أقول قد مضى الأخبار في كتاب الإمامة باب أن مبغضهم كافر حلال الدم
1- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع في قوله إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كانُوا شِيَعاً قال فارق القوم و الله دينهم
2- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن علي بن إسماعيل الأشعري عن محمد بن سنان عن أبي مالك الجهني قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ثلاثة لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ... وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ من ادعى إماما ليست إمامته من الله و من جحد إماما إمامته من عند الله عز و جل و من زعم أن لهما في الإسلام نصيبا
3- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن محمد العطار عن الأشعري عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول أنا أبغض محمدا و آل محمد و لكن الناصب من نصب لكم و هو يعلم أنكم تتولونا و أنكم من شيعتنا
ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري مثله
4- ع، ]علل الشرائع[ ابن إدريس عن أبيه عن الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن علي بن سليمان بن رشيد بإسناده رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال يحشر المرجئة عميانا إمامهم أعمى فيقول بعض من يراهم من غير أمتنا ما تكون أمة محمد إلا عميانا فأقول لهم ليسوا من أمة محمد لأنهم بدلوا فبدل ما بهم و غيروا فغير ما بهم
ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن محمد العطار عن الأشعري مثله
5- ع، ]علل الشرائع[ عن محمد بن عيسى عن الفضل بن كثير المدائني عن سعيد بن سعيد البلخي قال سمعت أبا الحسن ع يقول إن لله عز و جل في وقت كل صلاة يصليها هذا الخلق لعنة قال قلت جعلت فداك و لم ذاك قال بجحودهم حقنا و تكذيبهم إيانا
ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن محمد بن عيسى مثله
6- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن حمزة و محمد ابني حمران قالا قال أبو عبد الله ع لحمران التر تر حمران مد المطمر بينك و بين العالم قلت يا سيدي و ما المطمر فقال أنتم تسمونه خيط البناء فمن خالفك على هذا الأمر فهو زنديق فقال حمران و إن كان علويا فاطميا فقال أبو عبد الله و إن كان محمديا علويا فاطميا
7- مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع ليس بينكم و بين من خالفكم إلا المطمر قلت و أي شيء المطمر قال الذي تسمونه التر فمن خالفكم و جازه فابرءوا منه و إن كان علويا فاطميا
8- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن أبيه عن سعد عن البرقي عن علي بن عبد الله عن موسى بن سعيد عن عبد الله بن القاسم عن المفضل بن عمر عن الصادق عن أبيه ع قال إن الله تبارك و تعالى جعل عليا ع علما بينه و بين خلقه ليس بينهم و بينه علم غيره فمن تبعه كان مؤمنا و من جحده كان كافرا و من شك فيه كان مشركا
9- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن أبيه عن سعد عن البرقي عن محمد بن حسان عن محمد بن جعفر عن أبيه ع قال علي ع باب هدى من خالفه كان كافرا و من أنكره دخل النار
سن، ]المحاسن[ عن محمد بن حسان مثله
10- ثو، ]ثواب الأعمال[ بالإسناد المتقدم عنه ع قال نزل جبرئيل على النبي ص فقال يا محمد السلام يقرئك السلام و يقول خلقت السماوات السبع و ما فيهن و الأرضين السبع و من عليهن و ما خلقت موضعا أعظم من الركن و المقام و لو أن عبدا دعاني منذ خلقت السماوات و الأرض ثم لقيني جاحدا لولاية علي صلوات الله عليه لأكببته في سقر
سن، ]المحاسن[ عن محمد بن حسان مثله
11- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن أبيه عن سعد عن البرقي عن أبي عمران الأرمني عن ابن البطائني عن أبيه عن ابن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لو جحد أمير المؤمنين ع جميع من في الأرض لعذبهم الله جميعا و أدخلهم النار
سن، ]المحاسن[ عن أبي عمران مثله
12- سن، ]المحاسن[ في رواية أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص التاركون ولاية علي ع المنكرون لفضله المظاهرون أعداءه خارجون عن الإسلام من مات منهم على ذلك
13- سن، ]المحاسن[ عن محمد بن علي عن المفضل بن صالح عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل يا رسول الله و إن شهد الشهادتين قال نعم إنما احتجب بهاتين الكلمتين عند سفك دمه أو يؤدي إلى الجزية و هو صاغر ثم قال من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل و كيف يا رسول الله قال إن أدرك الدجال آمن به
14- سن، ]المحاسن[ عن أبيه و ابن الوليد و ابن المتوكل جميعا عن سعد و الحميري معا عن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن أبي سعيد المكاري عن عمار عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية كفر و شرك و ضلالة
-15 سن، ]المحاسن[ علي بن أحمد عن حمزة العلوي عن الحسن بن محمد الفارسي عن عبد الله بن قدامة الترمذي عن أبي الحسن ع قال من شك في أربعة فقد كفر بجميع ما أنزل الله عز و جل أحدها معرفة الإمام في كل زمان و أوان بشخصه و نعته
أقول أوردنا كثيرا منها في باب وجوب معرفة الإمام
16- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول أعداء علي هم المخلدون في النار قال الله وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها
17- شي، ]تفسير العياشي[ عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله ع وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ قال أعداء علي هم المخلدون في النار أبد الآبدين و دهر الداهرين
18- سر، ]السرائر[ من كتاب المسائل من مسائل محمد بن علي بن عيسى حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن زياد و موسى بن محمد بن علي قال كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت و الطاغوت و اعتقاد إمامتهما فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصب
19- شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الله بن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله ع إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم و يتولون فلانا و فلانا لهم أمانة و صدق و وفاء و أقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة و لا الوفاء و لا الصدق قال فاستوى أبو عبد الله ع جالسا و أقبل علي كالغضبان ثم قال لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله و لا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله قال قلت لا دين لأولئك و لا عتب على هؤلاء فقال نعم لا دين لأولئك و لا عتب على هؤلاء ثم قال أ ما تسمع لقول الله اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة و المغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله قال الله وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ قال قلت أ ليس الله عنى بها الكفار حين قال وَ الَّذِينَ كَفَرُوا قال فقال و أي نور للكافر و هو كافر فأخرج منه إلى الظلمات و إنما عنى الله بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب لهم النار مع الكفار فقال أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ
20- شي، ]تفسير العياشي[ عن عمار عن أبي عبد الله ع قال من طعن في دينكم هذا فقد كفر قال الله وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ إلى قوله يَنْتَهُونَ
21- ختص، ]الإختصاص[ عن عبد العزيز القراطيسي قال قال أبو عبد الله ع الأئمة بعد نبينا ص اثنا عشر نجيبا مفهمون من نقص منهم واحدا أو زاد فيهم واحدا خرج من دين الله و لم يكن من ولايتنا على شيء
22- ختص، ]الإختصاص[ عبد الله بن محمد السائي عن الحسن بن موسى عن عبد الله بن محمد النهيكي عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال كان مما قال هارون لأبي الحسن حين أدخل عليه ما هذه الدار فقال هذه دار الفاسقين قال سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا الآية فقال له هارون فدار من هي قال هي لشيعتنا فترة و لغيرهم فتنة قال فما بال صاحب الدار لا يأخذها فقال أخذت منه عامرة و لا يأخذها إلا معمورة قال فأين شيعتك فقرأ أبو الحسن ع لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ قال فقال له فنحن كفار قال لا و لكن كما قال الله الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ فغضب عند ذلك و غلظ عليه
23- ختص، ]الإختصاص[ عمرو بن ثابت قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ قال فقال هم و الله أولياء فلان و فلان و فلان اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما فذلك قول الله وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ ثم قال أبو جعفر ع هم و الله يا جابر أئمة الظلمة و أشياعهم
24- ختص، ]الإختصاص[ قال الصادق ع إن الله تبارك و تعالى جعلنا حججه على خلقه و أمناءه على علمه فمن جحدنا كان بمنزلة إبليس في تعنته على الله حين أمره بالسجود لآدم و من عرفنا و اتبعنا كان بمنزلة الملائكة الذين أمرهم الله بالسجود لآدم فأطاعوه
25- تقريب المعارف، لأبي الصلاح الحلبي عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلي بن الحسين ع قال كنت معه ع في بعض خلواته فقلت إن لي عليك حقا أ لا تخبرني عن هذين الرجلين عن أبي بكر و عمر فقال كافران كافر من أحبهما
و عن أبي حمزة الثمالي أنه سئل علي بن الحسين ع عنهما فقال كافران كافر من تولاهما
قال و تناصر الخبر عن علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع من طرق مختلفة أنهم قالوا ثلاثة لا يَنْظُرُ الله إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ من زعم أنه إمام و ليس بإمام و من جحد إمامة إمام من الله و من زعم أن لهما في الإسلام نصيبا و من طرق آخر أن للأولين و من آخر للأعرابيين في الإسلام نصيبا
ثم قال رحمه الله إلى غير ذلك من الروايات عمن ذكرناه و عن أبنائهم ع مقترنا بالمعلوم من دينهم لكل متأمل حالهم أنهم يرون في المتقدمين على أمير المؤمنين ع و من دان بدينهم أنهم كفار و ذلك كاف عن إيراد رواية و أورد أخبارا أخر أوردناها في كتاب الفتن
