الآيات الأنعام وَ كَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَ هؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ الكهف فَقالَ لِصاحِبِهِ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَ أَعَزُّ نَفَراً مريم وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَ رِءْياً قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً إلى قوله تعالى أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَ قالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَ وَلَداً أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَ نَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا وَ نَرِثُهُ ما يَقُولُ وَ يَأْتِينا فَرْداً المؤمنون وَ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَ أَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَ يَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَ لَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ الشعراء قالُوا أَ نُؤْمِنُ لَكَ وَ اتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ قالَ وَ ما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ الزخرف أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَ لا يَكادُ يُبِينُ فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ الدخان ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ الفتح إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ الحجرات يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ الحديد اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ و قال تعالى وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ العلق فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ التكاثر أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ
1- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه
بيان قال في النهاية فيه العصبي من يعين قومه على الظلم العصبي هو الذي يغضب لعصبته و يحامي عنهم و العصبة الأقارب من جهة الأب لأنهم يعصبونه و يعتصب بهم أي يحيطون به و يشتد بهم و منه الحديث ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل عصبية و التعصب المحاماة و المدافعة. و قال في قوله ص فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه الربقة في الأصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها فاستعارها للإسلام يعني ما يشد المسلم به نفسه من عرى الإسلام أي حدوده و أحكامه و أوامره و نواهيه و تجمع الربقة على ربق مثل كسرة و كسر و يقال للحبل الذي تكون فيه الربقة ربق و يجمع على رباق و أرباق انتهى. و التعصب المذموم في الأخبار هو أن يحمي قومه أو عشيرته أو أصحابه في الظلم و الباطل أو يلج في مذهب باطل أو ملة باطلة لكونه دينه أو دين آبائه أو عشيرته و لا يكون طالبا للحق بل ينصر ما لا يعلم أنه حق أو باطل للغلبة على الخصوم أو لإظهار تدربه في العلوم أو اختار مذهبا ثم ظهر له خطاؤه فلا يرجع عنه لئلا ينسب إلى الجهل أو الضلال. فهذه كلها عصبية باطلة مهلكة توجب خلع ربقة الإيمان و قريب منه الحمية قال سبحانه إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ قال الطبرسي رحمه الله الحمية الأنفة و الإنكار يقال فلان ذو حمية منكرة إذا كان ذا غضب و أنفة أي حميت قلوبهم بالغضب كعادة آبائهم في الجاهلية أن لا يذعنوا لأحد و لا ينقادوا له و قال الراغب عبر عن القوة الغضبية إذا ثارت بالحمية فقيل حميت على فلان أي غضبت انتهى و أما التعصب في دين الحق و الرسوخ فيه و الحماية عنه و كذا في المسائل اليقينية و الأعمال الدينية أو حماية أهله أو عشيرته بدفع الظلم عنهم فليس من الحمية و العصبية المذمومة بل بعضها واجب. ثم إن هذا الذم و الوعيد في المتعصب ظاهر و أما المتعصب له فلا بد من تقييده بما إذا كان هو الباعث له و الراضي به و إلا فلا إثم عليه و خلع الإيمان إما كناية عن خروجه من الإيمان رأسا للمبالغة أو عن إطاعة الإيمان للإخلال بشريعة عظيمة من شرائعه أو المعنى خلع ربقة من ربق الإيمان التي لزمها الإيمان عليه من عنقه
كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم و درست بن أبي منصور عن أبي عبد الله ع مثله
2- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله تعالى يوم القيامة مع أعراب الجاهلية
بيان في النهاية الأعراب ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار و لا يدخلونها إلا لحاجة و قال الجاهلية الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله و برسوله و شرائع الدين و المفاخرة بالأنساب و الكبر و التجبر و غير ذلك انتهى و كأنه محمول على التعصب في الدين الباطل
3- كا، ]الكافي[ عن الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن خضر عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال من تعصب عصبه الله بعصابة من نار
بيان قال الجوهري العصب الطي الشديد و تقول عصب رأسه بالعصابة تعصيبا و العصب العمامة و كل ما يعصب به الرأس و قال الفيروزآبادي العصابة بالكسر ما عصب به و العمامة و تعصب شد العمامة و أتى بالعصبية
4- كا، ]الكافي[ عن العدة عن ابن خالد عن ابن أبي نصر عن ابن مهران عن عامر بن السمط عن حبيب بن أبي ثابت عن علي بن الحسين ع قال لم تدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب و ذلك حين أسلم غضبا للنبي ص في حديث السلا الذي ألقي على النبي ص
بيان لم تدخل الجنة على بناء الإفعال و الحمية الأنفة و الغيرة و في القاموس الحمى من لا يحتمل الضيم و حمي من الشيء كرضي حمية أنف و في النهاية فيه إن المشركين جاءوا بسلا جزور فطرحوه على النبي ص و هو يصلي السلا الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفا فيه و قيل هو في الماشية السلا و في الناس المشيمة و الأول أشبه لأن المشيمة تخرج بعد الولد و لا يكون الولد فيها حين يخرج. أقول قد مرت قصة السلا و إسلام حمزة في مواضعها و اختلفوا في سبب إسلامه قال علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي و مما وقع له ص من الأذية ما كان سببا لإسلام عمه حمزة رضي الله عنه و هو ما حدث به ابن إسحاق عن رجل من أسلم أن أبا جهل مر برسول الله ص عند الصفا و قيل عند الحجون فآذاه و شتمه و نال منه ما نكرهه و قيل إنه صب التراب على رأسه و قيل ألقى عليه فرثا و وطئ برجله على عاتقه فلم يكلمه رسول الله ص و مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها تسمع ذلك و تبصره ثم انصرف رسول الله إلى نادي قريش فجلس معهم. فلم يلبث حمزة أن أقبل متوشحا بسيفه راجعا من قنصه أي من صيده و كان من عادته إذا رجع من قنصه لا يدخل إلى أهله إلا بعد أن يطوف بالبيت فمر على تلك المولاة فأخبرته الخبر و قيل أخبرته مولاة أخته صفية قالت له إنه صب التراب على رأسه و ألقى عليه فرثا و وطئ برجله على عاتقه و على إلقاء الفرث عليه اقتصر أبو حيان فقال لها حمزة أنت رأيت هذا الذي تقولين قالت نعم. فاحتمل حمزة الغضب و دخل المسجد فرأى أبا جهل جالسا في القوم فأقبل نحوه حتى قام على رأسه و رفع القوس فضربه فشجه شجة منكرة ثم قال أ تشتمه و أنا على دينه أقول ما يقول فرد على ذلك إن استطعت و في لفظ أن حمزة لما قام على رأس أبي جهل بالقوس صار أبو جهل يتضرع إليه و يقول سفه عقولنا و سب آلهتنا و خالف آباءنا فقال و من أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله. فقامت رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقالوا ما نراك إلا قد صبأت فقال حمزة ما يمنعني و قد استبان لي منه أنا أشهد أنه رسول الله و أن الذي يقوله حق و الله لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين فقال لهم أبو جهل دعوا أبا يعلى فإني و الله قد أسمعت ابن أخيه شيئا قبيحا. و تم حمزة على إسلامه فقال لنفسه لما رجع إلى بيته أنت سيد قريش اتبعت هذا الصابي و تركت دين آبائك الموت خير لك مما صنعت ثم قال اللهم إن كان رشدا فاجعل تصديقه في قلبي و إلا فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجا فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان حتى أصبح. فغدا إلى رسول الله فقال يا ابن أخي إني وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه و إقامة مثلي على ما لا أدري أ رشد هو أم غي شديد فأقبل عليه رسول الله ص فذكره و وعظه و خوفه و بشره فألقى الله في قلبه الإيمان بما قال رسول الله ص فقال أشهد أنك لصادق فأظهر يا ابن أخي دينك و قد قال ابن عباس في ذلك نزل أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ يعني حمزة كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها يعني أبا جهل و سر رسول الله ص بإسلامه سرورا كثيرا لأنه كان أعز فتى في قريش و أشدهم شكيمة و من ثم لما عرفت قريش أن رسول الله ص قد عز كفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه و أقبلوا على بعض أصحابه بالأذية سيما المستضعفين منها الذين لا جوار لهم انتهى
5- كا، ]الكافي[ عنه عن أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال إن الملائكة كانوا يحسبون أن إبليس منهم و كان في علم الله أنه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية و الغضب فقال خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ
بيان كانوا يحسبون أن إبليس منهم أي في طاعة الله و عدم العصيان لمواظبته على عبادة الله تعالى في أزمنة متطاولة و لم يكونوا يجوزون أنه يعصي الله و يخالفه في أمره لبعد عدم علم الملائكة بأنه ليس منهم بعد أن أسروه من بين الجن و رفعوه إلى السماء فهو من قبيل قولهم ع سلمان منا أهل البيت و يمكن أن يكون المراد كونه من جنسهم و يكون ذلك الحسبان لمشاهدتهم تباين أخلاقه ظاهرا للجن و تكريم الله تعالى له و جعله بينهم بل رئيسا على بعضهم كما قيل فظنوا أنه كان منهم وقع بين الجن أو يقال كان الظان جمع من الملائكة لم يطلعوا على بدو أمره فاستخرج ما في نفسه أي أظهر إبليس ما في نفسه أي أخذته الحمية و الأنفة و العصبية و افتخر و تكبر على آدم بأن أصل آدم من طين و أصله من نار و النار أشرف من الطين و أخطأ في ذلك بجهات شتى. منها أنه إنما نظر إلى جسد آدم و لم ينظر إلى روحه المقدسة التي أودع الله فيها غرائب الشئون و قد ورد ذلك في الأخبار و منها أن ما ادعاه من شرافة النار و كونه أعلى من الطين في محل المنع فإن الطين لتذلله منبع لجميع الخيرات و منشأ لجميع الحبوب و الرياحين و الثمرات و النار لرفعتها و اشتعالها يحصل منها جميع الشرور و الصفات الذميمة و الأخلاق السيئة فثمرتها الفساد و آخرها الرماد. ثم اعلم أن هذا الخبر مما يدل على أن إبليس لم يكن من الملائكة و قد اختلف أصحابنا و المخالفون في ذلك فالذي ذهب إليه أكثر المتكلمين من أصحابنا و غيرهم أنه لم يكن من الملائكة قال الشيخ المفيد برد الله مضجعه في كتاب المقالات إن إبليس من الجن خاصة و إنه ليس من الملائكة و لا كان منها قال الله تعالى إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ و جاءت الأخبار متواترة عن الأئمة الهدى من آل محمد ص بذلك و هو مذهب الإمامية كلها و كثير من المعتزلة و أصحاب الحديث انتهى. و ذهب طائفة من المتكلمين إلى أنه من الملائكة و اختاره من أصحابنا شيخ الطائفة روح الله روحه في التبيان و قال و هو المروي عن أبي عبد الله ع و الظاهر في تفاسيرنا ثم قال رحمه الله ثم اختلف من قال كان منهم فمنهم من قال إنه كان خازنا للجنان و منهم من قال كان له سلطان سماء الدنيا و سلطان الأرض و منهم من قال إنه كان يسوس ما بين السماء و الأرض
6- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه و علي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال سئل علي بن الحسين ع عن العصبية فقال العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين و ليس من العصبية أن يحب الرجل قومه و لكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم
بيان أن يرى على بناء المجرد أو الإفعال أن يحب الرجل قومه إما محض المحبة فإنه من الجبلة الإنسانية أن يحب الرجل قومه و عشيرته و أقاربه أكثر من غيرهم و قلما ينفك عنه أحد و الظاهر أنه ليس من الصفات الذميمة أو بالأفعال أيضا بأن يسعى في حوائجهم أكثر من السعي في حوائج غيرهم و يبذل لهم المال أكثر من غيرهم و الظاهر أن هذا أيضا غير مذموم شرعا بل ممدوح فإن أكثره من صلة الرحم و بعضه من رعاية الأخلاء و الإخوان و الأصحاب و قد مر عن أمير المؤمنين ع في صلة الرحم الحث على جميع ذلك و عن غيره ع فظهر أن العصبية المذمومة إما إعانة قومه على الظلم أو إثبات ما ليس فيهم لهم أو التفاخر بالأمور الباطلة التي توجب المنقصة أو تفضيلهم على غيرهم من غير فضل و غير ذلك
7- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن ابن المغيرة عن جده عن جده عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال النبي ص من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من عصبية بعثه الله عز و جل يوم القيامة مع أعراب الجاهلية
ثو، ]ثواب الأعمال[ عن ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني مثله
8- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن موسى بن جعفر عن ابن معبد عن إبراهيم بن إسحاق عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يتعوذ في كل يوم من ست من الشك و الشرك و الحمية و الغضب و البغي و الحسد
9- ل، ]الخصال[ عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن المسلم الجبلي بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين ع قال إن الله عز و جل يعذب ستة بست العرب بالعصبية و الدهاقنة بالكبر و الأمراء بالجور و الفقهاء بالحسد و التجار بالخيانة و أهل الرستاق بالجهل
-10 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أول من يدخل النار أمير متسلط لم يعدل و ذو ثروة من المال لم يعط المال حقه و فقير فخور
11- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن ابن الصلت عن ابن عقدة عن جعفر بن أحمد عن عباد عن عمه عن أبيه عن مطرف عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان قال عادني أمير المؤمنين ع في مرض ثم قال انظر فلا تجعلن عيادتي إياك فخرا على قومك و إذا رأيتهم في أمر فلا تخرج منه فإنه ليس بالرجل غنى عن قومه إذا خلع منهم يدا واحدة يخلعون منه أيدي كثيرة فإذا رأيتهم في خير فأعنهم عليه و إذا رأيتهم في شر فلا تخذلنهم فليكن تعاونكم على طاعة الله فإنكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة الله تعالى و تناهيتم عن معاصيه
12- ل، ]الخصال[ عن محمد بن أحمد القضاعي عن إسحاق بن العباس بن إسحاق بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي ع قال قال أمير المؤمنين ع أهلك الناس اثنان خوف الفقر و طلب الفخر
13- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن علي عن أبيه عن الفارسي عن الجعفري عن عبد الله بن الحسين بن زيد عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أربعة لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة الفخر بالأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة و إن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة و عليها سربال من قطران و درع من جرب
14- ل، ]الخصال[ عن أبيه و ابن الوليد معا عن محمد العطار و أحمد بن إدريس معا عن الأشعري عن جعفر بن محمد بن عبد الله عن أبي يحيى الواسطي عمن ذكره أنه قال لأبي عبد الله ع أ ترى هذا الخلق كله من الناس فقال ألق منهم التارك للسواك و المتربع في موضع الضيق و الداخل فيما لا يعنيه و المماري فيما لا علم له به و المتمرض من غير علة و المتشعث من غير مصيبة و المخالف على أصحابه في الحق و قد اتفقوا عليه و المفتخر يفتخر بآبائه و هو خلو من صالح أعمالهم فهو بمنزلة الخلنج يقشر لحا عن لحا حتى يوصل إلى جوهريته و هو كما قال الله عز و جل إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا
15- مع، ]معاني الأخبار[ عن الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر ع قال ثلاثة من عمل الجاهلية الفخر بالأنساب و الطعن في الأحساب و الاستسقاء بالأنواء
16- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم و درست بن أبي منصور عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه
17- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن صفوان عن عبد الله بن الوليد عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال من تعصب أو تعصب له خلع ربقة الإيمان من عنقه
