باب 1 -عدم جواز المبيت ليالي التّشريق بغير منى فإن فعل لزمه عن كلّ ليلة دم شاة إلّا أن يبيت بمكّة مشتغلا بالعبادة أو يخرج من منى بعد نصف اللّيل أو من مكّة ليلا
1 دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه نهى أن يبيت أحد من الحجيج ليالي منى إلّا بمنى
2 و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال إذا زرت البيت فارجع إلى منى و لا تبيت أيّام التّشريق إلّا بمنى و من تعمّد المبيت عن منى ليالي منى فعليه لكلّ ليلة دم و إن جهل أو نسي فلا شيء عليه و يستغفر اللّه
3 فقه الرّضا، ع و لا تبت بمكّة و يلزمك دم بعض نسخه و لا تبيت بمكّة أيّام التّشريق
و في موضع و إذا جاء اللّيل قبل النّفر الأوّل فبت و ليس لك أن تخرج
4 الصّدوق في المقنع، و الفقيه، ثمّ ارجع إلى منى و لا تبت ليالي التّشريق إلّا بها فإن بتّ في غيرها فعليك دم شاة و إن خرجت بعد نصف اللّيل فلا يضرّك أن تصبح في غيرها
باب 2 -جواز إتيان مكّة و الطّواف تطوّعا بها في أيّام منى من غير أن يبيت بها و استحباب اختيار الإقامة بمنى على ذلك
1 دعائم الإسلام، روّينا عن أهل البيت ع إلى أن قال و يزور البيت كلّ يوم إن شاء و يطوف تطوّعا ما بدا له و يرجع من يومه إلى منى فيبيت بها إلى أن ينفر منها
باب 3 -أنّ من نسي أو جهل رمي الجمار حتّى خرج وجب عليه العود للرّمي و ينبغي أن يفصل بين كلّ رميتين بساعة فإن تعذّر وجبت الاستنابة و إن مضت أيّام التّشريق ففي قابل
1 بعض نسخ الرّضويّ، أيّ امرأة جهلت رمي الجمار حتّى نفرت إلى مكّة رجعت لرمي الجمار كما كانت ترمي و كذلك الرّجل
باب 4 -وجوب رمي الجمار و حكم من تركه
1 دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ ثمّ ليقضوا تفثهم الآية قال التّفث الرّمي
2 ، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في حديث ثمّ رمى أيّام التّشريق الثّلاث جمرات كلّ يوم عند زوال الشّمس
و عنه ع قال من ترك الجمار أعاده
الصّدوق في المقنع، و ارم الجمار في كلّ يوم بعد طلوع الشّمس إلى الزّوال و كلّما قرب من الزّوال فهو أفضل
باب 5 -وجوب الابتداء برمي الأولى ثمّ الوسطى ثمّ جمرة العقبة فإن نكس وجب أن يعيد على الوسطى ثمّ جمرة العقبة
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال يرمى في أيّام التّشريق الثّلاث الجمرات كلّ يوم يبتدأ بالصّغرى ثمّ الوسطى ثمّ الكبرى
و عنه ع أنّه قال من قدّم جمرة على جمرة أعاد الرّمي
2 فقه الرّضا، ع و ترمي يوم الثّاني و الثّالث و الرّابع في كلّ يوم بإحدى و عشرين حصاة إلى الجمرة الأولى بسبعة و تقف عليها و تدعّ إلى الجمرة الوسطى بسبعة و تقف عندها و تدعّ إلى الجمرة العقبة بسبعة و لا تقف عندها فإن جهلت و رميت مقلوبة فأعد على الجمرة الوسطى و جمرة العقبة
3 بعض نسخ الرّضويّ، فإذا كان يوم الثّاني مكثت حتّى تطلع الشّمس ثمّ تغتسل أو تتوضّأ و حملت معك واحدة و عشرين حصاة قبل أن تصلّي الظّهر ترميها و ابدأ بالجمرة الأولى و هي الّتي من أقربهنّ إلى مسجد منى فارمها و اقصد للرّأس فارمها بسبع حصيات تكبّر مع كلّ حصاة فإذا رميت فقف و اجعل الجمرة عن يسار الطّريق و أنت مستقبل القبلة فاحمد اللّه و أثن عليه و صلّ على محمّد ص و كبّر سبع تكبيرات و قف عندها مقدار ما يقرأ الإنسان مائة آية أو مائة و خمسين آية من القرآن ثمّ ائت الجمرة الوسطى فارمها بسبع حصيات فافعل كما فعلت فيها ثمّ تقدّم أمامها و قف على يسارها مستقبل القبلة مثل وقوفك في الأخرى ثمّ ائت جمرة العقبة فارمها بسبع حصيات و لا تقف عندها ثمّ انصرف و صلّ الظّهر و تفعل من الغد مثل فعلتك في اليوم الأوّل
