باب 1 - وجوبهما و تحريم تركهما
21127- محمّد بن يعقوب الكلينيّ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن عبد اللّه بن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي سعيد الزّهريّ عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه ع قال ويل لقوم لا يدينون اللّه بالأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عليّ بن النّعمان مثله
21128- و بإسناده قال قال أبو جعفر ع بئس القوم قوم يعيبون الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد و كذا الّذي قبله
21129- و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم قال كان أبو عبد اللّه ع إذا مرّ بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتّى يقول ثلاثا اتّقوا اللّه يرفع بها صوته
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله و عن عليّ عن أبيه عن بعض أصحابه عن غياث نحوه
21130- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن عرفة قال سمعت أبا الحسن الرّضا ع يقول لتأمرنّ بالمعروف و لتنهنّ عن المنكر أو ليستعملنّ عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم
21131- و بالإسناد عن الرّضا ع أنّه سمعه يقول كان رسول اللّه ص يقول إذا أمّتي تواكلت الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من اللّه
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد و كذا الّذي قبله و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن محمّد بن عيسى مثله
21132- و عنهم عن ابن خالد عن بعض أصحابنا عن بشر بن عبد اللّه عن أبي عصمة قاضي مرو عن جابر عن أبي جعفر ع قال يكون في آخر الزّمان قوم ينبغ فيهم قوم مراءون إلى أن قال و لو أضرّت الصّلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض و أشرفها إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض هنالك يتمّ غضب اللّه عزّ و جلّ عليهم فيعمّهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الأشرار و الصّغار في دار الكبار إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر سبيل الأنبياء و منهاج الصّلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض و تأمن المذاهب و تحلّ المكاسب و تردّ المظالم و تعمر الأرض و ينتصف من الأعداء و يستقيم الأمر الحديث
و رواه الشّيخ كالّذي قبله
21133- و عنهم عن سهل بن زياد عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل عن حسن قال خطب أمير المؤمنين ع فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال أمّا بعد فإنّه إنّما هلك من كان قبلكم حيثما عملوا من المعاصي و لم ينههم الرّبّانيّون و الأحبار عن ذلك و أنّهم لمّا تمادوا في المعاصي و لم ينههم الرّبّانيّون و الأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات فأمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و اعلموا أنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لن يقرّبا أجلا و لن يقطعا رزقا الحديث
و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عليّ بن النّعمان عن ابن مسكان عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل عن حبشيّ مثله
21134- و عنهم عن سهل عن عليّ بن أسباط عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم قال كتب أبو عبد اللّه ع إلى الشّيعة ليعطفنّ ذوو السّنّ منكم و النّهى على ذوي الجهل و طلّاب الرّئاسة أو لتصيبنّكم لعنتي أجمعين
21135- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جماعة من أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال ما قدّست أمّة لم يؤخذ لضعيفها من قويّها غير متعتع
و رواه الشّيخ بإسناده عن عليّ بن إبراهيم مثله
-21136 و عنه عن أبيه عن عليّ بن أسباط عن أبي إسحاق الخراسانيّ عن بعض رجاله قال إنّ اللّه أوحى إلى داود أنّي قد غفرت ذنبك و جعلت عار ذنبك على بني إسرائيل فقال كيف يا ربّ و أنت لا تظلم قال إنّهم لم يعاجلوك بالنّكرة
أقول المراد بالذّنب مخالفة الأولى أو ترك النّدب و لعلّ الإنكار عليه كان مطلوبا على وجه النّدب من بعض أنبياء بني إسرائيل لئلّا ينافي العصمة الثّابتة بالأدلّة القطعيّة
21137- و عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبد اللّه بن محمّد عن أبي عبد اللّه ع أنّ رجلا من خثعم جاء إلى رسول اللّه ص فقال يا رسول اللّه أخبرني ما أفضل الإسلام قال الإيمان باللّه قال ثمّ ما ذا قال صلة الرّحم قال ثمّ ما ذا قال الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر قال فقال الرّجل فأخبرني أيّ الأعمال أبغض إلى اللّه قال الشّرك باللّه قال ثمّ ما ذا قال ثمّ قطيعة الرّحم قال ثمّ ما ذا قال الأمر بالمنكر و النّهي عن المعروف
و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه ع نحوه و حذف صدره و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن محمّد بن سنان و عبد اللّه بن المغيرة جميعا عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه ع مثله
21138- و عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال قال النّبيّ ص كيف بكم إذا فسدت نساؤكم و فسق شبابكم و لم تأمروا بالمعروف و لم تنهوا عن المنكر فقيل له و يكون ذلك يا رسول اللّه فقال نعم و شرّ من ذلك كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف فقيل له يا رسول اللّه و يكون ذلك قال نعم و شرّ من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب و كذا الّذي قبله و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم مثله
21139- و بهذا الأسناد قال قال النّبيّ ص إنّ اللّه عزّ و جلّ ليبغض المؤمن الضّعيف الّذي لا دين له فقيل و ما المؤمن الضّعيف الّذي لا دين له قال الّذي لا ينهى عن المنكر
21140- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عثمان بن عيسى عن فرات بن أحنف عن أبي عبد اللّه ع قال ويل لمن يأمر بالمنكر و ينهى عن المعروف
-21141 أحمد بن أبي عبد اللّه في المحاسن عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع عن آبائه قال قال رسول اللّه ص و الّذي نفسي بيده ما أنفق النّاس من نفقة أحبّ من قول الخير
21142- و عن محمّد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن عن أبي الحسن الأصفهانيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع قولوا الخير تعرفوا به و اعملوا به تكونوا من أهله
21143- و عن عليّ بن أسباط رفعه قال قال رسول اللّه ص رحم اللّه من قال خيرا فغنم أو سكت على سوء فسلم
21144- محمّد بن الحسن الطّوسيّ قال روي عن النّبيّ ص أنّه قال لا تزال أمّتي بخير ما أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و تعاونوا على البرّ و التّقوى فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات و سلّط بعضهم على بعض و لم يكن لهم ناصر في الأرض و لا في السّماء
و رواه المفيد في المقنعة أيضا مرسلا
21145- محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه قال من ألفاظ رسول اللّه ص الدّالّ على الخير كفاعله
و في ثواب الأعمال مرسلا مثله
21146- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد رفعه قال قال أبو جعفر ع الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر خلقان من خلق اللّه فمن نصرهما أعزّه اللّه و من خذلهما خذله اللّه
و رواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد اللّه مثله و في الخصال عن أبيه عن محمّد بن يحيى مثله
21147- و عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه )عن النّوفليّ عن السّكونيّ( عن أبي عبد اللّه ع عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دلّ على خير أو أشار به فهو شريك و من أمر بسوء أو دلّ عليه أو أشار به فهو شريك
-21148 و بإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمّد ع في حديث شرائع الدّين قال و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر واجبان على من أمكنه ذلك و لم يخف على نفسه و لا على أصحابه
و في عيون الأخبار بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرّضا ع في كتابه إلى المأمون نحوه و أسقط قوله و لا على أصحابه
21149- و في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال قال النّبيّ ص إنّ اللّه يبغض المؤمن الضّعيف الّذي لا زبر له و قال هو الّذي لا ينهى عن المنكر
قال الصّدوق وجدت بخطّ البرقيّ أنّ الزّبر العقل
21150- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن بكر بن محمّد عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول أيّها النّاس مروا بالمعروف و انهوا عن المنكر فإنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لم يقرّبا أجلا و لم يباعدا رزقا
21151- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن محمّد بن أحمد عن الحسين بن سهيل الضّبّيّ عن عبد اللّه بن شبيب عن أحمد بن عيسى العلويّ عن الحسن عن أبيه عن جدّه قال كان يقال لا يحلّ لعين مؤمنة ترى اللّه يعصى فتطرف حتّى تغيّره
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في مقدّمة العبادات و غيرها و يأتي ما يدلّ عليه
باب 2 - اشتراط الوجوب بالعلم بالمعروف و المنكر و تجويز التّأثير و الأمن من الضّرر
21152- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول و سئل عن الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر أ واجب هو على الأمّة جميعا فقال لا فقيل له و لم قال إنّما هو على القويّ المطاع العالم بالمعروف من المنكر لا على الضّعيف الّذي لا يهتدي سبيلا إلى أيّ من أيّ يقول من الحقّ إلى الباطل و الدّليل على ذلك كتاب اللّه عزّ و جلّ قوله و لتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر فهذا خاصّ غير عامّ كما قال اللّه عزّ و جلّ و من قوم موسى أمّة يهدون بالحقّ و به يعدلون و لم يقل على أمّة موسى و لا على كلّ قومه و هم يومئذ أمم مختلفة و الأمّة واحد فصاعدا كما قال اللّه عزّ و جلّ إنّ إبراهيم كان أمّة قانتا للّه يقول مطيعا للّه عزّ و جلّ و ليس على من يعلم ذلك في هذه الهدنة من حرج إذا كان لا قوّة له و لا عدد و لا طاعة قال مسعدة و سمعت أبا عبد اللّه ع يقول و سئل عن الحديث الّذي جاء عن النّبيّ ص إنّ أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر ما معناه قال هذا على أن يأمره بعد معرفته و هو مع ذلك يقبل منه و إلّا فلا
و رواه الصّدوق في الخصال عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن هارون بن مسلم و ذكر المسألتين و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب كذلك
21153- و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يحيى الطّويل صاحب المقري قال قال أبو عبد اللّه ع إنّما يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر مؤمن فيتّعظ أو جاهل فيتعلّم فأمّا صاحب سوط أو سيف فلا
و رواه الصّدوق في الخصال عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن يحيى الطّويل البصريّ مثله
21154- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مفضّل بن يزيد عن أبي عبد اللّه ع قال قال لي يا مفضّل من تعرّض لسلطان جائر فأصابته بليّة لم يؤجر عليها و لم يرزق الصّبر عليها
و رواه الشّيخ بإسناده عن عليّ بن إبراهيم و كذا الّذي قبله و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه ع مثله
21155- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن محفوظ الإسكاف عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه أنكر على رجل أمرا فلم يقبل منه فطأطأ رأسه و مضى
21156- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الدّهقان عن عبد اللّه بن القاسم و ابن أبي نجران جميعا عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه ع قال كان المسيح ع يقول إنّ التّارك شفاء المجروح من جرحه شريك جارحه لا محالة إلى أن قال فكذلك لا تحدّثوا بالحكمة غير أهلها فتجهّلوا و لا تمنعوها أهلها فتأثموا و ليكن أحدكم بمنزلة الطّبيب المداوي إن رأى موضعا لدوائه و إلّا أمسك
21157- و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بعض أصحابنا عن بشر بن عبد اللّه عن أبي عصمة قاضي مرو عن أبي جعفر ع قال يكون في آخر الزّمان قوم ينبع فيهم قوم مراءون ينفرون و ينسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف و لا نهيا عن منكر إلّا إذا أمنوا الضّرر يطلبون لأنفسهم الرّخص و المعاذير إلى أن قال هنالك يتمّ غضب اللّه عليهم فيعمّهم بعقابه
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد أقول الضّرر هنا محمول على فوات النّفع و يمكن حمله على وجوب تحمّل الضّرر اليسير و على استحباب تحمّل الضّرر العظيم و يظهر من بعض الأصحاب حمله على حصول الضّرر للمأمور و المنهيّ كما إذا افتقر إلى الجرح و القتل
21158- محمّد بن عليّ بن الحسين في عيون الأخبار عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن الرّيّان بن الصّلت قال جاء قوم بخراسان إلى الرّضا ع فقالوا إنّ قوما من أهل بيتك يتعاطون أمورا قبيحة فلو نهيتهم عنها فقال لا أفعل قيل و لم قال لأنّي سمعت أبي ع يقول النّصيحة خشنة
21159- و بأسانيده الآتية عن الفضل بن شاذان عن الرّضا ع أنّه كتب إلى المأمون محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه إلى أن قال و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر واجبان إذا أمكن و لم يكن خيفة على النّفس
-21160 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول عن الحسين ع قال و يروى عن عليّ ع اعتبروا أيّها النّاس بما وعظ اللّه به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول لو لا ينهاهم الرّبّانيّون و الأحبار عن قولهم الإثم و قال لعن الّذين كفروا من بني إسرائيل إلى قوله لبئس ما كانوا يفعلون و إنّما عاب اللّه ذلك عليهم لأنّهم كانوا يرون من الظّلمة المنكر و الفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم و رهبة ممّا يحذرون و اللّه يقول فلا تخشوا النّاس و اخشون و قال المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر فبدأ اللّه بالأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنّها إذا أدّيت و أقيمت استقامت الفرائض كلّها هيّنها و صعبها و ذلك أنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع ردّ المظالم و مخالفة الظّالم و قسمة الفيء و الغنائم و أخذ الصّدقات من مواضعها و وضعها في حقّها
أقول قد عرفت وجهه
21161- محمّد بن عليّ بن الفتّال في روضة الواعظين عن أبي عبد اللّه ع قال إنّما يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال عالم بما يأمر به تارك لما ينهى عنه عادل فيما يأمر عادل فيما ينهى رفيق فيما يأمر رفيق فيما ينهى
باب 3 - وجوب الأمر و النّهي بالقلب ثمّ باللّسان ثمّ باليد و حكم القتال على ذلك و إقامة الحدود
21162- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بعض أصحابنا عن بشر بن عبد اللّه عن أبي عصمة قاضي مرو عن جابر عن أبي جعفر ع في حديث قال فأنكروا بقلوبكم و الفظوا بألسنتكم و صكّوا بها جباههم و لا تخافوا في اللّه لومة لائم فإن اتّعظوا و إلى الحقّ رجعوا فلا سبيل عليهم إنّما السّبيل على الّذين يظلمون النّاس و يبغون في الأرض بغير الحقّ أولئك لهم عذاب أليم هنالك فجاهدوهم بأبدانكم و أبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا و لا باغين مالا و لا مريدين بالظّلم ظفرا حتّى يفيئوا إلى أمر اللّه و يمضوا على طاعته
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد مثله
21163- و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يحيى الطّويل عن أبي عبد اللّه ع قال ما جعل اللّه بسط اللّسان و كفّ اليد و لكن جعلهما يبسطان معا و يكفّان معا
أقول و تقدّم ما يدلّ على حكم القتال في الجهاد
-21164 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن محمّد بن سنان عمّن أخبره عن أبي عبد اللّه ع في حديث طويل ملخّصه أنّ إبليس احتال على عابد من بني إسرائيل حتّى ذهب إلى فاجرة يريد الزّنا بها فقالت له إنّ ترك الذّنب أيسر من طلب التّوبة و ليس كلّ من طلب التّوبة وجدها فانصرف و ماتت من ليلتها فأصبحت و إذا على بابها مكتوب احضروا فلانة فإنّها من أهل الجنّة فارتاب النّاس فمكثوا ثلاثا لا يدفنونها ارتيابا في أمرها فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى نبيّ من الأنبياء و لا أعلمه إلّا موسى بن عمران أن ائت فلانة فصلّ عليها و مر النّاس فليصلّوا عليها فإنّي قد غفرت لها و أوجبت لها الجنّة بتثبيطها عبدي فلانا عن معصيتي
21165- محمّد بن الحسن قال قال أمير المؤمنين ع من ترك إنكار المنكر بقلبه و لسانه )و يده( فهو ميّت بين الأحياء في كلام هذا ختامه
و رواه المفيد في المقنعة أيضا مرسلا
21166- محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل و في عيون الأخبار عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقانيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبيه عن الرّضا ع قال قلت له لم سمّي الحواريّون الحواريّين فقال أمّا عند النّاس إلى أن قال و أمّا عندنا فسمّوا الحواريّون الحواريّين لأنّهم كانوا مخلصين في أنفسهم و مخلّصين لغيرهم من أوساخ الذّنوب بالوعظ و التّذكير الحديث
21167- و في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عبد اللّه بن جبلة عن أبي عبد اللّه الخراسانيّ عن الحسين بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال أيّما ناشئ نشأ في قومه ثمّ لم يؤدّب على معصية كان اللّه أوّل ما يعاقبهم به أن ينقص في أرزاقهم
21168- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من أحدّ سنان الغضب للّه قوي على قتل أشدّاء الباطل
21169- قال و روى ابن جرير الطّبريّ في تاريخه عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الفقيه قال إنّي سمعت عليّا ع يقول يوم لقينا أهل الشّام أيّها المؤمنون إنّه من رأى عدوانا يعمل به و منكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم و برئ و من أنكره بلسانه فقد أجر و هو أفضل من صاحبه و من أنكره بالسّيف لتكون كلمة اللّه العليا و كلمة الظّالمين السّفلى فذلك الّذي أصاب سبيل الهدى و قام على الطّريق و نوّر في قلبه اليقين
و رواه ابن الفتّال في روضة الواعظين مرسلا
-21170 قال الرّضيّ و قد قال ع في كلام له يجري هذا المجرى فمنهم المنكر للمنكر بقلبه و لسانه و يده فذلك المستكمل لخصال الخير و منهم المنكر بلسانه و قلبه التّارك بيده فذلك متمسّك بخصلتين من خصال الخير و مضيّع خصلة و منهم المنكر بقلبه و التّارك بيده و لسانه فذلك الّذي ضيّع أشرف الخصلتين من الثّلاث و تمسّك بواحدة و منهم تارك لإنكار المنكر بلسانه و قلبه و يده فذلك ميّت الأحياء و ما أعمال البرّ كلّها و الجهاد في سبيل اللّه عند الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر إلّا كنفثة في بحر لجّيّ و إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل و لا ينقصان من رزق و أفضل من ذلك كلمة عدل عند إمام جائر
21171- قال و عن أبي جحيفة قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول إنّ أوّل ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثمّ بألسنتكم ثمّ بقلوبكم فمن لم يعرف بقلبه معروفا و لم ينكر منكرا قلب فجعل أعلاه أسفله
و رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره مرسلا
21172- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من رواية أبي القاسم بن قولويه عن جابر عن أبي جعفر ع قال من مشى إلى سلطان جائر فأمره بتقوى اللّه و وعظه و خوّفه كان له مثل أجر الثّقلين الجنّ و الإنس و مثل أعمالهم
21173- الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ ع في تفسيره عن آبائه عن النّبيّ ص في حديث قال لقد أوحى اللّه إلى جبرئيل و أمره أن يخسف ببلد يشتمل على الكفّار و الفجّار فقال جبرئيل يا ربّ أخسف بهم إلّا بفلان الزّاهد ليعرف ما ذا يأمره اللّه فيه فقال اخسف بفلان قبلهم فسأل ربّه فقال يا ربّ عرّفني لم ذلك و هو زاهد عابد قال مكّنت له و أقدرته فهو لا يأمر بالمعروف و لا ينهى عن المنكر و كان يتوفّر على حبّهم في غضبي فقالوا يا رسول اللّه فكيف بنا و نحن لا نقدر على إنكار ما نشاهده من منكر فقال رسول اللّه ص لتأمرنّ بالمعروف و لتنهنّ عن المنكر أو ليعمّنّكم عذاب اللّه ثمّ قال من رأى منكم منكرا فلينكر بيده إن استطاع فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه فحسبه أن يعلم اللّه من قلبه أنّه لذلك كاره
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك هنا و في الجهاد و يأتي ما يدلّ عليه هنا و على إقامة الحدود في محلّه
باب 4 - وجوب إنكار العامّة على الخاصّة و تغيير المنكر إذا عملوا به
21174- محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد ع قال قال أمير المؤمنين ع إنّ اللّه لا يعذّب العامّة بذنب الخاصّة إذا عملت الخاصّة بالمنكر سرّا من غير أن تعلم العامّة فإذا عملت الخاصّة بالمنكر جهارا فلم تغيّر ذلك العامّة استوجب الفريقان العقوبة من اللّه عزّ و جلّ
و في عقاب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن أبي القاسم عن هارون بن مسلم مثله و زاد قال و قال رسول اللّه ص إنّ المعصية إذا عمل بها العبد سرّا لم تضرّ إلّا عاملها فإذا عمل بها علانية و لم يغيّر عليه أضرّت بالعامّة قال جعفر بن محمّد ع و ذلك أنّه يذلّ بعمله دين اللّه و يقتدي به أهل عداوة اللّه
21175- و بهذا الأسناد قال قال عليّ ع إنّ اللّه لا يعذّب العامّة بذنب الخاصّة و ذكر الحديث الأوّل ثمّ قال و قال لا يحضرنّ أحدكم رجلا يضربه سلطان جائر ظلما و عدوانا و لا مقتولا و لا مظلوما إذا لم ينصره لأنّ نصرته على المؤمن فريضة واجبة إذا هو حضره و العافية أوسع ما لم تلزمك الحجّة الظّاهرة قال و لمّا جعل التّفضّل في بني إسرائيل جعل الرّجل منهم يرى أخاه على الذّنب فينهاه فلا ينتهي فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله و جليسه و شريبه حتّى ضرب اللّه عزّ و جلّ قلوب بعضهم ببعض و نزل فيهم القرآن حيث يقول عزّ و جلّ لعن الّذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه الآية
و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم مثله إلى قوله الحجّة الظّاهرة و كذا كلّ ما قبله
21176- و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال ما أقرّ قوم بالمنكر بين أظهرهم لا يغيّرونه إلّا أوشك أن يعمّهم اللّه بعقاب من عنده
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 5 - وجوب إنكار المنكر بالقلب على كلّ حال و تحريم الرّضا به و وجوب الرّضا بالمعروف
21177- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يحيى الطّويل صاحب المقري عن أبي عبد اللّه ع قال حسب المؤمن غيرا إذا رأى منكرا أن يعلم اللّه عزّ و جلّ من قلبه إنكاره
و رواه الشّيخ بإسناده عن عليّ بن إبراهيم بالإسناد إلّا أنّه قال حسب المؤمن عزّا إذا رأى منكرا أن يعلم اللّه من نيّته أنّه له كاره
21178- محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه و من غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده
21179- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير عن زياد النّهديّ عن عبد اللّه بن وهب عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال حسب المؤمن نصرة أن يرى عدوّه يعمل بمعاصي اللّه
و رواه أيضا مرسلا و رواه في الخصال عن أبيه عن سعد عن أيّوب بن نوح عن ابن أبي عمير و رواه في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله
21180- و في عيون الأخبار و في العلل عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السّلام بن صالح الهرويّ قال قلت لأبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا ع يا ابن رسول اللّه ما تقول في حديث روي عن الصّادق ع قال إذا خرج القائم قتل ذراريّ قتلة الحسين ع بفعال آبائها فقال ع هو كذلك فقلت قول اللّه عزّ و جلّ و لا تزر وازرة وزر أخرى ما معناه قال صدق اللّه في جميع أقواله و لكن ذراريّ قتلة الحسين ع يرضون بفعال آبائهم و يفتخرون بها و من رضي شيئا كان كمن أتاه و لو أنّ رجلا قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الرّاضي عند اللّه عزّ و جلّ شريك القاتل و إنّما يقتلهم القائم ع إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم الحديث
21181- و في العلل و التّوحيد و عيون الأخبار بهذا الإسناد عن الرّضا ع قال قلت له لأيّ علّة أغرق اللّه عزّ و جلّ الدّنيا كلّها في زمن نوح ع و فيهم الأطفال و من لا ذنب له فقال ما كان فيهم الأطفال لأنّ اللّه عزّ و جلّ أعقم أصلاب قوم نوح و أرحام نسائهم أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا و لا طفل فيهم ما كان اللّه ليهلك بعذابه من لا ذنب له و أمّا الباقون من قوم نوح ع فأغرقوا بتكذيبهم لنبيّ اللّه نوح ع و سائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذّبين و من غاب عن أمر فرضي به كان كمن شاهده و أتاه
21182- و في الخصال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّ ع قال العامل بالظّلم و الرّاضي به و المعين عليه شركاء ثلاثة
21183- و عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير رفعه عن أبي عبد اللّه ع قال السّاعي قاتل ثلاثة قاتل نفسه و قاتل من سعى به و قاتل من سعى إليه
21184- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن الفضل بن محمّد عن هارون بن عمرو المجاشعيّ عن محمّد بن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع و عن المجاشعيّ عن الرّضا عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص يأتي على النّاس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الآنك في النّار يعني الرّصاص و ما ذاك إلّا لما يرى من البلاء و الأحداث في دينهم و لا يستطيعون له غيرا
21185- أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن محمّد بن مسلم رفعه قال قال أمير المؤمنين ع إنّما يجمع النّاس الرّضا و السّخط فمن رضي أمرا فقد دخل فيه و من سخطه فقد خرج منه
21186- و عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن جعفر بن بشير عن عبد الكريم بن عمرو الخثعميّ عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّه ع قال لو أنّ أهل السّماوات و الأرض لم يحبّوا أن يكونوا شهدوا مع رسول اللّه ص لكانوا من أهل النّار
21187- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في خطبة له يذكر فيها أصحاب الجمل فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين إلّا رجلا واحدا معتمدين لقتله بلا جرم لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه إذ حضروه و لم ينكروا و لم يدفعوا عنه بلسان و لا يد دع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة الّتي دخلوا بها عليهم
21188- و قال ع الرّاضي بفعل قوم كالدّاخل معهم فيه و على كلّ داخل في باطل إثمان إثم العمل به و إثم الرّضا به
21189- محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره عن محمّد بن هاشم عمّن حدّثه عن أبي عبد اللّه ع قال لمّا نزلت هذه الآية قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبيّنات و بالّذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين و قد علم أن قد قالوا و اللّه ما قتلنا و لا شهدنا و إنّما قيل لهم ابرءوا من قتلتهم فأبوا
21190- و عن محمّد بن الأرقط عن أبي عبد اللّه ع قال قال لي تنزل الكوفة فقلت نعم فقال ترون قتلة الحسين ع بين أظهركم قال قلت جعلت فداك ما بقي منهم أحد قال فأنت إذا لا ترى القاتل إلّا من قتل أو من ولي القتل أ لم تسمع إلى قول اللّه قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبيّنات و بالّذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين فأيّ رسول قتل الّذين كان محمّد ص بين أظهرهم و لم يكن بينه و بين عيسى رسول و إنّما رضوا قتل أولئك فسمّوا قاتلين
21191- و عن الحسن بيّاع الهرويّ يرفعه عن أحدهما ع في قوله فلا عدوان إلّا على الظّالمين قال إلّا على ذرّيّة قتلة الحسين ع
21192- و عن إبراهيم عمّن رواه عن أحدهما ع قال قلت فلا عدوان إلّا على الظّالمين قال لا يعتدي اللّه على أحد إلّا على نسل ولد قتلة الحسين ع
أقول تقدّم وجهه و علّته و الاعتداء مجاز
21193- و عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ أو كالّذي مرّ على قرية و هي خاوية على عروشها قال إنّ اللّه بعث إلى بني إسرائيل نبيّا يقال له إرميا إلى أن قال فأوحى اللّه إليه أن قل لهم إنّ البيت بيت المقدس و الغرس بنو إسرائيل عملوا بالمعاصي فلأسلّطنّ عليهم في بلدهم من يسفك دماءهم و يأخذ أموالهم فإن بكوا إليّ لم أرحم بكاءهم و إن دعوني لم أستجب دعاءهم ثمّ لأخربنّها مائة عام ثمّ لأعمرنّها فلمّا حدّثهم اجتمع العلماء فقالوا يا رسول اللّه ما ذنبنا نحن و لم نكن نعمل بعملهم فعاود لنا ربّك إلى أن قال ثمّ أوحى اللّه قل لهم لأنّكم رأيتم المنكر فلم تنكروه فسلّط اللّه عليهم بختنصّر فصنع بهم ما قد بلغك الحديث
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 6 - وجوب إظهار الكراهة للمنكر و الإعراض عن فاعله
21194- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ص أمرنا رسول اللّه ص أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب إلّا أنّه قال قال أمير المؤمنين ع أدنى الإنكار أن تلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة
21195- و عن محمّد بن يحيى عن الحسين عن عليّ بن مهزيار عن النّضر بن سويد عن درست عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على أهلها فلمّا انتهيا إلى المدينة فوجدا فيها رجلا يدعو و يتضرّع إلى أن قال فعاد أحدهما إلى اللّه فقال يا ربّ إنّي انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعوك و يتضرّع إليك فقال امض لما أمرتك به فإنّ ذا رجل لم يتمعّر وجهه غيظا لي قطّ
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 7 - وجوب هجر فاعل المنكر و التّوصّل إلى إزالته بكلّ وجه ممكن
21196- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول و اللّه ما النّاصب لنا حربا بأشدّ علينا مئونة من النّاطق علينا بما نكره فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه فردّوه عنها فإن قبل منكم و إلّا فتحمّلوا عليه بمن يثقّل عليه و يسمع منه فإنّ الرّجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتّى تقضى فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم فإن هو قبل منكم و إلّا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم الحديث
21197- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة قال قال أبو عبد اللّه ع لآخذنّ البريء منكم بذنب السّقيم و لم لا أفعل و يبلغكم عن الرّجل ما يشينكم و يشينني فتجالسونهم و تحدّثونهم فيمرّ بكم المارّ فيقول هؤلاء شرّ من هذا فلو أنّكم إذا بلغكم عنه ما تكرهون زبرتموهم و نهيتموهم كان أبرّ بكم و بي
21198- و عنهم عن سهل عن ابن محبوب عن خطّاب بن محمّد عن الحارث بن المغيرة أنّ أبا عبد اللّه ع قال له لأحملنّ ذنوب سفهائكم على علمائكم إلى أن قال ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرّجل منكم ما تكرهون و ما يدخل علينا به الأذى أن تأتوه فتؤنّبوه و تعذّلوه و تقولوا له قولا بليغا قلت جعلت فداك إذا لا يقبلون منّا قال اهجروهم و اجتنبوا مجالسهم
و رواه ابن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب عن أبي محمّد عن الحارث بن المغيرة مثله
21199- محمّد بن الحسن قال قال الصّادق ع لقوم من أصحابه إنّه قد حقّ لي أن آخذ البريء منكم بالسّقيم و كيف لا يحقّ لي ذلك و أنتم يبلغكم عن الرّجل منكم القبيح فلا تنكرون عليه و لا تهجرونه و لا تؤذونه حتّى يترك
و رواه المفيد في المقنعة أيضا مرسلا
21200- و في المجالس و الأخبار بالإسناد الآتي عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال لو أنّكم إذا بلغكم عن الرّجل شيء تمشّيتم إليه فقلتم يا هذا إمّا أن تعتزلنا و تجتنبنا و إمّا أن تكفّ عن هذا فإن فعل و إلّا فاجتنبوه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 8 - وجوب الغضب للّه بما غضب به لنفسه
21201- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن بعض أصحابنا عن بشر بن عبد اللّه عن أبي عصمة قاضي مرو عن جابر عن أبي جعفر ع في حديث قال أوحى اللّه إلى شعيب النّبيّ ع أنّي معذّب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم و ستّين ألفا من خيارهم فقال ع يا ربّ هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه داهنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي
21202- و عنهم عن أحمد عن يعقوب بن يزيد رفعه قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر خلقان من خلق اللّه فمن نصرهما نصره اللّه و من خذلهما خذله اللّه
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبد اللّه و كذا الّذي قبله
-21203 أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن جعفر بن محمّد عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح عن أبي عبد اللّه ع عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين ع قال قال موسى بن عمران ع يا ربّ من أهلك الّذين تظلّهم في ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك فأوحى اللّه إليه الطّاهرة قلوبهم و البريئة أيديهم الّذين يذكرون جلالي ذكر آبائهم إلى أن قال و الّذين يغضبون لمحارمي إذا استحلّت مثل النّمر إذا جرح
21204- محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ عن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال دخل موسى بن جعفر ع على هارون الرّشيد و قد استخفّه الغضب على رجل فأمر أن يضرب ثلاثة حدود فقال إنّما تغضب للّه فلا تغضب له بأكثر ممّا غضب لنفسه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 9 - وجوب أمر الأهلين بالمعروف و نهيهم عن المنكر
21205- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل عن محمّد بن عذافر عن إسحاق بن عمّار عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللّه ع قال لمّا نزلت هذه الآية يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا جلس رجل من المسلمين يبكي و قال أنا عجزت عن نفسي كلّفت أهلي فقال رسول اللّه ص حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك و تنهاهم عمّا تنهى عنه نفسك
21206- و عنهم عن أحمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير في قول اللّه عزّ و جلّ قوا أنفسكم و أهليكم نارا قلت كيف أقيهم قال تأمرهم بما أمر اللّه و تنهاهم عمّا نهاهم اللّه فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم و إن عصوك كنت قد قضيت ما عليك
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد و كذا الّذي قبله
21207- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ قوا أنفسكم و أهليكم نارا كيف نقي أهلنا قال تأمرونهم و تنهونهم
الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن النّضر بن سويد عن زرعة عن أبي بصير و ذكر الحديث و الّذي قبله و رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد و كذا الّذي قبله أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك عموما و يأتي ما يدلّ عليه
باب 10 - وجوب الإتيان بما يأمر به من الواجبات و ترك ما ينهى عنه من المحرّمات
21208- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن عبد اللّه بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه ع في قوله تعالى فلمّا نسوا ما ذكّروا به أنجينا الّذين ينهون عن السّوء قال كانوا ثلاثة أصناف صنف ائتمروا و أمروا فنجوا و صنف ائتمروا و لم يأمروا فمسخوا ذرّا و صنف لم يأتمروا و لم يأمروا فهلكوا
و رواه الصّدوق في الخصال عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن سهل بن زياد نحوه
21209- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ع قال في وصيّته لولده محمّد بن الحنفيّة يا بنيّ اقبل من الحكماء مواعظهم و تدبّر أحكامهم و كن آخذ النّاس بما تأمر به و أكفّ النّاس عمّا تنهى عنه و أمر بالمعروف تكن من أهله فإنّ استتمام الأمور عند اللّه تبارك و تعالى الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر
21210- و في الخصال عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال إنّما يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال عامل بما يأمر به تارك لما ينهى عنه عادل فيما يأمر عادل فيما ينهى رفيق فيما يأمر رفيق فيما ينهى
21211- و في المجالس عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال قلت لأبي عبد اللّه الصّادق ع بم يعرف النّاجي فقال من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج و من لم يكن فعله لقوله موافقا فإنّما ذلك مستودع
21212- و عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد بن عامر عن عبد اللّه بن عامر عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع في حديث وصف المؤمن و المنافق قال و المنافق ينهى و لا ينتهي و يأمر بما لا يأتي
21213- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من نصب نفسه للنّاس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره و ليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه و معلّم نفسه و مؤدّبها أحقّ بالإجلال من معلّم النّاس و مؤدّبهم
21214- قال و قال ع لرجل سأله أن يعظه لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير العمل إلى أن قال ينهى و لا ينتهي و يأمر بما لا يأتي الحديث
21215- قال و قال ع )و أمروا بالمعروف و ائتمروا به( و انهوا عن المنكر و تناهوا عنه و إنّما أمرنا بالنّهي بعد التّناهي
21216- قال و قال ع في خطبة له فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون ظهر الفساد فلا منكر مغيّر و لا زاجر مزدجر لعن اللّه الآمرين بالمعروف التّاركين له و النّاهين عن المنكر العاملين به
21217- الحسن بن محمّد الدّيلميّ في الإرشاد عن رسول اللّه ص قال قيل له لا نأمر بالمعروف حتّى نعمل به كلّه و لا ننهى عن المنكر حتّى ننتهي عنه كلّه فقال لا بل مروا بالمعروف و إن لم تعملوا به كلّه و انهوا عن المنكر و إن لم تنتهوا عنه كلّه
21218- قال و قال ص رأيت ليلة أسري بي إلى السّماء قوما تقرض شفاههم بمقاريض من نار ثمّ ترمى فقلت يا جبرئيل من هؤلاء فقال خطباء أمّتك يأمرون النّاس بالبرّ و ينسون أنفسهم و هم يتلون الكتاب أ فلا يعقلون
21219- محمّد بن الحسن في المجالس و الأخبار بإسناده الآتي عن أبي ذرّ عن رسول اللّه ص في وصيّته له قال يا أبا ذرّ يطّلع قوم من أهل الجنّة إلى قوم من أهل النّار فيقولون ما أدخلكم النّار و إنّما دخلنا الجنّة بفضل تعليمكم و تأديبكم فيقولون إنّا كنّا نأمركم بالخير و لا نفعله
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 11 - تحريم إسخاط الخالق في مرضاة المخلوق حتّى الوالدين و وجوب العكس
21220- محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن العلاء عن محمّد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع لا دين لمن دان بطاعة من عصى اللّه و لا دين لمن دان بفرية باطل على اللّه و لا دين لمن دان بجحود شيء من آيات اللّه
21221- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص من طلب مرضاة النّاس بما يسخط اللّه عزّ و جلّ كان حامده من النّاس ذامّا و من آثر طاعة اللّه عزّ و جلّ بغضب النّاس كفاه اللّه عزّ و جلّ عداوة كلّ عدوّ و حسد كلّ حاسد و بغي كلّ باغ و كان اللّه له ناصرا و ظهيرا
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد مثله
21222- و عنهم عن أحمد عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي قرّة عن أبي عبد اللّه ع قال كتب رجل إلى الحسين ع عظني بحرفين فكتب إليه من حاول أمرا بمعصية اللّه كان أفوت لما يرجو و أسرع لمجيء ما يحذر
21223 و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه قال قال رسول اللّه ص من أرضى سلطانا جائرا بسخط اللّه خرج من دين اللّه
21224 و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من طلب مرضاة النّاس بما يسخط اللّه عزّ و جلّ كان حامده من النّاس ذامّا
و رواه الصّدوق في الخصال عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن السّكونيّ مثله
21225- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن صفوان بن يحيى عن أبي عبد اللّه ع قال لا تسخطوا اللّه برضا أحد من خلقه و لا تتقرّبوا إلى النّاس بتباعد من اللّه
21226- قال و من ألفاظ رسول اللّه ص لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
و رواه الرّضيّ في نهج البلاغة مرسلا عن عليّ ع
21227- و في عيون الأخبار بأسانيده السّابقة في إسباغ الوضوء عن الرّضا عن آبائه عن عليّ ع قال لا دين لمن دان بطاعة مخلوق في معصية الخالق
21228- و بإسناد يأتي في فعل المعروف إلى غير أهله عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص من أرضى سلطانا بما أسخط اللّه خرج من دين اللّه
-21229 و بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرّضا ع في كتابه إلى المأمون قال و برّ الوالدين واجب و إن كانا مشركين و لا طاعة لهما في معصية الخالق و لا لغيرهما فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
و في الخصال بإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمّد ع في حديث شرائع الدّين مثله
21230- و في كتاب التّوحيد عن عليّ بن أحمد الدّقّاق عن محمّد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ عن الحسين بن الحسن بن بردة عن العبّاس بن عمرو الفقيميّ عن إبراهيم بن محمّد العلويّ عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال سمعته ع يقول ما اتّقى اللّه يتّقى و من أطاع اللّه يطاع و قال من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوقين و من أسخط الخالق فقمن أن يسلّط اللّه عليه سخط المخلوق الحديث
و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن المختار بن محمّد بن المختار و عن محمّد بن الحسن عن عبد اللّه بن الحسن العلويّ جميعا عن الفتح بن يزيد مثله
21231- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن جعفر بن أحمد عن عبيد اللّه بن موسى عن الحسين بن عليّ بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في قوله عزّ و جلّ و اتّخذوا من دون اللّه آلهة ليكونوا لهم عزّا كلّا سيكفرون بعبادتهم و يكونون عليهم ضدّا قال ليس العبادة هي السّجود و الرّكوع إنّما هي طاعة الرّجال من أطاع المخلوق في معصية الخالق فقد عبده
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 12 - كراهة التّعرّض للذّلّ
21232- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن الحسين عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاريّ عن عبد اللّه بن سنان عن أبي الحسن الأحمسيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه فوّض إلى المؤمن أموره كلّها و لم يفوّض إليه أن يكون ذليلا أ ما تسمع اللّه عزّ و جلّ يقول و للّه العزّة و لرسوله و للمؤمنين فالمؤمن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا ثمّ قال إنّ المؤمن أعزّ من الجبل إنّ الجبل يستقلّ منه بالمعاول و المؤمن لا يستقلّ من دينه شيء
و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن الحسن مثله
21233- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ اللّه عزّ و جلّ فوّض إلى المؤمن أموره كلّها و لم يفوّض إليه أن يذلّ نفسه أ ما تسمع لقول اللّه عزّ و جلّ و للّه العزّة و لرسوله و للمؤمنين فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا يعزّه اللّه بالإيمان و الإسلام
و عن محمّد بن أحمد عن عبد اللّه بن الصّلت عن يونس عن سعدان عن سماعة عن أبي عبد اللّه ع مثله إلى قوله و لا يكون ذليلا
21234- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه تبارك و تعالى فوّض إلى المؤمن كلّ شيء إلّا إذلال نفسه
21235- محمّد بن عليّ بن الحسين في الخصال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن خلّاد عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال ما أحبّ أنّ لي بذلّ نفسي حمر النّعم و ما تجرّعت جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ لا أكافئ بها صاحبها
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 13 - كراهة التّعرّض لما لا يطيق و الدّخول فيما يوجب الاعتذار
21236- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن داود الرّقّيّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه قيل له و كيف يذلّ نفسه قال يتعرّض لما لا يطيق
و رواه الشّيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله
21237- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن محمّد بن سنان عن مفضّل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه قلت بما يذلّ نفسه قال يدخل فيما يعتذر منه
و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد مثله
21238- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان و الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إيّاك و ما تعتذر منه فإنّ المؤمن لا يسيء و لا يعتذر و المنافق يسيء كلّ يوم و يعتذر
21239- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الاستغناء عن العذر أعزّ من الصّدق به
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 14 - استحباب الرّفق بالمؤمنين في أمرهم بالمندوبات و الاقتصار على ما لا يثقل على المأمور و يزهّد في الدّين و كذا النّهي عن المكروهات
21240- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد اللّه ع قال يا عمر لا تحملوا على شيعتنا و ارفقوا بهم فإنّ النّاس لا يحتملون ما تحملون
21241- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن الحسن بن محبوب عن عمّار بن أبي الأحوص عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه وضع الإيمان على سبعة أسهم على البرّ و الصّدق و اليقين و الرّضا و الوفاء و العلم و الحلم ثمّ قسم ذلك بين النّاس فمن جعل فيه السّبعة الأسهم فهو كامل محتمل و قسم لبعض النّاس السّهم و لبعضهم السّهمين و لبعضهم الثّلاثة حتّى انتهوا إلى سبعة ثمّ قال لا تحملوا على صاحب السّهم سهمين و لا على صاحب السّهمين ثلاثة فتبهظوهم ثمّ قال كذلك حتّى انتهى إلى سبعة
