باب 1 -استحبابها و كيفيّتها و جملة من أحكامها
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ ع قال مضت السّنّة في الاستسقاء أن يقوم الإمام فيصلّي ركعتين ثمّ يستسقي بالنّاس
2 ، و بهذا الإسناد أنّ عليّا ع كان إذا استسقى يدعو بهذا الدّعاء اللّهمّ انشر علينا رحمتك بالغيث العميق و السّحاب الفتيق و منّ على عبادك بينوع الثّمرة و أحي عبادك و بلادك ببلوغ الزّهرة و أشهد ملائكتك الكرام السّفرة بسقيا منك نافعا دائما غزره واسعا درّه وابلا سريعا وجلا تحيي به ما قد مات و تردّ به ما قد فات و تخرج به ما هو آت و توسّع لنا به في الأقوات سحابا متراكبا هنيئا مريئا طبقا مجلّلا غير ملطّ ودقه و لا خلّب برقه اللّهمّ اسقنا غيثا مريعا ممرعا عديما واسعا غزيرا يروّيه البهم و يجبر به الهمّ اسقنا سقيا تسيل منه الرّضاب و يملأ منه الحباب و تفجّر منه الأنهار و تنبت به الأشجار و ترخّص به الأسعار في جميع الأمصار و تنعش به البهائم و الخلق و تنبت به الزّرع و تدرّ به الضّرع و تزدنا به قوّة إلى قوّتك اللّهمّ لا تجعل ظلّه علينا سموما و لا تجعل برده علينا حسوما و لا تجعل ضرّه علينا رجوما و لا ماءه علينا أجاجا اللّهمّ ارزقنا من بركات السّماوات و الأرض
السّيّد الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عن عليّ ع مثل الأوّل و الثّاني باختلاف في بعض الكلمات
دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال صلاة الاستسقاء كصلاة العيدين يصلّي الإمام ركعتين و يكبّر فيهما كما يكبّر في صلاة العيدين ثمّ يرقى المنبر فإذا استوى عليه جلس جلسة خفيفة ثمّ قام فحوّل رداءه فجعل ما على عاتقه الأيمن منه على عاتقه الأيسر و ما على عاتقه الأيسر على عاتقه الأيمن كذلك فعل رسول اللّه ص و عليّ ع و هي من السّنّة ثمّ يكبّر اللّه رافعا صوته و يحمده بما هو أهله و يسبّحه و يثني عليه و يجتهد في الدّعاء و يكثر من التّسبيح و التّهليل و التّكبير مثل ما يفعل في صلاة العيدين ثمّ يستسقي و يكبّر بعض التّكبير مستقبل القبلة ثمّ يلتفت عن يمينه و عن شماله و يخطب و يعظ النّاس
و عنه ع أنّه قال ليس فيهما أذان و لا إقامة
4 فقه الرّضا، ع اعلم يرحمك اللّه أنّ صلاة الاستسقاء ركعتان بلا أذان و لا إقامة يخرج الإمام يبرز إلى ما تحت السّماء و يخرج المنبر و المؤذّنون أمامه فيصلّي بالنّاس ركعتين ثمّ يسلّم و يصعد المنبر فيقلّب رداءه الّذي على يمينه على يساره و الّذي على يساره على يمينه مرّة واحدة ثمّ يحوّل وجهه إلى القبلة فيكبّر مائة تكبيرة يرفع بها صوته ثمّ يلتفت عن يمينه و يساره إلى النّاس فيهلّل مائة رافعا صوته ثمّ يرفع يديه إلى السّماء فيدعو اللّه و يقول اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد اللّهمّ اسقنا غيثا مغيثا مجلّلا طبقا مطبقا جللا مونقا راحبا غدقا مغدقا طيّبا مباركا هاطلا مهطلا متهاطلا رغدا هنيئا مريئا دائما رويّا سريعا عامّا مسيلا نافعا غير ضارّ تحيي به العباد و البلاد و تنبت به الزّرع و النّبات و تجعل فيه بلاغا للحاضر منّا و الباد اللّهمّ أنزل علينا من بركات سمائك ماء طهورا و أنبت لنا من بركات أرضك نباتا مسبغا و تسقيه ممّا خلقت أنعاما و أناسيّ كثيرا اللّهمّ ارحمنا بالمشايخ ركّعا و صبيان رضّع و بهائم رتّع و شبّان خضّع
قال و كان أمير المؤمنين ع يدعو عند الاستسقاء بهذا الدّعاء يقول يا مغيثنا و مغنينا و معيننا على ديننا و دنيانا بالّذي تنشر علينا من الرّزق نزل بنا عظيم لا يقدر على تفريجه غير منزله عجّل على العباد فرجه فقد أشرفت الأبدان على الهلاك فإذا هلكت الأبدان هلك الدّين يا ديّان العباد و مقدّر أمورهم بمقادير أرزاقهم لا تحل بيننا و بين رزقك و ما أصبحنا فيه من كرامتك معترفين قد أصيب من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا ارحمنا بمن جعلته أهلا لاستجابة دعائه حين سألك يا رحيم لا تحبس عنّا ما في السّماء و انشر علينا نعمك و عد علينا برحمتك و ابسط علينا كنفك و عد علينا بقبولك و اسقنا الغيث و لا تجعلنا من القانطين و لا تهلكنا بالسّنين و لا تؤاخذنا بما فعل المبطلون و عافنا يا ربّ من النّقمة في الدّين و شماتة القوم الكافرين يا ذا النّفع و الضّرّ إنّك إن أحببتنا فبجودك و كرمك و لإتمام ما بنا من نعمائك و إن تردّنا فبلا ذنب منك لنا و لكن بجنايتنا على أنفسنا فاعف عنّا قبل أن تصرفنا و أقلنا و اقلبنا بإنجاح الحاجة يا اللّه
