أقول لعلّه قد أخبر عن شهر كان تسعة و عشرين يوما لأنّني ما عرفت أنّ ليلة أربع و عشرين و هي غير مفردة ممّا يحتمل أن يكون ليلة القدر و وجدت بعد هذا التّأويل في الجزء الثّالث من جامع محمّد بن الحسن القمّيّ لما روي منه هذا الحديث فقال ما هذا لفظه عن زرارة قال كان ذلك الشّهر تسعة و عشرين يوما
23 ، و بإسناده إلى زمرة الأنصاريّ عن أبيه أنّه سمع النّبيّ ص يقول ليلة القدر ثلاث و عشرون
24 و بإسناده إلى أبي نعيم في كتاب الصّيام و القيام، بإسناده أنّ النّبيّ ص كان يرشّ على أهله الماء ليلة ثلاث و عشرين يعني من شهر رمضان
25 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال في تسعة عشر من شهر رمضان يلتقي الجمعان قلت ما معنى قوله يلتقي الجمعان قال يجمع فيها ما يريد من تقديمه و تأخيره و إرادته و قضائه
26 الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن الحسين بن عبيد اللّه عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمّد عن عليّ قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فقال له أبو بصير ما اللّيلة الّتي يرجى فيها ما يرجى قال في إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين قال فإن لم أقو على كلتيهما قال فما أيسر ليلتين فيما تطلب قال قلت فربّما رأينا الهلال عندنا و جاءنا بخلاف ذلك في أرض أخرى فقال ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت جعلت فداك ليلة ثلاث و عشرين ليلة الجهنيّ فقال إنّ ذلك يقال قلت إنّ سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاجّ فقال يا با محمّد يكتب وفد الحاجّ في ليلة القدر و المنايا و البلايا و الأرزاق و ما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في إحدى و ثلاث و صلّ في كلّ واحدة منهما مائة ركعة و أحيهما إن استطعت قلت فإن لم أستطع قال فلا عليك أن تكتحل أوّل ليلة بشيء من النّوم فإنّ أبواب السّماء تفتّح في رمضان و تصفّد الشّياطين و تقبل أعمال المؤمنين نعم الشّهر رمضان كان يسمّى على عهد رسول اللّه ص المرزوق
27 ، و عن أحمد بن عبدون عن عليّ بن محمّد بن الزّبير عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن العبّاس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشانيّ عن يحيى بن العلاء قال كان أبو عبد اللّه ع مريضا مدنفا فأمر فأخرج إلى مسجد رسول اللّه ص فكان فيه حتّى أصبح ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان
28 القطب الرّاونديّ في دعواته، عن أبي عبد اللّه ع أنّ ليلة الثّالث و العشرين من شهر رمضان هي ليلة الجهنيّ فيها يفرق كلّ أمر حكيم و فيها تثبت البلايا و المنايا و الآجال و الأرزاق و القضايا و جميع ما يحدث اللّه فيها إلى مثلها من الحول فطوبى لعبد أحياها راكعا و ساجدا و مثّل خطاياه بين عينيه و يبكي عليها فإذا فعل ذلك رجوت أن لا يخيب إن شاء اللّه
29 ، و قال ص يأمر اللّه ملكا ينادي في كلّ يوم من شهر رمضان في الهواء أبشروا عبادي فقد وهبت لكم ذنوبكم السّالفة و شفّعت بعضكم في بعض في ليلة القدر إلّا من أفطر على مسكر أو حقد على أخيه المسلم
30 ، و عن زرارة قال قال الصّادق ع تأخذ المصحف في ثلاث ليال من شهر رمضان فتنشره و تضعه بين يديك و تقول اللّهمّ إنّي أسألك بكتابك المنزل و ما فيه و فيه اسمك الأكبر و أسماؤك الحسنى و ما يخاف و يرجى أن تجعلني من عتقائك من النّار و تدعو بما بدا لك من حاجة
و رواه السّيّد في كتاب المضمار، عن حريز بن عبد اللّه السّجستانيّ عنه ع مثله
31 كتاب العلاء، عن محمّد بن مسلم قال علامة ليلة القدر أن تطيب ريحها و إن كانت في برد دفئت و إن كانت في حرّ بردت و طابت