26- نهج، ]نهج البلاغة[ قام إلى أمير المؤمنين ع رجل فقال أخبرنا عن الفتنة و هل سألت عنها رسول الله ص فقال ع لما أنزل الله سبحانه قوله الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ علمت أن الفتنة لا تنزل بنا و رسول الله ص بين أظهرنا فقلت يا رسول الله ص ما هذه الفتنة التي أخبرك الله بها فقال يا علي إن أمتي سيفتنون من بعدي فقلت يا رسول الله ص أ و ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين و حيزت عني الشهادة فشق ذلك علي فقلت لي أبشر فإن الشهادة من ورائك فقال لي إن ذلك لكذلك فكيف صبرك إذا فقلت يا رسول الله ليس هذا من مواطن الصبر و لكن من مواطن البشرى و الشكر و قال يا علي إن القوم سيفتنون بأموالهم و يمنون بدينهم على ربهم و يتمنون رحمته و يأمنون سطوته و يستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة و الأهواء الساهية فيستحلون الخمر بالنبيذ و السحت بالهدية و الربا بالبيع فقلت يا رسول الله فبأي المنازل أنزلهم عند ذلك أ بمنزلة ردة أم بمنزلة فتنة فقال بمنزلة فتنة
27- كتاب البرهان، أخبرنا محمد بن الحسن قال حدثني الحسن بن خضير قال حدثني إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد البصري و حدثنا محمد بن يحيى و موسى بن محمد الأنصاري قالا حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل القاضي قال حدثني أبي إسماعيل بن إسحاق بن حماد و اللفظ له قال بعث إلي و إلى عدة من المشايخ يحيى بن أكثم القاضي فأحضرنا و قال إن أمير المؤمنين يعني المأمون أمرني أن أحضر غدا مع الفجر أربعين رجلا كلهم فقيه يفهم و يحسن الجواب فسموا من تعرفون فسمينا له قوما فأحضرهم و أمرنا بالبكور فغدونا عليه قبل طلوع الشمس فركب و ركبنا معه فدخل إلى المأمون و أمرنا أن نصلي فلم نستتم الصلاة حتى خرج الآذن فقال ادخلوا فدخلنا و إذا أمير المؤمنين جالس على فراشه و على سواده و العمامة الطويلة فلما سلمنا رد السلام ثم حدر عن عرشه و نزع عمامته و سواده و أقبل علينا و قال إن أمير المؤمنين أحب مناظرتكم على مذهبه الذي هو عليه و دينه الذي يدين الله به قلنا ليقل أمير المؤمنين أيده الله فقال إني أدين الله عز و جل بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع خير خلق الله بعد رسول الله ص و أولى الناس بمقام رسول الله و أحقهم بالخلافة من بعده فأطرقنا جميعا فقال يحيى أجيبوا أمير المؤمنين فلما رأيت سكوت القوم جثوت على ركبتي ثم قلت يا أمير المؤمنين إن فينا من لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين من أمر علي و قد دعانا للمناظرة و نحن مناظروه على ما ذكر فقال يا إسحاق إن شئت سألتك و إن شئت فاسألني فاغتنمتها منه و قلت بل أسأل فقال سل قلت من أين قال أمير المؤمنين إن علي بن أبي طالب ع أفضل الناس من بعد رسول الله و أحقهم بالخلافة من بعده قال أخبرني عن الناس بما ذا يتفاضلون قلت بالأعمال الصالحة قال فأخبرني عمن فضل صاحبه على عهد رسول الله ثم إن المفضول عمل بعد وفاة رسول الله ص بأكثر من عمل الفاضل على عهد رسول الله ص أ يلحق به قلت لا يلحق المفضول على عهد رسول الله ص بالفاضل أبدا قال فانظر ما رواه أصحابك ممن أخذت دينك عنهم و جعلتهم قدوة لك من فضائل علي ع فقس إليها ما أنزل به من فضائل أبي بكر فإن وجدت فضائل أبي بكر تشاكل فضائل علي فقل إنه أفضل لا و الله و لكن قس فضائله إلى ما روي لك من فضائل أبي بكر و عمر فإن وجدت لهما من المفاضيل مثل الذي لعلي وحده فقل إنهما أفضل لا بل فقس فضائله إلى فضائل العشرة الذين شهد لهم بالجنة فإن وجدتها تشاكل فضائله فقل إنهما أفضل منه يا إسحاق أي الأعمال كانت أفضل يوم بعث الله عز و جل رسوله قلت الإخلاص بالشهادة و السبق إلى الإسلام قال صدقت إن ذلك في كتاب الله عز و جل السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ إنما عنى السابق إلى الإسلام فهل علمت أحدا سبق عليا إلى الإسلام قلت يا أمير المؤمنين أسلم علي و هو حدث صغير السن لا يجوز عليه الحكم و أسلم أبو بكر و قد تكامل عقله و جاز عليه الحكم قال أجبني أيهما أسلم قبل صاحبه حتى أناظرك من بعد في الحداثة قلت علي أسلم قبل أبي بكر على هذه الشريطة قال فأخبرني حين أسلم أ يخلو أن يكون رسول الله ص دعاه فأجاب أو يكون إلهاما من الله لعلي فأطرقت مفكرا و قلت إن قلت إلهاما قدمته على رسول الله لأن رسول الله لم يعرف الإسلام حتى جاء به جبرئيل عن الله عز و جل فقلت بل دعاه رسول الله ص قال فيخلو النبي أن يكون دعا عليا بأمر الله أو تكلف ذلك من قبل نفسه قلت
لا أنسب النبي ص إلى التكلف لأن الله عز و جل يقول وَ ما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ و لكن دعاه بأمر الله قال يا إسحاق فمن صفة الجبار أن يكلف رسله ما لا طاقة لهم به قلت أعوذ بالله قال أ و لا ترى أن الله عز و جل في قولك أسلم علي و هو صغير لا يجوز عليه الحكم قد كلف رسول الله ص من دعاء الصبيان ما لا يطيق و شغله بصبي لا يجوز عليه الحكم فهو يدعوه الساعة و يرتد بعد ساعة ثم يعاود و يعاود الصبي الارتداد فلا حكم يجوز عليه و لا النبي ص يفرغ منه لدعاء غيره أ رأيت هذا جائزا عندك أن تنسبه إلى ربنا سبحانه قلت أعوذ بالله قال فأراك إنما قصدت فضيلة فضل الله بها عليا ع على هذا الخلق جميعا آتاها له ليعرف بها مكانه و فضله بأن لم يشرك به ساعة قط فجعلتها نقصا عليه و لو كان الله عز و جل أمر نبيه أن يدعو الصبيان أ لم يكن دعاهم كما دعا عليا ع قلت بلى قال فهل بلغك أن النبي ص دعا أحدا من صبيان الجاهلية و قرابته بدأ بهم لئلا يقال هذا ابن عمه أو من سائر الناس كما فعل بعلي قلت لا قال ثم أي الأفعال كانت أفضل بعد السبق إلى الإسلام قلت الجهاد في سبيل الله قال صدقت فهل تجد لأحد في الجهاد إلا