1- لي، ]الأمالي للصدوق[ عن الصادق ع قال قال النبي ص أفقر الناس الطمع
2- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن محمد العطار عن الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن علي بن سليمان بن رشيد عن موسى بن سلام عن أبان بن سويد عن أبي عبد الله ع قال قلت ما الذي يثبت الإيمان في العبد قال الذي يثبته فيه الورع و الذي يخرجه منه الطمع
أقول قد مضى في باب صفات شرار العباد
3- ل، ]الخصال[ عن أبيه عن سعد عن الأصبهاني عن المنقري عن حماد عن أبي عبد الله ع قال إن أردت أن تقر عينك و تنال خير الدنيا و الآخرة فاقطع الطمع عما في أيدي الناس و عد نفسك في الموتى و لا تحدثن نفسك أنك فوق أحد من الناس و اخزن لسانك كما تخزن مالك
4- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عن جماعة عن أبي المفضل عن الحسن بن علي بن سهل عن موسى بن عمر بن يزيد عن معمر بن خلاد عن الرضا عن آبائه ع قال جاء أبو أيوب خالد بن زيد إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله أوصني و أقلل لعلي أن أحفظ قال أوصيك بخمس باليأس عما في أيدي الناس فإنه الغنى و إياك و الطمع فإنه الفقر الحاضر و صل صلاة مودع و إياك و ما يعتذر منه و أحب لأخيك ما تحب لنفسك
-5 فس، ]تفسير القمي[ عن محمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن محمد بن سيار عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من أتى ذا ميسرة فتخشع له طلب ما في يديه ذهب ثلثا دينه ثم قال و لا تعجل و ليس يكون الرجل ينال من الرجل المرفق فيجله و يوقره فقد يجب ذلك له عليه و لكن تراه أنه يريد بتخشعه ما عند الله أو يريد أن يختله عما في يديه
6- مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع بلغني أنه سئل كعب الأحبار ما الأصلح في الدين و ما الأفسد فقال الأصلح الورع و الأفسد الطمع فقال له السائل صدقت يا كعب الأحبار و الطمع خمر الشيطان يستقي بيده لخواصه فمن سكر منه لا يصحو إلا في أليم عذاب الله أو مجاورة ساقيه و لو لم يكن في الطمع إلا مشاراة الدين بالدنيا كان عظيما قال الله عز و جل أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَ الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
و قال أمير المؤمنين علي ع تفضل على من شئت فأنت أميره و استغن عمن شئت فأنت نظيره و افتقر إلى من شئت فأنت أسيره و الطمع منزوع عنه الإيمان و هو لا يشعر لأن الإيمان يحجب بين العبد و بين الطمع من الخلق و يقول يا صاحبي خزائن الله مملوة من الكرامات و هو لا يضيع أجر من أحسن عملا و ما في أيدي الناس فإنه مشوب بالعلل و يرده إلى التوكل و القناعة و قصر الأمل و لزوم الطاعة و اليأس من الخلق فإن فعل ذلك لزمه و إن لم يفعل ذلك تركه مع شؤم الطمع و فارقه
7- نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع أزرى بنفسه من استشعر الطمع و رضي بالذل من كشف عن ضره
و قال ع و الطمع رق مؤبد
و قال ع أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع
و قال ع الطامع في وثاق الذل
و قال ع من أتى غنيا فتواضع لغناه ذهب ثلثا دينه
و قال ع إن الطمع مورد غير مصدر و ضامن غير وفي و ربما شرق شارب الماء قبل ريه فكلما عظم قدر الشيء المتنافس فيه عظمت الرزية لفقده و الأماني تعمي أعين البصائر و الحظ يأتي من لا يأتيه
و قال ع في وصيته للحسن ع اليأس خير من الطلب إلى الناس ما أقبح الخضوع عند الحاجة و الجفاء عند الغناء
8- صفات الشيعة، للصدوق بإسناده عن حبيب الواسطي عن أبي عبد الله ع قال ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله
9- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد عن أبيه عمن ذكره بلغ به أبا جعفر ع قال بئس العبد عبد له طمع يقوده و بئس العبد عبد له رغبة تذله
بيان لعل المراد بالطمع ما في القلب من حب ما في أيدي الناس و أمله و بالرغبة إظهار ذلك و السؤال و الطلب عن المخلوق و القود يناسب الأول كما أن الذلة تناسب الثاني
10- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن القاسم بن محمد عن المنقري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال علي بن الحسين ع رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس
بيان رأيت الخير كله أي الرفاهية و خير الدنيا و سعادة الآخرة لأن الطمع يورث الذل و الحقارة و الحسد و الحقد و العداوة و الغيبة و الوقيعة و ظهور الفضائح و الظلم و المداهنة و النفاق و الرياء و الصبر على باطل الخلق و الإعانة عليه و عدم التوكل على الله و التضرع إليه و الرضا بقسمة و التسليم لأمره إلى غير ذلك من المفاسد التي لا تحصى و قطع الطمع يورث أضداد هذه الأمور التي كلها خيرات
11- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن حسان عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله
بيان ما أقبح صيغة تعجب و أن تكون مفعوله و المراد الرغبة إلى الناس بالسؤال عنهم و هي التي تصير سببا للمذلة و أما الرغبة إلى الله فهي عين العزة و الصفة تحتمل الكاشفة و الموضحة
12- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابه عن علي بن سليمان بن رشيد عن موسى بن سلام عن سعدان عن أبي عبد الله ع قال قلت له الذي يثبت الإيمان في العبد قال الورع و الذي يخرجه منه قال الطمع
بيان الورع اجتناب المحرمات و الشبهات و في المقابلة إشعار بأن الطمع يستلزم ارتكابهما
-13 كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن زيد الشحام عن عمرو بن هلال قال قال أبو جعفر ع إياك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك فكفى بما قال الله عز و جل لنبيه ص وَ لا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ و قال وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا فإن دخلك من ذلك شيء فاذكر عيش رسول الله ص فإنما كان قوته الشعير و حلواه التمر و وقوده السعف إذا وجده
تبيين أن تطمح بصرك الظاهر أنه على بناء الإفعال و نصب البصر و يحتمل أن يكون على بناء المجرد و رفع البصر أي لا ترفع بصرك بأن تنظر إلى من هو فوقك في الدنيا فتتمنى حاله و لا ترضى بما أعطاك الله و إذا نظرت إلى من هو دونك في الدنيا ترضى بما أوتيت و تشكر الله عليه و تقنع به قال في القاموس طمح بصره إليه كمنع ارتفع فهي طامح و أطمح بصره رفعه انتهى فكفى بما قال الله الباء زائدة أي كفاك للاتعاظ و لقبول ما ذكرت ما قال الله لنبيه و إن كان المقصود بالخطاب غيره وَ لا تُعْجِبْكَ كذا في النسخ التي عندنا و الظاهر فلا إذ الآية في سورة التوبة في موضعين أحدهما فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كافِرُونَ و الأخرى وَ لا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كافِرُونَ و ما ذكر هنا لا يوافق شيئا منهما و إن احتمل أن يكون نقلا بالمعنى إشارة إلى الآيتين معا. و قال البيضاوي في الأولى فَلا تُعْجِبْكَ إلخ فإن ذلك استدراج و وبال لهم كما قال إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها بسبب ما يكابدون لجمعها و حفظها من المتاعب و ما يرون فيها من الشدائد و المصائب وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ أي فيموتوا كافرين مشتغلين بالتمتع عن النظر في العاقبة فيكون ذلك استدراجا لهم. و قال في الأخرى تكرير للتأكيد و الأمر حقيق به فإن الأبصار طامحة إلى الأموال و الأولاد و النفوس مغتبطة عليها و يجوز أن يكون هذه في فريق غير الأول. وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ قال في الكشاف أي نظر عينيك و مد النظر تطويله و أن لا يكاد يرده استحسانا للمنظور إليه و تمنيا أن يكون له مثله و فيه أن النظر غير الممدود معفو عنه و ذلك مثل نظر من باده الشيء بالنظر ثم غض الطرف و قد شدد العلماء من أهل التقوى في وجوب غض البصر عن أبنية الظلمة و عدد الفسقة في اللباس و المراكب و غير ذلك لأنهم إنما اتخذوا هذه الأشياء لعيون النظارة فالناظر إليها محصل لغرضهم و كالمغري لهم على اتخاذها. أَزْواجاً مِنْهُمْ قال البيضاوي أصنافا من الكفرة و يجوز أن يكون حالا من الضمير في به و المفعول منهم أي إلى الذي متعنا به و هو أصناف بعضهم و ناسا منهم زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا منصوب بمحذوف دل عليه مَتَّعْنا أو به على تضمينه معنى أعطينا أو بالبدل من محل بِهِ أو من أَزْواجاً بتقدير مضاف و دونه أو بالضم و هي الزينة و البهجة لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ لنبلوهم و نختبرهم فيه أو لنعذبهم في الآخرة بسببه وَ رِزْقُ رَبِّكَ و ما ادخره لك في الآخرة أو ما رزقك من الهدى و النبوة خَيْرٌ مما منحهم في الدنيا وَ أَبْقى فإنه لا ينقطع. و إنما ذكرنا تتمة الآيتين لأنهما مرادتان و تركنا اختصارا فإن دخلك من ذلك أي من إطماح البصر أو من جملته شيء أو بسببه شيء من الرغبة في الدنيا فاذكر لعلاج ذلك و إخراجه عن نفسك عيش رسول الله ص أي
