1- لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن عمران عن أبيه عمران بن إسماعيل عن أبي علي الأنصاري عن محمد بن جعفر التميمي قال قال الصادق جعفر بن محمد ع بينا إبراهيم خليل الرحمن ع في جبل بيت المقدس يطلب مرعى لغنمه إذ سمع صوتا فإذا هو برجل قائم يصلي طوله اثنا عشر شبرا فقال له يا عبد الله لمن تصلي قال لإله السماء فقال له إبراهيم ع هل بقي أحد من قومك غيرك قال لا قال فمن أين تأكل قال أجتني من هذا الشجر في الصيف و آكله في الشتاء قال له فأين منزلك قال فأومأ بيده إلى جبل فقال له إبراهيم ع هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة فقال إن قدامي ماء لا يخاض قال كيف تصنع قال أمشي عليه قال فاذهب بي معك فلعل الله أن يرزقني ما رزقك قال فأخذ العابد بيده فمضيا جميعا حتى انتهيا إلى الماء فمشى و مشى إبراهيم ع حتى انتهيا إلى منزله فقال له إبراهيم أي الأيام أعظم فقال له العابد يوم الدين يوم يدان الناس بعضهم من بعض قال فهل لك أن ترفع يدك و أرفع يدي فندعو الله عز و جل أن يؤمننا من شر ذلك اليوم فقال و ما تصنع بدعوتي فو الله إن لي لدعوة منذ ثلاث سنين ما أجبت فيها بشيء فقال له إبراهيم ع أ و لا أخبرك لأي شيء احتبست دعوتك قال بلى قال له إن الله عز و جل إذا أحب عبدا أحتبس دعوته ليناجيه و يسأله و يطلب إليه و إذا أبغض عبدا عجل له دعوته أو ألقى في قلبه اليأس منها ثم قال له و ما كانت دعوتك قال مر بي غنم و معه غلام له ذؤابة فقلت يا غلام لمن هذا الغنم فقال لإبراهيم خليل الرحمن ع فقلت اللهم إن كان لك في الأرض خليلا فأرنيه فقال له إبراهيم ع فقد استجاب الله لك أنا إبراهيم خليل الرحمن فعانقه فلما بعث الله محمدا ص جاءت المصافحة
2- ل، ]الخصال[ أبي عن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسين بن المختار عن الحذاء قال قال أبو جعفر ع إن المؤمن إذا صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب
3- ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا و أظهروا لهم البشاشة و البشر تفرقوا و ما عليكم من الأوزار قد ذهب و قال ع صافح عدوك و إن كره فإنه مما أمر الله عز و جل به عباده يقول ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
4- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن سعد عن أحمد بن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم و التصافح و إذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار
5- مع، ]معاني الأخبار[ ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن هشام بن أحمد اليربوعي عن عبد الله بن الفضل عن أبيه عن أبي جعفر ع عن جابر الأنصاري قال نهى رسول الله ص عن المكاعمة و المكامعة فالمكاعمة أن يلثم الرجل الرجل و المكامعة أن يضاجعه و لا يكون بينهما ثوب من غير ضرورة
6- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال كنت بالكوفة فيأتيني إخوان كثيرة و كرهت الشهرة فتخوفت أن أشتهر بديني فأمرت غلامي كلما جاءني رجل منهم يطلبني قال ليس هو هاهنا قال فحججت تلك السنة فلقيت أبا عبد الله ع فرأيت منه ثقلا و تغيرا فيما بيني و بينه قال قلت جعلت فداك ما الذي غيرني عندك قال الذي غيرك للمؤمنين قلت جعلت فداك إنما تخوفت الشهرة و قد علم الله شدة حبي لهم فقال يا إسحاق لا تمل زيارة إخوانك فإن المؤمن إذا لقي أخاه المؤمن فقال له مرحبا كتب له مرحبا إلى يوم القيامة فإذا صافحه أنزل الله فيما بين إبهامهما مائة رحمة تسعة و تسعين لأشدهم لصاحبه حبا ثم أقبل الله عليهما بوجهه فكان على أشدهما حبا لصاحبه أشد إقبالا فإذا تعانقا غمرتهما الرحمة فإذا لبثا لا يريدان إلا وجهه لا يريدان غرضا من غرض الدنيا قيل لهما غفر لكما فاستأنفا فإذا أقبلا على المساءلة قالت الملائكة بعضهم لبعض تنحوا عنهما فإن لهما سرا و قد ستره الله عليهما قال إسحاق قلت له جعلت فداك لا يكتب علينا لفظنا فقد قال الله عز و جل ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ قال فتنفس ابن رسول الله ص الصعداء قال ثم بكى حتى خضبت دموعه لحيته و قال يا إسحاق إن الله تبارك و تعالى إنما نادى الملائكة أن يغيبوا عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما فإذا كانت الملائكة لا تكتب لفظهما و لا تعرف كلامهما فقد يعرفه الحافظ عليهما عالم السر و أخفى يا إسحاق فخف الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك فإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت و إن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي و برزت له بها فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك
كش، ]رجال الكشي[ جعفر بن معروف عن أبي الحسن الرازي عن إسماعيل بن مهران عن سليمان الديلمي عن إسحاق مثله
-7 ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال أنتم في تصافحكم في مثل أجور المجاهدين
8- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن إسحاق بن سعيد عن بكر بن محمد الأزدي عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن الله لا يقدر أحد قدره كذلك لا يقدر أحد قدر نبيه ع و كما لا يقدر أحد قدر نبيه فكذلك لا يقدر أحد قدر المؤمن إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله لهما و الذنوب تتحات عن وجوههما حتى يتفرقا كما تحت الريح الشديدة الورق عن الشجر
