باب 1 - أنّه يشترط فيه الإيمان و العدالة فلا يجوز التّرافع إلى قضاة الجور و حكّامهم إلّا مع التّقيّة و الخوف و لا يمضي حكمهم و إن وافق الحقّ
33079- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال أيّما مؤمن قدّم مؤمنا في خصومة إلى قاض أو سلطان جائر فقضى عليه بغير حكم اللّه فقد شركه في الإثم
و رواه الصّدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله
33080- و عنه عن محمّد بن الحسين عن يزيد بن إسحاق عن هارون بن حمزة الغنويّ عن حريز عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال في رجل كان بينه و بين أخ له مماراة في حقّ فدعاه إلى رجل من إخوانه ليحكم بينه و بينه فأبى إلّا أن يرافعه إلى هؤلاء كان بمنزلة الّذين قال اللّه عزّ و جل أ لم تر إلى الّذين يزعمون أنّهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت و قد أمروا أن يكفروا به الآية
و رواه الصّدوق بإسناده عن حريز و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يحيى مثله
33081- و عنه عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن عبد اللّه بن بحر عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع قول اللّه عزّ و جلّ في كتابه و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكّام فقال يا أبا بصير إنّ اللّه عزّ و جلّ قد علم أنّ في الأمّة حكّاما يجورون أما إنّه لم يعن حكّام أهل العدل و لكنّه عنى حكّام أهل الجور يا أبا محمّد إنّه لو كان لك على رجل حقّ فدعوته إلى حكّام أهل العدل فأبى عليك إلّا أن يرافعك إلى حكّام أهل الجور ليقضوا له لكان ممّن حاكم إلى الطّاغوت و هو قول اللّه عزّ و جلّ أ لم تر إلى الّذين يزعمون أنّهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت
و رواه العيّاشيّ في تفسيره عن أبي بصير و رواه الشّيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد مثله
33082- و عنه عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السّلطان أو إلى القضاة أ يحلّ ذلك فقال من تحاكم إليهم في حقّ أو باطل فإنّما تحاكم إلى طاغوت و ما يحكم له فإنّما يأخذ سحتا و إن كان حقّه ثابتا لأنّه أخذه بحكم الطّاغوت و قد أمر اللّه أن يكفر به قال اللّه تعالى يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت و قد أمروا أن يكفروا به الحديث
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن محمّد بن عيسى و بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن عيسى مثله
33083- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة سالم بن مكرم الجمّال قال قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق ع إيّاكم أن يحاكم بعضكم بعضا إلى أهل الجور و لكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم فإنّي قد جعلته قاضيا فتحاكموا إليه
و رواه الكلينيّ عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن أبي خديجة مثله إلّا أنّه قال شيئا من قضائنا
و رواه الشّيخ بإسناده عن الحسين بن محمّد مثله
33084- و بإسناده عن معلّى بن خنيس عن الصّادق ع قال قلت له قول اللّه عزّ و جلّ إنّ اللّه يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين النّاس أن تحكموا بالعدل فقال عدل الإمام أن يدفع ما عنده إلى الإمام الّذي بعده و أمرت الأئمّة أن يحكموا بالعدل و أمر النّاس أن يتّبعوهم
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن صفوان بن يحيى عن أبي المغراء عن إسحاق بن عمّار عن ابن أبي يعفور عن معلّى بن خنيس مثله
33085- و بإسناده عن عطاء بن السّائب عن عليّ بن الحسين ع قال إذا كنتم في أئمّة جور فاقضوا في أحكامهم و لا تشهروا أنفسكم فتقتلوا و إن تعاملتم بأحكامنا كان خيرا لكم
و رواه الشّيخ كما يأتي
-33086 محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبيّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع ربّما كان بين الرّجلين من أصحابنا المنازعة في الشّيء فيتراضيان برجل منّا فقال ليس هو ذاك إنّما هو الّذي يجبر النّاس على حكمه بالسّيف و السّوط
33087- و بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال قرأت في كتاب أبي الأسد إلى أبي الحسن الثّاني ع و قرأته بخطّه سأله ما تفسير قوله تعالى و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكّام فكتب بخطّه الحكّام القضاة ثمّ كتب تحته هو أن يعلم الرّجل أنّه ظالم فيحكم له القاضي فهو غير معذور في أخذه ذلك الّذي قد حكم له إذا كان قد علم أنّه ظالم
33088- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابنا عن محمّد بن مسلم قال مرّ بي أبو جعفر ع أو أبو عبد اللّه ع و أنا جالس عند قاض بالمدينة فدخلت عليه من الغد فقال لي ما مجلس رأيتك فيه أمس قال فقلت جعلت فداك إنّ هذا القاضي لي مكرم فربّما جلست إليه فقال لي و ما يؤمنك أن تنزل اللّعنة فتعمّ من في المجلس
و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 2 - أنّ المرأة لا تولّى القضاء
33089- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ ليس على المرأة جمعة إلى أن قال و لا تولّي القضاء
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 3 - أنّه لا يجوز لأحد أن يحكم إلّا الإمام أو من يروي حكم الإمام فيحكم به
33090- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال لمّا ولّى أمير المؤمنين ع شريحا القضاء اشترط عليه أن لا ينفذ القضاء حتّى يعرضه عليه
و رواه الشّيخ بإسناده عن عليّ بن إبراهيم مثله
33091- و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن يحيى بن المبارك عن عبد اللّه بن جبلة عن أبي جميلة عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع لشريح يا شريح قد جلست مجلسا لا يجلسه إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ أو شقيّ
و رواه الصّدوق مرسلا و كذا رواه في المقنع و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى مثله
33092- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن عيسى عن أبي عبد اللّه المؤمن عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّه ع قال اتّقوا الحكومة فإنّ الحكومة إنّما هي للإمام العالم بالقضاء العادل في المسلمين لنبيّ أو وصيّ نبيّ
و رواه الصّدوق بإسناده عن سليمان بن خالد و رواه الشّيخ بإسناده عن سهل بن زياد مثله
33093- و عن عليّ بن محمّد )و غيره( عن سهل بن زياد و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السّبيعيّ عمّن حدّثه ممّن يوثق به قال قال أمير المؤمنين ع إنّ النّاس آلوا بعد رسول اللّه ص إلى ثلاثة آلوا إلى عالم على هدى من اللّه قد أغناه اللّه بما علم عن غيره و جاهل مدّع للعلم لا علم له معجب بما عنده قد فتنته الدّنيا و فتن غيره و متعلّم من عالم على سبيل هدى من اللّه و نجاة ثمّ هلك من ادّعى و خاب من افترى
33094- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن جميل عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول يغدو النّاس على ثلاث أصناف عالم و متعلّم و غثاء فنحن العلماء و شيعتنا المتعلّمون و سائر النّاس غثاء
33095- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن أبان بن عثمان عن عبد اللّه بن سليمان قال سمعت أبا جعفر ع و عنده رجل من أهل البصرة و هو يقول إنّ الحسن البصريّ يزعم أنّ الّذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم أهل النّار فقال أبو جعفر ع فهلك إذا مؤمن آل فرعون ما زال العلم مكتوما منذ بعث اللّه نوحا فليذهب الحسن يمينا و شمالا فو اللّه ما يوجد العلم إلّا هاهنا
33096- و عن أبي عبد اللّه الأشعريّ رفعه عن هشام بن الحكم عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع في حديث طويل قال لا نجاة إلّا بالطّاعة و الطّاعة بالعلم و العلم بالتّعلّم و التّعلّم بالعقل يعتقد و لا علم إلّا من عالم ربّانيّ
33097- محمّد بن محمّد المفيد في المقنعة عن النّبيّ ص قال من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكّين
33098- محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن داود بن فرقد عن رجل عن سعيد بن أبي الخصيب عن جعفر بن محمّد ع في حديث أنّه قال لابن أبي ليلى بأيّ شيء تقضي قال بما بلغني عن رسول اللّه ص و عن عليّ ع و عن أبي بكر و عمر قال فبلغك عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ عليّا أقضاكم قال نعم قال فكيف تقضي بغير قضاء عليّ ع و قد بلغك هذا فما تقول إذا جيء بأرض من فضّة و سماوات من فضّة ثمّ أخذ رسول اللّه ص بيدك فأوقفك بين يدي ربّك و قال يا ربّ إنّ هذا قد قضى بغير ما قضيت
و رواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد مثله
33099- محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره عن سعد عن أبي جعفر ع قال سألته عن هذه الآية و ليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكنّ البرّ من اتّقى و أتوا البيوت من أبوابها فقال آل محمّد ص أبواب اللّه و سبيله و الدّعاة إلى الجنّة و القادة إليها و الأدلّاء عليها إلى يوم القيامة
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 4 - عدم جواز القضاء و الإفتاء بغير علم بورود الحكم عن المعصومين ع
33100- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة قال قال أبو جعفر ع من أفتى النّاس بغير علم و لا هدى من اللّه لعنته ملائكة الرّحمة و ملائكة العذاب و لحقه وزر من عمل بفتياه
33101- و عنه عن أحمد عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة عن مفضّل بن مزيد قال قال أبو عبد اللّه ع أنهاك عن خصلتين فيهما هلك الرّجال أنهاك أن تدين اللّه بالباطل و تفتي النّاس بما لا تعلم
و رواه البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن الحكم و الّذي قبله عن الحسن بن محبوب مثله
33102- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال قال لي أبو عبد اللّه ع إيّاك و خصلتين ففيهما هلك من هلك إيّاك أن تفتي النّاس برأيك أو تدين بما لا تعلم
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن عبد الرّحمن بن الحجّاج و رواه الصّدوق في الخصال عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم و الّذي قبله عن أبيه عن محمّد بن يحيى مثله
33103- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص يعذّب اللّه اللّسان بعذاب لا يعذّب به شيئا من الجوارح فيقول أي ربّ عذّبتني بعذاب لم تعذّب به شيئا فيقال له خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض و مغاربها فسفك بها الدّم الحرام و انتهب بها المال الحرام و انتهك بها الفرج الحرام و عزّتي لأعذّبنّك بعذاب لا أعذّب به شيئا من جوارحك
33104- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أبان الأحمر عن زياد بن أبي رجاء عن أبي جعفر ع قال ما علمتم فقولوا و ما لم تعلموا فقولوا اللّه أعلم إنّ الرّجل لينتزع الآية يخرّ فيها أبعد ما بين السّماء ]و الأرض[
و رواه البرقيّ في المحاسن عن الوشّاء مثله
33105- و عنهم عن أحمد عن أبيه رفعه عن أبي عبد اللّه ع قال القضاة أربعة ثلاثة في النّار و واحد في الجنّة رجل قضى بجور و هو يعلم فهو في النّار و رجل قضى بجور و هو لا يعلم فهو في النّار و رجل قضى بالحقّ و هو لا يعلم فهو في النّار و رجل قضى بالحقّ و هو يعلم فهو في الجنّة
و رواه المفيد في المقنعة مرسلا نحوه
33106- قال و قال ع الحكم حكمان حكم اللّه عزّ و جلّ و حكم )أهل( الجاهليّة فمن أخطأ حكم اللّه حكم بحكم الجاهليّة
و رواه الشّيخ مرسلا و الّذي قبله بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد و رواه الصّدوق مرسلا و كذا الّذي قبله
و رواه في الخصال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن ابن أبي عمير رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال القضاة أربعة الحديث
33107- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال الحكم حكمان حكم اللّه عزّ و جلّ و حكم أهل الجاهليّة و قد قال اللّه عزّ و جلّ و من أحسن من اللّه حكما لقوم يوقنون و أشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهليّة
و رواه الشّيخ بإسناده عن أبي عليّ الأشعريّ مثله
33108- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن عليّ بن أسباط عن جعفر بن سماعة عن غير واحد )عن أبان( عن زرارة بن أعين قال سألت أبا جعفر ع ما حقّ اللّه على العباد قال أن يقولوا ما يعلمون و يقفوا عند ما لا يعلمون
و رواه الصّدوق في المجالس عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد مثله
33109- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال قلت لأبي عبد اللّه ع ما حقّ اللّه على خلقه قال أن يقولوا ما يعلمون و يكفّوا عمّا لا يعلمون فإذا فعلوا ذلك فقد أدّوا إلى اللّه حقّه
33110- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول العامل على غير بصيرة كالسّائر على غير الطّريق لا يزيده سرعة السّير إلّا بعدا
و رواه الصّدوق بإسناده عن محمّد بن سنان و رواه في المجالس عن أبيه عن سعد عن البرقيّ عن أبيه عن محمّد بن سنان و عبد اللّه بن المغيرة جميعا عن طلحة بن زيد مثله
33111- و عن عليّ بن محمّد و غيره عن سهل بن زياد و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السّبيعيّ عمّن حدّثه قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول أيّها النّاس اعلموا أنّ كمال الدّين طلب العلم و العمل به ألا و إنّ طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال إنّ المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم و ضمنه و سيفي لكم و العلم مخزون عند أهله و قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه
33112- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عمّن رواه عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح
33113- و عنه عن أحمد عن ابن فضّال عن ابن بكير عن حمزة بن الطّيّار أنّه عرض على أبي عبد اللّه ع بعض خطب أبيه حتّى إذا بلغ موضعا منها قال كفّ و اسكت ثمّ قال )إنّه( لا يسعكم فيما ينزل بكم ممّا لا تعلمون إلّا الكفّ عنه و التّثبّت و الرّدّ إلى أئمّة الهدى حتّى يحملوكم فيه على القصد و يجلو عنكم فيه العمى قال اللّه تعالى فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون
و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن فضّال و كذا الّذي قبله
33114- و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن عبد اللّه عن عيسى بن عبد اللّه العمريّ عن أبي عبد اللّه ع قال طلب العلم فريضة
-33115 و عن عليّ بن إبراهيم عن الحسن بن أبي الحسين الفارسيّ عن عبد الرّحمن بن زيد عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ألا إنّ اللّه يحبّ بغاة العلم
33116- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن يعقوب بن يزيد عن أبي عبد اللّه رجل من أصحابنا قال قال أبو عبد اللّه ع قال رسول اللّه ص طلب العلم فريضة
33117- قال الكلينيّ و في حديث آخر قال أبو عبد اللّه ع قال رسول اللّه ص طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ألا و إنّ اللّه يحبّ بغاة العلم
33118- محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن حمّاد عن عاصم قال حدّثني مولى لسلمان عن عبيدة السّلمانيّ قال سمعت عليّا ع يقول يا أيّها النّاس اتّقوا اللّه و لا تفتوا النّاس بما لا تعلمون فإنّ رسول اللّه ص قد قال قولا آل منه إلى غيره و قد قال قولا من وضعه غير موضعه كذب عليه فقام عبيدة و علقمة و الأسود و أناس معهم فقالوا يا أمير المؤمنين فما نصنع بما قد خبّرنا به في المصحف فقال يسأل عن ذلك علماء آل محمّد ص
33119- محمّد بن عليّ الفتّال في روضة الواعظين قال قال النّبيّ ص اطلبوا العلم و لو بالصّين فإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم
33120- قال و قال أمير المؤمنين ع الشّاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل اللّه إنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم
33121- قال و قال النّبيّ ص من تعلّم بابا من العلم )عمّن يثق به( كان أفضل من أن يصلّي ألف ركعة
33122- محمّد بن الحسن الصّفّار في بصائر الدّرجات عن إبراهيم بن هاشم عن )الحسين بن( الحسن بن زيد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ألا و إنّ اللّه يحبّ بغاة العلم
33123- و عن محمّد بن حسّان عن محمّد بن عليّ عن عيسى بن عبد اللّه العمريّ عن أبي عبد اللّه ع قال طلب العلم فريضة في كلّ حال
-33124 و عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن عبد اللّه عن عيسى بن عبد اللّه عن )أحمد( بن عليّ بن أبي طالب رفعه قال طلب العلم فريضة من فرائض اللّه
33125- و عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن )أبي عبد اللّه( رجل من أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع طلب العلم فريضة على كلّ مسلم
33126- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في الأمالي عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن الفضل بن محمّد الشّعرانيّ عن أبي موسى المجاشعيّ عن محمّد بن جعفر عن أبيه أبي عبد اللّه ع و عن المجاشعيّ عن الرّضا عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص العالم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات إلى أن قال فاطلبوا العلم فإنّه السّبب بينكم و بين اللّه عزّ و جلّ و إنّ طلب العلم لفريضة على كلّ مسلم
33127- و عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن جعفر بن محمّد الحسينيّ عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ عن الرّضا عن آبائه عن عليّ ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول طلب العلم فريضة على كلّ مسلم فاطلبوا العلم من مظانّه و اقتبسوه من أهله الحديث
33128- أحمد بن أبي عبد اللّه في المحاسن عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال سألت أبا عبد اللّه ع عن مجالسة أصحاب الرّأي فقال جالسهم و إيّاك عن خصلتين تهلك فيهما الرّجال أن تدين بشيء من رأيك أو تفتي النّاس بغير علم
33129- و عن عليّ بن حسّان عمّن حدّثه عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع في حديث إنّ من حقيقة الإيمان أن لا يجوز منطقك علمك
33130- و عن محمّد بن عيسى عن جعفر بن محمّد )بن( أبي الصّبّاح عن إبراهيم بن أبي سمّاك عن موسى بن بكر قال قال أبو الحسن ع من أفتى النّاس بغير علم لعنته ملائكة الأرض و ملائكة السّماء
33131- و عن أبيه عن فضالة بن أيّوب عن إسماعيل بن )أبي( زياد عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص من أفتى النّاس بغير علم لعنته ملائكة السّماء و الأرض
و عن أبي عبد اللّه الجامورانيّ عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع مثله
33132- الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول عن النّبيّ ص قال من أفتى النّاس بغير علم لعنته ملائكة السّماء و الأرض
33133- و عن أمير المؤمنين ع في وصيّته لكميل بن زياد قال يا كميل لا غزو إلّا مع إمام عادل و لا نفل إلّا من إمام فاضل يا كميل هي نبوّة و رسالة و إمامة و ليس بعد ذلك إلّا موالين متّبعين أو مبتدعين إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين يا كميل لا تأخذ إلّا عنّا تكن منّا الحديث
33134- و قال الشّهيد الثّاني في كتاب الآداب و الطّبرسيّ في مجمع البيان روّينا بإسنادنا الصّحيح إلى أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا عن آبائه ع عن النّبيّ ص أنّه قال طلب العلم فريضة على كلّ مسلم فاطلبوا العلم في مظانّه و اقتبسوه من أهله الحديث
33135- محمّد بن عليّ بن الحسين في الأمالي عن ابن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عبد العظيم الحسنيّ عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع عن آبائه ع في حديث قال ليس لك أن تتكلّم بما شئت لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و لا تقف ما ليس لك به علم
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه و على النّهي عن العمل بالظّنّ و المراد من العلم ما يشمل العاديّ و بابه واسع و هو من جملة اليقينيّات و لا يطلق عليه الظّنّ لغة و لا عرفا و لا شرعا و الدّلالات الظّنّيّة غير معتبرة إلّا مع القرائن الواضحة المفيدة للعلم العاديّ لما يأتي إن شاء اللّه
باب 5 - تحريم الحكم بغير الكتاب و السّنّة و وجوب نقض الحكم مع ظهور الخطإ
33136- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضّال عن ثعلبة عن صبّاح الأزرق عن حكم الحنّاط عن أبي بصير عن أبي جعفر ع و الحكم عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال من حكم في درهمين بغير ما أنزل اللّه عزّ و جلّ ممّن له سوط أو عصا فهو كافر بما أنزل اللّه عزّ و جلّ على محمّد ص
33137- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمّد بن حمران عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من حكم في درهمين بغير ما أنزل اللّه عزّ و جلّ فهو كافر باللّه العظيم
33138- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن عبد اللّه بن مسكان رفعه قال قال رسول اللّه ص من حكم في درهمين بحكم جور ثمّ جبر عليه كان من أهل هذه الآية و من لم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون فقلت كيف يجبر عليه فقال يكون له سوط و سجن فيحكم عليه فإن رضي بحكمه و إلّا ضربه بسوط و حبسه في سجنه
33139- و عنهم عن سهل بن زياد عن محمّد بن عيسى عن أبي عبد اللّه المؤمن عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أيّ قاض قضى بين اثنين فأخطأ سقط أبعد من السّماء
و رواه الصّدوق بإسناده عن معاوية بن وهب و رواه الشّيخ بإسناده عن سهل بن زياد و الّذي قبله بإسناده عن الحسين بن سعيد و الّذي قبلهما بإسناده عن عليّ بن إبراهيم مثله
33140- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع من حكم في درهمين فأخطأ كفر
-33141 قال و قال ع الحكم حكمان حكم اللّه و حكم أهل الجاهليّة فمن أخطأ حكم اللّه حكم بحكم أهل الجاهليّة و من حكم بدرهمين بغير ما أنزل اللّه عزّ و جلّ فقد كفر باللّه تعالى
33142- و في عقاب الأعمال بسند تقدّم في عيادة المريض عن النّبيّ ص قال و من )حكم بما لم يحكم به( اللّه كان كمن شهد بشهادة زور و يقذف به في النّار يعذّب بعذاب شاهد الزّور
33143- الحسن بن عليّ العسكريّ ع في تفسيره عن آبائه عن النّبيّ ص في حديث قال أ تدرون متى يتوفّر على المستمع و القارئ هذه المثوبات العظيمة إذا لم )يقل في القرآن برأيه( و لم يجف عنه و لم يستأكل به و لم يراء به و قال عليكم بالقرآن فإنّه الشّفاء النّافع و الدّواء المبارك عصمة لمن تمسّك به و نجاة لمن اتّبعه ثمّ قال أ تدرون من المتمسّك به الّذي يتمسّكه ينال هذا الشّرف العظيم هو الّذي يأخذ القرآن و تأويله عنّا أهل البيت و عن وسائطنا السّفراء عنّا إلى شيعتنا لا عن آراء المجادلين فأمّا من قال في القرآن برأيه فإن اتّفق له مصادفة صواب فقد جهل في أخذه عن غير أهله و إن أخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوّأ مقعده من النّار
33144- أقول و قد تواتر بين العامّة و الخاصّة عن النّبيّ ص أنّه قال إنّي تارك فيكم الثّقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض
33145- و عن رسول اللّه ص أنّه قال أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق
33146- و عنه ص أنّه قال أنا مدينة العلم و عليّ بابها
33147- و عن أمير المؤمنين ع قال هذا كتاب اللّه الصّامت و أنا كتاب اللّه النّاطق
33148- العيّاشيّ في تفسيره عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال من حكم في درهمين بغير ما أنزل اللّه فقد كفر و من حكم في درهمين فأخطأ كفر
33149- و عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول من حكم في درهمين بغير ما أنزل اللّه فهو كافر باللّه العظيم
-33150 و عن ابن عيّاش عن أبي عبد اللّه ع قال من حكم في درهمين بغير ما أنزل اللّه فقد كفر قلت كفر بما أنزل اللّه أو كفر بما أنزل على محمّد ص قال ويلك إذا كفر بما أنزل على محمّد ص فقد كفر بما أنزل اللّه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 6 - عدم جواز القضاء و الحكم بالرّأي و الاجتهاد و المقاييس و نحوها من الاستنباطات الظّنّيّة في نفس الأحكام الشّرعيّة
33151- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمّد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع في حديث طويل قال و إنّ اللّه لم يجعل العلم جهلا و لم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لكنّه أرسل رسولا من ملائكته فقال له قل كذا و كذا فأمرهم بما يحبّ و نهاهم عمّا يكره فقصّ عليهم أمر خلقه بعلم فعلم ذلك العلم و علّم أنبياءه و أصفياءه من الأنبياء و الأصفياء إلى أن قال و لولاة الأمر استنباط العلم و للهداة ثمّ قال فمن اعتصم بالفضّل انتهى بعلمهم و نجا بنصرتهم و من وضع ولاة أمر اللّه و أهل استنباط علمه في غير الصّفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر اللّه و جعل الجهّال ولاة أمر اللّه و المتكلّفين بغير هدى من اللّه و زعموا أنّهم أهل استنباط علم اللّه فقد كذبوا على اللّه و رسوله و رغبوا عن وصيّه و طاعته و لم يضعوا فضل اللّه حيث وضعه اللّه فضلّوا و أضلّوا أتباعهم و لم يكن لهم حجّة يوم القيامة إلى أن قال في قوله تعالى فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين فإنّه وكّل بالفضّل من أهل بيته و الإخوان و الذّرّيّة و هو قوله تعالى إن يكفر به أمّتك فقد وكّلت أهل بيتك بالإيمان الّذي أرسلتك به لا يكفرون به أبدا و لا أضيع الإيمان الّذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك علماء أمّتك و ولاة أمري بعدك و أهل استنباط العلم الّذي ليس فيه كذب و لا إثم و لا زور و لا بطر و لا رئاء إلى أن قال فاعتبروا أيّها النّاس فيما قلت حيث وضع اللّه ولايته و طاعته و مودّته و استنباط علمه و حججه فإيّاه فتقبّلوا و به فاستمسكوا تنجوا و تكون لكم الحجّة يوم القيامة و طريق ربّكم جلّ و عزّ )لا تصل ولاية اللّه( إلّا بهم فمن فعل ذلك كان حقّا على اللّه أن يكرمه و لا يعذّبه و من يأت اللّه بغير ما أمره كان حقّا على اللّه أن يذلّه و أن يعذّبه
و رواه الصّدوق في إكمال الدّين عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه عن أحمد بن محمّد الهمدانيّ عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن أبيه عن محمّد بن الفضل نحوه
33152- و بإسناده الآتي عن أبي عبد اللّه ع في رسالة طويلة له إلى أصحابه أمرهم بالنّظر فيها و تعاهدها و العمل بها من جملتها أيّتها العصابة المرحومة المفلحة إنّ اللّه أتمّ لكم ما آتاكم من الخير و اعلموا أنّه ليس من علم اللّه و لا من أمره أن يأخذ أحد من خلق اللّه في دينه بهوى و لا رأي و لا مقاييس قد أنزل اللّه القرآن و جعل فيه تبيان كلّ شيء و جعل للقرآن و تعلّم القرآن أهلا لا يسع أهل علم القرآن الّذين آتاهم اللّه علمه أن يأخذوا )في دينهم( بهوى و لا رأي و لا مقاييس و هم أهل الذّكر الّذين أمر اللّه الأمّة بسؤالهم إلى أن قال و قد عهد إليهم رسول اللّه ص قبل موته فقالوا نحن بعد ما قبض اللّه عزّ و جلّ رسوله ص يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي النّاس بعد قبض اللّه رسوله ص و بعد عهده الّذي عهده إلينا و أمرنا به مخالفا للّه و لرسوله ص فما أحد أجرأ على اللّه و لا أبين ضلالة ممّن أخذ بذلك و زعم أنّ ذلك يسعه و اللّه إنّ للّه على خلقه أن يطيعوه و يتّبعوا أمره في حياة محمّد ص و بعد موته هل يستطيع أولئك أعداء اللّه أن يزعموا أنّ أحدا ممّن أسلم مع محمّد ص أخذ بقوله و رأيه ومقاييسه فإن قال نعم فقد كذب على اللّه و ضلّ ضلالا بعيدا و إن قال لا لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه و هواه و مقاييسه فقد أقرّ بالحجّة على نفسه و هو ممّن يزعم أنّ اللّه يطاع و يتّبع أمره بعد قبض رسول اللّه ص إلى أن قال و كما أنّه لم يكن لأحد من النّاس مع محمّد ص أن يأخذ بهواه و لا رأيه و لا مقاييسه خلافا لأمر محمّد ص كذلك لم يكن لأحد بعد محمّد ص أن يأخذ بهواه و لا رأيه و لا مقاييسه ثمّ قال و اتّبعوا آثار رسول اللّه ص و سنّته فخذوا بها و لا تتّبعوا أهواءكم و رأيكم فتضلّوا فإنّ أضلّ النّاس عند اللّه من اتّبع هواه و رأيه بغير هدى من اللّه و قال أيّتها العصابة عليكم بآثار رسول اللّه ص و سنّته و آثار الأئمّة الهداة من أهل بيت رسول اللّه ص من بعده و سنّتهم فإنّه من أخذ بذلك فقد اهتدى و من ترك ذلك و رغب عنه ضلّ لأنّهم هم الّذين أمر اللّه بطاعتهم و ولايتهم الحديث
33153- و عنه عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرّحمن عن سماعة بن مهران عن أبي الحسن موسى ع في حديث قال ما لكم و للقياس إنّما هلك من هلك من قبلكم بالقياس ثمّ قال إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به و إذا جاءكم ما لا تعلمون فها و أومأ بيده إلى فيه ثمّ قال لعن اللّه أبا حنيفة كان يقول قال عليّ ع و قلت و قالت الصّحابة و قلت ثمّ قال أ كنت تجلس إليه قلت لا و لكن هذا كلامه فقلت أصلحك اللّه أتى رسول اللّه ص النّاس بما يكتفون به في عهده قال نعم و ما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة فقلت فضاع من ذلك شيء فقال لا هو عند أهله
33154- و عنه عن أبيه عن أحمد بن عبد اللّه العقيليّ عن عيسى بن عبد اللّه القرشيّ قال دخل أبو حنيفة على أبي عبد اللّه ع فقال له يا با حنيفة بلغني أنّك تقيس قال نعم قال لا تقس فإنّ أوّل من قاس إبليس الحديث
