الآيات الأنعام ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَ إِنَّا لَصادِقُونَ الأعراف قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ إلى قوله وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ يونس فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ و قال تعالى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُهُ بَغْياً وَ عَدْواً النحل إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ طه اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى و قال تعالى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ لا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى القصص إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ يَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ و قال تعالى إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ و قال تعالى تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ص وَ إِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ الدخان مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ النبأ إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً لِلطَّاغِينَ مَآباً النازعات فَأَمَّا مَنْ طَغى وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى
1- ل، ]الخصال[ العطار عن سعد عن البرقي عن بكر بن صالح عن ابن فضال عن عبد الله بن إبراهيم عن الحسين بن زيد عن أبيه عن الصادق عن أبيه ع قال قال رسول الله ص إن أسرع الخير ثوابا البر و إن أسرع الشر عقابا البغي الخبر
ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي بن موسى عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح مثله ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أبي غالب الزراري عن جده محمد بن سليمان عن محمد بن خالد عن ابن حميد عن الحذاء عن أبي جعفر ع عن النبي ص مثله
2- ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن الحميري عن البرقي عن ابن محبوب عن ابن عطية عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال في كتاب علي ع ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن البغي و قطيعة الرحم و اليمين الكاذبة يبارز الله بها و إن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم و إن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم و يبرون فتزداد أعمارهم و إن اليمين الكاذبة و قطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من أهلها و يثقلان الرحم و إن تثقل الرحم انقطاع النسل
ثو، ]ثواب الأعمال[ مثله إلى قوله يبارز الله بها
جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن محبوب مثله إلى قوله من أهلها
3- ل، ]الخصال[ فيما أوصى به النبي ص أمير المؤمنين ع يا علي أربعة أسرع شيء عقوبة رجل أحسنت إليه فكافأك بالإحسان إليه إساءة و رجل لا تبغي عليه و هو يبغي عليك و رجل عاهدته على أمر فوفيت له و غدر بك و رجل وصل قرابته فقطعوه
4- ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن موسى بن جعفر البغدادي عن ابن معبد عن إبراهيم بن إسحاق عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يتعوذ في كل يوم من ست من الشك و الشرك و الحمية و الغضب و البغي و الحسد
5- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن أبي إسحاق الهمداني عن أبيه عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها و لا تؤخر إلى الآخرة عقوق الوالدين و البغي على الناس و كفر الإحسان
6- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن ابن عباس قال ما ظهر البغي قط في قوم إلا ظهر فيهم الموتان
7- ع، ]علل الشرائع[ عن أبي عبد الله ع قال من الذنوب التي تغير النعم البغي
أقول قد مضت بأسانيدها في باب ما يوجب غضب الله من الذنوب
8- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد الله ع الأغلب من غلب بالخير و المغلوب من غلب بالشر و المؤمن ملجم
9- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبيه رفعه إلى عمر بن أبان عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن أسرع الشر عقوبة البغي
10- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لو بغى جبل على جبل لجعل الله عز و جل الباغي منهما دكاء
11- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن علي عن أبيه عن القداح عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن أعجل الشر عقوبة البغي
12- ثو، ]ثواب الأعمال[ بهذا الإسناد قال دعا رجل بعض بني هاشم إلى البراز فأبى أن يبارزه فقال له علي ع ما منعك أن تبارزه فقال كان فارس العرب و خشيت أن يغلبني فقال له إنه بغى عليك و لو بارزته لغلبته و لو بغى جبل على جبل لهلك الباغي
13- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي منهما دكاء
14- نهج، ]نهج البلاغة[ من سل سيف البغي قتل به
و قال ع في القاصعة فالله الله في عاجل البغي و آجل وخامة الظلم و سوء عاقبة الكبر فإنها مصيدة إبليس العظمى و مكيدته الكبرى التي تساور قلوب الرجال مساورة السموم القاتلة فما تكدى أبدا و لا تشوى أحدا لا عالما لعلمه و لا مقلا في طمره
15- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن أعجل الشر عقوبة البغي
بيان البغي مجاوزة الحد و طلب الرفعة و الاستطالة على الغير في القاموس بغى عليه يبغي بغيا علا و ظلم و عدل عن الحق و استطال و كذب و في مشيته اختال و البغي الكثير من البطر و فئة باغية خارجة عن طاعة الإمام العادل. و قال الراغب البغي طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى تجاوزه أو لم يتجاوزه فتارة يعتبر في الكمية و تارة في الكيفية يقال بغيت الشيء إذا طلبت أكثر مما يجب و ابتغيت كذلك و البغي على ضربين محمود و هو تجاوز العدل إلى الإحسان و الفرض إلى التطوع و مذموم و هو تجاوز الحق إلى الباطل و بغى تكبر و ذلك لتجاوز منزلته إلى ما ليس له و يستعمل ذلك في أي أمر كان قال تعالى يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ و قال إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ وَ مَنْ... بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ و قال تعالى فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي فالبغي في أكثر المواضع مذموم انتهى و المراد بتعجيل عقوبته أنها تصل إليه في الدنيا أيضا بل تصل إليه فيها سريعا
و روي عن أبي عبد الله ع أنه قال ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي و قطيعة الرحم إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً
و قال أمير المؤمنين ع من سل سيف البغي قتل به
و الظاهر أن ذلك من قبل الله تعالى عقوبة على البغي و زجرا عنه و عبرة لا لما قيل سر ذلك أن الناس لا يتركونه بل ينالونه بمثل ما نالهم أو بأشد و تلك عقوبة حاضرة جلبها إلى نفسه من وجوه متكثرة انتهى. و أقول مما يضعف ذلك أنا نرى أن الباغي يبتلى غالبا بغير من بغى عليه
16- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب و يعقوب السراج جميعا عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع إن البغي يقود أصحابه إلى النار و إن أول من بغى على الله عناق بنت آدم فأول قتيل قتله الله عناق و كان مجلسها جريبا في جريب و كان لها عشرون إصبعا في كل إصبع ظفران مثل المنجلين فسلط الله عليها أسدا كالفيل و ذئبا كالبعير و نسرا مثل البغل فقتلتها و قد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم و آمن ما كانوا
بيان كان مجلسها جريبا قال في المصباح الجريب الوادي ثم استعير للقطعة المميزة من الأرض فقيل فيها جريب و يختلف مقدارها بحسب اصطلاح أهل الأقاليم كاختلافهم في مقدار الرطل و الكيل و الذراع و في كتاب المساحة اعلم أن مجموع عرض كل ست شعيرات معتدلات يسمى إصبعا و القبضة أربع أصابع و الذراع ست قبضات و كل عشرة أذرع يسمى قصبة و كل عشر قصبات يسمى أشلا و قد يسمى مضروب الأشل في نفسه جريبا و مضروب الأشل في القصبة قفيزا و مضروب الأشل في الذراع عشيرا فحصل من هذا أن الجريب عشرة آلاف ذراع و نقل عن قدامة أن الأشل ستون ذراعا و ضرب الأشل في نفسه يسمى جريبا فيكون ثلاثة آلاف و ستمائة انتهى. فقوله ع في جريب كأن المعنى مع جريب فيكون جريبين أو أطلق الجريب على أحد أضلاعه مجازا للإشعار بأنها كانت تملأ الجريب طولا و عرضا أو يكون الجريب في عرف زمانه ع مقدارا من امتداد المسافة كالفرسخ و في تفسير علي بن إبراهيم و كان مجلسها في الأرض موضع جريب و المنجل كمنبر حديدة يحصد بها الزرع و النسر طائر معروف له قوة في الصيد و يقال لا مخلب له و إنما له ظفر كظفر الدجاجة و في تفسير علي بن إبراهيم و نسرا كالحمار. و كان ذلك في الخلق الأول أي كانت تلك الحيوانات كذلك في أول الخلق في الكبر و العظم ثم صارت صغيرة كالإنسان و آمن أفعل تفضيل و ما مصدرية و كانوا تامة و المصدر إما بمعناه أو استعمل في ظرف الزمان نحو رأيته مجيء الحاج و على التقديرين نسبة الأمن إليه على التوسع و المجاز. و الحاصل أن الله عز و جل قتل الجبارين الذين جبروا خلق الله على ما أرادت نفوسهم الخبيثة من الأوامر و النواهي و بغوا عليهم و لم يرفقوا بهم على أحسن الأحوال و الشوكة و القدرة لفسادهم فلا يغتر الظالم بأمنه و اجتماع أسباب عزته فإن الله هو القوي العزيز
17- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال يقول إبليس لجنوده ألقوا بينهم الحسد و البغي فإنهما يعدلان عند الله الشرك
بيان فإنهما يعدلان إلخ أي في الإخراج من الدين و العقوبة و التأثير في فساد نظام العالم إذ أكثر المفاسد التي نشأت في العالم من مخالفة الأنبياء و الأوصياء ع و ترك طاعتهم و شيوع المعاصي إنما نشأت من هاتين الخصلتين كما حسد إبليس على آدم ع و بغى عليه و حسد الطغاة من كل أمة على حجج الله فيها فطغوا و بغوا فجعلوا حجج الله مغلوبين و سرى الكفر و المعاصي في الخلق
18- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن مسمع أبي سيار أن أبا عبد الله ع كتب إليه في كتاب انظر أن لا تكلم بكلمة بغي أبدا و إن أعجبتك نفسك و عشيرتك
بيان أن لا تكلم و في بعض النسخ أن لا تكلمن و هما إما على بناء التفعيل أي أحدا فإنه متعد أو على بناء التفعل بحذف إحدى التاءين بكلمة بغي أي بكلام مشتمل على بغي أي جور أو تطاول و إن أعجبتك نفسك و عشيرتك الظاهر أن فاعل أعجبتك الضمير الراجع إلى الكلمة و نفسك بالنصب تأكيد للضمير و عشيرتك عطف عليه و قيل نفسك فاعل أعجبت و الأول أظهر