الآيات التوبة الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً وَ أَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً وَ يَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ الشعراء وَ لَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ محمد وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ. تفسير الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً الأعراب سكان البادية الذين لم يهاجروا إلى النبي ص قال الراغب العرب أولاد إسماعيل و الأعراب جمعه في الأصل و صار ذلك اسما لسكان البادية قال تعالى قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا و قال الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً انتهى. و كونهم أشد كفرا و نفاقا من أهل الحضر لتوحشهم و قساوتهم و جفائهم و نشوهم في بعد من مشاهدة العلماء و سماع التنزيل وَ أَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا أي أحق بأن لا يعلموا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ من الشرائع فرائضها و سننها و أحكامها وَ اللَّهُ عَلِيمٌ يعلم حال كل أحد من أهل الوبر و المدر حَكِيمٌ فيما يصيب به مسيئهم و محسنهم عقابا و ثوابا. وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ أي يعد ما يُنْفِقُ أي يصرفه في سبيل الله و يتصدق به مَغْرَماً أي غرامة و خسرانا إذ لا يحتسبه عند الله و لا يرجو عليه ثوابا و إنما ينفق رئاء و تقية وَ يَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ أي ينتظر بكم صروف الزمان و حوادث الأيام من الموت و القتل و المغلوبية فيرجع إلى دين المشركين و يتخلص من الإنفاق عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ اعتراض بالدعاء عليهم بنحو ما يتربصونه أو إخبار عن وقوع ما يتربصون عليهم وَ اللَّهُ سَمِيعٌ لما يقولون عند الإنفاق و غيره عَلِيمٌ بما يضمرون. قُرُباتٍ أي سبب قربات وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ أي و سبب دعواته لأنه كان يدعو للمتصدقين بالخير و البركة و يستغفر لهم أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ شهادة من الله لهم بصحة معتقدهم و تصديق لرجائهم سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ وعد لهم بإحاطة الرحمة عليهم إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ تقرير له. ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ لفرط عنادهم و استنكافهم من اتباع العجم و ما قيل من أن المراد بالأعجمين البهائم فهو في غاية البعد. وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا عطف على وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ و قال علي بن إبراهيم يعني عن ولاية أمير المؤمنين ع. يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ أي يقم مكانكم قوما آخرين و قال علي بن إبراهيم يدخلهم في هذا الأمر ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ قال في معاداتكم و خلافكم و ظلمكم لآل محمد عليه و عليهم السلام. قال في المجمع وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا أي تعرضوا عن طاعته و عن أمر رسوله يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ أمثل و أطوع منكم ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ بل يكونوا خيرا منكم و أطوع لله منكم.
و روى أبو هريرة أن ناسا من أصحاب رسول الله ص قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه و كان سلمان إلى جنب رسول الله فضرب ص يده على فخذ سلمان فقال هذا و قومه و الذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس
و روى أبو بصير عن أبي جعفر ع قال إِنْ تَتَوَلَّوْا يا معشر العرب يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ يعني الموالي