21242- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعا عن ابن فضّال عن حسن بن الجهم عن أبي اليقظان عن يعقوب بن الضّحّاك عن رجل عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه جرى ذكر قوم قال فقلت له إنّا لنبرأ منهم إنّهم لا يقولون ما نقول قال فقال يتولّونا و لا يقولون ما تقولون تبرءون منهم قلت نعم قال فهو ذا عندنا ما ليس عندكم فينبغي لنا أن نبرأ منكم إلى أن قال فتولّوهم و لا تبرءوا منهم إنّ من المسلمين من له سهم و منهم من له سهمان و منهم من له ثلاثة أسهم و منهم من له أربعة أسهم و منهم من له خمسة أسهم و منهم من له ستّة أسهم و منهم من له سبعة أسهم فليس ينبغي أن يحمل صاحب السّهم على ما عليه صاحب السّهمين و لا صاحب السّهمين على ما عليه صاحب الثّلاثة و لا صاحب الثّلاثة على ما عليه صاحب الأربعة و لا صاحب الأربعة على ما عليه صاحب الخمسة و لا صاحب الخمسة على ما عليه صاحب السّتّة و لا صاحب السّتّة على ما عليه صاحب السّبعة و سأضرب لك مثلا إنّ رجلا كان له جار و كان نصرانيّا فدعاه إلى الإسلام و زيّنه له فأجابه فأتاه سحيرا فقرع عليه الباب فقال من هذا قال أنا فلان قال و ما حاجتك قال توضّأ و البس ثوبيك و مرّ بنا إلى الصّلاة قال فتوضّأ و لبس ثوبيه و خرج معه قال فصلّيا ما شاء اللّه ثمّ صلّيا الفجر ثمّ مكثا حتّى أصبحا فقام الّذي كان نصرانيّا يريد منزله فقال له الرّجل أين تذهب النّهار قصير و الّذي بينك و بين الظّهر قليل قال فجلس معه إلى أن صلّى الظّهر ثمّ قال و ما بين الظّهر و العصر قليل فاحتبسه حتّى صلّى العصر قال ثمّ قام و أراد أن ينصرف إلى منزله فقال له إنّ هذا آخر النّهار و أقلّ من أوّله فاحتبسه حتّى صلّى المغرب ثمّ أراد أن ينصرف إلى منزله فقال له إنّما بقيت صلاة واحدة قال فمكث حتّى صلّى العشاء الآخرة ثمّ تفرّقا فلمّا كان سحيرا غدا عليه فضرب عليه الباب فقال من هذا قال أنا فلان قال و ما حاجتك قال توضّأ و البس ثوبيك و اخرج فصلّ قال اطلب لهذا الدّين من هو أفرغ منّي و أنا إنسان مسكين و عليّ عيال فقال أبو عبد اللّه ع أدخله في شيء أخرجه منه أو قال أدخله من مثل ذه و أخرجه من مثل هذا
21243- و عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن موسى عن أحمد بن عمر عن يحيى بن أبان عن شهاب قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول لو علم النّاس كيف خلق اللّه تبارك و تعالى هذا الخلق لم يلم أحد أحدا فقلت أصلحك اللّه فكيف ذلك فقال إنّ اللّه خلق أجزاء بلغ بها تسعة و أربعين جزءا ثمّ جعل الأجزاء أعشارا فجعل الجزء عشرة أعشار ثمّ قسمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزء و في آخر عشري جزء حتّى بلغ به جزءا تامّا و في آخر جزءا و عشر جزء و في آخر جزءا و عشري جزء و آخر جزءا و ثلاثة أعشار جزء حتّى بلغ به جزءين تامّين ثمّ بحساب ذلك حتّى بلغ بأرفعهم تسعة و أربعين جزءا فمن لم يجعل فيه إلّا عشر جزء لم يقدر أن يكون مثل صاحب العشرين و كذلك صاحب العشرين لا يكون مثل صاحب الأعشار و كذلك من تمّ له جزء لا يقدر على أن يكون مثل صاحب الجزءين و لو علم النّاس أنّ اللّه عزّ و جلّ خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا
21244- و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن بعض أصحابه عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان عن محمّد بن عثمان عن محمّد بن حمّاد الخزّاز عن عبد العزيز القراطيسيّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا عبد العزيز إنّ الإيمان عشر درجات بمنزلة السّلّم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة فلا يقولنّ صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء حتّى ينتهي إلى العاشرة فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك و إذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق و لا تحملنّ عليه ما لا يطيق فتكسره فإنّ من كسر مؤمنا فعليه جبره
و رواه الصّدوق في الخصال عن محمّد بن الحسن عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد عن أبي عبد اللّه الرّازيّ عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان مثله و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن الحسين بن معاوية عن محمّد بن حمّاد نحوه و زاد في الرّوايتين و كان المقداد في الثّامنة و أبو ذرّ في التّاسعة و سلمان في العاشرة
-21245 و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال قال أبو جعفر ع إنّ المؤمنين على منازل منهم على واحدة و منهم على اثنتين و منهم على ثلاث و منهم على أربع و منهم على خمس و منهم على ستّ و منهم على سبع فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة اثنتين لم يقو و على صاحب الثّنتين ثلاثا لم يقو و على صاحب الثّلاث أربعا لم يقو و على صاحب الأربع خمسا لم يقو و على صاحب الخمس ستّا لم يقو و على صاحب السّتّ سبعا لم يقو و على هذه الدّرجات
21246- و عنه عن أحمد عن عليّ بن الحكم عن محمّد بن سنان عن الصّبّاح بن سيابة عن أبي عبد اللّه ع قال ما أنتم و البراءة يبرأ بعضكم من بعض إنّ المؤمنين بعضهم أفضل من بعض و بعضهم أكثر صلاة من بعض و بعضهم أنفذ بصرا من بعض و هي الدّرجات
21247- محمّد بن عليّ بن الحسين في الخصال عن أبيه عن سعد عن القاسم بن محمّد الأصفهانيّ عن المنقريّ عن سفيان بن عيينة عن الزّهريّ عن عليّ بن الحسين ع قال كان آخر ما أوصى به الخضر موسى ع قال لا تعيّرنّ أحدا بذنب و إنّ أحبّ الأمور إلى اللّه ثلاثة القصد في الجدة و العفو في المقدرة و الرّفق بعباد اللّه و ما رفق أحد بأحد في الدّنيا إلّا رفق اللّه به يوم القيامة و رأس الحكمة مخافة اللّه عزّ و جلّ
-21248 و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن عمّار بن أبي الأحوص قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ عندنا قوما يقولون بأمير المؤمنين ع و يفضّلونه على النّاس كلّهم و ليس يصفون ما نصف من فضلكم أ نتولّاهم فقال لي نعم في الجملة أ ليس عند اللّه ما لم يكن عند رسول اللّه ص و لرسول اللّه ص عند اللّه ما ليس لنا و عندنا ما ليس عندكم و عندكم ما ليس عند غيركم إنّ اللّه وضع الإسلام على سبعة أسهم على الصّبر و الصّدق و اليقين و الرّضا و الوفاء و العلم و الحلم ثمّ قسم ذلك بين النّاس فمن جعل فيه هذه السّبعة الأسهم فهو كامل محتمل ثمّ قسم لبعض النّاس السّهم و لبعضهم السّهمين و لبعض الثّلاثة الأسهم و لبعض الأربعة الأسهم و لبعض الخمسة الأسهم و لبعض السّتّة الأسهم و لبعض السّبعة الأسهم فلا تحملوا على صاحب السّهم سهمين و لا على صاحب السّهمين ثلاثة أسهم و لا على صاحب الثّلاثة أربعة أسهم و لا على صاحب الأربعة خمسة أسهم و لا على صاحب الخمسة ستّة أسهم و لا على صاحب السّتّة سبعة أسهم فتثقّلوهم و تنفّروهم و لكن ترفقوا بهم و سهّلوا لهم المدخل و سأضرب لك مثلا تعتبر به إنّه كان رجل مسلم و كان له جار كافر و كان الكافر يرافق المؤمن فلم يزل يزيّن له الإسلام حتّى أسلم فغدا عليه المؤمن فاستخرجه من منزله فذهب به إلى المسجد ليصلّي معه الفجر جماعة فلمّا صلّى قال له لو قعدنا نذكر اللّه حتّى تطلع الشّمس فقعد معه فقال له لو تعلّمت القرآن إلى أن تزول الشّمس و صمت اليوم كان أفضل فقعد معه و صام حتّى صلّى الظّهر و العصر فقال له لو صبرت حتّى تصلّي المغرب و العشاء الآخرة كان أفضل فقعد معه حتّى صلّى المغرب و العشاء الآخرة ثمّ نهضا و قد بلغ مجهوده و حمل عليه ما لا يطيق فلمّا كان من الغد غدا عليه و هو يريد مثل ما صنع بالأمس فدقّ عليه بابه ثمّ قال له اخرج حتّى نذهب إلى المسجد فأجابه أن انصرف عنّي فإنّ هذا دين شديد لا أطيقه فلا تخرقوا بهم أ ما علمت أنّ إمارة بني أميّة كانت بالسّيف و العسف و الجور و أنّ إمامتنا بالرّفق و التّألّف و الوقار و التّقيّة و حسن الخلطة و الورع و الاجتهاد فرغّبوا النّاس في دينكم و في ما أنتم فيه
باب 15 - وجوب الحبّ في اللّه و البغض في اللّه و الإعطاء في اللّه و المنع في اللّه
21249- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى و أحمد بن محمّد بن خالد و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن عليّ بن رئاب عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي عبد اللّه ع قال من أحبّ للّه و أبغض للّه و أعطى للّه فهو ممّن كمل إيمانه
21250- و بالإسناد عن ابن محبوب عن مالك بن عطيّة عن سعيد الأعرج عن أبي عبد اللّه ع قال من أوثق عرى الإيمان أن تحبّ في اللّه و تبغض في اللّه و تعطي في اللّه و تمنع في اللّه
و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال و في المجالس عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب مثله
21251- و بالإسناد عن ابن محبوب عن محمّد بن النّعمان الأحول عن سلّام بن المستنير عن أبي جعفر ع قال ودّ المؤمن )للمؤمن( في اللّه من أعظم شعب الإيمان ألا و من أحبّ في اللّه و أبغض في اللّه و أعطى في اللّه و منع في اللّه فهو من أصفياء اللّه
و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن محبوب و كذا الّذي قبله و كذا الحديث الأوّل
21252- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول إنّ المتحابّين في اللّه يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور وجوههم و نور أجسادهم و نور منابرهم على كلّ شيء حتّى يعرفوا به فيقال هؤلاء المتحابّون في اللّه
و رواه البرقيّ في المحاسن عن الحسن بن عليّ الوشّاء نحوه و عن أبيه مرسلا عن أبي جعفر ع نحوه و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبي الحسن عليه السّلام نحوه
21253- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن عليّ عن عمر بن جبلة عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص المتحابّون في اللّه يوم القيامة على أرض زبرجدة خضراء في ظلّ عرشه عن يمينه و كلتا يديه يمين وجوههم أشدّ بياضا و أضوأ من الشّمس الطّالعة يغبطهم بمنزلتهم كلّ ملك مقرّب و كلّ نبيّ مرسل يقول النّاس من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابّون في اللّه
21254- و عنهم عن أحمد عن أبيه عن النّضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال إذا جمع اللّه الأوّلين و الآخرين قام مناد فنادى يسمع النّاس فيقول أين المتحابّون في اللّه قال فيقوم عنق من النّاس فيقال لهم اذهبوا إلى الجنّة بغير حساب قال فتلقّاهم الملائكة فيقولون إلى أين فيقولون إلى الجنّة بغير حساب قال و يقولون و أيّ ضرب أنتم من النّاس فيقولون نحن المتحابّون في اللّه قال فيقولون أيّ شيء كانت أعمالكم قالوا كنّا نحبّ في اللّه و نبغض في اللّه قال فيقولون نعم أجر العاملين
-21255 و عنهم عن أحمد عن عليّ بن حسّان عمّن ذكره عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللّه ع قال ثلاث من علامات المؤمن علمه باللّه و من يحبّ و من يبغض
و رواه البرقيّ في المحاسن و كذا الحديثان قبله
21256- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن يحيى الحلبيّ عن بشير الكناسيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قد يكون حبّ في اللّه و رسوله و حبّ في الدّنيا فما كان في اللّه و رسوله فثوابه على اللّه و ما كان في الدّنيا فليس بشيء
و رواه الصّدوق في كتاب الإخوان بسنده عن أبي عبد اللّه ع و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن النّضر بن سويد مثله
21257- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ من أوثق عرى الإيمان الحبّ في اللّه و البغض في اللّه
-21258 و في عيون الأخبار بأسانيده الآتية عن الفضل بن شاذان عن الرّضا ع في كتابه إلى المأمون قال و حبّ أولياء اللّه عزّ و جلّ واجب و كذلك بغض أعدائهم و البراءة منهم و من أئمّتهم
21259- و في كتاب الإخوان بإسناده عن حمران بن أعين عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ للّه عمودا من زبرجد أعلاه معقود بالعرش و أسفله في تخوم الأرضين السّابعة عليه سبعون ألف قصر في كلّ قصر سبعون ألف مقصورة في كلّ مقصورة سبعون ألف حوراء قد أعدّ اللّه ذلك للمتحابّين في اللّه و المتباغضين في اللّه
21260- الحسن بن محمّد الدّيلميّ في الإرشاد عن الباقر ع قال أحبب حبيب آل محمّد ص و إن كان فاسقا زانيا و أبغض مبغض آل محمّد ص و إن كان صوّاما قوّاما
21261- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب عن أبي عبد اللّه ع قال من أحبّ للّه و أبغض للّه و أعطى للّه فهو ممّن كمل إيمانه
21262- و عنه ع قال من أوثق عرى الإيمان أن تحبّ للّه و تبغض للّه و تعطي في اللّه و تمنع في اللّه
-21263 الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن أبي عمير عن صبّاح الحذّاء عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عن آبائه ع عن رسول اللّه ص في حديث قال إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من اللّه عزّ و جلّ يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم فيقول أين جيران اللّه جلّ جلاله في داره فيقوم عنق من النّاس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون ما كان عملكم في دار الدّنيا فصرتم اليوم جيران اللّه تعالى في داره فيقولون كنّا نتحابّ في اللّه و نتوازر في اللّه تعالى قال فينادي مناد من عند اللّه تعالى صدق عبادي خلّوا سبيلهم فينطلقون إلى جوار اللّه في الجنّة بغير حساب ثمّ قال أبو جعفر ع فهؤلاء جيران اللّه في داره يخاف النّاس و لا يخافون و يحاسب النّاس و لا يحاسبون
21264- أحمد بن محمّد بن خالد في المحاسن عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن حريز بن عبد اللّه عن فضيل بن يسار قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الحبّ و البغض أ من الإيمان هو فقال و هل الإيمان إلّا الحبّ و البغض ثمّ تأوّل هذه الآية حبّب إليكم الإيمان و زيّنه في قلوبكم و كرّه إليكم الكفر و الفسوق و العصيان أولئك هم الرّاشدون
و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حريز مثله
21265- و عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن صفوان الجمّال عن أبي عبيدة زياد الحذّاء عن أبي جعفر ع في حديث أنّه قال له يا زياد ويحك و هل الدّين إلّا الحبّ أ لا ترى إلى قوله قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه و يغفر لكم ذنوبكم أ و لا ترى قول اللّه لمحمّد ص حبّب إليكم الإيمان و زيّنه في قلوبكم و قال يحبّون من هاجر إليهم فقال الدّين هو الحبّ و الحبّ هو الدّين
21266- و عن أبيه عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان عن محمّد بن عجلان عن أبي عبد اللّه ع قال ويل لمن يبدّل نعمة اللّه كفرا طوبى للمتحابّين في اللّه
21267- و عن محمّد بن خالد الأشعريّ عن إبراهيم بن محمّد الأشعريّ عن حسين بن مصعب قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من أحبّ اللّه و أبغض عدوّه لم يبغضه لوتر وتره في الدّنيا ثمّ جاء يوم القيامة بمثل زبد البحر ذنوبا كفّرها اللّه له
21268- و عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عمّن ذكره عن عبد اللّه بن القاسم الجعفريّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول حبّ الأبرار للأبرار ثواب للأبرار و حبّ الأبرار للأبرار فضيلة للأبرار و حبّ الفجّار للأبرار زين للأبرار و بغض الأبرار للفجّار خزي على الفجّار
و رواه الصّدوق في كتاب الإخوان بسنده عن عبد اللّه بن القاسم الجعفريّ مثله
21269- و بهذا الإسناد قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من وضع حبّه في غير موضع فقد تعرّض للقطيعة
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 16 - استحباب إقامة السّنن الحسنة و إجراء عادات الخير و الأمر بها و تعليمها و تحريم إجراء عادات الشّرّ
21270- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن عليّ بن الحكم عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من علّم خيرا فله مثل أجر من عمل به قلت فإن علّمه غيره يجري ذلك له قال إن علّمه النّاس كلّهم جرى له قلت فإن مات قال و إن مات
21271- و عنه عن أحمد عن محمّد بن عبد الحميد عن العلاء بن رزين عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر ع قال من علّم باب هدى فله مثل أجر من عمل به و لا ينقص أولئك من أجورهم شيئا و من علّم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به و لا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا
21272- محمّد بن عليّ بن الحسين في ثواب الأعمال عن النّبيّ ص قال الدّالّ على الخير كفاعله
21273- و عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن محمّد بن أحمد عن أبي عبد اللّه البرقيّ عمّن رواه عن أبان عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه قال قال أبو عبد اللّه ع لا يتكلّم الرّجل بكلمة حقّ يؤخذ بها إلّا كان له مثل أجر من أخذ بها و لا يتكلّم بكلمة ضلال يؤخذ بها إلّا كان عليه مثل وزر من أخذ بها
21274- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب عن ميمون القدّاح عن أبي جعفر ع قال أيّما عبد من عباد اللّه سنّ سنّة هدى كان له مثل أجر من عمل بذلك من غير أن ينقص من أجورهم شيء و أيّما عبد من عباد اللّه سنّ سنّة ضلال كان عليه مثل وزر من فعل ذلك من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
21275- و في الأمالي عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن منصور عن هشام بن سالم عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال ليس يتبع الرّجل بعد موته من الأجر إلّا ثلاث خصال صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته و سنّة هدى سنّها فهي يعمل بها بعد موته و ولد صالح يستغفر له
و رواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن عيسى و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله
21276- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن ابن محبوب عن إسماعيل الجعفيّ قال سمعت أبا جعفر ع يقول من استنّ بسنّة عدل فاتّبع كان له أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيء و من استنّ سنّة جور فاتّبع كان عليه مثل وزر من عمل به من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء
21277- و عن الحسين بن سيف عن أخيه عليّ عن أبيه سيف بن عميرة عن أبي جعفر عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص من تمسّك بسنّتي في اختلاف أمّتي كان له أجر مائة شهيد
21278- و عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبان بن محمّد البجليّ عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال من عمل باب هدى كان له أجر من عمل به و لا ينقص أولئك من أجورهم و من عمل باب ضلال كان عليه مثل وزر من عمل به و لا ينقص أولئك من أوزارهم
21279- و عن الحسن بن عليّ بن يقطين عن سعدان بن مسلم عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال ما من مؤمن سنّ على نفسه سنّة حسنة أو شيئا من الخير ثمّ حال بينه و بين ذلك حائل إلّا كتب اللّه له ما أجرى على نفسه أيّام الدّنيا
21280- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن عليّ ع في خطبة له قال و ما أحدثت بدعة إلّا تركت بها سنّة فاتّقوا البدع و الزموا المهيع إنّ عوازم الأمور أفضلها و إنّ محدثاتها شرارها
أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في الوقوف
باب 17 - وجوب حبّ المؤمن و بغض الكافر و تحريم العكس
21281- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم و حفص بن البختريّ جميعا عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ الرّجل ليحبّكم و ما يعرف ما أنتم عليه فيدخله اللّه الجنّة بحبّكم و إنّ الرّجل ليبغضكم و ما يعلم ما أنتم عليه فيدخله اللّه ببغضكم النّار
21282- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر و ابن فضّال جميعا عن صفوان الجمّال عن أبي عبد اللّه ع قال ما التقى مؤمنان قطّ إلّا كان أفضلهما أشدّهما حبّا لأخيه
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر مثله
21283- و عنهم عن أحمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ المسلمين يلتقيان فأفضلهما أشدّهما حبّا لصاحبه
21284- و عنهم عن أحمد عن محمّد بن عيسى عن عليّ بن يحيى فيما أعلمه عن عمرو بن مدرك عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص لأصحابه أيّ عرى الإيمان أوثق فقالوا اللّه و رسوله أعلم و قال بعضهم الصّلاة و قال بعضهم الزّكاة و قال بعضهم الصّوم و قال بعضهم الحجّ و العمرة و قال بعضهم الجهاد فقال رسول اللّه ص لكلّ ما قلتم فضل و ليس به و لكن أوثق عرى الإيمان الحبّ في اللّه و البغض في اللّه و توالي أولياء اللّه و التّبرّي من أعداء اللّه
و رواه البرقيّ في المحاسن بالإسناد المذكور مثله و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن عيسى عن عليّ بن يحيى عن عليّ بن مروك عن أبي عبد اللّه ع مثله
21285- و عن الحسين بن محمّد عن محمّد بن عمران السّبيعيّ عن عبد اللّه بن جبلة عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال كلّ من لم يحبّ على الدّين و لم يبغض على الدّين فلا دين له
21286- و بالإسناد الآتي عن أبي عبد اللّه ع في وصيّته لأصحابه قال أحبّوا في اللّه من وصف صفتكم و أبغضوا في اللّه من خالفكم و ابذلوا مودّتكم و نصيحتكم لمن وصف صفتكم و لا تبذلوها لمن يرغب عن صفتكم
21287- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار و عيون الأخبار و المجالس و صفات الشّيعة و العلل عن محمّد بن القاسم الأسترآباديّ عن يوسف بن محمّد بن زياد و عليّ بن محمّد بن سيّار عن أبويهما عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص قال لبعض أصحابه ذات يوم يا عبد اللّه أحبب في اللّه و أبغض في اللّه و وال في اللّه و عاد في اللّه فإنّه لن تنال ولاية اللّه إلّا بذلك و لا يجد رجل طعم الإيمان و إن كثرت صلاته و صيامه حتّى يكون كذلك و قد صارت مؤاخاة النّاس يومكم هذا أكثرها في الدّنيا عليها يتوادّون و عليها يتباغضون و ذلك لا يغني عنهم من اللّه شيئا فقال الرّجل يا رسول اللّه فكيف لي أن أعلم أنّي قد واليت في اللّه و عاديت في اللّه و من وليّ اللّه حتّى أواليه و من عدوّه حتّى أعاديه فأشار له رسول اللّه ص إلى عليّ ع فقال أ ترى هذا قال بلى قال وليّ هذا وليّ اللّه فواله و عدوّ هذا عدوّ اللّه فعاده وال وليّ هذا و لو أنّه قاتل أبيك و ولدك و عاد عدوّ هذا و لو أنّه أبوك أو ولدك
-21288 و في كتاب الخصال عن أبيه عن محمّد بن أحمد بن الصّلت عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن ربعيّ بن عبد اللّه عن فضيل بن يسار عن أبي عبد اللّه ع قال من حبّ الرّجل دينه حبّه لإخوانه
21289- و في صفات الشّيعة عن محمّد بن موسى بن المتوكّل )عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد( عن الحسن بن عليّ الخزّاز قال سمعت الرّضا ع يقول إنّ ممّن ينتحل مودّتنا أهل البيت من هو أشدّ فتنة على شيعتنا من الدّجّال فقلت بما ذا قال بموالاة أعدائنا و معاداة أوليائنا إنّه إذا كان كذلك اختلط الحقّ بالباطل و اشتبه الأمر فلم يعرف مؤمن من منافق
21290- و عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي نجران قال سمعت أبا الحسن ع يقول من عادى شيعتنا فقد عادانا و من والاهم فقد والانا لأنّهم منّا خلقوا من طينتنا من أحبّهم فهو منّا و من أبغضهم فليس منّا إلى أن قال من ردّ عليهم فقد ردّ على اللّه و من طعن عليهم فقد طعن على اللّه لأنّهم عباد اللّه حقّا و أولياؤه صدقا و اللّه و إنّ أحدهم ليشفع في مثل ربيعة و مضر فيشفّعه اللّه فيهم لكرامته على اللّه عزّ و جلّ
21291- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن فضّال عن الرّضا ع قال من والى أعداء اللّه فقد عادى أولياء اللّه و من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه و حقّ على اللّه أن يدخله نار جهنّم
21292- و في المجالس و صفات الشّيعة عن محمّد بن الحسن عن أحمد بن إدريس عن جعفر بن محمّد بن مالك عن محمّد بن الحسين بن زيد عن محمّد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال من أحبّ كافرا فقد أبغض اللّه و من أبغض كافرا فقد أحبّ اللّه ثمّ قال ع صديق عدوّ اللّه عدوّ اللّه
21293- و في ثواب الأعمال عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد اللّه ع قال من أحبّنا و أبغض عدوّنا في اللّه من غير ترة وترها إيّاه في شيء من الدّنيا ثمّ مات على ذلك فلقي اللّه و عليه مثل زبد البحر ذنوبا غفرها اللّه له