دون ما تجد لعلي قلت في أي وقت يا أمير المؤمنين قال في أي الأوقات شئت قلت في يوم بدر قال نعم لا أزيدك عليها كم قتلى بدر يوم بدر قلت نيف و ستون رجلا من الكفار قال كم قتلى علي وحده منهم قلت نيف و عشرون رجلا و أربعون لسائر الناس قال فأي الناس أفضل جهادا قلت إن أبا بكر كان مع رسول الله ص في عريشه قال يصنع ما ذا قلت يدبر الأمر قال ويلك دون رسول الله أو شريكا مع رسول الله أو افتقارا من رسول الله إلى أبي بكر قلت أعوذ بالله من أن يدبر أبو بكر دون رسول الله أو يكون شريكا مع رسول الله ص أو يكون رسول الله ص فقيرا إليه قال فما الفضيلة في العريش إن كان الأمر على ما وصفت أ ليس من ضرب بسيفه أفضل ممن جلس قلت كل الجيش كان مجاهدا قال صدقت إلا أن الضارب بالسيف المحامي عن رسول الله و عن الجيش كان أفضل من الجيش أ ما قرأت كتاب الله عز و جل لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَ الْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ... أَجْراً عَظِيماً دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً قلت أ فكان أبو بكر و عمر مجاهدين أم لا قال بلى و لكن أخبرني هل كان لأبي بكر و عمر فضل على من لم يشهد ذلك المشهد قلت نعم قال فكذلك يسبق الباذل نفسه على أبي بكر و عمر قلت أجل قال يا إسحاق أ تقرأ القرآن قلت نعم قال اقرأ هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ فقرأت إلى قوله وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إلى قوله وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً قال على رسلك فيمن أنزل هذا قلت في علي قال هل بلغك أن عليا حين أطعم المسكين و اليتيم و الأسير قال إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ على ما سمعت الله يقول في كتابه قلت لا قال صدقت إن الله جل ثناؤه عرف سريرة علي و نيته فأظهر ذلك في كتابه تعريفا منه لخلقه حال علي و مذهبه و سريرته فهل علمت أن الله عز و جل وصف شيئا مما وصف في الجنة غير هذه السورة قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قلت لا قال أجل و هذه فضيلة أخرى أن الله وصف له في الجنة ما لم يصفه لغيره أ و تدري ما معنى قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قلت لا قال آنية من فضة ينظر الناظر ما في داخلها كما يرى في القوارير يا إسحاق أ لست ممن يشهد أن العشرة في الجنة قلت بلى قال أ رأيت لو أن رجلا قال ما أدري هذا الحديث صحيح أم لا و ما أدري لعل رسول الله
ص قاله أم لم يقله أ كان عندك كافرا قلت أعوذ بالله قال فلو أن رجلا قال و الله ما أدري هذه السورة من القرآن أم لا أ كان عندك كافرا قلت نعم قال يا إسحاق أرى أثرهم هاهنا متأكدا القرآن يشهد لهذا و الأخبار تشهد لهؤلاء ثم قال أ تروي يا إسحاق حديث الطائر قلت نعم قال حدثني به فحدثته به قال أ تؤمن أن هذا الحديث صحيح قلت رواه من لا يمكنني بأن أرد حديثه و لا أشك في صدقه قال أ فرأيت من أيقن أن هذا الحديث صحيح ثم زعم أن أحدا أفضل من علي أ يخلو من أن يقول دعاء النبي ص مردود أو إن الله عرف الفاضل من خلقه فكان المفضول أحب إليه منه أو يقول إن الله عز و جل لم يعرف الفاضل من المفضول فأي الثلاثة أحب إليك أن تقول فإنك إن قلت منها شيئا استبذيت فإن كان عندك في الحديث تأويل غير هذه الثلاثة أوجه فقل قلت لا أعلم و إن لأبي بكر فضلا قال أجل لو لا أن لأبي بكر فضلا لم أقل علي أفضل منه فما فضله الذي قصدت به الساعة قلت قول الله عز و جل ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فنسبه الله عز و جل إلى صحبة النبي ص قال يا إسحاق أما إني لا أحملك على الوعر من طريقك فإني وجدت الله جل ثناؤه نسب إلى صحبة من رضيه و رضي عنه كافرا فقال إذ يقول لصاحبه وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا قلت إن ذلك كان كافرا و أبو بكر كان مؤمنا قال فإذا جاز أن ينسب إلى صحبة من رضيه و رضي عنه كافرا جاز أن ينسب إلى صحبة نبيه مؤمنا و ليس بأفضل المؤمنين و لا بالثاني و لا بالثالث قلت إن الله جل و علا يقول ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فأنزل الله سكينته عليه قال يا إسحاق إنك تأبى إلا أن أخرجك إلى الاستقصاء عليك أخبرني عن حزن أبي بكر أ كان لله رضا أو كان معصية قلت إن أبا بكر إنما حزن من أجل رسول الله خوفا عليه من أن يصل إليه شيء من المكروه قال فحزنه كان لله رضا أو معصية قلت بل لله رضا قال فكان بعث إليه رسولا ينهاه عن طلب رضاه و عن طاعته قلت أعوذ بالله قال أ لم تزعم أن حزن أبي بكر رضى قلت بلى قال أ و لم تجد أن القرآن يشهد أن النبي ص يقول لا تحزن نهيا له عن الحزن و الحزن لله رضى أ فلا تراه قد نهى عن طلب رضى الله إن كان الأمر على ما وصفت و أعوذ بالله أن يكون كذلك فانقطعت عن جوابه قال يا إسحاق إن مذهبي الرفق بك لعل الله أن يردك فأخبرني عن قول الله جل ثناؤه فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ من عنى بذلك رسول الله ص أو أبا بكر قلت بل رسول الله قال صدقت فأخبرني عن قول الله وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أ تعلم المؤمنين الذين أرادهم الله في هذا الموضع قلت لا قال إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع رسول الله ص إلا سبعة من بني هاشم علي يضرب بسيفه و العباس آخذ بلجام بغلته و الباقون يحدقون برسول الله ص خوفا أن يناله من سلاح القوم شيء حتى أعطى الله رسوله النصر فالمؤمنون في هذا الموضع علي خاصة ثم من حضره من بني هاشم و قد قيل إن سلمان الفارسي و عمارا كانا فيهم فمن أفضل يا إسحاق من كان مع النبي ص فنزلت السكينة على النبي ص و عليه أم من كان مع رسول الله ص و نزلت السكينة على النبي ص و لم يره موضعا لتنزيلها عليه معه قلت بل من أنزلت السكينة عليه مع النبي ص