5 الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في البلد الأمين، و الجنّة، أفضل القنوت في صلاة الاستسقاء ما روي عن النّبيّ ص و هو أستغفر اللّه الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم الرّحمن الرّحيم ذا الجلال و الإكرام و أسأله أن يتوب عليّ توبة عبد ذليل خاضع فقير بائس مسكين مستكين لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرّا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا اللّهمّ معتق الرّقاب و ربّ الأرباب و منشئ السّحاب و منزل القطر من السّماء إلى الأرض بعد موتها فالق الحبّ و النّوى و مخرج النّبات و جامع الشّتات صلّ على محمّد و آل محمّد و اسقنا غيثا مغيثا غدقا مغدقا هنيئا مريئا تنبت به الزّرع و تدرّ به الضّرع و تحيي به ممّا خلقت أنعاما و أناسيّ كثيرا اللّهمّ اسق عبادك و بهائمك و انشر رحمتك و أحي بلادك الميتة
6 عوالي اللآّلي، روى ابن عبّاس عن النّبيّ ص أنّه صلّى ركعتين للاستسقاء كصلاة العيد
الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن الحسين بن عبد اللّه بن إبراهيم عن أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ قال حدّثنا محمّد بن همّام بن سهيل قال حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ الخزّاز قال حدّثنا أبو العبّاس رزيق بن الزّبير الخلقانيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ قوما أتوا النّبيّ ص فقالوا يا رسول اللّه إنّ بلادنا قد قحطت و تأخّر عنّا المطر و تواترت علينا السّنون فادع اللّه تعالى أن يرسل السّماء علينا فأمر رسول اللّه ص بالمنبر فأخرج و اجتمع النّاس فصعد المنبر و دعا و أمر النّاس أن يؤمّنوا فلم يلبث أن هبط جبرئيل فقال يا محمّد أخبر النّاس أنّ ربّك قد وعدهم أنّهم يمطرون في يوم كذا و كذا في ساعة كذا و كذا قال فلم يزل النّاس يتلوّمون ذلك اليوم و تلك السّاعة حتّى إذا كانت تلك السّاعة أهاج اللّه ريحا فأثارت سحابا و جلّلت السّماء و أرخت عزاليها
8 الشّيخ الطّبرسيّ في مجمع البيان، عن عليّ ع أنّه قد صعد المنبر للاستسقاء فما سمع منه غير الاستغفار فقيل له في ذلك فقال أ لم تسمعوا قوله تعالى استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارا يرسل السّماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنّات و يجعل لكم أنهارا ثمّ قال ع و أيّ دعاء أفضل من الاستغفار و أعظم بركة منه في الدّنيا و الآخرة
باب 2 -استحباب الصّوم ثلاثا و الخروج للاستسقاء يوم الثّالث و أن يكون الإثنين أو الجمعة
1 الصّدوق في المقنع، و إذا أحببت أن تصلّي صلاة الاستسقاء فليكن اليوم الّذي تصلّي فيه يوم الإثنين
2 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال و يستحبّ أن يكون الخروج إلى الاستسقاء يوم الإثنين و يخرج النّاس و يخرج المنبر كما يخرج للعيدين و ليس فيهما أذان و لا إقامة
باب 3 -استحباب تحويل الإمام رداءه في الاستسقاء فيجعل ما على اليمين على اليسار و بالعكس
1 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ رسول اللّه ص خرج إلى المصلّى فاستسقى و استقبل القبلة و نظر إلى السّماء و حوّل رداءه يمينه على شماله و شماله على يمينه
2 الصّدوق في الهداية، سئل الصّادق ع عن تحويل النّبيّ ص رداءه إذا استسقى قال علامة بينه و بين أصحابه تحوّل الجدب خصبا
و تقدّم ما في فقه الرّضا، و خبر الدّعائم،
باب 4 -استحباب الاستسقاء في الصّحراء لا في المسجد إلّا بمكّة
1 الصّدوق في الهداية، قال أمير المؤمنين ع مضت السّنّة أن لا يستسقى إلّا بالبراري حيث ينظر النّاس إلى السّماء و لا يستسقى في المساجد إلّا بمكّة