32 الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن ضمرة بن عبد اللّه قال كنت في جماعة من بني سلمة فقالوا من الّذي يذهب إلى رسول اللّه ص فيسأله عن ليلة القدر فقلت أنا فأتيت المدينة ليلا و ذهبت إلى باب بيت رسول اللّه ص فأمر لي بطعام فأكلت فقال ائتني بنعلي فوضعته بين يديه و خرج و أتى إلى المسجد فقال أ لك حاجة فقلت إنّ بني سلمة أرسلوني لأسألك عن ليلة القدر أيّ ليلة هي فقال أيّ ليلة هذه اللّيلة من الشّهر قلت الثّانية و العشرين فقال ص اللّيلة الآتية ليلة الثّالثة و العشرين
33 ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن عبد اللّه قال قال رسول اللّه ص من كان منكم ملتمسا ليلة القدر فليلتمسها في العشر الأواخر فإن ضعف أو عجز فلا يغلبنّ على السّبع البواقي
و عن عبادة بن الصّامت قال قال رسول اللّه ص ليلة القدر هي في رمضان فالتمسوها في العشر الأواخر فإنّها وتر في إحدى و عشرين أو ثلاث و عشرين أو خمس و عشرين أو سبع و عشرين أو تسع و عشرين أو في آخر ليلة من شهر رمضان و من قام فيها احتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه
باب 24 -استحباب دعاء الوداع في آخر ليلة من شهر رمضان أو في آخر جمعة منه فإن خاف أن ينقص الشّهر جعله في ليلتين
1 ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن أحمد بن الحسن بن عليّ عن عمرو بن سعيد عن مصدّق بن صدقة عن عمّار بن موسى عن أبي عبد اللّه ع قال إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان فقل اللّهمّ هذا شهر رمضان الّذي أنزلت فيه القرآن و قد تصرّم و أعوذ بوجهك الكريم أن يطلع الفجر من ليلتي هذه أو يتصرّم شهر رمضان و لك قبلي تبعة أو ذنب تريد أن تعذّبني به يوم ألقاك
2 ، و عن الحسين بن محمّد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في وداع شهر رمضان اللّهمّ إنّك قلت في كتابك المنزل على لسان نبيّك المرسل صلواتك عليه و آله و قولك حقّ شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن و هذا شهر رمضان قد تصرّم فأسألك بوجهك الكريم و كلماتك التّامّة إن كان بقي عليّ ذنب لم تغفره لي أو تريد أن تعذّبني عليه أو تقايسني به أن يطلع فجر هذه اللّيلة أو يتصرّم هذا الشّهر إلّا و قد غفرته لي يا أرحم الرّاحمين اللّهمّ لك الحمد بمحامدك كلّها أوّلها و آخرها ما قلت لنفسك منها و ما قاله لك الخلائق الحامدون المجتهدون المعدّدون الموقّرون في ذكرك و شكرك الّذين أعنتهم على أداء حقّك من أصناف خلقك من الملائكة المقرّبين و النّبيّين و المرسلين و أصناف النّاطقين و المسبّحين لك من جميع العاملين على أنّك بلّغتنا شهر رمضان و علينا من نعمك و عندنا من قسمك و إحسانك و تظاهر امتنانك فذلك لك منتهى الحمد الخالد الدّائم الرّاكد المخلّد السّرمد الّذي لا ينفد طول الأبد جلّ ثناؤك أعنتنا عليه حتّى قضيت عنّا صيامه و قيامه من صلاة و ما كان منّا فيه من برّ أو شكر أو ذكر اللّهمّ فتقبّله منّا بأحسن قبولك و تجاوزك و عفوك و صفحك و غفرانك و حقيقة رضوانك حتّى تظفرنا فيه بكلّ خير مطلوب و جزيل عطاء موهوب و تؤمننا فيه من كلّ مرهوب أو بلاء مجلوب أو ذنب مكسوب اللّهمّ إنّي أسألك بعظيم ما سألك به أحد من خلقك من كريم أسمائك و جميل ثنائك و خاصّة دعائك أن تصلّي على محمّد و على آل محمّد و أن تجعل شهرنا هذا أعظم شهر رمضان مرّ علينا منذ أنزلتنا إلى الدّنيا بركة في عصمة ديني و خلاص نفسي و قضاء حوائجي و تشفّعني في مسائلي و تمام النّعمة عليّ و صرف السّوء عنّي و لباس العافية لي فيه و أن تجعلني برحمتك ممّن خرت له ليلة القدر و جعلتها له خيرا من ألف شهر في أعظم الأجر و كرائم الذّخر و حسن الشّكر و طول العمر و دوام اليسر اللّهمّ و أسألك برحمتك و طولك و عفوك و نعمائك و جلالك و قديم إحسانك و امتنانك أن لا تجعله آخر العهد منّا لشهر رمضان حتّى تبلّغناه من قابل على أحسن حال و تعرّفني هلاله مع النّاظرين إليه و المعترفين له في أعفى عافيتك و أنعم نعمتك و أوسع رحمتك و أجزل قسمك يا ربّي الّذي ليس لي ربّ غيره لا يكون هذا الوداع منّي له وداع فناء و لا آخر العهد منّي للّقاء حتّى ترينيه من قابل في أوسع النّعم و أفضل الرّجاء و أنا لك على أحسن الوفاء إنّك سميع الدّعاء اللّهمّ اسمع دعائي و ارحم تضرّعي و تذلّلي و استكانتي و توكّلي عليك و أنا لك مسلم لا أرجو نجاحا و لا معافاة و لا تشريفا و لا تبليغا إلّا بك و منك و امنن عليّ جلّ ثناؤك و تقدّست أسماؤك بتبليغي شهر رمضان و أنا معافى من كلّ مكروه و محذور و من جميع البوائق الحمد للّه الّذي أعاننا على صيام هذا الشّهر و قيامه حتّى بلّغني آخر ليلة منه