و عن أبي عبد الله ع قال قد و الله أبدل بهم خيرا منهم الموالي
1- مع، ]معاني الأخبار[ عن ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن هارون عن أبي يحيى الواسطي عمن ذكره قال قال رجل لأبي عبد الله ع إن الناس يقولون من لم يكن عربيا صلبا و مولى صريحا فهو سفلي فقال و أي شيء المولى الصريح فقال له الرجل من ملك أبواه قال و لم قالوا هذا قال لقول رسول الله ص مولى القوم من أنفسهم فقال سبحان الله أ ما بلغك أن رسول الله ص قال أنا مولى من لا مولى له أنا مولى كل مسلم عربيها و عجميها فمن والى رسول الله ص أ ليس يكون من نفس رسول الله ثم قال أيهما أشرف من كان من نفس رسول الله ص أو من كان من نفس أعرابي جلف بائل على عقبيه ثم قال ع من دخل في الإسلام رغبة خير ممن دخل رهبة و دخل المنافقون رهبة و الموالي دخلوا رغبة
بيان في القاموس الصلب بالضم الشديد و الحسب و القوة و قال الصريح الخالص من كل شيء و قال السفل و السفلة بكسرهما نقيض العلو و قد سفل ككرم و علم و نصر سفالا و سفولا و تسفل و سفل في خلقه و علمه ككرم سفلا و يضم و سفالا ككتاب و في الشيء سفولا نزل من أعلاه إلى أسفله و سفلة الناس بالكسر كفرحة أسافلهم و غوغاؤهم. مولى القوم من أنفسهم كان غرضه ص حثهم على إكرام مواليهم و معتقيهم و رعايتهم و عدم الإزراء بشأنهم و تعييرهم بخسة نسبهم لا أنهم في حكمهم في جميع الأمور كما فهمه بعض العامة قال في النهاية في حديث الزكاة مولى القوم منهم الظاهر من المذهب و المشهور أن موالي بني هاشم و المطلب لا يحرم عليهم أخذ الزكاة لانتفاء النسب الذي به حرم على بني هاشم و المطلب و في مذهب الشافعي على وجه أنه يحرم على الموالي أخذها لهذا الحديث و وجه الجمع بين الحديث و نفي التحريم أنه إنما قال هذا القول تنزيها لهم و بعثا على التشبه بسادتهم و الاستنان بسنتهم في اجتناب مال الصدقة التي هي أوساخ الناس. و أقول غرض القائل أنه ليس غير العرب من نجباء الناس و لما قال رسول الله ص مولى القوم من أنفسهم فالمولى الصريح أيضا ملحق بهم فحمل الرواية على الحقيقة و العموم و سائر الناس من أهل فارس و غيرهم من سقاط الناس و أراذلهم و ليسوا من أكفاء العرب كما كان عمر يقوله و ذلك أنه سمع من النبي ص أن أنصار علي و أهل بيته ع يكونون من العجم و لذا حكم بقتل العجم جميعا لما استولى على بلاد فارس فمنعه أمير المؤمنين ع عن ذلك
و قال قال رسول الله ص سنوا بهم سنة أهل الكتاب
فصار أولادهم من أهل العراق و غيرهم من أصحاب أئمتنا صلوات الله عليهم و أنصارهم و محل أسرارهم و دونوا الأصول و انتشر ببركتهم علوم أهل البيت صلوات الله عليهم في العالم. و هذا الكلام الذي نقله الراوي عن المتعصبين من المخالفين الذين كانوا أعداء أهل البيت و شيعتهم و مواليهم كان مبنيا على ما ذكرنا فأجاب ع متعجبا من كلامهم بأن النبي ص و إن قال مولى القوم من أنفسهم قال أيضا أنا مولى من لا مولى له فالعجم كلهم رسول الله مولاهم. و أيضا له ص ولاء كل مسلم من العرب و العجم أي هو أولى بأمورهم و ناصرهم و معينهم في الدنيا و الآخرة و إن ماتوا و لا وارث لهم فهو وارثهم و عليه نفقتهم إن كانوا فقراء و يجب عليه قضاء ديونهم إن ماتوا و لا مال لهم من بيت مال المسلمين و كذا بعده أوصياؤه ع مواليهم بتلك المعاني
كما قال رسول الله ص باتفاق المخالف و المؤالف من كنت مولاه فعلي مولاه