2 فقه الرّضا، ع يخرج الإمام يبرز إلى ما تحت السّماء و يخرج المنبر و المؤذّنون أمامه
باب 5- أنّ الخطبة في الاستسقاء بعد الصّلاة و استحباب الجهر فيها بالقراءة
1 فقه الرّضا، ع و يصلّي بالنّاس ركعتين ثمّ يسلّم و يصعد المنبر إلى آخره
2 الصّدوق في المقنع، ثمّ تخرج كما تخرج يوم العيد يمشي المؤذّنون بين يديك حتّى تنتهوا إلى المصلّى فتصلّي بالنّاس ركعتين بغير أذان و لا إقامة ثمّ تصعد المنبر إلى آخره
باب 6 -استحباب التّسبيح عند سماع صوت الرّعد و كراهة الإشارة إلى المطر و الهلال و استحباب الدّعاء عند نزول الغيث
1 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن يونس بن عبد الرّحمن أنّ داود قال كنّا عنده ع فأرعدت السّماء فقال هو سبحان من يسبّح له الرّعد بحمده و الملائكة من خيفته فقال له أبو بصير جعلت فداك إنّ للرّعد كلاما فقال يا أبا محمّد سل عمّا يعنيك و دع ما لا يعنيك
2 الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لا تشيروا إلى الهلال بالأصابع و لا إلى المطر بالأصابع
3 الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، إذا سمعت صوت الرّعد و رأيت الصّواعق فقل اللّهمّ لا تقتلنا بغضبك و لا تهلكنا بعذابك و عافنا قبل ذلك و إذا مطرت السّماء فقل صبّا هنيئا
4 الصّحيفة الكاملة السّجّاديّة، و كان من دعائه ع إذا نظر إلى السّحاب و البرق و سمع صوت الرّعد اللّهمّ إنّ هذين آيتان من آياتك الدّعاء و هو الدّعاء السّادس و الثّلاثون منها
باب 7 -وجوب التّوبة و الإقلاع عن المعاصي و القيام بالواجبات عند الجدب و غيره
1 ابن الشّيخ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ياسر عن الرّضا ع قال إذا كذب الولاة حبس المطر و إذا جار السّلطان هانت الدّولة و إذا حبست الزّكاة ماتت المواشي
2 البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن الصّادق قال قال أمير المؤمنين ع إنّ اللّه تعالى ابتلى عباده عند ظهور الأعمال السّيّئة بنقص الثّمرات و حبس البركات و إغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب و يقلع مقلع و يتذكّر متذكّر و يزدجر مزدجر و قد جعل اللّه تعالى الاستغفار سببا لدرور الرّزق و رحمة الخلق فقال سبحانه استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارا يرسل السّماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنّات و يجعل لكم أنهارا فرحم اللّه عبدا قدّم توبته و استقال عثرته و ذكر خطيئته و حذر منيّته فإنّ أجله مستور عنه و أمله خادع له و الشّيطان موكّل به يزيّن له المعصية ليركبها و يمنّيه التّوبة ليسوّفها حتّى تهجم عليه منيّته أغفل ما يكون عنها فيا لها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجّة و أن تؤدّيه أيّامه إلى شقوة نسأل اللّه سبحانه أن يجعلنا و إيّاكم ممّن لا تبطره نعمة و لا تحلّ به بعد الموت ندامة و لا نقمة
3 الصّدوق في مجالسه، عن عليّ بن الحسين بن شاذويه عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن الحكم عن منذر بن عليّ عن محمّد بن مطرّف عن مسمع عن الأصبغ بن نباتة عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إذا غضب اللّه تبارك و تعالى على أمّة و لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها و قصرت أعمارها و لم تربح تجّارها و لم تزك ثمارها و لم تغزر أنهارها و حبس عنها أمطارها و سلّط عليها شرارها
4 ، و عن أمير المؤمنين ع في حديث الأربعمائة أنّه قال و لو أنّهم إذا نزلت بهم النّقم و زالت عنهم النّعم فزعوا إلى اللّه بصدق من نيّاتهم و لم يتمنّوا و لم يسرفوا لأصلح اللّه لهم كلّ فاسد و لردّ عليهم كلّ صالح
نهج البلاغة، عنه ع ما يقرب منه
5 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال ما مطر قوم إلّا برحمته و ما قحطوا إلّا بسخطه
و قال ص قال ربّي لو أنّ عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر باللّيل و أطلعت عليهم الشّمس بالنّهار و لم أسمعهم صوت الرّعد و وفد قوم إليه ص فشكوا إليه القحط فقال اجثوا على ركبكم و تضرّعوا إلى ربّكم و اسألوا يسقكم ففعلوا ذلك فسقوا حتّى سألوا أن يكشف عنهم