9- كتاب المسلسلات، للشيخ جعفر بن أحمد القمي حدثنا الحسين بن جعفر قال قال محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي بدمشق قال قال عمر بن سعيد بن يسار المنبجي قال قال أحمد بن دهقان قال قال خلف بن تميم قال دخلنا على أبي هرمز نعوده فقال دخلنا على أنس بن مالك نعوده فقال صافحت بكفي هذه كف رسول الله ص فما مسست خزا و لا حريرا ألين من كفه ع قال أبو هرمز قلنا لأنس بن مالك صافحنا بالكف التي صافحت بها رسول الله ص فصافحنا و قال السلام عليكم قال خلف بن تميم قلت لأبي هرمز صافحنا بالكف التي صافحت بها أنس بن مالك فصافحنا و قال السلام عليكم قال أحمد بن دهقان قلنا لخلف بن تميم صافحنا بالكف التي صافحت بها أبا هرمز فصافحنا و قال السلام عليكم قال عمر بن سعيد قلنا لأحمد بن دهقان صافحنا بالكف التي صافحت بها خلف بن تميم فصافحنا و قال السلام عليكم قال محمد بن عيسى بن عبد الكريم قلنا لعمر بن سعيد صافحنا بالكف التي صافحت بها أحمد بن دهقان فصافحنا و قال السلام عليكم قال الحسين بن جعفر قلنا لمحمد بن عيسى صافحنا بالكف التي صافحت بها عمر بن سعيد فصافحنا و قال السلام عليكم قال أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي الرازي مصنف هذا الكتاب قلنا للحسين بن جعفر صافحنا بالكف التي صافحت بها محمد بن عيسى فصافحنا و قال السلام عليكم
10- كتاب الإمامة و التبصرة، عن أحمد بن علي عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع عن جابر قال لقيت النبي ص فسلمت عليه فغمز يدي و قال غمز الرجل يد أخيه قبلته
11- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن يحيى بن زكريا عن أبي عبيدة قال كنت زميل أبي جعفر ع و كنت أبدأ بالركوب ثم يركب هو فإذا استوينا سلم و ساءل مساءلة رجل لا عهد له بصاحبه و صافح قال و كان إذا نزل نزل قبلي فإذا استويت أنا و هو على الأرض سلم و ساءل مساءلة من لا عهد له بصاحبه فقلت يا ابن رسول الله إنك لتفعل شيئا ما يفعله من قبلنا و إن فعل مرة فكثير فقال أ ما علمت ما في المصافحة أن المؤمنين يلتقيان فيصافح أحدهما صاحبه فما تزال الذنوب تتحات عنهما كما تتحات الورق عن الشجر و الله ينظر إليهما حتى يفترقا
بيان قال الفيروزآبادي الزميل كأمير الرديف كالزمل بالكسر و زمله أردفه أو عادله و قال المصافحة الأخذ باليد كالتصافح و يدل على استحباب إيثار الزميل للركوب أولا و الابتداء بالنزول آخرا و كأنه لسهولة الأمر على الزميل في الموضعين فإن الركوب أولا في المحمل أسهل لأنه ينحط كثيرا و كذا النزول أخيرا أسهل لذلك. قوله ع لا عهد له بصاحبه أي لم يره قبل ذلك قريبا قال في المصباح عهدته بمكان كذا لقيته و عهدي به قريب أي لقائي و عهدت الشيء ترددت إليه و أصلحته و حقيقته تجديد العهد به و في النهاية تحاتت عنه ذنوبه تساقطت و أقول في المعصوم يكون بدل ذلك رفع الدرجات أو تساقط ذنوب شيعتهم ببركتهم
كما ورد عن النبي ص إن الله حملني ذنوب شيعة علي فغفرها لي أو تسقط ترك الأولى و المباحات عنهم و يثبت لهم بدلها الحسنات فيرجع إلى الأول و نظر الله إليهما كناية عن شمول رحمته لهما
12- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي خالد القماط عن أبي جعفر ع قال إن المؤمنين إذا التقيا و تصافحا أدخل الله يده بين أيديهما فصافح أشدهما حبا لصاحبه
تبيان قوله ع بين أيديهما كأنه أطلق الجمع على التثنية مجازا و ذلك لاستثقالهم اجتماع التثنيتين قال الشيخ الرضي رضي الله عنه ثم لفظ الجمع فيه أي في إضافة الجزءين إلى متضمنيهما أولى من الإفراد كقوله تعالى فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما و ذلك لكراهتهم في الإضافة اللفظية الكثيرة الاستعمال اجتماع تثنيتين مع اتصالهما لفظا و معنى مع عدم اللبس بترك التثنية فإن أدى إلى اللبس لم يجز إلا التثنية عند الكوفيين و هو الحق كما سيجيء تقول قلعت عينيهما إذا قلعت من كل واحد عينا و أما قوله تعالى فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما فإنه أراد إيمانهما بالخبر و الإجماع و في قراءة ابن مسعود فاقطعوا أيمانهما و إنما اختير الجمع على الإفراد لمناسبته التثنية في أنه ضم مفرد إلى شيء آخر و لذلك قال بعض الأصوليين إن المثنى جمع انتهى. فإن قيل الالتباس هنا حاصل قلنا لا التباس لأن العرف شاهد بأن التصافح بيد واحدة فظهر خطأ بعض الأفاضل حيث قال هنا يدل الخبر على استحباب التصافح باليدين مع أن الأنسب حينئذ يديه ثم إن المراد باليد هنا الرحمة كما هو الشائع أو هو استعارة تمثيلية
13- كا، ]الكافي[ بالإسناد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أيوب عن السميدع عن مالك بن أعين الجهني عن أبي جعفر ع قال إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أدخل الله عز و جل يده بين أيديهما و أقبل بوجهه على أشدهما حبا لصاحبه فإذا أقبل الله عز و جل عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما يتحات الورق عن الشجر