33155- و عن محمّد بن يحيى عن بعض أصحابه و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب رفعه عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إنّ من أبغض الخلق إلى اللّه عزّ و جلّ لرجلين رجل وكله اللّه إلى نفسه فهو جائر عن قصد السّبيل مشعوف بكلام بدعة قد لهج بالصّوم و الصّلاة فهو فتنة لمن افتتن به ضالّ عن هدي من كان قبله مضلّ لمن اقتدى به في حياته و بعد موته حمّال خطايا غيره رهن بخطيئته و رجل قمش جهلا في جهّال النّاس عان بأغباش الفتنة قد سمّاه أشباه النّاس عالما و لم يغن فيه يوما سالما بكّر فاستكثر ما قلّ منه خير ممّا كثر حتّى إذا ارتوى من آجن و اكتنز من غير طائل جلس بين النّاس قاضيا )ماضيا( ضامنا لتخليص ما التبس على غيره و إن خالف قاضيا سبقه لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي )من( بعده كفعله بمن كان قبله و إن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيّأ لها حشوا من رأيه ثمّ قطع فهو من لبس الشّبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكر و لا يرى أنّ وراء ما بلغ فيه مذهبا )لغيره( إن قاس شيئا بشيء لم يكذّب نظره و إن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له لا يعلم ثمّ جسر فقضى فهو مفتاح عشوات ركّاب شبهات خبّاط جهالات لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم و لا يعضّ في العلم بضرس قاطع فيغنم يذري الرّوايات ذرو الرّيح الهشيم تبكي منه المواريث و تصرخ منه الدّماء يستحلّ بقضائه الفرج الحرام و يحرّم بقضائه الفرج الحلال لا مليّ بإصدار ما عليه ورد و لا هو أهل لما منه فرط من ادّعائه علم الحقّ
و رواه الرّضيّ في نهج البلاغة مرسلا نحوه
33156- و عنه عن أحمد بن محمّد عن الوشّاء عن مثنّى الحنّاط عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب اللّه )و لا سنّته( فننظر فيها فقال لا أما إنّك إن أصبت لم توجر و إن أخطأت كذبت على اللّه
و رواه البرقيّ في المحاسن عن الوشّاء مثله
33157- و عن محمّد بن أبي عبد اللّه رفعه عن يونس بن عبد الرّحمن قال قلت لأبي الحسن الأوّل ع بما أوحّد اللّه فقال يا يونس لا تكوننّ مبتدعا من نظر برأيه هلك و من ترك أهل بيت نبيّه ضلّ و من ترك كتاب اللّه و قول نبيّه كفر
33158- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه قال في وصيّة المفضّل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من شكّ أو ظنّ فأقام على أحدهما )فقد حبط( عمله إنّ حجّة اللّه هي الحجّة الواضحة
33159- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلاليّ عن أمير المؤمنين ع في حديث طويل قال و من عمي نسي الذّكر و اتّبع الظّنّ و بارز خالقه إلى أن قال و من نجا من ذلك فمن فضل اليقين
33160- و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ السّنّة لا تقاس أ لا ترى أنّ المرأة تقضي صومها و لا تقضي صلاتها يا أبان إنّ السّنّة إذا قيست محق الدّين
أقول فيه و في أمثاله و هي كثيرة جدّا دلالة على بطلان قياس الأولويّة
33161- و عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليّا ع قال من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس و من دان اللّه بالرّأي لم يزل دهره في ارتماس
33162- قال و قال أبو جعفر ع من أفتى النّاس برأيه فقد دان اللّه بما لا يعلم و من دان اللّه بما لا يعلم فقد ضادّ اللّه حيث أحلّ و حرّم فيما لا يعلم
و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم مثله
33163- و عنه عن أبيه و عبد اللّه بن الصّلت جميعا عن حمّاد بن عيسى عن حريز بن عبد اللّه عن زرارة عن أبي جعفر ع في حديث طويل في الإمامة و أحوال الإمام قال أما لو أنّ رجلا صام نهاره و قام ليله و تصدّق بجميع ماله و حجّ جميع دهره و لم يعرف ولاية وليّ اللّه فيواليه و تكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على اللّه ثواب و لا كان من أهل الإيمان
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبي طالب عبد اللّه بن الصّلت مثله
33164- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بعض أصحابنا رفعه قال قال أمير المؤمنين ع في كلام ذكره إنّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه و لكن أتاه )عن ربّه فأخذ به(
أقول يأتي بيان هذا السّند من طريق الصّدوق
33165- و عنهم عن أحمد بن محمّد عن عثمان بن عيسى قال سألت أبا الحسن موسى ع عن القياس فقال )و ما لكم و للقياس( إنّ اللّه لا يسأل كيف أحلّ و كيف حرّم
33166- و عنهم عن أحمد عن الوشّاء عن ثعلبة بن ميمون عن أبي مريم قال قال أبو جعفر ع لسلمة بن كهيل و الحكم بن عتيبة شرّقا و غرّبا فلا تجدان علما صحيحا إلّا شيئا خرج من عندنا أهل البيت
أقول و روى الصّفّار في بصائر الدّرجات أحاديث كثيرة بهذا المعنى
33167- و عن محمّد بن الحسن و عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن محمّد بن عيسى عن الدّهقان عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن موسى ع في حديث قال إنّما العلم ثلاث آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنّة قائمة و ما خلاهنّ فهو فضل
33168- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أبان بن عثمان عن أبي شيبة الخراسانيّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس فلم تزدهم المقاييس من الحقّ إلّا بعدا و إنّ دين اللّه لا يصاب بالمقاييس
33169- و عنه عن معلّى عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه عن )أبي جميل( عن )إسماعيل بن أبي أويس عن ضمرة بن أبي ضمرة( عن أبيه عن جدّه قال قال أمير المؤمنين ع أحكام المسلمين على ثلاثة شهادة عادلة أو يمين قاطعة أو سنّة ماضية من أئمّة الهدى ع
محمّد بن عليّ بن الحسين في الخصال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبي جميلة مثله
33170- و بإسناده الآتي عن عليّ ع في حديث الأربعمائة قال علّموا صبيانكم )من علمنا( ما ينفعهم اللّه به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها و لا تقيسوا الدّين فإنّ من الدّين ما لا يقاس و سيأتي أقوام يقيسون فهم أعداء الدّين و أوّل من قاس إبليس إيّاكم و الجدال فإنّه يورث الشّكّ و من تخلّف عنّا هلك
33171- و في المجالس و في معاني الأخبار عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم )عن أحمد بن محمّد بن خالد( عن أبيه عن )محمّد بن يحيى الخزّاز( عن غياث بن إبراهيم عن الصّادق عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في كلام له الإسلام هو التّسليم إلى أن قال إنّ المؤمن أخذ دينه عن ربّه و لم يأخذه عن رأيه
33172- و في المجالس و التّوحيد و عيون الأخبار عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الرّيّان بن الصّلت عن عليّ بن موسى الرّضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّه ص قال اللّه جلّ جلاله ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي و ما عرفني من شبّهني بخلقي و ما على ديني من استعمل القياس في ديني
33173- و في كتاب العلل عن أحمد بن الحسن القطّان عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن محمّد بن زكريّا الجوهريّ البصريّ عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمّد ع في حديث الخضر ع أنّه قال لموسى ع إنّ القياس لا مجال له في علم اللّه و أمره إلى أن قال ثمّ قال جعفر بن محمّد ع إنّ أمر اللّه تعالى ذكره لا يحمل على المقاييس و من حمل أمر اللّه على المقاييس هلك و أهلك إنّ أوّل معصية ظهرت من إبليس اللّعين حين أمر اللّه ملائكته بالسّجود لآدم فسجدوا و أبى إبليس أن يسجد فقال أنا خير منه فكان أوّل كفره قوله أنا خير منه ثمّ قياسه بقوله خلقتني من نار و خلقته من طين فطرده اللّه عن جواره و لعنه و سمّاه رجيما و أقسم بعزّته لا يقيس أحد في دينه إلّا قرنه مع عدوّه إبليس في أسفل درك من النّار
33174- و عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن )محمّد بن أحمد عن إبراهيم بن هاشم( عن أحمد بن عبد اللّه العقيليّ عن عيسى بن عبد اللّه القرشيّ رفع الحديث قال دخل أبو حنيفة على أبي عبد اللّه ع فقال له يا با حنيفة بلغني أنّك تقيس قال نعم أنا أقيس قال لا تقس فإنّ أوّل من قاس إبليس حين قال خلقتني من نار و خلقته من طين الحديث
33175- و عن أحمد بن الحسن القطّان عن عبد الرّحمن بن أبي حاتم عن أبي زرعة عن هشام بن عمّار عن محمّد بن عبد اللّه القرشيّ عن ابن شبرمة قال دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفر بن محمّد ع فقال لأبي حنيفة اتّق اللّه و لا تقس )في( الدّين برأيك فإنّ أوّل من قاس إبليس إلى أن قال ويحك أيّهما أعظم قتل النّفس أو الزّنا قال قتل النّفس قال فإنّ اللّه عزّ و جلّ قد قبل في قتل النّفس شاهدين و لم يقبل في الزّنا إلّا أربعة ثمّ أيّهما أعظم الصّلاة أم الصّوم قال الصّلاة قال فما بال الحائض تقضي الصّيام و لا تقضي الصّلاة فكيف يقوم لك القياس فاتّق اللّه و لا تقس
-33176 قال الصّدوق قال أحمد بن أبي عبد اللّه و رواه معاذ بن عبد اللّه عن بشير بن يحيى العامريّ عن ابن أبي ليلى قال دخلت أنا و النّعمان على جعفر بن محمّد ع إلى أن قال ثمّ قال يا نعمان إيّاك و القياس فإنّ أبي حدّثني عن آبائه أنّ رسول اللّه ص قال من قاس شيئا من الدّين برأيه قرنه اللّه مع إبليس في النّار فإنّ أوّل من قاس إبليس حين قال خلقتني من نار و خلقته من طين فدع الرّأي و القياس و ما قال قوم ليس له في دين اللّه برهان فإنّ دين اللّه لم يوضع بالآراء و المقاييس
و عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمّد عن أبي عبد اللّه الرّازيّ عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن سفيان الحريريّ عن معاذ بن بشير عن يحيى العامريّ عن ابن أبي ليلى مثله
33177- و عن أبيه و محمّد بن الحسن عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن شبيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد اللّه ع في حديث أنّ أبا عبد اللّه ع قال لأبي حنيفة أنت فقيه العراق قال نعم قال فبم تفتيهم قال بكتاب اللّه و سنّة نبيّه ص قال يا أبا حنيفة تعرف كتاب اللّه حقّ معرفته و تعرف النّاسخ و المنسوخ قال نعم قال يا أبا حنيفة لقد ادّعيت علما ويلك ما جعل اللّه ذلك إلّا عند أهل الكتاب الّذين أنزل عليهم ويلك و لا هو إلّا عند الخاصّ من ذرّيّة نبيّنا محمّد ص و ما ورّثكاللّه من كتابه حرفا و ذكر الاحتجاج عليه إلى أن قال يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب اللّه و لم تأت به الآثار و السّنّة كيف تصنع فقال أصلحك اللّه أقيس و أعمل فيه برأيي فقال يا أبا حنيفة إنّ أوّل من قاس إبليس الملعون قاس على ربّنا تبارك و تعالى فقال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين قال فسكت أبو حنيفة فقال يا أبا حنيفة أيّما أرجس البول أو الجنابة فقال البول فقال فما بال النّاس يغتسلون من الجنابة و لا يغتسلون من البول فسكت فقال يا أبا حنيفة أيّما أفضل الصّلاة أم الصّوم قال الصّلاة قال فما بال الحائض تقضي صومها و لا تقضي صلاتها فسكت
33178- أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لأبي حنيفة في احتجاجه عليه في إبطال القياس أيّما أعظم عند اللّه القتل أو الزّنا قال بل القتل فقال ع فكيف رضي في القتل بشاهدين و لم يرض في الزّنا إلّا بأربعة ثمّ قال له الصّلاة أفضل أم الصّيام قال بل الصّلاة أفضل قال ع فيجب على قياس قولك على الحائض قضاء ما فاتها من الصّلاة في حال حيضها دون الصّيام و قد أوجب اللّه عليها قضاء الصّوم دون الصّلاة ثمّ قال له البول أقذر أم المنيّ فقال البول أقذر فقال يجب على قياسكأن يجب الغسل من البول دون المنيّ و قد أوجب اللّه تعالى الغسل من المنيّ دون البول إلى أن قال ع تزعم أنّك تفتي بكتاب اللّه و لست ممّن ورثه و تزعم أنّك صاحب قياس و أوّل من قاس إبليس و لم يبن دين اللّه على القياس و زعمت أنّك صاحب رأي و كان الرّأي من الرّسول ص صوابا و من غيره خطأ لأنّ اللّه تعالى قال فاحكم بينهم بما أنزل اللّه و لم يقل ذلك لغيره الحديث
33179- عن الصّادق ع في قول اللّه عزّ و جلّ اهدنا الصّراط المستقيم قال يقول أرشدنا للزوم الطّريق المؤدّي إلى محبّتك و المبلّغ إلى )رضوانك و( جنّتك و المانع من أن نتّبع أهواءنا فنعطب أو نأخذ بآرائنا فنهلك
و رواه العسكريّ ع في تفسيره و رواه الصّدوق في معاني الأخبار و في عيون الأخبار عن محمّد بن القاسم المفسّر عن يوسف بن محمّد بن زياد و عليّ بن محمّد بن سيّار عن أبويهما عن الحسن بن عليّ العسكريّ ع مثله
33180- عليّ بن محمّد الخزّاز في كتاب الكفاية في النّصوص على عدد الأئمّة ع عن الحسين بن محمّد بن سعيد عن محمّد بن أحمد الصّفوانيّ عن مروان بن محمّد السّنجاريّ عن أبي يحيى التّميميّ عن يحيى البكّاء عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص ستفترق أمّتي على ثلاث و سبعين فرقة فرقة منها ناجية و الباقون هالكون و النّاجون الّذين يتمسّكون بولايتكم و يقتبسون من علمكم و لا يعملون برأيهم فأولئك ما عليهم من سبيل الحديث
33181- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن القاسم بن محمّد الجوهريّ عن حبيب الخثعميّ و عن النّضر بن سويد عن يحيى الحلبيّ عن ابن مسكان عن حبيب قال قال لنا أبو عبد اللّه ع ما أحد أحبّ إليّ منكم إنّ النّاس سلكوا سبلا شتّى منهم من أخذ بهواه و منهم من أخذ برأيه و إنّكم أخذتم بأمر له أصل
33182- و عن أبيه عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع في رسالة إلى أصحاب الرّأي و القياس أمّا بعد فإنّ من دعا غيره إلى دينه بالارتياء و المقاييس لم ينصف و لم يصب حظّه لأنّ المدعوّ إلى ذلك أيضا لا يخلو من الارتياء و المقاييس و متى لم يكن بالدّاعي قوّة في دعائه على المدعوّ لم يؤمن على الدّاعي أن يحتاج إلى المدعوّ بعد قليل لأنّا قد رأينا المتعلّم الطّالب ربّما كان فائقا لمعلّمه و لو بعد حين و رأينا المعلّم الدّاعي ربّما احتاج في رأيه إلى رأي من يدعو و في ذلك تحيّر الجاهلون و شكّ المرتابون و ظنّ الظّانّون و لو كان ذلك عند اللّه جائزا لم يبعث اللّه الرّسل بما فيه الفصل و لم ينه عن الهزل و لم يعب الجهل و لكنّ النّاس لمّا سفهوا الحقّ و غمطوا النّعمة و استغنوا بجهلهم و تدابيرهم عن علم اللّه و اكتفوا بذلك عن رسله و القوّام بأمره و قالوا لا شيء إلّا ما أدركته عقولنا و عرفته ألبابنا فولّاهم اللّه ما تولّوا و أهملهم و خذلهم حتّى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعلمون و لو كان اللّه رضي منهم اجتهادهم و ارتياءهم فيما ادّعوا من ذلك لم يبعث إليهم فاصلا لما بينهم و لا زاجرا عن وصفهم و إنّما استدللنا أنّ رضا اللّه غير ذلك ببعثه الرّسل بالأمور القيّمة الصّحيحة و التّحذير من الأمور المشكلة المفسدة ثمّ جعلهم أبوابه و صراطه و الأدلّاء عليه بأمور محجوبة عن الرّأي و القياس فمن طلب ما عند اللّه بقياس و رأي لم يزدد من اللّه إلّا بعدا و لم يبعث رسولا قطّ و إن طال عمره قابلا من النّاس خلاف ما جاء به حتّى يكون متبوعا مرّة و تابعا أخرى و لم ير أيضا فيما جاء به استعمل رأيا و لا مقياسا حتّى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي من اللّه و في ذلك دليل لكلّ ذي لبّ و حجا إنّ أصحاب الرّأي و القياس مخطئون مدحضون الحديث
33183- و عن بعض أصحابنا عن معاوية بن ميسرة بن شريح قال شهدت أبا عبد اللّه ع في مسجد الخيف و هو في حلقة فيها نحو من مائتي رجل و فيهم عبد اللّه بن شبرمة فقال له يا أبا عبد اللّه إنّا نقضي بالعراق فنقضي بالكتاب و السّنّة ثمّ ترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرّأي إلى أن قال فقال أبو عبد اللّه ع فأيّ رجل كان عليّ بن أبي طالب ع فأطراه ابن شبرمة و قال فيه قولا عظيما فقال له أبو عبد اللّه ع فإنّ عليّا ع أبى أن يدخل في دين اللّه الرّأي و أن يقول في شيء من دين اللّه بالرّأي و المقاييس إلى أن قال لو علم ابن شبرمة من أين هلك النّاس ما دان بالمقاييس و لا عمل بها
33184- و عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة و محمّد بن سنان جميعا عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه ع عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا رأي في الدّين
33185- و عن ابن محبوب أو غيره عن مثنّى الحنّاط عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع ترد علينا أشياء لا نجدها في الكتاب و السّنّة فنقول فيها برأينا فقال أما إنّك إن أصبت لم تؤجر و إن أخطأت كذبت على اللّه
33186- و عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال في كتاب آداب أمير المؤمنين ع لا تقيسوا الدّين فإنّ أمر اللّه لا يقاس و سيأتي قوم يقيسون و هم أعداء الدّين
33187- و عن أبيه عن هارون بن الجهم عن محمّد بن مسلم قال كنت عند أبي عبد اللّه ع بمنى إذ أقبل أبو حنيفة على حمار له فلمّا جلس قال إنّي أريد أن أقايسك فقال أبو عبد اللّه ع ليس في دين اللّه قياس الحديث
33188- عليّ بن الحسين المرتضى في رسالة المحكم و المتشابه نقلا من تفسير النّعمانيّ بإسناده الآتي عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه ع عن آبائه عن أمير المؤمنين ع في حديث طويل قال و أمّا الرّدّ على من قال بالرّأي و القياس و الاستحسان و الاجتهاد و من يقول إنّ الاختلاف رحمة فاعلم أنّا لمّا رأينا من قال بالرّأي و القياس قد استعملوا الشّبهات في الأحكام لمّا عجزوا عن عرفان إصابة الحكم و قالوا ما من حادثة إلّا و للّه فيها حكم و لا يخلو الحكم فيها من وجهين إمّا أن يكون نصّا أو دليلا و إذا رأينا الحادثة قد عدم نصّها فزعنا أي رجعنا إلى الاستدلال عليها بأشباهها و نظائرها لأنّا متى لم نفزع إلى ذلك أخليناها من أن يكون لها حكم و لا يجوز أن يبطل حكم اللّه في حادثة من الحوادث لأنّه يقول سبحانه ما فرّطنا في الكتاب من شيء و لمّا رأينا الحكم لا يخلو و الحادث لا ينفكّ من الحكم التمسناه من النّظائر لكيلا تخلو الحادثة من الحكم بالنّصّ أو بالاستدلال و هذا جائز عندنا قالوا و قد رأينا اللّه تعالى قاس في كتابه بالتّشبيه و التّمثيل فقال خلق الإنسان من صلصال كالفخّار و خلق الجانّ من مارج من نار فشبّه الشّيء بأقرب الأشياء له شبها قالوا و قد رأينا النّبيّ ص استعمل الرّأي و القياس بقوله للمرأة الخثعميّة حين سألته عن حجّها عن أبيها فقال أ رأيت لو كان على أبيك دين لكنت تقضينه عنه فقد أفتاها بشيء لم تسأل عنه و قوله ص لمعاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن أ رأيت يا معاذ إن نزلت بك حادثة لم تجد لها في كتاب اللّه أثرا و لا في السّنّة ما أنت صانع قال أستعمل رأيي فيها فقال الحمد للّه الّذي وفّق رسول اللّه إلى ما يرضيه قالوا و قد استعمل الرّأي و القياس كثير من الصّحابة و نحن على آثارهم مقتدون و لهم احتجاج كثير في مثل هذا فقد كذبوا على اللّه تعالى في قولهم إنّه احتاج إلى القياس و كذبوا على رسول اللّه ص إذ قالوا عنه ما لم يقل من الجواب المستحيل فنقول لهم ردّا عليهم إنّ أصول أحكام العبادات و ما يحدث في الأمّة من الحوادث و النّوازل لما كانت موجودة عن السّمع و النّطق و النّصّ في كتاب اللّه و فروعها مثلها و إنّما أردنا الأصول في جميع العبادات و المفترضات الّتي نصّ اللّه عزّ و جلّ و أخبرنا عن وجوبها و عن النّبيّ ص و عن وصيّه المنصوص عليه بعده في البيان عن أوقاتها و كيفيّاتها و أقدارها في مقاديرها عن اللّه عزّ و جلّ مثل )فرض الصّلاة( و الزّكاة و الصّيام و الحجّ و الجهاد و حدّ الزّنا و حدّ السّرقة و أشباهها ممّا نزل في الكتاب مجملا بلا تفسير فكان رسول اللّه ص هو المفسّر و المعبّر عن جملة الفرائض فعرفنا أنّ فرض صلاة الظّهر أربع و وقتها بعد زوال الشّمس بمقدار ما يقرأ الإنسان ثلاثين آية و هذا الفرق بين صلاة الزّوال )و صلاة الظّهر( و وقت صلاة العصر آخر وقت الظّهر إلى وقت مهبط الشّمس و أنّ المغرب ثلاث ركعات و وقتها حين وقت الغروبإلى إدبار الشّفق و الحمرة و أنّ وقت صلاة العشاء الآخرة و هي أربع ركعات أوسع الأوقات و أوّل وقتها حين اشتباك النّجوم و غيبوبة الشّفق و انبساط الظّلام و آخر وقتها ثلث اللّيل و روي نصفه و الصّبح ركعتان و وقتها طلوع الفجر إلى إسفار الصّبح و أنّ الزّكاة تجب في مال دون مال و مقدار دون مقدار و وقت دون أوقات و كذلك جميع الفرائض الّتي أوجبها اللّه على عباده بمبلغ الطّاعات و كنه الاستطاعات فلو لا ما ورد النّصّ به و تنزيل كتاب اللّه و بيان ما أبانه رسوله )و فسّره لنا( و أبانه الأثر و صحيح الخبرلقوم آخرين لم يكن لأحد من النّاس )المأمورين بأداء الفرائض أن يوجب( ذلك بعقله و إقامته معاني فروضه و بيان مراد اللّه في
جميع ما قدّمنا ذكره على حقيقة شروطها و لا يصحّ إقامة فروضها بالقياس و الرّأي و لا أن تهتدي العقول على انفرادها إلى أنّه يجب فرض الظّهر أربعا دون خمس أو ثلاث )و لا تفصل( أيضا بين قبل الزّوال و بعده و لا تقدّم الرّكوع على السّجود )أو( السّجود على الرّكوع أو حدّ زنا المحصن و البكر و لا بين العقارات )و المال النّاضّ( في وجوب الزّكاة فلو خلّينا بين عقولنا و بين هذه الفرائض لم يصحّ فعل ذلك كلّه بالعقل على مجرّده و لم نفصّل بين القياس الّذي فصلّت الشّريعة و النّصوص إذا كانت الشّريعة موجودة عن السّمع و النّطق الّذي ليس لنا أن نتجاوز حدودها و لو جاز ذلك لاستغنينا عن إرسال الرّسل إلينا بالأمر و النّهي منه تعالى و لمّا كانت الأصول لا تجب على ما هي عليه من بيان فرضها إلّا بالسّمع و النّطق فكذلك الفروع و الحوادث الّتي تنوب و تطرق منه تعالى لم يوجب الحكم فيها بالقياس دون النّصّ بالسّمع و النّطق و أمّا احتجاجهم و اعتلالهم )بأنّ القياس هو التّشبيه و التّمثيل فإنّ( الحكم جائز به و ردّ الحوادث أيضا إليه فذلك محال بيّن و مقال شنيع لأنّا نجد أشياء قد وفّق اللّه بين أحكامها و إن كانت متفرّقة و نجد أشياء قد فرّق اللّه بين أحكامها و إن كانت مجتمعة فدلّنا ذلك من فعل اللّه تعالى على أنّ اشتباه الشّيئين غير موجب لاشتباه الحكمين كما ادّعاه منتحلو القياس و الرّأي و ذلك أنّهم لمّا عجزوا عن إقامة الأحكام على ما أنزل في كتاب اللّه تعالى و عدلوا عن أخذها ممّن فرض اللّه سبحانه طاعتهم على عباده ممّن لا يزلّ و لا يخطئ و لا ينسى الّذين أنزل اللّه كتابه عليهم و أمر الأمّة بردّ ما اشتبه عليهم من الأحكام إليهم و طلبوا الرّئاسة رغبة في حطام الدّنيا و ركبوا طريق أسلافهم ممّن ادّعى منزلة أولياء اللّه لزمهم العجز فادّعوا أنّ الرّأي و القياس واجب فبان لذوي العقول عجزهم و إلحادهم في دين اللّه و ذلك أنّ العقل على مجرّده و انفراده لا يوجب و لا يفصل بين أخذ الشّيء بغصب و نهب و بين أخذه بسرقة و إن كانا مشتبهين فالواحد يوجب القطع و الآخر لا يوجبه و يدلّ أيضا على فساد ما احتجّوا به من ردّ الشّيء في الحكم إلى أشباهه و نظائره أنّا نجد الزّنا من المحصن و البكر سواء و أحدهما يوجب الرّجم و الآخر يوجب الجلد فعلمنا أنّ الأحكام مأخذها منالسّمع و النّطق بالنّصّ على حسب ما يرد به التّوقيف دون اعتبار النّظائر )و الأعيان( و هذه دلالة واضحة على فساد قولهم و لو كان الحكم في الدّين بالقياس لكان باطن القدمين أولى بالمسح من ظاهرهما قال اللّه تعالى حكاية عن إبليس في قوله بالقياس خلقتني من نار و خلقته من طين فذمّه اللّه لما لم يدر ما بينهما و قد ذمّ رسول اللّه ص و الأئمّة ع القياس يرث ذلك بعضهم عن بعض و يرويه عنهم أولياؤهم قال و أمّا الرّدّ على من قال بالاجتهاد فإنّهم يزعمون أنّ كلّ مجتهد مصيب على أنّهم لا يقولون إنّهم مع اجتهادهم أصابوا معنى حقيقة الحقّ عند اللّه عزّ و جلّ لأنّهم في حال اجتهادهم ينتقلون عن اجتهاد إلى اجتهاد و احتجاجهم أنّ الحكم به قاطع قول باطل منقطع منتقض فأيّ دليل أدلّ من هذا على ضعف اعتقاد من قال بالاجتهاد و الرّأي إذ كان أمرهم
يئول إلى ما وصفناه و زعموا أنّه محال أن يجتهدوا فيذهب الحقّ من جملتهم و قولهم بذلك فاسد لأنّهم إن اجتهدوا فاختلفوا فالتّقصير واقع بهم و أعجب من هذا أنّهم يقولون مع قولهم بالرّأي و الاجتهاد إنّ اللّه تعالى بهذا المذهب لم يكلّفهم إلّا بما يطيقونه و كذلك النّبيّ ص و احتجّوا بقول اللّه تعالى و حيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطره و هذا بزعمهم وجه الاجتهاد و غلطوا في هذا التّأويل غلطا بيّنا قالوا و من قول الرّسول ص ما قاله لمعاذ بن جبل و ادّعوا أنّه أجاز ذلك و الصّحيح أنّ اللّهلم يكلّفهم اجتهادا لأنّه قد نصب لهم أدلّة و أقام لهم أعلاما و أثبت عليهم الحجّة فمحال أن يضطرّهم إلى ما لا يطيقون بعد إرساله إليهم الرّسل بتفصيل الحلال و الحرام و لم يتركهم سدى مهما عجزوا عنه ردّوه إلى الرّسول و الأئمّة صلوات اللّه عليهم كيف و هو يقول ما فرّطنا في الكتاب من شيء و يقول اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و يقول فيه تبيان كلّ شيء و من الدّليل على فساد قولهم في الاجتهاد و الرّأي و القياس أنّه لن يخلو الشّيء أن يكون بمثله على أصل أو يستخرج البحث عنه فإن كان يبحث عنه فإنّه لا يجوز في عدل اللّه تعالى أن يكلّف العباد ذلك و إن كان ممثّلا على أصل فلن يخلو الأصل أن يكون حرم لمصلحة الخلق أو لمعنى في نفسه خاصّ )فإن كان حرم لمعنى في نفسه خاصّ( فقد كان ذلك فيه حلالا ثمّ حرّم بعد ذلك لمعنى فيه بل لو كان لعلّة المعنى لم يكن التّحريم له أولى من التّحليل و لمّا فسد هذا الوجه من دعواهم علمنا أنّ اللّه تعالى إنّما حرّم الأشياء لمصلحة الخلق لا للخلق الّتي فيها و نحن إنّما ننفي القول بالاجتهاد لأنّ الحقّ عندنا فيما قدّمنا ذكره من الأمور الّتي نصبها اللّه تعالى و الدّلائل الّتي أقامها لنا كالكتاب و السّنّة و الإمام الحجّة و لن يخلو الخلق من هذه الوجوه الّتي ذكرناها و ما خالفها فهو باطل
ثمّ ذكر ع كلاما طويلا في الرّدّ على من قال بالاجتهاد في القبلة و حاصله الرّجوع فيها إلى العلامات الشّرعيّة
33189- محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّيّ في كتاب الرّجال عن محمّد بن مسعود عن إسحاق بن محمّد عن أحمد بن صدقة عن أبي مالك الأحمسيّ في حديث أنّ مؤمن الطّاق كلّم رجلا من الشّراة فقطعه فقال أبو عبد اللّه ع و اللّه لقد سررتني و اللّه ما قلت من الحقّ حرفا قال و لم قال لأنّك تكلّمت على القياس و القياس ليس من ديني
33190- الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول عن النّبيّ ص قال إذا تطيّرت فامض و إذا ظننت فلا تقض
33191- عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال قلت للرّضا ع جعلت فداك إنّ بعض أصحابنا يقولون نسمع الأمر يحكى عنك و عن آبائك فنقيس عليه و نعمل به فقال سبحان اللّه لا و اللّه ما هذا من دين جعفر ع هؤلاء قوم لا حاجة بهم إلينا قد خرجوا من طاعتنا و صاروا في موضعنا فأين التّقليد الّذي كانوا يقلّدون جعفرا و أبا جعفر ع قال جعفر لا تحملوا على القياس فليس من شيء يعدله القياس إلّا و القياس يكسره
33192- و عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إيّاكم و الظّنّ فإنّ الظّنّ أكذب الكذب
33193- محمّد بن محمّد المفيد في المجالس عن الصّدوق عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن حمّاد بن عثمان عن زرارة بن أعين قال قال لي أبو جعفر محمّد بن عليّ ع يا زرارة إيّاك و أصحاب القياس في الدّين فإنّهم تركوا علم ما وكّلوا به و تكلّفوا ما قد كفوه يتأوّلون الأخبار و يكذبون على اللّه عزّ و جلّ و كأنّي بالرّجل منهم ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه و ينادى من خلفه فيجيب من بين يديه قد تاهوا و تحيّروا في الأرض و الدّين
33194- و عنه عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد اللّه ع قال لعن اللّه أصحاب القياس فإنّهم غيّروا كتاب اللّه و سنّة رسول اللّه ص و اتّهموا الصّادقين في دين اللّه
-33195 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره عن عمّار بن موسى عن أبي عبد اللّه ع قال سئل عن الحكومة فقال من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر و من فسّر برأيه آية من كتاب اللّه فقد كفر
33196- و عن أبي العبّاس قال سألت أبا عبد اللّه ع عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركا فقال من ابتدع رأيا فأحبّ عليه و أبغض
33197- و عن أبان عن عبد الرّحمن عن أبي عبد اللّه ع قال أدنى ما يخرج به الرّجل من الإسلام أن يرى الرّأي بخلاف الحقّ فيقيم عليه ثمّ قال و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله
33198- و عن زرارة و أبي حنيفة جميعا عن أبي بكر بن حزم قال توضّأ رجل فمسح على خفّيه فدخل المسجد يصلّي فجاء عليّ ع فوطئ على رقبته و قال ويلك تصلّي على غير وضوء فقال أمرني به عمر بن الخطّاب قال فأخذ به فانتهى به إليه فقال انظر ما يروي هذا عليك و رفع صوته فقال نعم أنا أمرته إنّ رسول اللّه ص مسح )على خفّيه( فقال قبل المائدة أو بعدها قال لا أدري قال فلم تفتي و أنت لا تدري سبق الكتاب الخفّين
33199- و عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال يظنّ هؤلاء الّذين يدّعون أنّهم فقهاء علماء أنّهم قد أثبتوا جميع الفقه و الدّين ممّا تحتاج إليه الأمّة و ليس كلّ علم رسول اللّه ص علموه و لا صار إليهم من رسول اللّه ص و لا عرفوه و ذلك أنّ الشّيء من الحلال و الحرام و الأحكام يرد عليهم فيسألون عنه و لا يكون عندهم فيه أثر عن رسول اللّه ص و يستحيون أن ينسبهم النّاس إلى الجهل و يكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا فيطلب النّاس العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرّأي و القياس في دين اللّه و تركوا الآثار و دانوا بالبدع و قد قال رسول اللّه ص كلّ بدعة ضلالة فلو أنّهم إذا سئلوا عن شيء من دين اللّه فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول اللّه ص ردّوه إلى اللّه و إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم من آل محمّد ص