ثم بين ع أنهم أشرف من الموالي الصريح الذي ذكره الراوي لأنه على مقتضى قوله إذا أعتق والدي رجل أعرابي جلف يبول على عقبيه و لا يغسلهما للشقاق الذي فيهما و كان ذلك عادتهم و لذا أمرهم رسول الله ص بغسل رجليهم قبل الصلاة و قال ويل للأعقاب من النار فتوهموا أن ذلك في الوضوء كما ذكره الجزري في النهاية أو هو كناية عن عدم احترازهم عن البول فيصل إلى أرجلهم رشاشته و لا يغسلونها و الأول أظهر فكان هذا الرجل مولى صريحا للعرب و هو عندهم أشرف من العجم مع أن العجم مولى رسول الله ص بمقتضى الخبر الثاني فهو من نفس رسول الله ص بمقتضى الخبر الأول فكيف لا يكون أشرف منه و من مولاه. ثم بين ع بوجه آخر أن العجم الذين كانوا في ذلك الزمان من شيعتهم و أصحابهم أفضل من العرب الذين يفتخرون هؤلاء بالانتساب بهم فإن الموالي أي أولاد فارس دخلوا في الإسلام رغبة و هم كانوا منافقين أظهروا الإسلام خوفا و رهبة فقوله فمن والى رسول الله ص أي دخل في الإسلام و لا مولى له و صار رسول الله مولاه و الجلف في أكثر النسخ بالجيم في القاموس الجلف بالكسر الرجل الجافي و في النهاية الجلف الأحمق و في بعض النسخ بالخاء المفتوحة و اللام الساكنة و هو الرديء من كل شيء
2- مع، ]معاني الأخبار[ عن أبيه عن سعد عن سلمة بن الخطاب عن علي بن محمد الأشعث عن الدهقان عن أحمد بن زيد عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال إنما شيعتنا المعادن و الأشراف و أهل البيوتات و من مولده طيب قال علي بن جعفر فسألته عن تفسير ذلك فقال المعادن من قريش و الأشراف من العرب و أهل البيوتات من الموالي و من مولده طيب من أهل السواد
بيان أهل السواد أهل العراق لأن أصلهم كانوا من العجم ثم اختلط العرب بهم بعد بناء الكوفة فلا يعدون من العرب و لا من العجم قال في المصباح العرب تسمي الأخضر الأسود لأنه يرى كذلك على بعد و منه سواد العراق لخضرة أشجاره و زروعه
3- ع، ]علل الشرائع[ القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ع يقول المؤمن علوي لأنه علا في المعرفة و المؤمن هاشمي لأنه هشم الضلالة و المؤمن قرشي لأنه أقر بالشيء المأخوذ عنا و المؤمن عجمي لأنه استعجم عليه أبواب الشر و المؤمن عربي لأن نبيه ص عربي و كتابه المنزل بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ و المؤمن نبطي لأنه استنبط العلم و المؤمن مهاجري لأنه هجر السيئات و المؤمن أنصاري لأنه نصر الله و رسوله و أهل بيت رسول الله و المؤمن مجاهد لأنه يجاهد أعداء الله عز و جل في دولة الباطل بالتقية و في دولة الحق بالسيف
بيان كان المقصود من هذه الرواية أن مناط الشرف و الفضل و الكرامة الإيمان و التقوى و العمل الصالح فإذا انضمت إليه سائر الجهات كانت أحسن و أشرف و إن افترقتا فصاحب الإيمان و التقوى أشرف و بالكرامة أحرى. بل يمكن إثبات تلك الصفات له أيضا لأنه متصف بما هو مناط الشرف فيها فالمؤمن علوي لأن فضل العلوي من جهة الانتساب إلى علي ع من جهة النسب و فضله ع من جهة كماله في الإيمان و المعرفة و العلم و العمل فمن انتسب إليه ع بهذه الجهات كان انتسابه الروحاني إليه أقوى من الانتساب الجسماني من جهة النسب فقط فهو علوي لعلوه في المعرفة و انتسابه إليه من هذه الجهة. و كذا الهاشمي لأن شرافة الانتساب إلى هاشم إما لشرفه أو لشرف الرسول ص فإن الانتساب إليه يستلزم قرابته فعلى الأول ففضل هاشم من جهة كونه من أوصياء إبراهيم ع و كسره للضلالة و البدع أقوى من إطعامه و كسره للثريد فالانتساب إليه من هذه الجهة أقوى و المؤمن منسوب إليه من تلك الجهة و أما على الثاني فظاهر بتقريب ما مر في العلوي. قال الفيروزآبادي الهشم كسر الشيء اليابس أو الأجوف أو كسر العظام و الرأس خاصة أو الوجه و الأنف أو كل شيء و هاشم أبو عبد المطلب و اسمه عمرو لأنه أول من ثرد الثريد و هشمه و هذا البيان بوجهه جاء في القرشي و قوله لأنه أقر بالشيء لرعاية المناسبة اللفظية لا لبيان جهة الاشتقاق و إن أمكن حمله على الاشتقاق الكبير. قال في القاموس قرشه يقرشه و يقرشه قطعه و جمعه من هاهنا و هاهنا و ضم بعضه إلى بعض و منه قريش لتجمعهم إلى الحرم أو لأنهم كانوا يتقرشون البياعات فيشترونها أو لأن النضر بن كنانة اجتمع في ثوبه يوما فقالوا تقرش أو لأنه جاء إلى قومه فقالوا كأنه جمل قريش أي شديد أو لأن قصيا كان يقال له القرشي أو لأنهم كانوا يفتشون الحاج فيسدون خلتها إلى