و رواه الشّيخ الطّوسيّ عنه إلى هنا ثمّ زاد عليه برواية أخرى زيادة تركناها مخافة للإطالة
السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب المضمار، بإسناده إلى أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ رضي اللّه عنه بإسناده إلى أبي عبد اللّه ع قال من ودّع شهر رمضان في آخر ليلة منه و قال اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من صيامي لشهر رمضان و أعوذ بك أن يطلع فجر هذه اللّيلة إلّا و قد غفرت لي غفر اللّه له قبل أن يصبح و رزقه الإنابة إليه
4 الصّدوق في كتاب فضائل الأشهر الثّلاثة، عن أحمد بن الحسن القطّان عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ عن جابر بن يزيد عن أبي الزّبير المكّيّ عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال دخلت على رسول اللّه ص في آخر جمعة من شهر رمضان فلمّا بصر بي قال لي يا جابر هذا آخر جمعة من شهر رمضان فودّعه و قل اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من صيامنا إيّاه فإن جعلته فاجعلني مرحوما و لا تجعلني محروما فإنّه من قال ذلك ظفر بإحدى الحسنيين إمّا ببلوغ شهر رمضان و إمّا بغفران اللّه و رحمته الخبر
باب 25 -نوادر ما يتعلّق بأبواب أحكام شهر رمضان
1 البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة لعليّ بن بابويه عن سهل بن أحمد عن محمّد بن محمّد الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخلاه الجنّة رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثمّ انسلخ قبل أن يغفر له
2 السّيّد فضل اللّه في نوادره، عن عليّ بن الحسن الورّاق عن أبي محمّد عن إسحاق بن عيسى عن الحسين بن عليّ عن إسماعيل بن سعيد عن يزيد بن هارون عن المسعوديّ يقول من قرأ أوّل ليلة من شهر رمضان إنّا فتحنا لك فتحا مبينا حفظ إلى مثلها من قابل
3 ، و عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن عبد الرّحمن عن أبي بكر بن محمّد عن محمّد بن عمرو بن مذعورة عن أبي هريرة عن رسول اللّه ص قال من صلّى في شهر رمضان في كلّ ليلة ركعتين يقرأ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب مرّة و قل هو اللّه أحد ثلاث مرّات إن شاء صلّاهما في أوّل اللّيل و إن شاء في آخر اللّيل و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّ اللّه عزّ و جلّ يبعث بكلّ ركعة مائة ألف ملك يكتبون له الحسنات و يمحون عنه السّيّئات و يرفعون له الدّرجات و أعطاه ثواب من أعتق سبعين رقبة
4 البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّه ص من قرأ في شهر رجب و شعبان و شهر رمضان كلّ يوم و ليلة فاتحة الكتاب و آية الكرسيّ و قل يا أيّها الكافرون و قل هو اللّه أحد و قل أعوذ بربّ النّاس و قل أعوذ بربّ الفلق ثلاث مرّات و يقول سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم ثلاث مرّات ثمّ يصلّي على النّبيّ ص ثلاث مرّات ثمّ يقول اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و على كلّ ملك و نبيّ ثلاث مرّات ثمّ يقول اللّهمّ اغفر للمؤمنين و المؤمنات ثلاث مرّات ثمّ يقول أستغفر اللّه و أتوب إليه أربعمائة مرّة ثمّ قال النّبيّ ص و الّذي نفسي بيده من قرأ هذه السّور و فعل ذلك كلّه في الشّهور الثّلاثة و لياليها لا يفوتها شيء لو كانت ذنوبه عدد قطر المطر و ورق الشّجر