4 الصّدوق في المقنع، و ابدأ بالجمرة الأولى فارمها بسبع حصيات من يسارها في بطن الوادي و قل مثل ما قلت يوم النّحر حين رميت جمرة العقبة ثمّ قف على يسار الطّريق و استقبل البيت و احمد اللّه و أثن عليه و صلّ على النّبيّ ص ثمّ تقدّم قليلا و ادع اللّه و اسأله أن يتقبّل منك ثمّ افعل ذلك عند الوسطى ترميها بسبع حصيات ثمّ اصنع كما صنعت في الأولى ثمّ امض إلى الثّالثة و عليك السّكينة و الوقار فارمها بسبع حصيات و لا تقف عندها
باب 6 -أنّه يحصل التّرتيب بمتابعة أربع حصيات فإن خالف بعدها جاز له البناء و الإكمان سبعا سبعا و قبلها يعيد مرتّبا
1 فقه الرّضا، ع فإن جهلت و رميت إلى الأولى بسبع و إلى الثّانية بستّة و إلى الثّالث بثلاث فارم إلى الثّانية بواحدة و أعد الثّالثة و متى لم تجز النّصف فأعد الرّمي من أوّله و متى ما جزت النّصف فابن على ذلك و إن رميت إلى الجمرة الأوّلة دون النّصف فعليك أن تعيد الرّمي إليها و إلى بعدها من أوّله
2 بعض نسخه، و أيّ رجل رمى الجمرة الأوّلة بأربع حصيات ثمّ نسي و رمى الجمرتين بسبع سبع عاد فرمى الثّلاث على الولاء بسبع سبع و إن كان رمى الوسطى بثلاث ثمّ رمى الأخيرتين فليرجع فليرم الوسطى فإن كان رمى بثلاث رجع فرمى بأربع
باب 7 -أنّ من نقص حصاة و اشتبهت وجب أن يرمي كلّ جمرة بحصاة و إن تعيّنت أتى بها و لو من الغد و جملة من أحكام الرّمي
1 بعض نسخ الرّضويّ، أبي عن أبيه ع قال و أيّما رجل أخذ واحدة و عشرين حصاة فرمى بها الجمار و ردّ واحدة فلم يدر أيّتهنّ نقصت قال فليرجع فليرم كلّ جمرة بحصاة و إن نقصت حصاة فلم يدر أين هي فلا بأس أن يأخذ من تحت قدميه فيرمي بها
2 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال من تعجّل النّفر في يومين ترك ما يبقى عنده من الجمار بمنى و فيه و لا ترم إلّا وقت الزّوال في كلّ يوم
باب 8 -استحباب كثرة ذكر اللّه في عشر ذي الحجّة و في أيّام التّشريق و الإكثار من الصّلاة في مسجد الخيف و التّكبير بمنى
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا اللّه كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكرا قال كان المشركون يفخرون بمنى أيّام التّشريق بآبائهم و يذكرون أسلافهم و ما كان لهم من الشّرف فأمر اللّه المسلمين أن يذكروه مكان ذلك
و روّينا عن أهل البيت ص من الدّعاء و ذكر اللّه عزّ و جلّ في أيّام التّشريق وجوها يطول ذكرها و ليس منها شيء مؤقّت
القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال ما من عمل في أيّام الدّهر أزكى عند اللّه من العمل في أيّام العشر
و قال ص إنّ اللّه تعالى ليس بتارك صبيحة أوّل ليلة من ذي الحجّة أحدا ممّن يصلّي إلى هذه القبلة إلّا غفر له
و قال ص ثلاثة ينزلون من الجنّة حيث يشاءون رجل قرأ قل هو اللّه أحد مائتي مرّة في أيّام العشر