33200- فرات بن إبراهيم في تفسيره عن عليّ بن محمّد بن إسماعيل معنعنا عن زيد في حديث أنّه لمّا نزل قوله تعالى إذا جاء نصر اللّه و الفتح السّورة قال رسول اللّه ص إنّ اللّه قضى الجهاد على المؤمنين في الفتنة بعدي إلى أن قال يجاهدون على الأحداث في الدّين إذا عملوا بالرّأي في الدّين و لا رأي في الدّين إنّما الدّين من الرّبّ أمره و نهيه
33201- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال إنّما علينا أن نلقي إليكم الأصول و عليكم أن تفرّعوا
33202- و نقل من كتاب أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الرّضا ع قال علينا إلقاء الأصول و عليكم التّفريع
أقول هذان الخبران تضمّنا جواز التّفريع على الأصول المسموعة منهم و القواعد الكلّيّة المأخوذة عنهم ع لا على غيرها و هذا موافق لما ذكرنا مع أنّه يحتمل الحمل على التّقيّة و غير ذلك و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 7 - وجوب الرّجوع في جميع الأحكام إلى المعصومين ع
33203- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير يعني المراديّ عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون فرسول اللّه ص الذّكر و أهل بيته المسئولون و هم أهل الذّكر
33204- و بالإسناد عن الحسين بن سعيد عن حمّاد عن ربعيّ عن الفضيل عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون قال الذّكر القرآن و نحن قومه و نحن المسئولون
و رواه الصّفّار في بصائر الدّرجات عن أحمد بن محمّد مثله
33205- و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إنّ من عندنا يزعمون أنّ قول اللّه عزّ و جلّ فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون أنّهم اليهود و النّصارى قال إذن يدعوكم إلى دينهم قال ثمّ قال بيده إلى صدره نحن أهل الذّكر و نحن المسئولون
33206- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر ع في قول اللّه عزّ و جلّ فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون قال قال رسول اللّه ص الذّكر أنا و الأئمّة أهل الذّكر و قوله عزّ و جلّ و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون قال أبو جعفر ع نحن قومه و نحن المسئولون
33207- و عنه عن المعلّى عن الحسن بن عليّ عن أحمد بن عائذ عن أبيه عن ابن أذينة عن غير واحد عن أحدهما ع قال لا يكون العبد مؤمنا حتّى يعرف اللّه و رسوله ص و الأئمّة ع كلّهم و إمام زمانه و يردّ إليه و يسلّم له الحديث
33208- و عنه عن معلّى عن محمّد بن أورمة عن عليّ بن حسّان عن عمّه عبد الرّحمن بن كثير قال قلت لأبي عبد اللّه ع فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون قال الذّكر محمّد ص و نحن أهله و نحن المسئولون قال قلت و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون قال إيّانا عنى و نحن أهل الذّكر و نحن المسئولون
33209- و عنه عن معلّى عن الوشّاء عن أبان بن عثمان عن عبد اللّه بن سليمان عن أبي جعفر ع في حديث قال فليذهب الحسن يعني البصريّ يمينا و شمالا فو اللّه ما يوجد العلم إلّا هاهنا
33210- و عنه عن معلّى عن الوشّاء قال سألت الرّضا ع عن قوله فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون فقال نحن أهل الذّكر و نحن المسئولون قلت فأنتم المسئولون و نحن السّائلون قال نعم قلت حقّ علينا أن نسألكم قال نعم قلت حقّ عليكم أن تجيبونا قال لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل أ ما تسمع قول اللّه تعالى هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب
-33211 و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الوشّاء عن أبي الحسن الرّضا ع قال سمعته يقول قال عليّ بن الحسين ع على الأئمّة من الفرض ما ليس على شيعتهم و على شيعتنا ما ليس علينا أمرهم اللّه عزّ و جلّ أن يسألونا قال فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون فأمرهم أن يسألونا و ليس علينا الجواب إن شئنا أجبنا و إن شئنا أمسكنا
و رواه الصّفّار في بصائر الدّرجات عن أحمد بن محمّد
33212- و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عمّن ذكره عن زيد الشّحّام عن أبي جعفر ع في قول اللّه عزّ و جلّ فلينظر الإنسان إلى طعامه قال قلت ما طعامه قال علمه الّذي يأخذه عمّن يأخذه
33213- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عبد اللّه بن الصّلت جميعا عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع في حديث في الإمامة قال أما لو أنّ رجلا قام ليله و صام نهاره و تصدّق بجميع ماله و حجّ جميع دهره و لم يعرف ولاية وليّ اللّه فيواليه و يكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على اللّه حقّ في ثوابه و لا كان من أهل الإيمان
و رواه البرقيّ في المحاسن عن عبد اللّه بن الصّلت مثله
33214- و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرميّ قال كنت عند أبي جعفر ع و دخل عليه الورد أخو الكميت إلى أن قال فقال قول اللّه تبارك و تعالى فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون من هم قال نحن قلت علينا أن نسألكم قال نعم قلت عليكم أن تجيبونا قال ذاك إلينا
و رواه الصّفّار في بصائر الدّرجات عن محمّد بن الحسين مثله
33215- و عن محمّد بن الحسن و غيره عن سهل بن زياد عن محمّد بن عيسى و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين جميعا عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الدّيلم عن أبي عبد اللّه ع في حديث طويل قال قال اللّه عزّ و جلّ فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون قال الكتاب الذّكر و أهله آل محمّد أمر اللّه بسؤالهم و لم يؤمروا بسؤال الجهّال و سمّى اللّه القرآن ذكرا فقال تبارك و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون و قال و أنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم و قال أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول و أولي الأمر منكم و قال عزّ و جلّ و لو ردّوه إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم فردّ الأمر أمر النّاس إلى أولي الأمر منهم الّذين أمر اللّه بطاعتهم و الرّدّ إليهم
33216- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سدير عن أبي جعفر ع قال في حديث إنّما كلّف النّاس ثلاثة معرفة الأئمّة و التّسليم لهم فيما ورد عليهم و الرّدّ إليهم فيما اختلفوا فيه
33217- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عمّن ذكره عن يونس بن يعقوب أنّه قال لأبي عبد اللّه ع في حديث إنّي سمعتك تنهى عن الكلام و تقول ويل لأصحاب الكلام فقال أبو عبد اللّه ع إنّما قلت ويل لهم إن تركوا ما أقول و ذهبوا إلى ما يريدون
33218- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي نصر عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر ع في حديث الاستطاعة قال النّاس كلّهم مختلفون في إصابة القول و كلّهم هالك قال قلت إلّا من رحم ربّك قال هم شيعتنا و لرحمته خلقهم و هو قوله و لا يزالون مختلفين إلّا من رحم ربّك و لذلك خلقهم يقول لطاعة الإمام الرّحمة الّتي يقول و رحمتي وسعت كلّ شيء يقول علم الإمام و وسع علمه الّذي هو من علمه كلّ شيء هم شيعتنا إلى أن قال و يحلّ لهم الطّيّبات أخذ العلم منأهله و يحرّم عليهم الخبائث و الخبائث قول من خالف
33219- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه قال سئل أبو الحسن ع هل يسع النّاس ترك المسألة عمّا يحتاجون إليه قال لا
33220- و بالإسناد عن يونس عن جميل عن أبي عبد اللّه ع قال يغدو النّاس على ثلاثة أصناف عالم و متعلّم و غثاء فنحن العلماء و شيعتنا المتعلّمون و سائر النّاس غثاء
33221- و بالإسناد عن يونس عن داود بن فرقد عن حسّان الجمّال عن عميرة عن أبي عبد اللّه ع قال أمر النّاس بمعرفتنا و الرّدّ إلينا و التّسليم لنا ثمّ قال و إن صاموا و صلّوا و شهدوا أن لا إله إلّا اللّه و جعلوا في أنفسهم أن لا يردّوا إلينا كانوا بذلك مشركين
33222- و بالإسناد عن يونس عن ابن مسكان عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول ليس عند أحد من النّاس حقّ و لا صواب و لا أحد من النّاس يقضي بقضاء حقّ إلّا ما خرج من عندنا أهل البيت و إذا تشعّبت بهم الأمور كان الخطأ منهم و الصّواب من عليّ ع
33223- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي نصر عن مثنّى عن زرارة قال كنت عند أبي جعفر ع و عنده رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين ع سلوني عمّا شئتم فلا تسألون عن شيء إلّا أنبأتكم به فقال إنّه ليس أحد عنده )علم إلّا شيء( خرج من عند أمير المؤمنين ع فليذهب النّاس حيث شاءوا فو اللّه ليس الأمر إلّا من هاهنا و أشار بيده إلى بيته
33224- و عنهم عن أحمد بن محمّد عن الوشّاء عن ثعلبة بن ميمون عن أبي مريم قال قال أبو جعفر ع لسلمة بن كهيل و الحكم بن عتيبة شرّقا و غرّبا فلا تجدان علما صحيحا إلّا شيئا خرج من عندنا أهل البيت
و رواه الكشّيّ في كتاب الرّجال عن محمّد بن مسعود عن عليّ بن محمّد بن فيروزان عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن العبّاس بن معروف عن الحجّال عن أبي مريم الأنصاريّ مثله
33225- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن يحيى الحلبيّ عن معلّى بن عثمان عن أبي بصير في حديث قال فليشرّق الحكم و ليغرّب أما و اللّه لا يصيب العلم إلّا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل
و عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السّنديّ عن جعفر بن بشير عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في حديث مثله
33226- و عن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حمّاد عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّه ع قال نحن أصل كلّ خير و من فروعنا كلّ برّ و عدوّنا أصل كلّ شرّ و من فروعهم كلّ قبيح و فاحشة الحديث
33227- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن هاشم صاحب البريد قال قال أبو عبد اللّه ع في حديث أما إنّه شرّ عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منّا
33228- محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن حمّاد بن عثمان عن زرارة عن أبي جعفر ع في قوله عزّ و جلّ يحكم به ذوا عدل منكم فالعدل رسول اللّه ص و الإمام من بعده يحكم به و هو ذو عدل فإذا علمت ما حكم به رسول اللّه ص و الإمام فحسبك فلا تسأل عنه
33229- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن محمّد بن جعفر عن عبد اللّه بن محمّد عن سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر ع في قوله فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون من عنى بذلك قال نحن قلت فأنتم المسئولون قال نعم قلت أ و نحن السّائلون قال نعم قلت فعلينا أن نسألكم قال نعم قلت و عليكم أن تجيبونا قال لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا أمسكنا ثمّ قال هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب
33230- محمّد بن عمر الكشّيّ في كتاب الرّجال عن محمّد بن مسعود عن عليّ بن محمّد القمّيّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه ذكر مؤمن الطّاق فقال بلغني أنّه جدل و أنّه يتكلّم قلت أجل قال أما لو شاء طريف من مخاصميه أن يخصمه فعل قلت كيف قال يقول أخبرني عن كلامك هذا من كلام إمامك فإن قال نعم كذب علينا و إن قال لا قال له كيف تتكلّم بكلام لا يتكلّم به إمامك
33231- عليّ بن محمّد الخزّاز في كتاب الكفاية عن عليّ بن الحسن عن أبي محمّد هارون بن موسى عن محمّد بن همّام عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن عمر بن عليّ العبديّ عن داود بن كثير الرّقّيّ عن يونس بن ظبيان عن الصّادق ع في حديث قال لا تغرّنّك صلاتهم و صومهم )و كلامهم( و رواياتهم و علومهم فإنّهم حمر مستنفرة ثمّ قال يا يونس إن أردت العلم الصّحيح فعندنا أهل البيت فإنّا ورثنا و أوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب فقلت يا ابن رسول اللّه كلّ من كان من أهل البيت ورث ما ورثت منكان من ولد عليّ و فاطمة ع فقال ما ورثه إلّا الأئمّة الاثنا عشر
33232- و عنه عن أبي محمّد عن أبي العبّاس بن عقدة عن الحميريّ و عن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن أحمد عن الحسن ابن أخت شعيب العقرقوفيّ عن خاله شعيب قال كنت عند الصّادق ع إذ دخل عليه يونس بن ظبيان فسأله و ذكر الحديث إلّا أنّه قال إن أردت العلم الصّحيح فعندنا أهل البيت فنحن أهل الذّكر الّذين قال اللّه فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون
33233- محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه في الأمالي و عيون الأخبار عن عليّ بن الحسين بن شاذويه و جعفر بن محمّد بن مسرور جميعا عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أبيه عن الرّيّان بن الصّلت عن الرّضا ع في حديث أنّه قال للعلماء في مجلس المأمون أخبروني عن هذه الآية ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فقالت العلماء أراد اللّه بذلك الأمّة كلّها فقال الرّضا ع بل أراد اللّه العترة الطّاهرة إلى أن قال الرّضا ع و نحن أهل الذّكر الّذين قال اللّه عزّ و جلّ فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون فقالت العلماء إنّما عنى بذلك اليهود و النّصارى فقال أبو الحسن ع سبحان اللّه و يجوز ذلك إذن يدعونا إلى دينهم و يقولون إنّه أفضل من دين الإسلام فقال المأمون فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن قال نعم الذّكر رسول اللّه ص و نحن أهله و ذلك بيّن في كتاب اللّه حيث يقول في سورة الطّلاق فاتّقوا اللّه يا أولي الألباب الّذين آمنوا قد أنزل اللّه إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات اللّه مبيّنات فالذّكر رسول اللّه ص و نحن أهله
33234- و في كتاب فضل الشّيعة عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النّحويّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ اللّه أدّب نبيّه على محبّته فقال و إنّك لعلى خلق عظيم إلى أن قال و إنّ رسول اللّه ص فوّض إلى عليّ ع فائتمنه فسلّمتم و جحد النّاس فو اللّه لنحبّكم أن تقولوا إذا قلنا و تصمتوا إذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين اللّه ما جعل اللّه لأحد خيرا في خلاف أمرنا
و رواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن عليّ بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد مثله
-33235 أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج عن أمير المؤمنين ع في احتجاجه على بعض الزّنادقة أنّه قال ع و قد جعل اللّه للعلم أهلا و فرض على العباد طاعتهم بقوله أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول و أولي الأمر منكم و بقوله و لو ردّوه إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم و بقوله اتّقوا اللّه و كونوا مع الصّادقين و بقوله و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم و بقوله و أتوا البيوت من أبوابها و البيوت هي بيوت العلم الّذي )استودعه عند( الأنبياء و أبوابها أوصياؤهم فكلّ عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي الأصفياء و عهودهم )و حدودهم( و شرائعهم و سننهم مردود غير مقبول و أهله بمحلّ كفر و إن شملهم صفة الإيمان الحديث
33236- محمّد بن الحسن الصّفّار في بصائر الدّرجات عن العبّاس بن عامر عن حمّاد بن عيسى عن ربعيّ عن فضيل قال سمعت أبا جعفر ع يقول كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل
33237- و عنه عن حمّاد بن عيسى عن عمر بن يزيد قال قال أبو جعفر ع في قوله و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون قال الذّكر رسول اللّه ص و أهل بيته أهل الذّكر و هم المسئولون
33238- و عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر ع في قوله و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون قال إنّما عنانا بها نحن أهل الذّكر و نحن المسئولون
33239- و عنه عن الحسن بن عمّار عن أحمد بن النّضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع أنّه قال من دان اللّه بغير سماع من صادق ألزمه اللّه التّيه يوم القيامة
33240- العيّاشيّ في تفسيره عن العبّاس بن هلال عن الرّضا ع في حديث أنّ الصّادق ع قال أنا من الّذين قال اللّه أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده فسل عمّا شئت
33241- و عن أحمد بن محمّد عن الرّضا ع أنّه كتب إليه عافانا اللّه و إيّاك إنّما شيعتنا من تابعنا و لم يخالفنا قال اللّه فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون و قال فلو لا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين و لينذروا قومهم فقد فرضت عليكم المسألة و الرّدّ إلينا و لم يفرض علينا الجواب الحديث
33242- فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره عن عليّ بن محمّد الزّهريّ عن أحمد بن الفضل القرشيّ عن الحسن بن عليّ بن سالم الأنصاريّ عن أبيه و عاصم و الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّ رسول اللّه ص قال لعليّ ع يا عليّ أنا مدينة العلم و أنت بابها فمن أتى من الباب وصل يا عليّ أنت بابي الّذي أوتى منه و أنا باب اللّه فمن أتاني من سواك لم يصل إليّ و من أتى اللّه من سواي لم يصل إلى اللّه
أقول هذا الحديث متواتر بين العامّة و الخاصّة
33243- و عن عبيد بن كثير معنعنا عن الحسين أنّه سأل جعفر بن محمّد ع عن قول اللّه تعالى أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول و أولي الأمر منكم قال أولي الفقه و العلم قلنا أ خاصّ أم عامّ قال بل خاصّ لنا
-33244 عن جعفر بن محمّد الفزاريّ معنعنا عن أبي جعفر ع قال أولي الأمر في هذه الآية آل محمّد ص
33245- محمّد بن أبي القاسم الطّبريّ في بشارة المصطفى عن الحسن بن بابويه عن عمّه عن أبيه عن عمّه محمّد بن عليّ بن بابويه عن الحسن بن محمّد سعيد الهاشميّ عن فرات بن إبراهيم الكوفيّ عن محمّد بن ظهير عن عبد اللّه بن الفضل الهاشميّ عن الصّادق عن آبائه ع عن رسول اللّه ص في حديث قال أنا مدينة الحكمة و عليّ بن أبي طالب بابها و لن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 8 - وجوب العمل بأحاديث النّبيّ ص و الأئمّة ع المنقولة في الكتب المعتمدة و روايتها و صحّتها و ثبوتها
33246- محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن معاوية بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللّه ع رجل راوية لحديثكم يبثّ ذلك في النّاس و يسدّده في قلوبهم و قلوب شيعتكم و لعلّ عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرّواية أيّهما أفضل قال الرّاوية لحديثنا يشدّ به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد
33247- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد عن أبي البختريّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ العلماء ورثة الأنبياء و ذاك أنّ الأنبياء لم يورثوا درهما و لا دينارا و إنّما أورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظّا وافرا فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين
و رواه الصّفّار في بصائر الدّرجات عن أحمد بن محمّد و الّذي قبله عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل عن سعدان مثله
33248- و عنه عن أحمد عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال عن بعض أصحابه رفعه قال قال رسول اللّه ص تذاكروا و تلاقوا و تحدّثوا فإنّ الحديث جلاء للقلوب إنّ القلوب لترين كما يرين السّيف )جلاؤه الحديد(
33249- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّه ع قال من أراد الحديث لمنفعة الدّنيا لم يكن له في الآخرة نصيب و من أراد به خير الآخرة أعطاه اللّه خير الدّنيا و الآخرة
33250- و عنه عن معلّى عن محمّد بن جمهور عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا بعثه اللّه يوم القيامة عالما فقيها
33251- و رواه الصّدوق في الأمالي عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن محمّد بن جمهور العمّيّ عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال من حفظ من شيعتنا أربعين حديثا بعثه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة فقيها عالما و لم يعذّبه
33252- و عن محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن سنان عن )محمّد بن مروان( عن عليّ بن حنظلة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اعرفوا منازل النّاس على قدر رواياتهم عنّا
33253- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع قول اللّه جلّ ثناؤه الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه قال هو الرّجل يسمع الحديث فيحدّث به كما سمعه لا يزيد فيه و لا ينقص منه
-33254 و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن محمّد بن مسلم قال قلت لأبي عبد اللّه ع أسمع الحديث منك فأزيد و أنقص قال إن كنت تريد معانيه فلا بأس
33255- و عنه عن محمّد بن الحسين عن ابن سنان عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي أسمع الكلام منك فأريد أن أرويه كما سمعته منك فلا يجيء قال فتعمّد ذلك قلت لا قال تريد المعاني قلت نعم قال فلا بأس
33256- و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمّد عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه من أبيك أرويه عنك قال سواء إلّا أنّك ترويه عن أبي أحبّ إليّ و قال أبو عبد اللّه ع لجميل ما سمعته منّي فاروه عن أبي
33257- و عنه عن أحمد بن محمّد و محمّد بن الحسين عن ابن محبوب عن عبد اللّه بن سنان قال قلت لأبي عبد اللّه يجيئني القوم فيسمعون منّي حديثكم فأضجر و لا أقوى قال فاقرأ عليهم من أوّله حديثا و من وسطه حديثا و من آخره حديثا
33258- و عنه بإسناده عن أحمد بن عمر الحلّال قال قلت لأبي الحسن الرّضا ع الرّجل من أصحابنا يعطيني الكتاب و لا يقول اروه عنّي يجوز لي أن أرويه عنه قال فقال إذا علمت أنّ الكتاب له فاروه عنه
33259- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن أحمد بن محمّد بن خالد عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا حدّثتم بحديث فأسندوه إلى الّذي حدّثكم فإن كان حقّا فلكم و إن كان كذبا فعليه
33260- و عن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن أبي أيّوب المدنيّ عن ابن أبي عمير عن حسين الأحمسيّ عن أبي عبد اللّه ع قال القلب يتّكل على الكتابة
33261- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اكتبوا فإنّكم لا تحفظون حتّى تكتبوا
33262- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال قال أبو عبد اللّه ع احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها
33263- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ عن بعض أصحابنا عن أبي سعيد الخيبريّ عن المفضّل بن عمر قال قال لي أبو عبد اللّه ع اكتب و بثّ علمك في إخوانك فإن متّ فأورث كتبك بنيك فإنّه يأتي على النّاس زمان هرج لا يأنسون فيه إلّا بكتبهم
33264- و قد تقدّم في الزّيارات حديث محمّد بن مارد عن أبي عبد اللّه ع في فضل زيارة أمير المؤمنين ع إلى أن قال ثمّ قال يا ابن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذّهب
33265- و قد تقدّم في الأمر بالمعروف في أحاديث إذاعة الحقّ مع الخوف إلى أن قال اكتب هذا بالذّهب فما كتبت شيئا أحسن منه
33266- و قد روى الصّفّار في بصائر الدّرجات عنهم ع حديثا في فضل الأئمّة ع إلى أن قال يجب أن يكتب هذا الحديث بماء الذّهب
أقول هذا كناية عن الاعتناء بتدوينه و حفظه و تعظيمه
33267- و عنهم عن أحمد عن محمّد بن عليّ رفعه قال قال أبو عبد اللّه ع إيّاكم و الكذب المفترع قيل له و ما الكذب المفترع قال أن يحدّثك الرّجل بالحديث فتتركه و ترويه عن الّذي حدّثك عنه
33268- و عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسنيّ عن عليّ بن أسباط عن الحكم بن أيمن عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه إلى آخر الآية فقال هم المسلّمون لآل محمّد الّذين إذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه و لم ينقصوا منه جاءوا به كما سمعوه
33269- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن عليّ بن أسباط عن الرّضا ع في حديث الكنز الّذي قال اللّه عزّ و جلّ و كان تحته كنز لهما قال قلت له جعلت فداك أريد أن أكتبه قال فضرب يده و اللّه إلى الدّواة ليضعها بين يديّ فتناولت يده فقبّلتها و أخذت الدّواة فكتبته
أقول و مثل هذا كثير جدّا في أنّهم كانوا يكتبون الأحاديث في مجالس الأئمّة ع بأمرهم و ربّما كتبها لهم الأئمّة ع بخطوطهم
33270- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن جميل بن درّاج قال قال أبو عبد اللّه ع أعربوا حديثنا فإنّا قوم فصحاء
33271- و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن سالم و حمّاد بن عثمان و غيره قالوا سمعنا أبا عبد اللّه ع يقول حديثي حديث أبي و حديث أبي حديث جدّي و حديث جدّي حديث الحسين و حديث الحسين حديث الحسن و حديث الحسن حديث أمير المؤمنين و حديث أمير المؤمنين حديث رسول اللّه و حديث رسول اللّه ص قول اللّه عزّ و جلّ
33272- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن الحسن بن أبي خالد شينولة قال قلت لأبي جعفر الثّاني ع جعلت فداك إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه ع و كانت التّقيّة شديدة فكتموا كتبهم فلم ترو عنهم فلمّا ماتوا صارت )تلك( الكتب إلينا فقال حدّثوا بها فإنّها حقّ
33273- و عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمّد الكنديّ عن أحمد بن عديس عن أبان بن عثمان عن أبي الصّبّاح قال سمعت كلاما يروى عن رسول اللّه ص و عن عليّ ع و عن ابن مسعود فعرضته على أبي عبد اللّه ع فقال هذا قول رسول اللّه ص الشّقيّ من شقي في بطن أمّه و ذكر الكلام بطوله
و رواه الصّدوق بإسناده عن صفوان بن يحيى عن أبي الصّبّاح نحوه
33274- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن ابن بكير عن حمزة بن الطّيّار أنّه عرض على أبي عبد اللّه ع بعض خطب أبيه حتّى إذا بلغ موضعا منها قال له كفّ و اسكت ثمّ قال لا يسعكم فيما ينزل بكم ممّا لا تعلمون إلّا الكفّ عنه و التّثبّت و الرّدّ إلى أئمّة الهدى الحديث
و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن فضّال مثله
33275- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن يزيد بن خليفة قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت فقال أبو عبد اللّه ع إذن لا يكذب علينا و ذكر الحديث إلى أن قال فقال صدق
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله
33276- و عنه عن أبيه عن ابن فضّال و عن محمّد بن عيسى عن يونس جميعا قالا عرضنا كتاب الفرائض عن أمير المؤمنين ع على أبي الحسن الرّضا ع فقال هو صحيح
33277- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن ظريف عن أبيه ظريف بن ناصح عن عبد اللّه بن أيّوب عن أبي عمرو المتطبّب قال عرضته على أبي عبد اللّه ع يعني كتاب ظريف في الدّيات
و رواه الصّدوق و الشّيخ بأسانيدهما الآتية و ذكرا أنّه عرض على أبي عبد اللّه و على الرّضا ع
-33278 و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن فلان الرّافقيّ قال كان لي ابن عمّ و كان زاهدا فقال له أبو الحسن ع اذهب فتفقّه و اطلب الحديث قال عمّن قال عن فقهاء أهل المدينة ثمّ اعرض عليّ الحديث
33279- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال قلت لأبي عبد اللّه ع ما يروي النّاس إنّ الصّلاة في جماعة أفضل من صلاة الرّجل وحده بخمس و عشرين صلاة فقال صدقوا الحديث
33280- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمّد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن موسى ع جعلت فداك فقّهنا في الدّين و أغنانا اللّه بكم من النّاس حتّى إنّ الجماعة منّا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه يحضره المسألة و يحضره جوابها فيما منّ اللّه علينا بكم الحديث
33281- و قد تقدّم في حديث رسالة أبي عبد اللّه ع إلى أصحابه أيّتها العصابة عليكم بآثار رسول اللّه ص و سنّته و آثار الأئمّة الهداة من أهل بيت رسول اللّه ص فإنّه من أخذ بذلك فقد اهتدى و من ترك ذلك و رغب عنه ضلّ لأنّهم هم الّذين أمر اللّه بطاعتهم و ولايتهم
33282- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه عن رجل عن جميل عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول المؤمنون خدم بعضهم لبعض قلت و كيف يكونون خدما بعضهم لبعض فقال يفيد بعضهم بعضا الحديث
و رواه الصّدوق في كتاب الإخوان عن أبيه عن محمّد بن يحيى مثله
33283- و عنه عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه قال تزاوروا فإنّ في زيارتكم إحياء لقلوبكم و ذكرا لأحاديثنا و أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم و نجوتم و إن تركتموها ضللتم و هلكتم فخذوا بها و أنا بنجاكم زعيم
33284- و عنه عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة الحذّاء قال سمعت أبا جعفر ع يقول و اللّه إنّ أحبّ أصحابي إليّ أورعهم و أفقههم و أكتمهم لحديثنا و إنّ أسوأهم عندي حالا و أمقتهم إذا سمع الحديث ينسب إلينا و يروى عنّا فلم يقبله اشمأزّ منه و جحده و كفّر من دان به و هو لا يدري لعلّ الحديث من عندنا خرج و إلينا أسند فيكون بذلك خارجا من ولايتنا