أن قال و النسبة قرشي و قريشي. و قال العجم بالضم و بالتحريك خلاف العرب و الأعجم من لا يفصح كالاعجمي و الأخرس و العجمي من جنسه العجم و إن أفصح و أعجم فلان الكلام ذهب به إلى العجمة و استعجم سكت و القراءة لم يقدر عليها لغلبة النعاس. و في النهاية كل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم و مستعجم و منه الحديث فإذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه أي أرتج عليه فلم يقدر أن يقرأ كأنه صار عجمة انتهى. و الحاصل أنه لا يهتدي إلى الشر و لا يأتي منه إلا الخير فهو على بناء المجهول و يحتمل المعلوم و سيأتي الكلام في النبطي و سائر الفقرات ظاهرة مما مر. و يحتمل أن يكون المعنى أن المؤمن لشرفه و كماله يمكن أن يطلق عليه كل من هذه الألفاظ بوجه حسن و إن كان قريبا مما مر أو المعنى أنه من أي هذه الأصناف كان فإطلاقه عليه بوجه حسن يتضمن مدحا عظيما و الأول أظهر
4- فس، ]تفسير القمي[ وَ لَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ قال الصادق ع لو نزل القرآن على العجم ما آمنت به العرب و قد نزل على العرب فآمنت به العجم فهذه فضيلة العجم
5- فس، ]تفسير القمي[ عن محمد الحميري عن أبيه عن السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن يعقوب بن قيس قال قال أبو عبد الله ع يا ابن قيس وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ عنى أبناء الموالي المعتقين
6- ب، ]قرب الإسناد[ عن ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه ع قال قال رسول الله ص لو كان العلم منوطا بالثريا لتناولته رجال من فارس
7- ب، ]قرب الإسناد[ بهذا الإسناد قال قال النبي ص في فارس ضربتموهم على تنزيله و لا تنقضي الدنيا حتى يضربوكم على تأويله
8- ع، ]علل الشرائع[ عن أبيه عن سعد عن ابن هاشم عن عبد الله بن حماد عن شريك عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص لا تسبوا قريشا و لا تبغضوا العرب و لا تذلوا الموالي و لا تساكنوا الخوز و لا تزوجوا إليهم فإن لهم عرقا يدعوهم إلى غير الوفاء
بيان الموالي المعتقون و أبناؤهم و من لحق بقبيلة و ليس منهم و كأن المراد في الأخبار العجم فإن أولاد الفرس غلب العرب على آبائهم فكأنهم أعتقوهم أو أنهم لإيمانهم ألحقوا بأئمتهم فصاروا موالي العرب و في القاموس الخوز بالضم جيل من الناس و اسم لجميع بلاد خوزستان
9- ع، ]علل الشرائع[ عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن عاصم عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال سألته عن الرجل يفتري على الرجل من جاهلية العرب قال يضرب حدا قلت حدا قال نعم إن يدخل على رسول الله ص
بيان كأنه محمول على ما إذا سرى شينه إليه ص كأجداده و جداته أو أقاربه القريبة كما يومئ إليه قوله إنه يدخل أي عيبه و عاره أو هو من الدخل بمعنى العيب و لو كان إن يدخل كما في بعض النسخ كان ما ذكرنا أظهر
10- ع، ]علل الشرائع[ عن ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن عبد العظيم الحسني عن حرب عن شيخ من بني أسد يقال له عمرو عن ذريح عن أبي عبد الله ع قال أصاب بعيرا لنا علة و نحن في ماء لبني سليم فقال الغلام لأبي عبد الله ع يا مولاي أنحره قال لا تلبث فلما سرنا أربعة أميال قال يا غلام انزل فانحره و لأن تأكله السباع أحب إلي من أن تأكله الأعراب
11- مع، ]معاني الأخبار[ عن أبيه عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال صعد رسول الله ص المنبر يوم فتح مكة ثم قال أيها الناس إن الله تبارك و تعالى قد ذهب عنكم بنخوة الجاهلية و تفاخرها بآبائها ألا إنكم من آدم و آدم من طين و خير عباد الله عنده أتقاهم إن العربية ليست بأب والد و لكنها لسان ناطق فمن قصر به عمله فلم يبلغه رضوان الله حسبه ألا إن كل دم كان في الجاهلية أو إحنة فهو تحت قدمي هاتين إلى يوم القيامة
بيان إن العربية إلخ أي العربية الممدوحة إنما هي باللسان بأن يقر بالحق و يلحق بالرسول و أهل بيته و إن كان من العجم لا يكون آباؤه من العرب ثم بين ع أن الحسب لا ينفع بدون العمل تحت قدمي أي أبطلته لا يطلب به في الإسلام
12- مع، ]معاني الأخبار[ عن أبيه عن سعد عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن يوسف عن صالح بن عقبة عن أبي الحسن موسى ع قال قال الناس ثلاثة عربي و مولى و علج فأما العرب فنحن و أما المولى فمن والانا و أما العلج فمن تبرأ منا و ناصبنا
بيان في النهاية العلج الرجل من كفار العجم و غيرهم
13- مع، ]معاني الأخبار[ بالإسناد المتقدم عن الحسن بن يوسف عن عثمان بن جبلة عن ضريس بن عبد الملك قال سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن قريش و شيعتنا العرب و عدونا العجم
بيان و شيعتنا العرب أي العرب الممدوح من كان شيعتنا و إن كان عجما و العجم المذموم من كان عدونا و إن كان عربا
14- مع، ]معاني الأخبار[ بالإسناد المتقدم عن سلمة عن عمرو بن سعيد بن خثيم عن أخيه معمر عن محمد بن علي ع قال نحن العرب و شيعتنا منا سائر الناس همج أو هبج قال قلت و ما الهمج قال الذباب فقلت و ما الهبج قال البق
بيان في القاموس الهمج محركة ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم و الحمير و الهبج بهذا المعنى لم أجده في كتب اللغة قال في القاموس الهبج محركة كالورم في ضرع الناقة
15- مع، ]معاني الأخبار[ عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن داود بن الحصين عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال قلت له ما يزال الرجل ممن ينتحل أمرنا يقول لمن من الله عليه بالإسلام يا نبطي قال فقال نحن أهل البيت و النبط من ذرية إبراهيم إنما هما نبطان من النبط الماء و الطين و ليس بضاره في ذريته شيء فقوم استنبطوا العلم فنحن هم
بيان قال في المصباح النبط جيل من الناس كانوا ينزلون سواد العراق ثم استعمل في أخلاط الناس و عوامهم و الجمع أنباط كسبب و أسباب الواحد نباطي بزيادة ألف و النون تضم و تفتح قال الليث و رجل نبطي و منعه ابن الأعرابي و استنبطت الحكم استخرجته بالاجتهاد و أنبطته إنباطا مثله و أصله من استنبط الحافر الماء و أنبطه إنباطا إذا استخرجه بعلمه. و في النهاية نبط الماء ينبط إذا نبع و أنبط الحفار بلغ الماء في البئر و الاستنباط الاستخراج و النبط و النبيط الماء يخرج من قعر البئر إذا احتفرت و في حديث عمر تمعدوا و لا تستنبطوا أي تشبهوا بمعد و لا تشبهوا بالنبط النبط و النبيط جيل معروف كانوا ينزلون بالبطايح بين العراقين و منه حديثه الآخر لا تنبطوا في المدائن أي لا تشبهوا بالنبط في سكناها و اتخاذها العقار و الملك. و حديث ابن عباس نحن معاشر قريش من النبط من أهل كوثى قيل لأن إبراهيم الخليل صلوات الله عليه ولد بها و كان النبط سكانها و منه حديث عمرو بن معديكرب سأله عمر عن سعد فقال أعرابي في حبوته نبطي في جبوته أراد أنه في جباية الخراج و عمارة الأرضين كالنبط حذقا بها و مهارة فيها لأنهم كانوا سكان العراق و أربابها. و في حديث الشعبي أن رجلا قال لآخر يا نبطي قال لا حد عليه كلنا نبط يريد الجوار و الدار دون الولادة. و في الصحاح في كلام أيوب بن القرية أهل عمان عرب استنبطوا و أهل البحرين نبيط استعربوا. و في القاموس النبط محركة أول ما يظهر من ماء البئر و أنبط الحافر انتهى إليها و غور المرء و جيل ينزلون بالبطايح بين العراقين كالنبيط و الأنباط و هو نبطي محركة و تنبط تشبه بهم أو تنسب إليهم و الكلام استخرجه و كل ما أظهر بعد خفاء فقد أنبط و استنبط مجهولين و استنبط الفقيه استخرج الفقه الباطن بفهمه و اجتهاده. إذا عرفت هذا فاعلم أن الخبر يحتمل وجهين أحدهما أن المراد أنا أهل البيت و النبط جميعا من ذرية إبراهيم إما على الحقيقة أو على التأويل لأنه ع كان يساكنهم في ديارهم فلهم أيضا