3 ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن أبي صالح عن كعب قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه تبارك و تعالى اختار السّاعات فاختار منها ساعات الصّلوات و اختار الأيّام فاختار منها يوم الجمعة و اختار الشّهور فاختار شهر رمضان و اختار اللّيالي فاختار ليلة القدر فالصّلاة تكفّر ما بينها و بين الصّلاة و شهر رمضان يكفّر ما بينه و بين رمضان و الجمعة تكفّر ما بينها و بين الجمعة و أيّام الحجّ مثل ذلك و ما من أيّام الدّنيا أحبّ إلى اللّه من العمل في أيّام العشر من ذي الحجّة و لا ليالي أفضل منهنّ فيموت المؤمن و هو بين حسنتين حسنة ينتظرها و حسنة قد قضاها
4 و عن عبد اللّه بن عمر، قال قال رسول اللّه ص ما من عمل أفضل من عمل في هذه الأيّام العشر من ذي الحجّة قالوا و لا الجهاد قال و لا الجهاد إلّا رجل خرج بماله و نفسه فلم يرجع منهما بشيء
عليّ بن إبراهيم في تفسيره، و اذكروا اللّه في أيّام معدودات قال أيّام التّشريق الثّلاثة و الأيّام المعلومات العشر من ذي الحجّة
6 بعض نسخ الرّضويّ، عن أبيه عن الصّادق ع أنّه قال قال أبو جعفر ع إنّ رسول اللّه ص أردف أسامة بن زيد في مصعده إلى عرفات فلمّا أفاض أردف الفضل بن العبّاس و كان فتى حسن اللّمّة فاستقبل رسول اللّه ص إعرابيّ و عنده أخت له أجمل ما يكون من النّساء فجعل الأعرابيّ يسأل النّبيّ ص و جعل الفضل ينظر إلى أخت الإعرابيّ و جعل رسول اللّه ص يده على وجه الفضل يستره من النّظر فإذا هو ستره من الجانب نظر من الجانب الآخر حتّى إذا فرغ رسول اللّه ص من حاجة الإعرابيّ التفت إليه و أخذ بمنكبه و قال أ ما علمت أنّها الأيّام المعدودات و المعلومات لا يكفّ فيهنّ رجل بصره و لا يكفّ لسانه و يده إلّا كتب اللّه له مثل حجّ قابل و فيه و قول اللّه عزّ و جلّ و اذكروا اللّه في أيّام معدودات هي أيّام التّشريق و كانوا إذا قدموا منى تفاخروا فقال اللّه فإذا أفضتم من عرفات الآية
باب 9 -وجوب جعل النّفر يوم الثّاني عشر بعد الزّوال لا قبله مع الاختيار و من نفر يوم الثّالث عشر جاز له النّفر قبل الزّوال و جواز النّفر في أيّ اليومين شاء لمن اتّقى
1 دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال إذا أردت أن تقيم بمنى أقمت ثلاثة أيّام يعني بعد يوم النّحر و إن أردت أن تتعجّل النّفر في يومين فذلك لك قال اللّه عزّ و جلّ فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه
2 ، و عنه ع أنّه قال من تعجّل النّفر في اليوم الثّاني من أيّام التّشريق و هو اليوم الثّالث من يوم النّحر لم ينفر حتّى يصلّي الظّهر فيرمي الجمار ثمّ ينفر إن شاء ما بينه و بين غروب الشّمس فإذا غربت بات و من أخّر النّفر إلى اليوم الثّالث فله أن ينفر من أوّل النّهار إلى آخره متى شاء بعد أن يصلّي الفجر و يرمي الجمار
تفسير الإمام، ع قوله تعالى فمن تعجّل في يومين أي من أيّام التّشريق فانصرف من حجّه إلى بلاده الّتي خرج منها فلا إثم عليه و من تأخّر إلى تمام اليوم الثّالث فلا إثم عليه أي لا إثم عليه من الذّنوب السّالفة لأنّها قد غفرت له كلّها بحجّته و هذه المقارنة لندمه عليها و توقّيه منها لمن اتّقى أن يواقع الموبقات بعدها فإنّه إن واقعها كان عليه إثمها و لم يغفر له تلك الذّنوب السّالفة بتوبة قد أبطلها بموبقاته بغيرها و إنّما يغفرها بتوبة يجدّدها و اتّقوا اللّه يا أيّها الحاجّ المغفور لهم سالف ذنوبهم بحجّهم المقرون بتوبتهم فلا تعاودوا الموبقات فيعود إليكم أثقالها و يثقّلكم احتمالها فلا يغفر لكم إلّا بتوبة بعدها و اعلموا أنّكم إليه تحشرون فينظر في أعمالكم فيجازيكم عليها