بيان الشيخ في الرجال عد سميدع الهلالي من أصحاب الصادق ع و قال في التقريب السميدع بفتح أوله و الميم و سكون الياء و فتح الدال هو ابن راهب بن سوار بن الزهدم الجرمي البصري ثقة في التاسعة و في القاموس بفتح السين و الميم و بعدهما ياء مثناة تحتية و لا يضم فإنه خطأ السيد الشريف السخي و اسم رجل انتهى و إقبال الوجه كناية عن غاية اللطف و الرحمة قوله ع فإذا أقبل الله عز و جل عليهما أي إذا كانا متساويين في شدة الحب أو عبر عن الإقبال بالوجه إلى الأشد كذلك إشعارا بأن الإقبال يكون لهما معا لكن يكون للأشد حبا أكثر كما يدل عليه الخبر الآتي
14- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله عز و جل عليهما بوجهه و تساقطت عنهما الذنوب كما تتساقط الورق عن الشجر
15- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن ابن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي عبيدة الحذاء قال زاملت أبا جعفر ع في شق محمل من المدينة إلى مكة فنزل في بعض الطريق فلما قضى حاجته عاد و قال هات يدك يا أبا عبيدة فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الأذى في أصابعي ثم قال يا أبا عبيدة ما من مسلم لقي أخاه المسلم فصافحه و شبك في أصابعه إلا تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق من الشجر في اليوم الشاتي
توضيح كأن المراد بالتشبيك هنا أخذ أصابعه بأصابعه فإنهما حينئذ تشبهان الشبكة لا إدخال الأصابع في الأصابع كما زعم و اليوم الشاتي الشديد البرد أو هو كناية عن يوم الريح للزومه لها غالبا و على التقديرين الوصف لأن تناثر الورق في مثله أكثر قال في المصباح شتا اليوم فهو شات من باب قتل إذا اشتد برده و يدل الخبر على استحباب الغمز في المصافحة و لكن ينبغي أن يقيد بما إذا لم يصل إلى حد اشتمل على الإيذاء
16- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن يحيى الحلبي عن مالك الجهني قال قال أبو جعفر ع يا مالك أنتم شيعتنا أ لا ترى أنك تفرط في أمرنا إنه لا يقدر على صفة الله فكما لا يقدر على صفة الله كذلك لا يقدر على صفتنا و كما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن إن المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما و الذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر حتى يفترقا فكيف يقدر على صفة من هو كذلك
بيان لا ترى و في بعض النسخ أ لا ترى على الاستفهام أنك تفرط على بناء الإفعال أو التفعيل فعلى الأولى من النسختين و الوجهين ظاهره أنه نهي في صورة النفي أي لا تظن أنك تفرط و تغلو في أمرنا بما اعتقدت من كمالنا و فضلنا فإنك كلما بالغت في وصفنا و تعظيمنا و مدحنا فأنت بعد مقصر أو لا تظن أن إفراطك في أمرنا أخرجك من التشيع بل هو دليل على تشيعك ثم لما كان لقائل أن يقول إن الإفراط في الأمر مذموم فكيف تمدحه به فأزال ذلك بكلام مستأنف حاصله أنهم كلما وصفوا به من الكمال فهو دون مرتبتهم لأنهم ممن لا يقدر قدرهم كما أن الله سبحانه لن يقدر قدره بل لا يمكنكم معرفة قدر المؤمن من شيعتنا فكيف تقدرون على معرفة قدرنا. و على الاستفهام أيضا يرجع إلى ذلك فإن المعنى أ لست تزعم أنك تبالغ في أمرنا لا تزعم ذلك فإنه لا يقدر إلى آخر ما مر و على الوجهين محمول على ما إذا لم يبلغ حد الغلو و الارتفاع و إذا كان تفرط على بناء التفعيل فالمعنى لا تظن أنك تقصر في معرفتنا فإنها فوق طاقتكم و لا تقدرون على ذلك و إنما كلفتم بقدر عقولكم و لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها فكما لم تكلفوا كمال معرفة الله فكذا لم تكلفوا كمال معرفتنا و الاستفهام أيضا يرجع إلى ذلك كما عرفت
17- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال زاملت أبا جعفر ع فحططنا الرحل ثم مشى قليلا ثم جاء فأخذ بيدي فغمزها غمزة شديدة فقلت جعلت فداك أ و ما كنت معك في المحمل فقال أ و ما علمت أن المؤمن إذا جال جولة ثم أخذ بيد أخيه نظر الله إليهما بوجهه فلم يزل مقبلا عليهما بوجهه و يقول للذنوب تحات عنهما فتتحات يا أبا حمزة كما يتحات الورق عن الشجر فيفترقان و ما عليهما من ذنب
بيان في المصباح الرحل كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع و مركب للبعير و حلس و رسن و جمعه أرحل و رحال و رحل الشخص مأواه في الحضر ثم أطلق على أمتعة المسافر لأنها هناك مأواه و قال جال الفرس في الميدان يجول جولة و جولانا قطع جانبه و جالوا في الحرب جولة جال بعضهم على بعض و جال في البلاد طاف غير مستقر فيها انتهى و ظاهره أنه يكفي لاستحباب تجديد المصافحة المشي قليلا و الافتراق و إن لم يغب أحدهما عن الآخر
18- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال سألته عن حد المصافحة قال دور نخلة
بيان يدل على أنه يكفي لاستحباب تجديد المصافحة غيبة أحدهما عن صاحبه و لو بنخلة أو شجرة كما سيأتي و يمكن حمل الخبر السابق أيضا على الغيبة أو يقال يكفي إما غيبة ما أو تباعد ما
19- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن سنان عن عمرو الأفرق عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقيا أن يتصافحا
20- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن بعض أصحابه عن محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم و ليصافحه فإن الله عز و جل أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة
إيضاح أكرم بذلك الملائكة أي إذا لقي بعضهم بعضا يسلمون و يصافحون أو إذا لقوا المؤمنين فعلوا ذلك و الأول أظهر
21- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن ابن بقاح عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم و التصافح و إذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار
بيان قوله بالاستغفار بأن يقول غفر الله لك مثلا
22- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن موسى بن القاسم عن جده معاوية بن وهب أو غيره عن رزين عن أبي عبد الله ع قال كان المسلمون إذا غزوا مع رسول الله ص ثم مروا بمكان كثير الشجر ثم خرجوا إلى الفضاء نظر بعضهم إلى بعض فتصافحوا
بيان نظر بعضهم إلى بعض أي بالمودة
23- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عمن حدثه عن زيد بن الجهم الهلالي عن مالك بن أعين عن أبي جعفر ع قال إذا صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا من الذي يدع ألا و إن الذنوب لتتحات فيما بينهم حتى لا يبقى ذنب
بيان يدل على استحباب عدم جذب اليد حتى يجذب صاحبه و لعله محمول على ما إذا لم يمتد كثيرا فيملأ
24- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار قال دخلت على أبي عبد الله ع فنظر إلي بوجه قاطب فقلت ما الذي غيرك لي قال الذي غيرك لإخوانك بلغني يا إسحاق أنك أقعدت ببابك بوابا يرد عنك فقراء الشيعة فقلت جعلت فداك إني خفت الشهرة قال أ فلا خفت البلية أ و ما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله عز و جل الرحمة عليهما فكانت تسعة و تسعين لأشدهما حبا لصاحبه فإذا تواقفا غمرتهما الرحمة و إذا قعدا يتحدثان قالت الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا و قد ستر الله عليهما فقلت أ ليس الله عز و جل يقول ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ فقال يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع و يرى
بيان في القاموس قطب يقطب قطبا و قطوبا فهو قاطب و قطوب زوى ما بين عينيه و كلح كقطب قوله ع فكانت تسعة و تسعين تسعة اسم كان الأنسب تسعون كما في بعض نسخ الحديث و في نسخ الكتاب و تسعين فالواو بمعنى مع و ليس في بعض الروايات فكانت فيستقيم من غير تكلف. و قال تعالى وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ قال الطبرسي قدس سره حبل الوريد هو عرق يتفرق في البدن أو عرق الحلق أو عرق متعلق بالقلب و المتلقيان الملكان يأخذان منه عمله فيكتبانه كما يكتب المملى عليه و المراد بالقعيد الملازم الذي لا يبرح و قيل عن اليمين كاتب الحسنات و عن الشمال كاتب السيئات و قيل الحفظة أربعة ملكان بالنهار و ملكان بالليل ما يلفظ أي ما يتكلم بكلام فيلفظه أي يرميه من فيه إلا لديه حافظ حاضر معه و الرقيب الحافظ و العتيد المعد للزوم الأمر يعني الملك الموكل به إما صاحب اليمين و إما صاحب الشمال يحفظ علمه لا يغيب عنه و الهاء في لديه تعود إلى القول أو إلى القائل انتهى قوله فإن عالم السر يعلم أي يكفي لصدق الآية اطلاع الرب تعالى و هو الرقيب على عباده و قد قال سبحانه قبل ذلك وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
25- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن إسماعيل بن مهران عن أيمن بن محرز عن أبي عبد الله ع قال ما صافح رسول الله ص رجلا قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه
بيان يدل على استحباب عدم نزع اليد قبل صاحبه كما مر
26- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن الله عز و جل لا يوصف و كيف يوصف و قال في كتابه وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ فلا يوصف بقدره إلا كان أعظم من ذلك و إن النبي ص لا يوصف و كيف يوصف عبد احتجب الله عز و جل بسبع و جعل طاعته في الأرض كطاعته في السماء فقال وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و من أطاع هذا فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني و فوض إليه و إنا لا نوصف و كيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس و هو الشك و المؤمن لا يوصف و إن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما و الذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر
تبيان وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ أي ما عظموا الله حق تعظيمه أو ما عرفوا الله حق معرفته و ما وصفوا الله حق وصفه كما هو الظاهر من هذا الخبر فلا يوصف بقدرة كأنه خص القدرة بالذكر لأنها التي يمكن أن تعقل في الجملة من صفاته سبحانه أو هو على المثال و يمكن أن يقرأ بالفتح أي بقدر و قد مر هذا الجزء من الخبر في كتاب التوحيد و فيه بقدر و هو أصوب. قوله ع احتجب الله بسبع أقول هذه العبارة تحتمل وجوها شتى نذكر بعضها أول ما ذكره بعض العارفين أنه قد ورد في الحديث أن لله سبعين ألف حجاب من نور و ظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره و على هذا فيحتمل أن يكون معنى قوله ع احتجب الله بسبع أنه ص قد ارتفع الحجب بينه و بين الله سبحانه حتى بقي من السبعين ألف سبع. أقول كأنه