باب 8- استحباب القيام في المطر أوّل ما يمطر
1 الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال إنّ المطر الّذي يكون منه أرزاق الحيوان من تحت العرش فمن ثمّ كان رسول اللّه ص يستمطر أوّل مرّة و يقوم ص حتّى يبلّ رأسه و لحيته ثمّ يقول إنّ هنا ماء قريب عهد بالعرش فإذا أراد اللّه تبارك و تعالى أن يمطر أنزله من ذلك إلى البحر إلى سماء بعد سماء حتّى يقع إلى مكان يقال له مزن ثمّ يوحي اللّه تبارك و تعالى إلى الرّيح فينفخ السّحاب حتّى يقع إلى مكان ثمّ ينزل من المزن إلى السّحاب فليس من قطرة في الأرض إلّا و معها ملك يضعها موضعها و ليس من قطرة تقع على قطرة
السّيّد الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع مثله مع اختلاف يسير و فيه يستمطر أوّل مطر
2 القطب الرّاونديّ في دعواته، كان أمير المؤمنين ع إذا أصابه المطر مسح به صلعته و قال بركة من السّماء لم يصبها يد و لا سقاء
باب 9- استحباب الدّعاء للاستصحاء عند زيادة الأمطار و خوف الضّرر
1 الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن الحسين بن عبد اللّه بن إبراهيم عن أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن محمّد بن همّام عن عبد اللّه بن جعفر عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن أبي العبّاس رزيق بن الزّبير الخلقانيّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث استسقاء النّبيّ ص كما تقدّم قال فجاء أولئك النّفر بأعيانهم إلى النّبيّ ص فقالوا يا رسول اللّه ادع اللّه أن يكفّ عنّا السّماء فإنّا قد كدنا أن نغرق فاجتمع النّاس و دعا النّبيّ ص و أمرهم أن يؤمّنوا فقال له رجل يا رسول اللّه أسمعنا فإنّ كلّ ما تقول ليس نسمع فقال قولوا حوالينا و لا علينا اللّهمّ صبّها في بطون الأودية و في منابت الشّيح و حيث يرعى أهل الوبر اللّهمّ اجعله رحمة و لا تجعله عذابا
2 الشّيخ المفيد في أماليه، عن عليّ بن بلال عن النّعمان بن أحمد القاضي عن إبراهيم بن عرفة عن أحمد بن رشيد بن خيثم عن عمّه سعيد عن مسلم الغلابيّ قال جاء أعرابيّ إلى النّبيّ ص فقال و اللّه يا رسول اللّه لقد أتيناك و ما لنا بعير يئطّ و لا غنم يغطّ ثمّ أنشأ يقول
أتيناك يا خير البريّة كلّها لترحمنا ممّا لقينا من الأزلأتيناك و العذراء يدمى لبانها و قد شغلت أمّ البنين عن الطّفلو ألقى بكفّيه الفتى استكانة من الجوع ضعفا لا يمرّ و لا يحليو لا شيء ممّا يأكل النّاس عندنا سوى الحنظل العاميّ و العلهز الفسلو ليس لنا إلّا إليك فرارنا و أين فرار النّاس إلّا إلى الرّسل
فقال رسول اللّه ص إنّ هذا الأعرابيّ يشكو قلّة المطر و قحطا شديدا ثمّ قام يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه فكان فيما حمده به أن قال الحمد للّه الّذي علا في السّماء فكان عاليا و في الأرض قريبا دانيا أقرب إلينا من حبل الوريد و رفع يديه إلى السّماء و قال اللّهمّ اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضارّ تملأ به الضّرع و تنبت به الزّرع و تحيي به الأرض بعد موتها فما ردّ يده إلى نحره حتّى أحدق السّحاب بالمدينة كالإكليل و ألقت السّماء بأوداقها و جاء أهل البطاح يصيحون يا رسول اللّه الغرق الغرق فقال رسول اللّه ص اللّهمّ حوالينا و لا علينا فانجاب السّحاب عن السّماء فضحك رسول اللّه ص الخبر
3 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، و استسقى رسول اللّه ص لمّا شكوا إليه الجدب فأتاهم المطر و دام حتّى خافوا الغرق و الخراب فقال حوالينا و لا علينا و كان يمطر حوالي المدينة و لا يمطر فيها
باب 10- عدم جواز الاستسقاء بالأنواء
1 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن محمّد بن أحمد بن ثابت عن الحسن بن محمّد بن سماعة و أحمد بن الحسن القزّاز جميعا عن صالح بن خالد عن ثابت بن شريح عن أبان بن تغلب عن عبد الأعلى الثّعلبيّ و لا أراني إلّا و قد سمعته من عبد الأعلى عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ أنّ عليّا ع قرأ بهم الواقعة و تجعلون شكركم أنّكم تكذّبون فلمّا انصرف قال إنّي قد عرفت أنّه سيقول قائل لم قرأ هكذا إنّي سمعت رسول اللّه ص يقرأها هكذا و كانوا إذا مطروا قال مطرنا بنوء كذا و كذا فأنزل اللّه و تجعلون شكركم أنّكم تكذّبون