4 بعض نسخ الرّضويّ، فإن أحببت التّعجيل جاز لك و إن أحببت التّأخير تأخّرت
5 العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي أيّوب الخزّاز قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّا نريد أن نتعجّل فقال لا تنفروا في اليوم الثّاني حتّى تزول الشّمس فأمّا اليوم الثّالث فإذا انتصف فانفروا لأنّ اللّه يقول فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه فلو سكت لم يبق أحد إلّا تعجّل و لكنّه قال عزّ و جلّ و من تأخّر فلا إثم عليه
6 ، و عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه و من تأخّر فلا إثم عليه قال يرجع مغفورا له لا إثم عليه
باب 10 -أنّ من أمسى بمنى ليلة الثّالث عشر وجب عليه المبيت بها و إن نفر قبل الغروب سقط
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع في حديث تقدّم ثمّ ينفر إن شاء ما بينه و بين غروب الشّمس فإذا غربت بات
2 بعض نسخ الرّضويّ، و إذا جاء اللّيل قبل النّفر الأوّل فبت و ليس لك أن تخرج
باب 11 -أنّ من لم يتّق الصّيد و النّساء في إحرامه لم يجز له النّفر في الأوّل و من فعل أمسك عن الصّيد يوم الثّالث إلى الزّوال
1 العيّاشيّ في تفسيره، عن سلّام بن المستنير عن أبي جعفر ع في قوله تعالى فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه و من تأخّر فلا إثم عليه لمن اتّقى منهم الصّيد و اتّقى الرّفث و الفسوق و الجدال و ما حرّم عليه في إحرامه
2 ، و عن حمّاد عنه ع في قوله لمن اتّقى الصّيد فإن ابتلي بشيء من الصّيد ففداه فليس له أن ينفر في يومين
باب 12 -جواز الإقامة بمنى بعد النّفر و كراهة تقديم الثّقل على النّفر
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه نهى أن يقدّم أحد ثقله إلى مكّة قبل النّفر
باب 13 -استحباب التّحصيب و هو النّزول بالبطحاء قليلا بعد النّفر الثّاني لمن مرّ بها من غير مبيت
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال و يستحبّ لمن نفر من منى أن ينزل بالمحصّب و هي البطحاء فيمكث بها قليلا ثمّ يرتحل إلى مكّة فإنّ رسول اللّه ص كذلك فعل و كذلك كان أبو جعفر ع يفعل
2 الصّدوق في المقنع، ثمّ أفض منها إلى مكّة مهلّلا ممجّدا داعيا فإذا بلغت مسجد النّبيّ ص و هو مسجد الحصباء فاستلق فيه على قفاك و استرح فيه هنيئة
باب 14 -استحباب دخول الكعبة و آدابه
1 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن دخول الكعبة فقال إن قدرت على ذلك فافعله و إن خشيت الزّحام فلا تغرّر بنفسك
2 ، و عنه ع أنّه قال ينبغي أن يكون دخول الكعبة بعد النّفر من منى
باب 15 -استحباب وداع الكعبة بالمأثور و غيره و الطّواف له و الدّعاء و إطالة الالتزام و الشّرب من زمزم و السّجود عند باب المسجد و الخروج من باب الحنّاطين و جملة من آداب الوداع
1 فقه الرّضا، ع إذا أردت الخروج من مكّة فطف بالبيت أسبوعا طواف الوداع و تستلم الحجر الأسود و الأركان كلّها في كلّ شوط و تسأل اللّه تعالى أن لا يجعله آخر العهد منك فإذا فرغت من طوافك فقف مستقبل القبلة بحذاء ركن الحجر الأسود و ادع اللّه كثيرا و اجتهد في الدّعاء ثمّ تفيض و تقول آئبون تائبون لربّنا حامدون و إلى اللّه راغبون و إليه راجعون و اخرج من أسفل مكّة فإذا بلغت باب الحنّاطين تستقبل الكعبة بوجهك و تسجد و تسأل اللّه أن يتقبّل منك و أن لا يجعله آخر العهد منك