قرأ الجلالة بالرفع و قدر العائد أي احتجب الله عنه بسبع. الثاني أن يقرأ بالرفع أيضا و يكون تمهيدا لما بعده أي احتجب الله عن الخلق بسبع سماوات و جعله خليفته في عباده و ناط طاعته بطاعته و فوض إليه أمور خلقه بمنزلة ملك جعل بينه و بين رعيته سبعة حجب و أبواب لم يمكنهم الوصول إليه بوجه و بعث إليهم وزيرا و نصب عليهم حاكما و كتب إليهم كتابا تضمن وجوب طاعته و إن كل من له إليه حاجة فليرجع إليه فإن قوله قولي و أمره أمري و حكمه حكمي فاحتجابه بالسبع كناية عن عدم ظهور وحيه و أمره و نهيه و تقديراته إلا من فوق سبع سماوات و إنما يظهر لنا جميع ذلك ببيانه ص و هذا وجه وجيه خطر ببالي القاصر. الثالث أن يكون سياقه كما مر في الوجه السابق لكن يكون المعنى أنه حجب ذاته عن الخلق بسبع من الحجب النورانية و هي صفاته الكمالية التي لا تصل الخلق إليها أو التنزيهية التي صارت أسبابا لاحتجابه عن عقول الخلق و أحلامهم و جعله ص معرفا لذاته و صفاته و أوامره و نواهيه لجميع الخلق و هذا أيضا مما سنح لي. الرابع أن يقرأ الجلالة بالنصب أي احتجب مع الله عن الخلق فوق سبع سماوات أو سبعة حجب بعد السماوات فكلمه الله و ناجاه هناك و فيه بعد لفظا. و قال بعضهم لعل المراد أنه لا يمكن أن يوصف عبد اتخذه الله عز و جل حجابا في سبع سماوات و سبع أرضين وجه إليه يستفيض منه و وجه إلى الممكنات يفيض عليها أو اتخذه حجابا بسبع صفات الذات لكونه مظهرها و انكشافها له و هي حجب نورانية لو انكشف وصف منها لأضاء أنوار الهداية كل ملتبس فصار ص بانكشافها له و هي حجابا نورانيا مثلها أو أزال عنه الحجاب بسبع سماوات و سبع أرضين على أن تكون الهمزة للسلب فقد ترفع قدره من المجردات الملكوتية و الملائكة اللاهوتية و تنزه قلبه من العوائق البشرية و العلائق الناسوتية و يمكن أن يكون إشارة إلى ما وصل إليه من حجب المعراج انتهى. و لا يخفى ما في الجميع من الخبط و التشويش لا سيما في همزة السلب و قد مر معنى التفويض في بابه قوله ع و هو الشك أي لا يعتريهم شك في شيء مما يسألون أو يقولون بل يعلمون جميع ذلك بعين اليقين و هذه درجة رفيعة تقصر العقول عن إدراكها
27- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إذا التقى المؤمنان فتصافحا أقبل الله بوجهه عليهما و تتحات الذنوب عن وجوههما حتى يفترقا
28- كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة
بيان السخيمة الضغينة و الحقد و الموجدة في النفس
29- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال لقي النبي ص حذيفة فمد النبي ص يده فكف حذيفة يده فقال النبي ص يا حذيفة بسطت يدي إليك فكففت يدك عني فقال يا حذيفة يا رسول الله بيدك الرغبة و لكني كنت جنبا فلم أحب أن تمس يدي يدك و أنا جنب فقال النبي ص أ ما تعلم أن المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر
بيان بيدك الرغبة كان الباء بمعنى في أي يرغب جميع الخلق في مصافحة يدك الكريمة و قيل الباء للسببية و الرغبة بمعنى المرغوب أي يحصل بسبب يدك مرغوب الخلائق و هو الجنة و هو تكلف بعيد قوله ص أ ما تعلم ظاهره أن الجنابة لا تمنع مصافحة المعصومين ع و يمكن أن يكون عذره مقبولا لكن لما علم ص منه عدم اهتمامه في أمر المصافحة حثه عليها بذلك
و يؤيده ما روي أن أبا بصير دخل جنبا على الصادق ع فقال هكذا تدخل بيوت الأنبياء
30- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع إن الله عز و جل لا يقدر أحد قدره و كذلك لا يقدر قدر نبيه و كذلك لا يقدر قدر المؤمن إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله إليهما و الذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا كما تتحات الريح الشديدة الورق عن الشجر
إيضاح لا يقدر على بناء الفاعل كيضرب و قدره منصوب و مفعول مطلق للنوع أي حق قدره كما مر في قوله تعالى ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ قوله ع كما تتحات الظاهر كما تحت كما في ثواب الأعمال فإن التحات لازم إلا أن يتكلف بنصب الريح على الظرفية الزمانية بتقدير مضاف أي يوم الريح و رفع الورق بالفاعلية في القاموس حته فركه و قشره فانحت و تحات الورق سقطت كانحتت و تحاتت و الشيء حطة
31- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رفاعة قال سمعته يقول مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة
بيان مصافحة المؤمن كان المعنى مصافحة المؤمنين أفضل من مصافحة الملكين أو مصافحة المؤمن مع المؤمن أفضل من مصافحته مع الملائكة لو تيسرت له و يومئ إلى أن المؤمن الكامل أفضل من الملك
-32 كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة و محيت عنه سيئة و رفعت له درجة فإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء فإذا التقيا و تصافحا و تعانقا أقبل الله عليهما بوجهه ثم باهى بهما الملائكة فيقول انظروا إلى عبدي تزاورا و تحابا في حق علي ألا أعذبهما بالنار بعد ذا الموقف فإذا انصرف شيعة ملائكة عدد نفسه و خطاه كلامه يحفظونه عن بلاء الدنيا و بوائق الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل فإن مات فيما بينهما أعفى من الحساب و إن كان المزور يعرف من حق الزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان له مثل أجره