قال فمن أفضل عندك من كان معه في الغار أم من نام على فراشه و وقاه بنفسه إن الله عز و جل أمر النبي ص أن يأمر عليا ع بالنوم على فراشه و أن يقي النبي ص بنفسه فأمره بذلك فبكى علي فقال له النبي ص ما يبكيك يا علي قال الخوف عليك أ فتسلم يا رسول الله قال نعم فاستبشر علي ع و قال سمعا و طاعة لربي طابت نفسي بالفداء لك يا رسول الله ثم أتى علي مضجعه فاضطجع و تسجى بثوبه و جاء المشركون من قريش فأحدقوا به و لا يشكون أن النبي ص حاصل في أيديهم قد أجمعوا أن يضربه كل بطن من قريش بالسيف لئلا يطلب بنو هاشم بطنا من بطون قريش بدمه و هو يسمع ما القوم فيه من تلف نفسه فلم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع صاحبه في الغار و لم يزل صابرا محتسبا و بعث الله إليه ملائكة تمنعه من مشركي قريش حتى أصبح فلما أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا أين محمد قال لا أعلم أين هو قالوا لا نراك إلا كنت تغرنا منذ الليلة ثم لحق برسول الله ص فلم يزل علي أفضل لما بدا منه يزيد و لا ينقص حتى قبضه الله إليه يا إسحاق أ تروي حديث الولاية قلت نعم قال اروه فرويته فقال أ ليس هذا الحديث قد أوجب لعلي على أبي بكر و عمر ما لم يجب لهما عليه قلت نعم إلا أن الناس لا يقولون بذلك و قالوا بأن هذا الحديث إنما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه و بين علي فأنكر ولاء علي فقال النبي ص هذا القول عند ذلك قال يا سبحان الله لهذه العقول متى قال رسول الله ص لعلي ع من كنت مولاه فعلي مولاه و في أي موضع قلت بغدير خم عند منصرفه من حجة الوداع قال أجل فمتى قتل زيد بن حارثة قال موضع بمؤته قال فكم كان بين قتل زيد و بين غدير خم قلت سبع سنين أو ثماني سنين قال ويحك كيف رضيت لنفسك بهذا و قد علمت أن خطابه للمسلمين كافة أ لست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ويلكم لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم إن الله عز و جل
يقول اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ و لم يصلوا لهم و لم يصوموا و لا زعموا أنهم آلهة و لكنهم أمروهم فأطاعوهم أفتوا بغير حق فضلوا و أضلوا أ تروي يا إسحاق حديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى قلت نعم قال اروه فرويته قال فهل يمكن أن يكون النبي ص فرح بهذا القول قلت أعوذ بالله قال أ فما تعلم أن هارون من موسى أخوه لأبيه و أمه قلت بلى قال فعلي أخو رسول الله ص لأبيه و أمه قلت لا قال أ و ليس هارون نبيا قلت نعم قال و علي غير نبي قلت بلى قال فهذان معدومان في علي من الحال التي كانت في هارون فما معنى قوله لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى قلت له إنما أراد أن يطيب نفس علي لما قال المنافقون استخلفه استثقالا له قال فأراد أن يطيب قلب علي بقول لا معنى له فسكت فقال إن له معنى في كتاب الله جل ثناؤه ظاهرا بينا قلت و ما هو قال غلبت عليكم الأهواء و العماية هو قول الله عز و جل يخبر عن موسى حيث يقول اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ قلت إن موسى استخلف هارون في قومه و هو حي و مضى إلى ربه و إن النبي ص استخلف عليا ع حين خرج إلى غزوته قال كلا ليس كما قلت أخبرني عن موسى حين استخلف هارون هل كان معه حين ذهب إلى ربه أحد من أصحابه أو من بني إسرائيل قلت لا قال أ و ليس استخلفه على جماعتهم قلت نعم قال فأخبرني عن النبي ص حين خرج إلى غزوته هل خلف إلا الضعفاء و النساء و الصبيان فأنى يكون مثل ذلك و ما معنى الاستخلاف هاهنا و على أن النبي ص قد بين ذلك بقوله إلا أنه لا نبي بعدي فقد كشف ذلك بأنه استخلفه من بعده على كل حال إلا على النبوة إذ كان خاتم النبيين ص و لم يكن قول النبي ص ليبطل أبدا أ تروي يا إسحاق حديث المباهلة قلت نعم قال أ تروي حديث الكساء قلت نعم قال ففكر في هذا أو هذا و اعلم أي شيء فيهما ثم قال من ذا الذي تصدق و هو راكع قلت علي تصدق بخاتمه قال أ تعرف غيره قلت لا قال فما قرأت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ قلت نعم قال أ فما في هذه الآية نص الله على علي بقوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ قلت يا أمير المؤمنين قد جمع بقوله الَّذِينَ آمَنُوا قال القرآن عربي و نزل بلغات العرب و العرب تخاطب الواحد بخطاب الجمع و يقول الواحد فعلنا و صنعنا و هو من كلام الملك و العالم و الفاضل و كذلك قال الله خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ بَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً و هو الله الواحد و قال جل ثناؤه حكاية من خطابه سبحانه قال رَبِّ ارْجِعُونِ و لم يقل ارجعني لهذه العلة ثم قال يا إسحاق أ و ما علمت أن جماعة من أصحاب رسول الله ص لما أشاد بذكر علي و بفضله و طوق أعناقهم ولايته و إمامته و بين لهم أنه خيرهم من بعده و أنه لا يتم لهم طاعة الله إلا بطاعته و كان في جميع ما فضله به نص على أنه ولي الأمر بعده قالوا إنما ينطق النبي ص عن هواه و قد أضله حبه ابن عمه و أغواه و أطنبوه في القول سرا فأنزل الله المطلع على السرائر وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ثم قال يا إسحاق إن الناس لا يريدون الدين إنما أرادوا الرئاسة و طلب ذلك أقوام فلم يقدروا عليه بالدنيا فطلبوا ذلك بالدين و لا حرص لهم