2 الصّدوق في الفقيه، و المقنع، و الهداية، و اللّفظ للأوّل فإذا أردت وداع البيت فطف به أسبوعا و صلّ ركعتين حيث أحببت من الحرم و ائت الحطيم و الحطيم ما بين الكعبة و الحجر الأسود فتعلّق بأستار الكعبة و أنت قائم فاحمد اللّه و أثن عليه و صلّ على النّبيّ ص ثمّ قل اللّهمّ إنّي عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك حملته على دوابّك و سيّرته في بلادك و أقدمته المسجد الحرام اللّهمّ و قد كان في أملي و رجائي أن تغفر لي فإن كنت يا ربّ قد فعلت ذلك فازدد عنّي رضى و قرّبني إليك زلفى و إن لم تكن فعلت يا ربّ ذلك فمن الآن فاغفر لي قبل أن تنأى داري عن بيتك غير راغب عنه و لا مستبدل به هذا أوان انصرافي إن كنت قد أذنت لي اللّهمّ فاحفظني من بين يديّ و من خلفي و من تحتي و من فوقي و عن يميني و عن شمالي حتّى تقدمني أهلي صالحا فإذا أقدمتني أهلي فلا تخلّ منّي و اكفني مئونة عيالي و مئونة خلقك فإذا بلغت باب الحنّاطين فاستقبل الكعبة بوجهك و خرّ ساجدا و اسأل اللّه عزّ و جلّ أن يتقبّله منك و لا يجعله آخر العهد منك ثمّ تقول و أنت مارّ آئبون تائبون حامدون لربّنا شاكرون إلى اللّه راغبون و إلى اللّه راجعون و صلّى اللّه على محمّد و آله كثيرا و حسبنا اللّه و نعم الوكيل
3 دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال ينبغي لمن أراد الخروج من مكّة بعد قضاء حجّه أن يكون آخر عهده بالبيت يطوف به طواف الوداع ثمّ يودّعه يضع يده بين الحجر الأسود و الباب و يدعو و يودّع و ينصرف خارجا
و قد روّينا عن أهل البيت ع في ذلك من الدّعاء وجوها كثيرة و ليس منها شيء مؤقّت
باب 16 -استحباب الصّدقة عند الخروج من مكّة بتمر يشتريه بدرهم ناويا للتّكفير عمّا كان منه في الإحرام و في الحرم ممّا لا يعلم
1 فقه الرّضا، ع إذا فرغت من المناسك كلّها و أردت الخروج تصدّق بدرهم تمرا حتّى يكون كفّارة لما دخل عليك في إحرامك من الخلل و النّقصان و أنت لا تعلم
2 الصّدوق في المقنع، و الهداية، ثمّ ادخل مكّة و عليك السّكينة و الوقار و قد فرغت من كلّ شيء لزمك من حجّ و عمرة و ابتع بدرهم تمرا و تصدّق به يكون كفّارة لما دخل عليك في إحرامك ممّا لا تعلم
باب 17 -نوادر ما يتعلّق بأبواب العود إلى منى إلى آخره و بكثير من الأبواب السّابقة
1 الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص آية قبول الحجّ ترك ما كان عليه العبد مقيما من الذّنوب
2 ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من علامة قبول الحجّ إذا رجع الرّجل رجع عمّا كان عليه من المعاصي هذا علامة قبول الحجّ و إن رجع من الحجّ ثمّ انهمك فيما كان عليه من زنى أو خيانة أو معصية فقد ردّ عليه حجّه
3 ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص كان يقول للقادم من مكّة تقبّل اللّه نسكك و غفر ذنبك و أخلف عليك نفقتك
4 العيّاشيّ في تفسيره، عن عمر بن يزيد بيّاع السّابريّ عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربّكم يعني الرّزق إذا أحلّ الرّجل من إحرامه و قضى فليشتر و ليبع في الموسم