شرافة النسب ثم بين ع فضلهم من جهة اشتقاق اللفظ فقال النبط له اشتقاقان. أحدهما من استنباط الماء و تعمير الأرض و هذا لا يضرهم إن لم يفعلوا مثل أفعالهم فإن فعل الآباء لا يضر الأبناء فهذا لا يصير سببا لذمهم كما يوهمه كلام عمر و ثانيهما استنباط العلم و الحكمة فنحن أنباط بهذا المعنى و شيعتنا الذين يستنبطون منا داخلون في ذلك كما قال سبحانه لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ. و ثانيهما أن يكون المعنى أنا أهل بيت النبي ص و خلفاؤه و بذلك لنا الفضيلة على سائر الخلق و ليس لغيرنا فضل على النبط لأنهم أيضا من ذرية إبراهيم. ثم بين ع أن للنبطي بحسب الاشتقاق معنيين أحدهما مستخرج الماء من الطين و هذا لا يضرهم في شرافة نسبهم و الآخر استنباط العلم فنحن هم فلا يكون النبطي شتما لهم بل هو مدح لهم و على التقديرين ضمير ضاره عائد إلى إبراهيم ع و كذا ضمير ذريته و يحتمل عودهما إلى النبطي و عود الأول إلى النبطي و الثاني إلى إبراهيم ع و في بعض النسخ من ذرية آدم و إبراهيم و لا يختلف المعنى و يحتمل أن يكون المراد بالنبط من يقال له على وجه الذم نبطي أي الذين أسلموا بعد الكفر و الأسر و هم كانوا غالبا إما من قريش أو أهل الكتاب و هم من ذرية إبراهيم ع و يحتمل الخبر وجوها أخر تظهر مما ذكرنا للمتدبر
16- مع، ]معاني الأخبار[ عن أبيه عن سعد عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن أخي دارم عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول من ولد في الإسلام فهو عربي و من دخل فيه طوعا أفضل ممن دخل فيه كرها و المولى هو الذي يؤخذ أسيرا من أرضه و يسلم فذلك المولى
17- مع، ]معاني الأخبار[ عن ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن سهل عن ابن يزيد عن ابن عبد ربه بن نافع عن الحباب بن موسى عن أبي جعفر ع قال من ولد في الإسلام حرا فهو عربي و من كان له عهد فخفر في عهده فهو مولى رسول ص و من دخل في الإسلام طوعا فهو مهاجر
بيان فهو عربي أي في حقيقته الشرعية أو في حكم وجوب الإكرام و الاحترام و من كان له عهد أي ذمة و أمان من مسلم فهو مولى رسول الله فإنه حكم بوجوب إمضاء عهده و أمانه فإذا خفر في عهده و نقض أمانه فقد نقض عهد مولى رسول الله. في القاموس خفره و به و عليه يخفر و يخفر خفرا أجاره و منعه و آمنه و خفر به خفرا و خفورا نقض عهده و غدره كأخفره و قال المولى العبد و المعتق و المعتق و الجار و الحليف و المنعم و المنعم عليه فهو مهاجر أي في حكمه في الأجر و الحرمة
18- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن سعد عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن يوسف عن صالح بن عقبة عن أبي الحسن موسى ع قال الناس ثلاثة عربي و مولى و علج فأما العرب فنحن و أما الموالي فمن والانا و أما العلج فمن تبرأ منا و ناصبنا
19- مع، ]معاني الأخبار[ روي أن الصادق ع قال من ولد في الإسلام فهو عربي و من دخل فيه بعد ما كبر فهو مهاجر و من سبي و أعتق فهو مولى و مولى القوم من أنفسهم
20- سن، ]المحاسن[ عن إسماعيل بن مهران عن أبيه عن إسحاق بن جرير قال قال أبو عبد الله ع جاءني ابن عمك كأنه أعرابي مجنون عليه إزار و طيلسان و نعلان في يده فقال لي إن قوما يقولون فيك فقلت أ لست عربيا قال بلى فقلت إن العرب لا تبغض عليا ثم قلت له لعلك ممن يكذب بالحوض أما و الله لئن أبغضته ثم وردت عليه الحوض لتموتن عطشا
بيان يقولون فيك أي بالإمامة أو أقوالا
21- شي، ]تفسير العياشي[ عن بعض أصحابه عن رجل عن أبي عبد الله ع قال سألته عن هذه الآية فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ قال الموالي
بيان الموالي العجم
22- كتاب الإستدراك، بإسناده عن ابن عقدة بإسناده عن يحيى بن زكريا بن شيبان عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن العرب و شيعتنا الموالي و سائر الناس همج