2 الشّهيد في الذّكرى، عن الشّيخ رحمه اللّه عن زيد بن خالد الجهنيّ قال صلّى بنا رسول اللّه ص صلاة الصّبح بالحديبية في أثر سماء كانت من اللّيل فلمّا انصرف استقبل النّاس فقال هل تدرون ما ذا قال ربّكم قالوا اللّه و رسوله أعلم قال قال أصبح من عبادي مؤمن بي و كافر بالكوكب من قال مطرنا بفضل اللّه و رحمته فذلك مؤمن بي و كافر بالكوكب و أمّا من قال مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك كافر بي و مؤمن بالكوكب
3 القطب الرّاونديّ في الخرائج، روي أنّه في وقعة تبوك أصاب النّاس عطش فقالوا يا رسول اللّه لو دعوت اللّه لسقانا فقال ص لو دعوت اللّه لسقيت قالوا يا رسول اللّه ادع لنا ليسقينا فدعا فسالت الأودية فإذا قوم على شفير الوادي يقولون مطرنا بنوء الذّراع و بنوء كذا فقال رسول اللّه ص أ لا ترون فقال خالد أ لا أضرب أعناقهم فقال رسول اللّه ص لا هم يقولون هكذا و هم يعلمون أنّ اللّه أنزله
4 عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال أربع في أمّتي من أمر الجاهليّة لن يدعوها الطّعن في الأنساب و التّفاخر بها و بالأحساب و النّياحة و العدوى و قول مطرنا بنوء كذا
باب 11- نوادر ما يتعلّق بأبواب صلاة الاستسقاء
1 عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد، عن السّنديّ بن محمّد عن أبي البختريّ عن الصّادق ع عن أبيه عن جدّه قال اجتمع عند عليّ بن أبي طالب ع قوم فشكوا إليه قلّة المطر و قالوا يا أبا الحسن ادع لنا بدعوات في الاستسقاء قال فدعا عليّ الحسن و الحسين ع فقال للحسن ع ادع لنا بدعوات في الاستسقاء فقال الحسن ع اللّهمّ هيّج لنا السّحاب بفتح الأبواب بماء عباب و رباب بانصباب و انسكاب يا وهّاب اسقنا مغدقة مطبّقة مونقة فتّح أغلاقها و يسّر أطباقها و سهّل إطلاقها و عجّل سياقها بالأندية في بطون الأودية بصبوب الماء يا فعّال اسقنا مطرا قطرا طلّا مطلّا مطبّقا طبقا عامّا معمّا دهما بهما رحما رشّا مرشّا واسعا كافيا عاجلا طيّبا مريئا مباركا سلاطحا بلاطحا يباطح الأباطح مغدودقا مطبوبقا مغرورقا اسق سهلنا و جبلنا و بدونا و حضرنا حتّى ترخّص به أسعارنا و تبارك لنا في صاعنا و مدّنا أرنا الرّزق موجودا و الغلا مفقودا آمين ربّ العالمين ثمّ قال ع للحسين ع ادع فقال الحسين ع اللّهمّ يا معطي الخيرات من مناهلها و منزل الرّحمات من معادنها و مجري البركات على أهلها منك الغيث المغيث و أنت الغياث المستغاث و نحن الخاطئون و أهل الذّنوب و أنت المستغفر الغفّار لا إله إلّا أنت اللّهمّ أرسل السّماء علينا لحينها مدرارا و اسقنا الغيث واكفا مغزارا غيثا مغيثا واسعا متّسعا مهطّلا مريّا ممرعا غدقا مغدقا غيداقا مجلجلا سحّا سحساحا ثجّا ثجّاجا سائلا مسبلا عامّا ودقا مطفاحا يدفع الودق بالودق دفاعا و يتلو القطر منه قطرا غير خلّب برقه و لا مكذّب رعده تنعش به الضّعيف من عبادك و تحيي به الميّت من بلادك و تونق به ذرى الآكام من بلادك و تستحقّ به علينا من مننك آمين ربّ العالمين فما فرغ من دعائهما حتّى صبّ اللّه تبارك و تعالى عليهم ماء صبّا قال فقيل لسلمان يا أبا عبد اللّه أ علّما هذا الدّعاء فقال ويحكم أين أنتم من حديث رسول اللّه ص حيث يقول إنّ اللّه أجرى على ألسن أهل بيتي مصابيح الحكمة
و رواه الصّدوق في الفقيه، مرسلا هكذا و جاء قوم من أهل الكوفة إلى آخره
و فيه إشكال لأنّ سلمان لم يبق إلى خلافة أمير المؤمنين ع كما أوضحناه في كتاب نفس الرّحمن