5 العالم الجليل الأوّاه السّيّد عبد اللّه سبط المحدّث الجزائريّ في شرح النّخبة، قال وجدت في عدّة مواضع أوثّقها بخطّ بعض المشايخ الّذين عاصرناهم مرسلا أنّه لمّا رجع مولانا زين العابدين ع من الحجّ استقبله الشّبليّ فقال ع له حججت يا شبليّ قال نعم يا ابن رسول اللّه فقال ع أ نزلت الميقات و تجرّدت عن مخيط الثّياب و اغتسلت قال نعم قال فحين نزلت الميقات نويت أنّك خلعت ثوب المعصية و لبست ثوب الطّاعة قال لا قال فحين تجرّدت عن مخيط ثيابك نويت أنّك تجرّدت من الرّياء و النّفاق و الدّخول في الشّبهات قال لا قال فحين اغتسلت نويت أنّك اغتسلت من الخطايا و الذّنوب قال لا قال فما نزلت الميقات و لا تجرّدت عن مخيط الثّياب و لا اغتسلت ثمّ قال تنظّفت و أحرمت و عقدت بالحجّ قال نعم قال فحين تنظّفت و أحرمت و عقدت الحجّ نويت أنّك تنظّفت بنورة التّوبة الخالصة للّه تعالى قال لا قال فحين أحرمت نويت أنّك حرّمت على نفسك كلّ محرّم حرّمه اللّه عزّ و جلّ قال لا قال فحين عقدت الحجّ نويت أنّك قد حللت كلّ عقد لغير اللّه قال لا قال له ع ما تنظّفت و لا أحرمت و لا عقدت الحجّ قال له أ دخلت الميقات و صلّيت ركعتي الإحرام و لبّيت قال نعم قال فحين دخلت الميقات نويت أنّك بنيّة الزّيارة قال لا قال فحين صلّيت الرّكعتين نويت أنّك تقرّبت إلى اللّه بخير الأعمال من الصّلاة و أكبر حسنات العباد قال لا قال فحين لبّيت نويت أنّك نطقت للّه سبحانه بكلّ طاعة و صمت عن كلّ معصية قال لا قال له ع ما دخلت الميقات و لا صلّيت و لا لبّيت ثمّ قال له أ دخلت الحرم و رأيت الكعبة و صلّيت قال نعم قال فحين دخلت الحرم نويت أنّك حرّمت على نفسك كلّ غيبة تستغيبها المسلمين من أهل ملّة الإسلام قال لا قال فحين وصلت مكّة نويت بقلبك أنّك قصدت اللّه قال لا قال ع فما دخلت الحرم و لا رأيت الكعبة و لا صلّيت ثمّ قال طفت بالبيت و مسست الأركان و سعيت قال نعم قال ع فحين سعيت نويت أنّك هربت إلى اللّه و عرف منك ذلك علّام الغيوب قال لا قال فما طفت بالبيت و لا مسست الأركان و لا سعيت ثمّ قال له صافحت الحجر و وقفت بمقام إبراهيم ع و صلّيت به ركعتين قال نعم فصاح ع صيحة كاد يفارق الدّنيا ثمّ قال آه آه ثمّ قال ع من صافح الحجر الأسود فقد صافح اللّه تعالى فانظر يا مسكين لا تضيّع أجر ما عظم حرمته و تنقض المصافحة بالمخالفة و قبض الحرام نظير أهل الآثام ثمّ قال ع نويت حين وقفت عند مقام إبراهيم ع أنّك وقفت على كلّ طاعة و تخلّفت عن كلّ معصية قال لا قال فحين صلّيت فيه ركعتين نويت أنّك صلّيت بصلاة إبراهيم ع و أرغمت بصلاتك أنف الشّيطان قال لا قال له فما صافحت الحجر الأسود و لا وقفت عند المقام و لا صلّيت فيه ركعتين ثمّ قال ع له أشرفت على بئر زمزم و شربت من مائها قال نعم قال نويت أنّك أشرفت على الطّاعة و غضضت طرفك عن المعصية قال لا قال ع فما أشرفت عليها و لا شربت من مائها ثمّ قال له ع أ سعيت بين الصّفا و المروة و مشيت و تردّدت بينهما قال نعم قال له نويت أنّك بين الرّجاء و الخوف قال لا قال فما سعيت و لا مشيت و لا تردّدت بين الصّفا و المروة ثمّ قال أ خرجت إلى منى قال نعم قال نويت أنّك آمنت النّاس من لسانك و قلبك و يدك قال لا قال فما خرجت إلى منى ثمّ قال له أ وقفت الوقفة بعرفة و طلعت جبل الرّحمة و عرفت وادي نمرة و دعوت اللّه سبحانه عند الميل و الجمرات قال نعم قال هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة اللّه سبحانه أمر المعارف و العلوم و عرفت قبض اللّه على صحيفتك و اطّلاعه على سريرتك و قلبك قال لا قال نويت بطلوعك جبل الرّحمة أنّ اللّه يرحم كلّ مؤمن