21294- و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع قال من فضل الرّجل عند اللّه محبّته لإخوانه و من عرّفه اللّه محبّة إخوانه أحبّه اللّه و من أحبّه اللّه وفّاه أجره يوم القيامة
21295- و عن أبيه عن عليّ بن الحسين الكوفيّ عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب يقول لو لا الّذين يتحابّون فيّ و يعمرون مساجدي و يستغفرون بالأسحار لو لا هم لأنزلت عليهم عذابي
21296- و في عيون الأخبار بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرّضا ع في كتابه إلى المأمون قال و حبّ أولياء اللّه واجب و كذلك بغض أعداء اللّه و البراءة منهم و من أئمّتهم
و في الخصال بإسناده عن الأعمش عن الصّادق ع في حديث شرائع الدّين نحوه
21297- و في عيون الأخبار عن أحمد بن هارون الفاميّ عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن إبراهيم بن هاشم عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا ع في حديث قال إنّما وضع الأخبار عنّا في الجبر و التّشبيه الغلاة الّذين صغّروا عظمة اللّه فمن أحبّهم فقد أبغضنا و من أبغضهم فقد أحبّنا و من والاهم فقد عادانا و من عاداهم فقد والانا و من قطعهم فقد وصلنا و من وصلهم فقد قطعنا و من جفاهم فقد برّنا و من برّهم فقد جفانا و من أكرمهم فقد أهاننا و من أهانهم فقد أكرمنا و من ردّهم فقد قبلنا و من قبلهم فقد ردّنا و من أحسن إليهم فقد أساء إلينا و من أساء إليهم فقد أحسن إلينا و من صدّقهم فقد كذّبنا و من كذّبهم فقد صدّقنا و من أعطاهم فقد حرمنا و من حرمهم فقد أعطانا يا ابن خالد من كان من شيعتنا فلا يتّخذنّ منهم وليّا و لا نصيرا
21298- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من جامع البزنطيّ عن أبي جعفر و أبي الحسن ع لا لوم على من أحبّ قومه و إن كانوا كفّارا قال فقلت له فقول اللّه لا تجد قوما يؤمنون باللّه و اليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه و رسوله فقال ليس حيث تذهب إنّه يبغضه في اللّه و لا يوادّه و يأكله و لا يطعمه غيره من النّاس
أقول الحبّ في أوّله محمول على المجاز أو على اجتماع حبّه و بغضه باعتبارين
21299- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن القاسم بن سهل بن الوكيل عن ظفر بن حمدون عن إبراهيم بن إسحاق الأحمريّ عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاريّ عن عمرو بن شمر عن يعقوب بن ميثم التّمّار مولى عليّ بن الحسين ع قال دخلت على أبي جعفر ع فقلت له إنّي وجدت في كتب أبي أنّ عليّا ع قال لأبي يا ميثم أحبب حبيب آل محمّد و إن كان فاسقا زانيا و أبغض مبغض آل محمّد و إنّ كان صوّاما قوّاما فإنّي سمعت رسول اللّه ص و هو يقول إنّ الّذين آمنوا و عملوا الصّالحات أولئك هم خير البريّة ثمّ التفت إليّ و قال هم و اللّه أنت و شيعتك و ميعادك و ميعادهم الحوض غدا غرّا محجّلين متوّجين فقال أبو جعفر ع هكذا هو عندنا في كتاب عليّ ع
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 18 - وجوب حبّ المطيع و بغض العاصي و تحريم العكس
21300- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن العرزميّ عن أبيه عن جابر الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال إذا أردت أن تعلم أنّ فيك خيرا فانظر إلى قلبك فإن كان يحبّ أهل طاعة اللّه و يبغض أهل معصيته ففيك خير و اللّه يحبّك و إذا كان يبغض أهل طاعة اللّه و يحبّ أهل معصيته فليس فيك خير و اللّه يبغضك و المرء مع من أحبّ
و رواه البرقيّ في المحاسن مثله و رواه الصّدوق في العلل عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن ابن العرزميّ و رواه في كتاب الإخوان بإسناده عن أبي عبد اللّه ع مثله
21301- و عنهم عن أحمد عن أبي عليّ الواسطيّ عن الحسين بن أبان عمّن ذكره عن أبي جعفر ع قال لو أنّ رجلا أحبّ رجلا للّه لأثابه اللّه على حبّه إيّاه و إن كان المحبوب في علم اللّه من أهل النّار و لو أنّ رجلا أبغض رجلا للّه لأثابه اللّه على بغضه و إن كان المبغض في علم اللّه من أهل الجنّة
و رواه الصّدوق في كتاب الإخوان بسنده مثله أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن أبي عليّ مثله
21302- و عن بعض أصحابنا عن صالح بن بشير الدّهّان قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ الرّجل ليحبّ وليّ اللّه و ما يعلم ما يقول فيدخله اللّه الجنّة و إنّ الرّجل يبغض وليّ اللّه و ما يدري ما يقول فيموت فيدخل النّار
21303- محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال الصّادق ع طبعت القلوب على حبّ من أحسن إليها و بغض من أساء إليها
-21304 و رواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن حديد عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال جبلت القلوب على حبّ من نفعها و بغض من ضرّها
أقول هذا القسم مستثنى من الحكم السّابق لأنّه غير اختياريّ لكن قد تكون أسبابه اختياريّة فيدخل تحت القدرة
21305- و في عيون الأخبار عن جعفر بن نعيم الشّاذانيّ عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ قال سمعت الرّضا ع يقول من أحبّ عاصيا فهو عاص و من أحبّ مطيعا فهو مطيع و من أعان ظالما فهو ظالم )و من خذل ظالما فهو عادل( إنّه ليس بين اللّه و بين أحد قرابة و لا تنال ولاية اللّه إلّا بالطّاعة الحديث
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 19 - استحباب الدّعاء إلى الإيمان و الإسلام مع رجاء القبول و عدم الخوف
21306- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن خالد عن النّضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبيّ عن أبي خالد القمّاط عن حمران قال قلت لأبي عبد اللّه ع أسألك أصلحك اللّه قال نعم فقلت كنت على حال و أنا اليوم على حال أخرى كنت أدخل الأرض فأدعو الرّجل و الاثنين و المرأة فينقذ اللّه من يشاء و أنا اليوم لا أدعو أحدا فقال و ما عليك أن تخلّي بين النّاس و بين ربّهم فمن أراد اللّه أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه ثمّ قال و لا عليك إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشّيء نبذا قلت أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ و من أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا قال من حرق أو غرق ثمّ سكت ثمّ قال تأويلها الأعظم أن دعاها فاستجابت له
21307- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الفضيل بن يسار قال قلت لأبي جعفر ع قول اللّه عزّ و جلّ في كتابه و من أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا قال من حرق أو غرق قلت فمن أخرجها من ضلال إلى هدى قال ذاك تأويلها الأعظم
و عن محمّد بن يحيى عن أحمد و عبد اللّه ابني محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم مثله
21308- و عنهم عن أحمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له قول اللّه عزّ و جلّ من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعا و من أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعا فقال من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنّما أحياها و من أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها
و رواه البرقيّ في المحاسن و كذا الّذي قبله و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن ابن قولويه عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عثمان بن عيسى مثله
21309- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن إسماعيل بن عبد الخالق قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول لأبي جعفر الأحول أتيت البصرة قال نعم قال كيف رأيت مسارعة النّاس إلى هذا الأمر و دخولهم فيه فقال و اللّه إنّهم لقليل و لقد فعلوا و إنّ ذلك لقليل فقال عليك بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ خير الحديث
و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن إسماعيل بن عبد الخالق مثله
21310- الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن الحسين بن عليّ الكلبيّ عن عمرو بن خالد عن زيد بن عليّ عن آبائه عن النّبيّ ص أنّ رجلا قال له أوصني فقال أوصيك أن لا تشرك باللّه شيئا و لا تعص والديك إلى أن قال و ادع النّاس إلى الإسلام و اعلم أنّ لك بكلّ من أجابك عتق رقبة من ولد يعقوب
21311- محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّيّ في كتاب الرّجال عن محمّد بن مسعود عن محمّد بن أحمد النّهديّ عن معاوية بن حكيم عن شريف بن سابق التّفليسيّ عن حمّاد السّمندريّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي أدخل إلى بلاد الشّرك و إنّ من عندنا يقولون إن متّ ثمّ حشرت معهم قال فقال لي يا حمّاد إذا كنت ثمّ تذكر أمرنا و تدعو إليه قلت نعم قال فإذا كنت في هذه المدن مدن الإسلام تذكر أمرنا و تدعو إليه قال قلت لا قال فقال لي إنّك إن متّ ثمّ حشرت أمّة وحدك يسعى نورك بين يديك
و رواه الطّوسيّ في الأمالي كما مرّ في الجهاد أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك عموما و خصوصا و يأتي ما يدلّ عليه و يأتي ما ظاهره المنافاة و نبيّن وجهه
باب 20 - تأكّد استحباب دعاء الأهل إلى الإيمان مع الإمكان
21312- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن النّعمان عن عبد اللّه بن مسكان عن سليمان بن خالد قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ لي أهل بيت و هم يسمعون منّي أ فأدعوهم إلى هذا الأمر فقال نعم إنّ اللّه يقول في كتابه يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها النّاس و الحجارة
و رواه البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن النّعمان أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 21 - عدم وجوب الدّعاء إلى الإيمان على الرّعيّة و عدم جوازه مع التّقيّة
21313- محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان بن يحيى عن محمّد بن مروان عن الفضيل قال قلت لأبي عبد اللّه ع ندعو النّاس إلى هذا الأمر فقال يا فضيل إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد بعبد خيرا أمر ملكا فأخذ بعنقه حتّى أدخله في هذا الأمر طائعا أو كارها
21314- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن كليب بن معاوية الصّيداويّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع إيّاكم و النّاس إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة فتركه و هو يجول لذلك و يطلبه ثمّ قال لو أنّكم إذا كلّمتم النّاس قلتم ذهبنا حيث ذهب اللّه و اخترنا من اختار اللّه اختار اللّه محمّدا و اخترنا آل محمّد ص
21315- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السّرّاج عن ابن مسكان عن ثابت أبي سعيد قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا ثابت ما لكم و للنّاس كفّوا عن النّاس و لا تدعوا أحدا إلى أمركم فو اللّه لو أنّ أهل السّماء و أهل الأرض اجتمعوا على أن يضلّوا عبدا يريد اللّه هداه ما استطاعوا كفّوا عن النّاس و لا يقول أحدكم أخي و ابن عمّي و جاري فإنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد بعبد خيرا طيّب روحه فلا يسمع بمعروف إلّا عرفه و لا بمنكر إلّا أنكره ثمّ يقذف اللّه في قلبه كلمة يجمع بها أمره
21316- و عنه عن أحمد عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبيه قال قال أبو عبد اللّه ع اجعلوا أمركم هذا للّه و لا تجعلوه للنّاس فإنّه ما كان للّه فهو للّه و ما كان للنّاس فلا يصعد إلى السّماء و لا تخاصموا بدينكم فإنّ المخاصمة ممرضة للقلب إنّ اللّه عزّ و جلّ قال لنبيّه ص إنّك لا تهدي من أحببت و لكنّ اللّه يهدي من يشاء و قال أ فأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين ذروا النّاس فإنّ النّاس أخذوا عن النّاس و إنّكم أخذتم عن رسول اللّه ص و عليّ ع و لا سواء و إنّي سمعت أبي ع يقول إذا كتب اللّه على عبد أن يدخله في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطّير إلى وكره
21317- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال لا تخاصموا النّاس فإنّ النّاس لو استطاعوا أن يحبّونا لأحبّونا
21318- و بالإسناد عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع أدعو النّاس إلى ما في يدي فقال لا قلت إن استرشدني أحد أرشده قال نعم إن استرشدك فأرشده فإن استزادك فزده و إن جاحدك فجاحده
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك
باب 22 - وجوب بذل المال دون النّفس و العرض و بذل النّفس دون الدّين
21319- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن ربعيّ بن عبد اللّه عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال سلامة الدّين و صحّة البدن خير من المال و المال زينة من زينة الدّنيا حسنة
و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حمّاد مثله
21320- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللّه ع كان في وصيّة أمير المؤمنين لأصحابه إذا حضرت بليّة فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم و إذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم و اعلموا أنّ الهالك من هلك دينه و الحريب من حرب دينه ألا و إنّه لا فقر بعد الجنّة ألا و إنّه لا غنى بعد النّار لا يفكّ أسيرها و لا يبرأ ضريرها
21321- و عن محمّد بن عليّ بن معمر رفعه قال قال أمير المؤمنين ع في بعض خطبه إنّ أفضل الفعال صيانة العرض بالمال
21322- محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن محمّد بن الحسن عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن عليّ الخزّاز قال سمعت أبا الحسن الرّضا ع يقول قال عيسى ابن مريم ع للحواريّين يا بني إسرائيل لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم إذا سلم دينكم كما لا يأسى أهل الدّنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم
21323- أحمد بن أبي عبد اللّه في المحاسن عن محمّد بن إسماعيل رفعه عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص يا عليّ أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها اللّهمّ أعنه إلى أن قال و الخامسة بذلك مالك و دمك دون دينك
و رواه الكلينيّ و الشّيخ و الصّدوق كما مرّ في جهاد النّفس أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك
باب 23 - عدم جواز الكلام في ذات اللّه و التّفكّر في ذلك و الخصومة في الدّين و الكلام بغير كلام الأئمّة ع
21324- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي عمير عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ اللّه يقول و أنّ إلى ربّك المنتهى فإذا انتهى الكلام إلى اللّه فأمسكوا
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن صفوان بن يحيى و محمّد بن أبي عمير مثله
21325- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم قال قال أبو عبد اللّه ع يا محمّد إنّ النّاس لا يزال بهم المنطق حتّى يتكلّموا في اللّه فإذا سمعتم ذلك فقولوا لا إله إلّا اللّه الواحد الّذي ليس كمثله شيء
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله
21326- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمّد بن حمران عن أبي عبيدة الحذّاء قال قال أبو جعفر ع يا زياد إيّاك و الخصومات فإنّها تورث الشّكّ و تحبط العمل و تردي صاحبها و عسى أن يتكلّم بالشّيء فلا يغفر له إنّه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكّلوا به و طلبوا علم ما كفوه حتّى انتهى كلامهم إلى اللّه فتحيّروا حتّى إن كان الرّجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه و يدعى من خلفه فيجيب من بين يديه و في رواية أخرى حتّى تاهوا في الأرض
و رواه الصّدوق في المجالس عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير نحوه و في التّوحيد عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله و كذا الحديثان قبله
21327- و عنهم عن ابن خالد عن محمّد بن عبد الحميد عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إيّاكم و التّفكّر في اللّه و لكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظم خلقه
و رواه الصّدوق في التّوحيد عن أبيه عن سعد عن محمّد بن عبد الحميد مثله
21328- و عنهم عن ابن خالد عن بعض أصحابه عن الحسين بن ميّاح عن أبيه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من نظر في اللّه كيف هو هلك
و رواه البرقيّ في المحاسن مثله
21329- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال عن ابن بكير عن زرارة بن أعين عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ ملكا عظيم الشّأن كان في مجلس له فتناول الرّبّ تبارك و تعالى ففقد فما يدرى أين هو
21330- و عن محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع تكلّموا في خلق اللّه و لا تكلّموا في اللّه فإنّ الكلام في اللّه لا يزداد صاحبه إلّا تحيّرا
و رواه الصّدوق في كتاب التّوحيد عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب و الّذي قبله عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد اللّه بن بكير مثله
21331- قال الكلينيّ و في رواية أخرى عن حريز تكلّموا في كلّ شيء و لا تتكلّموا في ذات اللّه
21332- و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمّد بن يحيى الخثعميّ عن عبد الرّحمن بن عتيك القصير قال سألت أبا جعفر ع عن شيء من الصّفة فرفع يده إلى السّماء ثمّ قال تعالى الجبّار تعالى الجبّار من تعاطى ما ثمّ هلك
و رواه الصّدوق في كتاب التّوحيد عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه نحوه و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله
21333- و عنه عن أبيه عمّن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال فقلت له جعلت فداك إنّي سمعتك تنهى عن الكلام و تقول ويل لأصحاب الكلام يقولون هذا ينقاد و هذا لا ينقاد و هذا ينساق و هذا لا ينساق و هذا نعقله و هذا لا نعقله فقال أبو عبد اللّه ع إنّما قلت ويل لهم إن تركوا ما أقول و ذهبوا إلى ما يريدون
21334- محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن أبي اليسع عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد اللّه ع إيّاكم و التّفكّر في اللّه فإنّ التّفكّر في اللّه لا يزيد إلّا تيها إنّ اللّه لا تدركه الأبصار و لا يوصف بمقدار
و رواه في التّوحيد عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن عبد اللّه بن المغيرة عن أبي اليسع مثله
21335- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن الحميريّ عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن عنبسة العابد عن أبي عبد اللّه ع قال إيّاكم و الخصومة في الدّين فإنّها تشغل القلب عن ذكر اللّه و تورث النّفاق و تكسب الضّغائن و تستجيز الكذب
21336- و في كتاب التّوحيد عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع أنّه قال تكلّموا في كلّ شيء و لا تكلّموا في اللّه
21337- و بالإسناد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ضريس الكناسيّ عن أبي جعفر ع قال اذكروا من عظمة اللّه ما شئتم و لا تذكروا ذاته فإنّكم لا تذكرون منه شيئا إلّا و هو أعظم منه
21338- و بالإسناد عن ابن رئاب عن بريد العجليّ قال قال أبو عبد اللّه ع خرج رسول اللّه ص على أصحابه فقال ما جمعكم قالوا اجتمعنا نذكر ربّنا و نتفكّر في عظمته قال لن تدركوا التّفكّر في عظمته
21339- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن الحسن الصّيقل عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال تكلّموا فيما دون العرش و لا تكلّموا فيما فوق العرش فإنّ قوما تكلّموا في اللّه فتاهوا حتّى كان الرّجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه و ينادى من خلفه فيجيب من بين يديه
و رواه البرقيّ في المحاسن عن الحسن بن عليّ بن فضّال مثله
21340- و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن عبد اللّه بن المغيرة عن أبي اليسع عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال دعوا التّفكّر في اللّه فإنّ التّفكّر في اللّه لا يزيد إلّا تيها لأنّ اللّه لا تدركه الأبصار و لا تبلغه الأخبار
21341- و عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد عن عليّ بن النّعمان و صفوان بن يحيى عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع قال دخل عليه قوم من هؤلاء الّذين يتكلّمون في الرّبوبيّة فقال اتّقوا اللّه و عظّموا اللّه و لا تقولوا ما لا نقول فإنّكم إن قلتم و قلنا متّم و متنا ثمّ بعثكم اللّه و بعثنا فكنتم حيث شاء اللّه و كنّا
21342- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ضريس الكناسيّ قال قال أبو عبد اللّه ع إيّاكم و الكلام في اللّه تكلّموا في عظمته و لا تكلّموا فيه فإنّ الكلام في اللّه لا يزيد إلّا تيها
21343- و عن عليّ بن أحمد بن عمران عن محمّد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن سليمان عن عبد اللّه بن محمّد عن بعض أصحابنا عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع إنّ النّاس قبلنا قد أكثروا في الصّفة فما تقول قال مكروه أ ما تسمع اللّه يقول و أنّ إلى ربّك المنتهى تكلّموا فيما دون ذلك
21344- و عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد عن عليّ بن السّنديّ عن حمّاد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول الخصومة تمحق الدّين و تحبط العمل و تورث الشّكّ
21345- و بالإسناد عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع يهلك أصحاب الكلام و ينجو المسلمون إنّ المسلمين هم النّجباء
21346- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول لا يخاصم إلّا رجل ليس له ورع أو رجل شاكّ
21347- و عن أبيه عن الحميريّ عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن فضيل عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال قال لي يا أبا عبيدة إيّاك و أصحاب الخصومات و الكذّابين علينا فإنّهم تركوا ما أمروا بعلمه و تكلّفوا علم السّماء الحديث
-21348 و عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن الغفاريّ عن جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إيّاكم و جدال كلّ مفتون فإنّ كلّ مفتون ملقّن حجّته إلى انقضاء مدّته فإذا انقضت مدّته أحرقته فتنته بالنّار
21349- و عن أبيه عن سعد عن محمّد بن عيسى قال قرأت في كتاب عليّ بن هلال عن الرّجل يعني أبا الحسن ع أنّه روي عن آبائك ع أنّهم نهوا عن الكلام في الدّين فتأوّل مواليك المتكلّمون بأنّه إنّما نهى من لا يحسن أن يتكلّم فيه فأمّا من يحسن أن يتكلّم فلم ينهه فهل ذلك كما تأوّلوا أم لا فكتب ع المحسن و غير المحسن لا يتكلّم فيه فإنّ إثمه أكبر من نفعه
21350- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن الحميريّ عن محمّد بن الحسين عن ابن محبوب عن نجيّة القوّاس عن عليّ بن يقطين قال قال أبو الحسن ع مر أصحابك أن يكفّوا ألسنتهم و يدعوا الخصومة في الدّين و يجتهدوا في عبادة اللّه عزّ و جلّ
21351- و عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمّد بن أحمد عن موسى بن عمر عن العبّاس بن عامر عن مثنّى عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال لا يخاصم إلّا شاكّ أو من لا ورع له
-21352 و بالإسناد عن محمّد بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال متكلّمو هذه العصابة من شرّ من هم منه من كلّ صنف
21353- عليّ بن موسى بن طاوس في كتاب كشف المحجّة نقلا من كتاب عبد اللّه بن حمّاد الأنصاريّ من أصل قرئ على الشّيخ هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن عبد اللّه بن سنان قال أردت الدّخول على أبي عبد اللّه ع فقال لي مؤمن الطّاق استأذن لي على أبي عبد اللّه ع فدخلت عليه فأعلمته مكانه فقال لا تأذن له عليّ فقلت جعلت فداك انقطاعه إليكم و ولاؤه لكم و جداله فيكم و لا يقدر أحد من خلق اللّه أن يخصمه فقال بلى يخصمه صبيّ من صبيان الكتّاب فقلت جعلت فداك هو أجدل من ذلك و قد خاصم جميع أهل الأديان فخصمهم فكيف يخصمه غلام من الغلمان و صبيّ من الصّبيان فقال يقول له الصّبيّ أخبرني عن إمامك أمرك أن تخاصم النّاس فلا يقدر أن يكذب عليّ فيقول لا فيقول له فأنت تخاصم النّاس من غير أن يأمرك إمامك فأنت عاص له فيخصمه يا ابن سنان لا تأذن له عليّ فإنّ الكلام و الخصومات تفسد النّيّة و تمحق الدّين
21354- و عن عاصم الحنّاط عن أبي عبيدة الحذّاء قال قال لي أبو جعفر ع يا أبا عبيدة إيّاك و أصحاب الكلام و الخصومات و مجالستهم فإنّهم تركوا ما أمروا بعلمه و تكلّفوا ما لم يؤمروا بعلمه حتّى تكلّفوا علم السّماء يا أبا عبيدة خالط النّاس بأخلاقهم و زايلهم بأعمالهم يا أبا عبيدة إنّا لا نعدّ الرّجل فقيها حتّى يعرف لحن القول و هو قول اللّه و لتعرفنّهم في لحن القول
21355- و عن جميل قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول متكلّمو هذه العصابة من شرار من هم منهم
أقول و الأحاديث في هذه المعنى كثيرة و قد وردت أحاديث كثيرة أيضا في النّهي عن الكلام في القضاء و القدر و في الأمر بالكلام في البداء
باب 24 - وجوب التّقيّة مع الخوف إلى خروج صاحب الزّمان ع
21356- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم و غيره عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ أولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا قال بما صبروا على التّقيّة و يدرؤن بالحسنة السّيّئة قال الحسنة التّقيّة و السّيّئة الإذاعة
-21357 و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله و زاد و قوله ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة قال الّتي هي أحسن التّقيّة
21358- و بالإسناد عن هشام بن سالم عن أبي عمر الأعجميّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا با عمر إنّ تسعة أعشار الدّين في التّقيّة و لا دين لمن لا تقيّة له الحديث
21359- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن معمّر بن خلّاد قال سألت أبا الحسن ع عن القيام للولاة فقال قال أبو جعفر ع التّقيّة من ديني و دين آبائي و لا إيمان لمن لا تقيّة له
21360- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع قال كان أبي ع يقول و أيّ شيء أقرّ لعيني من التّقيّة إنّ التّقيّة جنّة المؤمن
و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح نحوه
-21361 و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح قال قال أبو عبد اللّه ع احذروا عواقب العثرات
21362- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن محمّد بن إسماعيل عن عليّ بن النّعمان عن عبد اللّه بن مسكان عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول التّقيّة ترس المؤمن و التّقيّة حرز المؤمن و لا إيمان لمن لا تقيّة له الحديث
21363- و عنه عن الحسن بن عليّ الكوفيّ عن العبّاس بن عامر عن جابر المكفوف عن عبد اللّه بن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال اتّقوا على دينكم و احجبوه بالتّقيّة فإنّه لا إيمان لمن لا تقيّة له إنّما أنتم في النّاس كالنّحل في الطّير و لو أنّ الطّير يعلم ما في أجواف النّحل ما بقي منها شيء إلّا أكلته و لو أنّ النّاس علموا ما في أجوافكم أنّكم تحبّونّا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم و لنحلوكم في السّرّ و العلانية رحم اللّه عبدا منكم كان على ولايتنا
و رواه البرقيّ في المحاسن عن عدّة من أصحابنا النّهديّان و غيرهما عن عبّاس بن عامر مثله
21364- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد و الحسين بن سعيد جميعا عن النّضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبيّ عن حسين بن أبي العلاء عن حبيب بن بشير قال قال أبو عبد اللّه ع سمعت أبي يقول لا و اللّه ما على وجه الأرض شيء أحبّ إليّ من التّقيّة يا حبيب إنّه من كانت له تقيّة رفعه اللّه يا حبيب من لم تكن له تقيّة وضعه اللّه يا حبيب إنّ النّاس إنّما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن النّضر بن سويد مثله
21365- و عن عليّ عن أبيه عن حمّاد عن حريز عمّن أخبره عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و لا تستوي الحسنة و لا السّيّئة قال الحسنة التّقيّة و السّيّئة الإذاعة و قوله عزّ و جلّ ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة قال الّتي هي أحسن التّقيّة فإذا الّذي بينك و بينه عداوة كأنّه وليّ حميم
21366- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عمر الكنانيّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه قال يا أبا عمر أبى اللّه إلّا أن يعبد سرّا أبى اللّه عزّ و جلّ لنا و لكم في دينه إلّا التّقيّة
21367- و عنه عن أحمد عن ابن فضّال عن ابن بكير عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال كلّما تقارب هذا الأمر كان أشدّ للتّقيّة
و رواه البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن فضّال مثله و الّذي قبله عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع مثله
21368- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن حريز عن أبي عبد اللّه ع قال قال التّقيّة ترس اللّه بينه و بين خلقه
21369- و بإسناده الآتي عن أبي عبد اللّه ع في رسالته إلى أصحابه قال و عليكم بمجاملة أهل الباطل تحمّلوا الضّيم منهم و إيّاكم و مماظّتهم دينوا فيما بينكم و بينهم إذا أنتم جالستموهم و خالطتموهم و نازعتموهم الكلام بالتّقيّة الّتي أمركم اللّه أن تأخذوا بها فيما بينكم و بينهم الحديث
21370- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما عبد اللّه بشيء أحبّ إليه من الخبء قلت و ما الخبء قال التّقيّة
21371- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ يا أيّها الّذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا قال اصبروا على المصائب و صابروهم على التّقيّة و رابطوا على من تقتدون به و اتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون
21372- و عن أحمد بن الحسن القطّان عن الحسن بن عليّ السّكّريّ عن محمّد بن زكريّا الجوهريّ عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن سفيان بن سعيد قال سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق ع يقول عليك بالتّقيّة فإنّها سنّة إبراهيم الخليل ع إلى أن قال و إنّ رسول اللّه ص كان إذا أراد سفرا دارى بعيره و قال ع أمرني ربّي بمداراة النّاس كما أمرني بإقامة الفرائض و لقد أدّبه اللّه عزّ و جلّ بالتّقيّة فقال ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك و بينه عداوة كأنّه وليّ حميم و ما يلقّاها إلّا الّذين صبروا الآية يا سفيان من استعمل التّقيّة في دين اللّه فقد تسنّم الذّروة العليا من القرآن و إنّ عزّ المؤمن في حفظ لسانه و من لم يملك لسانه ندم الحديث
21373- و في العلل عن المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ عن جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه عن إبراهيم بن عليّ عن إبراهيم بن إسحاق عن يونس بن عبد الرّحمن عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول لا خير فيمن لا تقيّة له و لقد قال يوسف أيّتها العير إنّكم لسارقون و ما سرقوا
21374- و عنه عن جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه عن محمّد بن نصير عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع التّقيّة دين اللّه عزّ و جلّ قلت من دين اللّه قال فقال إي و اللّه من دين اللّه لقد قال يوسف أيّتها العير إنّكم لسارقون و اللّه ما كانوا سرقوا شيئا
21375- و عن أحمد بن الحسن القطّان عن الحسن بن عليّ السّكّريّ عن محمّد بن زكريّا الجوهريّ عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه قال سمعت الصّادق جعفر بن محمّد ع يقول المؤمن علويّ إلى أن قال و المؤمن مجاهد لأنّه يجاهد أعداء اللّه عزّ و جلّ في دولة الباطل بالتّقيّة و في دولة الحقّ بالسّيف
21376- و في الخصال عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أبي الصّهبان عن محمّد بن أبي عمير عن جميل بن صالح عن محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع قال كان أبي يقول يا بنيّ ما خلق اللّه شيئا أقرّ لعين أبيك من التّقيّة
21377- و بإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمّد ع في حديث شرائع الدّين قال و لا يحلّ قتل أحد من الكفّار و النّصّاب في التّقيّة إلّا قاتل أو ساع في فساد و ذلك إذا لم تخف على نفسك و لا على أصحابك و استعمال التّقيّة في دار التّقيّة واجب و لا حنث و لا كفّارة على من حلف تقيّة يدفع بذلك ظلما عن نفسه
21378- و في صفات الشّيعة عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد بن عامر عن عبد اللّه بن عامر عن محمّد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن الصّادق ع أنّه قال لا دين لمن لا تقيّة له و لا إيمان لمن لا ورع له
21379- سعد بن عبد اللّه في بصائر الدّرجات عن أحمد بن محمّد بن عيسى و محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن حمّاد بن عيسى عن حريز بن عبد اللّه عن المعلّى بن خنيس قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا معلّى اكتم أمرنا و لا تذعه فإنّه من كتم أمرنا و لا يذيعه أعزّه اللّه في الدّنيا و جعله نورا بين عينيه يقوده إلى الجنّة يا معلّى إنّ التّقيّة ديني و دين آبائي و لا دين لمن لا تقيّة له يا معلّى إنّ اللّه يحبّ أن يعبد في السّرّ كما يحبّ أن يعبد في العلانية و المذيع لأمرنا كالجاحد له
-21380 و عنهما عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أبي كان يقول أيّ شيء أقرّ للعين من التّقيّة إنّ التّقيّة جنّة المؤمن
21381- عليّ بن محمّد الخزّاز في كتاب الكفاية عن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أحمد بن زياد بن جعفر عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن )عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد( عن الرّضا ع قال لا دين لمن لا ورع له و لا إيمان لمن لا تقيّة له و إنّ أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتّقيّة قيل يا ابن رسول اللّه إلى متى قال إلى قيام القائم فمن ترك التّقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا الحديث
و رواه الطّبرسيّ في إعلام الورى عن عليّ بن إبراهيم و رواه الصّدوق في إكمال الدّين عن أحمد بن زياد بن جعفر مثله
21382- محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب مسائل الرّجال و مكاتباتهم مولانا عليّ بن محمّد ع من مسائل داود الصّرميّ قال قال لي يا داود لو قلت إنّ تارك التّقيّة كتارك الصّلاة لكنت صادقا
-21383 الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن الفحّام عن المنصوريّ عن عمّ أبيه عن الإمام عليّ بن محمّد ع عن آبائه قال قال الصّادق ع ليس منّا من لم يلزم التّقيّة و يصوننا عن سفلة الرّعيّة
21384- و بهذا الإسناد قال قال سيّدنا الصّادق ع عليكم بالتّقيّة فإنّه ليس منّا من لم يجعلها شعاره و دثاره مع من يأمنه لتكون سجيّته مع من يحذره
21385- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال لا خير فيمن لا تقيّة له و لا إيمان لمن لا تقيّة له
21386- و عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن عبد اللّه بن حبيب عن أبي الحسن ع في قول اللّه عزّ و جلّ إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم قال أشدّكم تقيّة
21387- محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره عن الحسن بن زيد بن عليّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال كان رسول اللّه ص يقول لا إيمان لمن لا تقيّة له و يقول قال اللّه إلّا أن تتّقوا منهم تقاة
21388- و عن جابر عن أبي عبد اللّه ع قال تجعل بيننا و بينهم سدّا فما اسطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا قال هو التّقيّة
21389- و عن المفضّل قال سألت الصّادق ع عن قوله أجعل بينكم و بينهم ردما قال التّقيّة فما اسطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا قال إذا عملت بالتّقيّة لم يقدروا لك على حيلة و هو الحصن الحصين و صار بينك و بين أعداء اللّه سدّا لا يستطيعون له نقبا
21390- قال و سألته عن قوله فإذا جاء وعد ربّي جعله دكّاء قال رفع التّقيّة عند الكشف فانتقم من أعداء اللّه
21391- و عن حذيفة عن أبي عبد اللّه ع قال و لا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة قال هذا في التّقيّة
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 25 - وجوب التّقيّة في كلّ ضرورة بقدرها و تحريم التّقيّة مع عدمها و حكم التّقيّة في شرب الخمر و مسح الخفّين و متعة الحجّ
21392- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد عن ربعيّ عن زرارة عن أبي جعفر ع قال التّقيّة في كلّ ضرورة و صاحبها أعلم بها حين تنزل به
21393- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن إسماعيل الجعفيّ و معمر بن يحيى بن سام و محمّد بن مسلم و زرارة قالوا سمعنا أبا جعفر ع يقول التّقيّة في كلّ شيء يضطرّ إليه ابن آدم فقد أحلّه اللّه له
و رواه البرقيّ في المحاسن عن حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن محمّد بن مسلم و إسماعيل الجعفيّ و عدّة من أصحابنا مثله
-21394 و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عمر الأعجميّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه قال لا دين لمن لا تقيّة له و التّقيّة في كلّ شيء إلّا في النّبيذ و المسح على الخفّين
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير
و رواه الصّدوق في الخصال عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن سهل بن زياد عن اللّؤلؤيّ عن ابن أبي عمير عن عبد اللّه بن جندب عن أبي عمر الأعجميّ مثله و زاد إنّ تسعة أعشار الدّين في التّقيّة
21395- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع التّقيّة من دين اللّه قلت من دين اللّه قال إي و اللّه من دين اللّه و لقد قال يوسف أيّتها العير إنّكم لسارقون و اللّه ما كانوا سرقوا شيئا و لقد قال إبراهيم إنّي سقيم و اللّه ما كان سقيما
و رواه البرقيّ في المحاسن مثله
21396- و عن عليّ عن أبيه عن حمّاد عن حريز عن زرارة قال قلت له في مسح الخفّين تقيّة فقال ثلاثة لا أتّقي فيهنّ أحدا شرب المسكر و مسح الخفّين و متعة الحجّ قال زرارة و لم يقل الواجب عليكم أن لا تتّقوا فيهنّ أحدا
21397- و عنه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّ المؤمن إذا أظهر الإيمان ثمّ ظهر منه ما يدلّ على نقضه خرج ممّا وصف و أظهر و كان له ناقضا إلّا أن يدّعي أنّه إنّما عمل ذلك تقيّة و مع ذلك ينظر فيه فإن كان ليس ممّا يمكن أن تكون التّقيّة في مثله لم يقبل منه ذلك لأنّ للتّقيّة مواضع من أزالها عن مواضعها لم تستقم له و تفسير ما يتّقى مثل أن يكون قوم سوء ظاهر حكمهم و فعلهم على غير حكم الحقّ و فعله فكلّ شيء يعمل المؤمن بينهم لمكان التّقيّة ممّا لا يؤدّي إلى الفساد في الدّين فإنّه جائز
21398- محمّد بن عمر الكشّيّ في كتاب الرّجال عن نصر بن الصّبّاح عن إسحاق بن يزيد بن محمّد البصريّ عن جعفر بن محمّد بن الفضل عن محمّد بن عليّ الهمذانيّ عن درست بن أبي منصور قال كنت عند أبي الحسن موسى ع و عنده الكميت بن زيد فقال للكميت أنت الّذي تقول
فالآن صرت إلى أميّة و الأمور لها مصاير
قال قلت ذاك و اللّه ما رجعت عن إيماني و إنّي لكم لموال و لعدوّكم لقال و لكنّي قلته على التّقيّة قال أما لئن قلت ذلك إنّ التّقيّة تجوز في شرب الخمر
21399- أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن ابن مسكان عن عمر بن يحيى بن سالم عن أبي جعفر ع قال التّقيّة في كلّ ضرورة
و عن النّضر عن يحيى الحلبيّ عن معمر مثله و عن ابن أبي عمير عن حمّاد بن عثمان عن الحارث بن المغيرة نحوه
21400- أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج عن أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ ع في حديث أنّ الرّضا ع جفا جماعة من الشّيعة و حجبهم فقالوا يا ابن رسول اللّه ما هذا الجفاء العظيم و الاستخفاف بعد الحجاب الصّعب قال لدعواكم أنّكم شيعة أمير المؤمنين ع و أنتم في أكثر أعمالكم مخالفون و مقصّرون في كثير من الفرائض و تتهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في اللّه و تتّقون حيث لا تجب التّقيّة و تتركون التّقيّة حيث لا بدّ من التّقيّة
-21401 العيّاشيّ في تفسيره عن عمرو بن مروان الخرّاز قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول قال رسول اللّه ص رفعت عن أمّتي أربع خصال ما اضطرّوا إليه و ما نسوا و ما أكرهوا عليه و ما لم يطيقوا و ذلك في كتاب اللّه قوله ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربّنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الّذين من قبلنا ربّنا و لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به و قول اللّه إلّا من أكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان
أقول و يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في أحاديث ذبيحة النّاصب و في الأشربة المحرّمة و غير ذلك و تقدّم ما يدلّ على ذلك في الطّهارة و الحجّ
باب 26 - وجوب عشرة العامّة بالتّقيّة
21402- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن درست الواسطيّ قال قال أبو عبد اللّه ع ما بلغت تقيّة أحد تقيّة أصحاب الكهف إن كانوا ليشهدون الأعياد و يشدّون الزّنانير فأعطاهم اللّه أجرهم مرّتين
21403- و عنه عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن هشام الكنديّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إيّاكم أن تعملوا عملا نعيّر به فإنّ ولد السّوء يعيّر والده بعمله كونوا لمن انقطعتم إليه زينا و لا تكونوا عليه شينا صلّوا في عشائرهم و عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و لا يسبقونكم إلى شيء من الخير فأنتم أولى به منهم و اللّه ما عبد اللّه بشيء أحبّ إليه من الخبء قلت و ما الخبء قال التّقيّة
21404- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن محمّد بن جمهور عن أحمد بن حمزة عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع خالطوهم بالبرّانيّة و خالفوهم بالجوّانيّة إذا كانت الإمرة صبيانيّة
-21405 محمّد بن عليّ بن الحسين في الخصال عن أبيه عن سعد عن أيّوب بن نوح عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن مدرك بن الهزهاز عن أبي عبد اللّه ع قال رحم اللّه عبدا اجترّ مودّة النّاس إلى نفسه فحدّثهم بما يعرفون و ترك ما ينكرون
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 27 - وجوب طاعة السّلطان للتّقيّة
21406- محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن موسى بن إسماعيل عن أبيه عن جدّه موسى بن جعفر ع أنّه قال لشيعته لا تذلّوا رقابكم بترك طاعة سلطانكم فإن كان عادلا فاسألوا اللّه بقاه و إن كان جائرا فاسألوا اللّه إصلاحه فإنّ صلاحكم في صلاح سلطانكم و إنّ السّلطان العادل بمنزلة الوالد الرّحيم فأحبّوا له ما تحبّون لأنفسكم و اكرهوا له ما تكرهون لأنفسكم
21407- و عن محمّد بن عليّ بن بشّار عن عليّ بن إبراهيم القطّان عن محمّد بن عبد اللّه الحضرميّ عن أحمد بن بكر عن محمّد بن مصعب عن حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول اللّه ص طاعة السّلطان واجبة و من ترك طاعة السّلطان فقد ترك طاعة اللّه عزّ و جلّ و دخل في نهيه إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و لا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة
21408- و في عيون الأخبار عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن الحسن المدنيّ عن عبد اللّه بن الفضل عن أبيه عن موسى بن جعفر ع في حديث طويل قال لو لا أنّي سمعت في خبر عن جدّي رسول اللّه ص أنّ طاعة السّلطان للتّقيّة واجبة إذا ما أجبت
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 28 - وجوب الاعتناء و الاهتمام بالتّقيّة و قضاء حقوق الإخوان المؤمنين
21409- الحسن بن عليّ العسكريّ ع في تفسيره في قوله تعالى و عملوا الصّالحات قال قضوا الفرائض كلّها بعد التّوحيد و اعتقاد النّبوّة و الإمامة قال و أعظمها فرضان قضاء حقوق الإخوان في اللّه و استعمال التّقيّة من أعداء اللّه عزّ و جلّ
21410- قال و قال رسول اللّه ص مثل مؤمن لا تقيّة له كمثل جسد لا رأس له إلى أن قال و كذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه فإنّه يفوّت ثواب حقوقهم فكان كالعطشان يحضره الماء البارد فلم يشرب حتّى طغا و بمنزلة ذي الحواسّ الصّحيحة لم يستعمل شيئا منها لدفع مكروه و لا لانتفاع محبوب فإذا هو سليب كلّ نعمة مبتلى بكلّ آفة
21411- قال و قال أمير المؤمنين ع التّقيّة من أفضل أعمال المؤمن يصون بها نفسه و إخوانه عن الفاجرين و قضاء حقوق الإخوان أشرف أعمال المتّقين يستجلب مودّة الملائكة المقرّبين و شوق الحور العين
21412- قال و قال الحسن بن عليّ ع إنّ التّقيّة يصلح اللّه بها أمّة لصاحبها مثل ثواب أعمالهم فإن تركها أهلك أمّة تاركها شريك من أهلكهم و إنّ معرفة حقوق الإخوان يحبّب إلى الرّحمن و يعظّم الزّلفى لدى الملك الدّيّان و إنّ ترك قضائها يمقت إلى الرّحمن و يصغّر الرّتبة عند الكريم المنّان
21413- قال و قال الحسين بن عليّ ع لو لا التّقيّة ما عرف وليّنا من عدوّنا و لو لا معرفة حقوق الإخوان ما عرف من السّيّئات شيء إلّا عوقب على جميعها
-21414 قال و قال عليّ بن الحسين ع يغفر اللّه للمؤمن كلّ ذنب و يطهّره منه في الدّنيا و الآخرة ما خلا ذنبين ترك التّقيّة و تضييع حقوق الإخوان
21415- قال و قال محمّد بن عليّ ع أشرف أخلاق الأئمّة و الفاضلين من شيعتنا استعمال التّقيّة و أخذ النّفس بحقوق الإخوان
21416- قال و قال جعفر بن محمّد ع استعمال التّقيّة بصيانة الإخوان فإن كان هو يحمي الخائف فهو من أشرف خصال الكرم و المعرفة بحقوق الإخوان من أفضل الصّدقات و الزّكاة و الحجّ و المجاهدات
21417- قال و قال موسى بن جعفر ع لرجل لو جعل إليك التّمنّي في الدّنيا ما كنت تتمنّى قال كنت أتمنّى أن أرزق التّقيّة في ديني و قضاء حقوق إخواني فقال أحسنت أعطوه ألفي درهم
21418- قال و قال رجل للرّضا ع سل لي ربّك التّقيّة الحسنة و المعرفة بحقوق الإخوان و العمل بما أعرف من ذلك فقال الرّضا ع قد أعطاك اللّه ذلك لقد سألت أفضل شعار الصّالحين و دثارهم
-21419 قال و قيل لمحمّد بن عليّ ع إنّ فلانا أخذ بتهمة فضربوه مائة سوط فقال محمّد بن عليّ ع إنّه ضيّع حقّ أخ مؤمن و ترك التّقيّة فوجّه إليه فتاب
21420- قال و قيل لعليّ بن محمّد ع من أكمل النّاس قال أعملهم بالتّقيّة و أقضاهم لحقوق إخوانه إلى أن قال في قوله تعالى و إلهكم إله واحد لا إله إلّا هو الرّحمن الرّحيم قال الرّحيم بعباده المؤمنين من شيعة آل محمّد وسّع لهم في التّقيّة يجاهرون بإظهار موالاة أولياء اللّه و معاداة أعدائه إذا قدروا و يسرّون بها إذا عجزوا
21421- ثمّ قال قال رسول اللّه ص و لو شاء لحرّم عليكم التّقيّة و أمركم بالصّبر على ما ينالكم من أعدائكم عند إظهاركم الحقّ ألا فأعظم فرائض اللّه عليكم بعد فرض موالاتنا و معاداة أعدائكم استعمال التّقيّة على أنفسكم و أموالكم و معارفكم و قضاء حقوق إخوانكم و إنّ اللّه يغفر كلّ ذنب بعد ذلك و لا يستقصي و أمّا هذان فقلّ من ينجو منهما إلّا بعد مسّ عذاب شديد إلّا أن يكون لهم مظالم على النّواصب و الكفّار فيكون عقاب هذين على أولئك الكفّار و النّواصب قصاصا بما لكم عليه من الحقوق و ما لهم إليكم من الظّلم فاتّقوا اللّه و لا تتعرّضوا لمقت اللّه بترك التّقيّة و التّقصير في حقوق إخوانكم المؤمنين
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 29 - جواز التّقيّة في إظهار كلمة الكفر كسبّ الأنبياء و الأئمّة ع و البراءة منهم و عدم وجوب التّقيّة في ذلك و إن تيقّن القتل
21422- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان و أظهروا الشّرك فآتاهم اللّه أجرهم مرّتين
و رواه الصّدوق في المجالس عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقانيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ عن المنذر بن محمّد عن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الفضل الهاشميّ عن الصّادق جعفر بن محمّد ع مثله
21423- و عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ النّاس يروون أنّ عليّا ع قال على منبر الكوفة أيّها النّاس إنّكم ستدعون إلى سبّي فسبّوني ثمّ تدعون إلى البراءة منّي فلا تبرءوا منّي فقال ما أكثر ما يكذب النّاس على عليّ ع ثمّ قال إنّما قال إنّكم ستدعون إلى سبّي فسبّوني ثمّ تدعون إلى البراءة منّي و إنّي لعلى دين محمّد ص و لم يقل و لا تبرءوا منّي فقال له السّائل أ رأيت إن اختار القتل دون البراءة فقال و اللّه ما ذلك عليه و ما له إلّا ما مضى عليه عمّار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكّة و قلبه مطمئنّ بالإيمان فأنزل اللّه عزّ و جلّ فيه إلّا من أكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان فقال له النّبيّ ص عندها يا عمّار إن عادوا فعد فقد أنزل اللّه عذرك و أمرك أن تعود إن عادوا
و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم مثله
21424- و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن محمّد بن مروان قال قال لي أبو عبد اللّه ع ما منع ميثم رحمه اللّه من التّقيّة فو اللّه لقد علم أنّ هذه الآية نزلت في عمّار و أصحابه إلّا من أكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان
21425- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن زكريّا المؤمن عن عبد اللّه بن أسد عن عبد اللّه بن عطاء قال قلت لأبي جعفر ع رجلان من أهل الكوفة أخذا فقيل لهما ابرأا من أمير المؤمنين ع فبرئ واحد منهما و أبى الآخر فخلّي سبيل الّذي برئ و قتل الآخر فقال أمّا الّذي برئ فرجل فقيه في دينه و أمّا الّذي لم يبرأ فرجل تعجّل إلى الجنّة
21426- و عنه عن أحمد عن ابن محبوب عن خالد بن نافع عن محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع أنّ رجلا أتى النّبيّ ص فقال أوصني فقال لا تشرك باللّه شيئا و إن أحرقت بالنّار و عذّبت إلّا و قلبك مطمئنّ بالإيمان و والديك فأطعهما الحديث
21427- عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمّد عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ التّقيّة ترس المؤمن و لا إيمان لمن لا تقيّة له فقلت له جعلت فداك قول اللّه تبارك و تعالى إلّا من أكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان قال و هل التّقيّة إلّا هذا
21428- محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّيّ في كتاب الرّجال عن جبرئيل بن أحمد عن محمّد بن عبد اللّه بن مهران عن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ عن عليّ بن محمّد عن يوسف بن عمران الميثميّ قال سمعت ميثم النّهروانيّ يقول دعاني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع و قال كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعيّ بني أميّة عبيد اللّه بن زياد إلى البراءة منّي فقلت يا أمير المؤمنين أنا و اللّه لا أبرأ منك قال إذا و اللّه يقتلك و يصلبك قلت أصبر فذاك في اللّه قليل فقال يا ميثم إذا تكون معي في درجتي الحديث
و رواه الرّاونديّ في الخرائج و الجرائح عن عمران عن أبيه ميثم مثله
21429- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن محمّد بن عمر الجعابيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن يحيى بن زكريّا بن شيبان عن بكر بن مسلم عن محمّد بن ميمون عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه ع قال قال أمير المؤمنين ع ستدعون إلى سبّي فسبّوني و تدعون إلى البراءة منّي فمدّوا الرّقاب فإنّي على الفطرة
21430- و عن أبيه عن هلال بن محمّد الحفّار عن إسماعيل بن عليّ الدّعبليّ عن عليّ بن عليّ أخي دعبل بن عليّ الخزاعيّ عن عليّ بن موسى الرّضا عن أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال إنّكم ستعرضون على سبّي فإن خفتم على أنفسكم فسبّوني ألا و إنّكم ستعرضون على البراءة منّي فلا تفعلوا فإنّي على الفطرة
21431- محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال أما إنّه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن يأكل ما يجد و يطلب ما لا يجد فاقتلوه و لن تقتلوه ألا و إنّه سيأمركم بسبّي و البراءة منّي فأمّا السّبّ فسبّوني فإنّه لي زكاة و لكم نجاة و أمّا البراءة فلا تتبرّءوا منّي فإنّي ولدت على الفطرة و سبقت إلى الإيمان و الهجرة
21432- أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج عن أمير المؤمنين ع في احتجاجه على بعض اليونان قال و آمرك أن تصون دينك و علمنا الّذي أودعناك فلا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد و لا تفش سرّنا إلى من يشنّع علينا و آمرك أن تستعمل التّقيّة في دينك فإنّ اللّه يقول لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء إلّا أن تتّقوا منهم تقاة و قد أذنت لكم في تفضيل أعدائنا إن ألجأك الخوف إليه و في إظهار البراءة إن حملك الوجل عليه و في ترك الصّلوات المكتوبات إن خشيت على حشاشة نفسك الآفات و العاهات فإنّ تفضيلك أعداءنا عند خوفك لا ينفعهم و لا يضرّنا و إنّ إظهارك براءتك منّا عند تقيّتك لا يقدح فينا و لا ينقصنا و لئن تبرأ منّا ساعة بلسانك و أنت موال لنا بجنانك لتبقي على نفسك روحها الّتي بها قوامها و مالها الّذي به قيامها و جاهها الّذي به تمسّكها و تصون من عرف بذلك أولياءنا و إخواننا فإنّ ذلك أفضل من أن تتعرّض للهلاك و تنقطع به عن عمل في الدّين و صلاح إخوانك المؤمنين و إيّاك ثمّ إيّاك أن تترك التّقيّة الّتي أمرتك بها فإنّك شائط بدمك و دماء إخوانك معرّض لنعمتك و نعمتهم للزّوال مذلّ لهم في أيدي أعداء دين اللّه و قد أمرك اللّه بإعزازهم فإنّك إن خالفت وصيّتي كان ضررك على إخوانك و نفسك أشدّ من ضرر النّاصب لنا الكافر بنا
و رواه العسكريّ في تفسيره عن آبائه عن عليّ ع مثله
-21433 محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره عن أبي بكر الحضرميّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه قيل له مدّ الرّقاب أحبّ إليك أم البراءة من عليّ ع فقال الرّخصة أحبّ إليّ أ ما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ في عمّار إلّا من أكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان
21434- و عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي عبد اللّه ع قال سألته فقلت له إنّ الضّحّاك قد ظهر بالكوفة و يوشك أن ندعى إلى البراءة من عليّ ع فكيف نصنع قال فابرأ منه قلت أيّهما أحبّ إليك قال أن تمضوا على ما مضى عليه عمّار بن ياسر أخذ بمكّة فقالوا له ابرأ من رسول اللّه ص فبرأ منه فأنزل اللّه عزّ و جلّ عذره إلّا من أكره و قلبه مطمئنّ بالإيمان
21435- و عن عبد اللّه بن يحيى عن أبي عبد اللّه ع أنّه ذكر أصحاب الكهف فقال لو كلّفكم قومكم ما كلّفهم قومهم فقيل له و ما كلّفهم قومهم فقال كلّفوهم الشّرك باللّه العظيم فأظهروا لهم الشّرك و أسرّوا الإيمان حتّى جاءهم الفرج
21436- و عن درست عن أبي عبد اللّه ع قال ما بلغت تقيّة أحد ما بلغت تقيّة أصحاب الكهف إنّهم كانوا يشدّون الزّنانير و يشهدون الأعياد فآتاهم اللّه أجرهم مرّتين
21437- و عن الكاهليّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان و أظهروا الكفر و كانوا على إجهار الكفر أعظم أجرا منهم على إسرار الإيمان
21438- فخّار بن معد الموسويّ في كتاب الحجّة على الذّاهب إلى تكفير أبي طالب بإسناده إلى ابن بابويه عن أبيه عن الحسين بن أحمد المالكيّ عن أحمد بن هلال عن عليّ بن حسّان عن عمّه عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّ جبرئيل ع نزل على رسول اللّه ص فقال يا محمّد إنّ ربّك يقرئك السّلام و يقول لك إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان و أظهروا الشّرك فآتاهم اللّه أجرهم مرّتين و إنّ أبا طالب أسرّ الإيمان و أظهر الشّرك فآتاه اللّه أجره مرّتين و ما خرج من الدّنيا حتّى أتته البشارة من اللّه بالجنّة
21439- و عن عبد الحميد بن التّقيّ الحسينيّ عن الشّريف أبي عليّ الموضح عن محمّد بن الحسن العلويّ عن عبد العزيز بن يحيى الجلوديّ عن عبد اللّه بن أبي الصّقر عن الشّعبيّ يرفعه عن أمير المؤمنين ع قال كان و اللّه أبو طالب عبد مناف بن عبد المطّلب مؤمنا مسلما يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش ثمّ ذكر لعليّ ع أبياتا في رثاء أبيه و الدّعاء له
21440- و بإسناده عن ابن بابويه عن محمّد بن القاسم المفسّر عن يوسف بن محمّد بن زياد عن العسكريّ ع في حديث قال إنّ أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه
21441- عليّ بن الحسين المرتضى في رسالة المحكم و المتشابه نقلا من تفسير النّعمانيّ بإسناده الآتي عن عليّ ع قال و أمّا الرّخصة الّتي )صاحبها فيها بالخيار( فإنّ اللّه نهى المؤمن أن يتّخذ الكافر وليّا ثمّ منّ عليه بإطلاق الرّخصة له عند التّقيّة في الظّاهر إلى أن قال قال اللّه تعالى لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء إلّا أن تتّقوا منهم تقاة و يحذّركم اللّه نفسه فهذه رحمة تفضّل اللّه بها على المؤمنين رحمة لهم ليستعملوها عند التّقيّة في الظّاهر و قال رسول اللّه ص إنّ اللّه يحبّ أن يؤخذ برخصه كما يحبّ أن يؤخذ بعزائمه
21442- محمّد بن محمّد المفيد في الإرشاد قال استفاض عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ستعرضون من بعدي على سبّي فسبّوني فمن عرض عليه البراءة منّي فليمدد عنقه فإن برئ منّي فلا دنيا له و لا آخرة
أقول و تقدّم ما يدلّ على بعض المقصود و يأتي ما يدلّ عليه و ما تقدّم في حديث مسعدة من تكذيب رواية النّهي عن البراءة راويه عامّيّ و يحتمل الحمل على إنكار النّهي التّحريميّ خاصّة و على التّقيّة في الرّواية و لا يخفى على اللّبيب ما فيه من الحكمة
باب 30 - وجوب التّقيّة في الفتوى مع الضّرورة
21443- محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّيّ في كتاب الرّجال عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن عليّ بن إسماعيل بن عمّار عن ابن مسكان عن أبان بن تغلب قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي أقعد في المسجد فيجيء النّاس فيسألونّي فإن لم أجبهم لم يقبلوا منّي و أكره أن أجيبهم بقولكم و ما جاء عنكم فقال لي انظر ما علمت أنّه من قولهم فأخبرهم بذلك
21444- و عن حمدويه و إبراهيم ابني نصير عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حسين بن معاذ عن أبيه معاذ بن مسلم النّحويّ عن أبي عبد اللّه ع قال بلغني أنّك تقعد في الجامع فتفتي النّاس قلت نعم و أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج إنّي أقعد في المسجد فيجيء الرّجل فيسألني عن الشّيء فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون و يجيء الرّجل أعرفه بمودّتكم فأخبره بما جاء عنكم و يجيء الرّجل لا أعرفه و لا أدري من هو فأقول جاء عن فلان كذا و جاء عن فلان كذا فأدخل قولكم فيما بين ذلك قال فقال لي اصنع كذا فإنّي كذا أصنع
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 31 - عدم جواز التّقيّة في الدّم
21445- محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن شعيب الحدّاد عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إنّما جعلت التّقيّة ليحقن بها الدّم فإذا بلغ الدّم فليس تقيّة
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه و محمّد بن عيسى اليقطينيّ عن صفوان بن يحيى نحوه
21446- محمّد بن الحسن الطّوسيّ بإسناده عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن يعقوب يعني ابن يزيد عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن شعيب العقرقوفيّ عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال أبو عبد اللّه ع لم تبق الأرض إلّا و فيها منّا عالم يعرف الحقّ من الباطل قال إنّما جعلت التّقيّة ليحقن بها الدّم فإذا بلغت التّقيّة الدّم فلا تقيّة و ايم اللّه لو دعيتم لتنصرونا لقلتم لا نفعل إنّما نتّقي و لكانت التّقيّة أحبّ إليكم من آبائكم و أمّهاتكم و لو قد قام القائم ما احتاج إلى مساءلتكم عن ذلك و لأقام في كثير منكم من أهل النّفاق حدّ اللّه
باب 32 - وجوب كتم الدّين عن غير أهله مع التّقيّة
21447- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يونس بن عمّار عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد اللّه ع يا سليمان إنّكم على دين من كتمه أعزّه اللّه و من أذاعه أذلّه اللّه
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله
21448- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع قال وددت و اللّه أنّي افتديت خصلتين في الشّيعة لنا ببعض لحم ساعدي النّزق و قلّة الكتمان
و رواه الصّدوق في الخصال عن أبيه عن الحميريّ عن محمّد بن الحسين عن ابن محبوب مثله
21449- و عنه عن أحمد عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان عن أبي أسامة زيد الشّحّام قال قال أبو عبد اللّه ع أمر النّاس بخصلتين فضيّعوهما فصاروا منهما على غير شيء الصّبر و الكتمان
و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان عن حسين بن المختار عن أبي أسامة مثله إلّا أنّه قال كثرة الصّبر
21450- و عنه عن أحمد عن عليّ بن الحكم عن ابن بكير عن رجل عن أبي جعفر ع في حديث أنّه أوصى جماعة فقال ليقوّ شديدكم ضعيفكم و ليعد غنيّكم على فقيركم و لا تبثّوا سرّنا و لا تذيعوا أمرنا
21451- و عنه عن أحمد عن محمّد بن سنان عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّه ليس احتمال أمرنا التّصديق له و القبول فقط من احتمال أمرنا ستره و صيانته عن غير أهله فأقرئهم السّلام و قل لهم رحم اللّه عبدا اجترّ مودّة النّاس إلينا حدّثوهم بما يعرفون و استروا عنهم ما ينكرون الحديث
21452- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن عبد اللّه بن يحيى عن حريز عن معلّى بن خنيس قال قال أبو عبد اللّه ع يا معلّى اكتم أمرنا و لا تذعه فإنّه من كتم أمرنا و لم يذعه أعزّه اللّه به في الدّنيا و جعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنّة يا معلّى من أذاع أمرنا و لم يكتمه أذلّه اللّه به في الدّنيا و نزع النّور من بين عينيه في الآخرة و جعله ظلمة تقوده إلى النّار يا معلّى إنّ التّقيّة من ديني و دين آبائي و لا دين لمن لا تقيّة له يا معلّى إنّ اللّه يحبّ أن يعبد في السّرّ كما يحبّ أن يعبد في العلانية يا معلّى إنّ المذيع لأمرنا كالجاحد له
و رواه في المحاسن عن أبيه مثله إلّا أنّه ترك ذكر العبادة في السّرّ و العلانية
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 33 - تحريم تسمية المهديّ ع و سائر الأئمّة ع و ذكرهم وقت التّقيّة و جواز ذلك مع عدم الخوف
21453- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن النّعمان عن القاسم شريك المفضّل و كان رجل صدق قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول خلق في المسجد يشهرونّا و يشهرون أنفسهم أولئك ليسوا منّا و لا نحن منهم أنطلق فأداري و أستر فيهتكون ستري هتك اللّه ستورهم يقولون إمام و اللّه ما أنا بإمام إلّا من أطاعني فأمّا من عصاني فلست له بإمام لم يتعلّقون باسمي ألّا يكفّون اسمي من أفواههم فو اللّه لا يجمعني اللّه و إيّاهم في دار
21454- و عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السّنديّ عن جعفر بن بشير عن عنبسة عن أبي عبد اللّه ع قال إيّاكم و ذكر عليّ و فاطمة ع فإنّ النّاس ليس شيء أبغض إليهم من ذكر عليّ و فاطمة ع
21455- و عن عدّة بن أصحابنا عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفريّ عن أبي جعفر ع في حديث الخضر ع أنّه قال و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يسمّى و لا يكنّى حتّى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا إنّه القائم بأمر الحسن بن عليّ ع
و رواه الصّدوق في كتاب إكمال الدّين و في عيون الأخبار عن أبيه و محمّد بن الحسن عن سعد و الحميريّ و محمّد بن يحيى و أحمد بن إدريس كلّهم عن أحمد بن محمّد البرقيّ مثله
21456- و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبد اللّه ع قال صاحب هذا الأمر لا يسمّيه باسمه إلّا كافر
و رواه الصّدوق في إكمال الدّين عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن عليّ بن الرّيّان و في نسخة عليّ بن زياد عن أبي عبد اللّه ع نحوه
21457- و عن عدّة من أصحابنا عن جعفر بن محمّد عن ابن فضّال عن الرّيّان بن الصّلت قال سمعت أبا الحسن الرّضا ع و سئل عن القائم ع فقال لا يرى جسمه و لا يسمّى اسمه
و رواه الصّدوق في إكمال الدّين عن أبيه و محمّد بن الحسن عن سعد عن جعفر بن محمّد بن مالك مثله
21458- و عن عليّ بن محمّد عمّن ذكره عن محمّد بن أحمد العلويّ عن داود بن القاسم الجعفريّ قال سمعت أبا الحسن العسكريّ ع يقول الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف قلت و لم جعلني اللّه فداك قال لأنّكم لا ترون شخصه و لا يحلّ لكم ذكره باسمه قلت كيف نذكره قال قولوا الحجّة من آل محمّد
و رواه الصّدوق في إكمال الدّين عن أبيه عن سعد عن محمّد بن أحمد العلويّ مثله
-21459 و عن عليّ بن محمّد عن أبي عبد اللّه الصّالحيّ قال سألني أصحابنا بعد مضيّ أبي محمّد ع أن أسأل عن الاسم و المكان فخرج الجواب إن دللتهم على الاسم أذاعوه و إن عرفوا المكان دلّوا عليه
أقول هذا دالّ على اختصاص النّهي بالخوف و ترتّب المفسدة
21460- و عن محمّد بن عبد اللّه و محمّد بن يحيى جميعا عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن محمّد بن عثمان العمريّ في حديث أنّه قال له أنت رأيت الخلف قال إي و اللّه إلى أن قال قلت فالاسم قال محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك و لا أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلّل و لا أحرّم و لكن عنه ع فإنّ الأمر عند السّلطان أنّ أبا محمّد مضى و لم يخلّف ولدا إلى أن قال و إذا وقع الاسم وقع الطّلب فاتّقوا اللّه و أمسكوا عن ذلك
أقول هذا أوضح دلالة في أنّ وجه النّهي التّقيّة و الخوف
21461- محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب إكمال الدّين و في كتاب التّوحيد عن عليّ بن أحمد الدّقّاق و عليّ بن عبد اللّه الورّاق عن محمّد بن هارون عن عبد العظيم الحسنيّ عن سيّدنا عليّ بن محمّد ع أنّه عرض عليه اعتقاده و إقراره بالأئمّة ع إلى أن قال ثمّ أنت يا مولاي فقال له ع و من بعدي ابني الحسن فكيف للنّاس بالخلف من بعده قلت و كيف ذلك قال لأنّه لا يرى شخصه و لا يحلّ ذكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا إلى أن قال فقال ع هذا ديني و دين آبائي
أقول هذا لا ينافي الحمل على التّقيّة و التّخصيص بوقت الخوف كما يظنّ لما تقدّم من التّصريح بوجوب التّقيّة إلى أن يخرج صاحب الزّمان ع و لكنّ التّقيّة في هذه المدّة لا تشمل جميع الأشخاص و الأماكن لما مرّ أيضا فهذا من جملة القرائن على ما قلنا لأنّ هذه المدّة هي مدّة التّقيّة
21462- و في كتاب إكمال الدّين عن أحمد بن زياد بن جعفر عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزديّ عن موسى بن جعفر ع في حديث أوصاف الإمام الثّاني عشر و غيبته قال تخفى على النّاس ولادته و لا تحلّ لهم تسميته حتّى يظهره اللّه فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما
21463- و عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أيّوب بن نوح عن محمّد بن سنان عن صفوان بن مهران عن الصّادق ع أنّه قيل له من المهديّ من ولدك قال الخامس من ولد السّابع يغيب عنكم شخصه و لا يحلّ لكم تسميته
و عن عليّ بن محمّد الدّقّاق عن محمّد بن أبي عبد اللّه عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن عبد العزيز العبديّ عن عبد اللّه بن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع مثله
21464- و عن المظفّر بن جعفر العلويّ عن جعفر بن محمّد بن مسعود و حيدر بن محمّد عن محمّد بن مسعود عن آدم بن محمّد البلخيّ عن عليّ بن الحسين الدّقّاق و إبراهيم بن محمّد قالا سمعنا عليّ بن عاصم الكوفيّ يقول خرج في توقيعات صاحب الزّمان ع ملعون ملعون من سمّاني في محفل من النّاس
أقول فيه و في أمثاله دلالة على ما قلنا في العنوان لاختصاصه بالمحفل و هو مظنّة التّقيّة و المفسدة و بالنّاس و كثيرا ما يطلق هذا اللّفظ على العامّة فهو قرينة أيضا
21465- و عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق عن محمّد بن همّام عن محمّد بن عثمان العمريّ قال خرج توقيع بخطّ أعرفه من سمّاني في مجمع من النّاس فعليه لعنة اللّه
و رواه المفيد في الإرشاد و الطّبرسيّ في إعلام الورى نحوه
21466- و عن محمّد بن أحمد السّنانيّ عن محمّد بن أبي عبد اللّه عن سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسنيّ عن محمّد بن عليّ بن موسى ع في ذكر القائم ع قال يخفى على النّاس ولادته و يغيب عنهم شخصه و تحرم عليهم تسميته و هو سميّ رسول اللّه ص و كنيّه الحديث
21467- و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن محمّد بن إبراهيم الكوفيّ أنّ أبا محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ ع بعث إلى بعض من سمّاه شاة مذبوحة و قال هذه من عقيقة ابني محمّد
21468- و عنه عن الحميريّ عن محمّد بن أحمد العلويّ عن أبي غانم الخادم قال ولد لأبي محمّد ع مولود فسمّاه محمّدا و عرضه على أصحابه يوم الثّالث و قال هذا صاحبكم من بعدي و خليفتي عليكم و هو القائم الحديث
21469- و عن محمّد بن محمّد بن عصام عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ عن علّان الرّازيّ عن بعض أصحابنا أنّه لمّا حملت جارية أبي محمّد ع قال ستحملين ولدا و اسمه محمّد و هو القائم من بعدي
21470 و عن محمّد بن إبراهيم الطّالقانيّ عن الحسين بن إسماعيل القطّان عن عبد اللّه بن محمّد عن محمّد بن عبد الرّحمن عن محمّد بن سعيد عن العبّاس بن أبي عمرو عن صدقة بن أبي موسى عن أبي نضرة عن أبي جعفر ع عن جابر بن عبد اللّه عن فاطمة ع أنّه وجد معها صحيفة من درّة فيها أسماء الأئمّة من ولدها فقرأها إلى أن قال أبو القاسم محمّد بن الحسن حجّة اللّه على خلقه القائم أمّه جارية اسمها نرجس
21471- و عن عليّ بن أحمد بن موسى عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ عن إسماعيل بن مالك عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع على المنبر يخرج رجل من ولدي في آخر الزّمان و ذكر صفة القائم و أحواله إلى أن قال له اسمان اسم يخفى و اسم يعلن فأمّا الّذي يخفى فأحمد و أمّا الّذي يعلن فمحمّد الحديث
21472 و بأسانيده الكثيرة عن الحسن بن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع عن جابر قال دخلت على فاطمة ع و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمّد و أربعة منهم عليّ
و رواه في الفقيه بإسناده عن الحسن بن محبوب و رواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن الحسن بن محبوب مثله
73 -15245- و عن عليّ بن الحسن بن شاذويه و أحمد بن هارون الفاميّ جميعا عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أبيه عن جعفر بن محمّد بن مالك عن درست عن عبد اللّه بن القاسم عن عبد اللّه بن جبلة عن أبي السّفاتج عن جابر عن أبي جعفر ع عن جابر بن عبد اللّه أنّه رأى قدّام فاطمة ع لوحا يكاد ضوؤه يغشّي الأبصار فيه اثنا عشر اسما قال فقلت أسماء من هؤلاء قالت أسماء الأوصياء أوّلهم ابن عمّي و أحد عشر من ولدي آخرهم القائم قال جابر فرأيت فيه محمّدا محمّدا محمّدا في ثلاثة مواضع و عليّا عليّا عليّا عليّا في أربعة مواضع
و رواه في عيون الأخبار أيضا
21474- و عن عليّ بن محمّد بن أحمد الدّقّاق عن محمّد بن أبي عبد اللّه عن موسى بن عمران عن عمّه الحسين بن زيد عن المفضّل بن عمر قال دخلت على الصّادق ع فقلت لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك فقال الإمام بعدي ابني موسى و الخلف المأمول المنتظر محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى
الفضل بن الحسن الطّبرسيّ في إعلام الورى عن المفضّل بن عمر مثله
21475- و بإسناده عن ابن بابويه عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقانيّ عن أبي عليّ محمّد بن همّام عن محمّد بن عثمان العمريّ عن أبيه عن أبي محمّد الحسن بن عليّ ع في الخبر الّذي روي عن آبائه ع أنّ الأرض لا تخلو من حجّة للّه على خلقه و أنّ من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة فقال إنّ هذا حقّ كما أنّ النّهار حقّ فقيل يا ابن رسول اللّه فمن الحجّة و الإمام بعدك فقال ابني محمّد هو الإمام و الحجّة بعدي فمن مات و لم يعرفه مات ميتة جاهليّة
و رواه عليّ بن عيسى في كشف الغمّة نقلا عن الطّبرسيّ في إعلام الورى أقول و الأحاديث في التّصريح باسم المهديّ محمّد بن الحسن ع و في الأمر بتسميته عموما و خصوصا تصريحا و تلويحا فعلا و تقريرا في النّصوص و الزّيارات و الدّعوات و التّعقيبات و التّلقين و غير ذلك كثيرة جدّا قد تقدّم جملة من ذلك و يأتي جملة أخرى و هو دالّ على ما قلناه في العنوان
باب 34 - تحريم إذاعة الحقّ مع الخوف به
21476- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الرّضا ع في حديث قال قال أبو جعفر ع ولاية اللّه أسرّها إلى جبرئيل ع و أسرّها جبرئيل إلى محمّد ص و أسرّها محمّد ص إلى عليّ ع و أسرّها عليّ ع إلى من شاء اللّه ثمّ أنتم تذيعون ذلك من الّذي أمسك حرفا سمعه قال أبو جعفر ع في حكمة آل داود ينبغي للمسلم أن يكون مالكا لنفسه مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه فاتّقوا اللّه و لا تذيعوا حديثنا
21477- و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع قال من استفتح نهاره بإذاعة سرّنا سلّط اللّه عليه حرّ الحديد و ضيق المحابس
-21478 و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن عمر بن أبان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول قال رسول اللّه ص طوبى لعبد نومة عرفه اللّه و لم يعرفه النّاس أولئك مصابيح الهدى و ينابيع العلم تنجلي عنهم كلّ فتنة مظلمة ليسوا بالمذاييع البذر و لا بالجفاة المراءين
21479- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن أبي الحسن الأصبهانيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع و ذكر نحوه و زاد و قال قولوا الخير تعرفوا به و اعملوا بالخير تكونوا من أهله و لا تكونوا عجلا مراءين مذاييع فإنّ خياركم الّذين إذا نظر إليهم ذكر اللّه و شراركم المشّاءون بالنّميمة المفرّقون بين الأحبّة المبتغون للبرآء المعايب
21480- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عثمان بن عيسى عمّن أخبره قال قال أبو عبد اللّه ع كفّوا ألسنتكم و الزموا بيوتكم الحديث
21481- و بالإسناد عن عثمان بن عيسى عن أبي الحسن ع قال إن كان في يدك هذه شيء فإن استطعت أن لا تعلم هذه فافعل قال و كان عنده إنسان فتذاكروا الإذاعة فقال احفظ لسانك تعزّ و لا تمكّن النّاس من قياد رقبتك فتذلّ
-21482 و بالإسناد عن عثمان بن عيسى عن محمّد بن عجلان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ اللّه عزّ و جلّ عيّر قوما بالإذاعة في قوله عزّ و جلّ و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به فإيّاكم و الإذاعة
21483- و بالإسناد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و يقتلون الأنبياء بغير حقّ فقال أما و اللّه ما قتلوهم بأسيافهم و لكن أذاعوا عليهم و أفشوا سرّهم فقتلوا
و رواه البرقيّ في المحاسن عن عثمان بن عيسى و كذا الّذي قبله
21484- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن خالد بن نجيح عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ من أمرنا مستورا مقنّعا بالميثاق فمن هتك علينا أذلّه اللّه
21485- و عن الحسين بن محمّد و محمّد بن يحيى جميعا عن عليّ بن محمّد بن سعد عن محمّد بن مسلم عن محمّد بن سعيد بن غزوان عن عليّ بن الحكم عن عمر بن أبان عن عيسى بن أبي منصور قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول نفس المهموم لنا المغتمّ لمظلمتنا تسبيح و همّه لأمرنا عبادة و كتمانه لسرّنا جهاد في سبيل اللّه قال لي محمّد بن سعيد اكتب هذا بالذّهب فما كتبت شيئا أحسن منه
21486- و عنه عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن نصر بن صاعد عن أبيه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول مذيع السّرّ شاكّ و قائله عند غير أهله كافر و من تمسّك بالعروة الوثقى فهو ناج قلت ما هو قال التّسليم
21487- و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن محمّد الخزّاز عن أبي عبد اللّه ع قال من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقّنا قال و قال للمعلّى بن خنيس المذيع لحديثنا كالجاحد له
21488- و بالإسناد عن يونس عن ابن مسكان عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد اللّه ع من أذاع علينا حديثنا سلبه اللّه الإيمان
21489- )و بالإسناد عن يونس( عن يونس بن يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطإ و لكن قتلنا قتل عمد
و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن فضّال عن يونس بن يعقوب مثله
21490- و بالإسناد عن يونس عن العلاء عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول يحشر العبد يوم القيامة و ما ندا دما فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك فيقال له هذا سهمك من دم فلان فيقول يا ربّ إنّك تعلم أنّك قبضتني و ما سفكت دما فيقول بلى و لكنّك سمعت من فلان رواية كذا و كذا فرويتها عليه فنقلت عليه حتّى صارت إلى فلان الجبّار فقتله عليها و هذا سهمك من دمه
21491- و بالإسناد عن يونس عن ابن مسكان عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع و تلا هذه الآية ذلك بأنّهم كانوا يكفرون بآيات اللّه و يقتلون النّبيّين بغير الحقّ ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون قال و اللّه ما قتلوهم بأيديهم و لا ضربوهم بأسيافهم و لكنّهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا و اعتداء و معصية
21492- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسين بن عثمان عمّن أخبره عن أبي عبد اللّه ع قال من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن قتلنا عمدا و لم يقتلنا خطأ
و رواه البرقيّ في المحاسن عن محمّد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللّه ع و الّذي قبله عن ابن مسكان مثله
21493- و عن عليّ بن محمّد عن صالح بن أبي حمّاد عن رجل عن أبي خالد الكابليّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال المذيع لما أراد اللّه ستره مارق من الدّين
21494- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن ابن الدّيلميّ عن داود الرّقّيّ و مفضّل و فضيل في حديث قالوا قال أبو عبد اللّه ع لا تذيعوا أمرنا و لا تحدّثوا به إلّا أهله فإنّ المذيع علينا أمرنا أشدّ علينا مئونة من عدوّنا انصرفوا رحمكم اللّه و لا تذيعوا سرّنا
21495- و عن ابن أبي عمير عن حسين بن عثمان عمّن أخبره عن أبي عبد اللّه ع قال النّاطق علينا بما نكره أشدّ مئونة علينا من المذيع
21496- و عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن يونس بن عمّار عن سليمان بن خالد قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا سليمان إنّكم على دين من كتمه أعزّه اللّه و من أذاعه أذلّه اللّه
-21497 و عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن حسين بن مختار عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن حديث فقال هل كتمت عليّ شيئا قطّ فبقيت أتذكّر فلمّا رأى ما بي قال أمّا ما حدّثت به أصحابك فلا بأس إنّما الإذاعة أن تحدّث به غير أصحابك
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و قد روى النّعمانيّ في كتاب الغيبة أحاديث كثيرة في هذا المعنى
باب 35 - جواز إقرار الحرّ بالرّقّيّة مع التّقيّة و إن كان سيّدا
21498- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيّوب عن بريد بن معاوية قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ يزيد بن معاوية دخل المدينة و هو يريد الحجّ فبعث إلى رجل من قريش فأتاه فقال له يزيد أ تقرّ لي أنّك عبد لي إن شئت بعتك و إن شئت استرققتك إلى أن قال فقال له يزيد إن لم تقرّ لي و اللّه قتلتك فقال له الرّجل ليس قتلك إيّاي بأعظم من قتل الحسين ع قال فأمر به فقتل ثمّ أرسل إلى عليّ بن الحسين ع فقال له مثل مقاله للقرشيّ فقال له عليّ بن الحسين ع أ رأيت إن لم أقرّ لك أ ليس تقتلني كما قتلت الرّجل بالأمس فقال له يزيد بلى فقال عليّ بن الحسين قد أقررت لك بما سألت أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك و إن شئت فبع فقال له يزيد أولى لك حقنت دمك و لم ينقصك ذلك من شرفك
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك عموما
باب 36 - وجوب كفّ اللّسان عن المخالفين و عن أئمّتهم مع التّقيّة
21499- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال ما أيسر ما رضي النّاس به منكم كفّوا ألسنتكم عنهم
21500- محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عاصم عن أبي بكر الحضرميّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الرّجل يفتري على الرّجل من جاهليّة العرب قال يضرب حدّا قلت حدّا قال نعم إنّ ذلك يدخل على رسول اللّه ص
21501- عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال سئل عن قول النّبيّ ص إنّ الشّرك أخفى من دبيب النّمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء قال كان المؤمنون يسبّون ما يعبد المشركون من دون اللّه و كان المشركون يسبّون ما يعبد المؤمنون فنهى اللّه عن سبّ آلهتهم لكي لا يسبّ الكفّار إله المؤمنين فيكون المؤمنون قد أشركوا باللّه من حيث لا يعلمون فقال و لا تسبّوا الّذين يدعون من دون اللّه فيسبّوا اللّه
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في جهاد النّفس
باب 37 - تحريم مجاورة أهل المعاصي و مخالطتهم اختيارا و محبّة بقائهم
21502- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن منصور بن العبّاس عن سعيد بن جناح عن عثمان بن سعيد عن عبد الحميد بن عليّ الكوفيّ عن مهاجر الأسديّ عن أبي عبد اللّه ع قال مرّ عيسى ابن مريم ع على قرية قد مات أهلها و طيرها و دوابّها فقال أما إنّهم لم يموتوا إلّا بسخطة و لو ماتوا متفرّقين لتدافنوا فقال الحواريّون يا روح اللّه و كلمته ادع اللّه أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها قال فدعا عيسى فنودي من الجوّ أن نادهم فقام عيسى ع باللّيل على شرف من الأرض فقال يا أهل القرية فأجابه منهم مجيب لبّيك فقال ويحكم ما كانت أعمالكم قال عبادة الطّاغوت و حبّ الدّنيا مع خوف قليل و أمل بعيد و غفلة في لهو و لعب إلى أن قال كيف عبادتكم للطّاغوت قال الطّاعة لأهل المعاصي قال كيف كان عاقبة أمركم قال بتنا في عافية و أصبحنا في الهاوية فقال و ما الهاوية قال سجّين قال و ما سجّين قال جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة إلى أن قال قال ويحك كيف لم يكلّمني غيرك من بينهم قال يا روح اللّه إنّهم ملجمون بلجم من نار بأيدي ملائكة غلاظ شداد و إنّي كنت فيهم و لم أكن منهم فلمّا نزل العذاب عمّني معهم فأنا معلّق بشعرة على شفير جهنّم لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها فالتفت عيسى ع إلى الحواريّين فقال يا أولياء اللّه أكل الخبز اليابس بالملح الجريش و النّوم على المزابل خير كثير مع عافية الدّنيا و الآخرة
و رواه الصّدوق في العلل و في عقاب الأعمال و في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه و محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن صالح بن سعيد عن أخيه سهل الحلوانيّ عن أبي عبد اللّه ع نحوه
21503- و عن الحسين بن محمّد عن عليّ بن محمّد بن سعيد )عن محمّد بن سالم أبي سلمة( عن محمّد بن سعيد بن غزوان عن عبد اللّه بن المغيرة قال قلت لأبي الحسن ع إنّ لي جارين أحدهما ناصب و الآخر زيديّ و لا بدّ من معاشرتهما فمن أعاشر فقال هما سيّان من كذّب بآية من كتاب اللّه فقد نبذ الإسلام وراء ظهره و هو المكذّب بجميع القرآن و الأنبياء و المرسلين ثمّ قال إنّ هذا نصب لك و هذا الزّيديّ نصب لنا
21504- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن أبيه عن الحميريّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن الحارث الأعور قال قال عليّ للحسن ابنه ع في مسائله الّتي سأله عنها يا بنيّ ما السّفه قال اتّباع الدّناة و مصاحبة الغواة
21505- و في المجالس عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع قال سمعته يقول أما إنّه ليس من سنة أقلّ مطرا من سنة و لكنّ اللّه يضعه حيث يشاء إنّ اللّه جلّ جلاله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدّر لهم من المطر في تلك السّنة إلى غيرهم و إلى الفيافي و البحار و الجبال و إنّ اللّه ليعذّب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الأرض الّتي هي بمحلّتها لخطايا من بحضرتها و قد جعل اللّه لها السّبيل إلى مسلك سوى محلّة أهل المعاصي قال ثمّ قال أبو جعفر ع فاعتبروا يا أولي الأبصار الحديث
و رواه في عقاب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر عن أحمد بن محمّد و رواه البرقيّ في المحاسن عن أحمد بن محمّد بن عيسى و رواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد مثله
21506- و عن أبيه عن سعد عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن فضيل بن عياض عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له من الورع من النّاس قال الّذي يتورّع عن محارم اللّه و يجتنب هؤلاء فإذا لم يتّق الشّبهات وقع في الحرام و هو لا يعرفه و إذا رأى المنكر و لم ينكره و هو يقوى عليه فقد أحبّ أن يعصى اللّه و من أحبّ أن يعصى اللّه فقد بارز اللّه بالعداوة و من أحبّ بقاء الظّالمين فقد أحبّ أن يعصى اللّه إنّ اللّه تبارك و تعالى حمد نفسه على إهلاك الظّالمين فقال فقطع دابر القوم الّذين ظلموا و الحمد للّه ربّ العالمين
و رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن المنقريّ مثله
21507- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عن القاسم بن محمّد عن سليمان المنقريّ عن فضيل بن عياض قال سألت أبا عبد اللّه ع عن أشياء من المكاسب فنهاني عنها و قال يا فضيل و اللّه لضرر هؤلاء على هذه الأمّة أشدّ من ضرر التّرك و الدّيلم قال و سألته عن الورع من النّاس و ذكر مثله
21508- محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّيّ في كتاب الرّجال عن حمدويه عن محمّد بن إسماعيل الرّازيّ عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن صفوان الجمّال أنّ أبا الحسن موسى ع قال له كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا قلت أيّ شيء قال إكراؤك جمالك من هذا الرّجل يعني هارون إلى أن قال يا صفوان أ يقع كراؤك عليهم قلت نعم قال أ تحبّ بقاءهم حتّى يخرج كراؤك قلت نعم قال فمن أحبّ بقاءهم فهو منهم و من كان منهم كان ورد النّار قال صفوان فذهبت فبعت جمالي عن آخرها الحديث
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث العشرة و يأتي ما يدلّ عليه
باب 38 - تحريم المجالسة لأهل المعاصي و أهل البدع
21509- محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا تصحبوا أهل البدع و لا تجالسوهم فتصيروا عند النّاس كواحد منهم قال رسول اللّه ص المرء على دين خليله و قرينه
21510- و عنه عن ابن عبد الجبّار عن صفوان عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع قال من قعد عند سبّاب لأولياء اللّه فقد عصى اللّه
21511- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع في حديث طويل قال إيّاكم و صحبة العاصين و معونة الظّالمين و مجاورة الفاسقين احذروا فتنتهم و تباعدوا من ساحتهم
21512- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي زياد النّهديّ عن عبد اللّه بن صالح عن أبي عبد اللّه ع قال لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى اللّه فيه و لا يقدر على تغييره
21513- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن بكر بن محمّد عن الجعفريّ قال سمعت أبا الحسن ع يقول ما لي رأيتك عند عبد الرّحمن بن يعقوب فقلت إنّه خالي فقال إنّه يقول في اللّه قولا عظيما يصف اللّه و لا يوصف فإمّا جلست معه و تركتنا و إمّا جلست معنا و تركته فقلت هو يقول ما شاء أيّ شيء عليّ منه إذا لم أقل ما يقول فقال أبو الحسن ع أ ما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا أ ما علمت بالّذي كان من أصحاب موسى ع و كان أبوه من أصحاب فرعون فلمّا لحقت خيل فرعون بموسى تخلّف عنه ليعظ أباه فيلحقه بموسى فمضى أبوه و هو يراغمه حتّى بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فقال هو في رحمة اللّه و لكنّ النّقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قارب المذنب دفاع
21514- و عنهم عن أحمد عن ابن محبوب عن شعيب العقرقوفيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و قد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات اللّه يكفر بها و يستهزأ بها إلى آخر الآية فقال إنّما عنى بهذا الرّجل يجحد الحقّ و يكذّب به و يقع في الأئمّة فقم من عنده و لا تقاعده كائنا من كان
21515- و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن أسباط عن سيف بن عميرة عن عبد الأعلى بن أعين عن أبي عبد اللّه ع قال من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يجلس مجلسا ينتقص فيه إمام أو يعاب فيه مؤمن
21516- و رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن سيف بن عميرة مثله إلّا أنّه قال أو يغتاب فيه مؤمن إنّ اللّه يقول في كتابه و إذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديث غيره
و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة نحوه إلّا أنّه جعل يعاب مكان ينتقص و بالعكس
21517- و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن ابن القدّاح عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يقوم مكان ريبة
21518- و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن أبي جعفر ع قال من قعد في مجلس يسبّ فيه إمام من الأئمّة يقدر على الانتصاف فلم يفعل ألبسه اللّه الذّلّ في الدّنيا و عذّبه في الآخرة و سلبه صالح ما منّ به عليه من معرفتنا
21519- و عن الحسين بن محمّد عن عليّ بن محمّد بن سعد عن محمّد بن مسلم عن إسحاق بن موسى عن أخيه و عمّه عن أبي عبد اللّه ع قال ثلاثة مجالس يمقتها اللّه و يرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم و لا تجالسوهم مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه و مجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد و ذكرنا فيه رثّ و مجلسا فيه من يصدّ عنّا و أنت تعلم ثمّ تلا أبو عبد اللّه ع ثلاث آيات من كتاب اللّه كأنّما كنّ في فيه أو قال في كفّه و لا تسبّوا الّذين يدعون من دون اللّه فيسبّوا اللّه عدوا بغير علم و إذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديث غيره و لا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا على اللّه الكذب
21520- و بهذا الإسناد عن محمّد بن مسلم عن أحمد بن زكريّا عن محمّد بن خالد بن ميمون عن عبد اللّه بن سنان عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال ما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلّا حضرهم عشرة أضعافهم من الشّياطين فإن تكلّموا تكلّم الشّياطين بنحو كلامهم و إذا ضحكوا ضحكوا معهم و إذا نالوا من أولياء اللّه نالوا معهم فمن ابتلي من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم و لا يكن شرك شيطان و لا جليسه فإنّ غضب اللّه لا يقوم له شيء و لعنته لا يردّها شيء ثمّ قال ع فإن لم يستطع فلينكر بقلبه و ليقم و لو حلب شاة أو فواق ناقة
21521- و بالإسناد عن محمّد بن مسلم عن داود بن فرقد عن محمّد بن سعيد عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال إذا ابتليت بأهل النّصب و مجالستهم فكن كأنّك على الرّضف حتّى تقوم فإنّ اللّه يمقتهم و يلعنهم فإذا رأيتهم يخوضون في ذكر إمام من الأئمّة فقم فإنّ سخط اللّه ينزل هناك عليهم
21522- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده إلى وصيّة أمير المؤمنين ع لابنه محمّد بن الحنفيّة قال و من خير حظّ المرء قرين صالح جالس أهل الخير تكن منهم باين أهل الشّرّ و من يصدّك عن ذكر اللّه و ذكر الموت بالأباطيل المزخرفة و الأراجيف الملفّقة تبن منهم
21523- و في المجالس عن عليّ بن أحمد بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه عن سليمان بن عقيل عن محمّد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال من جالس لنا عائبا أو مدح لنا قاليا أو وصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو والى لنا عدوّا أو عادى لنا وليّا فقد كفر بالّذي أنزل السّبع المثاني و القرآن العظيم
21524- و عن عليّ بن أحمد بن موسى عن محمّد بن هارون عن عبد اللّه بن موسى عن عبد العظيم الحسنيّ عن عليّ بن محمّد عن آبائه ع في حديث قال قال أمير المؤمنين ع مجالسة الأشرار توجب سوء الظّنّ بالأخيار
21525- و في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن عبد العظيم الحسنيّ عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه ع قال قال عليّ بن الحسين ع ليس لك أن تقعد مع من شئت لأنّ اللّه تبارك و تعالى يقول و إذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديث غيره و إمّا ينسينّك الشّيطان فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين الحديث
21526- و في كتاب صفات الشّيعة عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن سعد عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر عن آبائه عن عليّ ع قال مجالسة الأشرار تورث سوء الظّنّ بالأخيار و مجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار و مجالسة الفجّار للأبرار تلحق الفجّار بالأبرار فمن اشتبه عليكم أمره و لم تعرفوا دينه فانظروا إلى خلطائه فإن كانوا أهل دين اللّه فهو على دين اللّه و إن لم يكونوا على دين اللّه فلا حظّ له في دين اللّه إنّ رسول اللّه ص كان يقول من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يؤاخينّ كافرا و لا يخالطنّ فاجرا و من آخى كافرا أو خالط فاجرا كان فاجرا كافرا
21527- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال قال سمعت الرّضا ع يقول من واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو مدح لنا عائبا أو أكرم لنا مخالفا فليس منّا و لسنا منه
21528- و عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن غير واحد عن جعفر بن محمّد ع قال من جالس أهل الرّيب فهو مريب
-21529 محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب رواية أبي القاسم بن قولويه عن عبد الأعلى عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسبّ فيه إمام أو يعاب فيه مسلم إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول و إذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا الآية
21530- الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن عليّ بن خالد المراغيّ عن ثوابة بن يزيد عن أحمد بن عليّ عن سيابة بن سوّار عن المبارك بن سعيد عن خليد الفرّاء عن أبي الخير قال قال رسول اللّه ص أربعة مفسدة للقلوب الخلوة بالنّساء و الاستمتاع منهنّ و الأخذ برأيهنّ و مجالسة الموتى فقيل يا رسول اللّه و ما مجالسة الموتى قال كلّ ضالّ عن الإيمان و جائر عن الأحكام
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك هنا و في العشرة
باب 39 - وجوب البراءة من أهل البدع و سبّهم و تحذير النّاس منهم و ترك تعظيمهم مع عدم الخوف
21531- محمّد بن يعقوب عن محمّد بن محمّد بن الحسين عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن داود بن سرحان عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إذا رأيتم أهل الرّيب و البدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم و أكثروا من سبّهم و القول فيهم و الوقيعة و باهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام و يحذرهم النّاس و لا يتعلّمون من بدعهم يكتب اللّه لكم بذلك الحسنات و يرفع لكم به الدّرجات في الآخرة
21532- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن جمهور العمّيّ رفعه قال من أتى ذا بدعة فعظّمه فإنّما سعى في هدم الإسلام
و رواه الكلينيّ عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن محمّد بن جمهور مثله
21533- عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمرو عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن عليّ ع قال من مشى إلى صاحب بدعة فوقّره فقد مشى في هدم الإسلام
21534- العيّاشيّ في تفسيره عن محمّد بن هاشم عمّن حدّثه عن أبي عبد اللّه ع قال نزلت هذه الآية قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبيّنات و بالّذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين و قد علم أنّهم قالوا و اللّه ما قتلنا و لا شهدنا قال و إنّما قيل لهم ابرءوا من قتلتهم فأبوا
21535- و عن سماعة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول في قول اللّه قد جاءكم رسل من قبلي بالبيّنات و بالّذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين و قد علم أنّ هؤلاء لم يقتلوا و لكن كان هواهم مع الّذين قتلوا فسمّاهم اللّه قاتلين لمتابعة هواهم و رضاهم بذلك الفعل
21536- و عن معمر بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع لعن اللّه القدريّة لعن اللّه الحروريّة لعن اللّه المرجئة لعن اللّه المرجئة قلت كيف لعنت هؤلاء مرّة و لعنت هؤلاء مرّتين فقال إنّ هؤلاء زعموا أنّ الّذين قتلونا كانوا مؤمنين فثيابهم ملطّخة بدمائنا إلى يوم القيامة أ ما تسمع لقول اللّه الّذين قالوا إنّ اللّه عهد إلينا إلى قوله فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين قال و كان بين الّذين خوطبوا بهذا القول و بين القاتلين خمسمائة عام فسمّاهم اللّه قاتلين برضاهم بما صنع أولئك
21537- و عن محمّد بن الهيثم التّميميّ عن أبي عبد اللّه ع في قوله تعالى كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون قال أما إنّهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم و لا يجلسون مجالسهم و لكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم و أنسوا بهم
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 40 - وجوب إظهار العلم عند ظهور البدع و تحريم كتمه إلّا لتقيّة و خوف و تحريم الابتداع
21538- أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن جمهور العمّيّ رفعه قال قال رسول اللّه ص إذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة اللّه
و رواه الكلينيّ عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن محمّد بن جمهور مثله
-21539 عنه عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة و محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال قال عليّ ع إنّ العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا تلعنه كلّ دابّة من دوابّ الأرض الصّغار
21540- و عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ الرّجل ليتكلّم بالكلمة فيكتب اللّه بها إيمانا في قلب آخر فيغفر اللّه لهما جميعا
21541- محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن سنان عن أبي حمزة قال قلت لأبي جعفر ع ما أدنى النّصب قال أن يبتدع الرّجل رأيا فيحبّ عليه و يبغض عليه
21542- و بإسناده عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال أدنى الشّرك أن يبتدع الرّجل رأيا فيحبّ عليه و يبغض
21543- قال و قال رسول اللّه ص كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة سبيلها إلى النّار
-21544 قال و قال عليّ ع من مشى إلى صاحب بدعة فوقّره فقد سعى في هدم الإسلام
و في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد اللّه ع مثله و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن الحميريّ عن محمّد بن الحسين عن الحسن بن محبوب و ذكر الّذي قبله
21545- و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن حريز رفعه قال كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة سبيلها إلى النّار
21546- و في عيون الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن يحيى )عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد( عن محمّد بن جمهور عن أحمد بن الفضل عن يونس بن عبد الرّحمن في حديث قال روّينا عن الصّادقين ع أنّهم قالوا إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب نور الإيمان
472 72- محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان رفعه عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه ع قالا كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة سبيلها إلى النّار
21548- و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن عمر بن أبان الكلبيّ عن عبد الرّحيم القصير عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة في النّار
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه
باب 41 - تحريم التّظاهر بالمنكرات و ذكر جملة من المحرّمات و المكروهات
21549- محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبان عن رجل عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص خمس إن أدركتموهنّ فتعوّذوا باللّه منهنّ لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ حتّى يعلنوها إلّا ظهر فيهم الطّاعون و الأوجاع الّتي لم تكن في أسلافهم الّذين مضوا و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلّا أخذوا بالسّنين و شدّة المئونة و جور السّلطان و لم يمنعوا الزّكاة إلّا منعوا القطر من السّماء و لو لا البهائم لم يمطروا و لم ينقضوا عهد اللّه و عهد رسوله إلّا سلّط اللّه عليهم عدوّهم و أخذ بعض ما في أيديهم و لم يحكموا بغير ما أنزل اللّه إلّا جعل اللّه بأسهم بينهم
و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن أبان الأحمر عن أبي جعفر ع مثله
21550- و عنهم عن أحمد و عن عليّ عن أبيه عن ابن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال وجدنا في كتاب رسول اللّه ص إذا ظهر الزّنا من بعدي كثر موت الفجأة و إذا طفّف الميزان و المكيال أخذهم اللّه بالسّنين و النّقص و إذا منعوا الزّكاة منعت الأرض بركاتها من الزّرع و الثّمار و المعادن كلّها و إذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظّلم و العدوان و إذا نقضوا العهد سلّط اللّه عليهم عدوّهم و إذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار و إذا لم يأمروا بالمعروف و لم ينهوا عن المنكر و لم يتّبعوا الأخيار من أهل بيتي سلّط اللّه عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم
و رواه الصّدوق في الأمالي عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب و رواه في عقاب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر عن أحمد بن محمّد و رواه البرقيّ في المحاسن عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله
21551- و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن العبّاس بن العلاء عن مجاهد عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال الذّنوب الّتي تغيّر النّعم البغي و الذّنوب الّتي تورث النّدم القتل و الّتي تنزل النّقم الظّلم و الّتي تهتك السّتور شرب الخمر و الّتي تحبس الرّزق الزّنا و الّتي تعجّل الفناء قطيعة الرّحم و الّتي تردّ الدّعاء و تظلم الهواء عقوق الوالدين
و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن المعلّى بن محمّد عن العبّاس بن العلاء و رواه في العلل عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن العبّاس مثله
21552- و عن عليّ عن أبيه عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمّار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول كان أبي يقول تعوّذ باللّه من الذّنوب الّتي تعجّل الفناء و تقرّب الآجال و تخلي الدّيار و هي قطيعة الرّحم و العقوق و ترك البرّ
21553- و عنه عن أيّوب بن نوح أو بعض أصحابه عن أيّوب عن صفوان بن يحيى عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد اللّه ع إذا فشا أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزّنا ظهرت الزّلزلة و إذا فشا الجور في الحكم احتبس القطر و إذا خفرت الذّمّة أديل لأهل الشّرك من أهل الإسلام و إذا منعوا الزّكاة ظهرت الحاجة
و رواه الصّدوق بإسناده عن عبد الرّحمن بن كثير عن الصّادق ع نحوه و رواه في الخصال عن جعفر بن عليّ بن الحسن الكوفيّ عن جدّه عن عبد اللّه بن المغيرة عن عليّ بن حسّان عن عمّه عبد الرّحمن بن كثير نحوه
21554- و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن بعض أصحابه و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعا عن محمّد بن أبي حمزة عن حمران عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال أ لا تعلم أنّ من انتظر أمرنا و صبر على ما يرى من الأذى و الخوف فهو غدا في زمرتنا فإذا رأيت الحقّ قد مات و ذهب أهله و رأيت الجور قد شمل البلاد و رأيت القرآن قد خلق و أحدث فيه ما ليس فيه و وجّه على الأهواء و رأيت الدّين قد انكفأ كما ينكفئ الماء و رأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحقّ و رأيت الشّرّ ظاهرا لا ينهى عنه و يعذر أصحابه و رأيت الفسق قد ظهر و اكتفى الرّجال بالرّجال و النّساء بالنّساء و رأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله و رأيت الفاسق يكذب و لا يردّ عليه كذبه و فريته و رأيت الصّغير يستحقر الكبير و رأيت الأرحام قد تقطّعت و رأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه و لا يردّ عليه قوله و رأيت الغلام يعطي ما تعطي المرأة و رأيت النّساء يتزوّجن النّساء و رأيت الثّناء قد كثر و رأيت الرّجل ينفق المال في غير طاعة اللّه فلا ينهى و لا يؤخذ على يديه و رأيت النّاظر يتعوّذ باللّه ممّا يرى المؤمن فيه من الاجتهاد و رأيت الجار يؤذي جاره و ليس له مانع و رأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن مرحا لما يرى في الأرض من الفساد و رأيت الخمور تشرب علانية و يجتمع عليها من لا يخاف اللّه عزّ و جلّ و رأيت الآمر بالمعروف ذليلا و رأيت الفاسق فيما لا يحبّ اللّه قويّا محمودا و رأيت أصحاب الآيات يحقّرون و يحتقر من يحبّهم و رأيت سبيل الخير منقطعا و سبيل الشّرّ مسلوكا و رأيت بيت اللّه قد عطّل و يؤمر بتركه و رأيت الرّجل يقول ما لا يفعله و رأيت الرّجال يتسمّنون للرّجال و النّساء للنّساء و رأيت الرّجل معيشته من دبره و معيشة المرأة من فرجها و رأيت النّساء يتّخذن المجالس كما يتّخذها الرّجال و رأيت التّأنيث في ولد العبّاس قد ظهر و أظهروا الخضاب و امتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها و أعطوا الرّجال الأموال على فروجهم و تنوفس في الرّجل و تغاير عليه الرّجال و كان صاحب المال أعزّ من المؤمن و كان الرّبا ظاهرا لا يغيّر و كان الزّنا تمتدح به النّساء و رأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرّجال و رأيت أكثر النّاس و خير بيت من يساعد النّساء على فسقهنّ و رأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا و رأيت البدع و الزّنا قد ظهر و رأيت النّاس يقتدون بشاهد الزّور و رأيت الحرام يحلّل و رأيت
الحلال يحرّم و رأيت الدّين بالرّأي و عطّل الكتاب و أحكامه و رأيت اللّيل لا يستحيا به من الجرأة على اللّه و رأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلّا بقلبه و رأيت العظيم من المال ينفق في سخط اللّه عزّ و جلّ و رأيت الولاة يقرّبون أهل الكفر و يباعدون أهل الخير و رأيت الولاة يرتشون في الحكم و رأيت الولاية قبالة لمن زاد و رأيت ذوات الأرحام ينكحن و يكتفى بهنّ و رأيت الرّجل يقتل على التّهمة و على الظّنّة و يتغاير على الرّجل الذّكر فيبذل له نفسه و ماله و رأيت الرّجل يعيّر على إتيان النّساء و رأيت الرّجل يأكل من كسب امرأته من الفجور يعلم ذلك و يقيم عليه و رأيت المرأة تقهر زوجها و تعمل ما لا يشتهي و تنفق على زوجها و رأيت الرّجل يكري امرأته و جاريته و يرضى بالدّنيّ من الطّعام و الشّراب و رأيت الأيمان باللّه عزّ و جلّ كثيرة على الزّور و رأيت القمار قد ظهر و رأيت الشّراب يباع ظاهرا ليس له مانع و رأيت النّساء يبذلن أنفسهنّ لأهل الكفر و رأيت الملاهي قد ظهرت يمرّ بها لا يمنعها أحد أحدا و لا يجترئ أحد على منعها و رأيت الشّريف يستذلّه الّذي يخاف سلطانه و رأيت أقرب النّاس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت و رأيت من يحبّنا يزوّر و لا تقبل شهادته و رأيت الزّور من القول يتنافس فيه و رأيت القرآن قد ثقل على النّاس استماعه و خفّ على النّاس استماع الباطل و رأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه و رأيت الحدود قد عطّلت و عمل فيها بالأهواء و رأيت المساجد قد زخرفت و رأيت أصدق النّاس عند النّاس المفتري الكذب و رأيت الشّرّ قد ظهر و السّعي بالنّميمة و رأيت البغي قد فشا و رأيت الغيبة تستملح و يبشّر بها النّاس بعضهم بعضا و رأيت طلب الحجّ و الجهاد لغير اللّه و رأيت السّلطان يذلّ للكافر المؤمن و رأيت الخراب قد أديل من العمران و رأيت الرّجل معيشته من بخس المكيال و الميزان و رأيت سفك الدّماء يستخفّ بها و رأيت الرّجل يطلب الرّئاسة لعرض الدّنيا و يشهر نفسه بخبث اللّسان ليتّقى و تسند إليه الأمور و رأيت الصّلاة قد استخفّ بها و رأيت الرّجل عنده المال الكثير لم يزكّه منذ ملكه و رأيت الميّت ينشر من قبره و يؤذى و تباع أكفانه و رأيت الهرج قد كثر و رأيت الرّجل يمسي نشوان و يصبح سكران لا يهتمّ بما النّاس فيه و رأيت البهائم تنكح و رأيت البهائم يفرس بعضها بعضا و رأيت الرّجل يخرج إلى مصلّاه و يرجع و ليس عليه شيء من ثيابه و رأيت قلوب النّاس قد قست و جمدت أعينهم و ثقل الذّكر عليهم و رأيت السّحت قد ظهر يتنافس فيه و رأيت المصلّي إنّما يصلّي ليراه النّاس و رأيت الفقيه يتفقّه لغير الدّين يطلب الدّنيا و الرّئاسة و رأيت النّاس مع من غلب و رأيت طالب الحلال يذمّ و يعيّر و طالب الحرام يمدح و يعظّم و رأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحبّ اللّه لا يمنعهم مانع و لا يحول بينهم و بين العمل القبيح أحد و رأيت المعازف ظاهرة في الحرمين و رأيت الرّجل يتكلّم بشيء من الحقّ و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه و يقول هذا عنك موضوع و رأيت النّاس ينظر بعضهم إلى بعض و يقتدون بأهل الشّرور و رأيت مسلك الخير و طريقه خاليا لا يسلكه أحد و رأيت الميّت يهزأ به فلا يفزع له أحد و رأيت كلّ عام يحدث فيه من الشّرّ و البدعة أكثر ممّا كان و رأيت الخلق و المجالس لا يتابعون إلّا الأغنياء و رأيت المحتاج يعطى على الضّحك به و يرحم لغير وجه اللّه و رأيت الآيات في السّماء لا يفزع لها أحد و رأيت النّاس يتسافدون كما تتسافد البهائم و لا ينكر أحد منكرا تخوّفا من النّاس و رأيت الرّجل ينفق الكثير في غير طاعة اللّه و يمنع اليسير في طاعة اللّه و رأيت العقوق قد ظهر و استخفّ بالوالدين و كانا من أسوإ النّاس حالا عند الولد و يفرح بأن
يفتري عليهما و رأيت النّساء و قد غلبن على الملك و غلبن على كلّ أمر لا يؤتى إلّا ما لهنّ فيه هوى و رأيت ابن الرّجل يفتري على أبيه و يدعو على والديه و يفرح بموتهما و رأيت الرّجل إذا مرّ به يوم و لم يكسب فيه الذّنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أنّ ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره و إذا رأيت السّلطان يحتكر الطّعام و رأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزّور و يتقامر بها و يشرب بها الخمور و رأيت الخمر يتداوى بها و توصف للمريض و يستشفى بها و رأيت النّاس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و ترك التّديّن به و رأيت رياح المنافقين و أهل النّفاق دائمة و رياح أهل الحقّ لا تحرّك و رأيت الأذان بالأجر و الصّلاة بالأجر و رأيت المساجد محتشية ممّن لا يخاف اللّه مجتمعون فيها للغيبة و أكل لحوم أهل الحقّ و يتواصفون فيها شراب المسكر و رأيت السّكران يصلّي بالنّاس و هو لا يعقل و لا يشان بالسّكر و إذا سكر أكرم و اتّقي و خيف و ترك لا يعاقب و يعذر بسكره و رأيت من أكل أموال اليتامى يحدّث بصلاحه و رأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر اللّه و رأيت الولاة يأتمنون الخونة للطّمع و رأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسق و الجرأة على اللّه يأخذون منهم و يخلّونهم و ما يشتهون و رأيت المنابر يؤمر عليها بالتّقوى و لا يعمل القائل بما يأمر و رأيت الصّلاة قد استخفّ بأوقاتها و رأيت الصّدقة بالشّفاعة لا يراد بها وجه اللّه و يعطى لطلب النّاس و رأيت النّاس همّهم بطونهم و فروجهم لا يبالون بما أكلوا و ما نكحوا و رأيت الدّنيا مقبلة عليهم و رأيت أعلام الحقّ قد درست فكن على حذر و اطلب إلى اللّه النّجاة و اعلم أنّ النّاس في سخط اللّه عزّ و جلّ و إنّما يمهلهم لأمر يراد بهم فكن مترقّبا و اجتهد ليراك اللّه عزّ و جلّ في خلاف ما هم عليه فإن نزل بهم العذاب و كنت فيهم عجّلت إلى رحمة اللّه و إن أخّرت ابتلوا و كنت قد خرجت ممّا هم فيه من الجرأة على اللّه عزّ و جلّ و اعلم أنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين و إنّ رحمة اللّه قريب من المحسنين
21555- محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكيّ في كتاب كنز الفوائد عن أبي الحسن بن شاذان عن أبيه عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الصّفّار عن محمّد بن زياد عن المفضّل بن عمر عن يونس بن يعقوب قال سمعت الصّادق جعفر بن محمّد ع يقول في حديث يا يونس ملعون ملعون من آذى جاره ملعون ملعون رجل يبدؤه أخوه بالصّلح فلم يصالحه ملعون ملعون حامل القرآن مصرّ على شرب الخمر ملعون ملعون عالم يؤمّ سلطانا جائرا معينا له على جور ملعون ملعون مبغض عليّ بن أبي طالب ع فإنّه ما أبغضه حتّى أبغض رسول اللّه ص و من أبغض رسول اللّه ص لعنه اللّه في الدّنيا و الآخرة ملعون ملعون من رمى مؤمنا بكفر و من رمى مؤمنا بكفر فهو كقاتله ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها أو تغمّه و سعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها و لا تؤذيه و تطيعه في جميع أحواله إلى أن قال ملعون ملعون قاطع رحم ملعون ملعون من صدّق بسحر ملعون ملعون من قال الإيمان قول بلا عمل ملعون ملعون من وهب اللّه له مالا فلم يتصدّق منه بشيء أ ما سمعت أنّ النّبيّ ص قال صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال ملعون ملعون من ضرب والده أو والدته ملعون ملعون من عقّ والديه ملعون ملعون من لم يوقّر المسجد
21556- محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن أحمد بن الحسن القطّان عن أحمد بن يحيى بن زكريّا عن بكر بن عبد اللّه بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبيه عن عبد اللّه بن الفضيل عن أبيه عن أبي خالد الكابليّ قال سمعت زين العابدين عليّ بن الحسين ع يقول الذّنوب الّتي تغيّر النّعم البغي على النّاس و الزّوال عن العادة في الخير و اصطناع المعروف و كفران النّعم و ترك الشّكر قال اللّه تعالى إنّ اللّه لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم و الذّنوب الّتي تورث النّدم قتل النّفس الّتي حرّم اللّه قال اللّه تعالى في قصّة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه فأصبح من النّادمين و ترك صلة القرابة حتّى يستغنوا و ترك الصّلاة حتّى يخرج وقتها و ترك الوصيّة و ردّ المظالم و منع الزّكاة حتّى يحضر الموت و ينغلق اللّسان و الذّنوب الّتي تنزل النّقم عصيان العارف بالبغي و التّطاول على النّاس و الاستهزاء بهم و السّخريّة منهم و الذّنوب الّتي تدفع القسم إظهار الافتقار و النّوم عن العتمة و عن صلاة الغداة و استحقار النّعم و شكوى المعبود عزّ و جلّ و الذّنوب الّتي تهتك العصم شرب الخمر و اللّعب بالقمار و تعاطي ما يضحك النّاس من اللّغو و المزاح و ذكر عيوب النّاس و مجالسة أهل الرّيب و الذّنوب الّتي تنزل البلاء ترك إغاثة الملهوف و ترك معاونة المظلوم و تضييع الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و الذّنوب الّتي تديل الأعداء المجاهرة بالظّلم و إعلان الفجور و إباحة المحظور و عصيان الأخيار و الانطياع للأشرار و الذّنوب الّتي تعجّل الفناء قطيعة الرّحم و اليمين الفاجرة و الأقوال الكاذبة و الزّنا و سدّ طريق المسلمين و ادّعاء الإمامة بغير حقّ و الذّنوب الّتي تقطع الرّجاء اليأس من روح اللّه و القنوط من رحمة اللّه و الثّقة بغير اللّه و التّكذيب بوعد اللّه عزّ و جلّ و الذّنوب الّتي تظلم الهواء السّحر و الكهانة و الإيمان بالنّجوم و التّكذيب بالقدر و عقوق الوالدين و الذّنوب الّتي تكشف الغطاء الاستدانة بغير نيّة الأداء و الإسراف في النّفقة على الباطل و البخل على الأهل و الولد و ذوي الأرحام و سوء الخلق و قلّة الصّبر و استعمال الضّجر و الكسل و الاستهانة بأهل الدّين و الذّنوب الّتي تردّ الدّعاء سوء النّيّة و خبث السّريرة و النّفاق مع الإخوان و ترك التّصديق بالإجابة و تأخير الصّلوات المفروضات حتّى تذهب أوقاتها و ترك التّقرّب إلى اللّه عزّ و جلّ بالبرّ و الصّدقة و استعمال البذاء و الفحش في القول و الذّنوب الّتي تحبس غيث السّماء جور الحكّام في القضاء و شهادة الزّور و كتمان الشّهادة و منع الزّكاة و القرض و الماعون و قساوة القلب على أهل الفقر و الفاقة و ظلم اليتيم و الأرملة و انتهار السّائل و ردّه باللّيل
أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك