الآيات البقرة فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ آل عمران وَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ و قال وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ المائدة فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ طه وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى الأنبياء إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ المؤمنون أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ
1- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص ألا إن لكل عبادة شرة ثم تصير إلى فترة فمن صارت شرة عبادته إلى سنتي فقد اهتدى و من خالف سنتي فقد ضل و كان عمله في تباب أما إني أصلي و أنام و أصوم و أفطر و أضحك و أبكي فمن رغب عن منهاجي و سنتي فليس مني و قال كفى بالموت موعظة و كفى باليقين غنى و كفى بالعبادة شغلا
تبيين إن لكل عبادة شرة الشرة بكسر الشين و تشديد الراء شدة الرغبة قال في النهاية فيه إن لهذا القرآن شرة ثم إن للناس عنه فترة الشرة النشاط و الرغبة و منه الحديث الآخر لكل عابد شرة و قال في حديث ابن مسعود إنه مرض فبكى فقال إنما أبكي لأنه أصابني على حال فترة و لم يصبني على حال اجتهاد أي في حال سكون و تقليل من العبادات و المجاهدات انتهى. إلى سنتي أي منتهيا إليها أو إلى بمعنى مع أي لا تدعوه كثرة الرغبة في العبادة إلى ارتكاب البدع كالرياضات المبتدعة للمتصوفة بل يعمل بالسنن و التطوعات الواردة في السنة و يحتمل أن يكون المراد بانتهاء الشرة أن يكون ترك الشرة بالاقتصاد و الاكتفاء بالسنن و ترك بعض التطوعات لا بترك السنن أيضا و يؤيده الخبر الآتي. فِي تَبابٍ أي تباب العمل أو صاحبه و التباب الخسران و الهلاك و في بعض النسخ في تبار بالراء و هو أيضا الهلاك. كفى بالموت موعظة الباء زائدة و الموعظة ما يتعظ الإنسان به و يصير سببا لانزجار النفس عن الخطايا و الميل إلى الدنيا و الركون إليها و أعظمها الموت إذ العاقل إذا تفكر فيه و في غمراته و ما يعقبه من أحوال البرزخ و القيامة و أهوالها و ما فعله بأهل الدنيا من قطع أيديهم عنها و إخراجهم منها طوعا أو كرها فجاءه من غير اطلاع منهم على وقت نزوله و كيفية حلوله هانت عنده الدنيا و ما فيها و شرع في التهيئة له إن أعطاه الله تعالى بصيرة في ذلك. و كفى باليقين غنى أي كفى اليقين بأن الله رازق العباد و أنه يوسع على من يشاء و يقتر على من يشاء بحسب المصالح سببا لغنى النفس و عدم الحرص و ترك التوسل بالمخلوقين و هو من فروع اليقين بالقضاء و القدر و قد مر في باب اليقين أنه يطلق غالبا عليه. و كفى بالعبادة شغلا كأن المقصود أن النفس يطلب شغلا ليشتغل به فإذا شغلها المرء بالعبادة تحيط بجميع أوقاته فلا يكون له فراغ يصرفه في الملاهي و إذا لم يشتغل بالعبادة يدعوه الفراغ إلى البطر و اللهو و صرف العمر في المعاصي و الملاهي و الأمور الباطلة كسماع القصص الكاذبة و أمثالها و الغرض الترغيب في العبادة و بيان عمدة ثمراتها. و الظاهر أن هذه الفقرات الأخيرة مواعظ أخر لا ارتباط لها بما تقدمها و قد يتكلف بجعلها مربوطة بها بأن المراد بالأولى كفى الموت موعظة في عدم مخالفة السنة و كفى اليقين غنى لئلا يطلب الدنيا بالرئاء و ارتكاب البدع و كفت العبادة المقررة الشرعية شغلا فلا يلزم الاشتغال بالبدع
2- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل بن زياد عن الحجال عن ثعلبة قال قال أبو عبد الله ع لكل أحد شرة و لكل شرة فترة فطوبى لمن كانت فترته إلى خير
بيان الحاصل أن لكل أحد شوقا و نشاطا في العبادة في أول الأمر ثم يعرض له فترة و سكون فمن كانت فترته بالاكتفاء بالسنن و ترك البدع أو ترك التطوعات الزائدة فطوبى له و من كانت فترته بترك السنن أيضا أو بترك الطاعات رأسا و ارتكاب المعاصي أو بالاقتصار على البدع فويل له.