2 نهج البلاغة، و من خطبة له ع في الاستسقاء اللّهمّ قد انصاحت جبالنا و اغبرّت أرضنا و هامت دوابّنا و تحيّرت في مرابضها و عجّت عجيج الثّكالى على أولادها و ملّت التّردّد إلى مراتعها و الحنين إلى مواردها اللّهمّ فارحم أنين الآنّة و حنين الحانّة اللّهمّ فارحم حيرتها في مذاهبها و أنينها في معالجها اللّهمّ خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السّنين و أخلفتنا مخايل الجود فكنت الرّجاء للمبتئس و البلاغ للملتمس ندعوك حين قنط الأنام و منع الغمام و هلك السّوام أن لا تؤاخذنا بأعمالنا و لا تأخذنا بذنوبنا و انشر علينا رحمتك بالسّحاب المنبعق و الرّبيع المغدق و النّبات المونق سحابا وابلا تحيي به ما قد مات و تردّ به ما قد فات اللّهمّ سقيا منك محيية مروية تامّة عامّة طيّبة مباركة هنيئة مريئة زاكيا نبتها ثامرا فرعها ناضرا ورقها تنعش بها الضّعيف من عبادك و تحيي بها الميّت من بلادك اللّهمّ سقيا منك تعشب بها نجادنا و تجري بها وهادنا و تخصب بها جنابنا و تقبل بها ثمارنا و تعيش بها مواشينا و تندى بها أقاصينا و تستعين بها ضواحينا من بركاتك الواسعة و عطاياك الجزيلة على بريّتك المرملة و وحشك المهملة و أنزل علينا سماء مخضلة مدرارا هاطلة يدافع الودق منها الودق و يحفز القطر منها القطر غير خلّب برقها و لا جهام عارضها و لا قزع ربابها و لا شفّان ذهابها حتّى يخصب لإمراعها المجدبون و يحيا ببركتها المسنتون فإنّك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا و تنشر رحمتك و أنت الوليّ الحميد
3 ، و فيه و من خطبة له ع في الاستسقاء ألا و إنّ الأرض الّتي تحملكم و السّماء الّتي تظلّكم مطيعتان لربّكم و ما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما توجّعا لكم و لا زلفة إليكم و لا لخير ترجوانه منكم و لكن أمرتا بمنافعكم فأطاعتا و أقيمتا على حدود مصالحكم فقامتا إنّ اللّه يبتلي عباده عند الأعمال السّيّئة بنقص الثّمرات و حبس البركات و إغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب و يقلع مقلع و يتذكّر متذكّر و يزدجر مزدجر و قد جعل اللّه سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرّزق و رحمة الخلق فقال استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارا يرسل السّماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال و بنين فرحم اللّه امرأ استقبل توبته و استقال خطيئته و بادر منيّته اللّهمّ إنّا خرجنا إليك من تحت الأستار و الأكنان و بعد عجيج البهائم و الولدان راغبين في رحمتك و راجين فضل نعمتك و خائفين عذابك و نقمتك اللّهمّ فاسقنا غيثك و لا تجعلنا من القانطين و لا تهلكنا بالسّنين و لا تؤاخذنا بما فعل السّفهاء منّا يا أرحم الرّاحمين اللّهمّ إنّا خرجنا إليك نشكو إليك ما لا يخفى عليك حين ألجأتنا المضايق الوعرة و أجاءتنا المقاحط المجدبة و أعيتنا المطالب المتعسّرة و تلاحمت علينا الفتن المستصعبة اللّهمّ إنّا نسألك أن لا تردّنا خائبين و لا تقلبنا واجمين و لا تخاطبنا بذنوبنا و لا تقايسنا بأعمالنا اللّهمّ انشر علينا غيثك و بركتك و رزقك و رحمتك و اسقنا سقيا ناقعة مروية معشبة تنبت بها ما قد فات و تحيي بها ما قد مات ناقعة الحيا كثيرة المجتنى تروي بها القيعان و تسيل بها البطنان و تستورق الأشجار و ترخّص الأسعار إنّك على ما تشاء قدير
الشّيخ الطّوسيّ في المصباح، روي أنّ أمير المؤمنين ع خطب بهذه الخطبة في صلاة الاستسقاء فقال الحمد للّه سابغ النّعم و مفرّج الهمّ و بارئ النّسم الّذي جعل السّماوات المرساة عمادا و الجبال أوتادا و الأرض للعباد مهادا و ملائكته على أرجائها و حمل عرشه على أمطائها و أقام بعزّته أركان العرش و أشرق بضوئه شعاع الشّمس و أطفأ بشعاعه ظلمة الغطش و فجّر الأرض عيونا و القمر نورا و النّجوم بهورا ثمّ تجلّى فتمكّن و خلق فأتقن و أقام فهيمن فخضعت له نخوة المستكبر و طلبت إليه خلّة المتمكّن اللّهمّ فبدرجتك الرّفيعة و محلّتك المنيعة و فضلك البالغ و سبيلك الواسع أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد كما دان لك و دعا إلى عبادتك و وفى بعهودك و أنفذ أحكامك و اتّبع أعلامك عبدك و نبيّك و أمينك على عهدك إلى عبادك القائم بأحكامك و مريد من أطاعك و قاطع عذر من عصاك اللّهمّ فاجعل محمّدا أجزل من جعلت له نصيبا من رحمتك