و رواه ابن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب مثله
33285- و عنه عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول إنّ ممّا خصّ اللّه به المؤمن أن يعرّفه برّ إخوانه به و إن قلّ و ليس البرّ بالكثرة إلى أن قال ثمّ قال يا جميل ارو هذا الحديث لإخوانك فإنّه ترغيب في البرّ
33286- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن محمّد بن إسماعيل عن عليّ بن النّعمان عن ابن مسكان عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول التّقيّة ترس المؤمن و التّقيّة حرز المؤمن و لا إيمان لمن لا تقيّة له إنّ العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين اللّه عزّ و جلّ فيما بينه و بينه فيكون له عزّا في الدّنيا و نورا في الآخرة و إنّ العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون له ذلّا في الدّنيا و ينزع اللّه ذلك النّور منه
33287- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن جميل بن درّاج )أو غيره( عن أبي عبد اللّه ع قال بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله
33288- و عنهم عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع أنّ رسول اللّه ص خطب النّاس في مسجد الخيف فقال نضّر اللّه عبدا سمع مقالتي فوعاها و حفظها و بلّغها من لم يسمعها فربّ حامل فقه غير فقيه و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه الحديث
قال و رواه أيضا عن حمّاد بن عثمان عن أبان عن ابن أبي يعفور مثله
33289- و عن محمّد بن الحسن عن بعض أصحابنا عن عليّ بن الحكم عن الحكم بن مسكين عن رجل من قريش قال قال لي سفيان الثّوريّ اذهب بنا إلى جعفر بن محمّد قال فذهبت معه إليه فقال له سفيان يا أبا عبد اللّه ع حدّثنا بحديث خطبة رسول اللّه ص في مسجد الخيف إلى أن قال فقال سفيان مر لي بدواة و قرطاس حتّى أثبته فدعا به ثمّ قال اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم خطبة رسول اللّه ص في مسجد الخيف نضّر اللّه عبدا سمع مقالتي فوعاها و بلّغها من لم تبلغه يا أيّها النّاس ليبلّغ الشّاهد الغائب فربّ حامل فقه ليس بفقيه و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه الحديث
33290- و عن عليّ بن الحسين عن محمّد الكناسيّ عمّن رفعه إلى أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و من يتّق اللّه يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب قال هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحمّلون به إلينا فيسمعون حديثنا و يقتبسون من علمنا فيرحل قوم فوقهم و ينفقون أموالهم و يتعبون أبدانهم حتّى يدخلوا علينا فيسمعون حديثنا فينقلوه إليهم فيعيه هؤلاء و يضيعه هؤلاء فأولئك الّذين يجعل اللّه لهم مخرجا و يرزقهم من حيث لا يحتسبون
33291- و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد و محمّد بن يحيى و غيره عن أحمد بن محمّد و عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السّبيعيّ عن بعض أصحاب أمير المؤمنين ع ممّن يوثق به أنّ أمير المؤمنين ع تكلّم بهذا الكلام و حفظ عنه و خطب به على منبر الكوفة اللّهمّ إنّه لا بدّ لك من حجج في أرضك حجّة بعد حجّة على خلقك يهدونهم إلى دينك و يعلّمونهم علمك كيلا يتفرّق أتباع أوليائك ظاهر غير مطاع أو مكتتم يترقّب إن غاب عن النّاس شخصه في حال هدنتهم فلم يغب عنهم قديم مبثوث علمهم و آدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة فهم بها عاملون
-33292 محمّد بن الحسن في كتاب العدّة عن الصّادق ع قال إذا نزلت بكم حادثة لا تعلمون حكمها فيما ورد عنّا فانظروا إلى ما رووه عن عليّ ع فاعملوا به
33293- محمّد بن محمّد بن النّعمان المفيد في الإختصاص عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن الحسين بن محمّد بن عامر عن معلّى بن محمّد عن محمّد بن جمهور عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما
33294- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أبان بن عثمان أنّ أبا عبد اللّه ع قال له إنّ أبان بن تغلب روى عنّي رواية كثيرة فما رواه لك عنّي فاروه عنّي
33295- قال و قال أمير المؤمنين ع قال رسول اللّه ص اللّهمّ ارحم خلفائي قيل يا رسول اللّه و من خلفاؤك قال الّذين يأتون بعدي يروون حديثي و سنّتي
و رواه في المجالس عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمّد بن أحمد عن محمّد بن عليّ عن عيسى بن عبد اللّه عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع مثله و زاد ثمّ يعلّمونها أمّتي
33296- و بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ أعجب النّاس إيمانا و أعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزّمان لم يلحقوا النّبيّ ص و حجب عنهم الحجّة فآمنوا بسواد على بياض
و في كتاب إكمال الدّين بالسّند المشار إليه عن حمّاد بن عمرو عن جعفر بن محمّد ع نحوه
33297- و في عيون الأخبار عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس عن عليّ بن محمّد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن عبد السّلام الهرويّ عن الرّضا ع قال رحم اللّه عبدا أحيا أمرنا قلت كيف يحيي أمركم قال يتعلّم علومنا و يعلّمها النّاس فإنّ النّاس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا الحديث
33298- و بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص اللّهمّ ارحم خلفائي ثلاث مرّات فقيل له يا رسول اللّه و من خلفاؤك قال الّذين يأتون من بعدي و يروون عنّي أحاديثي و سنّتي فيعلّمونها النّاس من بعدي
و رواه في معاني الأخبار عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن اليعقوبيّ عن عيسى بن عبد اللّه العلويّ عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع مثله
33299- و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من حفظ من أمّتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما
33300- و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من أفتى النّاس بغير علم لعنته ملائكة السّماء و الأرض
33301- و في معاني الأخبار عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبد اللّه عن محمّد بن عيسى عن رجل قال كتبت إلى أبي محمّد ع روي عن آبائكم أنّ حديثكم صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا مؤمن ممتحن قال فجاءه الجواب إنّما معناه أنّ الملك لا يحتمله حتّى يخرجه إلى ملك مثله و لا يحتمله نبيّ حتّى يخرجه إلى نبيّ مثله و لا يحتمله مؤمن حتّى يخرجه إلى مؤمن مثله إنّما معناه أنّه لا يحتمله في قلبه من حلاوة ما هو في صدره حتّى يخرجه إلى غيره
33302- و في الخصال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن خطّاب بن مسلمة عن الفضيل بن يسار قال قال لي أبو جعفر ع يا فضيل إنّ حديثنا يحيي القلوب
33303- و عن )طاهر بن محمّد عن حياة الفقيه( عن محمّد بن عثمان الهرويّ عن جعفر بن محمّد بن سوّار عن عليّ بن حجر السّعديّ عن سعيد بن نجيح عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عبّاس عن النّبيّ ص قال من حفظ على أمّتي أربعين حديثا من السّنّة كنت له شفيعا يوم القيامة
33304- و بالإسناد عن جعفر بن محمّد بن سوّار عن عيسى بن أحمد عن عروة بن مروان عن ربيع بن بدر عن أبان عن أنس قال قال رسول اللّه ص من حفظ عنّي من أمّتي أربعين حديثا في أمر دينه يريد به وجه اللّه و الدّار الآخرة بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما
33305- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن عليّ بن إسماعيل عن الدّهقان عن موسى بن إبراهيم المروزيّ عن أبي الحسن ع قال قال رسول اللّه ص من حفظ من أمّتي أربعين حديثا ممّا يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما
و رواه في ثواب الأعمال عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن أحمد بن محمّد عن )عليّ بن إسماعيل بن عبد اللّه عن إبراهيم( مثله
-33306 و عن أحمد بن محمّد بن الهيثم العجليّ و عبد اللّه بن محمّد الصّائغ و عليّ بن عبد اللّه الورّاق كلّهم عن حمزة بن القاسم العلويّ عن الحسين بن شبل عن عليّ بن محمّد الشّاديّ عن عليّ بن يوسف عن حنان بن سدير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من حفظ عنّا أربعين حديثا من أحاديثنا في الحلال و الحرام بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما و لم يعذّبه
33307- و عن عليّ بن أحمد بن موسى الدّقّاق )و الحسين بن إبراهيم بن هشام المكتّب( و محمّد بن أحمد السّنانيّ كلّهم عن محمّد بن أبي عبد اللّه أبي الحسين الأسديّ عن موسى بن عمران النّخعيّ عن عمّه الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن الفضل الهاشميّ و إسماعيل بن أبي زياد جميعا عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع أنّ رسول اللّه ص أوصى إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع و كان فيما أوصى به أن قال له يا عليّ من حفظ من أمّتي أربعين حديثا يطلب بذلك وجه اللّه و الدّار الآخرة حشره اللّه يوم القيامة مع النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقا الحديث
33308- و في الأمالي عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن محمّد بن أبي القاسم عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير العدنيّ عن العبّاس بن حمزة عن أحمد بن سوّار عن عبيد اللّه بن عاصم عن سلمة بن وردان عن أنس قال قال رسول اللّه ص المؤمن إذا مات و ترك ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه و بين النّار و أعطاه اللّه تبارك و تعالى بكلّ حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدّنيا سبع مرّات و ما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلّا ناداه ربّه عزّ و جلّ جلست إلى حبيبي فو عزّتي و جلالي لأسكنتك الجنّة معه و لا أبالي
33309- و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن محمّد بن جمهور العمّيّ عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه الصّادق ع قال من حفظ من شيعتنا أربعين حديثا بعثه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة عالما فقيها و لم يعذّبه
33310- و في عيون الأخبار و العلل بأسانيد تأتي عن الفضل بن شاذان عن الرّضا ع في حديث قال إنّما أمروا بالحجّ لعلّة الوفادة إلى اللّه عزّ و جلّ و طلب الزّيادة و الخروج من كلّ ما اقترف العبد إلى أن قال مع ما فيه من التّفقّه و نقل أخبار الأئمّة ع إلى كلّ صقع و ناحية كما قال اللّه عزّ و جلّ فلو لا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون و ليشهدوا منافع لهم
33311- و في العلل عن عليّ بن أحمد و محمّد بن أحمد السّنانيّ و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام جميعا عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن محمّد بن إسماعيل عن العبّاس عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن العلّة الّتي كلّف اللّه العباد الحجّ و الطّواف بالبيت فقال إنّ اللّه خلق الخلق إلى أن قال فجعل فيه الاجتماع من الشّرق و الغرب ليتعارفوا إلى أن قال و لتعرف آثار رسول اللّه ص و تعرف أخباره و يذكر و لا ينسى الحديث
33312- محمّد بن محمّد بن النّعمان المفيد في المجالس عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن هارون بن مسلم عن ابن أسباط عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر قال قلت لأبي جعفر ع إذا حدّثتني بحديث فأسنده لي فقال حدّثني أبي عن جدّي عن رسول اللّه ص عن جبرئيل عن اللّه تبارك و تعالى و كلّ ما أحدّثك بهذا الإسناد و قال لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدّنيا و ما فيها
33313- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن يونس بن عبد الرّحمن عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال سارعوا في طلب العلم فو الّذي نفسي بيده لحديث واحد تأخذه عن صادق خير من الدّنيا و ما حملت من ذهب و فضّة الحديث
33314- و عن أبيه عن أحمد بن النّضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال لي يا جابر و اللّه لحديث تصيبه من صادق في حلال و حرام خير لك ممّا طلعت عليه الشّمس حتّى تغرب
و نقله ابن إدريس في آخر السّرائر عن المحاسن و كذا الّذي قبله
33315- و عن محمّد بن عبد الحميد عن عمّه عبد السّلام بن سالم عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال حديث في حلال و حرام تأخذه من صادق خير من الدّنيا و ما فيها من ذهب و فضّة
33316- محمّد بن عليّ الفارسيّ في روضة الواعظين قال قال النّبيّ ص من حفظ من أمّتي أربعين حديثا من السّنّة كنت له شفيعا يوم القيامة
أقول و روي أيضا فيه عدّة أحاديث ممّا تقدّم في هذا المعنى
33317- محمّد بن مكّيّ الشّهيد في كتاب الأربعين عن السّيّد عميد الدّين محمّد بن عليّ بن الأعرج عن العلّامة الحسن بن يوسف بن المطهّر عن أبيه عن عزّ الدّين محمّد بن الحسن الحسينيّ عن أبي المكارم حمزة بن عليّ بن زهرة الحسينيّ عن الحسن بن طارق الحلّيّ عن السّيّد أبي الرّضا الرّاونديّ عن السّكّريّ عن سعيد بن أبي سعيد العيّار عن أبي الحسن الحافظ عن عليّ بن محمّد بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرّضا عن آبائه ع عن النّبيّ ص قال من حفظ على أمّتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما
33318- محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّيّ في كتاب الرّجال عن محمّد بن قولويه و الحسين بن الحسن بن بندار جميعا عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرّحمن في حديث قال أتيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ع و وجدت أصحاب أبي عبد اللّه ع متوافرين فسمعت منهم )واحدا واحدا( و أخذت كتبهم فعرضتها بعد على الرّضا ع فأنكر منها أحاديث
-33319 و عن جعفر بن معروف عن سهل بن بحر عن الفضل بن شاذان عن أبيه عن أحمد بن أبي خلف قال كنت مريضا فدخل عليّ أبو جعفر ع يعودني عند مرضي فإذا عند رأسي كتاب يوم و ليلة فجعل يتصفّحه ورقة ورقة حتّى أتى عليه من أوّله إلى آخره و جعل يقول رحم اللّه يونس رحم اللّه يونس رحم اللّه يونس
33320- و عن أبي بصير حمّاد بن عبيد اللّه بن أسيد الهرويّ عن داود بن القاسم الجعفريّ قال أدخلت كتاب يوم و ليلة الّذي ألّفه يونس بن عبد الرّحمن على أبي الحسن العسكريّ ع فنظر فيه و تصفّحه كلّه ثمّ قال هذا ديني و دين آبائي )كلّه( و هو الحقّ كلّه
و عن إبراهيم بن المختار عن محمّد بن العبّاس عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن أبيه عن أبي جعفر ع مثله
33321- و عن سعيد بن جناح الكشّيّ عن محمّد بن إبراهيم الورّاق عن بورق البوشجانيّ و ذكر أنّه من أصحابنا معروف بالصّدق و الصّلاح و الورع و الخير قال خرجت إلى سرّ من رأى و معي كتاب يوم و ليلة فدخلت على أبي محمّد ع و أريته ذلك الكتاب و قلت له إن رأيت أن تنظر فيه و تصفّحه ورقة ورقة فقال هذا صحيح ينبغي أن تعمل به
33322- و عن محمّد بن الحسين الهرويّ عن حامد بن محمّد عن الملقّب بقوراء أنّ الفضل بن شاذان كان وجّهه إلى العراق إلى جنب به أبو محمّد الحسن بن عليّ ع فذكر أنّه دخل على أبي محمّد ع فلمّا أراد أن يخرج سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في رداء له فتناوله أبو محمّد ع و نظر فيه و كان الكتاب من تصنيف الفضل فترحّم عليه و ذكر أنّه قال أغبط أهل خراسان لمكان الفضل بن شاذان و كونه بين أظهرهم
33323- و عن محمّد بن الحسن البراثيّ عن الحسن بن عليّ بن كيسان عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش قال هذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامريّ ثمّ الهلاليّ دفعه إلى أبان بن أبي عيّاش و قرأه و زعم أبان أنّه قرأه على عليّ بن الحسين ع فقال صدق سليم هذا حديث نعرفه
-33324 محمّد بن الحسن في كتاب الغيبة عن أبي الحسين بن تمّام عن عبد اللّه الكوفيّ خادم الشّيخ الحسين بن روح عن الحسين بن روح عن أبي محمّد الحسن بن عليّ ع أنّه سئل عن كتب بني فضّال فقال خذوا بما رووا و ذروا ما رأوا
33325- أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس النّجاشيّ في كتاب الرّجال عن المفيد عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن عليّ بن الحسين بن بابويه عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أبي هاشم الجعفريّ قال عرضت على أبي محمّد العسكريّ ع كتاب يوم و ليلة ليونس فقال لي تصنيف من هذا قلت تصنيف يونس مولى آل يقطين فقال أعطاه اللّه بكلّ حرف نورا يوم القيامة
33326- و عن أبي العبّاس بن نوح عن الصّفوانيّ عن الحسن بن محمّد بن الوجناء قال كتبنا إلى أبي محمّد ع نسأله أن يكتب أو يخرج لنا كتابا نعمل به فأخرج لنا كتاب عمل
قال الصّفوانيّ نسخته فقابل به كتاب ابن خانبة زيادة حروف أو نقصان حروف يسيرة و ذكر النّجاشيّ أنّ كتاب عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ عرض على الصّادق ع فصحّحه و استحسنه
33327- الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول عن أمير المؤمنين ع في كلام له قولوا ما قيل لكم و سلّموا لما روي لكم و لا تكلّفوا ما لم تكلّفوا فإنّما تبعته عليكم و احذروا الشّبهة فإنّها وضعت للفتنة
33328- و عنه ع أنّه قال لكميل بن زياد في وصيّته له يا كميل لا تأخذ إلّا عنّا تكن منّا
33329- و عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع أنّه كان لأبي يوسف معه كلام في مجلس الرّشيد فقال الرّشيد بعد كلام طويل لموسى بن جعفر ع بحقّ آبائك لمّا اختصرت كلمات جامعة لما تجاربناه فقال نعم و أتي بدواة و قرطاس فكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم جميع أمور الأديان أربعة أمر لا اختلاف فيه و هو إجماع الأمّة على الضّرورة الّتي يضطرّون إليها و الأخبار المجمع عليها و هي الغاية المعروض عليها كلّ شبهة و المستنبط منها كلّ حادثة و أمر يحتمل الشّكّ و الإنكار فسبيله استيضاح أهله لمنتحليه بحجّة من كتاب اللّه مجمع على تأويلها و سنّة مجمع عليها لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله و لا تسع خاصّة الأمّة و عامّتها الشّكّ فيه و الإنكار له و هذان الأمران من أمر التّوحيد فما دونه و أرش الخدش فما فوقه فهذا المعروض الّذي يعرض عليه أمر الدّين فما ثبت لك برهانه اصطفيته و ما غمض عليك صوابه نفيته فمن أورد واحدة من هذه الثّلاث و هي الحجّة البالغة الّتي بيّنها اللّه )و رسوله( في قوله لنبيّه قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين تبلغ الحجّة البالغة الجاهل فيعلمها بجهله كما يعلمه العالم بعلمه لأنّ اللّه عدل لا يجور يحتجّ على خلقه بما يعلمون يدعوهم إلى ما يعرفون لا إلى ما يجهلون و ينكرون فأجازه الرّشيد و ردّه الحديث
و رواه المفيد في الإختصاص عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد بن إسماعيل العلويّ عن محمّد بن الزّبرقان الدّامغانيّ عن أبي الحسن موسى نحوه أقول الإجماع هنا مخصوص بالضّروريّات أو بالإجماع على الرّواية لا على الرّأي و هو صريح كلامه ع و الضّروريّات هنا بمعنى المتواترات قطعا و ذكر القياس محمول على التّقيّة بقرينة المقام أو على القياس العقليّ القطعيّ الّذي يدلّ على بعض مطالب الأصول دون القياس الفقهيّ الّذي تستعمله العامّة في الفروع و القرينة على ذلك ظاهرة واضحة و ناهيك بما تقدّم في بطلانه
33330- عليّ بن موسى بن جعفر بن طاوس في كتاب الإجازات قال ممّا روّيناه من كتاب الشّيخ الحسن بن محبوب عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول ليس عليكم فيما سمعتم منّي أن ترووه عن أبي و ليس عليكم جناح فيما سمعتم من أبي أن ترووه عنّي ليس عليكم في هذا جناح
33331- قال و ممّا روّيناه من كتاب حفص بن البختريّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع نسمع الحديث منك فلا أدري منك سماعه أو من أبيك فقال ما سمعته منّي فاروه عن أبي و ما سمعته منّي فاروه عن رسول اللّه ص
-33332 قال و ممّا روّيته بإسنادنا إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه في كتابه الّذي سمّاه مدينة العلم عن أبيه عن محمّد بن الحسن عن أحمد بن محمّد بن الحسن و علّان عن خلف بن حمّاد عن ابن المختار أو غيره رفعه قال قلت لأبي عبد اللّه ع أسمع الحديث منك فلعلّي لا أرويه كما سمعته فقال إذا أصبت الصّلب منه فلا بأس إنّما هو بمنزلة تعال و هلمّ و اقعد و اجلس
33333- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب أبي عبد اللّه السّيّاريّ عن بعض أصحابنا يرفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال إذا أصبت معنى حديثنا فأعرب عنه بما شئت و قال بعضهم لا بأس إذا نقصت أو زدت أو قدّمت أو أخّرت و قال هؤلاء يأتون الحديث مستويا كما يسمعونه و إنّا ربّما قدّمنا و أخّرنا و زدنا و نقصنا فقال ذلك زخرف القول غرورا إذا أصبت المعنى فلا بأس
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه و سنذكر في آخر الكتاب كثيرا من القرائن و الأدلّة الدّالّة على ثبوت هذه الأحاديث و اللّه الهادي
باب 9 - وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة و كيفيّة العمل بها
33334- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى أن قال فإن كان كلّ واحد اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا النّاظرين في حقّهما و اختلفا فيما حكما و كلاهما اختلفا في حديثكم فقال الحكم ما حكم به أعدلهما و أفقههما و أصدقهما في الحديث و أورعهما و لا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر قال فقلت فإنّهما عدلان مرضيّان عند أصحابنا لا يفضّل واحد منهما على صاحبه قال فقال ينظر إلى ما كان من رواياتهما عنّا في ذلك الّذي حكما به المجمع عليه عند أصحابك فيؤخذ به من حكمنا و يترك الشّاذّ الّذي ليس بمشهور عند أصحابك فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه إلى أن قال فإن كان الخبران عنكم مشهورين قد رواهما الثّقات عنكم قال ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب و السّنّة و خالف العامّة فيؤخذ به و يترك ما خالف حكمه حكم الكتاب و السّنّة و وافق العامّة قلت جعلت فداك أ رأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب و السّنّة و وجدنا أحد الخبرين موافقا للعامّة و الآخر مخالفا لهم بأيّ الخبرين يؤخذ فقال ما خالف العامّة ففيه الرّشاد فقلت جعلت فداك فإن وافقهما الخبران جميعا قال ينظر إلى ما هم إليه أميل حكّامهم و قضاتهم فيترك و يؤخذ بالآخر قلت فإن وافق حكّامهم الخبرين جميعا قال إذا كان ذلك فأرجئه حتّى تلقى إمامك فإنّ الوقوف عند الشّبهات خير من الاقتحام في الهلكات
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن عيسى نحوه
و رواه الصّدوق بإسناده عن داود بن الحصين إلّا أنّه قال و خالف العامّة فيؤخذ به قلت جعلت فداك وجدنا أحد الخبرين
و رواه الطّبرسيّ في الإحتجاج عن عمر بن حنظلة نحوه
33335- و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عليّ بن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال قال لي يا زياد ما تقول لو أفتينا رجلا ممّن يتولّانا بشيء من التّقيّة قال قلت له أنت أعلم جعلت فداك قال إن أخذ به فهو خير له و أعظم أجرا قال و في رواية أخرى إن أخذ به أجر و إن تركه و اللّه أثم
أقول هذا محمول على ما لم يعلم كونه تقيّة لعدم وجود معارضة لما مضى و يأتي أو مخصوص بوقت التّقيّة
-33336 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن نصر الخثعميّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من عرف أنّا لا نقول إلّا حقّا فليكتف بما يعلم منّا فإن سمع منّا خلاف ما يعلم فليعلم أنّ ذلك دفاع منّا عنه
33337- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عثمان بن عيسى عن أبي أيّوب الخرّاز عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له ما بال أقوام يروون عن فلان و فلان عن رسول اللّه ص لا يتّهمون بالكذب فيجيء منكم خلافه قال إنّ الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن
أقول هذا مخصوص بحديث الرّسول ص فيكون حديث الأئمّة ع كاشفا عن النّاسخ
33338- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى و الحسن بن محبوب جميعا عن سماعة عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن رجل اختلف عليه رجلان من أهل دينه في أمر كلاهما يرويه أحدهما يأمر بأخذه و الآخر ينهاه عنه كيف يصنع قال يرجئه حتّى يلقى من يخبره فهو في سعة حتّى يلقاه
33339- قال الكلينيّ و في رواية أخرى بأيّهما أخذت من باب التّسليم وسعك
أقول وجه الجمع حمل الأوّل على الماليّات و الثّاني على العبادات المحضة لما يظهر من موضوع الأحاديث أو تخصيص التّخيير بأحاديث المندوبات و المكروهات لما يأتي من حديث الرّضا ع المنقول في عيون الأخبار
33340- و عنه عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال أ رأيتك لو حدّثتك بحديث العام ثمّ جئتني من قابل فحدّثتك بخلافه بأيّهما كنت تأخذ قال كنت آخذ بالأخير فقال لي رحمك اللّه
أقول يظهر من الصّدوق أنّه حمله على زمان الإمام خاصّة فإنّه قال في توجيهه إنّ كلّ إمام أعلم بأحكام زمانه من غيره من النّاس انتهى و هو موافق لظاهر الحديث و على هذا يضعّف التّرجيح به في زمان الغيبة و في تطاول الأزمنة و يأتي ما يدلّ على ذلك و اللّه أعلم
33341- و عنه عن أبيه عن إسماعيل بن مرّار عن يونس عن داود بن فرقد عن المعلّى بن خنيس قال قلت لأبي عبد اللّه ع إذا جاء حديث عن أوّلكم و حديث عن آخركم بأيّهما نأخذ فقال خذوا به حتّى يبلغكم عن الحيّ فإن بلغكم عن الحيّ فخذوا بقوله قال ثمّ قال أبو عبد اللّه ع إنّا و اللّه لا ندخلكم إلّا فيما يسعكم
33342- قال الكلينيّ و في حديث آخر خذوا بالأحدث
33343- و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ على كلّ حقّ حقيقة و على كلّ صواب نورا فما وافق كتاب اللّه فخذوه و ما خالف كتاب اللّه فدعوه
و رواه البرقيّ في المحاسن عن النّوفليّ و رواه الصّدوق في الأمالي عن أحمد بن عليّ بن إبراهيم عن أبيه مثله
33344- و عن محمّد بن يحيى عن عبد اللّه بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال و حدّثني الحسين بن أبي العلاء أنّه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال سألت أبا عبد اللّه ع عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به و منهم من لا نثق به قال إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب اللّه أو من قول رسول اللّه ص و إلّا فالّذي جاءكم به أولى به
و رواه البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن الحكم مثله
33345- و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أيّوب بن راشد عن أبي عبد اللّه ع قال ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف
33346- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرّحمن عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبد اللّه ع قال لا يسع النّاس حتّى يسألوا و يتفقّهوا و يعرفوا إمامهم و يسعهم أن يأخذوا بما يقول و إن كان تقيّة
أقول قد عرفت وجهه
33347- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن النّضر بن سويد عن يحيى الحلبيّ عن أيّوب بن الحرّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول كلّ شيء مردود إلى الكتاب و السّنّة و كلّ حديث لا يوافق كتاب اللّه فهو زخرف
33348- و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم و غيره عن أبي عبد اللّه ع قال خطب النّبيّ ص بمنى فقال أيّها النّاس ما جاءكم عنّي يوافق كتاب اللّه فأنا قلته و ما جاءكم يخالف كتاب اللّه فلم أقله
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبي أيّوب المدائنيّ عن ابن أبي عمير عن الهشامين جميعا و غيرهما و الّذي قبله عن أبيه عن عليّ بن النّعمان عن أيّوب بن الحرّ مثله
33349- و بهذا الإسناد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من خالف كتاب اللّه و سنّة محمّد ص فقد كفر
-33350 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عمرو الكنانيّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا با عمرو أ رأيت لو حدّثتك بحديث أو أفتيتك بفتيا ثمّ جئتني بعد ذلك فسألتني عنه فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك أو أفتيتك بخلاف ذلك بأيّهما كنت تأخذ قلت بأحدثهما و أدع الآخر فقال قد أصبت يا با عمرو أبى اللّه إلّا أن يعبد سرّا أما و اللّه لئن فعلتم ذلك إنّه لخير لي و لكم أبى اللّه عزّ و جلّ لنا في دينه إلّا التّقيّة
33351- و عنه عن أحمد عن عليّ بن الحكم عن عبد اللّه بن بكير عن رجل عن أبي جعفر ع في حديث قال إذا جاءكم عنّا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب اللّه فخذوا به و إلّا فقفوا عنده ثمّ ردّوه إلينا حتّى يستبين لكم
33352- قال الكلينيّ في أوّل الكافي اعلم يا أخي أنّه لا يسع أحدا تمييز شيء ممّا اختلفت الرّواية فيه عن العلماء ع برأيه إلّا على ما أطلقه العالم ع بقوله اعرضوهما على كتاب اللّه عزّ و جلّ فما وافق كتاب اللّه عزّ و جلّ فخذوه و ما خالف كتاب اللّه فردّوه و قوله ع دعوا ما وافق القوم فإنّ الرّشد في خلافهم و قوله ع خذوا بالمجمع عليه فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه و نحن لا نعرف من ذلك إلّا أقلّه و لا نجد شيئا أحوط و لا أوسع من ردّ علم ذلك كلّه إلى العالم ع و قبول ما وسع من الأمر فيه بقوله ع بأيّما أخذتم من باب التّسليم وسعكم