و قد روي عن أبي جعفر ع أنه قال ما من أحد إلا و له شرة و فترة فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى و من كانت فترته إلى بدعة فقد غوى و هو يؤيد ما ذكرنا
3- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق و لا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله فتكونوا كالراكب المنبت الذي لا سفرا قطع و لا ظهرا أبقى
و بالإسناد عن ابن سنان عن مقرن عن محمد بن سوقة عن أبي جعفر ع مثله
بيان قال في النهاية المتين الشديد القوي و قال فيه إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق الإيغال السير الشديد يقال أوغل القوم و توغلوا إذا أمعنوا في سيرهم و الوغول الدخول في الشيء و قد وغل يغل وغولا يريد سر فيه برفق و ابلغ الغاية القصوى منه بالرفق لا على سبيل التهافت و الخرق و لا تحمل نفسك و لا تكلفها ما لا تطيقه فتعجز و تترك الدين و العمل. و قال فيه فإن المنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى يقال للرجل إذا انقطع به في سفره و عطبت راحلته قد أنبت من البت القطع و هو مطاوع بت يقال بته و أبته يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده لم يقض وطره و قد أعطب ظهره انتهى. و لا تكرهوا عبادة الله كأن المعنى أنكم إذا أفرطتم في الطاعات يريد الناس متابعتكم في ذلك فيشق عليهم فيكرهون عبادة الله و يفعلونها من غير رغبة و شوق و يحتمل أن يكون أوغلوا في فعل أنفسهم و لا تكرهوا في دعوة الغير أي لا تحملوا على الناس في تعليمهم و هدايتهم فوق سعتهم و ما يشق عليهم كما مر في حديث الرجل الذي هدى النصراني في باب درجات الإيمان. و يحتمل أن يكون عباد الله شاملا لأنفسهم أيضا و يمكن أن يكون الإيغال هنا متعديا أي أدخلوا الناس فيه برفق ليوافق الفقرة الثانية قال في القاموس وغل في الشيء يغل وغولا دخل و توارى أو بعد و ذهب و أوغل في البلاد و العلم ذهب و بالغ و أبعد كتوغل و كل داخل مستعجلا موغل و قد أوغلته الحاجة
-4 كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال لا تكرهوا إلى أنفسكم العبادة
بيان حاصله النهي عن الإفراط في التطوعات بحيث يكرهها النفس و لا تكون فيها راغبا ناشطا
5- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله عز و جل إذا أحب عبدا فعمل عملا قليلا جزاه بالقليل الكثير و لم يتعاظمه أن يجزي بالقليل الكثير له
بيان في القاموس تعاظمه عظم عليه و كان في أكثر هذه الأخبار إشارة إلى أن السعي في زيادة كيفية العمل أحسن من السعي في زيادة كميته و أن السعي في تصحيح العقائد و الأخلاق أهم من السعي في كثرة الأعمال
6- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن جهم عن منصور عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال مر بي أبي و أنا بالطواف و أنا حدث و قد اجتهدت في العبادة فرآني و أنا أتصاب عرقا فقال لي يا جعفر يا بني إن الله إذا أحب عبدا أدخله الجنة و رضي عنه باليسير
بيان إذا أحب عبدا أي بحسن العقائد و الأخلاق و رعاية الشرائط في الأعمال التي منها التقوى
7- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري و غيره عن أبي عبد الله ع قال اجتهدت في العبادة و أنا شاب فقال لي أبي يا بني دون ما أراك تصنع فإن الله عز و جل إذا أحب عبدا رضي عنه باليسير
بيان دون ما أراك تصنع دون منصوب بفعل مقدر أي اصنع دون ذلك
8- كا، ]الكافي[ عن حميد بن زياد عن الخشاب عن ابن بقاح عن معاذ بن ثابت عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص يا علي إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق و لا تبغض إلى نفسك عبادة ربك إن المنبت يعني المفرط لا ظهرا أبقى و لا أرضا قطع فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما و احذر حذر من يتخوف أن يموت غدا
بيان فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما أي تأن و ارفق و لا تستعجل فإن من يرجو البقاء طويلا لا يسارع في الفعل كثيرا أو إن من يرجو ذلك لا يتعب نفسه بل يداري بدنه و لا ينهكه بكثرة الصيام و السهر و أمثالها و احذر عن المنهيات كحذر من يخاف أن يموت غدا قيل و لعل السر فيه أن العبادات أعمال و فيها تعب الأركان و شغل عما سواها فأمر فيها بالرفق و الاقتصاد كيلا تكل بها الجوارح و لا تبغضها النفس و لا تفوت بسببها حق من الحقوق. فأما الحذر عن المعاصي و المنهيات فهو ترك و اطراح ليس فيه كثير كد و لا ملالة و لا شغل عن شيء فيترك ترك من يخاف أن يموت غدا على معصية الله تعالى و قيل الفرق أن فعل الطاعات نفل و فضل و ترك المخالفات حتم و فرض
9- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ في وصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عند وفاته و اقتصد يا بني في معيشتك و اقتصد في عبادتك و عليك فيها بالأمر الدائم الذي تطيقه
10- ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن الحميري عن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين
11- ع، ]علل الشرائع[ عن أمير المؤمنين ع ألا و قولوا خيرا تعرفوا به و اعملوا به تكونوا من أهله
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بأسانيد كثيرة مثله
12- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن يعقوب بن زياد عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر عن أبيه عن جده إسحاق عن أخيه موسى عن أبيه ع قال أحسن من الصدق قائله و خير من الخير فاعله
13- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحجال عن العلا عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة و إن الشر خف على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم
14- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن البرقي عن أبيه عن جده عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن بشار بن بشار عن الصادق جعفر بن محمد ع قال إذا أردت شيئا من الخير فلا تؤخره فإن العبد ليصوم ليوم الحار يريد به ما عند الله عز و جل فيعتقه الله من النار و يتصدق بالصدقة يريد بها وجه الله فيعتقه الله من النار
15- ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع لكل شيء ثمرة و ثمرة المعروف تعجيله
و قال ع بادروا بعمل الخير قبل أن تشغلوا عنه بغيره
16- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ فيما أوصى به أمير المؤمنين ع عند وفاته إذا عرض شيء من أمر الآخرة فابدأ به و إذا عرض شيء من أمر الدنيا فتأنه حتى تصيب رشدك فيه
17- مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع داوم على تخليص المفترضات و السنن فإنهما الأصل فمن أصابهما و أداهما بحقهما فقد أصاب الكل فإن خير العبادات أقربها بالأمن و أخلصها من الآفات و أدومها و إن قل فإن سلم لك فرضك و سنتك فأنت أنت و احذر أن تطأ بساط مليكك إلا بالذلة و الافتقار و الخشية و التعظيم و أخلص حركاتك من الرياء و سرك من القساوة فإن النبي ص قال المصلي يناجي ربه فاستحي أن يطلع على سرك العالم بنجواك و ما يخفي ضميرك و كن بحيث رآك لما أراد منك و دعاك إليه و كان السلف لا يزالون من وقت الفرض إلى وقت الفرض في إصلاح الفرضين جميعا و في هذا الزمان للفضائل على الفرائض كيف يكون بدن بلا روح
قال علي بن الحسين ع عجبت لطالب فضيلة تارك فريضة و ليس ذلك إلا لحرمان معرفة الآمر و تعظيمه و ترك رؤية مشيته بما أهلهم لأمره و اختارهم له
18- سر، ]السرائر[ عن حريز عن زرارة قال قال أبو جعفر ع اعلم أن أول الوقت أبدا أفضل فتعجل الخير أبدا ما استطعت و أحب الأعمال إلى الله تعالى ما دام عليه العبد و إن قل
19- شي، ]تفسير العياشي[ عن الحلبي عن بعض أصحابنا عنه قال قال أبو جعفر ع لأبي عبد الله ع يا بني عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما قال و كيف ذلك يا أبة قال مثل قول الله وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها لا تجهر بصلاتك سيئة و لا تخافت بها سيئة وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا حسنة و مثل قوله وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ و مثل قوله وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا فأسرفوا سيئة و أقتروا سيئة وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً حسنة فعليك بالحسنة بين السيئتين
20- جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع أنه قال إذا هممت بخير فلا تؤخره فإن الله تبارك و تعالى ربما اطلع على عبده و هو على الشيء من طاعته فيقول و عزتي و جلالي لا أعذبك بعدها و إذا هممت بمعصية فلا تفعلها فإن الله تبارك و تعالى ربما اطلع على العبد و هو على شيء من معاصيه فيقول و عزتي و جلالي لا أغفر لك أبدا
21- جا، ]المجالس للمفيد[ بهذا الإسناد عن ابن مهزيار عن ابن حديد عن علي بن النعمان عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا هم أحدكم بخير فلا يؤخره فإن العبد ربما صلى الصلاة و صام الصوم فيقال له اعمل ما شئت بعدها فقد غفر لك أبدا
22- نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع فاعل الخير خير منه و فاعل الشر شر منه
و قال ع لا يرى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا
و قال ع إضاعة الفرصة غصة
و قال ع إن للقلوب شهوة و إقبالا و إدبارا فأتوها من قبل شهوتها و إقبالها فإن القلب إذا أكره عمي
و قال ع أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه
و قال ع قليل تدوم عليه أرجى من كثير مملول منه
و قال ع إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها
و قال ع قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه
23- المجازاة النبوية، قال ص إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق و لا تبغض إلى نفسك عبادة الله فإن المنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى
بيان قال السيد وصف الدين بالمتانة مجاز و المراد أنه صعب الظهر شديد الأسر مأخوذ من متن الإنسان و هو ما اشتد من لحم منكبيه و إنما وصفه ع بذلك لمشقة القيام بشرائطه و الأداء لوظائفه فأمر ع أن يدخل الإنسان أبوابه مترفقا و يرقأ هضابه متدرجا ليستمر على تجشم متاعبه و يمرن على امتطاء مصاعبه. و شبه ع العابد الذي يحسر منته و يستنفد طاقته بالمنبت و هو الذي يغذ السير و يكد الظهر منقطعا من رفقته و متفردا عن صحابته فتحسر مطيته و لا يقطع شقته و هذا من أحسن التمثيلات و أوقع التشبيهات.
و مما يقوي أن المراد بهذا الخبر ما كشفنا عن حقيقته الخبر الآخر عنه ع و هو فيما رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي قال قال ع عليكم هديا قاصدا فإنه من يثابر هذا الدين يغلبه
24- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال قال أبو عبد الله ع إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه إن شاء إلى غيره و ذلك أن ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك ما شاء الله أن يكون
بيان ثم يتحول عنه إن شاء إلى غيره من الطاعات لا أن يتركه بغير عوض يكون خبر أن و فيها خبر يكون و الضمير راجع إلى الليلة و قوله ما شاء الله أن يكون اسم يكون و قوله في عامة متعلق بيكون أو حال عن الليلة. و الحاصل أنه إذا داوم سنة يصادف ليلة القدر التي فيها ما شاء الله كونه من البركات و الخيرات و المضاعفات فيصير له هذا العمل مضاعفا مقبولا و يحتمل أن يكون الكون بمعنى التقدير أو يقدر مضاف في ما شاء الله. فالمعنى لما كان تقدير الأمور في ليلة القدر فإذا صادفها يصير سببا لتقدير الأمور العظيمة له و كون العمل في اليوم لا ينافي ذلك فإنه قد ورد أن يومها مثل الليلة في الفضل و قيل المستتر في تكون لليلة القدر و ضمير فيها للسنة و في عامه بتشديد الميم متعلق بتكون أو بقوله فيها و المراد بالعامة المجموع و المشار إليه بذلك مصدر فليدم فالمراد زمان الدوام و ما شاء الله بدل بعض للعامة و الحاصل أنه يكون فيه ليلة القدر سواء وقع أوله أو وسطه أو آخره و ما ذكرنا أظهر
25- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال أحب الأعمال إلى الله عز و جل ما داوم عليه العبد و إن قل
بيان يدل على أن العمل القليل الذي يداوم عليه خير من عمل كثير يفارقه و يتركه.
كما قال أمير المؤمنين ع قليل من عمل مدوم عليه خير من عمل كثير مملول منه
أي يمل منه
26- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن معاوية بن عمار عن نجبة عن أبي جعفر ع قال ما من شيء أحب إلى الله عز و جل من عمل يداوم عليه و إن قل
27- كا، ]الكافي[ بالإسناد المتقدم عن فضالة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول إني لأحب أن أداوم على العمل و إن قل
28- كا، ]الكافي[ و بالإسناد عن فضالة عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع يقول إني لأحب أن أقدم على ربي و عملي مستو
بيان و عملي مستو كأن المراد بالاستواء الاشتراك في الكمال و عدم النقص فلا ينافي ما روي عن النبي ص من استوى يوماه فهو مغبون و يمكن أن يكون المراد الاستواء في الترقي فإن من كان كل يوم منه أزيد من السابق فعمله مستو للاشتراك في هذا المعنى أو يكون المراد بأحدهما الكيفية و بالآخر الكمية
29- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن جعفر بن بشير عن عبد الكريم بن عمرو عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد الله ع إياك أن تفرض على نفسك فريضة فتفارقها اثني عشر هلالا
توضيح أن تفرض على نفسك أي تقرر عليها أمرا من الطاعات لا على سبيل النذر فإنه لا يجوز مفارقته بعد السنة أيضا و يحتمل شموله للنذر القلبي أيضا فإن الوفاء مستحب أيضا
30- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن النعمان قال حدثني حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا هم أحدكم بخير فلا يؤخره فإن العبد ربما صلى الصلاة أو صام الصوم فيقال له اعمل ما شئت بعدها فقد غفر الله لك
بيان قوله ع فإن العبد يعني أن العبادة التي توجب المغفرة التامة و القرب الكامل من جناب الحق تعالى مستورة على العبد لا يدري أيها هي فكلما هم بعبادة فعليه إمضاؤها قبل أن تفوته فلعلها تكون هي تلك العبادة