و أنضر من أشرق وجهه بسجال عطيّتك و أقرب الأنبياء زلفة يوم القيامة عندك و أوفرهم حظّا من رضوانك و أكثرهم صفوف أمّة في جنانك كما لم يسجد للأحجار و لم يعتكف للأشجار و لم يستحلّ السّباء و لم يشرب الدّماء اللّهمّ خرجنا إليك حين فاجأتنا المضايق الوعرة و ألجأتنا المحابس العسرة و عضّتنا علائق الشّين و تأثّلت علينا لواحق المين و اعتكرت علينا حدابير السّنين و أخلفتنا مخائل الجود و استظمأنا الصّوارخ القود فكنت رجاء المبتئس و الثّقة للملتمس ندعوك حين قنط الأنام و منع الغمام و هلك السّوام يا حيّ يا قيّوم عدد الشّجر و النّجوم و الملائكة الصّفوف و العنان المكفوف أن لا تردّنا خائبين و لا تؤاخذنا بأعمالنا و لا تحاصّنا بذنوبنا و انشر علينا رحمتك بالسّحاب المتأق و النّبات المونق و امنن على عبادك بتنويع الثّمرة و أحي بلادك ببلوغ الزّهرة و أشهد ملائكتك الكرام السّفرة سقيا منك نافعة دائمة غزرها واسعا درّها سحابا وابلا سريعا عاجلا تحيي به ما قد مات و تردّ به ما قد فات و تخرج به ما هو آت اللّهمّ اسقنا غيثا مغيثا ممرعا طبقا مجلجلا متتابعا خفوقه منبجسة بروقه مرتجسة هموعه و سيبه مستدرّ و صوبه مسبطرّ و لا تجعل ظلّه علينا سموما و برده علينا حسوما و ضوءه علينا رجوما و ماءه أجاجا و نباته رمادا رمدادا اللّهمّ إنّا نعوذ بك من الشّرك و هواديه و الظّلم و دواهيه و الفقر و دواعيه يا معطي الخيرات من أماكنها و مرسل البركات من معادنها منك الغيث المغيث و أنت الغياث المستغاث و نحن الخاطئون من أهل الذّنوب و أنت المستغفر الغفّار نستغفرك للجهالات من ذنوبنا و نتوب إليك من عوامّ خطايانا اللّهمّ فأرسل علينا ديمة مدرارا و اسقنا الغيث واكفا مغزارا غيثا واسعا و بركة من الوابل نافعة يدافع الودق بالودق دفاعا و يتلوا القطر منه القطر غير خلّب برقه و لا مكذّب رعده و لا عاصفة جنائبه بل ريّا يغصّ بالرّيّ ربابه و فاض فانصاع به سحابه و جرى آثار هيدبه جنابه سقيا منك محيية مروية محفّلة متّصلة زاكيا نبتها ناميا زرعها ناضرا عودها ممرعة آثارها جارية بالخصب و الخير على أهلها تنعش بها الضّعيف من عبادك و تحيي بها الميّت من بلادك و تنعم بها المبسوط من رزقك و تخرج بها المخزون من رحمتك و تعمّ بها من نأى من خلقك حتّى يخصب لإمراعها المجدبون و يحيا ببركتها المسنتون و تترع بالقيعان غدرانها و تورع ذرى الآكام رجواتها و يدهامّ بذرى الآكام شجرها و يستحقّ علينا بعد اليأس شكرا منّة من مننك مجلّلة و نعمة من نعمك متّصلة على بريّتك المرملة و بلادك المعزبة و بهائمك المعملة و وحشك المهملة اللّهمّ منك ارتجاؤنا و إليك مئابنا فلا تحبسه عنّا لتبطّنك سرائرنا و لا تؤاخذنا بما فعل السّفهاء منّا فإنّك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا و تنشر رحمتك و أنت الوليّ الحميد ثمّ بكى ع و قال سيّدي صاحت جبالنا و اغبرّت أرضنا و هامت دوابّنا و قنط ناس منّا و تاهت البهائم و تحيّرت في مراتعها و عجّت عجيج الثّكلى على أولادها و ملّت الدّوران في مراتعها حين حبست عنها قطر السّماء فدقّ لذلك عظمها و ذهب لحمها و ذاب شحمها و انقطع درّها اللّهمّ ارحم أنين الآنّة و حنين الحانّة ارحم تحيّرها في مراتعها و أنينها في مرابضها يا كريم
5 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، و خرج موسى ع بالنّاس للاستسقاء فرأى نملة مستلقية تقول اللّهمّ اسقنا و لا تأخذنا بذنوب بني آدم فقال انصرفوا فقد استسقي لكم و جاء المطر
6 الصّدوق في الفقيه، بإسناده إلى حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ سليمان بن داود ع خرج ذات يوم مع أصحابه ليستسقي فوجد نملة قد رفعت قائمة من قوائمها إلى السّماء و هي تقول اللّهمّ إنّا خلق من خلقك لا غناء بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بني آدم فقال سليمان لأصحابه ارجعوا فقد سقيتم بغيركم