و زبد البحر غفرها اللّه له و إنّه ينادي مناد يوم الفطر يا عبدي أنت وليّي حقّا حقّا و لك عندي بكلّ حرف قرأته شفاعة في الإخوان و الأخوات بكرامتك عليّ ثمّ قال و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّ من قرأ هذه السّور و فعل ذلك في هذه الشّهور الثّلاثة و لياليها و لو في عمره مرّة واحدة أعطاه اللّه بكلّ حرف سبعين ألف حسنة كلّ حسنة عند اللّه أثقل من جبال الدّنيا و يقضي اللّه له سبعمائة حاجة عند نزعه و سبعمائة حاجة في القبر و سبعمائة حاجة عند خروجه من قبره و مثل ذلك عند تطاير الصّحف و مثله عند الميزان و مثله عند الصّراط و يظلّه تحت ظلّ عرشه و يحاسبه حسابا يسيرا و يشيّعه سبعون ألف ملك إلى الجنّة و يقول اللّه تعالى خذها لك في هذه الأشهر و يذهب به إلى الجنّة و قد أعدّ له ما لا عين رأت و لا أذن سمعت
5 الكافي، عن محمّد بن عيسى بإسناده عن الصّالحين ع قال تكرّر في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان هذا الدّعاء ساجدا و قائما و قاعدا و على كلّ حال و في الشّهر كلّه و كيف أمكنك و متى حضرك من دهرك تقول بعد تحميد اللّه تبارك و تعالى و الصّلاة على النّبيّ ص اللّهمّ كن لوليّك فلان بن فلان هذه السّاعة و في كلّ ساعة وليّا و حافظا و ناصرا و دليلا و قائدا و عينا حتّى تسكنه أرضك طوعا و تمتّعه فيها طويلا
و رواه الكفعميّ في مصباحه، مثله باختلاف يسير
6 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، و أمّا ما رواه العامّة عن جعفر عن آبائه عن النّبيّ ص أنّ من صلّى ليلة سبع و عشرين ركعتين يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و إنّا أنزلناه مرّة و قل هو اللّه أحد خمسا و عشرين مرّة فإذا سلّم استغفر مائة مرّة و صلّى على النّبيّ و آله مائة مرّة فقد أدرك ليلة القدر
فإنّ هذه الرّواية لا تنافي ما صحّ من أنّ ليلة القدر ليلة ثلاث و عشرين لأنّ هذه الرّواية تختصّ بمن فاته ليلة ثلاث و عشرين فأدرك ليلة سبع و عشرين
7 ، و فيه روي أنّ الملائكة إذا ما سلّموا ليلته على المنتبهين الذّاكرين ثمّ يرجعون إلى السّماء يأمرهم اللّه تعالى بالانصراف إلى الأرض حتّى يسلّموا على النّائمين من المؤمنين على كلّ واحد سبعين سلاما
8 ، و عن النّبيّ ص أنّه قال أ تدرون لم سمّي شعبان شعبان لأنّه يتشعّب منه خير كثير لرمضان و إنّما سمّي رمضان رمضان لأنّه ترمض فيه الذّنوب أي تحرق و قال إنّ للّه في كلّ يوم جمعة ستّمائة ألف عتيق من النّار كلّهم قد استوجبوها و في كلّ ساعة من ليل أو نهار من شهر رمضان ألف عتيق من النّار كلّهم قد استوجبوها و له يوم الفطر مثل ما أعتق في الشّهر و الجمعة
9 الصّدوق في الأمالي، و فضائل الأشهر الثّلاثة، عن صالح بن عيسى العجليّ عن محمّد بن عليّ بن عليّ عن محمّد بن الصّلت عن محمّد بن بكير عن عبّاد المهلّبيّ عن سعد بن عبد اللّه عن هلال بن عبد اللّه عن عليّ بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيّب عن عبد الرّحمن بن سمرة قال كنّا عند رسول اللّه ص فقال رأيت البارحة عجائب فقلنا يا رسول اللّه و ما رأيت حدّثنا به فداك أنفسنا و أهلونا و أولادنا فقال رأيت رجلا من أمّتي قد أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه برّه بوالديه فمنعه منه إلى أن قال و رأيت رجلا من أمّتي يلهث عطشا كلّما ورد حوضا منع منه فجاءه صيام شهر رمضان فسقاه و أرواه
10 و في الأمالي، عن عليّ بن أحمد الدّقّاق عن محمّد بن جعفر الأسديّ عن سهل بن زياد عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ عن أبي محمّد الحسن العسكريّ ع قال قال موسى ع إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا قال يا موسى أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه قال إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به النّاس قال يا موسى ثوابه كثواب من لم يصمه