كما روي عن النبي ص إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها
و الصلاة و الصوم منصوبان بالمصدرية للنوع أي نوعا من الصلاة و نوعا من الصوم و في بعض النسخ مكان الصوم اليوم فهو منصوب على الظرفية فيقال له القائل هو الله كما سيأتي أو الملائكة بعدها الضمير راجع إلى الصلاة على المثال أو إلى كل منها بتأويل العبادة و في قوله اعمل ما شئت إشكال فإنه ظاهرا أمر بالقبيح و الجواب أنه معلوم أنه ليس الأمر هنا على حقيقته بل الغرض بيان أن الأعمال السيئة لا تضرك بحيث تحرمك عن دخول الجنة بأن وفقت لعدم الإصرار على الكبيرة أو صرت قابلا للعفو و المغفرة فيغفر الله لك. فإن قيل هذا إغراء بالقبيح قلت الإغراء بالقبيح إنما يكون إذا علم العبد صدور مثل ذلك العمل عنه و أنه أي عمل هو و هو مستور عنه و قد يقال إن المعنى أنك لا تحاسب على ما مضى فقد غفر لك فبعد ذلك استأنف العمل إما للجنة فستوجبها و إما للنار فتستحقها كقوله اعمل ما شئت فإنك ملاقيه. و هذا الخبر منقول في طرق العامة و قال القرطبي الأمر في قوله اعمل ما شئت أمر إكرام كما في قوله تعالى ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ و إخبار عن الرجل بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه و محفوظ في الآتي و قال الآبي يريد بأمر الإكرام أنه ليس إباحة لأن يفعل ما يشاء
31- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي جميلة قال قال أبو عبد الله ع افتتحوا نهاركم بخير و أملوا على حفظتكم في أوله و في آخره خيرا يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء الله
بيان هو حث على فعل الطاعات في أول النهار و افتتاح النهار بالأدعية و الأذكار و التلاوة و سائر الأقوال الحسنة فإن ملائكة النهار يكتبونها في أول صحيفة أعمالهم فكأنه يملي عليهم و كذا في آخر النهار فإن الإملاء هو أن تلقي شيئا على غيرك ليكتب و أصله الإملال و يدل على أن فعل ذلك يوجب غفران ما بينهما من الذنوب و لذا وردت عن أئمتنا ع أذكار و أدعية كثيرة للصباح و المساء و التقييد بالمشية للتبرك أو لعدم الاغترار
32- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن مرازم بن حكيم عن أبي عبد الله ع قال كان أبي يقول إذا هممت بخير فبادر فإنك لا تدري ما يحدث
بيان فإنك لا تدري ما يحدث أي كموت أو هرم أو مرض أو سهو أو نسيان أو وسوسة شيطان أو مانع أو الموانع التي لا تعد و لا تحصى
33- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن الله يحب من الخير ما يعجل
بيان يدل على استحباب تعجيل الخيرات كما قال تعالى وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ و قال سبحانه أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ و يدل على استحباب المبادرة إلى الصلوات في أوائل أوقاتها و كذا سائر العبادات
34- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن بشر بن يسار عن أبي عبد الله ع قال إذا أردت شيئا من الخير فلا تؤخره فإن العبد يصوم اليوم الحار يريد ما عند الله فيعتقه الله به من النار و لا يستقل ما يتقرب به إلى الله عز و جل و لو بشق تمرة
بيان و لو بشق تمرة أي نصفها فإنه قد يحفظ به النفس عن الجوع المهلك و قد يعلل به اليتيم و لأنه إذا اجتمع منه كثير يصير قوتا لشخص قال في النهاية فيه اتقوا النار و لو بشق تمرة فإنها تقع من الجائع موقعها من الشبعان قيل أراد شق التمرة أي نصفها لا يتبين له كبير موقع من الجائع إذا تناوله كما لا يتبين على شبع الشبعان إذا أكله فلا تعجزوا أن تتصدقوا به و قيل لأنه يسأل هذا شق تمرة ]و ذا شق تمرة[ و ثالثا و رابعا فيجتمع له ما يسد به جوعته
35- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال من هم بخير فليعجله و لا يؤخره فإن العبد ربما عمل العمل فيقول الله تبارك و تعالى قد غفرت لك و لا أكتب عليك شيئا أبدا و من هم بسيئة فلا يعملها فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب سبحانه فيقول لا و عزتي و جلالي لا أغفر لك بعدها أبدا
إيضاح قوله تعالى قد غفرت لك الظاهر أن هذا من باب التفضل و ذلك العمل يصير سببا لاستحقاق هذا الفضل و يحتمل أن يكون مبنيا على التكفير ف إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ و يكون هذا العمل مكفرا لما بعده أيضا أو يحفظه الله فيما يأتي عن الكبائر كما مر و أما قوله لا أغفر لك بعدها أبدا فهو إما لخروجه بذلك عن استحقاق الغفران فيعاقب على جميع معاصيه بعد ذلك أو لاستحقاقه للخذلان فيتسلط عليه الشيطان فيخرجه من الإيمان أو هو مبني على الحبط فيحبط هذا العمل ما يأتي به من الطاعات بعده أعاذنا الله و سائر المؤمنين من ذلك وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ
36- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إذا هممت بشيء من الخير فلا تؤخره فإن الله عز و جل ربما اطلع على العبد و هو على شيء من الطاعة فيقول و عزتي و جلالي لا أعذبك بعدها أبدا و إذا هممت بسيئة فلا تعملها فإنه ربما اطلع الله على العبد و هو على شيء من المعصية فيقول و عزتي و جلالي لا أغفر لك بعدها أبدا
بيان في المصباح أطلعت زيدا على كذا مثال أعلمته وزنا و معنى فاطلع على افتعل أي أشرف عليه و علم به
37- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع قال إذا هم أحدكم بخير أو صلة فإن عن يمينه و شماله شيطانين فليبادر لا يكفاه عن ذلك
تبيان بخير أي إيصال نفع إلى الغير أو الأعم منه و من سائر الأعمال الصالحة التي ينتفع بها في الآخرة أو صلة أي صلة رحم من الوالدين و الأقارب أو الأعم منهم و من المؤمنين فيكون تخصيصا بعد التعميم أو المراد بالخير ما يصل نفعه إلى نفسه و بالصلة ما يصل إلى الغير. فإن عن يمينه و شماله قد يقال صاحب اليمين يضله من جهة الطاعة و صاحب الشمال يضله من جهة المعصية. و اعلم أن النفوس البشرية نافرة عن العبادات لما فيها من المشقة الثقيلة عليها و من صلة الأرحام و المبرات لما فيها من صرف المال المحبوب لها فإذا هم أحدهم بشيء من ذلك مما يوجب وصوله إلى مقام الزلفى و تشرفه بالسعادة العظمى فليبادر إلى إمضائه و ليعجل إلى اقتنائه فإن الشيطان أبدا في مكمن ينتهض الفرصة لنفثه في نفسه الأمارة بالسوء و يتحرى الحيلة مرة بعد أخرى في منعها عن الإرادات الصحيحة الموجبة لسعادتها و أمرها بالقبائح المورثة لشقاوتها و يجلب عليها خيله و رجله من جميع الجهات ليسد عليها طرق الوصول إلى الخيرات و هي مع ذلك قابلة لتلك الوساوس و مائلة بالطبع إلى هذه الخسائس فربما يتمكن منها الشيطان غاية التمكن حتى يصرفها عن تلك الإرادة و يكفها عن هذه السعادة و هي مجربة مشاهدة في أكثر الناس إلا من عصمه الله لا يكفاه أي لا يمنعاه
38- كا، ]الكافي[ عن محمد عن أحمد عن ابن سنان عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر ع يقول من هم بشيء من الخير فليعجله فإن كل شيء فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة
بيان فإن للشيطان فيه نظرة بسكون الظاء أي فكرة لإحداث حيلة يكف بها العبد عن الإتيان بالخير أو بكسرها يعني مهلة يتفكر فيها لذلك أو بالتحريك بمعنى الحكم أو بمعنى الفكر أو بمعنى الانتظار و الكل مناسب قال في القاموس نظره كضربه و سمعه و إليه نظرا أو منظرا تأمله بعينه و بينهم حكم و النظر محركة الفكر في الشيء تقدره و تقيسه و الانتظار و الحكم بين القوم و الإعانة و الفعل كنصر و النظرة كفرحة التأخير في الأمر و النظرة الهيئة
39- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن العلا عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن الله ثقل الخير على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة و إن الله خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة
تبيين ثقل الخير على أهل الدنيا أي على جميع المكلفين في الدنيا بأن جعل ما كلفهم به مخالفا لمشتهيات طباعهم و إن كان المقربون لقوة عقولهم و كثرة علومهم و رياضاتهم غلبوا على أهوائهم و صار عليهم خفيفا بل يلتذون به أو المراد بأهل الدنيا الراغبون فيها و الطالبون مع ذلك للآخرة فهم يزجرون أنفسهم على ترك الشهوات فالحسنات عليهم ثقيلة و الشرور عليهم خفيفة. و الثقل و الخفة في الموازين إشارة إلى قوله تعالى فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ. و اعلم أنه لا خلاف في حقية الميزان و قد نطق به صريح القرآن في مواضع لكن اختلف المتكلمون من الخاصة و العامة في معناه فمنهم من حمله على المجاز و أن المراد من الموازين هي التعديل بين الأعمال و الجزاء عليها و وضع كل جزاء في موضعه و إيصال كل ذي حق إلى حقه ذهب إليه الشيخ المفيد قدس الله روحه و جماعة من العامة و الأكثرون منا و منهم حملوه على الحقيقة و قالوا إن الله ينصب ميزانا له لسان و كفتان يوم القيامة فتوزن به أعمال العباد و الحسنات و السيئات. و اختلفوا في كيفية الوزن لأن الأعمال أعراض لا تجوز عليها الإعادة و لا يكون لها وزن و لا تقوم بأنفسها فقيل توزن صحائف الأعمال و قيل تظهر علامات للحسنات و علامات للسيئات في الكفتين فتراها الناس و قيل تظهر للحسنات صور حسنة و للسيئات صور سيئة و هو مروي عن ابن عباس و قيل بتجسم الأعمال في تلك النشأة و قالوا بجواز تبدل الحقائق في النشأتين كما في النوم و اليقظة. و قيل توزن نفس المؤمن و الكافر فعن عبيد بن عمير قال يؤتى بالرجل العظيم الجثة فلا يزن جناح بعوضة و قيل الميزان واحد و الجمع باعتبار أنواع الأعمال و الأشخاص و قيل الموازين متعددة بحسب ذلك و قد ورد في الأخبار أن الأئمة ع هم الموازين القسط فيمكن حملها على أنهم الحاضرون عندها و الحاكمون عليها و عدم صرف ألفاظ القرآن عن حقائقها بدون حجة قاطعة أولى. فعلى القول بظاهر الميزان نسبة الخفة و الثقل إلى الموازين باعتبار كفة
الحسنات فالمراد بمن خفت موازينه من خفت كفة حسناته بسبب ثقل كفة سيئاته. قال الطبرسي ره في قوله تعالى فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ إلخ قد ذكر سبحانه الحسنات في الموضعين و لم يذكر وزن السيئات لأن الوزن عبارة عن القدر و الخطر و السيئة لا خطر لها و لا قدر و إنما الخطر و القدر للحسنات فكان المعنى فأما من عظم قدره عند الله لكثرة حسناته و من خفت قدره عند الله لخفة حسناته انتهى. و أما ما ورد في الخبر من نسبة الخفة إلى الشر فيمكن أن يكون الإسناد على المجاز فإن الشر لما كان علة لخفة كفة الحسنات نسبت الخفة إليها أو لأنه يصير سببا لخفة قدر صاحبه و مذلته و لا يبعد القول بوحدة كفة الميزان في القيامة فتوضع فيها الحسنات و السيئات معا فتخف بسبب السيئات و تثقل بسبب الحسنات فتكون لوقوفها منازل من الاعتدال و الثقل و الخفة كما ذهب إليه بعض المحدثين فالآيات و الأخبار تعتدل على ظواهرها و الله يعلم حقائق كلامه و كلام حججه و هم ع