عليه و لا رغبة لهم فيه أ ما تروي أن النبي ص قال يذاد قوم من أصحابي عن الحوض فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك رجعوا القهقرى قلت نعم قال ففكر في هذا فقال الناس ما أرادوا و طال المجلس و علت الأصوات و ارتفع الكلام فقال يحيى بن أكثم يا أمير المؤمنين قد أوضحت لمن أراد الله به الخير و بينت و الله ما لا يقدر أحد على دفعه فأقبل علينا فقال ما تقولون قلنا كلنا يقول بقول أمير المؤمنين وفقه الله قال و الله لو لا أن رسول الله ص قبل القول من الناس لم أكن لأقبله منكم اللهم إني قد نصحت اللهم إني قد أرشدت اللهم إني قد أخرجت الأمر من عنقي اللهم إني أدين لك و أتقرب إليك بحب علي و ولايته فنهضنا من عنده و كان هذا آخر مجلسنا منه
28- كتاب البرهان، أخبرنا محمد بن الحسن قال حدثنا الحسن بن خضر عن أبيه عن عثمان بن سهيل أن الرشيد أمر يحيى بن خالد أن يجمع المتكلمين في داره و أن يكون من وراء الستر من حيث يسمع كلامهم و لا يعلمهم بمكانه ففعل ذلك فسأل بيان الحروري هشام بن الحكم فقال أخبرني أصحاب علي وقت حكم الحكمين أي شيء كانوا مؤمنين أم كافرين قال كانوا ثلاثة أصناف صنف مؤمنون و صنف مشركون و صنف ضلال فأما المؤمنون فالذين عرفوا إمامة علي ع من كتاب الله جل و عز و نص رسول الله ص و قليلا ما كانوا و أما المشركون فقوم مالوا إلى إمامة معاوية بصلح فأشركوا إذ جعلوا معاوية مع علي و أما الضلال فمن خرج على سبيل العصبية و الحمية للقبائل و العشائر لا للدين قال فما كان أصحاب معاوية قال ثلاثة أصناف صنف كافرون و صنف مشركون و صنف ضلال فأما الكافرون فقوم قالوا معاوية إمام و علي لا يصلح فكفروا و جحدوا إماما من الله عز و جل ذكره و نصبوا إماما من غير الله و أما المشركون فقوم قالوا معاوية إمام و علي يصلح لو لا قتل عثمان و أما الضلال فقوم خرجوا على سبيل العصبية و الحمية للقبائل و العشائر لا للدين قال فانبرى له ضرار بن عمرو الضبي و كان من المعتزلة ممن يزعم أن عقد الإمام ليس بفرض و لا واجب و إنما هي ندبة حسنة إن فعلوها جاز و إن لم يفعلوها جاز فقال أسألك يا هشام قال إذا تكون ظالما في السؤال قال و لم قال لأنكم مجمعون على رفع إمامة صاحبي و خلافي في الأصل و قد سألتم مسألة فيجب أن أسألكم قال له سل قال أخبرني عن الله عز و جل لو كلف الأعمى قراءة الكتب و النظر في المصاحف و كلف المقعد المشي إلى المساجد و الجهاد في سبيل الله و كلف ذوي الزمانات ما لا يوجد في وسعهم أ كان جابرا أم عادلا قال لم يكن ليفعل ذلك قال قد علمت أن الله عز و جل لا يفعل ذلك و لكني سألتك على طريق الجدل و الخصومة لو فعل ذلك كان جابرا أم عادلا قال بل جابرا قال أصبت فخبرني الآن هل كلف الله العباد من أمر الدين أمرا واحدا يسألهم عنه يوم القيامة لا اختلاف فيه قال نعم قال فجعل لهم على إصابة ذلك دليلا فيكون داخلا في باب العدل أم لا فيكون داخلا في باب الجور فأطرق ضرار ساعة ثم رفع رأسه و قال لا بد من دليل و ليس بصاحبك فتبسم هشام و قال صرت إلى الحق ضرورة و لا خلاف بيني و بينك إلا في التسمية قال فإني أرجع سائلا قال هشام سل قال ضرار كيف تعقد الإمامة قال كما عقد الله عز و جل النبوة قال ضرار فهو إذا نبي قال هشام لا إن النبوة يعقدها بالملائكة و الإمامة بالأنبياء فعقد النبوة إلى جبرئيل و عقد الإمامة إلى رسول الله ص و كل من عقد الله قال ضرار فما الدليل على ذلك الرجل بعينه إذا كان الأمر إلى الله و رسوله قال ثمانية أدلة أربعة في نعت نفسه و أربعة في نعت نسبه فأما التي في نعت نسبه فهو أن يكون مشهور الجنس مشهور النسب مشهور القبيلة مشهور البيت و أما التي في نعت نفسه فإن يكون أعلم الناس بدقيق الأشياء و جليلها معصوما من الذنوب صغيرها و كبيرها أسخى أهل زمانه و أشجع أهل زمانه
فلما اضطر الأمر إلى هذا لم نجد جنسا في هذا الخلق أشهر جنسا من العرب الذي منه صاحب الملة و الدعوة المنادى باسمه على الصوامع في كل يوم خمس مرات فتصل دعوته إلى كل بر و فاجر و عالم و جاهل مقر و منكر في شرق الأرض و غربها و لو جاز أن يكون في غير هذا الجنس من الحبش و البربر و الروم و الخزر و الترك و الديلم لأتى على الطالب المرتاد دهر من عمره و لا يجد إلى وجوده سبيلا فلما لم يجب أن يكون إلا في هذا الجنس لهذه العلة وجب أن لا يكون من هذا الجنس إلا في هذا النسب و من هذا النسب إلا في هذه القبيلة و من هذه القبيلة إلا في هذا البيت و أن يكون من النبي ص إشارة إليه و إلا ادعاها جميع أهل هذا البيت و أما التي في نعت نفسه فهو كما وصفناه قال له عبد الله بن زيد الإباضي لم زعمت أن الإمام لا يكون إلا معصوما قال إن لم يكن معصوما لم يؤمن عليه أن يدخل في الذنوب و الشهوات فيحتاج إلى من يقيم عليه الحدود كما يقيمها هو على سائر الناس و إذا استوت حاجة الإمام و حاجة الرعية لم يكونوا بأحوج