أقول الظّاهر أنّ مراده في غير الدّين و الميراث بقرينة روايته لحديث عمر بن حنظلة السّابق و ذلك مع العجز عن التّرجيح
33353- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن داود بن الحصين عن أبي عبد اللّه ع في رجلين اتّفقا على عدلين جعلاهما بينهما في حكم وقع بينهما فيه خلاف فرضيا بالعدلين فاختلف العدلان بينهما عن قول أيّهما يمضي الحكم قال ينظر إلى أفقههما و أعلمهما بأحاديثنا و أورعهما فينفذ حكمه و لا يلتفت إلى الآخر
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن الحسن بن موسى الخشّاب عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن داود بن الحصين مثله
33354- و في عيون الأخبار عن أبيه و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد جميعا عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عبد اللّه المسمعيّ عن أحمد بن الحسن الميثميّ أنّه سأل الرّضا ع يوما و قد اجتمع عنده قوم من أصحابه و قد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول اللّه ص في الشّيء الواحد فقال ع إنّ اللّه حرّم حراما و أحلّ حلالا و فرض فرائض فما جاء في تحليل ما حرّم اللّه أو في تحريم ما أحلّ اللّه أو دفع فريضة في كتاب اللّه رسمها بين قائم بلا ناسخ نسخ ذلك فذلك ما لا يسع الأخذ به لأنّ رسول اللّه ص لم يكن ليحرّم ما أحلّ اللّه و لا ليحلّل ما حرّم اللّه و لا ليغيّر فرائض اللّه و أحكامه كان في ذلك كلّه متّبعا مسلّما مؤدّيا عن اللّه و ذلك قول اللّه إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ فكان ع متّبعا للّه مؤدّيا عن اللّه ما أمره به من تبليغ الرّسالة قلت فإنّه يرد عنكم الحديث في الشّيء عن رسول اللّه ص ممّا ليس في الكتاب و هو في السّنّة ثمّ يرد خلافه فقال كذلك قد نهى رسول اللّه ص عن أشياء نهي حرام فوافق في ذلك نهيه نهي اللّه و أمر بأشياء فصار ذلك الأمر واجبا لازما كعدل فرائض اللّه فوافق في ذلك أمره أمر اللّه فما جاء في النّهي عن رسول اللّه ص نهي حرام ثمّ جاء خلافه لم يسغ استعمال ذلك و كذلك فيما أمر به لأنّا لا نرخّص فيما لم يرخّص فيه رسول اللّه ص و لا نأمر بخلاف ما أمر به رسول اللّه ص إلّا لعلّة خوف ضرورة فأمّا أن نستحلّ ما حرّم رسول اللّه ص أو نحرّم ما استحلّ رسول اللّه ص فلا يكون ذلك أبدا لأنّا تابعون لرسول اللّه ص مسلّمون له كما كان رسول اللّه ص تابعا لأمر ربّه مسلّما له و قال اللّه عزّ و جلّ و ما آتاكم الرّسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و إنّ اللّه نهى عن أشياء ليس نهي حرام بل إعافة و كراهة و أمر بأشياء ليس بأمر فرض و لا واجب بل أمر فضل و رجحان في الدّين ثمّ رخّص في ذلك للمعلول و غير المعلول فما كان عن رسول اللّه ص نهي إعافة أو أمر فضل فذلك الّذي يسع استعمال الرّخصة فيه إذا ورد عليكم عنّا الخبر فيه باتّفاق يرويه من يرويه في النّهي و لا ينكره و كان الخبران صحيحين معروفين باتّفاق النّاقلة فيهما يجب الأخذ بأحدهما أو بهما جميعا أو بأيّهما شئت و أحببت موسّع ذلك لك من باب التّسليم لرسول اللّه ص و الرّدّ إليه و إلينا و كان تارك ذلك من باب العناد و الإنكار و ترك التّسليم لرسول اللّه ص مشركا باللّه العظيم فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما على كتاب اللّه فما كان في كتاب اللّه موجودا حلالا أو حراما فاتّبعوا ما وافق الكتاب و ما لم يكن في الكتاب فاعرضوه على سنن رسول اللّه ص فما كان في السّنّة موجودا منهيّا عنه نهي حرام و مأمورا به عن رسول اللّه ص أمر إلزام فاتّبعوا ما وافق نهي رسول اللّه ص و أمره و ما كان في السّنّة نهي إعافة أو كراهة ثمّ كان الخبر الأخير خلافه فذلك رخصة فيما عافه رسول اللّه ص و كرهه و لم يحرّمه فذلك الّذي يسع الأخذ بهما جميعا و بأيّهما شئت وسعك الاختيار من باب التّسليم و الاتّباع و الرّدّ إلى رسول اللّه ص و ما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه فردّوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك و لا تقولوا فيه بآرائكم و عليكم بالكفّ و التّثبّت و الوقوف و أنتم طالبون باحثون حتّى يأتيكم البيان من عندنا
أقول ذكر الصّدوق أنّه نقل هذا من كتاب الرّحمة لسعد بن عبد اللّه و ذكر في الفقيه أنّه من الأصول و الكتب الّتي عليها المعوّل و إليها المرجع
33355- و عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أبي حيّون مولى الرّضا عن الرّضا ع قال من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه فقد هدي إلى صراط مستقيم ثمّ قال ع إنّ في أخبارنا محكما كمحكم القرآن و متشابها كمتشابه القرآن فردّوا متشابهها إلى محكمها و لا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا
33356- و عن عليّ بن أحمد البرقيّ و محمّد بن موسى البرقيّ و محمّد بن عليّ ماجيلويه و محمّد بن عليّ بن هاشم و عليّ بن عيسى المجاور كلّهم عن عليّ بن محمّد ماجيلويه عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أحمد بن محمّد السّيّاريّ عن عليّ بن أسباط قال قلت للرّضا ع يحدث الأمر لا أجد بدّا من معرفته و ليس في البلد الّذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك قال فقال ائت فقيه البلد فاستفته من أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإنّ الحقّ فيه
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد البرقيّ مثله و بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن أحمد السّيّاريّ نحوه و في العلل عن عليّ بن أحمد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عليّ بن أسباط نحوه
33357- و عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن أبي إسحاق الأرّجانيّ رفعه قال قال أبو عبد اللّه ع أ تدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما تقول العامّة فقلت لا أدري فقال إنّ عليّا ع لم يكن يدين اللّه بدين إلّا خالفت عليه الأمّة إلى غيره إرادة لإبطال أمره و كانوا يسألون أمير المؤمنين ع عن الشّيء الّذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدّا من عندهم ليلبسوا على النّاس
33358- و في كتاب صفات الشّيعة عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن الرّضا ع قال شيعتنا المسلّمون لأمرنا الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا فمن لم يكن كذلك فليس منّا
33359- و عن محمّد بن عليّ ماجيلويه )عن عمّه عن محمّد بن أبي القاسم( عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال قال الصّادق ع كذب من زعم أنّه من شيعتنا و هو متمسّك بعروة غيرنا
33360- و في معاني الأخبار عن أبيه و محمّد بن الحسن جميعا عن سعد و الحميريّ و أحمد بن إدريس و محمّد بن يحيى كلّهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن حسّان عمّن ذكره عن داود بن فرقد قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أنتم أفقه النّاس إذا عرفتم معاني كلامنا إنّ الكلمة لتنصرف على وجوه فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء و لا يكذب
أقول بهذا يرتفع الاختلاف عن أكثر الأحاديث لاختلاف الموضوع أو الحالات أو العموم و الخصوص أو نحو ذلك كما مرّت إشارة إليه في حديث أبي حيّون و غيره و إنّما يكون ذلك غالبا في أحاديث التّقيّة و في محلّ التّعارض
33361- و في كتاب الإعتقادات قال اعتقادنا في الحديث المفسّر أنّه يحكم على المجمل كما قال الصّادق ع
33362- سعيد بن هبة اللّه الرّاونديّ في رسالته الّتي ألّفها في أحوال أحاديث أصحابنا و إثبات صحّتها عن محمّد و عليّ ابني عليّ بن عبد الصّمد عن أبيهما عن أبي البركات عليّ بن الحسين عن أبي جعفر بن بابويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أيّوب بن نوح عن محمّد بن أبي عمير عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه قال قال الصّادق ع إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب اللّه فما وافق كتاب اللّه فخذوه و ما خالف كتاب اللّه فردّوه فإن لم تجدوهما في كتاب اللّه فاعرضوهما على أخبار العامّة فما وافق أخبارهم فذروه و ما خالف أخبارهم فخذوه
33363- و بالإسناد عن ابن بابويه عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن رجل عن يونس بن عبد الرّحمن عن الحسين بن السّريّ قال قال أبو عبد اللّه ع إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم
33364- و عنه عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن ابن فضّال عن الحسن بن الجهم قال قلت للعبد الصّالح ع هل يسعنا فيما ورد علينا منكم إلّا التّسليم لكم فقال لا و اللّه لا يسعكم إلّا التّسليم لنا فقلت فيروى عن أبي عبد اللّه ع شيء و يروى عنه خلافه فبأيّهما نأخذ فقال خذ بما خالف القوم و ما وافق القوم فاجتنبه
-33365 و عنه عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي عمير عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال ما أنتم و اللّه على شيء ممّا هم فيه و لا هم على شيء ممّا أنتم فيه فخالفوهم فما هم من الحنيفيّة على شيء
33366- و عنه عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي عمير عن داود بن الحصين عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال و اللّه ما جعل اللّه لأحد خيرة في اتّباع غيرنا و إنّ من وافقنا خالف عدوّنا و من وافق عدوّنا في قول أو عمل فليس منّا و لا نحن منهم
33367- و عنه عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن محمّد بن عبد اللّه قال قلت للرّضا ع كيف نصنع بالخبرين المختلفين فقال إذا ورد عليكم خبران مختلفان فانظروا إلى ما يخالف منهما العامّة فخذوه و انظروا إلى ما يوافق أخبارهم فدعوه
33368- و عنه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع قال الوقوف عند الشّبهة خير من الاقتحام في الهلكة إنّ على كلّ حقّ حقيقة و على كلّ صواب نورا فما وافق كتاب اللّه فخذوه و ما خالف كتاب اللّه فدعوه
33369- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب مسائل الرّجال لعليّ بن محمّد ع أنّ محمّد بن عليّ بن عيسى كتب إليه يسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك و أجدادك ع قد اختلف علينا فيه فكيف العمل به على اختلافه أو الرّدّ إليك فيما اختلف فيه فكتب ع ما علمتم أنّه قولنا فالزموه و ما لم تعلموا فردّوه إلينا
33370- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في الأمالي عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمّد عن محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في حديث قال انظروا أمرنا و ما جاءكم عنّا فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به و إن لم تجدوه موافقا فردّوه و إن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده و ردّوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا
أقول في هذا و غيره دلالة على عرض الحديث على ما كان من القرآن واضح الدّلالة أو ما كان تفسيره واردا عنهم ع و العمل حينئذ بالحديث و القرآن معا
33371- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع في كتابه إلى مالك الأشتر قال و اردد إلى اللّه و رسوله ما يضلعك من الخطوب و يشتبه عليك من الأمور فقد قال اللّه سبحانه لقوم أحبّ إرشادهم يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّه و الرّسول فالرّادّ إلى اللّه الآخذ بمحكم كتابه و الرّادّ إلى الرّسول الآخذ بسنّته الجامعة غير المتفرّقة
33372- أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج في جواب مكاتبة محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ إلى صاحب الزّمان ع إلى أن قال ع في الجواب عن ذلك حديثان أمّا أحدهما فإذا انتقل من حالة إلى أخرى فعليه التّكبير و أمّا الآخر فإنّه روي أنّه إذا رفع رأسه من السّجدة الثّانية و كبّر ثمّ جلس ثمّ قام فليس عليه في القيام بعد القعود تكبير و كذلك التّشهّد الأوّل يجري هذا المجرى و بأيّهما أخذت من باب التّسليم كان صوابا
و رواه الشّيخ في كتاب الغيبة بالإسناد الآتي أقول يفهم من هذا و من حديث عمر بن حنظلة وجه الجمع بين التّوقّف و التّخيير و قد ذكرناه و اللّه أعلم على أنّ الاختلاف من غير وجود مرجّح منصوص أصلا لا وجود له في أحاديثهم ع إلّا نادرا كما ذكره الطّبرسيّ في الإحتجاج و غيره
33373- و عن الحسن بن الجهم عن الرّضا ع قال قلت له تجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة فقال ما جاءك عنّا فقس على كتاب اللّه عزّ و جلّ و أحاديثنا فإن كان يشبههما فهو منّا و إن لم يكن يشبههما فليس منّا قلت يجيئنا الرّجلان و كلاهما ثقة بحديثين مختلفين و لا نعلم أيّهما الحقّ قال فإذا لم تعلم فموسّع عليك بأيّهما أخذت
33374- و عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد اللّه ع قال إذا سمعت من أصحابك الحديث و كلّهم ثقة فموسّع عليك حتّى ترى القائم ع فتردّ إليه
33375- و عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه ع قلت يرد علينا حديثان واحد يأمرنا بالأخذ به و الآخر ينهانا عنه قال لا تعمل بواحد منهما حتّى تلقى صاحبك فتسأله قلت لا بدّ أن نعمل )بواحد منهما( قال خذ بما فيه خلاف العامّة
33376- قال و روي عنهم ع أنّهم قالوا إذا اختلفت أحاديثنا عليكم فخذوا بما اجتمعت عليه شيعتنا فإنّه لا ريب فيه
33377- محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار قال قرأت في كتاب لعبد اللّه بن محمّد إلى أبي الحسن ع اختلف أصحابنا في رواياتهم عن أبي عبد اللّه ع في ركعتي الفجر في السّفر فروى بعضهم صلّها في المحمل و روى بعضهم لا تصلّها إلّا على الأرض فوقّع ع موسّع عليك بأيّة عملت
33378- و بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن الحسين عن ذبيان بن حكيم عن موسى بن أكيل عن أبي عبد اللّه ع قال سئل عن رجل يكون بينه و بين أخ منازعة في حقّ فيتّفقان على رجلين يكونان بينهما فحكما فاختلفا فيما حكما قال و كيف يختلفان قلت حكم كلّ واحد منهما للّذي اختاره الخصمان فقال ينظر إلى أعدلهما و أفقههما في دين اللّه فيمضي حكمه
33379- و بإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن الحسن بن أيّوب عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال ما سمعته منّي يشبه قول النّاس فيه التّقيّة و ما سمعت منّي لا يشبه قول النّاس فلا تقيّة فيه
33380- محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره عن سدير قال قال أبو جعفر و أبو عبد اللّه ع لا تصدّق علينا إلّا ما وافق كتاب اللّه و سنّة نبيّه ص
33381- و عن الحسن بن الجهم عن العبد الصّالح ع قال إذا جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب اللّه و أحاديثنا فإن أشبهها فهو حقّ و إن لم يشبهها فهو باطل
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه و لا يخفى أنّ التّرجيح باعتبار ثقة الرّاوي إنّما هو عند الشّكّ في ثبوت الخبر فلا يمكن في الخبر المتواتر و لا المحفوف بالقرائن الكثيرة الآتية في آخر الكتاب و أنّ العرض على القرآن وحده لم يصرّح به بل يحتمل إرادة العرض على الكتاب و السّنّة معا بحمل المطلق على المقيّد و يحتمل الاختصاص بالحديثين الثّابتين المتعارضين و يحتمل التّقيّة و اللّه أعلم
باب 10 - عدم جواز تقليد غير المعصوم ع فيما يقول برأيه و فيما لا يعمل فيه بنصّ عنهم ع
33382- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد )عن أبيه( عن عبد اللّه بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير يعني المراديّ عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون اللّه فقال أما و اللّه ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم و لو دعوهم ما أجابوهم و لكن أحلّوا لهم حراما و حرّموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون
و رواه أحمد بن محمّد بن خالد في المحاسن مثله
33383- و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن إبراهيم بن محمّد الهمذانيّ عن محمّد بن عبيدة قال قال لي أبو الحسن ع يا محمّد أنتم أشدّ تقليدا أم المرجئة قال قلت قلّدنا و قلّدوا فقال لم أسألك عن هذا فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب الأوّل فقال أبو الحسن ع إنّ المرجئة نصبت رجلا لم تفرض طاعته و قلّدوه و إنّكم نصبتم رجلا و فرضتم طاعته ثمّ لم تقلّدوه فهم أشدّ منكم تقليدا
أقول تقدّم التّحذير من طريقة المرجئة و الأحاديث في ذلك كثيرة
33384- و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حمّاد بن عيسى عن ربعيّ بن عبد اللّه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون اللّه فقال و اللّه ما صاموا لهم و لا صلّوا لهم و لكن أحلّوا لهم حراما و حرّموا عليهم حلالا فاتّبعوهم
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن حمّاد مثله
33385- عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه مرسلا قال قال أبو جعفر ع لا تتّخذوا من دون اللّه وليجة فلا تكونوا مؤمنين فإنّ كلّ سبب و نسب و قرابة و وليجة و بدعة و شبهة منقطع إلّا ما أثبته القرآن
33386- و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن عبد اللّه بن مسكان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إيّاكم و هؤلاء الرّؤساء الّذين يترأّسون فو اللّه ما خفقت النّعال خلف رجل إلّا هلك و أهلك
33387- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن أيّوب عن أبي عقيلة الصّيرفيّ عن كرّام عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال أبو عبد اللّه ع إيّاك و الرّئاسة و إيّاك أن تطأ أعقاب الرّجال قلت جعلت فداك أمّا الرّئاسة فقد عرفتها و أمّا أن أطأ أعقاب الرّجال فما ثلثا ما في يدي إلّا ممّا وطئت أعقاب الرّجال فقال لي ليس حيث تذهب إيّاك أن تنصب رجلا دون الحجّة فتصدّقه في كلّ ما قال
و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن حسين بن أيّوب بن أبي عقيلة الصّيرفيّ عن كرّام مثله
33388- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن ابن بكير عن ضريس عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و ما يؤمن أكثرهم باللّه إلّا و هم مشركون قال شرك طاعة و ليس شرك عبادة و عن قوله عزّ و جلّ و من النّاس من يعبد اللّه على حرف قال إنّ الآية تنزل في الرّجل ثمّ تكون في أتباعه قال قلت كلّ من نصب دونكم شيئا فهو ممّن يعبد اللّه على حرف فقال نعم و قد يكون محضا
33389- و عنه عن أبيه و عن عليّ بن محمّد عن صالح بن أبي حمّاد جميعا عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال من أطاع رجلا في معصية فقد عبده
33390- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأرمنيّ عن الحسن بن عليّ بن يقطين عن أبي جعفر ع قال من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان النّاطق يؤدّي عن اللّه فقد عبد اللّه و إن كان النّاطق يؤدّي عن الشّيطان فقد عبد الشّيطان
33391- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن عليّ بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النّحويّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال و اللّه لنحبّكم أن تقولوا إذا قلنا و تصمتوا إذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين اللّه عزّ و جلّ ما جعل اللّه لأحد خيرا في خلاف أمرنا
-33392 و عنه عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن حسّان أبي عليّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال حسبكم أن تقولوا ما نقول و تصمتوا عمّا نصمت إنّكم قد رأيتم أنّ اللّه عزّ و جلّ لم يجعل لأحد في خلافنا خيرا
33393- و عن بعض أصحابنا عن عبد العظيم الحسنيّ عن مالك بن عامر عن المفضّل بن زائدة عن المفضّل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع من دان اللّه بغير سماع عن صادق ألزمه اللّه التّيه إلى الفناء و من ادّعى سماعا من غير الباب الّذي فتحه اللّه فهو مشرك و ذلك الباب المأمون على سرّ اللّه المكنون
33394- محمّد بن عليّ بن الحسين في عيون الأخبار عن أبيه عن الحسن بن أحمد المالكيّ عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود عن الرّضا ع في حديث طويل قال أخبرني أبي عن آبائه عن رسول اللّه ص قال من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان النّاطق عن اللّه فقد عبد اللّه و إن كان النّاطق عن إبليس فقد عبد إبليس إلى أن قال يا ابن أبي محمود إذا أخذ النّاس يمينا و شمالا فالزم طريقتنا فإنّه من لزمنا لزمناه و من فارقنا فارقناه فإنّ أدنى ما يخرج به الرّجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة ثمّ يدين بذلك و يبرأ ممّن خالفه يا ابن أبي محمود احفظ ما حدّثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدّنيا و الآخرة
33395- و عن عبد الصّمد بن محمّد الشّهيد عن أبيه عن أحمد بن إسحاق العلويّ عن أبيه عن عمّه الحسن بن إسحاق عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص من دان بغير سماع ألزمه اللّه البتّة إلى الفناء و من دان بسماع من غير الباب الّذي فتحه اللّه لخلقه فهو مشرك و الباب المأمون على وحي اللّه محمّد ص
33396- و في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن خالد عن أخيه سفيان بن خالد قال قال أبو عبد اللّه ع إيّاك و الرّئاسة فما طلبها أحد إلّا هلك فقلت قد هلكنا إذا ليس أحد منّا إلّا و هو يحبّ أن يذكر و يقصد و يؤخذ عنه فقال ليس حيث تذهب إنّما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجّة فتصدّقه في كلّ ما قال و تدعو النّاس إلى قوله
33397- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن زياد قال قال الصّادق ع كذب من زعم أنّه يعرفنا و هو مستمسك بعروة غيرنا
33398- و في الخصال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلاليّ قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول احذروا على دينكم ثلاثة رجلا قرأ القرآن حتّى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره و رماه بالشّرك فقلت يا أمير المؤمنين أيّهما أولى بالشّرك قال الرّامي و رجلا استخفّته الأكاذيب كلّما أحدث أحدوثة كذب مدّها بأطول منها و رجلا آتاه اللّه سلطانا فزعم أنّ طاعته طاعة اللّه و معصيتهمعصية اللّه و كذب لأنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لا ينبغي أن يكون المخلوق حبّه لمعصية اللّه فلا طاعة في معصيته و لا طاعة لمن عصى اللّه إنّما الطّاعة للّه و لرسوله ص و لولاة الأمر و إنّما أمر اللّه بطاعة الرّسول ص لأنّه معصوم مطهّر لا يأمر بمعصيته و إنّما أمر بطاعة أولي الأمر لأنّهم معصومون مطهّرون لا يأمرون بمعصيته
33399- سعد بن عبد اللّه في بصائر الدّرجات عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد و العبّاس بن معروف عن حمّاد بن عيسى عن ربعيّ بن عبد اللّه عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر ع يقول كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل
و رواه الصّفّار في بصائر الدّرجات عن العبّاس بن معروف مثله
33400- و عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن أبي بكر الحضرميّ عن الحجّاج بن الصّبّاح قال قلت لأبي جعفر ع إنّا نحدّث عنك بالحديث فيقول بعضنا قولنا قولهم قال فما تريد أ تريد أن تكون إماما يقتدى بك من ردّ القول إلينا فقد سلم
-33401 أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج عن أبي محمّد العسكريّ ع في قوله تعالى فويل للّذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثمّ يقولون هذا من عند اللّه قال هذه لقوم من اليهود إلى أن قال و قال رجل للصّادق ع إذا كان هؤلاء العوامّ من اليهود لا يعرفون الكتاب إلّا بما يسمعونه من علمائهم فكيف ذمّهم بتقليدهم و القبول من علمائهم و هل عوامّ اليهود إلّا كعوامّنا يقلّدون علماءهم إلى أن قال فقال ع بين عوامّنا و عوامّ اليهود فرق من جهة و تسوية من جهة أمّا من حيث الاستواء فإنّ اللّه ذمّ عوامّنا بتقليدهم علماءهم كما ذمّ عوامّهم و أمّا من حيث افترقوا فإنّ عوامّ اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصّراح و أكل الحرام و الرّشا و تغيير الأحكام و اضطرّوا بقلوبهم إلى أنّ من فعل ذلك فهو فاسق لا يجوز أن يصدّق على اللّه و لا على الوسائط بين الخلق و بين اللّه فلذلك ذمّهم و كذلك عوامّنا إذا عرفوا من علمائهم الفسق الظّاهر و العصبيّة الشّديدة و التّكالب على الدّنيا و حرامها فمن قلّد مثل هؤلاء فهو مثل اليهود الّذين ذمّهم اللّه بالتّقليد لفسقة علمائهم فأمّا من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لأمر مولاه فللعوامّ أن يقلّدوه و ذلك لا يكون إلّا بعض فقهاء الشّيعة لا كلّهم فإنّ من ركب من القبائح و الفواحش مراكب علماء العامّة فلا تقبلوا منهم عنّا شيئا و لا كرامة و إنّما كثر التّخليط فيما يتحمّل عنّا أهل البيت لذلك لأنّ الفسقة يتحمّلون عنّا فيحرّفونه بأسره لجهلهم و يضعون الأشياء على غير وجهها لقلّة معرفتهم و آخرون يتعمّدون الكذب علينا الحديث
و أورده العسكريّ ع في تفسيره أقول التّقليد المرخّص فيه هنا إنّما هو قبول الرّواية لا قبول الرّأي و الاجتهاد و الظّنّ و هذا واضح و ذلك لا خلاف فيه و لا ينافي ما تقدّم و قد وقع التّصريح بذلك فيما أوردناه من الحديث و فيما تركناه منه في عدّة مواضع على أنّ هذا الحديث لا يجوز عند الأصوليّين الاعتماد عليه في الأصول و لا في الفروع لأنّه خبر واحد مرسل ظنّيّ السّند و المتن ضعيفا عندهم و معارضه متواتر قطعيّ السّند و الدّلالة و مع ذلك يحتمل الحمل على التّقيّة
33402- محمّد بن أحمد بن عليّ في روضة الواعظين في قوله تعالى اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون اللّه قال روي عنه ع أنّهم ما اتّخذوهم أربابا في الحقيقة لكنّهم دخلوا تحت طاعتهم فصاروا بمنزلة من اتّخذهم أربابا
33403- قال و قال أمير المؤمنين ع من أخذ دينه من أفواه الرّجال أزالته الرّجال و من أخذ دينه من الكتاب و السّنّة زالت الجبال و لم يزل
قال و هذا الخبر مرويّ عن الصّادق ع عن أمير المؤمنين ع و رواه الكلينيّ مرسلا نحوه
33404- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عند قوله تعالى و الشّعراء يتّبعهم الغاوون قال قال أبو عبد اللّه ع نزلت في الّذين غيّروا دين اللّه )و تركوا ما( أمر اللّه و لكن هل رأيتم شاعرا قطّ تبعه أحد إنّما عنى بهم الّذين وضعوا دينا بآرائهم فتبعهم النّاس على ذلك إلى أن قال إلّا الّذين آمنوا و عملوا الصّالحات و هم أمير المؤمنين ع و ولده ع
33405- الفضل بن الحسن الطّبرسيّ في مجمع البيان قال روى العيّاشيّ بالإسناد عن أبي عبد اللّه ع قال في الشّعراء هم قوم تعلّموا و تفقّهوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا
33406- أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عمّن ذكره عن عمرو بن أبي المقدام عن رجل عن أبي جعفر ع في قول اللّه اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون اللّه قال و اللّه ما صلّوا لهم و لا صاموا و لكن أطاعوهم في معصية اللّه
33407- محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره عن أبان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول يا معشر الأحداث اتّقوا اللّه و لا تأتوا الرّؤساء و غيرهم حتّى يصيروا أذنابا لا تتّخذوا الرّجال ولائج من دون اللّه أنا و اللّه خير لكم منهم ثمّ ضرب بيده إلى صدره
33408- و عن أبي الصّبّاح الكنانيّ قال قال أبو جعفر ع يا أبا الصّبّاح إيّاكم و الولائج فإنّ كلّ وليجة دوننا فهي طاغوت أو قال ندّ
33409- و عن جابر عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن قول اللّه اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون اللّه قال أما إنّهم لم يتّخذوهم آلهة إلّا أنّهم )أحلّوا لهم حلالا فأخذوا به و حرّموا حراما( فأخذوا به فكانوا أربابهم من دون اللّه
33410- و عن حذيفة قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون اللّه فقال لم يكونوا يعبدونهم و لكن كانوا إذا أحلّوا لهم أشياء استحلّوها و إذا حرّموا عليهم حرّموها
33411- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع في خطبة له قال و ناظر قلب اللّبيب به يبصر أمده و يعرف غوره و نجده داع دعا و راع رعى فاستجيبوا للدّاعي و اتّبعوا الرّاعي قد خاضوا بحار الفتن و أخذوا بالبدع دون السّنن و أرز المؤمنون و نطق الضّالّون و المكذّبون نحن الشّعار و الأصحاب و الخزنة و الأبواب و لا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا إلى أن قال و إنّ العامل بغير علم )كالسّائر على( غير طريق فلا يزيده بعده عن الطّريق الواضح إلّا بعدا عن حاجته و إنّ العامل بالعلم كالسّائر على الطّريق الواضح فلينظر ناظر أ سائر هو أم راجع
33412- و عن عليّ ع في خطبة له قال و إنّما النّاس رجلان متتبّع شرعة و مبتدع بدعة ليس معه من اللّه برهان سنّة و لا ضياء حجّة
33413- محمّد بن أبي القاسم الطّبريّ في بشارة المصطفى عن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصريّ عن محمّد بن الحسين بن عتبة عن محمّد بن الحسين بن أحمد الفقيه عن حمّويه بن عليّ بن حمّويه عن محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشّيبانيّ عن محمّد بن عليّ بن مهديّ الكنديّ عن محمّد بن عليّ بن عمر بن طريف الحجريّ عن أبيه عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابليّ عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع في حديث أنّه سئل عن اختلاف الشّيعة فقال إنّ دين اللّه لا يعرف بالرّجال بل بآية الحقّ فاعرف الحقّ تعرف أهله إنّ الحقّ أحسن الحديث و الصّادع به مجاهد و بالحقّ أخبرك فأرعني سمعك و ذكر كلاما طويلا حاصله الأمر بالرّجوع إليهم ع في الأحكام و تفسير القرآن و غير ذلك