تبيان قوله يزوره حال مقدرة و عارفا حال محققة عن فاعل خرج و كأن المراد بعرفان حقه أن يعلم فضله و أن له حق الزيارة و الرعاية و الإكرام فيرجع إلى أنه زاره لذلك و أن الله جعل له حقا عليه لا للأغراض الدنيوية و الظاهر أن محو السيئة ليس من جهة الحبط بل هو تفضل زائد على الحسنة و قال الجوهري عانقه إذا جعل يديه على عنقه و ضمه إلى نفسه و تعانقا و اعتنقا فهو عنيقة انتهى و كأنه لا خلاف بيننا في استحباب المعانقة إذا لم يكن فيها غرض باطل أو داعي شهوة أو مظنة هيجان ذلك كالمعانقة مع الأمرد و كذا التقبيل. و استحب المعانقة جماعة من العامة أيضا و أبو حنيفة كرهها و مالك رآها بدعة و أنكر سفيان قول مالك و احتج عليه بمعانقته ص جعفرا حين قدم من الحبشة فقال مالك هو خاص بجعفر فقال سفيان ما يخص جعفرا يعمنا فسكت مالك قال الآبي سكوته يدل على ظهور حجة سفيان حتى يقوم دليل على التخصيص قال القرطبي هذا الخلاف إنما هو في معانقة الكبير و أما معانقة الصغير فلا أعلم خلافا في جوازها و يدل على ذلك أن النبي ص عانق الحسن رضي الله عنه انتهى. و فتح أبواب السماء إما كناية عن نزول الرحمة عليه أو استجابة دعائه و إقباله تعالى عليهما بوجهه كناية عن غاية رضاه عنهما أو توجيه رحمته البالغة إليهما إلى عبدي على التثنية عدد نفسه بالتحريك و خطاه بالضم و كلامه أي جمله أو كلماته أو حروفه قال الجوهري الخطوة بالضم ما بين القدمين و جمع القلة خطوات و خطوات و الكثير خطا و الخطوة بالفتح المرة الواحدة و الجمع خطوات بالتحريك و خطاء مثل ركوة و ركاء انتهى و المراد بعدد جميع ذلك ذهابا و إيابا أو إيابا فقط و الأول أظهر و كأن ذكر الليلة لأن العرب تضبط التواريخ بالليالي أو إيماء إلى أن الزيارة الكاملة هي أن يتم عنده إلى الليل و قيل لأنهم كانوا للتقية يتزاورون بالليل
33- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة فإذا التزما لا يريدان بذلك إلا وجه الله و لا يريدان غرضا من أغراض الدنيا قيل لهما مغفورا لكما فاستأنفا فإذا أقبلا على المساءلة قالت الملائكة بعضها لبعض تنحوا عنهما فإن لهما سرا و قد ستر الله عليهما قال إسحاق فقلت جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما و قد قال الله عز و جل ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ قال فتنفس أبو عبد الله ع الصعداء ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته و قال يا إسحاق إن الله تبارك و تعالى إنما أمر الملائكة أن تعتزل من المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما و إنه و إن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما و لا تعرف كلامهما فإنه يعرفه و يحفظه عليهما عالم السر و أخفى
تبيين الالتزام في اللغة الاعتناق و المراد هنا إما إرادته الاعتناق زمانا طويلا أو المراد بالاعتناق جعل كل منهما يديه في عنق الآخر و بالالتزام ضمه إلى نفسه و الالتصاق به كما يسمى المستجار بالملتزم لذلك قوله مغفورا لكما منصوب بمحذوف أي ارجعا أو كونا و قيل هو مفعول به لفعل محذوف بتقدير اعرفا مغفورا و نائب الفاعل ضمير مستتر في المغفور و لكما ظرف لغو متعلق بالمغفور فالفاء في قوله فاستأنفا للتعقيب أو للتفريع على اعرفا و مفعوله محذوف أي استأنفا العمل و يمكن أن يقدر حرف النداء قبل مغفورا أو يكون حالا عن فاعل فاستأنفا و يكون الضمير في لكما نائبا للفاعل كما هو مذهب البصريين أو النائب للفاعل الضمير المستتر في المغفور الراجع إلى مصدر المغفور كما هو مذهب ابن درستويه و أتباعه أو لكما ظرف مستقر نائب للفاعل كما هو مختار الكوفيين و الفاء للتفريع على مضمون جملة فإذا التزما إلخ. و قال السر هو التصورات الباطلة التي يلقيها الشيطان في قلب المؤمن و هو يتأذى بذلك و لا يضر بآخرته لأنها محض التصور فيشكو ما يلقى من ذلك إلى أخيه انتهى و الصعداء منصوب على أنه مفعول مطلق للنوع قال الجوهري الصعداء بالمد تنفس ممدود و قال اخضلت الشيء فهو مخضل إذا بللته و قوله و إن كانت يحتمل الوصلية و الشرطية عالم السر و أخفى إشارة إلى قوله تعالى وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى و المشهور بين المفسرين أن السِّرَّ ما حدث به غيره خافضا به صوته وَ أَخْفى ما يحدث به نفسه و لا يلفظ به و قيل السِّرَّ ما يضمره الإنسان فلم يظهر وَ أَخْفى من ذلك ما وسوس إليه و لم يضمره و قيل السِّرَّ ما تفكرت فيه وَ أَخْفى ما لم يخطر ببالك و علم الله أن نفسك تحدث به بعد زمان. و أقول يحتمل أن يكون المراد بالسر ما خطر بباله و لم يظهره و أخفى ما علم أنه كان في نفسه و لم يعلم هو به كالرياء الخفي الذي صار باعثا لعمله و هو يظن أن عمله خالص لله و كالصفات الذميمة التي يرى الإنسان أنه طهر نفسه منها و يظهر بعد مجاهدة النفس أنها مملوة منها و كل ذلك ظاهر لمن تتبع عيوب نفسه و الله الموفق
34- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن عبيس بن هشام عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال إن لكم لنورا تعرفون به في الدنيا حتى أن أحدكم إذا لقي أخاه قبله في موضع النور من جبهته