7 أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن عمر بن خارجة أنّه قال أخبرني جلهمة بن عرفطة قال أقبلت عير من أعلى نجد حتّى إذا جاءت الكعبة و إذا بغلام قد رمى نفسه عن عجز بعير فأتى الكعبة فتعلّق بأسجافها ثمّ قال أ يا ربّ البنية أجرني فقام إليه رجل جسيم وسيم له سيماء الملوك و بهاء الأنبياء فقال ما شأنك يا غلام فقال إنّي أنا ربّها قال جلهمة فسألت عن الشّيخ من هو فقيل هو أبو طالب بن عبد المطّلب قال و إذا بشيخ نجديّ قد أسرع نحو الغلام و انتزع يده من أسجاف الكعبة فقال الغلام لأبي طالب إنّ أبي مات و أنا صغير و إنّ هذا الشّيخ قد استعبدني و قد كنت أسمع أنّ للّه بيتا يمنع به من الظّلم فأجرني ممّن ظلمني فأجاره أبو طالب ع من النّجديّ و انتزعه من يده و مضى النّجديّ و قد يبست يداه قال عمر بن خارجة فلمّا سمعت منه هذا الخبر قلت إنّ لهذا الشّيخ لشأنا فضربت نحو مكّة باحثا عن شأنه حتّى وردت الأبطح و قد كانت أجدبت مكّة و ما حولها باحتباس المطر عنها قال فإذا قريش قد اجتمعت بالأبطح و ارتفعت ضوضاؤها فقائل منهم يقول اعبدوا اللّات و العزّى و قائل منهم يقول اعبدوا المناة الثّالثة الأخرى فقام إليهم رجل منهم من أهل الكتاب يقال له ورقة بن نوفل فقال يا معشر قريش أين تذهبون و أنّى تؤفكون فيكم بقيّة إبراهيم ع و سلالة إسماعيل فقالوا كأنّك تعني أبا طالب فقال أجل فلم نلبث إذ خرج علينا أبو طالب من دار نسائه و عليه حلّة خضراء و كان رأسه يقطر من دهانه فقاموا إليه بأجمعهم و أنا منهم و قالوا يا أبا طالب قد قحطت البلاد و أجدبت العباد فهلمّ فاستسق بنا فقال نعم موعدكم دلوك الشّمس وقت هبوب الرّيح يعني بالدّلوك الزّوال فلمّا زالت الشّمس فإذا بأبي طالب قد أقبل نحو الكعبة و حوله أغيلمة من بني عبد المطّلب و في وسطهم غلام كأنّه شمس دجن إذا نفرت عنها غمامة قتما يعني رسول اللّه ص فأقبل أبو طالب حتّى أسند ظهره إلى الكعبة في مستجارها ثمّ رمق السّماء بعينه و لاذ بإصبعه و حرّك شفتيه و نضنضت الأغيلمة حوله كذلك و ما في السّماء يومئذ قرعة فأقبل السّحاب من هاهنا و هاهنا و نما و دنا و كثف و أوكف و أسجم و أقتم و اغدودق و أبرق و اثعنجر و اسحنفر ثمّ سحّ سحّا أفعم منه الوادي و أخصب له البادي
الشّيخ الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن ثابت البنانيّ قال كنت حاجّا و جماعة عبّاد البصرة مثل أيّوب السّجستانيّ و صالح المرّيّ و عتبة العلّام و حبيب الفارسيّ و مالك بن دينار فلمّا أن دخلنا مكّة رأينا الماء ضيقا و قد اشتدّ بالنّاس العطش لقلّه الغيث ففزع إلينا أهل مكّة و الحجّاج يسألونا أن نستسقي لهم فأتينا الكعبة و طفنا بها ثمّ سألنا اللّه خاضعين متضرّعين بها فمنعنا الإجابة فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل و قد أكربته أحزانه و أقلقته أشجانه فطاف بالكعبة أشواطا ثمّ أقبل علينا فقال يا مالك بن دينار و يا ثابت البنانيّ و يا أيّوب السّجستانيّ و يا صالح المرّيّ و يا عتبة العلّام و يا حبيب الفارسيّ و يا سعد و يا عمرو و يا صالح الأعمى و يا رابعة و يا سعدانة و يا جعفر بن سليمان فقلنا لبّيك و سعديك يا فتى فقال أ ما فيكم أحد يحبّه الرّحمن فقلنا يا فتى علينا الدّعاء و عليه الإجابة فقال ابعدوا عن الكعبة فلو كان فيكم أحد يحبّه الرّحمن لأجابه ثمّ أتى الكعبة فخرّ ساجدا فسمعته يقول في سجوده سيّدي بحبّك لي إلّا سقيتهم الغيث قال فما استتمّ الكلام حتّى أتاهم الغيث كأفواه القرب فقلت يا فتى من أين علمت أنّه يحبّك قال لو لم يحبّني لم يستزرني فلمّا استزارني علمت أنّه يحبّني فسألته بحبّه لي فأجابني ثمّ ولّى عنّا و أنشأ يقول
من عرف الرّبّ فلم تغنه معرفة الرّبّ فذاك الشّقيّما ضرّ في الطّاعة ما ناله في طاعة اللّه و ما ذا لقيما يصنع العبد بغير التّقى و العزّ كلّ العزّ للمتّقي
فقلت يا أهل مكّة من هذا الفتى قالوا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع
9 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص إذا نظر إلى المطر قال اللّهمّ اجعله صبيبا نافعا
10 مجموعة الشّهيد، عن الصّادق ع أنّه قال في خواصّ سورة عبس من قرأها وقت نزول الغيث غفر اللّه له بكلّ قطرة إلى وقت فراغه