و رواه المفيد في مجالسه عن عليّ بن محمّد بن الزّبير عن محمّد بن عليّ بن مهديّ مثله
-33414 و قد تقدّم في حديث عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لأبي حنيفة فدع الرّأي و القياس و ما قال قوم في دين اللّه ليس له برهان
33415- و حديث الحسين أنّه سأل جعفر بن محمّد ع عن قوله تعالى أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول و أولي الأمر منكم قال أولي العقل و العلم قلنا أ خاصّ أو عامّ قال خاصّ لنا
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 11 - وجوب الرّجوع في القضاء و الفتوى إلى رواة الحديث من الشّيعة فيما رووه عن الأئمّة ع من أحكام الشّريعة لا فيما يقولونه برأيهم
33416- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السّلطان و إلى القضاة أ يحلّ ذلك قال من تحاكم إليهم في حقّ أو باطل فإنّما تحاكم إلى الطّاغوت و ما يحكم له فإنّما يأخذ سحتا و إن كان حقّا ثابتا له لأنّه أخذه بحكم الطّاغوت و ما أمر اللّه أن يكفر به قال اللّه تعالى يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت و قد أمروا أن يكفروا به قلت فكيف يصنعان قال ينظران من كان منكم ممّن قد روى حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإنّي قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنّما استخفّ بحكم اللّه و علينا ردّ و الرّادّ علينا الرّادّ على اللّه و هو على حدّ الشّرك باللّه الحديث
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن محمّد بن عيسى و بإسناده عن محمّد بن عيسى و بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن عيسى نحوه
33417- و عن الحسين بن محمّد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن معاوية بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللّه ع رجل راوية لحديثكم إلى أن قال فقال الرّاوية لحديثنا )يشدّ به( قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد
و رواه الصّفّار في بصائر الدّرجات عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل عن سعدان مثله
33418- و عن محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن سنان عن محمّد بن مروان عن عليّ بن حنظلة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اعرفوا منازل النّاس على قدر رواياتهم عنّا
33419- و عن محمّد بن عبد اللّه الحميريّ و محمّد بن يحيى جميعا عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن ع قال سألته و قلت من أعامل )و عمّن( آخذ و قول من أقبل فقال العمريّ ثقتي فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي و ما قال لك عنّي فعنّي يقول فاسمع له و أطع فإنّه الثّقة المأمون قال و سألت أبا محمّد ع عن مثل ذلك فقال العمريّ و ابنه ثقتان فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان و ما قالا لك فعنّي يقولان فاسمع لهما و أطعهما فإنّهما الثّقتان المأمونان الحديث و فيه أنّه سئل العمريّ عن مسألة فقال محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك و لا أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلّل و لا أحرّم و لكن عنه ع
و رواه الشّيخ في كتاب الغيبة بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله
33420- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن إسماعيل بن الفضل الهاشميّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن المتعة فقال الق عبد الملك بن جريج فسله عنها فإنّ عنده منها علما فلقيته فأملى عليّ شيئا كثيرا في استحلالها و كان فيما روى فيها ابن جريج أنّه ليس لها وقت و لا عدد إلى أن قال فأتيت بالكتاب أبا عبد اللّه ع فقال صدق و أقرّ به
33421- محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن أبي الجهم عن أبي خديجة قال بعثني أبو عبد اللّه ع إلى أصحابنا فقال قل لهم إيّاكم إذا وقعت بينكم خصومة أو تدارى في شيء من الأخذ و العطاء أن تحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفسّاق اجعلوا بينكم رجلا قد عرف حلالنا و حرامنا فإنّي قد جعلته عليكم قاضيا و إيّاكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى السّلطان الجائر
33422- محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال عليّ ع قال رسول اللّه ص اللّهمّ ارحم خلفائي ثلاثا قيل يا رسول اللّه و من خلفاؤك قال الّذين يأتون بعدي يروون حديثي و سنّتي
و رواه في عيون الأخبار كما مرّ
33423- و بإسناده عن أبان بن عثمان أنّ أبا عبد اللّه ع قال له إنّ أبان بن تغلب قد روى عنّي رواية كثيرة فما رواه لك عنّي فاروه عنّي
33424- و في كتاب إكمال الدّين و إتمام النّعمة عن محمّد بن محمّد بن عصام عن محمّد بن يعقوب عن إسحاق بن يعقوب قال سألت محمّد بن عثمان العمريّ أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ فورد التّوقيع بخطّ مولانا صاحب الزّمان ع أمّا ما سألت عنه أرشدك اللّه و ثبّتك إلى أن قال و أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم و أنا حجّة اللّه و أمّا محمّد بن عثمان العمريّ رضي اللّه عنه و عن أبيه من قبل فإنّه ثقتي و كتابه كتابي
و رواه الشّيخ في كتاب الغيبة عن جماعة عن جعفر بن محمّد بن قولويه و أبي غالب الزّراريّ و غيرهما كلّهم عن محمّد بن يعقوب و رواه الطّبرسيّ في الإحتجاج مثله
33425- و في معاني الأخبار و في العلل عن عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقّاق عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ عن صالح بن أبي حمّاد عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن عبد المؤمن الأنصاريّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ قوما يروون أنّ رسول اللّه ص قال اختلاف أمّتي رحمة فقال صدقوا فقلت إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب قال ليس حيث تذهب و ذهبوا إنّما أراد قول اللّه عزّ و جلّ فلو لا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون فأمرهم أن ينفروا إلى رسول اللّه ص فيتعلّموا ثمّ يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم إنّما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين اللّه إنّما الدّين واحد إنّما الدّين واحد
33426- و في معاني الأخبار عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس عن عليّ بن محمّد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن عبد السّلام بن صالح الهرويّ قال سمعت الرّضا ع يقول رحم اللّه عبدا أحيا أمرنا قلت و كيف يحيي أمركم قال يتعلّم علومنا و يعلّمها النّاس الحديث
33427- و عن أحمد بن محمّد بن الهيثم عن أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد اللّه عن تميم بن بهلول عن أبيه عن محمّد بن سنان عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من استأكل بعلمه افتقر قلت إنّ في شيعتك قوما يتحمّلون علومكم و يبثّونها في شيعتكم فلا يعدمون منهم البرّ و الصّلة و الإكرام فقال ليس أولئك بمستأكلين إنّما ذاك الّذي يفتي بغير علم و لا هدى من اللّه ليبطل به الحقوق طمعا في حطام الدّنيا
33428- محمّد بن الحسن في كتاب الغيبة عن أبي الحسين بن تمّام عن عبد اللّه الكوفيّ خادم الشّيخ الحسين بن روح عن الحسين بن روح عن أبي محمّد الحسن بن عليّ ع أنّه سئل عن كتب بني فضّال فقال خذوا بما رووا و ذروا ما رأوا
33429- محمّد بن عمر الكشّيّ في كتاب الرّجال عن حمدويه بن نصير عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن جميل بن درّاج قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول بشّر المخبتين بالجنّة بريد بن معاوية العجليّ و أبو بصير ليث بن البختريّ المراديّ و محمّد بن مسلم و زرارة أربعة نجباء أمناء اللّه على حلاله و حرامه لو لا هؤلاء انقطعت آثار النّبوّة و اندرست
33430- و بالإسناد عن ابن أبي عمير عن شعيب العقرقوفيّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع ربّما احتجنا أن نسأل عن الشّيء فمن نسأل قال عليك بالأسديّ يعني أبا بصير
33431- و عن جعفر بن محمّد بن معروف عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن جعفر بن بشير عن أبان بن تغلب عن أبي بصير أنّ أبا عبد اللّه قال له في حديث لو لا زرارة و نظراؤه لظننت أنّ أحاديث أبي ع ستذهب
-33432 و عن حمدويه بن نصير عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن يونس بن عمّار أنّ أبا عبد اللّه ع قال له في حديث أمّا ما رواه زرارة عن أبي جعفر ع فلا يجوز لك أن تردّه
و عن محمّد بن قولويه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى و أخيه عبد اللّه و الهيثم بن أبي مسروق و محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب كلّهم عن الحسن بن محبوب مثله
33433- و عن حمدويه بن نصير عن يعقوب بن يزيد عن القاسم بن عروة عن أبي العبّاس الفضل بن عبد الملك قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أحبّ النّاس إليّ أحياء و أمواتا أربعة بريد بن معاوية العجليّ و زرارة و محمّد بن مسلم و الأحول و هم أحبّ النّاس إليّ أحياء و أمواتا
33434- و عن محمّد بن قولويه عن سعد عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر أنّ أبا عبد اللّه ع قال للفيض بن المختار في حديث فإذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس و أومأ إلى رجل من أصحابه فسألت أصحابنا عنه فقالوا زرارة بن أعين
33435- و عن حمدويه بن نصير عن يعقوب بن يزيد و محمّد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد و غيره قالوا قال أبو عبد اللّه ع رحم اللّه زرارة بن أعين لو لا زرارة و نظراؤه لاندرست أحاديث أبي ع
33436- و عنه عن يعقوب عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما أجد أحدا أحيا ذكرنا و أحاديث أبي ع إلّا زرارة و أبو بصير ليث المراديّ و محمّد بن مسلم و بريد بن معاوية العجليّ و لو لا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا هؤلاء حفّاظ الدّين و أمناء أبي ع على حلال اللّه و حرامه و هم السّابقون إلينا في الدّنيا و السّابقون إلينا في الآخرة
33437- و عن الحسين بن بندار عن سعد بن عبد اللّه عن عليّ بن سليمان بن داود عن محمّد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبيدة الحذّاء قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول زرارة و أبو بصير و محمّد بن مسلم و بريد من الّذين قال اللّه تعالى و السّابقون السّابقون أولئك المقرّبون
33438- و عن محمّد بن قولويه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال عن العلاء بن رزين عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّه ليس كلّ ساعة ألقاك و لا يمكن القدوم و يجيء الرّجل من أصحابنا فيسألني و ليس عندي كلّ ما يسألني عنه فقال ما يمنعك من محمّد بن مسلم الثّقفيّ فإنّه سمع من أبي و كان عنده وجيها
-33439 و بالإسناد عن الحجّال عن يونس بن يعقوب قال كنّا عند أبي عبد اللّه ع فقال أ ما لكم من مفزع أ ما لكم من مستراح تستريحون إليه ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النّصريّ
33440- و عن محمّد بن قولويه و الحسين بن الحسن عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عبد اللّه المسمعيّ عن عليّ بن حديد عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه ذمّ رجلا فقال لا قدّس اللّه روحه و لا قدّس مثله إنّه ذكر أقواما كان أبي ع ائتمنهم على حلال اللّه و حرامه و كانوا عيبة علمه و كذلك اليوم هم عندي مستودع سرّي و أصحاب أبي حقّا إذا أراد اللّه بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السّوء هم نجوم شيعتي أحياء و أمواتا )هم الّذين أحيوا( ذكر أبي ع بهم يكشف اللّه كلّ بدعة ينفون عن هذا الدّين انتحال المبطلين و تأويل الغالين ثمّ بكى فقلت من هم فقال من عليهم صلوات اللّه )و عليهم رحمته( أحياء و أمواتا بريد العجليّ و أبو بصير و زرارة و محمّد بن مسلم
33441- و عنه عن سعد عن المسمعيّ عن عليّ بن أسباط عن محمّد بن سنان عن داود بن سرحان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّي لأحدّث الرّجل بالحديث و أنهاه عن الجدال و المراء في دين اللّه و أنهاه عن القياس فيخرج من عندي فيتأوّل حديثي على غير تأويله إلى أن قال إنّ أصحاب أبي كانوا زينا أحياء و أمواتا أعني زرارة و محمّد بن مسلم و منهم ليث المراديّ و بريد العجليّ )هؤلاء القائلون بالقسط( هؤلاء القوّامون بالقسط هؤلاء السّابقون السّابقون أولئك المقرّبون
33442- و عنه عن سعد عن محمّد بن عيسى عن أحمد بن الوليد عن عليّ بن المسيّب الهمدانيّ قال قلت للرّضا ع شقّتي بعيدة و لست أصل إليك في كلّ وقت فممّن آخذ معالم ديني قال من زكريّا بن آدم القمّيّ المأمون على الدّين و الدّنيا قال عليّ بن المسيّب فلمّا انصرفت قدمنا على زكريّا بن آدم فسألته عمّا احتجت إليه
33443- و عن طاهر بن عيسى الورّاق الكشّيّ عن جعفر بن أحمد بن أيّوب السّمرقنديّ عن عليّ بن محمّد بن شجاع عن أحمد بن حمّاد المروزيّ عن الصّادق ع أنّه قال في الحديث الّذي روي فيه أنّ سلمان كان محدّثا قال إنّه كان محدّثا عن إمامه لا عن ربّه لأنّه لا يحدّث عن اللّه إلّا الحجّة
33444- قال و حكي عن الفضل بن شاذان أنّه قال ما نشأ في الإسلام رجل كان أفقه من سلمان
أقول و تقدّم في صلاة الجماعة ما يدلّ على الأمر بالرّجوع إلى عليّ بن حديد
-33445 و عن صالح بن السّنديّ عن أميّة بن عليّ عن مسلم بن أبي حيّة قال كنت عند أبي عبد اللّه ع في خدمته فلمّا أردت أن أفارقه ودّعته و قلت أحبّ أن تزوّدني فقال ائت أبان بن تغلب فإنّه قد سمع منّي حديثا كثيرا فما رواه لك فاروه عنّي
33446- و عن محمّد بن مسعود عن أحمد بن منصور عن أحمد بن الفضل الكناسيّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع أيّ شيء بلغني عنكم قلت ما هو قال بلغني أنّكم أقعدتم قاضيا بالكناسة قال قلت نعم جعلت فداك رجل يقال له عروة القتّات و هو رجل له حظّ من عقل )نجتمع عنده فنتكلّم و نتساءل( ثمّ يردّ ذلك إليكم قال لا بأس
33447- و عنه عن جعفر بن أحمد بن أيّوب عن العمركيّ عن أحمد بن شيبة عن يحيى بن المثنّى عن عليّ الحسن بن زياد عن حريز في حديث إنّ أبا حنيفة قال له أنت لا تقول شيئا إلّا برواية قال أجل
33448- و عنه عن محمّد بن نصير عن محمّد بن عيسى عن عبد العزيز بن المهتدي و الحسن بن عليّ بن يقطين جميعا عن الرّضا ع قال قلت لا أكاد أصل إليك أسألك عن كلّ ما أحتاج إليه من معالم ديني أ فيونس بن عبد الرّحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني فقال نعم
-33449 و عن عليّ بن محمّد القتيبيّ عن الفضل بن شاذان عن عبد العزيز بن المهتدي و كان خير قمّيّ رأيته و كان وكيل الرّضا ع و خاصّته قال سألت الرّضا ع فقلت إنّي لا ألقاك في كلّ وقت فعمّن آخذ معالم ديني فقال خذ عن يونس بن عبد الرّحمن
33450- و عن جبرئيل بن أحمد عن محمّد بن عيسى عن عبد العزيز بن المهتدي قال قلت للرّضا ع إنّ شقّتي بعيدة فلست أصل إليك في كلّ وقت فآخذ معالم ديني عن يونس مولى آل يقطين قال نعم
33451- و عن حمدويه و إبراهيم ابني نصير عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حسين بن معاذ عن أبيه معاذ بن مسلم النّحويّ عن أبي عبد اللّه ع قال بلغني أنّك تقعد في الجامع فتفتي النّاس قلت نعم و أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج إنّي أقعد في المسجد فيجيء الرّجل فيسألني عن الشّيء فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون و يجيء الرّجل أعرفه بمودّتكم و حبّكم فأخبره بما جاء عنكم و يجيء الرّجل لا أعرفه و لا أدري من هو فأقول جاء عن فلان كذا و جاء عن فلان كذا فأدخل قولكم فيما بين ذلك فقال لي اصنع كذا فإنّي كذا أصنع
و رواه الصّدوق في العلل عن جعفر بن عليّ عن عليّ بن عبد اللّه عن معاذ مثله
33452- عن حمدويه عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد اللّه ع قال اعرفوا منازل الرّجال منّا على قدر رواياتهم عنّا
33453- و عن محمّد بن سعيد الكشّيّ عن محمّد بن أحمد بن حمّاد المروزيّ المحموديّ يرفعه قال قال الصّادق ع اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنّا فإنّا لا نعدّ الفقيه منهم فقيها حتّى يكون محدّثا فقيل له أ و يكون المؤمن محدّثا قال يكون مفهما و المفهم المحدّث
33454- و عنه عن المحموديّ عن يونس عن هشام بن الحكم أنّه كان يقول اللّهمّ ما عملت من خير مفترض و غير مفترض فجميعه عن رسول اللّه ص و أهل بيته الصّادقين فتقبّل ذلك منّي و عنهم
33455- و عن عليّ بن محمّد بن قتيبة عن أحمد بن إبراهيم المراغيّ قال ورد على القاسم بن العلاء و ذكر توقيعا شريفا يقول فيه فإنّه لا عذر لأحد من موالينا في التّشكيك فيما يرويه عنّا ثقاتنا قد عرفوا بأنّا نفاوضهم سرّنا و نحمّلهم إيّاه إليهم
33456- و عن إبراهيم بن محمّد بن العبّاس عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران عن سليمان الخطّابيّ عن محمّد عن بعض رجاله عن محمّد بن حمران عن عليّ بن حنظلة عن أبي عبد اللّه ع قال اعرفوا منازل الرّجال منّا على قدر رواياتهم عنّا
33457- و عن حمدويه و إبراهيم ابني نصير عن محمّد بن إسماعيل الرّازيّ عن عليّ بن حبيب المدائنيّ عن عليّ بن سويد السّائيّ قال كتب إليّ أبو الحسن ع و هو في السّجن و أمّا ما ذكرت يا عليّ ممّن تأخذ معالم دينك لا تأخذنّ معالم دينك عن غير شيعتنا فإنّك إن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين الّذين خانوا اللّه و رسوله و خانوا أماناتهم إنّهم اؤتمنوا على كتاب اللّه فحرّفوه و بدّلوه فعليهم لعنة اللّه و لعنة رسوله و لعنة ملائكته و لعنة آبائي الكرام البررة و لعنتي و لعنة شيعتي إلى يوم القيامة في كتاب طويل
33458- و عن محمّد بن مسعود عن محمّد بن عليّ بن فيروزان القمّيّ عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص يحمل هذا الدّين في كلّ قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين و تحريف الغالين و انتحال الجاهلين كما ينفي الكير خبث الحديد
33459- و عنه عن عليّ بن محمّد عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن أبيه عمّن ذكره عن زيد الشّحّام عن أبي جعفر ع في قوله تعالى فلينظر الإنسان إلى طعامه قال إلى العلم الّذي يأخذه عمّن يأخذه
33460- و عن جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر بن وهب عن أحمد بن حاتم بن ماهويه قال كتبت إليه يعني أبا الحسن الثّالث ع أسأله عمّن آخذ معالم ديني و كتب أخوه أيضا بذلك فكتب إليهما فهمت ما ذكرتما فاصمدا في دينكما على كلّ مسنّ في حبّنا و كلّ كثير القدم في أمرنا فإنّهما كافوكما إن شاء اللّه تعالى
33461- محمّد بن الحسن في كتاب الغيبة عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ )عن أبيه( عن محمّد بن صالح الهمدانيّ قال كتبت إلى صاحب الزّمان ع إنّ أهل بيتي يقرّعوني بالحديث الّذي روي عن آبائك ع أنّهم قالوا خدّامنا و قوّامنا شرار خلق اللّه فكتب ويحكم ما تقرءون ما قال اللّه تعالى و جعلنا بينهم و بين القرى الّتي باركنا فيها قرى ظاهرة فنحن و اللّه القرى الّتي بارك فيها و أنتم القرى الظّاهرة
و رواه الصّدوق في كتاب إكمال الدّين عن أبيه و محمّد بن الحسن عن عبد اللّه بن جعفر مثله و رواه أيضا بالإسناد عن عبد اللّه بن جعفر عن عليّ بن محمّد الكلينيّ عن محمّد بن مسلم عن صاحب الزّمان ع مثله
33462- أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في كتاب الإحتجاج عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع في حديث أنّه قال للحسن البصريّ نحن القرى الّتي بارك اللّه فيها و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ لمن أقرّ بفضلنا حيث أمرهم اللّه أن يأتونا فقال و جعلنا بينهم و بين القرى الّتي باركنا فيها قرى ظاهرة و القرى الظّاهرة الرّسل و النّقلة عنّا إلى شيعتنا و )فقهاء( شيعتنا إلى شيعتنا و قوله و قدّرنا فيها السّير فالسّير مثل للعلم يسير به ليالي و أيّاما مثلا لما يسير به من العلم في اللّيالي و الأيّام عنّا إليهم في الحلال و الحرام و الفرائض آمنين فيها إذا أخذوا )عن معدنها( )الّذي أمروا أن يأخذوا عنه( آمنين من الشّكّ و الضّلال و النّقلة )إلى الحرام من الحلال فهم( أخذوا العلم )عمّن وجب لهم بأخذهم عنهم المغفرة( لأنّهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرّيّة مصفّاة بعضها من بعض فلم ينته الاصطفاء إليكم بل إلينا انتهى و نحن تلك الذّرّيّة لا أنت و لا أشباهك يا حسن
33463- أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن النّضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبيّ عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع أ رأيت الرّادّ على هذا الأمر كالرّادّ عليكم فقال يا با محمّد من ردّ عليك هذا الأمر فهو كالرّادّ على رسول اللّه ص
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 12 - وجوب التّوقّف و الاحتياط في القضاء و الفتوى و العمل في كلّ مسألة نظريّة لم يعلم حكمها بنصّ منهم ع
33464- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير و صفوان بن يحيى جميعا عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال سألت أبا الحسن ع عن رجلين أصابا صيدا و هما محرمان الجزاء بينهما أو على كلّ واحد منهما جزاء قال لا بل عليهما أن يجزي كلّ واحد منهما الصّيد قلت إنّ بعض أصحابنا سألني عن ذلك فلم أدر ما عليه فقال إذا أصبتم مثل هذا فلم تدروا فعليكم بالاحتياط حتّى تسألوا عنه فتعلموا
و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن عبد الرّحمن بن الحجّاج مثله و رواه الشّيخ بإسناده عن عليّ بن السّنديّ عن صفوان مثله
33465- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن النّعمان عن عبد اللّه بن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي سعيد الزّهريّ عن أبي جعفر ع قال الوقوف عند الشّبهة خير من الاقتحام في الهلكة و تركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن عليّ بن النّعمان مثله
33466- و عنه عن أحمد عن ابن فضّال عن ابن بكير عن حمزة بن الطّيّار أنّه عرض على أبي عبد اللّه ع بعض خطب أبيه حتّى إذا بلغ موضعا منها قال له كفّ و اسكت ثمّ قال أبو عبد اللّه ع إنّه لا يسعكم فيما ينزل بكم ممّا لا تعلمون إلّا الكفّ عنه و التّثبّت و الرّدّ إلى أئمّة الهدى حتّى يحملوكم فيه على القصد و يجلو عنكم فيه العمى و يعرّفوكم فيه الحقّ قال اللّه تعالى فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون
و رواه البرقيّ في المحاسن مثله إلى قوله على القصد
33467- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال قلت لأبي عبد اللّه ع ما حقّ اللّه على خلقه قال أن يقولوا ما يعلمون و يكفّوا عمّا لا يعلمون فإذا فعلوا ذلك فقد أدّوا إلى اللّه حقّه
33468- و عن بعض أصحابنا رفعه عن مفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال لا يفلح من لا يعقل و لا يعقل من لا يعلم إلى أن قال و من فرّط تورّط و من خاف العاقبة تثبّت عن التّوغّل فيما لا يعلم و من هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه و من لم يعلم لم يفهم و من لم يفهم لم يسلم و من لم يسلم لم يكرم و من لم يكرم )تهضم و من تهضم( كان ألوم و من كان كذلك كان أحرى أن يندم
33469- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد مرسلا قال قال أبو جعفر ع لا تتّخذوا من دون اللّه وليجة فلا تكونوا مؤمنين فإنّ كلّ سبب و نسب و قرابة و وليجة و بدعة و شبهة )باطل مضمحلّ( إلّا ما أثبته القرآن
33470- و عنهم عن أحمد قال في وصيّة المفضّل بن عمر قال أبو عبد اللّه ع من شكّ أو ظنّ فأقام على أحدهما فقد حبط عمله إنّ حجّة اللّه هي الحجّة الواضحة
33471- و عن محمّد بن الحسن و عليّ بن محمّد جميعا عن سهل عن أحمد بن المثنّى عن محمّد بن زيد الطّبريّ عن الرّضا ع في حديث الخمس قال لا يحلّ مال إلّا من وجه أحلّه اللّه
و رواه الشّيخ كما مرّ في الخمس
-33472 و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال و إنّما الأمور ثلاثة أمر بيّن رشده فيتّبع و أمر بيّن غيّه فيجتنب و أمر مشكل يردّ علمه إلى اللّه )و إلى رسوله( قال رسول اللّه ص حلال بيّن و حرام بيّن و شبهات بين ذلك فمن ترك الشّبهات نجا من المحرّمات و من أخذ بالشّبهات ارتكب المحرّمات و هلك من حيث لا يعلم ثمّ قال في آخر الحديث فإنّ الوقوف عند الشّبهات خير من الاقتحام في الهلكات
و رواه الصّدوق بإسناده عن داود بن الحصين و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن عيسى مثله
33473- و عنه عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن الجارود عن موسى بن بكر بن دأب عمّن حدّثه عن أبي جعفر ع في حديث أنّه قال لزيد بن عليّ إنّ اللّه أحلّ حلالا و حرّم حراما و فرض فرائض و ضرب أمثالا و سنّ سننا إلى أن قال فإن كنت على بيّنة من ربّك و يقين من أمرك و تبيان من شأنك فشأنك و إلّا فلا ترومنّ أمرا و أنت منه في شكّ و شبهة
-33474 و عنه عن أحمد عن محمّد بن سنان عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال لو أنّ العباد إذا جهلوا وقفوا و لم يجحدوا لم يكفروا
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن محمّد بن سنان مثله
33475- و عنه عن أحمد عن ابن فضّال عن ابن بكير عن أناس من أصحابنا حجّوا بامرأة معهم فقدموا إلى أوّل الوقت و هي لا تصلّي فجهلوا أنّ مثلها ينبغي أن يحرم فمضوا بها كما هي حتّى قدموا مكّة و هي طامث حلال فسألوا النّاس عن هذا فقالوا تخرج إلى بعض المواقيت و تحرم منه و كانت إذا فعلت ذلك لم تدرك الحجّ فسألوا أبا جعفر ع فقال تحرم من مكانها فقد علم اللّه نيّتها
أقول فهذه تركت واجبا في الواقع لجهلها بحكمه و لاحتمال التّحريم فلم ينكر عليها الإمام بل استحسن فعلها و استصوب احتياطها و قال قد علم اللّه نيّتها
33476- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عليّ بن النّعمان عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي شيبة عن أحدهما ع قال في حديث الوقوف عند الشّبهة خير من الاقتحام في الهلكة
33477- و قد تقدّم في النّكاح حديث شعيب الحدّاد عن أبي عبد اللّه ع إلى أن قال هو الفرج و أمر الفرج شديد و منه يكون الولد و نحن نحتاط فلا يتزوّجها
33478- و حديث مسعدة بن زياد عن جعفر عن آبائه ع عن النّبيّ ص أنّه قال لا تجامعوا في النّكاح على الشّبهة و قفوا عند الشّبهة إلى أن قال فإنّ الوقوف عند الشّبهة خير من الاقتحام في الهلكة
33479- و حديث العلاء بن سيابة عن أبي عبد اللّه ع إلى أن قال إنّ النّكاح أحرى و أحرى أن يحتاط فيه و هو فرج و منه يكون الولد
33480- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع في كتابه إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة أمّا بعد يا ابن حنيف فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب عليك الألوان و تنقل عليك الجفان و ما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفوّ و غنيّهم مدعوّ فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم فما اشتبه عليك علمه فالفظه و ما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه
33481- و عن أمير المؤمنين ع في كتابه إلى مالك الأشتر اختر للحكم بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك ممّن لا تضيق به الأمور إلى أن قال أوقفهم في الشّبهات و آخذهم بالحجج و أقلّهم تبرّما بمراجعة الخصم و أصبرهم على تكشّف الأمور و أصرمهم عند اتّضاح الحكم
33482- و عن عليّ ع في خطبة له فلا تقولوا ما لا تعرفون فإنّ أكثر الحقّ فيما تنكرون إلى أن قال فلا تستعمل الرّأي فيما لا يدرك قعره البصر و لا تتغلغل إليه الفكر
33483- و عنه ع أنّه قال في خطبة له فيا عجبا و ما لي لا أعجب من خطإ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها لا يقتفون أثر نبيّ و لا يقتدون بعمل وصيّ يعملون في الشّبهات و يسيرون في الشّهوات المعروف فيهم ما عرفوا و المنكر عندهم ما أنكروا مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم و تعويلهم في المبهمات على آرائهم كأنّ كلّ امرئ منهم إمام نفسه قد أخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات و أسباب محكمات
33484- و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في وصيّته لولده الحسن يا بنيّ دع القول فيما لا تعرف و الخطاب فيما لا تكلّف و أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته فإنّ الكفّ عند حيرة الضّلال خير من ركوب الأهوال إلى أن قال و ابدأ قبل ذلك بالاستعانة بإلهك و الرّغبة إليه في توفيقك و ترك كلّ شائبة أولجتك في شبهة أو أسلمتك إلى ضلالة
-33485 قال و قال ع من ترك قول لا أدري أصيبت مقاتله
33486- قال و قال ع لا ورع كالوقوف عند الشّبهة
33487- قال و قال ع و إنّما سمّيت الشّبهة شبهة لأنّها تشبه الحقّ فأمّا أولياء اللّه فضياؤهم فيها اليقين و دليلهم سمت الهدى و أمّا أعداء اللّه فدعاؤهم فيها الضّلال و دليلهم العمى
33488- قال و قال ع إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات حجزه التّقوى عن تقحّم الشّبهات