إليه منه إليهم و إذا دخل في الذنوب و الشهوات لم يؤمن عليه أن يكتمها على حميمه و قرابته و نفسه فلا يكون فيه سد حاجة قال فلم زعمت أنه أعلم الناس بدقيق الأشياء و جليلها قال لأنه إذا لم يكن كذلك لم يؤمن عليه أن يقلب الأحكام و السنن فمن وجب عليه الحد قطعه و من وجب عليه القطع حده و من وجب عليه الأدب أطلقه و من وجب عليه الإطلاق حبسه فيكون فسادا بلا صلاح قال فلم زعمت أنه أسخى الناس قال لأنه خازن المسلمين الذي يجتمع عنده أموال الشرق و الغرب فإن لم تهن عليه الدنيا بما فيها شح على أموالهم فأخذها قال فلم قلت إنه أشجع الناس قال لأنه فئة للمسلمين الذين يرجعون إليه و الله تبارك و تعالى يقول وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ فلا يجوز أن يجبن الإمام كما تجبن الأمة فيبوء بغضب من الله و قد قلت إنه معصوم و لا بد في كل زمان من واحد بهذه الصفة فقال الرشيد لبعض الخدم اخرج إليه فقل له من في هذا الزمان بهذه الصفة قال أمير المؤمنين صاحب القصر يعني الرشيد فقال الرشيد و الله لقد أعطاني من جراب فارغ و إني لأعلم أني لست بهذه الصفة فقال جعفر بن يحيى و كان معه داخل الستر إنما يعني موسى بن جعفر قال ما عداها و قام يحيى بن خالد فدخل الستر فقال له الرشيد ويحك يا يحيى من هذا الرجل قال من المتكلمين قال ويحك مثل هذا باق و يبقى لي ملكي و الله للسان هذا أبلغ في قلوب العامة من مائة ألف سيف ما زال مكررا صفة صاحبه و نعته حتى هممت أن أخرج إليه فقال تكفى يا أمير المؤمنين و كان يحيى محبا لهشام مكرما له و علم أن هشاما قد غلط على نفسه فخرج إليه فغمزه فقام هشام و ترك رداءه و نهض كأنه يقضي حاجة و تهيأ له الخلاص فخرج من وقته إلى الكوفة فمات بها رحمه الله
29- كتاب البرهان، أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن الفضل بن ربيعة الأشعري قال حدثنا علي بن حسان قال حدثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين ع قال لما أجمع الحسن بن علي على صلح معاوية خرج حتى لقيه فلما اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر و أمر الحسن أن يقوم أسفل منه بدرجة ثم تكلم معاوية فقال هذا الحسن بن علي رآني للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها أهلا و قد أتانا ليبايع ثم قال قم يا حسن فقام الحسن ع فخطب فقال الحمد لله المستحمد بالآلاء و تتابع النعماء و صارفات الشدائد و البلاء عند الفهماء و غير الفهماء المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله و كبريائه و علوه عن لحوق الأوهام ببقائه المرتفع عن كنه طيات المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويات عقول الراءين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته و وجوده و وحدانيته صمدا لا شريك له فردا لا وتر معه و أشهد أن محمدا عبده و رسوله اصطفاه و انتجبه و ارتضاه فبعثه داعيا إلى الحق سراجا منيرا و للعباد مما يخافون نذيرا و لما يأملون بشيرا فنصح للأمة و صدع بالرسالة و أبان لهم درجات العمالة شهادة عليها أموت و أحشر و بها في الآجلة أقرب و أحبر و أقول معشر الملإ فاستمعوا و لكم أفئدة و أسماع فعوا إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا فأذهب عنا الرجس و طهرنا تطهيرا و الرجس هو الشك فلا نشك في الحق أبدا و طهرنا و أولادنا من كل أفن و غية مخلصين إلى آدم لم يفترق الناس فرقتين إلا جعلنا في خيرهما حتى بعث الله عز و جل محمدا ص بالنبوة و اختاره للرسالة و أنزل عليه كتابه ثم أمره بالدعاء إلى الله عز و جل فكان أبي رضوان الله عليه أول من استجاب لله و لرسوله و قد قال الله جل ثناؤه في كتابه المنزل على نبيه المرسل أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ فرسول الله ص بينة من ربه و أبي الذي يتلوه شاهد منه و قد قال رسول الله ص حين أمره أن يسير إلى أهل مكة ببراءة سر بها يا علي فإني أمرت أن لا يسير بها إلا أنا أو رجل مني فعلي من رسول الله و رسول الله منه و قال له حين قضى بينه و بين جعفر و بين زيد بن حارثة في ابنة حمزة و أما أنت يا علي فرجل مني و أنا منك و أنت ولي كل مؤمن بعدي فصدق أبي رسول الله ص و وقاه بنفسه في كل موطن يقدمه رسول الله و في كل شديدة ثقة منه و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحته لله و لرسوله و أنه أقرب المقربين من الله و رسوله و قد قال الله عز و جل السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
و كان أبي سابق السابقين إلى الله و رسوله و أقرب الأقربين و قد قال الله عز و جل لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً فأبي كان أولهم إسلاما و أقدمهم هجرة و أولهم نفقة و قال وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فالناس من بعده من جميع الأمم يستغفرون له بسبقهم إياهم إلى الإيمان بنبيه ص و لم يسبقه إلى الإيمان أحد و قد قال الله عز و جل السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ لجميع السابقين و هو سابقهم و كما أن الله عز و جل فضل السابقين على المتخلفين فكذلك فضل سابق السابقين على السابقين و قال تعالى أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ فكان أبي المؤمن بالله و اليوم الآخر و المجاهد في سبيل الله و فيه نزلت هذه الآية و استجاب رسول الله