بيان قوله ع تعرفون على بناء المجهول كأنه إشارة إلى قوله تعالى سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ و لا يلزم أن تكون المعرفة عامة بل يعرفهم بذلك الملائكة و الأئمة صلوات الله عليهم كما ورد في قوله تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ أن المتوسمين هم الأئمة ع و يمكن أن يعرفهم بذلك بعض الكمل من المؤمنين أيضا و إن لم يروا النور ظاهرا و تفرس أمثال هذه الأمور قد يحصل لكثير من الناس بمجرد رؤية سيماهم بل لبعض الحيوانات أيضا كما أن الشاة إذا رأت الذئب تستنبط من سيماه العداوة و إن لم ترها أبدا و مثل ذلك كثير و قوله حتى أن أحدكم يحتمل وجهين الأول أن الله تعالى إنما جعل موضع القبلة المكان الخاص من الجبهة لأنه موضع النور و الثاني أن المؤمن إنما يختار هذا الموضع لكونه موضع النور واقعا و إن لم ير النور و لم يعرفه و يدل على أن موضع التقبيل في الجبهة
35- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن رفاعة بن موسى عن أبي عبد الله ع قال لا يقبل رأس أحد و لا يده إلا رسول الله ص أو من أريد به رسول الله ص
تبيان قوله ع أو من أريد به رسول الله من الأئمة ع إجماعا و غيرهم من السادات و العلماء على الخلاف و إن لم أر في كلام أصحابنا تصريحا بالحرمة قال بعض المحققين لعل المراد بمن أريد به رسول الله الأئمة المعصومون ع كما يستفاد من الحديث الآتي و يحتمل شمول الحكم العلماء بالله و بأمر الله مع العاملين بعلمهم و الهادين للناس ممن وافق قوله فعله لأن العلماء الحق ورثة الأنبياء فلا يبعد دخولهم فيمن يراد به رسول الله ص. قال الشهيد قدس الله روحه في قواعده يجوز تعظيم المؤمن بما جرت به عادة الزمان و إن لم يكن منقولا عن السلف لدلالة العمومات عليه قال تعالى ذلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ و قال تعالى ذلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ
و لقول النبي ص لا تباغضوا و لا تحاسدوا و لا تدابروا و لا تقاطعوا و كونوا عباد الله إخوانا
فعلى هذا يجوز القيام و التعظيم بانحناء و شبهه و ربما وجب إذا أدى تركه إلى التباغض و التقاطع أو إهانة المؤمن
و قد صح أن النبي ص قام إلى فاطمة ع و إلى جعفر رضي الله عنه لما قدم من الحبشة و قال للأنصار قوموا إلى سيدكم
و نقل أنه ص قام لعكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمن فرحا بقدومه
فإن قلت قد قال رسول الله ص من أحب أن يتمثل له الناس أو الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار
و نقل أنه ص كان يكره أن يقام له فكان إذا قدم لا يقومون لعلمهم كراهته ذلك فإذا فارقهم قاموا حتى يدخل منزله لما يلزمهم من تعظيمه. قلت تمثل الرجال قياما هو ما تصنعه الجبابرة من إلزامهم الناس بالقيام في حال قعودهم إلى أن ينقضي مجلسهم لا هذا القيام المخصوص القصير زمانه سلمنا لكن يحمل على من أراد ذلك تجبرا و علوا على الناس فيؤاخذ من لا يقوم له بالعقوبة أما من يريده لدفع الإهانة عنه و النقيصة له فلا حرج عليه لأن دفع الضرر عن النفس واجب و أما كراهيته ص فتواضع لله و تخفيف على أصحابه و كذا ينبغي للمؤمن أن لا يحب ذلك و أن يؤاخذ نفسه بمحبة تركه إذا مالت إليه و لأن الصحابة كانوا يقومون كما في الحديث و يبعد عدم علمه ص بهم مع أن فعلهم يدل على تسويغ ذلك. و أما المصافحة فثابتة من السنة و كذا تقبيل موضع السجود و تقبيل اليد
فقد ورد أيضا في الخبر عن رسول الله ص إذا تلاقى الرجلان فتصافحا تحاتت ذنوبهما و كان أقربهما إلى الله سبحانه أكثرهما بشرا لصاحبه
و في الكافي للكليني رحمه الله في هذه المقامات أخبار كثيرة و أما المعانقة فجائزة أيضا لما ثبت من معانقة النبي ص جعفرا و اختصاصه به غير معلوم و في الحديث أنه قبل بين عيني جعفر ع مع المعانقة و أما تقبيل المحارم على الوجه فجائز ما لم يكن لريبة أو تلذذ
36- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن زيد النرسي عن علي بن مزيد صاحب السابري قال دخلت على أبي عبد الله ع فتناولت يده فقبلتها فقال أما إنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي
بيان يدل على المنع من تقبيل يد غير المعصومين ع لكن الخبر مع جهالته ليس بصريح في الحرمة بل ظاهره الكراهة
37- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن الحجال عن يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد الله ع ناولني يدك أقبلها فأعطانيها فقلت جعلت فداك رأسك ففعل فقبلته فقلت جعلت فداك فرجلاك فقال أقسمت أقسمت أقسمت ثلاثا و بقي شيء و بقي شيء و بقي شيء
تبيين أقسمت أقول يحتمل وجوها الأول أن يكون على صيغة المتكلم و يكون إخبارا أي حلفت أن لا أعطي رجلي أحدا يقبلها إما لعدم جوازه أو عدم رجحانه أو للتقية و قوله بقي شيء استفهام على الإنكار أي هل بقي احتمال الرخصة و التجويز بعد القسم الثاني أن يكون إنشاء للقسم و مناشدة أي أقسم عليك أن تترك ذلك للوجوه المذكورة و هل بقي بعد مناشدتي إياك من طلبك التقبيل شيء أو لم يبق بعد تقبيل اليد و الرأس شيء تطلبه الثالث ما كان يقوله بعض الأفاضل رحمه الله و هو أن يكون المعنى أقسمت قسمة بيني و بين خلفاء الجور فاخترت اليد و الرأس و جعلت الرجل لهم بقي شيء أي ينبغي أن يبقى لهم شيء لعدم التضرر منهم الرابع ما قال بعضهم أيضا إنه أقسمت بصيغة الخطاب على الاستفهام للإنكار أي أ أقسمت أن تفعل ذلك فتبالغ فيه و بقي شيء على الوجه السابق الخامس ما ذكره بعض الأفاضل و هو أن أقسمت على صيغة الخطاب و ثلاثا من كلام الإمام ع أي أقسمت قسما لتقبيل اليد و آخر لتقبيل الرأس و آخر لتقبيل الرجلين و فعلت اثنين و بقي الثالث و هو تقبيل الرجلين فافعل فإنه يجب عليك السادس ما قيل إن أقسمت بصيغة الخطاب من القسم بالكسر و هو الحظ و النصيب أي أخذت حظك و نصيبك و ليبق شيء مما يجوز أن يقبل للتقية. و أقول لا يخفى ما في الوجوه الأخيرة من البعد و الركاكة ثم إنه يحتمل على بعض الوجوه المتقدمة أن يكون المراد بقوله بقي شيء التعريض بيونس و أمثاله أي بقي شيء آخر سوى هذه التواضعات الرسمية و التعظيمات الظاهرية و هو السعي في تصحيح العقائد القلبية و متابعتنا في جميع أعمالنا و أقوالنا و هي أهم من هذا الذي تهتم به لأنه ع كان يعلم أنه سيضل و يصير فطحيا و أما قوله رأسك فيحتمل الرفع و النصب و الأخير أظهر أي ناولني رأسك و قوله فرجلاك مبتدأ و خبره محذوف أي أريد أن أقبلهما أو ما حالهما أي يجوز لي تقبيلهما
38- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن العمركي بن علي عن علي بن جعفر عن أبي الحسن ع قال من قبل للرحم ذا قرابة فليس عليه شيء و قبلة الأخ على الخد و قبلة الإمام بين عينيه
بيان من قبل للرحم أي لا للشهوة و الأغراض الباطلة و قبلة الأخ أي النسبي أو الإيماني و قبلة الإمام الظاهر أنه إضافة إلى المفعول و قيل إلى الفاعل أي قبلة الإمام ذا قرابته بين العينين و كأنه ذهب إلى ذلك لفعل النبي ص ذلك بجعفر رضي الله عنه و لا يخفى ما فيه
39- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن البرقي عن ابن سنان عن أبي الصباح مولى آل سام عن أبي عبد الله ع قال ليس القبلة على الفم إلا للزوجة و الولد الصغير
بيان كأن المراد بالزوجة ما يعم ملك اليمين
40- سن، ]المحاسن[ ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن مالك بن أعين عن أبي عبد الله ع قال إن المؤمنين يلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فما يزال الله تبارك و تعالى ناظرا إليهما بالمحبة و المغفرة و إن الذنوب لتحات عن وجوههما و جوارحهما حتى يفترقا
41- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال إن المؤمنين إذا لقي أخاه و تصافحا لم تزل الذنوب تتحات عنهما ما داما متصافحين كتحات الورق عن الشجر فإذا افترقا قال ملكاهما جزاكما الله خيرا عن أنفسكما فإن التزم كل واحد منهما صاحبه ناداهما مناد طوبى لكما وَ حُسْنُ مَآبٍ و طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين ع و فرعها في منازل أهل الجنة فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان أبشرا يا ولي الله بكرامة الله و الجنة من ورائكما
42- كشف، ]كشف الغمة[ من دلائل الحميري عن مالك الجهني قال إني يوما عند أبي عبد الله ع و أنا أحدث نفسي بفضل الأئمة من أهل البيت إذا أقبل علي أبو عبد الله ع فقال يا مالك أنتم و الله شيعتنا حقا لا ترى أنك أفرطت في القول في فضلنا يا مالك إنه ليس يقدر على صفة الله و كنه عظمته وَ لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى و كذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن و يقوم به كما أوجب الله له على أخيه المؤمن يا مالك إن المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فلا يزال الله ناظر إليهما بالمحبة و المغفرة و إن الذنوب لتتحات عن وجوههما حتى يفترقا فمن يقدر على صفة من هو هكذا عند الله
و عن أبي حمزة قال دخلت على أبي عبد الله ع و هو متخل فقعدت في جانب البيت فقال لي إن نفسك لتحدثك بشيء و تقول لك إنك مفرط في حبنا أهل البيت و ليس هو كما تقول إن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فيقبل الله عليهما بوجهه و يتحات الذنوب عنهما حتى يفترقا
43- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إذا قبل أحدكم ذات محرم قد حاضت أخته أو عمته أو خالته فليقبل بين عينيها و رأسها و ليكف عن خدها و عن فيها
44- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن محمد البغوي عن داود بن عمرو الضبي عن عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم بن أبي عمامة عن النبي ص قال تحياتكم بينكم بالمصافحة
45- كتاب زيد النرسي، قال دخلت على أبي عبد الله ع فتناولت يده فقبلتها فقال أما إنه لا يصلح إلا لنبي أو من أريد به النبي ص
46- عدة الداعي، عن أبي جعفر ع قال إن المؤمنين إذا التقيا و تصافحا و أدخل الله يده بين أيديهما فيصافح أشدهما حبا لصاحبه
47- أربعين الشهيد، بإسناده عن السيد المرتضى رضي الله عنه عن الشيخ المفيد عن أبي المفضل الشيباني عن محمد بن جعفر بن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن فضالة عن الحسين بن عثمان عن ابن بسطام قال كنت عند أبي عبد الله ع فأتى رجل فقال جعلت فداك إني رجل من أهل الجبل و ربما لقيت رجلا من إخواني فالتزمته فيعيب على بعض الناس و يقولون هذه من فعل الأعاجم و أهل الشرك فقال ع و لم ذاك فقد التزم رسول الله ص جعفرا و قبل عينيه