18- ثو، ]ثواب الأعمال[ بهذا الإسناد عن صفوان عن حضر عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال من تعصب عصبه الله عز و جل بعصابة من نار
19- ثو، ]ثواب الأعمال[ عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن العمى رفعه قال من تعصب حشره الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية
20- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن ابن يزيد عن محمد بن إبراهيم النوفلي عن الحسين بن المختار رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال من صنع شيئا للمفاخرة حشره الله يوم القيامة أسود
21- سن، ]المحاسن[ قال أبو عبد الله ع ثلاث إذا كن في المرء فلا تتحرج أن تقول إنه في جهنم البذاء و الخيلاء و الفخر
22- كش، ]رجال الكشي[ وجدت بخط جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عبد الله بن مهران عن البزنطي قال دخلت على أبي الحسن ع أنا و صفوان بن يحيى و محمد بن سنان و أظنه قال و عبد الله بن المغيرة أو عبد الله بن جندب و هو بصريا قال فجلسنا عنده ساعة ثم قمنا فقال أما أنت يا أحمد فاجلس فجلست فأقبل يحدثني و أسأله و يجيبني حتى ذهب عامة الليل فلما أردت الانصراف قال لي يا أحمد تنصرف أو تبيت فقلت جعلت فداك ذاك الليل إن أمرت بالانصراف انصرفت و إن أمرت بالمقام أقمت قال أقم فهذا الحرس و قد هدأ الناس و باتوا فقام و انصرف فلما ظننت أنه قد دخل خررت لله ساجدا فقلت الحمد لله حجة الله و وارث علم النبيين آنس بي من بين إخواني و حببني فأنا في سجدتي و شكري فما علمت إلا و قد رفسني برجله ثم قمت فأخذ بيدي فغمزها ثم قال يا أحمد إن أمير المؤمنين ع عاد صعصعة بن صوحان في مرضه فلما قام من عنده قال يا صعصعة لا تفتخرن على إخوانك بعيادتي إياك و اتق الله ثم انصرف عني
-23 كش، ]رجال الكشي[ محمد بن الحسن البراني و عثمان بن حامد الكشيان عن محمد بن يزداد و الحسن بن علي بن النعمان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال كنت عند الرضا ع فأمسيت عنده قال فقلت أنصرف فقال لي لا تنصرف فقد أمسيت قال فأقمت عنده قال فقال لجاريته هاتي مضربتي و وسادتي فافرشي لأحمد في ذلك البيت قال فلما صرت في البيت دخلني شيء فجعل يخطر ببالي من مثلي في بيت ولي الله و على مهاده فناداني يا أحمد إن أمير المؤمنين ع عاد صعصعة بن صوحان فقال يا صعصعة بن صوحان لا تجعل عيادتي إياك فخرا على قومك و تواضع لله يرفعك
24- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال لما كان يوم فتح مكة قام رسول الله ص في الناس خطيبا فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب إن الله تبارك و تعالى قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية و التفاخر بآبائها و عشائرها أيها الناس إنكم من آدم و آدم من طين ألا و إن خيركم عند الله و أكرمكم عليه اليوم أتقاكم و أطوعكم له ألا و إن العربية ليست باب والد و لكنها لسان ناطق فمن قصر به عمله لم يبلغه رضوان الله حسبه ألا و إن كل دم أو مظلمة أو إحنة كانت في الجاهلية فهي تطل تحت قدمي إلى يوم القيامة
25- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عن النضر عن الحسن بن موسى و ابن رئاب عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال أصل المرء دينه و حسبه خلقه و كرمه تقواه و إن الناس من آدم شرع سواء
26- ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ عن النضر عن ابن رئاب عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع الناس يروون عن رسول الله ص أنه قال أشرفكم في الجاهلية أشرفكم في الإسلام فقال ع صدقوا و ليس حيث تذهبون كان أشرفهم في الجاهلية أسخاهم نفسا و أحسنهم خلقا و أحسنهم جوارا و أكفهم أذى فذلك الذي إذا أسلم لم يزده إسلامه إلا خيرا
27- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أوصى أمتي بخمس بالسمع و الطاعة و الهجرة و الجهاد و الجماعة و من دعا بدعاء إلحاح الجاهلية فله حثوه من حثي جهنم
28- نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع ما لابن آدم و الفخر أوله نطفة و آخره جيفة لا يرزق نفسه و لا يدفع حتفه