عمه حمزة و ابن عمه جعفر فقتلا شهيدين في قتلى كثيرة معهما فجعل الله حمزة سيد الشهداء من بينهم و جعل جناحين لجعفر يطير بهما مع الملائكة في الجنان كيف يشاء و ذلك لمكانهما من رسول الله ص و لمنزلتهما هذه و لقرابتهما منه و صلى رسول الله ص على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه و جعل لنساء النبي أجرين للمحسنة منهن و للمسيئة منهن وزرين ضعفين لمكانهن من رسول الله ص و جعل الصلاة في مسجد رسول الله بألف صلاة في سائر المساجد إلا مسجد خليله إبراهيم ع بمكة لمكان رسول الله من ربه و لفضيلته و علم رسول الله المؤمنين الصلاة على محمد و على آل محمد فأخذ من كل مسلم أن يصلي علينا مع الصلاة على النبي ص فريضة واجبة و أحل الله عز و جل الغنيمة لرسوله و أحلها لنا معه و حرم عليه الصدقة و حرم علينا معه كرامة أكرمنا الله بها و فضيلة فضلنا بها على سائر العباد و قال تبارك و تعالى لمحمد ص حيث جحده أهل الكتاب فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فأخرج رسول الله من الأنفس هو و أبي و من البنين أنا و أخي و من النساء أمي فاطمة فنحن أهله و نحن منه و هو منا و قد قال تبارك و تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله ص أنا و أخي و أمي و أبي فجللنا و جلل نفسه في كساء لأم سلمة خيبري في يومها فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة أدخلني معهم يا رسول الله فقال لها أنت على خير و لكنها خاصة لي و لهم ثم مكث رسول الله ص بقية عمره حتى قبضه الله إليه يأتينا في كل يوم عند طلوع الفجر فيقول الصلاة يرحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و أمر رسول الله ص بسد الأبواب التي في مسجد رسول الله ص غير بابنا فكلموه فقال أما إني لم أسد بابكم و لم أفتح بابه و لكن الله أمر بسدها و فتح بابه و لم يكن أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول الله ص و يولد له الأولاد غير رسول الله و أبي علي بن أبي طالب
تكرمة من الله لنا و فضيلة اختصنا بها على جميع الناس و قد رأيتم مكان أبي من رسول الله ص و منزلنا من منازل رسول الله أمره الله أن يبني المسجد فابتنى فيه عشرة أبيات تسعة لنبيه و لأبي العاشر و هو متوسطها و البيت هو المسجد و هو البيت الذي قال الله عز و جل أَهْلَ الْبَيْتِ فنحن أهل البيت و نحن الذين أذهب الله عنا الرجس و طهرنا تطهيرا أيها الناس إني لو قمت سنة أذكر الذي أعطانا الله و خصنا به من الفضل في كتابه و على لسان نبيه لم أحصه كله و إن معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا و كذب دعواه و إني أولى الناس بالناس في كتاب الله على لسان رسوله غير أنا لم نزل أهل البيت مظلومين منذ قبض رسول الله ص فالله بيننا و بين من ظلمنا حقنا و نزل على رقابنا و حمل الناس على أكتافنا و منعنا سهمنا في كتاب الله عز و جل من الفيء و المغانم و منع أمنا فاطمة ع ميراثها من أبيها إنا لا نسمي أحدا و لكن أقسم بالله لو أن الناس منعوا أبي و حموه و سمعوا و أطاعوا لأعطتهم السماء قطرها و الأرض بركتها و لما طمعت فيها يا معاوية و لكنها لما خرجت من معدنها تنازعتها قريش و طمعت أنت فيها يا معاوية و أصحابك و قد قال رسول الله ص ما ولت أمة أمرها رجلا قط و فيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا و قد تركت بنو إسرائيل هارون و عكفوا على العجل و هم يعلمون أنه خليفة موسى فيهم و قد تركت الأمة أبي و تابعت غيره و قد سمعوا رسول الله ص يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و قد رأوا رسول الله ص حيث نصبه بغدير خم و نادى له بالولاية على المؤمنين ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب و قد هرب رسول الله ص من قومه إلى الغار و هو يدعوهم فلما لم يجد عليهم أعوانا هرب و قد كف أبي يده و ناشدهم و استغاث فلم يغث و لم يجد أعوانا عليهم و لو وجد أعوانا عليهم ما أجابهم و قد جعل في سعة كما جعل النبي ص في سعة حين هرب إلى الغار إذ لم يجد أعوانا و قد خذلتني الأمة فبايعتك و لو وجدت عليك أعوانا ما بايعتك و قد جعل الله هارون في سعة حين استضعفوه و عادوه و كذلك أنا و أبي في سعة من الله عز و جل حين تركتنا الأمة و بايعت غيرنا و لم نجد أعوانا و إنما هي السنن و الأمثال يتبع بعضها بعضا أيها الناس لو التمستم بين المشرق و المغرب أن تجدوا رجلا أبوه وصي رسول الله ص و جده نبي الله غيري و غير أخي لم تجدوا فاتقوا الله و لا تضلوا بعد البيان و إني قد بايعت هذا و لا أدري لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ أيها الناس إنه لا يعاب أحد بترك حقه و إنما يعاب من يأخذ ما ليس له و كل صواب نافع و كل خطإ غير ضار و قد انتهت القضية إلى داود ففهمها سليمان فنفعت سليمان و لم تضر داود و أما القرابة فقد نفعت المشرك و هي للمؤمن أنفع قال رسول الله ص لعمه أبي طالب في الموت قل لا إله إلا الله أشفع لك بها يوم القيامة و لم يكن رسول الله ص يقول له إلا ما يكون منه على يقين و ليس ذلك لأحد من الناس لقول الله عز و جل وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً أيها الناس اسمعوا و عوا و اتقوا الله و ارجعوا و هيهات منكم الرجعة إلى الحق و قد خامركم الطغيان و الجحود وَ السَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى