كان الميرزا القميّ والسيد بحـر العلوم ( قدس سرهما ) زميلين بحثاً ودرساً عند الشيخ محمد باقـر البهبهاني # (قدس سره). وكان الميرزا القميّ ، وحسب نقله ، متفوقاً في تلك الفترة على بحر العلوم .
وبعد عدة سنوات ، طرقت مسامع القمـيّ علمية بحـر العلـوم وصيته ومنـزلته . فتعجب القميّ ممّا سمع . وعندما سافر إلى العراق ، لزيارة العتبات المقدسة ، زار العلامة بحر العلوم في حلقة درسه فـي النجف الأشرف ، وهو يتناول إحدى المسائل الهامة نقداً وإبراماً ، فدهش القميّ لغزارة علم رفيقه القديم الذي لم يعهد منه تلك الدقة الفائقة .
فلم يجد بدّاً من أن يسأله عما أوصله إلـى ذلك المقام المحمود ؟ فأجابه بحر العلوم : بأن المسألة سرّاً من الأسرار ، إلاّ إنني سأبيحه لك ، شريطة أن يبقى طيّ الكتمان ما دمت حياً .
وبعد موافقة القميّ ، قال بحر العلوم : كيف لا أكون كذلك وقـد ضمني الإمام المنتظر ( روحي له الفداء ) في مسجد الكوفة إلى صدره ؟!
# الشيخ محمد باقر محمد البهبهاني الملّقب بالوحيد ، ولد فـي اصفهان عام 1116هـ وهاجر الى بهبهان ثم النجف ثم عاد إلى بهبهان وبقي فيها ثلاثين سنة ثم غادرها الى النجف عام 1159هـ وبقي فيها مدة ثم انتقل إلى كربلاء سنة 1160هـ واستقر فيها ، وشرع فيها في التدريس والمباحثة والتأليف ، وازدهرت الحوزة في زمانه وانتشرت المدرسة الاصولية في كربلاء . توفى عام 1305هـ ودفن في الحائر الحسيني مما يلي أرجل الشهداء ، ترك قرابة الستين كتاباً ورسالة