في الصراط المستقيم للشيخ زين الدين عليّ بن يونس العاملي البياضي قال مؤلف هذا الكتاب عليّ بن محمّد بن يونس: خرجت مع جماعة تزيد على أربعين رجلا إلى زيارة القاسم بن موسى الكاظم عليه السلام (1) فكنا عن حضرته نحو ميل من الأرض فرأينا فارسا معترضا فظنناه يريد أخذ ما معنا فخبينا ما خفنا عليه. فلما وصلنا، رأينا آثار فرسه ولم نره، فنظرنا ما حول القبلة، فلم نر أحدا فتعجبنا من ذلك مع استواء الأرض، وحضور الشمس، وعدم المانع، فلا يمتنع أن يكون هو الامام عليه السلام أو أحد الأبدال.
قلت: وهذا الشيخ جليل القدر عظيم الشأن، صاحب المصنفات الرائقة، وصفه الشيخ إبراهيم الكفعمي في بعض كلماته في ذكر الكتب التي ينقل عنها بقوله: ومن ذلك (زبدة البيان وإنسان الإنسان المنتزع من مجمع البيان) جمع الامام العلامة فريد الدهر، ووحيد العصر، مهبط أنوار الجبروت، وفاتح أسرار الملكوت خلاصة الماء والطين، جامع كمالات المتقدمين والمتأخرين، بقية الحجج على العالمين، الشيخ زين الملة والحق والدين، عليّ بن يونس لا أخلى الله الزمان من أنوار شموسه، وإيضاح براهينه ودروسه بمحمد وآله عليهم السلام.
(1) هذا القاسم عظيم القدر، جليل الشأن : روى الكليني في الكافي في باب الاشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه السلام (راجع: ج1/ ص314) بسند معتبر عن أبي ابراهيم عليه السلام في خبر طويل أنه قال لزيد بن سليط: (أخبرك يا أبا عمارة اني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان وأشركت معه بني في الظاهر وأوصيته في الباطن (فأفردته وحده) ولو كان الامر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي اياه ورأفتي عليه، ولكن ذلك إلى الله عز وجل يجعله حيث يشاء. وقال السيد الجليل عليّ بن طاووس في مصباح الزائر: ذكر زيارة أبرار أولاد الائمة عليهم السلام، إذا أردت زيارة أحد منهم كالقاسم بن الكاظم والعباس بن أمير المؤمنين أو عليّ بن الحسين المقتول بالطف عليهم السلام ومن جرى في الحكم مجراهم، تقف على المزور الخ. ومن الاخبار المشهورة وان لم نعثر على مأخذها ما روي عن الرضا عليه السلام أنه قال ما معناه: من لم يقدر على زيارتي فليزر أخي القاسم بحلة، والله العالم، منه رحمه الله.