و مؤمنة و يتولّى كلّ مسلم و مسلمة قال لا قال فنويت عند نمرة أنّك لا تأمر حتّى تأتمر و لا تزجر حتّى تنزجر قال لا قال فعند ما وقفت عند العلم و النّمرات نويت أنّها شاهدة لك على الطّاعات حافظة لك مع الحفظة بأمر ربّ السّماوات قال لا قال فما وقفت بعرفة و لا طلعت جبل الرّحمة و لا عرفت نمرة و لا دعوت و لا وقفت عند النّمرات ثمّ قال مررت بين العلمين و صلّيت قبل مرورك ركعتين و مشيت بمزدلفة و لقطت فيها الحصى و مررت بالمشعر الحرام قال نعم قال فحين صلّيت ركعتين نويت أنّها صلاة شكر في ليلة عشر تنفي كلّ عسر و تيسّر كلّ يسر قال لا قال فعند ما مشيت بين العلمين و لم تعدل عنهما يمينا و شمالا نويت أن لا تعدل عن دين الحقّ يمينا و شمالا لا بقلبك و لا بلسانك و لا بجوارحك قال لا قال فعند ما مشيت بمزدلفة و لقطت منها الحصى نويت أنّك رفعت عنك كلّ معصية و جهل و ثبّتّ كلّ علم و عمل قال لا قال فعند ما مررت بالمشعر الحرام نويت أنّك أشعرت قلبك إشعار أهل التّقوى و الخوف للّه عزّ و جلّ قال لا قال فما مررت بالعلمين و لا صلّيت ركعتين و لا مشيت بالمزدلفة و لا رفعت منها الحصى و لا مررت بالمشعر الحرام ثمّ قال له وصلت منى و رميت الجمرة و حلقت رأسك و ذبحت هديك و صلّيت في مسجد الخيف و رجعت إلى مكّة و طفت طواف الإفاضة قال نعم قال فنويت عند ما وصلت منى و رميت الجمار أنّك بلغت إلى مطلبك و قد قضى ربّك لك كلّ حاجتك قال لا قال فعند ما رميت الجمار نويت أنّك رميت عدوّك إبليس و غضبته بتمام حجّك النّفيس قال لا قال فعند ما حلقت رأسك نويت أنّك تطهّرت من الأدناس و من تبعة بني آدم و خرجت من الذّنوب كما ولدتكأمّك قال لا قال فعند ما صلّيت في مسجد الخيف نويت أنّك لا تخاف إلّا اللّه عزّ و جلّ و ذنبك و لا ترجو إلّا رحمة اللّه تعالى قال لا قال فعند ما ذبحت هديك نويت أنّك ذبحت حنجرة الطّمع بما تمسّكت به من حقيقة الورع و أنّك اتّبعت سنّة إبراهيم ع بذبح ولده و ثمرة فؤاده و ريحان قلبه و حاجّه سنّته لمن بعده و قرّبه إلى اللّه تعالى لمن خلفه قال لا قال فعند ما رجعت إلى مكّة و طفت طواف الإفاضة نويت أنّك أفضت من رحمة اللّه تعالى و رجعت إلى طاعته و تمسّكت بودّه و أدّيت فرائضه و تقرّبت إلىاللّه تعالى قال لا قال له زين العابدين ع فما وصلت منى و لا رميت الجمار و لا حلقت رأسك و لا أدّيت نسكك و لا صلّيت في مسجد الخيف و لا طفت طواف الإفاضة و لا تقرّبت ارجع فإنّك لم تحجّ فطفق الشّبليّ يبكي على ما فرّطه في حجّه و ما زال يتعلّم حتّى حجّ من قابل بمعرفة و يقين انتهى
6 مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع إذا أردت الحجّ فجرّد قلبك للّه تعالى من كلّ شاغل و حجاب و فوّض أمورك إلى خالقها و توكّل عليه في جميع حركاتك و سكناتك و سلّم لقضائه و حكمه و قدره و دع الدّنيا و الرّاحة و الخلق و اخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين و لا تعتمد على زادك و راحلتك و أصحابك و قوّتك و شبابك و مالك مخافة أن يصير ذلك عدوّا و وبالا فإنّ من ادّعى رضى اللّه و اعتمد على ما سواه صيّره عليه وبالا و عدوّا ليعلم أنّه ليس له قوّة و لا حيلة و لا لأحد إلّا بعصمة اللّه و توفيقه فاستعدّ استعداد من لا يرجو الرّجوع و أحسن الصّحبة و راع أوقات فرائض اللّه و سنن نبيّه ص و ما يجب عليك من الأدب و الاحتمال و الصّبر و الشّكر و الشّفقة و السّخاوة و إيثار الزّاد على دوام