طريق تعيشه في الدنيا لتسهل عليك مشاق الدنيا و القناعة فيها فإنه إذا كان أشرف المكونات هكذا تعيشه فكيف لا يرضى من دونه به و إن كان شريفا رفيعا عند الناس مع أن التأسي به ص لازم. فإنما كان قوته الشعير أي خبزه غالبا و حلواه التمر قال في المصباح الحلواء التي تؤكل تمد و تقصر و جمع الممدود حلاوي مثل صحراء و صحاري بالتشديد و جمع المقصور حلاوى بفتح الواو و قال الأزهري الحلواء اسم لما يؤكل من الطعام إذا كان معالجا بحلاوة و وقودة السعف الوقود بالفتح الحطب و ما يوقد به و السعف أغصان النخل ما دامت بالخوص فإن زال الخوص عنها قيل جريدة الواحدة سعفة ذكره في المصباح و في القاموس السعف محركة جريد النخل أو ورقه و أكثر ما يقال إذا يبست و الضمير في إن وجده راجع إلى كل من الأمور المذكورة أو إلى السعف وحده و فسر بعضهم السعف بالورق و قال الضمير راجع إليه و المعنى أنه كان يكتفي في خبز الخبز و نحوه بورق النخل فإذا انتهى ذلك و لم يجده كان يطبخ بالجريد بخلاف المسرفين فإنهم يطرحون الورق و يستعملون الجريد ابتداء. و أقول كأنه رحمه الله تكلف ذلك لأنه لا فرق بين جريد النخل و غيره في الإيقاد فأي قناعة فيه و ليس كذلك لأن الجريد أرذل الأحطاب للإيقاد لنتنه و كثرة دخانه و عدم اتقاد جمرة و هذا بين لمن جربه
14- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى و علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد جميعا عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه الله
بيان من استغنى أي عن الناس و ترك الطلب أغناه الله عنه بإعطاء ما يحتاج إليه
-15 كا، ]الكافي[ عن محمد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد عن أبي عبد الله ع قال من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله عنه باليسير من العمل
بيان رضي الله عنه قيل لأن كثرة النعمة توجب مزيد الشكر فكلما كانت النعمة أقل كان الشكر أسهل و بعبارة أخرى يسقط عنه كثير من العبادات المالية كالزكاة و الحج و بر الوالدين و صلة الأرحام و إعانة الفقراء و أشباه ذلك و الظاهر أن المراد به أكثر من ذلك من المسامحة و العفو و سيأتي برواية الصدوق رحمه الله عن أبي عبد الله ع حين سئل عن معنى هذا الحديث قال يطيعه في بعض و يعصيه في بعض.
و قد ورد في طريق العامة عن النبي ص أخلص قلبك يكفك القليل من العمل
و قال بعضهم لأن من زهد في الدنيا و طهر ظاهره و باطنه من الأعمال و الأخلاق القبيحة التي تقتضيها الدنيا و فرغ من المجاهدات التي يحتاج إليها السالك المبتدي و جعلها وراء ظهره فلم يبق عليه إلا فعل ما ينبغي فعله و هذا يسير بالنسبة إلى تلك المجاهدات انتهى. و أقول يحتمل إجراء مثله في هذا الخبر لأن من رضي بالقليل فقد زهد في الدنيا و أخلص قلبه من حبها
16- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله ع قال مكتوب في التوراة ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان من رضي من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل و من رضي باليسير من الحلال خفت مئونته و زكت مكسبته و خرج من حد الفجور
بيان كن كيف شئت الظاهر أنه أمر على التهديد نحو قوله تعالى اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ و قيل كن كما شئت أن يعمل معك و تتوقعه لقوله كما تدين تدان و قد مر معناه خفت مئونته أي مشقته في طلب المال و حفظه و زكت أي طهرت من الحرام مكسبته لأن ترك الحرام و الشبهة في القليل أسهل أو نمت و حصلت فيه بركة مع قلته. و خرج من حد الفجور أي من قرب الفجور و الإشراف على الوقوع في الحرام فإن بين المال القليل و الوقوع في الفجور فاصلة كثيرة لقلة الدواعي و صاحب المال الكثير لكثرة دواعي الشرور و الفجور فيه كأنه على حد هو منتهى الحلال و بأدنى شيء يخرج منه إلى الفجور إما بالتقصير في الحقوق الواجبة فيه أو بالطغيان اللازم له أو بالقدرة على المحرمات التي تدعو النفس إليها أو بالحرص الحاصل منه فلا يكتفي بالحلال و يتجاوز إلى الحرام و أشباه ذلك و يحتمل أن يكون المعنى خرج من حد الفجور الذي تستلزمه كثرة المال إلى الخير و الصلاح اللازم لقلة المال و الأول أبلغ و أتم
17- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة عن أبي الحسن الرضا ع قال من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير لم يكفه من العمل إلا الكثير و من كفاه من الرزق القليل فإنه يكفيه من العمل القليل
18- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فإن أيسر ما فيها يكفيك و إن كنت إنما تريد ما لا يكفيك فإن كل ما فيها لا يكفيك
بيان ما يكفيك أي ما تكتفي و تقنع به أي بقدر الكفاف و الضرورة و قوله فإن أيسر من قبيل وضع الدليل موضع المدلول أي فيحصل مرادك لأن أيسر ما في الدنيا يمكن أن يكتفى به و إن كنت تريد ما لا يكفيك أي ما لا تكتفي به و تريد أزيد منه فلا تصل إلى مقصودك و لا تنتهي إلى حد فإنه إن حصل لك جميع الدنيا تريد أزيد منها لما مر أن كثرة المال يصير سببا لكثرة الحرص و سيأتي أوضح من ذلك
19- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد الله ع قال اشتدت حال رجل من أصحاب النبي ص فقالت له امرأته لو أتيت رسول الله ص فسألته فجاء إلى النبي ص فلما رآه النبي ص قال من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه الله فقال الرجل ما يعني غيري فرجع إلى امرأته فأعلمها فقالت إن رسول الله بشر فأعلمه فأتاه فلما رآه رسول الله ص قال من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه الله حتى فعل الرجل ذلك ثلاثا ثم ذهب الرجل فاستعار معولا ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطبا ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق فرجع به فأكله ثم ذهب من الغد فجاء بأكثر من ذلك فباعه فلم يزل يعمل و يجمع حتى اشترى معولا ثم جمع حتى اشترى بكرين و غلاما ثم أثرى حتى أيسر فجاء إلى النبي ص فأعلمه كيف جاء يسأله و كيف سمع النبي ص فقال النبي ص قلت لك من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه الله
بيان لو أتيت لو للتمني إن رسول الله ص بشر أي لا يعلم الغيب إلا الله و هو بشر لا يعلم الغيب أي لم يكن هذا الكلام معك لأنه لا يعلم ما في ضميرك أو لا يعلم كنه شدة حالنا و إنما عرف حاجتك في الجملة و في الصحاح المعول الفأس العظيمة التي ينقر بها الصخر من الغد من بمعنى في و البكر بالفتح الفتى من الإبل و يقال أثرى الرجل إذا كثرت أمواله و أيسر الرجل أي استغنى كل ذلك ذكره الجوهري
20- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن الحسين بن الفرات عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من أراد أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يد غيره
بيان فليكن بما في يد الله أي في قدرة الله و قضائه و قدره أوثق منه بما في يد غيره و لو نفسه فإنه لا يصل إليه الأول و لا ينتفع بالثاني إلا بقضاء الله و قدره و الحاصل أن الغنى عن الخلق لا يحصل إلا بالوثوق بالله سبحانه و التوكل عليه و عدم الاعتماد على غيره و العلم بأن الضار النافع هو الله و يفعل بالعباد ما علم صلاحهم فيه و يمنعهم ما علم أنه لا يصلح لهم
21- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن ابن فضال عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر أو أبي عبد الله ع قال من قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس
بيان فهو من أغنى الناس لأن الغنى عدم الحاجة إلى الغير و القانع بما رزقه الله لا يحتاج إلى السؤال عن غيره تعالى
22- كا، ]الكافي[ بالإسناد عن ابن فضال عن ابن بكير عن حمزة بن حمران قال شكا رجل إلى أبي عبد الله ع أنه يطلب فيصيب و لا يقنع و تنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه و قال علمني شيئا أنتفع به فقال أبو عبد الله ع إن كان ما يكفيك يغنيك فأدنى ما فيها يغنيك و إن كان ما يكفيك لا يغنيك فكل ما فيها لا يغنيك
23- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن عدة من أصحابه عن حنان بن سدير رفعه قال قال أمير المؤمنين ع من رضي من الدنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه و من لم يرض من الدنيا بما يجزيه لم يكن شيء منها يكفيه
بيان أجزأ مهموز و قد يخفف أي أغنى و كفى قال في المصباح قال الأزهري و الفقهاء يقولون فيه أجزى من غير همز و لم أجده لأحد من أئمة اللغة و لكن إن همز أجزأ فهو بمعنى كفى و فيه نظر لأنه إن أراد امتناع التسهيل فقد توقف في غير موضع التوقف فإن تسهيل همزة الطرف في الفعل المزيد و تسهيل الهمزة الساكنة قياسي فيقال أرجأت الأمر و أرجيته و أنسأت و أنسيت و أخطأت و أخطيت