33489- محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّيّ في كتاب الرّجال عن حمدويه عن محمّد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن مفضّل بن قيس بن رمّانة قال و كان خيّرا قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ أصحابنا يختلفون في شيء فأقول قولي فيها قول جعفر بن محمّد فقال بهذا نزل جبرئيل
33490- محمّد بن عليّ بن الحسين قال إنّ أمير المؤمنين ع خطب النّاس فقال في كلام ذكره حلال بيّن و حرام بيّن و شبهات بين ذلك فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له أترك و المعاصي حمى اللّه فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها
-33491 و بإسناده عن عليّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن الحارث بن محمّد بن النّعمان الأحول عن جميل بن صالح عن الصّادق ع عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص في كلام طويل الأمور ثلاثة أمر تبيّن لك رشده فاتّبعه و أمر تبيّن لك غيّه فاجتنبه و أمر اختلف فيه فردّه إلى اللّه عزّ و جلّ
و رواه في الخصال عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق التّاجر عن عليّ بن مهزيار مثله و في المجالس عن عليّ بن عبد اللّه الورّاق عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عليّ مثله
33492- و عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه عن البرقيّ عن العبّاس بن معروف عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال أورع النّاس من وقف عند الشّبهة الحديث
33493- و عن أبيه عن سعد عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن فضيل بن عياض عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له من الورع من النّاس قال الّذي يتورّع عن محارم اللّه و يجتنب هؤلاء فإذا لم يتّق الشّبهات وقع في الحرام و هو لا يعرفه الحديث
33494- و في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن بكر بن محمّد الأزديّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع إنّ الشّكّ و المعصية في النّار ليسا منّا و لا إلينا
33495- و في كتاب التّوحيد عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد عن عليّ بن إسماعيل عن معلّى بن محمّد عن عليّ بن أسباط عن جعفر بن سماعة عن غير واحد عن زرارة قال سألت أبا جعفر ع ما حجّة اللّه على العباد قال أن يقولوا ما يعلمون و يقفوا عند ما لا يعلمون
و رواه في المجالس عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد مثله إلّا أنّه قال ما حقّ اللّه على العباد
33496- و عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال عن داود بن فرقد عن أبي الحسن زكريّا بن يحيى عن أبي عبد اللّه ع قال ما حجب اللّه علمه عن العباد فهو موضوع عنهم
و رواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى و الّذي قبله عن الحسين بن محمّد أقول هذا مخصوص بالوجوب و أنّه لا يجب الاحتياط بمجرّد احتمال الوجوب بخلاف الشّكّ في التّحريم فيجب الاحتياط و لو وجب الاحتياط في المقامين لزم تكليف ما لا يطاق إذ كثير من الأشياء يحتمل الوجوب و التّحريم و لا خلاف في نفي الوجوب في مقام الشّكّ في الوجوب إلّا إذا علمنا اشتغال ذمّتنا بعبادة معيّنة و حصل الشّكّ بين فردين كالقصر و التّمام و الظّهر و الجمعة و جزاء واحد للصّيد أو اثنين و نحو ذلك فيجب الجمع بين العبادتين لتحريم تركهما معا قطعا للنّصّ و تحريم الجزم بوجوب أحدهما بعينه عملا بأحاديث الاحتياط و يستثنى من ذلك ما لو وجب وطء الزّوجة و اشتبهت بأجنبيّة أو قتل شخص حدّا أو قصاصا و اشتبه بآخر محترم للقطع بتحريم وطء الأجنبيّة مع الاشتباه و عدمه و كذا قتل المسلم بخلاف تحريم الجمع بين العبادتين فإنّه مخصوص بغير صورة الاشتباه فإنّ النّصوص على أمثالها كثيرة كاشتباه القبلة و الفائتة و الثّوبين و غير ذلك و ليس بقياس بل عمل بعموم أحاديث الاحتياط على أنّ هذا الحديث لا ينافي وجوب الاحتياط و التّوقّف لحصول العلم بهما بالنّصّ المتواتر كما مضى و يأتي و قوله موضوع قرينة ظاهرة على إرادة الشّكّ في وجوب فعل وجوديّ لا في تحريمه مضافا إلى النّصّ في المقامين
33497- و يأتي في حديث التّزويج في العدّة قال إذا علمت أنّ عليها العدّة و لم تعلم كم هي فقد ثبتت عليها الحجّة فتسأل حتّى تعلم
33498- و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقريّ عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد اللّه ع من عمل بما علم كفي ما لم يعلم
و في ثواب الأعمال بالإسناد مثله أقول تقدّم وجهه و يمكن حمل الحديثين على أنّ ما لم يعلم حكمه لم يجب بل لم يجز الحكم فيه و الجزم بأحد الطّرفين بل يكفي التّوقّف و الاحتياط و إلّا فقد تقدّم ما هو صريح في معارضته و هو قولهم ع القضاة أربعة إلى أن قال و قاض قضى بالحقّ و هو لا يعلم فهو في النّار و قاض قضى بجور و هو لا يعلم فهو في النّار و غير ذلك و يمكن حملهما على الغافل الّذي لم يحصل عنده شكّ و لا شبهة و لا بلغه نصّ الاحتياط فإنّه معذور غير مكلّف ما دام كذلك بالنّصّ المتواتر
33499- و في عيون الأخبار عن أبيه عن سعد عن المسمعيّ عن أحمد بن الحسن الميثميّ عن الرّضا ع في حديث اختلاف الأحاديث قال و ما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه فردّوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك و لا تقولوا فيه بآرائكم و عليكم بالكفّ و التّثبّت و الوقوف و أنتم طالبون باحثون حتّى يأتيكم البيان من عندنا
33500- و في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ من أجاب في كلّ ما يسأل عنه فهو المجنون
33501- و في الخصال عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن العبّاس بن معروف عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال أورع النّاس من وقف عند الشّبهة و أعبد النّاس من أقام الفرائض و أزهد النّاس من ترك الحرام و أشدّ النّاس اجتهادا من ترك الذّنوب
33502- عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد عن الحسن بن ظريف عن معمر عن الرّضا ع عن أبيه موسى بن جعفر ع في حديث طويل في معجزات النّبيّ ص قال و من ذلك أنّ وابصة بن معبد الأسديّ أتاه فقال لا أدع من البرّ و الإثم شيئا إلّا سألته عنه فلمّا أتاه قال له النّبيّ ص أ تسأل عمّا جئت له أو أخبرك قال أخبرني قال جئت تسألني عن البرّ و الإثم قال نعم فضرب بيده على صدره ثمّ قال يا وابصة البرّ ما اطمأنّت إليه النّفس و البرّ ما اطمأنّ به الصّدر و الإثم ما تردّد في الصّدر و جال في القلب و إن أفتاك النّاس و أفتوك
33503- سليم بن قيس الهلاليّ في كتابه أنّ عليّ بن الحسين ع قال لأبان بن أبي عيّاش يا أخا عبد قيس إن وضح لك أمر فاقبله و إلّا فاسكت تسلم و ردّ علمه إلى اللّه فإنّك أوسع ممّا بين السّماء و الأرض
33504- محمّد بن محمّد بن النّعمان المفيد في المجالس عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن موسى بن بكر عمّن سمع أبا عبد اللّه ع يقول العامل على غير بصيرة كالسّائر على سراب بقيعة لا يزيده سرعة السّير إلّا بعدا
33505- محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن سليمان بن داود عن عبد اللّه بن وضّاح أنّه كتب إلى العبد الصّالح ع يسأله عن وقت المغرب و الإفطار فكتب إليه أرى لك أن تنتظر حتّى تذهب الحمرة و تأخذ بالحائطة لدينك
33506- الفضل بن الحسن الطّبرسيّ في تفسير الصّغير قال في الحديث دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
33507- قال و في الحديث إنّ لكلّ ملك حمى و حمى اللّه محارمه فمن رتع حول الحمى أوشك أن يقع فيه
33508- الحسن بن محمّد بن الحسن الطّوسيّ في أماليه عن أبيه عن عليّ بن أحمد بن الحمّاميّ عن أحمد بن محمّد القطّان عن إسماعيل بن أبي كثير عن عليّ بن إبراهيم عن السّريّ بن عامر عن النّعمان بن بشير قال سمعت رسول اللّه ص يقول إنّ لكلّ ملك حمى و إنّ حمى اللّه حلاله و حرامه و المشتبهات بين ذلك كما لو أنّ راعيا رعى إلى جانب الحمى لم تثبت غنمه أن تقع في وسطه فدعوا المشتبهات
33509- و عن أبيه عن المفيد عن عليّ بن محمّد الكاتب عن زكريّا بن يحيى التّميميّ عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفريّ عن الرّضا ع أنّ أمير المؤمنين ع قال لكميل بن زياد أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت
33510- و عن أبيه عن المفيد عن )محمّد بن عليّ بن الزّيّات( عن محمّد بن همّام عن جعفر بن محمّد بن مالك عن أحمد بن سلامة عن محمّد بن الحسن العامريّ عن أبي معمر عن أبي بكر بن عيّاش عن الفجيع العقيليّ عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ع قال لمّا حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي فقال أوصيك يا بنيّ بالصّلاة عند وقتها و الزّكاة في أهلها عند محلّها و الصّمت عند الشّبهة و أنهاك عن التّسرّع بالقول و الفعل و الزم الصّمت تسلم الحديث
33511- و عن أبيه عن المفيد عن ابن قولويه عن محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن عيسى اليقطينيّ عن يونس عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في وصيّة له لأصحابه قال إذا اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده و ردّوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا فإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوه إلى غيره فمات منكم ميّت من قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا و من أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين و من قتل بين يديه عدوّا لنا كان له أجر عشرين شهيدا
33512- أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن حسّان و أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن درست عن زرارة بن أعين قال قلت لأبي عبد اللّه ع ما حقّ اللّه على خلقه قال حقّ اللّه على خلقه أن يقولوا بما يعلمون و يكفّوا عمّا لا يعلمون فإذا فعلوا ذلك فقد و اللّه أدّوا إليه حقّه
33513- و عن أبيه عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس بزرج عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّما أهلك النّاس العجلة و لو أنّ النّاس تلبّثوا لم يهلك أحد
33514- و عن أبيه عن فضالة بن أيّوب عن عبد الرّحمن بن سيابة عن أبي النّعمان عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص الأناة من اللّه و العجلة من الشّيطان
33515- محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكيّ في كتاب كنز الفوائد عن محمّد بن عليّ بن طالب البلديّ عن محمّد بن إبراهيم بن جعفر النّعمانيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة عن شيوخه الأربعة عن الحسن بن محبوب عن محمّد بن النّعمان الأحول عن سلّام بن المستنير عن أبي جعفر الباقر ع قال قال جدّي رسول اللّه ص أيّها النّاس حلالي حلال إلى يوم القيامة و حرامي حرام إلى يوم القيامة ألا و قد بيّنهما اللّه عزّ و جلّ في الكتاب و بيّنتهما لكم في سنّتي و سيرتي و بينهما شبهات من الشّيطان و بدع بعدي من تركها صلح له أمر دينه و صلحت له مروّته و عرضه و من تلبّس بها وقع فيها و اتّبعها كان كمن رعى غنمه قرب الحمى و من رعى ماشيته قرب الحمى نازعته نفسه إلى أن يرعاها في الحمى ألا و إنّ لكلّ ملك حمى ألا و إنّ حمى اللّه عزّ و جلّ محارمه فتوقّوا حمى اللّه و محارمه الحديث
33516- قال و جاء في الحديث عن الرّسول ص أنّه قال من أراد أن يكون أعزّ النّاس فليتّق اللّه
-33517 و قال من خاف اللّه سخت نفسه عن الدّنيا و قال دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنّك لن تجد فقد شيء تركته للّه عزّ و جلّ
33518- عليّ بن موسى بن طاوس في كتاب كشف المحجّة لثمرة المهجة نقلا من كتاب الرّسائل لمحمّد بن يعقوب الكلينيّ بإسناده إلى )جعفر بن عنبسة( عن عبّاد بن زياد الأسديّ عن )عمرو بن أبي المقدام( عن أبي جعفر ع في وصيّة أمير المؤمنين لولده الحسن ع من الوالد الفان المقرّ للزّمان إلى أن قال و اعلم يا بنيّ إنّ أحبّ ما أنت آخذ به من وصيّتي إليك تقوى اللّه و الاقتصار على ما افترض عليك و الأخذ بما مضى عليه سلفك من آبائك و الصّالحون من أهل بيتك فإنّهم لن يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر و فكّروا كما أنت مفكّر ثمّ ردّهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا و الإمساك عمّا لم يكلّفوا فليكن طلبك لذلك بتفهّم و تعلّم لا بتورّد الشّبهات و علوّ الخصومات و ابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك و الرّغبة إليه في التّوفيق و نبذ كلّ شائبة )أدخلت عليك( شبهة أو أسلمتك إلى ضلالة الحديث
و رواه الرّضيّ في نهج البلاغة مرسلا
33519- محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره عن عبد اللّه بن جندب عن الرّضا ع في حديث قال إنّ هؤلاء القوم سنح لهم شيطان اغترّهم بالشّبهة و لبّس عليهم أمر دينهم و أرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم فقالوا لم و متى و كيف فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم و ذلك بما كسبت أيديهم و ما ربّك بظلّام للعبيد و لم يكن ذلك لهم و لا عليهم بل كان الفرض عليهم و الواجب لهم من ذلك الوقوف عند التّحيّر و ردّ ما جهلوه من ذلك إلى عالمه و مستنبطه لأنّ اللّه يقول في كتابه و لو ردّوه إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم يعني آل محمّد و هم الّذين يستنبطون منهم القرآن و يعرفون الحلال و الحرام و هم الحجّة للّه على خلقه
33520- و عن السّكونيّ عن جعفر عن أبيه عن عليّ ع قال الوقوف عند الشّبهة خير من الاقتحام في التّهلكة و تركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه
و عن عبد الأعلى عن الصّادق ع مثله أقول التّفضيل في أمثال هذا على وجه المجاراة و المماشاة مع الخصم كما ورد في أحاديث كثيرة قليل في سنّة خير من كثير في بدعة و أمثال ذلك في الحديث و في الكلام الفصيح كثير جدّا
33521- و عن عليّ بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما من أحد أغير من اللّه تبارك و تعالى و من أغير ممّن حرّم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن
33522- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله تعالى و الّذين كسبوا السّيّئات جزاء سيّئة بمثلها و ترهقهم ذلّة ما لهم من اللّه من عاصم قال هؤلاء أهل البدع و الشّبهات و الشّهوات يسوّد اللّه وجوههم يوم يلقونه
33523- و عنه عن أبي جعفر ع في قوله تعالى هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالا الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا و هم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا قال هم النّصارى و القسّيسون و الرّهبان و أهل الشّبهات و الأهواء من أهل القبلة و الحروريّة و أهل البدع
33524- و وجدت بخطّ الشّهيد محمّد بن مكّيّ قدّس سرّه حديثا طويلا عن عنوان البصريّ عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع يقول فيه سل العلماء ما جهلت و إيّاك أن تسألهم تعنّتا و تجربة و إيّاك أن تعمل برأيك شيئا و خذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد إليه سبيلا و اهرب من الفتيا هربك من الأسد و لا تجعل رقبتك عتبة للنّاس
33525- و قد تقدّم في حديث ميراث الخنثى المشكل أنّ أمير المؤمنين ع قال لزوجها لأنت أجرأ من خاصي الأسد
33526- محمّد بن مكّيّ الشّهيد في الذّكرى قال قال النّبيّ ص دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
33527- قال و قال ص من اتّقى الشّبهات فقد استبرأ لدينه
33528- قال و قال الصّادق ع لك أن تنظر الحزم و تأخذ بالحائطة لدينك
33529- و قد تقدّم بعدّة أسانيد عن الصّادق ع قال القضاة أربعة ثلاثة في النّار و واحد في الجنّة رجل قضى بجور و هو يعلم فهو في النّار و رجل قضى بجور و هو لا يعلم فهو في النّار و رجل قضى بالحقّ و هو لا يعلم فهو في النّار و رجل قضى بالحقّ و هو يعلم فهو في الجنّة
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
33530- محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال الصّادق ع كلّ شيء مطلق حتّى يرد فيه نهي
أقول هذا يحتمل وجوها أحدها الحمل على التّقيّة فإنّ العامّة يقولون بحجّيّة الأصل فيضعف عن مقاومة ما سبق مضافا إلى كونه خبرا واحدا لا يعارض المتواتر و ثانيها الحمل على الخطاب الشّرعيّ خاصّة بمعنى أنّ كلّ شيء من الخطابات الشّرعيّة يتعيّن حمله على إطلاقه و عمومه حتّى يرد فيه نهي يخصّ بعض الأفراد و يخرجه من الإطلاق مثاله
قولهم ع كلّ ماء طاهر حتّى تعلم أنّه قذر
فإنّه محمول على إطلاقه فلمّا ورد النّهي عن استعمال كلّ واحد من الإناءين إذا نجس أحدهما و اشتبها تعيّن تقييده بغير هذه الصّورة و لذلك استدلّ به الصّدوق على جواز القنوت بالفارسيّة لأنّ الأوامر بالقنوت مطلقة عامّة و لم يرد نهي عن القنوت بالفارسيّة يخرجه من إطلاقها و ثالثها التّخصيص بما ليس من نفس الأحكام الشّرعيّة و إن كان من موضوعاتها و متعلّقاتها كما إذا شكّ في جوائز الظّالم أنّها مغصوبة أم لا و رابعها أنّ النّهي يشمل النّهي العامّ و الخاصّ و النّهي العامّ بلغنا و هو النّهي عن ارتكاب الشّبهات في نفس الأحكام و الأمر بالتّوقّف و الاحتياط فيها و في كلّ ما لا نصّ فيه و خامسها أن يكون مخصوصا بما قبل كمال الشّريعة و تمامها فأمّا بعد ذلك فلم يبق شيء على حكم البراءة الأصليّة و سادسها أن يكون مخصوصا بمن لم تبلغه أحاديث النّهي عن ارتكاب الشّبهات و الأمر بالاحتياط لما مرّ و لاستحالة تكليف الغافل عقلا و نقلا و سابعها أن يكون مخصوصا بما لا يحتمل التّحريم بل علمت إباحته و حصل الشّكّ في وجوبه فهو مطلق حتّى يرد فيه نهي عن تركه لأنّ المستفاد من الأحاديث هنا عدم وجوب الاحتياط بمجرّد احتمال الوجوب و إن كان راجحا حيث لا يحتمل التّحريم و ثامنها أن يكون مخصوصا بالأشياء المهمّة الّتي تعمّ بها البلوى و يعلم أنّه لو كان فيها حكم مخالف للأصل لنقل كما يفهم من
قول عليّ ع و اعلم يا بنيّ أنّه لو كان إله آخر لأتتك رسله و لرأيت آثار مملكته
و قد صرّح بنحو ذلك المحقّق في المعتبر و غيره
33531- قال الصّدوق و خطب أمير المؤمنين ع فقال إنّ اللّه حدّ حدودا فلا تعتدوها و فرض فرائض فلا تنقصوها و سكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا فلا تكلّفوها رحمة من اللّه لكم فاقبلوها ثمّ قال ع حلال بيّن و حرام بيّن و شبهات بين ذلك فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له أترك و المعاصي حمى اللّه فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها
أقول الوجوه السّابقة آتية هنا و أوضحها التّقيّة و التّخصيص بمقام الوجوب بقرينة ذكر السّكوت و الرّحمة بعد الفرائض بغير فصل و بقرينة ذكر الشّبهات بعد ذلك بغير فصل و الأمر باجتنابها و تقييد الشّبهات بأنّها بين الحلال و الحرام لا بين الواجب و الحلال و هو ظاهر واضح جدّا )و اللّه الموفّق للصّواب(
باب 13 - عدم جواز استنباط الأحكام النّظريّة من ظواهر القرآن إلّا بعد معرفة تفسيرها من الأئمّة ع
33532- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ اللّه أجلّ و أكرم من أن يعرف بخلقه إلى أن قال و قلت للنّاس أ ليس تعلمون أنّ رسول اللّه ص كان الحجّة من اللّه على خلقه قالوا بلى قلت فحين مضى رسول اللّه ص من كان الحجّة للّه على خلقه قالوا القرآن فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ و القدريّ و الزّنديق الّذي لا يؤمن به حتّى يغلب الرّجال بخصومته فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّة إلّا بقيّم فما قال فيه من شيء كان حقّا إلى أن قال فأشهد أنّ عليّا ع كان قيّم القرآن و كانت طاعته مفترضة و كان الحجّة على النّاس بعد رسول اللّه ص و أنّ ما قال في القرآن فهو حقّ فقال رحمك اللّه
و رواه الصّدوق في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن صفوان بن يحيى و رواه الكشّيّ في كتاب الرّجال عن جعفر بن أحمد بن أيّوب عن صفوان بن يحيى مثله
33533- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عمّن ذكره عن يونس بن يعقوب قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فورد عليه رجل من أهل الشّام ثمّ ذكر حديث مناظرته مع هشام بن الحكم إلى أن قال فقال هشام فبعد رسول اللّه ص من الحجّة قال الكتاب و السّنّة قال هشام فهل ينفعنا الكتاب و السّنّة في رفع الاختلاف عنّا قال الشّاميّ نعم قال هشام فلم اختلفت أنا و أنت و صرت إلينا من الشّام في مخالفتنا إيّاك فسكت الشّاميّ فقال أبو عبد اللّه ع ما لك لا تتكلّم فقال إن قلت لم يختلف كذبت و إن قلت الكتاب و السّنّة يرفعان عنّا الاختلاف أحلت لأنّهما يحتملان الوجوه إلى أن قال الشّاميّ و السّاعة من )الحجّة( فقال هشام هذا القاعد الّذي تشدّ إليه الرّحال و يخبرنا بأخبار السّماء الحديث و فيه أنّ الصّادق ع أثنى على هشام
33534- و عن محمّد بن أبي عبد اللّه و محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد جميعا عن الحسن بن العبّاس بن الحريش عن أبي جعفر الثّاني ع قال قال أبو عبد اللّه ع و ذكر الحديث و فيه أنّ رجلا سأل أباه عن مسائل فكان ممّا أجابه به أن قال قل لهم هل كان فيما أظهر رسول اللّه ص من علم اللّه اختلاف فإن قالوا لا فقل لهم فمن حكم بحكم فيه اختلاف فهل خالف رسول اللّه ص فيقولون نعم فإن قالوا لا فقد نقضوا أوّل كلامهم فقل لهم ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم فإن قالوا من الرّاسخون في العلم فقل من لا يختلف في علمه فإن قالوا من ذاك فقل كان رسول اللّه ص صاحب ذاك إلى أن قال و إن كان رسول اللّه ص لم يستخلف أحدا فقد ضيّع من في أصلاب الرّجال ممّن يكون بعده قال و ما يكفيهم القرآن قال بلى لو وجدوا له مفسّرا قال و ما فسّره رسول اللّه ص قال بلى قد فسّره لرجل واحد و فسّر للأمّة شأن ذلك الرّجل و هو عليّ بن أبي طالب ع إلى أن قال و المحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد فمن حكم بحكم ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم اللّه عزّ و جلّ و من حكم بحكم فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب فقد حكم بحكم الطّاغوت
33535- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن سليم بن قيس الهلاليّ عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه قال إنّ اللّه طهّرنا و عصمنا و جعلنا شهداء على خلقه و حجّته في أرضه و جعلنا مع القرآن )و القرآن( معنا لا نفارقه و لا يفارقنا
33536- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن أيّوب بن الحرّ عن عمران بن عليّ عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال نحن الرّاسخون في العلم و نحن نعلم تأويله
33537- و عن عليّ بن محمّد عن عبد اللّه بن عليّ عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حمّاد عن بريد بن معاوية عن أحدهما ع في قول اللّه عزّ و جلّ و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم فرسول اللّه ص أفضل الرّاسخين في العلم قد علّمه اللّه جميع ما أنزل عليه من التّنزيل و التّأويل و ما كان اللّه لينزّل عليه شيئا لا يعلّمه تأويله و أوصياؤه من بعده يعلمونه الحديث
33538- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن محمّد بن أورمة عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه ع قال الرّاسخون في العلم أمير المؤمنين ع و الأئمّة )من ولده( ع
33539- و بهذا الإسناد عن أبي عبد اللّه ع في حديث في قوله تعالى و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم قال أمير المؤمنين و الأئمّة ع
33540- و عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن عليّ عن حمّاد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول في هذه الآية بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم فأومى بيده إلى صدره
33541- و عنه عن محمّد بن عليّ عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبديّ عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم قال هم الأئمّة ع
33542- و عنه عن محمّد بن عليّ عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال قرأ أبو جعفر ع هذه الآية بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم ثمّ قال أما و اللّه يا أبا محمّد ما قال ما بين دفّتي المصحف قلت من هم جعلت فداك قال من عسى أن يكونوا غيرنا
33543- و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن يزيد شعر عن هارون بن حمزة عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم قال هم الأئمّة خاصّة
-33544 و عن عليّ بن محمّد و محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد عن القاسم بن ربيع عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أبي هاشم الصّيرفيّ عن عمرو بن مصعب عن سلمة بن محرز قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ من علم ما أوتينا تفسير القرآن و أحكامه الحديث
33545- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن الخشّاب عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه ع قال قال الّذي عنده علم من الكتاب إلى أن قال و عندنا و اللّه علم الكتاب كلّه
33546- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسن عمّن ذكره جميعا عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر ع قل كفى باللّه شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب قال إيّانا عنى و عليّ أوّلنا و أفضلنا و خيرنا بعد النّبيّ ص
33547- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن الحسن عن عبّاد بن سليمان عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن سدير عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال علم الكتاب كلّه و اللّه عندنا علم الكتاب كلّه و اللّه عندنا
-33548 و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن أبي وهب عن محمّد بن منصور عن العبد الصّالح ع في حديث قال إنّ القرآن له ظهر و بطن
33549- و عن عليّ بن محمّد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرّزّاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمّد بن سالم عن أبي جعفر ع قال إنّ أناسا تكلّموا في القرآن بغير علم و ذلك أنّ اللّه يقول هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب و أخر متشابهات فأمّا الّذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلّا اللّه الآية فالمنسوخات من المتشابهات )و النّاسخات من المحكمات( الحديث
33550- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصّبّاح قال و اللّه لقد قال لي جعفر بن محمّد ع إنّ اللّه علّم نبيّه ص التّنزيل و التّأويل فعلّمه رسول اللّه ص عليّا ع ثمّ قال و علّمنا و اللّه الحديث
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله
33551- و عنه عن عبد اللّه بن جعفر عن السّيّاريّ عن محمّد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع في حديث أنّه قال ما من شيء تطلبونه إلّا و هو في القرآن فمن أراد ذلك فليسألني عنه
33552- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن سنان أو غيره عمّن ذكره قال سألت أبا عبد اللّه ع عن القرآن و الفرقان )أ هما شيء واحد( فقال القرآن جملة الكتاب و الفرقان المحكم الواجب العمل به
33553- و عنه عن أبيه عن النّضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن أبي عبد اللّه ع قال قال أبي ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلّا كفر
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن النّضر بن سويد و رواه الصّدوق في معاني الأخبار و في عقاب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد قال الصّدوق سألت محمّد بن الحسن عن معنى الحديث فقال هو أن يجيب الرّجل في تفسير آية بتفسير آية أخرى
33554- و عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع في حديث احتجاجه على الصّوفيّة لمّا احتجّوا عليه بآيات من القرآن في الإيثار و الزّهد قال أ لكم علم بناسخ القرآن و منسوخه و محكمه و متشابهه الّذي في مثله ضلّ من ضلّ و هلك من هلك من هذه الأمّة قالوا أو بعضه فأمّا كلّه فلا فقال لهم فمن هاهنا أتيتم و كذلك أحاديث رسول اللّه ص إلى أن قال فبئس ما ذهبتم إليه و حملتم النّاس عليه من الجهل بكتاب اللّه و سنّة نبيّه ص و أحاديثه الّتي يصدّقها الكتاب المنزل و ردّكم إيّاها لجهالتكم و ترككم النّظر في غريب القرآن من التّفسير )و النّاسخ و المنسوخ( و المحكم و المتشابه و الأمر و النّهي إلى أن قال دعوا عنكم ما اشتبه عليكم ممّا لا علم لكم به و ردّوا العلم إلى أهله تؤجروا و تعذروا عند اللّه و كونوا في طلب ناسخ القرآن من منسوخه و محكمه من متشابهه و ما أحلّ اللّه فيه ممّا حرّم فإنّه أقرب لكم من اللّه و أبعد لكم من الجهل دعوا الجهالة لأهلها فإنّ أهل الجهل كثير و أهل العلم قليل و قد قال اللّه و فوق كلّ ذي علم عليم
33555- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن جميل بن صالح قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّه عزّ و جلّ الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض فقال إنّ لهذا تأويلا لا يعلمه إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم من آل محمّد إلى أن قال أ لم أقل لك إنّ لهذا تأويلا و تفسيرا و القرآن ناسخ و منسوخ
33556- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن محمّد بن سنان عن زيد الشّحّام قال دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر ع فقال يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة فقال هكذا يزعمون فقال أبو جعفر ع بلغني أنّك تفسّر القرآن فقال له قتادة نعم فقال له أبو جعفر ع فإن كنت تفسّره بعلم فأنت أنت و أنا أسألك إلى أن قال أبو جعفر ع ويحك يا قتادة إن كنت إنّما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت و أهلكت و إن كنت قد فسّرته من الرّجال فقد هلكت و أهلكت ويحك يا قتادة إنّما يعرف القرآن من خوطب به
33557- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن سعد بن المنذر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أبيه عن أمير المؤمنين ع في خطبة له قال إنّ علم القرآن ليس يعلم ما هو إلّا من ذاق طعمه فعلم بالعلم جهله و بصر به عماه و سمع به صممه و أدرك به )ما قد فات( و حيي به بعد إذ مات فاطلبوا ذلك من عند أهله )و خاصّته( فإنّهم خاصّة نور يستضاء به و أئمّة يقتدى بهم هم عيش العلم و موت الجهل و هم الّذين يخبركم حلمهم عن علمهم و صمتهم عن منطقهم و ظاهرهم عن باطنهم لا يخالفون الحقّ و لا يختلفون فيه
-33558 و قد تقدّم حديث عبيدة السّلمانيّ عن عليّ ع قال اتّقوا اللّه و لا تفتوا النّاس بما لا تعلمون إلى أن قال قالوا فما نصنع بما قد خبّرنا به في المصحف فقال يسأل عن ذلك علماء آل محمّد ع
33559- و حديث الرّيّان بن الصّلت عن الرّضا عن آبائه ع قال قال اللّه عزّ و جلّ ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي الحديث
33560- محمّد بن عليّ بن الحسين في الأمالي عن محمّد بن عمر الحافظ البغداديّ عن محمّد بن أحمد بن ثابت عن محمّد بن الحسن بن العبّاس الخزاعيّ عن حسن بن حسين العرنيّ عن عمرو بن ثابت عن عطاء بن السّائب عن أبي يحيى عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص و ذكر خطبة يقول فيها إنّ عليّا هو أخي و وزيري و هو خليفتي و هو المبلّغ عنّي إن استرشدتموه أرشدكم و إن اتّبعتموه نجوتم و إن خالفتموه ضللتم إنّ اللّه أنزل عليّ القرآن و هو الّذي من خالفه ضلّ و من ابتغى علمه عند غير عليّ هلك الحديث
و رواه الطّبريّ في بشارة المصطفى بإسناده عن ابن بابويه مثله
33561- و عن الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشميّ عن فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفيّ عن محمّد بن ظهير عن )محمّد بن الحسن( ابن أخي يونس البغداديّ عن محمّد بن يعقوب النّهشليّ عن الرّضا عن آبائه عن النّبيّ ص عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللّه جلّ جلاله أنّه قال أنا اللّه لا إله إلّا أنا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي و اخترت من جميعهم محمّدا فبعثته رسولا إلى خلقي و اخترت له عليّا فجعلته له أخا و وزيرا و مؤدّيا عنه من بعده إلى خلقي و خليفتي على عبادي ليبيّن لهم كتابي و يسير فيهم بحكمي و جعلته العلم الهادي من الضّلالة و بابي الّذي منه أوتى الحديث
و رواه فرات بن إبراهيم في تفسيره نحوه
33562- و عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن القاسم بن محمّد البرمكيّ عن أبي الصّلت الهرويّ عن الرّضا ع في حديث أنّه قال لابن الجهم اتّق اللّه و لا تؤوّل كتاب اللّه برأيك فإنّ اللّه يقول و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم
و رواه في عيون الأخبار عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ و الحسين بن إبراهيم المكتّب و عليّ بن عبد اللّه الورّاق كلّهم عن عليّ بن إبراهيم مثله
-33563 و عن محمّد بن أحمد السّنانيّ عن محمّد بن جعفر الكوفيّ الأسديّ عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ عن عبد اللّه بن أحمد عن القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن الحسين ع عن أبيه قال قال رسول اللّه يا عليّ أنت أخي و أنا أخوك و أنا المصطفى للنّبوّة و أنت المجتبى للإمامة و أنا صاحب التّنزيل و أنت صاحب التّأويل الحديث
33564- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن محمّد بن يحيى العطّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن عمرو بن مغلّس عن خلف عن عطيّة العوفيّ عن أبي سعيد الخدريّ قال سألت رسول اللّه ص عن قوله تعالى قال الّذي عنده علم من الكتاب قال ذاك وصيّ أخي سليمان بن داود فقلت يا رسول اللّه فقول اللّه عزّ و جلّ قل كفى باللّه شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب قال ذاك أخي عليّ بن أبي طالب
33565- و في الأمالي و عيون الأخبار عن عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور جميعا عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أبيه عن الرّيّان بن الصّلت عن الرّضا ع في حديث أنّ المأمون سأل علماء العراق و خراسان عن قوله تعالى ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فقالت العلماء أراد اللّه بذلك الأمّة كلّها فقال المأمون ما تقول يا أبا الحسن فقال الرّضا ع إنّه لو أراد الأمّة لكانت بأجمعها في الجنّة إلى أن قال فصارت وراثة الكتاب للعترة الطّاهرة لا لغيرهم قال المأمون و من العترة الطّاهرة فقال الرّضا ع الّذين وصفهم اللّه في كتابه فقال إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا و هم الّذين قال رسول اللّه ص إنّي مخلّف فيكم الثّقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض انظروا كيف تخلفونّي فيهما أيّها النّاس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم إلى أن قال فصارت وراثة الكتاب للمهتدين دون الفاسقين
33566- و في كتاب التّوحيد عن جعفر بن عليّ القمّيّ الفقيه عن عبدان بن الفضل عن محمّد بن يعقوب بن محمّد الجعفريّ عن محمّد بن أحمد بن شجاع الفرغانيّ عن الحسن بن حمّاد العنبريّ عن إسماعيل بن عبد الخليل البرقيّ عن أبي البختريّ وهب بن وهب القرشيّ عن الصّادق عن آبائه ع أنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّ ع يسألونه عن الصّمد فكتب إليهم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمّا بعد فلا تخوضوا في القرآن و لا تجادلوا فيه و لا تتكلّموا فيه بغير علم فإنّي سمعت جدّي رسول اللّه ص يقول من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النّار الحديث
33567- و في عيون الأخبار بإسناده الآتي عن الفضل بن شاذان عن الرّضا ع في كتابه إلى المأمون قال محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه إلى أن قال و التّصديق بكتابه الصّادق إلى أن قال و إنّه حقّ كلّه من فاتحته إلى خاتمته نؤمن بمحكمه و متشابهه و خاصّه و عامّه و وعده و وعيده و ناسخه و منسوخه و قصصه و أخباره و أنّ الدّليل بعده و الحجّة على المؤمنين و النّاطق عن القرآن و العالم بأحكامه أخوه و خليفته و وصيّه و وليّه عليّ بن أبي طالب و ذكر الأئمّة ع ثمّ قال )و إنّ من خالفهمضالّ مضلّ( تارك للحقّ و الهدى و أنّهم المعبّرون عن القرآن و النّاطقون عن الرّسول ص بالبيان
33568- و في الخصال عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ و محمّد بن سنان عن مفضّل عن جابر بن يزيد عن سعيد بن المسيّب عن عبد الرّحمن بن سمرة قال قال رسول اللّه ص لعن اللّه المجادلين في دين اللّه على لسان سبعين نبيّا و من جادل في آيات اللّه كفر قال اللّه ما يجادل في آيات اللّه إلّا الّذين كفروا و من فسّر القرآن برأيه فقد افترى على اللّه الكذب و من أفتى النّاس بغير علم لعنته ملائكة السّماوات و الأرض و كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة سبيلها إلى النّار الحديث
33569- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عمّن حدّثه عن المعلّى بن خنيس قال قال أبو عبد اللّه ع في رسالة فأمّا ما سألت عن القرآن فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة لأنّ القرآن ليس على ما ذكرت و كلّ ما سمعت فمعناه )على( غير ما ذهبت إليه و إنّما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم و لقوم يتلونه حقّ تلاوته و هم الّذين يؤمنون به و يعرفونه و أمّا غيرهم فما أشدّ إشكاله عليهم و أبعده من مذاهب قلوبهم و لذلك قال رسول اللّه ص )إنّه( ليس شيء أبعد من قلوب الرّجال من تفسير القرآن و في ذلك تحيّر الخلائق أجمعون إلّا من شاء اللّه و إنّما أراد اللّه بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه و صراطه و أن يعبدوه و ينتهوا في قوله إلى طاعة القوّام بكتابه و النّاطقين عن أمره و أن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم لا عن أنفسهم ثمّ قال و لو ردّوه إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم فأمّا عن غيرهم فليس يعلم ذلك أبدا و لا يوجد و قد علمت أنّه لا يستقيم أن يكون الخلق كلّهم ولاة الأمر لأنّهم لا يجدون من يأتمرون عليه و من يبلّغونه أمر اللّه و نهيه فجعل اللّه الولاة خواصّ ليقتدى بهم فافهم ذلك إن شاء اللّه و إيّاك و إيّاك و تلاوة القرآن برأيك فإنّ النّاس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيما سواه من الأمور و لا قادرين على تأويله إلّا من حدّه و بابه الّذي جعله اللّه له فافهم إن شاء اللّه و اطلب الأمر من مكانه تجده إن شاء اللّه
33570- و عن محمّد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السّرّاج عن )خيثمة بن عبد الرّحمن الجعفيّ عن أبي الوليد البحرانيّ ثمّ الهجريّ( عن أبي جعفر ع أنّ رجلا قال له أنت الّذي تقول ليس شيء من كتاب اللّه إلّا معروف قال ليس هكذا قلت إنّما قلت ليس شيء من كتاب اللّه إلّا عليه دليل ناطق عن اللّه في كتابه ممّا لا يعلمه النّاس إلى أن قال إنّ للقرآن ظاهرا و باطنا و معاني و ناسخا و منسوخا و محكما و متشابها و سننا و أمثالا و فصلا و وصلا و أحرفا و تصريفا فمن زعم أنّ الكتاب مبهم فقد هلك و أهلك الحديث
أقول المراد من آخره أنّه ليس بمبهم على كلّ أحد بل يعلمه الإمام و من علّمه إيّاه و إلّا لناقض آخره أوّله
33571- و عن أبيه عن النّضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبيّ عن عبد الحميد بن عوّاض الطّائيّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ للقرآن حدودا كحدود الدّار
33572- و عن أبيه عن عليّ بن الحكم عن محمّد بن الفضيل عن بشر الوابشيّ عن جابر بن يزيد قال سألت أبا جعفر ع عن شيء من التّفسير فأجابني ثمّ سألته عنه ثانية فأجابني بجواب آخر فقلت كنت أجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا فقال يا جابر إنّ للقرآن بطنا ]و للبطن بطنا[ و له ظهر و للظّهر ظهر يا جابر و ليس شيء أبعد من عقول الرّجال من تفسير القرآن إنّ الآية يكون أوّلها في شيء و آخرها في شيء و هو كلام متّصل متصرّف على وجوه
33573- الكشّيّ في كتاب الرّجال عن جعفر بن معروف عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال أتى أبي رجل فقال إنّ عبد اللّه بن عبّاس يزعم أنّه يعلم كلّ آية نزلت في القرآن في أيّ يوم أنزلت و فيم أنزلت الحديث
و هو صريح في إنكار دعوى ابن عبّاس و رواه بسند آخر و رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره مرسلا
33574- الطّبرسيّ في الإحتجاج عن النّبيّ ص في احتجاجه يوم الغدير عليّ تفسير كتاب اللّه و الدّاعي إليه ألا و إنّ الحلال و الحرام أكثر من أن أحصيهما و أعرّفهما فآمر بالحلال و أنهى عن الحرام في مقام واحد فأمرت أن آخذ البيعة عليكم و الصّفقة منكم بقبول ما جئت به عن اللّه عزّ و جلّ في عليّ أمير المؤمنين و الأئمّة من بعده معاشر النّاس تدبّروا القرآن و افهموا آياته و انظروا في محكماته و لا تتّبعوا متشابهه فو اللّه لن يبيّن لكم زواجره و لا يوضّح لكم عن تفسيره إلّا الّذي أنا آخذ بيده
-33575 و عن أمير المؤمنين ع في احتجاجه على زنديق سأله عن آيات متشابهة من القرآن فأجابه إلى أن قال ع و قد جعل اللّه للعلم أهلا و فرض على العباد طاعتهم بقوله أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول و أولي الأمر منكم و بقوله و لو ردّوه إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم و بقوله اتّقوا اللّه و كونوا مع الصّادقين و بقوله و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم و بقوله و أتوا البيوت من أبوابها و البيوت هي بيوت العلم الّتي استودعها الأنبياء و أبوابها أوصياؤهم فكلّ عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي الأوصياء و عهودهم و حدودهم و شرائعهم و سننهم و معالم دينهم مردود غير مقبول و أهله بمحلّ كفر و إن شملهم صفة الإيمان ثمّ إنّ اللّه قسم كلامه ثلاثة أقسام فجعل قسما منه يعرفه العالم و الجاهل و قسما لا يعرفه إلّا من صفا ذهنه و لطف حسّه و صحّ تمييزه ممّن شرح اللّه صدره للإسلام و قسما لا يعلمه إلّا اللّه و ملائكته و الرّاسخون في العلم و إنّما فعل ذلك لئلّا يدّعي أهل الباطل المستولين على ميراث رسول اللّه ص من علم الكتاب ما لم يجعله اللّه لهم و ليقودهم الاضطرار إلى الائتمام بمن ولّي أمرهم فاستكبروا عن طاعته الحديث
أقول لا يخفى أنّ آيات الأحكام بالنّسبة إلى الأحكام النّظريّة كلّها من القسم الثّالث و لا أقلّ من الاحتمال و هو كاف كيف و النّسخ فيها كثير جدّا بل لا يوجد في غيرها
-33576 و عن موسى بن عقبة أنّ معاوية أمر الحسين ع أن يصعد المنبر فيخطب فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال نحن حزب اللّه الغالبون و عترة نبيّه الأقربون و أحد الثّقلين اللّذين جعلنا رسول اللّه ص ثاني كتاب اللّه فيه تفصيل لكلّ شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و المعوّل علينا في تفسيره لا نتظنّى تأويله بل نتّبع حقائقه فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة اللّه و رسوله مقرونة قال اللّه أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّه و الرّسول و قال و لو ردّوه إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم الحديث
و رواه الطّبريّ في بشارة المصطفى عن الحسن بن الحسين بن بابويه عن الشّيخ المفيد عن الحسين بن محمّد الأنباريّ عن إبراهيم بن محمّد الأزديّ عن شعيب بن أيّوب عن معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن حسّان عن الحسن بن عليّ ع نحوه
33577- محمّد بن الحسن الصّفّار في بصائر الدّرجات عن محمّد بن الحسين عن النّضر بن شعيب عن خالد بن مادّ القلانسيّ عن أبي داود عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص يا عليّ أنت تعلّم النّاس تأويل القرآن بما لا يعلمون فقال على ما أبلّغ رسالتك من بعدك يا رسول اللّه قال تخبر النّاس بما يشكل عليهم من تأويل القرآن
33578- و عن أحمد بن محمّد عن البرقيّ عن المرزبان بن عمران عن إسحاق بن عمّار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ للقرآن تأويلا فمنه ما قد جاء و منه ما لم يجئ فإذا وقع التّأويل في زمان إمام من الأئمّة عرفه إمام ذلك الزّمان
33579- و عنه عن الحسين بن سعيد عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمير عنه ع قال إنّ في القرآن ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن و كانت فيه أسماء الرّجال فألقيت و إنّما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة
33580- و عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن ابن أذينة عن فضيل بن يسار قال سألت أبا جعفر ع عن هذه الرّواية ما من القرآن آية إلّا و لها ظهر و بطن قال ظهره ]تنزيله[ و بطنه تأويله و منه ما قد مضى و منه ما لم يكن يجري كما تجري الشّمس و القمر كلّ ما جاء تأويل شيء يكون على الأموات كما يكون على الأحياء قال اللّه و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم نحن نعلمه
و عن محمّد بن عبد الجبّار عن محمّد بن إسماعيل مثله
33581- و عن الفضل عن موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير أو غيره عن جميل بن درّاج عن زرارة عن أبي جعفر ع قال تفسير القرآن على سبعة أوجه منه ما كان و منه ما لم يكن بعد تعرفه الأئمّة ع
33582- و عن )محمّد بن الحسين عن أبيه عن بكر بن صالح( عن عبد اللّه بن إبراهيم الجعفريّ عن يعقوب بن جعفر قال كنت مع أبي الحسن ع بمكّة فقال له قائل إنّك لتفسّر من كتاب اللّه ما لم تسمع فقال علينا نزل قبل النّاس و لنا فسّر قبل أن يفسّر في النّاس فنحن نعلم حلاله و حرامه و ناسخه و منسوخه )و متفرّقه و حظيرته( و في أيّ ليلة نزلت من آية و فيمن نزلت فنحن حكماء اللّه في أرضه الحديث
-33583 و عنه عن وهيب بن حفص عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول إنّ القرآن فيه محكم و متشابه فأمّا المحكم فنؤمن به و نعمل به و ندين اللّه به و أمّا المتشابه فنؤمن به و لا نعمل به و هو قول اللّه فأمّا الّذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم
33584- و عن محمّد بن خالد عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع نحن الرّاسخون في العلم و نحن نعلم تأويله
33585- و عن يعقوب بن يزيد و محمّد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر ع قال قلت له قول اللّه بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم )أنتم هم قال من عسى أن يكونوا غيرنا(
33586- و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن حمزة بن حمران عن أبي جعفر ع و عن البرقيّ عن أبي الجهم عن أسباط عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم قال )من عسى أن يكونوا(
33587- و عنه عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمّد عن محمّد بن يحيى عن عبد الرّحيم عن أبي جعفر ع قال إنّ هذا العلم انتهى إليّ في القرآن ثمّ جمع أصابعه ثمّ قال بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم
33588- و عن الحسن بن عليّ عن عبد اللّه بن المغيرة عن عبيس بن هشام عن عبد الكريم عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه علّم رسوله الحلال و الحرام و التّأويل فعلّم رسول اللّه ص علمه كلّه عليّا ع
و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن عمر بن أبان الكلبيّ عن أديم أخي أيّوب عن حمران بن أعين عن أبي عبد اللّه ع مثله
33589- الطّبرسيّ في التّفسير الصّغير عن الصّادق ع في قوله تعالى و من عنده علم الكتاب قال إيّانا عنى و عليّ أوّلنا
33590- و عن الباقر و الصّادق ع في قوله تعالى ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا قال هي لنا خاصّة إيّانا عنى
33591- و عن الباقر ع في قوله و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم قال رسول اللّه ص أفضل الرّاسخين
33592- و عنه ع في قوله و لو ردّوه إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم قال هم الأئمّة المعصومون ع
33593- عليّ بن الحسين المرتضى في رسالة المحكم و المتشابه نقلا من تفسير النّعمانيّ بإسناده الآتي عن إسماعيل بن جابر عن الصّادق ع قال إنّ اللّه بعث محمّدا فختم به الأنبياء فلا نبيّ بعده و أنزل عليه كتابا فختم به الكتب فلا كتاب بعده إلى أن قال فجعله النّبيّ ص علما باقيا في أوصيائه فتركهم النّاس و هم الشّهداء على أهل كلّ زمان حتّى عاندوا من أظهر ولاية ولاة الأمر و طلب علومهم و ذلك أنّهم ضربوا القرآن بعضه ببعض و احتجّوا بالمنسوخ و هم يظنّون أنّه النّاسخ و احتجّوا بالخاصّ و هم يقدّرون أنّه العامّ و احتجّوا بأوّل الآية و تركوا السّنّة في تأويلها و لم ينظروا إلى ما يفتح الكلام و إلى ما يختمه و لم يعرفوا موارده و مصادره إذ لم يأخذوه عن أهله فضلّوا و أضلّوا ثمّ ذكر ع كلاما طويلا في تقسيم القرآن إلى أقسام و فنون و وجوه تزيد على مائة و عشرة إلى أن قال ع و هذا دليل واضح على أنّ كلام الباري سبحانه لا يشبه كلام الخلق كما لا تشبه أفعاله أفعالهم و لهذه العلّة و أشباهها لا يبلغ أحد كنه معنى حقيقة تفسير كتاب اللّه تعالى إلّا نبيّه و أوصياؤه ع إلى أن قال ثمّ سألوه ع عن تفسير المحكم من كتاب اللّه فقال أمّا المحكم الّذي لم ينسخه شيء فقوله عزّ و جلّ هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب و أخر متشابهات الآية و إنّما هلك النّاس في المتشابه لأنّهم لم يقفوا على معناه و لم يعرفوا حقيقته فوضعوا له تأويلا من عند أنفسهم بآرائهم و استغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء و نبذوا قول رسول اللّه ص وراء ظهورهم الحديث
33594- الحسن بن عليّ العسكريّ ع في تفسيره بعد كلام طويل في فضل القرآن قال أ تدرون من المتمسّك به الّذي له بتمسّكه هذا الشّرف العظيم هو الّذي أخذ القرآن و تأويله عنّا أهل البيت عن وسائطنا السّفراء عنّا إلى شيعتنا لا عن آراء المجادلين و قياس الفاسقين فأمّا من قال في القرآن برأيه فإن اتّفق له مصادفة صواب فقد جهل في أخذه عن غير أهله و كان كمن سلك ]طريقا[ مسبعا من غير حفّاظ يحفظونه فإن اتّفقت له السّلامة فهو )لا يعدم من العقلاء الذّمّ و التّوبيخ( و إن اتّفق له افتراس السّبع فقد جمع إلى هلاكه سقوطه عند الخيّرين الفاضلين و عند العوامّ الجاهلين و إن أخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوّأ مقعده من النّار و كان مثله مثل من ركب بحرا هائجا بلا ملّاح و لا سفينة صحيحة لا يسمع بهلاكه أحد إلّا قال هو أهل لما لحقه و مستحقّ لما أصابه الحديث
33595- فرات بن إبراهيم في تفسيره عن الحسين بن سعيد بإسناده عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع في حديث كلامه مع عمرو بن عبيد قال و أمّا قوله و من يحلل عليه غضبي فقد هوى فإنّما على النّاس أن يقرءوا القرآن كما أنزل فإذا احتاجوا إلى تفسيره فالاهتداء بنا و إلينا يا عمرو
33596- العيّاشيّ في تفسيره عن عبد الرّحمن السّلميّ أنّ عليّا ع مرّ على قاض فقال أ تعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا فقال هلكت و أهلكت تأويل كلّ حرف من القرآن على وجوه
33597- و عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال من فسّر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر و إن أخطأ خرّ أبعد من السّماء
-33598 و عن عمّار بن موسى عن أبي عبد اللّه ع قال سئل عن الحكومة فقال من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر و من فسّر آية من كتاب اللّه فقد كفر
33599- و عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال ما علمتم فقولوا و ما لم تعلموا فقولوا اللّه أعلم فإنّ الرّجل ينتزع الآية فيخرّ فيها أبعد ما بين السّماء و الأرض
33600- و عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ليس شيء أبعد من عقول الرّجال عن القرآن
33601- و عن يعقوب بن يزيد عن ياسر عن الرّضا ع قال المراء في كتاب اللّه كفر
33602- و عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إيّاكم و الخصومة فإنّها تحبط العمل و تمحق الدّين إنّ أحدكم لينزع بالآية فيخرّ فيها أبعد من السّماء
33603- و عنه عن أبي جعفر ع قال نزل القرآن ناسخا و منسوخا
33604- و عنه عن أبي جعفر ع قال ليس شيء أبعد من عقول الرّجال من تفسير القرآن إنّ الآية ينزل أوّلها في شيء )و أوسطها في شيء( و آخرها في شيء
33605- و عن جابر قال قال أبو عبد اللّه ع يا جابر إنّ للقرآن بطنا و للبطن ظهرا و ليس شيء أبعد من عقول الرّجال منه إنّ الآية لينزل أوّلها في شيء و أوسطها في شيء و آخرها في شيء و هو )كلام متصرّف( على وجوه
33606- و عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله و هو عليّ بن أبي طالب
33607- الطّبرسيّ في مجمع البيان عن ابن عبّاس عن رسول اللّه ص قال من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النّار
33608- قال و صحّ عن النّبيّ ص من رواية العامّ و الخاصّ أنّه قال إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض
33609- قال و صحّ عن النّبيّ ص و الأئمّة ع أن تفسير القرآن لا يجوز إلّا بالأثر الصّحيح و النّصّ الصّريح
-33610 قال و روى العامّة عن النّبيّ ص قال من فسّر القرآن برأيه فأصاب الحقّ فقد أخطأ
33611- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن أبي عمير عن حمّاد بن عثمان عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول اللّه و اللّيل إذا يغشى قال اللّيل في هذا الموضع هو الثّاني غشي أمير المؤمنين ع في دولته إلى أن قال و القرآن ضرب فيه الأمثال للنّاس و خاطب نبيّه ص به و نحن نعلمه فليس يعلمه غيرنا
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه و الأحاديث في ذلك كثيرة جدّا و كذا أحاديث الأبواب السّابقة و إنّما اقتصرت على ما ذكرت لتجاوزه حدّ التّواتر
33612- و و أمّا ما روي أنّ اللّه لا يخاطب الخلق بما لا يعلمون
فوجهه أنّ المخاطب بالقرآن أهل العصمة ع و هم يعلمونه أو جميع المكلّفين فإذا علم معناه بعضهم فهو كاف و أمّا العرض على القرآن فالعمل حينئذ بالكتاب و السّنّة معا و لا يدلّ على العمل بالظّاهر في غير تلك الصّورة و هو ظاهر و القياس باطل و تقدّم فيه وجه آخر في الجمع بين الأحاديث
33613- و قد تقدّم في القصر أنّ من أتمّ في السّفر فإن كانت قرئت عليه آية التّقصير و فسّرت له أعاد
و أمّا ما روي في بعض الأخبار من قولهم ع أ ما سمعت قوله تعالى و نحو ذلك فوجهه أنّ من سمع آية ظاهرها دالّ على حكم نظريّ لم يجز له الجزم بخلافها لاحتمال إرادة ظاهرها فالإنكار هناك لأجل هذا و إن كان لا يجوز الجزم بإرادة الظّاهر أيضا لاحتمال النّسخ و التّخصيص و التّأويل و غير ذلك بل إن كانت موافقة للاحتياط فذاك و إلّا تعيّن الاحتياط لاشتباه الحكم على أنّ ما يتخيّل معارضته هنا ظاهر ظنّيّ الدّلالة لا يعارض النّصّ المتواتر القطعيّ الدّلالة مع احتمال الجميع للتّقيّة و إرادة إلزام المخاطب بما يعتقد حجّيّته و أمّا الآية الّتي ورد تفسيرها عنهم ع أو استدلالهم بها أو وافقت الأحاديث الثّابتة فلا إشكال في العمل بها و اللّه الموفّق
باب 14 - عدم جواز استنباط الأحكام النّظريّة من ظواهر كلام النّبيّ ص المرويّ من غير جهة الأئمّة ع ما لم يعلم تفسيره منهم
33614- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلاليّ قال قلت لأمير المؤمنين ع إنّي سمعت من سلمان و المقداد و أبي ذرّ شيئا من تفسير القرآن و أحاديث عن نبيّ اللّه ص غير ما في أيدي النّاس ثمّ سمعت منك تصديق ما سمعت منهم و رأيت في أيدي النّاس أشياء كثيرة من تفسير القرآن و أحاديث عن نبيّ اللّه ص أنتم تخالفونهم فيها و تزعمون أنّ ذلك كلّه باطل أ فترى النّاس يكذبون على رسول اللّه ص متعمّدين و يفسّرون القرآن بآرائهم قال فأقبل عليّ ثمّ قال قد سألت فافهم الجواب إنّ في أيدي النّاس حقّا و باطلا و صدقا و كذبا و ناسخا و منسوخا و عامّا و خاصّا و محكما و متشابها و حفظا و وهما و قد كذب على رسول اللّه ص على عهده حتّى قام خطيبا و قال أيّها النّاس قد كثرت عليّ الكذّابة فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار ثمّ كذب عليه من بعده و إنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس رجل منافق يظهر الإيمان متصنّع بالإسلام لا يتأثّم و لا يتحرّج أن يكذب على رسول اللّه ص إلى أن قال و رجل سمع من رسول اللّه ص شيئا لم يحمله على وجهه و وهم فيه و لم يتعمّد كذبا فهو في يده يقول به و يعمل به و يرويه فيقول أنا سمعته من رسول اللّه ص فلو علم المسلمون أنّه وهم لرفضوه و لو علم هو أنّه وهم لرفضه و رجل ثالث سمع من رسول اللّه ص شيئا أمر به ثمّ نهى عنه و هو لا يعلم أو نهى عنه ثمّ أمر به و هو لا يعلم فحفظ منسوخه و لم يحفظ النّاسخ فلو علم أنّه منسوخ لرفضه و لو علم النّاس إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه و آخر رابع لم يكذب على رسول اللّه ص مبغض للكذب خوفا من اللّه و تعظيمالرسول اللّه ص لم ينسه بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمعه لم يزد فيه و لم ينقص منه و علم النّاسخ من المنسوخ فعمل بالنّاسخ و رفض المنسوخ فإنّ أمر النّبيّ ص مثل القرآن منه ناسخ و منسوخ و خاصّ و عامّ و محكم و متشابه و قد كان يكون من رسول اللّه ص الكلام له وجهان و كلام عامّ و كلام خاصّ مثل القرآن إلى أن قال فما نزلت على رسول اللّه ص آية من القرآن إلّا أقرأنيها و أملاها عليّ فكتبتها بخطّي و علّمني تأويلها و تفسيرها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و خاصّها و عامّها و دعا اللّه لي أن يعطيني فهما و حفظا فما نسيت آية من كتاب اللّه و لا علما أملاه عليّ و كتبته الحديث
و رواه الرّضيّ في نهج البلاغة مرسلا و رواه الطّبرسيّ في الإحتجاج كذلك و رواه سليم بن قيس الهلاليّ في كتابه عن عليّ ع نحوه
33615- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عثمان بن عيسى عن أبي أيّوب الخرّاز عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له ما بال أقوام يروون عن فلان و فلان عن رسول اللّه ص لا يتّهمون بالكذب فيجيء منكم خلافه فقال إنّ الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن
33616- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال قلت أخبرني عن أصحاب محمّد صدقوا على محمّد ص أم كذبوا قال بل صدقوا قلت فما بالهم اختلفوا قال إنّ الرّجل كان يأتي رسول اللّه ص فيسأله المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثمّ يجيئه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها بعضا
33617- و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن مهزم و عن بعض أصحابنا عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن إسحاق الكاهليّ و عن أبي عليّ الأشعريّ عن الحسن بن عليّ الكوفيّ عن العبّاس بن عامر عن ربيع بن محمّد جميعا عن مهزم الأسديّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال قال رسول اللّه ص أنا المدينة و عليّ الباب و كذب من زعم أنّه يدخل المدينة إلّا من قبل الباب
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في حديث هشام مع الشّاميّ و حديث الصّادق ع مع الصّوفيّة و غير ذلك و مضمون الأخير متواتر من طريق العامّة و الخاصّة و اللّه الهادي