الأوقات ثمّ اغسل بماء التّوبة الخالصة ذنوبك و البس كسوة الصّدق و الصّفا و الخضوع و الخشوع و أحرم من كلّ شيء يمنعك عن ذكر اللّه و يحجبك عن طاعته و لبّ بمعنى إجابة صادقة صافية خالصة زاكية للّه سبحانه في دعوتك متمسّكا بالعروة الوثقى و طف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت و هرول هربا من هواك و تبرّأ من حولك و قوّتك و اخرج من غفلتك و زلّاتك بخروجك إلى منى و لا تتمنّ ما لا يحلّ لك و لا تستحقّه و اعترف بالخطايا بعرفات و جدّد عهدك عند اللّه بوحدانيّته و تقرّب إليه و اتّقه بمزدلفة و اصعد بروحك إلى الملإ الأعلى بصعودك إلى الجبل و اذبح حنجرة الهوى و الطّمع عنك عند الذّبيحة و ارم الشّهوات و الخساسة و الدّناءة و الذّميمة عند رمي الجمار و احلق العيوب الظّاهرة و الباطنة بحلق شعرك و ادخل في أمان اللّه و كنفه و ستره و كلاءته من متابعة مرادك بدخول الحرم و دخول البيت متحقّقا لتعظيم صاحبه و معرفة جلاله و سلطانه و استلم الحجر رضى بقسمته و خضوعا لعزّته و دع ما سواه بطواف الوداع و أصف روحك و سرّك للقائه يوم تلقاه بوقوفك على الصّفا و كن بمرأى من اللّه نقيّا عند المروة و استقم على شرط حجّتك هذه و وفاء عهدك الّذي عوهدت به مع ربّك و أوجبت له إلى يوم القيامة و اعلم أنّ اللّه لم يفرض الحجّ و لم يخصّه من جميع الطّاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى و للّه على النّاس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا و لا شرع نبيّه ص سنّة في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه إلّا للاستعداد و الإشارة إلى الموت و القبر و البعث و القيامة و فضل بيان السّبق من دخول الجنّة أهلها و دخول النّار أهلها بمشاهدة مناسك الحجّ من أوّلها إلى آخرها لأولي الألباب و أولي النّهى
7 الشّيخ الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن مهديّ بن أبي حرب الحسينيّ عن أبي عليّ الحسن عن والده أبي جعفر محمّد بن الحسن الطّوسيّ عن جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن أبي عليّ محمّد بن همّام عن عليّ السّوريّ عن أبي محمّد العلويّ عن محمّد بن موسى الهمدانيّ عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمّد الحضرميّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال قال رسول اللّه ص في خطبته في الغدير معاشر النّاس حجّوا البيت بكمال الدّين و التّفقّه و لا تنصرفوا عن المشاهد إلّا بتوبة و إقلاع الخطبة
8 كتاب حسين بن عثمان، عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال ليس من وجه يتوجّه فيه النّاس إلّا للدّنيا إلّا الحجّ
9 عوالي اللآّلي، و في الحديث أنّه يحجّها في كلّ سنة ستّمائة ألف فإن أعوزوا تمّموا من الملائكة
10 القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، روي أنّ أحوال الحجّ كأحوال الموت فكما يكتب الإنسان وصيّته عند الموت كذلك عند الحجّ و كما يركب على راحلته يحمل على الجنازة و كلّ امرئ يوما سيركب كارها على النّعش أعناق العدى و الأقارب و إذا دخل البادية فكأنّما أدخل قبره و الاغتسال للإحرام كغسل الميّت و لبس ثياب الإحرام كالكفن و إذا خرج من الميقات فكأنّه نشر من قبره و التّلبية إجابة الدّعاء و يرى أشعث أغبر فكأنّه خرج من قبره و كلّما سلك عقبة يذكر عقبات يوم القيامة لعلّه يكفاها