الآيات البقرة يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ في مواضع و قال تعالى لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال تعالى وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ و قال وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال تعالى وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ آل عمران وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ و قال وَ سَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ النساء ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ وَ كانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً المائدة وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ و قال سبحانه وَ إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ و قال تعالى إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَ عَلى والِدَتِكَ الأنعام أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ و قال تعالى قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ الأعراف وَ لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ و قال كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ و قال فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و قال فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ و قال فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ الأنفال وَ اذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ إلى قوله تعالى لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يونس إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ إبراهيم إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ وَ إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إلى قوله تعالى وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ و قال تعالى وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها و قال وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ النحل وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال تعالى كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ و قال وَ اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ و قال تعالى في إبراهيم ع شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَ هَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ الإسراء إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً الأنبياء فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ الحج كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ المؤمنون وَ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ النمل فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ و قال تعالى وَ لَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ القصص وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ الروم وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لقمان وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَ مَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ إلى قوله تعالى أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ و قال تعالى أَ لَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً و قال تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ التنزيل قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ سبأ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ و قال تعالى كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَ اشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ إلى قوله تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ فاطر يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ و قال تعالى وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يس أَ فَلا يَشْكُرُونَ الزمر وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ و قال تعالى بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ المؤمن إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ حمعسق إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ الجاثية وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ القمر كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ
-1 كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الطاعم الشاكر له من الأجر كأجر الصائم المحتسب و المعافى الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر و المعطى الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع
تبيين قال الراغب الشكر تصور النعمة و إظهارها قيل و هو مقلوب عن الكشر أي الكشف و يضاده الكفر و هو نسيان النعمة و سترها و دابة شكور مظهر بسمنه إسداء صاحبه إليه و قيل أصله من عين شكرى أي ممتلئة فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه و الشكر ثلاثة أضرب شكر بالقلب و هو تصور النعمة و شكر باللسان و هو الثناء على المنعم و شكر بسائر الجوارح و هو مكافاة النعمة بقدر استحقاقها انتهى. و قال المحقق الطوسي قدس سره الشكر أشرف الأعمال و أفضلها و اعلم أن الشكر مقابلة النعمة بالقول و الفعل و النية و له أركان ثلاثة. الأول معرفة المنعم و صفاته اللائقة به و معرفة النعمة من حيث إنها نعمة و لا تتم تلك المعرفة إلا بأن يعرف أن النعم كلها جليها و خفيها من الله سبحانه و أنه المنعم الحقيقي و أن الأوساط كلها منقادون لحكمه مسخرون لأمره الثاني الحال التي هي ثمرة تلك المعرفة و هي الخضوع و التواضع و السرور بالنعم من حيث إنها هدية دالة على عناية المنعم بك و علامة ذلك أن لا تفرح من الدنيا إلا بما يوجب القرب منه. الثالث العمل الذي هو ثمرة تلك الحال فإن تلك الحال إذا حصلت في القلب حصل فيه نشاط للعمل الموجب للقرب منه و هذا العمل يتعلق بالقلب و اللسان و الجوارح. أما عمل القلب فالقصد إلى تعظيمه و تحميده و تمجيده و التفكر في صنائعه و أفعاله و آثار لطفه و العزم على إيصال الخير و الإحسان إلى كافة خلقه و أما عمل اللسان فإظهار ذلك المقصود بالتحميد و التمجيد و التسبيح و التهليل و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إلى غير ذلك و أما عمل الجوارح فاستعمال نعمه الظاهرة و الباطنة في طاعته و عبادته و التوقي من الاستعانة بها في معصيته و مخالفته كاستعمال العين في مطالعة مصنوعاته و تلاوة كتابه و تذكر العلوم المأثورة من الأنبياء و الأوصياء ع و كذا سائر الجوارح. فظهر أن الشكر من أمهات صفات الكمال و تحقق الكامل منه نادر كما قال سبحانه وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ. و لما كان الشكر بالجوارح التي هي من نعمه تعالى و لا يتأتى إلا بتوفيقه سبحانه فالشكر أيضا نعمة من نعمه و يوجب شكرا آخر فينتهي إلى الاعتراف بالعجز عن الشكر فآخر مراتب الشكر الاعتراف بالعجز عنه كما أن آخر مراتب المعرفة و الثناء الاعتراف بالعجز عنهما
و كذا العبادة كما قال سيد العابدين و العارفين و الشاكرين ص لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
و قال ص ما عبدناك حق عبادتك و ما عرفناك حق معرفتك
قوله ع الطاعم الشاكر الطاعم يطلق على الآكل و الشارب كما قال تعالى وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ و يقال فلان احتسب عمله و بعمله إذا نوى به وجه الله و المعطى اسم مفعول و المحروم من حرم العطاء من الله أو من الخلق و القانع الراضي بما أعطاه الله
2- كا، ]الكافي[ بالإسناد المتقدم عنه ع قال قال رسول الله ص ما فتح الله على عبد باب شكر فخزن عنه باب الزيادة
بيان فخزن أي أحرز و منع و مثله في النهج عن أمير المؤمنين ع ما كان الله ليفتح على عبد باب الشكر و يغلق عليه باب الزيادة و هما إشارتان إلى قوله تعالى لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
3- كا، ]الكافي[ عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص عند عائشة ليلتها فقالت يا رسول الله ص لم تتعب نفسك و قد غفر الله لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ فقال يا عائشة أ لا أكون عبدا شكورا قال و كان رسول الله ص يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى
إيضاح قد غفر الله لك إشارة إلى قوله تعالى إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ و للشيعة في تأويله أقوال. أحدها أن المراد ليغفر لك الله ما تقدم من ذنب أمتك و ما تأخر بشفاعتك و إضافة ذنوب أمته إليه للاتصال و السبب بينه و بين أمته
و يؤيده ما رواه المفضل بن عمر عن الصادق ع قال سأله رجل عن هذه الآية فقال و الله ما كان له ذنب و لكن الله سبحانه ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة علي ع ما تقدم من ذنبهم و ما تأخر
و روى عمر بن يزيد عنه ع قال ما كان له ذنب و لا هم بذنب و لكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له
و الثاني ما ذكره السيد المرتضى رضي الله عنه أن الذنب مصدر و المصدر يجوز إضافته إلى الفاعل و المفعول معا فيكون هنا مضافا إلى المفعول و المراد ما تقدم من ذنبهم إليك في منعهم إياك عن مكة و صدهم لك عن المسجد الحرام و يكون معنى المغفرة على هذا التأويل الإزالة و النسخ لأحكام أعدائه من المشركين عليه أي يزيل الله ذلك عنده و يستر عليك تلك الوصمة بما يفتح الله لك من مكة فستدخلها فيما بعد و لذلك جعله جزاء على جهاده و غرضا في الفتح و وجها له قال و لو أنه أراد مغفرة ذنوبه لم يكن لقوله إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ معنى معقول لأن المغفرة للذنوب لا تعلق لها بالفتح فلا يكون غرضا فيه و أما قوله ما تقدم و ما تأخر فلا يمتنع أن يريد به ما تقدم زمانه من فعلهم القبيح بك و بقومك. الثالث أن معناه لو كان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه لك. الرابع أن المراد بالذنب هناك ترك المندوب و حسن ذلك لأن من المعلوم أنه ص ممن لا يخالف الأوامر الواجبة فجاز أن يسمى ذنبا منه ما لو وقع من غيره لم يسم ذنبا لعلو قدره و رفعة شأنه. الخامس أن القول خرج مخرج التعظيم و حسن الخطاب كما قيل في قوله عَفَا اللَّهُ عَنْكَ. أقول
و قد روى الصدوق في العيون بإسناده عن علي بن محمد بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا ع فقال له المأمون يا ابن رسول الله ص أ ليس من قولك إن الأنبياء معصومون قال بلى قال فما معنى قول الله لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قال الرضا ع لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول الله ص لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة و ستين صنما فلما جاءهم ص بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم و عظم قالوا أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ إلى قوله إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ فلما فتح الله تعالى على نبيه مكة قال له يا محمد إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم و ما تأخر لأن مشركي مكة أسلم بعضهم و خرج بعضهم عن مكة و من بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن
و كان هذا الحديث بالوجه الرابع أنسب لتقريره ص كلام عائشة و إن أمكن توجيهه على بعض الوجوه الأخر. و الحاصل أن عائشة توهمت أن ارتكاب المشقة في الطاعات إنما يكون لمحو السيئات فأجاب ص بأنه ليس منحصرا في ذلك بل يكون لشكر النعم الغير المتناهية و رفع الدرجات الصورية و المعنوية بل الطاعات عند المحبين من أعظم اللذات كما عرفت. طه قيل معنى طه يا رجل عن ابن عباس و جماعة و قد دلت الأخبار الكثيرة على أنه من أسماء النبي ص.
و روى علي بن إبراهيم في تفسيره بإسناده عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا كان رسول الله ص إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورم فأنزل الله تبارك و تعالى طه بلغة طيئ يا محمد ما أَنْزَلْنا الآية
و روى الصدوق رحمه الله في معاني الأخبار بإسناده عن سفيان الثوري عن الصادق ع في حديث طويل قال فيه فأما طه فاسم من أسماء النبي ص و معناه يا طالب الحق الهادي إليه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى بل لتسعد
و روى الطبرسي في الاحتجاج عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع و لقد قام رسول الله ص عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه و اصفر وجهه يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عز و جل طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى بل لتسعد به الخبر
و قال النسفي من العامة قال القشيري الطاء إشارة إلى طهارة قلبه عن غير الله و الهاء اهتداء قلبه إلى الله و قيل الطاء طرب أهل الجنة و الهاء هوان أهل النار. و قال الطبرسي رحمه الله روي عن الحسن أنه قرأ طه بفتح الطاء و سكون الهاء فإن صح ذلك عنه فأصله طأ فأبدل من الهمزة هاء أو معناه طأ الأرض بقدميك جميعا فقد روي أن النبي ص كان يرفع إحدى رجليه في الصلاة ليزيد تعبه فأنزل الله طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى فوضعها و روي ذلك عن أبي عبد الله ع و قال الحسن هو جواب للمشركين حين قالوا إنه شقي فقال سبحانه يا رجل ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى لكن لتسعد به تنال الكرامة به في الدنيا و الآخرة قال قتادة و كان يصلي الليل كله و يعلق صدره بحبل حتى لا يغلبه النوم فأمره الله سبحانه أن يخفف عن نفسه و ذكر أنه ما أنزل عليه الوحي ليتعب كل هذا التعب. و قال البيضاوي المعنى ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك على كفر قريش إذ ما عليك إلا أن تبلغ أو بكثرة الرياضة و كثرة التهجد و القيام على ساق و الشقاء شائع بمعنى التعب و لعله عدل إليه للإشعار بأنه أنزل عليه ليسعد و قيل رد و تكذيب للكفرة فإنهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا إنك لتشقى بترك الدنيا و إن القرآن أنزل إليك لتشقى به انتهى. و أقول القيام على رجل واحد على أطراف الأصابع و أمثالهما لعلها كانت ابتداء في شريعته ص ثم نسخت بناء على ما هو الأظهر من أنه ص كان عاملا بشريعة نفسه أو في شريعة من كان يعمل بشريعته على الأقوال الأخر
4- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن جعفر بن محمد البغدادي عن عبد الله بن إسحاق الجعفري عن أبي عبد الله ع قال مكتوب في التوراة اشكر من أنعم عليك و أنعم على من شكرك فإنه لا زوال للنعماء إذا شكرت و لا بقاء لها إذا كفرت و الشكر زيادة في النعم و أمان من الغير
بيان من أنعم عليك يشمل المنعم الحقيقي و غيره زيادة في النعم أي سبب لزيادتها و أمان من الغير أي من تغير النعمة بالنقمة و الغير بكسر الغين و فتح الياء اسم للتغير و يظهر من القاموس أنه بفتح الغين و سكون الياء قال في النهاية في حديث الاستسقاء من يكفر بالله يلق الغير أي تغير الحال و انتقالها من الصلاح إلى الفساد و الغير الاسم من قولك غيرت الشيء فتغير و في بعض النسخ بالباء الموحدة و هو محركة داهية لا يهتدى لمثلها و الظاهر أنه تصحيف
5- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن علي بن أسباط عن يعقوب بن سالم عن رجل عن أبي جعفر ع أو أبي عبد الله ع قال المعافى الشاكر له من الأجر ما للمبتلى الصابر و المعطى الشاكر له من الأجر كالمحروم القانع
6- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن البزنطي عن داود بن الحصين عن فضل البقباق قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قال الذي أنعم عليك بما فضلك و أعطاك و أحسن إليك ثم قال فحدث بدينه و ما أعطاه الله و ما أنعم به عليه
بيان وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قال في مجمع البيان معناه اذكر نعم الله تعالى و أظهرها و حدث بها و في الحديث التحدث بنعمة الله شكر و تركه كفر و قال الكلبي يريد بالنعمة القرآن و كان أعظم ما أنعم الله به فأمره أن يقرأه و قال مجاهد و الزجاج يريد بالنبوة التي أعطاك ربك أي بلغ ما أرسلت به و حدث بالنبوة التي آتاكها الله و هي أجل النعم و قيل معناه اشكر لما ذكر من النعمة عليك في هذه السورة
و قال الصادق ع معناه فحدث بما أعطاك الله و فضلك و رزقك و أحسن إليك و هداك
انتهى. قوله بما فضلك بيان للنعمة أي بتفضيلك على سائر الخلق أو بما فضلك به من النبوة الخاصة و أعطاك من العلم و المعرفة و المحبة و سائر الكمالات النفسانية و الشفاعة و اللواء و الحوض و سائر النعم الأخروية و أحسن إليك من النعم الدنيوية أو الأعم ثم قال أي الإمام ع فحدث بصيغة الماضي أي النبي ص عملا بما أمر به بدينه أي العقائد الإيمانية و العبادات القلبية و البدنية و ما أعطاه من النبوة و الفضل و الكرامة في الدنيا و الآخرة و ما أنعم به عليه من النعم الدنيوية و الأخروية و الجسمانية و الروحانية
7- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا قال نعم قلت ما هو قال يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل و مال و إن كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه و منه قول الله عز و جل سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ و منه قوله تعالى رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ و منه قوله تعالى رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ و قوله رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً
إيضاح قوله حق أي واجب أو الأعم و منه أي من الشكر أو من الحق الذي يجب أداؤه فيما أنعم الله عليه أن يقول عند ركوب الفلك أو الدابة اللتين أنعم الله بهما عليه ما قاله سبحانه تعليما لعباده و إرشادا لهم حيث قال عز و جل وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي إلى قوله وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ أي مطيقين من أقرنت الشيء إقرانا أطقته و قويت عليه قال الطبرسي في تفسير هذه الآية ثم تذكروا نعمة ربكم فتشكروه على تلك النعمة التي هي تسخر ذلك المركب و تقولوا معترفين بنعمه منزهين له عن شبه المخلوقين سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا أي ذلله لنا حتى ركبناه قال قتادة قد علمكم كيف تقولون إذا ركبتم
و روى العياشي بإسناده عن أبي عبد الله ع قال ذكر النعمة أن تقول الحمد لله الذي هدانا للإسلام و علمنا القرآن و من علينا بمحمد ص و تقول بعده سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا إلى قوله وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ
و منه قوله تعالى رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ليس هذا في بعض النسخ و على تقديره المعنى أنه من موسى ع كان متضمنا للشكر على نعمة الفقر و غيره لاشتماله على الاعتراف بالمنعم الحقيقي و التوسل إليه في جميع الأمور
و روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال و الله ما سأله إلا خبزا يأكله لأنه كان يأكل بقلة الأرض و لقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله و تشذب لحمه
و كذا علم سبحانه نوحا ع الشكر حيث أمره أن يقول عند دخول السفينة أو عند الخروج منها رَبِّ أَنْزِلْنِي و صدر الآية هكذا فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا قرأ أبو بكر منزلا بفتح الميم و كسر الزاي أي موضع النزول و قيل هو السفينة بعد الركوب و قيل هو الأرض بعد النزول و قرأ الباقون مُنْزَلًا بضم الميم و فتح الزاي أي إنزالا مباركا فالبركة في السفينة النجاة و في النزول بعد الخروج كثرة النسل من أولاده و قيل مُبارَكاً بالماء و الشجر وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ لأنه لا يقدر أحد على أن يصون غيره من الآفات إذا أنزل منزلا و يكفيه جميع ما يحتاج إليه إلا أنت فظهر أن هذا شكر أمر الله به و توسل إلى جنابه سبحانه و كذا كل من قرأ هذه الآية عند نزول منزل أو دار فقد شكر الله. و كذا ما علمه الله الرسول ص أن يقول عند دخول مكة أو في جميع الأمور رَبِّ أَدْخِلْنِي في جميع ما أرسلتني به إدخال صدق و أخرجني منه سالما إخراج صدق أي أعني على الوحي و الرسالة و قيل معناه أدخلني المدينة و أخرجني منها إلى مكة للفتح و قيل إنه أمر بهذا الدعاء إذا دخل في أمر أو خرج من أمر و قيل أي أَدْخِلْنِي القبر عند الموت مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي منه عند البعث مُخْرَجَ صِدْقٍ و مدخل الصدق ما تحمد عاقبته في الدنيا و الدين. وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً أي عزا أمتنع به ممن يحاول صدي عن إقامة فرائضك و قوة تنصرني بها على من عاداني و قيل اجعل لي ملكا عزيزا أقهر به العصاة فنصر بالرعب و قد ورد قراءتها عند الدخول على سلطان و التقريب في كونه شكرا ما مر
8- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن صلوات الله عليه يقول من حمد الله على النعمة فقد شكره و كان الحمد أفضل من تلك النعمة
بيان و كان الحمد أي توفيق الحمد نعمة أخرى أفضل من النعمة الأولى و يستحق بذلك شكرا آخر فلا يمكن الخروج عن عهدة الشكر فمنتهى الشكر الاعتراف بالعجز أو المعنى أن أصل الحمد أفضل من تلك النعمة لأن ثمراته الدنيوية و الأخروية له أعظم
-9 كا، ]الكافي[ عن محمد بن أحمد عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال قال لي ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال الحمد لله إلا أدى شكرها
10- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن القاسم بن محمد عن إسماعيل بن أبي الحسن عن رجل عن أبي عبد الله ع قال من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدى شكرها
بيان فعرفها بقلبه أي عرف قدر تلك النعمة و أن الله هو المنعم بها
11- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع إن الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء فيوجب الله له بها الجنة ثم قال إنه ليأخذ الإناء فيضعه على فيه فيسمي ثم يشرب فينحيه و هو يشتهيه فيحمد ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد الله ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد الله فيوجب الله عز و جل له بها الجنة
بيان يدل على استحباب تثليث الشرب و استحباب الافتتاح بالتسمية مرة و الاختتام بالتحميد ثلاثا و سيأتي في أبواب الشرب في صحيحة ابن سنان تثليث التحميد من غير تسمية و في رواية أخرى عن عمر بن يزيد الافتتاح و الاختتام بالتسمية و التحميد في كل مرة و هو أفضل قوله ع فيضعه أي يريد وضعه أو يقرب وضعه على مجاز المشارفة إذ لا تسمية بعد الوضع
12- كا، ]الكافي[ بالإسناد عن ابن أبي عمير عن الحسن بن عطية عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع إني سألت الله عز و جل أن يرزقني مالا فرزقني و إني سألت الله أن يرزقني ولدا فرزقني و سألته أن يرزقني دارا فرزقني و قد خفت أن يكون ذلك استدراجا فقال أما و الله مع الحمد فلا
بيان قال في القاموس استدرجه خدعه و أدناه كدرجه و استدراجه تعالى العبد أنه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة و أنساه الاستغفار أو أن يأخذه قليلا قليلا و لا يباغته
13- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن حماد بن عثمان قال خرج أبو عبد الله ع من المسجد و قد ضاعت دابته فقال لئن ردها الله علي لأشكرن الله حق شكره قال فما لبث أن أتي بها فقال الحمد لله فقال قائل له جعلت فداك قلت لأشكرن الله حق شكره فقال أبو عبد الله أ لم تسمعني قلت الحمد لله
بيان يدل على أن قول الحمد لله أفضل أفراد الحمد اللساني و كفى به فضلا افتتاحه سبحانه به مع أنه على الوجه الذي قاله ع مقرونا بغاية الإخلاص و المعرفة كان حق الشكر له تعالى
14- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن المثنى الحناط عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص إذا ورد عليه أمر يسره قال الحمد لله على هذه النعمة و إذا ورد عليه أمر يغتم به قال الحمد لله على كل حال
توضيح يغتم به على بناء المعلوم و قد يقرأ على المجهول الحمد لله على كل حال أي هو المستحق للحمد على النعمة و البلاء لأن كل ما يفعله الله بعبده ففيه لا محالة صلاحه. قيل في كل بلاء خمسة أنواع من الشكر الأول يمكن أن يكون دافعا أشد منه كما أن موت دابته دافع لموت نفسه فينبغي الشكر على عدم ابتلائه بالأشد. الثاني أن البلاء إما كفارة للذنوب أو سبب لرفع الدرجة فينبغي الشكر على كل منهما. الثالث أن البلاء مصيبة دنيوية فينبغي الشكر على أنه ليس مصيبته دينية و قد نقل أن عيسى ع مر على رجل أعمى مجذوم مبروص مفلوج فسمع منه يشكر و يقول الحمد لله الذي عافاني من بلاء ابتلي به أكثر الخلق فقال ع ما بقي من بلاء لم يصبك قال عافاني من بلاء هو أعظم البلايا و هو الكفر فمسه ع فشفاه الله من تلك الأمراض و حسن وجهه فصاحبه و هو يعبد معه. الرابع أن البلاء كان مكتوبا في اللوح المحفوظ و كان في طريقه لا محالة فينبغي الشكر على أنه مضى و وقع خلف ظهره الخامس أن بلاء الدنيا سبب لثواب الآخرة و زوال حب الدنيا من القلب فينبغي الشكر عليها
15- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال تقول ثلاث مرات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تسمعه الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به و لو شاء فعل قال من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا
بيان إلى المبتلى قد يقال يعم المبتلى بالمعصية أيضا إلا أن عدم الإسماع لا يناسبه من غير أن تسمعه لئلا ينكسر قلبه و يكون موهنا للشماتة
16- كا، ]الكافي[ عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن حفص الكناسي عن أبي عبد الله ع قال ما من عبد رأى مبتلى فيقول الحمد لله الذي عدل عني ما ابتلاك به و فضلني عليك بالعافية اللهم عافني مما ابتليته به إلا لم يبتل بذلك البلاء أبدا
17- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله ع قال إذا رأيت الرجل قد ابتلي و أنعم الله عليك فقل اللهم إني لا أسخر و لا أفخر و لكن أحمدك على عظيم نعمائك علي
بيان لا أسخر أي لا أستهزئ يقال سخر منه و به كفرح هزأ و المعنى لا أسخر من هذا المبتلى بابتلائه بذلك و لا أفخر عليه ببراءتي منه
18- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا الله و لا تسمعوهم فإن ذلك يحزنهم
19- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص كان في سفر يسير على ناقة له إذ نزل فسجد خمس سجدات فلما ركب قالوا يا رسول الله إنا رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه فقال نعم استقبلني جبرئيل فبشرني ببشارات من الله عز و جل فسجدت لله شكرا لكل بشرى سجدة
بيان يدل على استحباب سجدة الشكر عند تجدد كل نعمة و البشارة بها و لا خلاف فيه بين أصحابنا و إن أنكره المخالفون خلافا للشيعة مع ورودها في رواياتهم كثيرا و سيأتي في كتاب الصلاة إن شاء الله
20- كا، ]الكافي[ بالإسناد عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن يونس بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إذا ذكر أحدكم نعمة الله جل و عز فليضع خده على التراب شكرا لله فإن كان راكبا فلينزل فليضع خده على التراب و إن لم يكن يقدر على النزول للشهرة فليضع خده على قربوسه فإن لم يكن يقدر فليضع خده على كفه ثم ليحمد الله على ما أنعم عليه
بيان يدل على استحباب وضع الخد في سجدة الشكر و على استحبابها عند تذكر النعم أيضا و لو كان بعد حدوثها بمدة و على استحباب حمد الله فيها
21- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية عن هشام بن أحمر قال كنت أسير مع أبي الحسن ع في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال و أطال ثم رفع رأسه و ركب دابته فقلت جعلت فداك قد أطلت السجود فقال إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن أشكر ربي
بيان يدل على فورية سجدة الشكر و على أنهم ع يذهلون عن بعض الأمور في بعض الأحيان و كان هذا ليس من السهو المتنازع فيه
-22 كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله صاحب السابري فيما أعلم أو غيره عن أبي عبد الله ع قال أوحى الله عز و جل إلى موسى ع يا موسى اشكرني حق شكري فقال يا رب فكيف أشكرك حق شكرك و ليس من شكر أشكرك به إلا و أنت أنعمت به علي قال يا موسى الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني
بيان تقول أديت حق فلان إذا قابلت إحسانه بإحسان مثله و المراد منا طلب أداء شكر نعمته على وجه التفصيل و هو لا يمكن من وجوه. الأول أن نعمه غير متناهية لا يمكن إحصاؤها تفصيلا فلا يمكن مقابلتها بالشكر. الثاني أن كل ما نتعاطاه مستند إلى جوارحنا و قدرتنا من الأفعال فهي في الحقيقة نعمة و موهبة من الله تعالى و كذلك الطاعات و غيرها نعمة منه فتقابل نعمته بنعمته. الثالث أن الشكر أيضا نعمة منه حصل بتوفيقه فمقابلة كل نعمة بالشكر يوجب التسلسل و العجز و قول موسى ع يحتمل كلا من الوجهين الأخيرين.
و قد روي هذا عن داود ع أيضا حيث قال يا رب كيف أشكرك و أنا لا أستطيع أن أشكرك إلا بنعمة ثانية من نعمك فأوحى الله تعالى إليه إذا عرفت هذا فقد شكرتني
23- كا، ]الكافي[ بالإسناد عن ابن أبي عمير عن ابن رئاب عن إسماعيل بن الفضل قال قال أبو عبد الله ع إذا أصبحت و أمسيت فقل عشر مرات اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد و لك الشكر بها علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا فإنك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم الله عليك في ذلك اليوم و في تلك الليلة
إيضاح ما أصبحت بي الإصباح الدخول في الصباح و قد يراد به الدخول في الأوقات مطلقا و على الأول ذكره على المثال فيقول في المساء ما أمسيت و ما موصولة مبتدأ و الظرف مستقر و الباء للملابسة أي متلبسا بي فهو حال عن الموصول و من نعمة بيان له و لذا أنث الضمير العائد إلى الموصول في أصبحت رعاية للمعنى و في بعض الروايات أصبح رعاية للفظ و قوله فمنك خبر الموصول و الفاء لتضمن المبتدإ معنى الشرط و ربما يقرأ منك بفتح الميم و تشديد النون و هو تصحيف. حتى ترضى المراد به أول مراتب الرضا و بعد الرضا أي سائر مراتبه فإن كان المراد بقوله لك الحمد و لك الشكر أنك تستحقهما يكون أول مراتب الرضا دون الاستحقاق فإن الله سبحانه يرضى بقليل مما يستحقه من الحمد و الشكر و الطاعة و إن كان المراد لك مني الحمد و الشكر أي أحمدك و أشكرك فلا يحتاج إلى ذلك كنت قد أديت أي يرضى الله منك بذلك لا أنك أديت ما يستحقه
24- كا، ]الكافي[ بالإسناد عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال كان نوح ع يقول ذلك إذا أصبح فسمي بذلك عبدا شكورا
قال و قال رسول الله ص من صدق الله نجا
بيان يقول ذلك أي الدعاء المذكور في الحديث السابق و في رواية أخرى أن نوحا ع كان يقول ذلك عند الصباح و عند المساء و الأخبار في ذلك كثيرة بأدنى اختلاف و قوله ص من صدق الله نجا معناه أنه إذا أظهر العبد حالة عند الله و كان صادقا في ذلك بحيث لا يعتقد و لا يعمل ما يخالفه يصير سبب نجاته من مهالك الدنيا و الآخرة و لعل ذكره في هذا المقام لبيان أن نوحا ع كان صادقا فيما ادعى في هذا الدعاء من أن جميع النعم الواصلة إلى العبد من الله تعالى و أنه متوحد بالإنعام و الربوبية و استحقاق الحمد و الشكر و الطاعة فكان موقنا بجميع ذلك و لم يأت بما ينافيه من التوسل إلى المخلوقين و رعاية رضاهم دون رضا رب العالمين أو معه فلذلك صار سببا لنجاته و تسمية الله له شكورا. و ربما يقرأ صدق على بناء التفعيل كما قال بعض الأفاضل لعله ع أشار بآخر الحديث إلى تسمية نوح بنجي الله و يستفاد منه أن هذه الكلمات تصديق لله سبحانه فيما وصف الله به نفسه و شهد به من التوحيد و قال آخر تصديقه في تكاليفه عبارة عن الإقرار بها و الإتيان بمقتضاها و في نعمائه عبارة عن معرفتها بالقلب و مقابلتها بالشكر و الثناء انتهى و لا يخفى أن ما ذكرنا أظهر
25- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن عمار الدهني قال سمعت علي بن الحسين ع يقول إن الله يحب كل قلب حزين و يحب كل عبد شكور يقول الله تبارك و تعالى لعبد من عبيده يوم القيامة أ شكرت فلانا فيقول بل شكرتك يا رب فيقول لم تشكرني إذ لم تشكره ثم قال أشكركم لله أشكركم للناس
بيان كل قلب حزين أي لأمور الآخرة متفكر فيها و فيما ينجي من عقوباتها غير غافل عما يراد بالمرء و منه لا محزون بأمور الدنيا و إن احتمل أن يكون المعنى إذا أحب الله عبدا ابتلاه بالبلايا فيصير محزونا لكنه بعيد كل عبد شكور أي كثير الشكر بحيث يشكر الله و يشكر وسائط نعم الله كالنبي ص و الأئمة ع و الوالدين و أرباب الإحسان من المخلوقين. و في الأخبار ظاهرا تناف في هذا المطلب لورود هذا الخبر و أمثاله.
و قد روي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه و لا يحمد حامد إلا ربه
و مثله كثير و يمكن الجمع بينها بأنه إذا حمد المخلوق و شكره لأن مولى النعم أمر بشكره فقد شكر ربه و يحتمل أن يكون هذا هو المراد بقوله لم تشكرني إذ لم تشكره أو تكون أخبار الشكر محمولة على أن يشكرهم باعتقاد أنهم وسائط نعم الله و لهم مدخلية قليلة في ذلك و لا يسلب عليتهم رأسا فينتهي إلى الجبر و أخبار الترك محمولة على أنه لا يجوز شكرهم بقصد أنهم مستقلون في إيصال النعمة فإن هذا في معنى الشرك كما عرفت أن النعم كلها أصولها و وجود المنعم المجازي و آلات العطاء و توفيق الإعطاء كلها من الله تعالى. و هذا أحد معاني الأمر بين الأمرين كما عرفت و إليه يرجع ما قيل إن الغير يتحمل المشقة بحمل رزق الله إليك فالنهي عن الحمد لغير الله على أصل الرزق لأن الرازق هو الله و الترغيب في الحمد له على تكلف من حمل الرزق و كلفه إيصاله بإذن الله ليعطيه أجر مشقة الحمل و الإيصال و بالجملة هناك شكران شكر للرزق و هو لله و شكر للحمل و هو للغير و أيد بما روي لا تحمدن أحدا على رزق الله و قيل النهي مختص بالخواص من أهل اليقين الذين شاهدوه رازقا و شغلوا عن رؤية الوسائط فنهاهم عن الإقبال عليها لأنه تعالى يتولى جزاء الوسائط عنهم بنفسه و الأمر بالشكر مختص بغيرهم ممن لاحظ الأسباب و الوسائط كأكثر الناس لأن فيه قضاء حق السبب أيضا. و الوجه الثاني الذي ذكرنا كأنه أظهر لوجوه لأن الله تعالى مع أنه مولى النعم على الحقيقة و إليه يرجع كل الطاعات و نفعها يصل إلى العباد يشكرهم على أعمالهم قولا و فعلا في الدنيا و الآخرة فكيف لا يحسن شكر العباد بعضهم بعضا لمدخليتهم في ذلك. و يمكن أن يكون قوله تعالى لم تشكرني إذ لم تشكره إشارة إلى ذلك أي إذا لم تشكر المنعم الظاهري بتوهم أنه لم يكن له مدخل في النعمة فكيف تنسب شكري إلى نفسك لأن نسبة الفعلين إلى الفاعلين واحدة فأنت أيضا لم تشكرني فلم نسبت الشكر إلى نفسك و نفيت الفعل عن غيرك و هذا معنى لطيف لم أر من تفطن به و إن كان بعيدا في الجملة و الوجه الأول أيضا وجه ظاهر و كان آخر الخبر يؤيده و إن احتمل وجوها كما لا يخفى
26- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن حسن بن جهم عن أبي اليقظان عن عبيد الله بن الوليد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ثلاث لا يضر معهن شيء الدعاء عند الكرب و الاستغفار عن الذنب و الشكر عند النعمة
بيان لا يضر معهن لأن الدعاء يدفع الكرب و الاستغفار يمحو الذنوب و الشكر يوجب عدم زوال النعمة و يؤمن من كونها استدراجا و وبالا في الآخرة
27- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال من أعطي الشكر أعطي الزيادة يقول الله عز و جل لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
28- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن رجلين من أصحابنا سمعاه عن أبي عبد الله ع قال ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه و حمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد
بيان فعرفها بقلبه أي عرف قدر النعمة و عظمتها و أنها من الله تعالى لأنه مسبب الأسباب و فيه إشعار بأن الشكر الموجب للمزيد هو القلبي مع اللساني
29- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن بعض أصحابنا عن محمد بن هشام عن ميسر عن أبي عبد الله ع قال شكر النعمة اجتناب المحارم و تمام الشكر قول الرجل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
بيان يدل على أن اجتناب المحارم من أعظم الشكر الأركاني و أن الحمد لله رب العالمين فرد كامل من الشكر لأنه يستفاد منه اختصاص جميع المحامد بالله سبحانه فيدل على أنه المولى بجميع النعم الظاهرة و الباطنة و أنه رب لجميع ما سواه و خالق و مرب لها و أنه لا شريك له في الخالقية و المعبودية و الرازقية و قوله تمام الشكر المراد به الشكر التام الكامل و هو متمم لاجتناب المحارم و مكمل له
30- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن عقبة عن عمر بن يزيد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول شكر كل نعمة و إن عظمت أن تحمد الله عز و جل عليها
بيان يدل على أن الشكر يتحقق بالحمد اللساني و لا ينافي كون كماله بانضمام شكر الجنان و الأركان
31- لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن محمد العطار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة عن أبي عبد الله الصادق ع قال إن الله عز و جل أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا و ابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة
32- لي، ]الأمالي للصدوق[ قال النبي ص من يشكر الله يزده الله
33- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن علي بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق ع قال بينا رسول الله ص يسير مع بعض أصحابه في بعض طرق المدينة إذ ثنى رجله عن دابته ثم خر ساجدا فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فعاد ثم ركب فقال له أصحابه يا رسول الله رأيناك ثنيت رجلك عن دابتك ثم سجدت فأطلت السجود فقال إن جبرئيل ع أتاني فأقرأني السلام من ربي و بشرني أنه لن يخزيني في أمتي فلم يكن لي مال فأتصدق به و لا مملوك فأعتقه فأحببت أن أشكر ربي عز و جل
34- ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن آبائه ع قال الطاعم الشاكر له من الأجر مثل أجر الصائم المحتسب و المعافى الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر و الغني الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع
مشكاة الأنوار، من المحاسن مرسلا مثله
كتاب الإمامة و التبصرة، عن القاسم بن علي العلوي عن محمد بن أبي عبد الله عن سهل بن زياد عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص مثله إلا أن فيه مكان الغني المعطي
35- ب، ]قرب الإسناد[ ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن أبي جميلة قال قال أبو عبد الله ع من لم ينكر الجفوة لم يشكر النعمة
36- فس، ]تفسير القمي[ قال أبو عبد الله ع أيما عبد أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه و حمد الله عليها بلسانه لم تنفد حتى يأمر الله له بالزيادة و هو قوله لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
مشكاة الأنوار، من المحاسن مرسلا مثله
37- ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن علي بن حسان عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة
38- ل، ]الخصال[ العطار عن أبيه عن الأشعري عن السياري عن ابن أسباط رفعه إلى أبي عبد الله ع قال من لم تغضبه الجفوة لم يشكر النعمة
39- ل، ]الخصال[ عن أمير المؤمنين ع قال شكر كل نعمة الورع عما حرم الله
40- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن عطية عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول شكر كل نعمة و إن عظمت أن تحمد الله عز و جل
41- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن البرقي عن عبد الرحمن بن حماد عن عمر بن مصعب عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال العبد بين ثلاثة بلاء و قضاء و نعمة فعليه في البلاء من الله الصبر فريضة و عليه في القضاء من الله التسليم فريضة و عليه في النعمة من الله عز و جل الشكر فريضة
سن، ]المحاسن[ عبد الرحمن بن حماد مثله
42- يد، ]التوحيد[ ل، ]الخصال[ الفامي و ابن مسرور عن ابن بطة عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال قال رجل لأمير المؤمنين ع بما ذا شكرت نعماء ربك قال نظرت إلى بلاء قد صرفه عني و أبلى به غيري فعلمت أنه قد أنعم علي فشكرته الخبر
43- ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع أنه قال يا معاوية من أعطي ثلاثة لم يحرم ثلاثة من أعطي الدعاء أعطي الإجابة و من أعطي الشكر أعطي الزيادة و من أعطي التوكل أعطي الكفاية فإن الله عز و جل يقول في كتابه وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ و يقول لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ و يقول ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
سن، ]المحاسن[ معاوية بن وهب عنه ع مثله
44- مع، ]معاني الأخبار[ ل، ]الخصال[ الحسن بن عبد الله العسكري عن بدر بن الهيثم عن علي بن منذر عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح قال قال جعفر بن محمد ع من أعطي أربعا لم يحرم أربعا من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة و من أعطي الاستغفار لم يحرم التوبة و من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة و من أعطي الصبر لم يحرم الأجر
أقول قد مضى في باب جوامع المكارم و في باب صفات خيار العباد
45- ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن السياري رفعه إلى الثمالي عن علي بن الحسين ع قال من قال الحمد لله فقد أدى شكر كل نعمة لله عز و جل عليه الخبر
46- ل، ]الخصال[ عن أمير المؤمنين ع قال شكر المنعم يزيد في الرزق
47- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الدقاق و السناني و المكتب جميعا عن الأسدي عن سهل عن عبد العظيم الحسني عن محمود بن أبي البلاد عن الرضا ع قال من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز و جل
48- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين ع قال أخذ الناس ثلاثة من ثلاثة أخذوا الصبر عن أيوب و الشكر عن نوح و الحسد عن بني يعقوب
-49 ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص من أنعم الله عز و جل عليه نعمة فليحمد الله و من استبطأ الرزق فليستغفر الله و من حزبه أمر فليقل لا حول و لا قوة إلا بالله
50- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص قال الله تبارك و تعالى يا ابن آدم لا يغرنك ذنب الناس عن نفسك و لا نعمة الناس عن نعمة الله عليك و لا تقنط الناس من رحمة الله و أنت ترجوها لنفسك
51- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الدقاق عن الصوفي عن الروياني عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر الثاني عن آبائه ع قال دعا سلمان أبا ذر رحمة الله عليهما إلى منزله فقدم إليه رغيفين فأخذ أبو ذر الرغيفين فقلبهما فقال سلمان يا أبا ذر لأي شيء تقلب هذين الرغيفين قال خفت ألا يكونا نضيجين فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا ثم قال ما أجرأك حيث تقلب الرغيفين فو الله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش و عملت فيه الملائكة حتى ألقوه إلى الريح و عملت فيه الريح حتى ألقاه إلى السحاب و عمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الأرض و عمل فيه الرعد و الملائكة حتى وضعوه مواضعه و عملت فيه الأرض و الخشب و الحديد و البهائم و النار و الحطب و الملح و ما لا أحصيه أكثر فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر فقال أبو ذر إلى الله أتوب و أستغفر الله مما أحدثت و إليك أعتذر مما كرهت قال و دعا سلمان أبا ذر رحمة الله عليهما ذات يوم إلى ضيافة فقدم إليه من جرابه كسرا يابسة و بلها من ركوته فقال أبو ذر ما أطيب هذا الخبز لو كان معه ملح فقام سلمان و خرج فرهن ركوته بملح و حمله إليه فجعل أبو ذر يأكل ذلك الخبز و يذر عليه ذلك الملح و يقول الحمد لله الذي رزقنا هذه القناعة فقال سلمان لو كانت قناعة لم تكن ركوتي مرهونة
52- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ البيهقي عن الصولي عن أبي ذكوان عن إبراهيم بن العباس قال كان الرضا ع ينشد كثيرا إذا كنت في خير فلا تغترر به و لكن قل اللهم سلم و تمم
53- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسن بن حمزة العلوي عن ابن البرقي عن أبيه عن جده عن الحسن بن فضال عن الحسن بن الجهم عن أبي اليقظان عن عبيد الله بن الوليد الرصافي قال سمعت أبا عبد الله ع جعفر بن محمد ع يقول ثلاث لا يضر معهن شيء الدعاء عند الكربات و الاستغفار عند الذنب و الشكر عند النعمة
54- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن محمد بن مروان عن محمد بن عجلان عن أبي عبد الله ع قال طوبى لمن لم يبدل نعمة الله كفرا طوبى للمتحابين في الله
55- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بهذا الإسناد عن الصفار عن القاشاني عن الأصبهاني عن المنقري عن ابن عيينة عن أبي عبد الله ع قال ما من عبد إلا و لله عليه حجة إما في ذنب اقترفه و إما في نعمة قصر عن شكرها
56- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن عمر بن محمد الصيرفي عن علي بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال كان رسول الله ص إذا أتاه أمر يسره قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال الحمد لله على كل حال
57- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن محمد بن همام عن حميد بن زياد عن إبراهيم بن عبيد الله عن الربيع بن سليمان عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من رد عن عرض أخيه المسلم كتب له الجنة البتة و من أتي إليه معروف فليكافئ فإن عجز فليثن به فإن لم يفعل فقد كفر النعمة
58- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال أحسنوا جوار النعم و احذروا أن ينتقل عنكم إلى غيركم أما إنها لم ينتقل عن أحد قط فكادت أن ترجع إليه قال و كان أمير المؤمنين ع يقول قل ما أدبر شيء فأقبل
59- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال خمس تذهب ضياعا سراج تعده في شمس الدهن يذهب و الضوء لا ينتفع به و مطر جود على أرض سبخة المطر يضيع و الأرض لا ينتفع بها و طعام يحكمه طابخه يقدم إلى شبعان فلا ينتفع به و امرأة حسناء تزف إلى عنين فلا ينتفع بها و معروف تصطنعه إلى من لا يشكره
60- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى أبي قتادة عن داود بن سرحان قال كنا عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه سدير الصيرفي فسلم و جلس فقال له يا سدير ما كثر مال رجل قط إلا عظمت الحجة لله عليه فإن قدرتم تدفعونها على أنفسكم فافعلوا فقال له يا ابن رسول الله بما ذا قال بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم ثم قال تلقوا النعم يا سدير بحسن مجاورتها و اشكروا من أنعم عليكم و أنعموا على من شكركم فإنكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله الزيادة و من إخوانكم المناصحة ثم تلا لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
61- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى أبي قتادة عن صفوان الجمال قال دخل معلى بن خنيس على أبي عبد الله ع ليودعه و قد أراد سفرا فلما ودعه قال يا معلى اعتزز بالله يعززك قال بما ذا يا ابن رسول الله قال يا معلى خف الله يخف منك كل شيء يا معلى تحبب إلى إخوانك بصلتهم فإن الله جعل العطاء محبة و المنع مبغضة فأنتم و الله أن تسألوني أعطكم أحب إلي من أن لا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني و مهما أجرى الله عز و جل لكم من شيء على يدي فالمحمود الله تعالى و لا تبعدون من شكر ما أجرى الله لكم على يدي
62- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن حمويه عن محمد بن محمد بن بكر عن الفضل بن حباب عن سلام عن أبي هلال عن بكر بن عبد الله قال إن عمر بن الخطاب دخل على النبي ص و هو موقود أو قال محموم فقال له عمر يا رسول الله ما أشد وعكك أو حماك فقال ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطول فقال عمر يا رسول الله غفر الله لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ و أنت تجتهد هذا الاجتهاد فقال يا عمر أ فلا أكون عبدا شكورا
63- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر بن هشام عن محمد بن إسماعيل بن علية عن وهب بن حريز عن أبيه عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة و من أعطي الشكر لم يمنع الزيادة و تلا أبو جعفر ع وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
64- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن علي بن إسماعيل بن يونس عن إبراهيم بن جابر عن عبد الرحيم الكرخي عن هشام بن حسان عن همام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله ص من لم يعلم فضل نعم الله عز و جل عليه إلا في مطعمه و مشربه فقد قصر علمه و دنا عذابه
65- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن أبي داود عن إبراهيم بن الحسن عن ابن زادان عن عمر بن صبيح عن جعفر بن محمد ع عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال أربع للمرء لا عليه الإيمان و الشكر فإن الله تعالى يقول ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ و الاستغفار فإنه قال وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ و الدعاء فإنه قال تعالى قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ
66- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أبي بشر حنان بن بشير عن خال أبيه عكرمة بن عامر عن محمد بن المفضل عن أبيه المفضل بن محمد عن مالك بن أعين الجهني قال أوصى علي بن الحسين ع بعض ولده فقال يا بني اشكر الله لمن أنعم عليك و أنعم على من شكرك فإنه لا زوال للنعمة إذا شكرت و لا بقاء لها إذا كفرت و الشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه الشكر بها و تلا يعني علي بن الحسين ع قول الله تعالى وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ إلى آخر الآية
67- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أبي شيبة عن إبراهيم بن سليمان عن أبي حفص الأعشى عن زياد بن المنذر عن محمد بن علي ع عن أبيه عن جده قال قال علي ع حق على من أنعم عليه أن يحسن مكافاة المنعم فإن قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن الثناء فإن كل عن ذلك لسانه فعليه معرفة النعمة و محبة المنعم بها فإن قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل
68- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص ضغطة القبر للمؤمن كفارة لما كان منه من تضييع النعم
69- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن اليقطيني عن الدهقان عن درست عن ابن أذينة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول من صنع مثل ما صنع إليه فإنما كافى و من أضعف كان شاكرا و من شكر كان كريما و من علم أن ما صنع إليه إنما يصنع إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم و لم يستزدهم في مودتهم و اعلم أن الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن رده
70- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن العطار عن الأشعري عن السياري عن ابن بقاح عن عبد السلام رفعه إلى أبي عبد الله ع قال كفر بالنعم أن يقول الرجل أكلت كذا و كذا فضرني
-71 ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن اليقطيني عن القاسم عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فإنها تزول و تشهد على صاحبها بما عمل فيها
72- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن الفضل بن عامر عن موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن الهيثم بن واقد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما أنعم الله على عبد بنعمة بالغة ما بلغت فحمد الله عليها إلا كان حمد الله أفضل من تلك النعمة و أعظم و أوزن
73- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن الأشعري عن ابن معروف عن موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال الطاعم الشاكر له أجر الصائم المحتسب و المعافى الشاكر له مثل أجر المبتلى الصابر
74- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع يا إسحاق ما أنعم الله على عبد نعمة فعرفها بقلبه و جهر بحمد الله عليها ففرغ منها حتى يؤمر له بالمزيد
75- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله صاحب السابري عن أبي عبد الله ع قال أوحى الله تعالى إلى موسى يا موسى اشكرني حق شكري فقال يا رب كيف أشكرك حق شكرك ليس من شكر أشكرك به إلا و أنت أنعمت به علي فقال يا موسى شكرتني حق شكري حين علمت أن ذلك مني
76- ف، ]تحف العقول[ روي أن جمالا حمل أبا جعفر الثاني ع من المدينة إلى الكوفة فكلمه في صلته و قد كان ع وصله بأربعمائة دينار فقال أبو جعفر سبحان الله أ ما علمت أنه لا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العباد
77- مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع في كل نفس من أنفاسك شكر لازم لك بل ألف و أكثر و أدنى الشكر رؤية النعمة من الله من غير علة يتعلق القلب بها دون الله و الرضا بما أعطاه و أن لا تعصيه بنعمته و تخالفه بشيء من أمره و نهيه بسبب نعمته و كن لله عبدا شاكرا على كل حال تجد الله ربا كريما على كل حال و لو كان عند الله عبادة تعبد بها عبادة المخلصين أفضل من الشكر على كل حال لأطلق لفظه فيهم من جميع الخلق بها فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات و خص أربابها فقال وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ و تمام الشكر اعتراف لسان السر خاضعا لله تعالى بالعجز عن بلوغ أدنى شكره لأن التوفيق للشكر نعمة حادثة يجب الشكر عليها و هي أعظم قدرا و أعز وجودا من النعمة التي من أجلها وفقت له فيلزمك على كل شكر شكر أعظم منه إلى ما لا نهاية له مستغرقا في نعمته قاصرا عاجزا عن درك غاية شكره و أنى يلحق العبد شكر نعمة الله و متى يلحق صنيعه بصنيعه و العبد ضعيف لا قوة له أبدا إلا بالله و الله غني عن طاعة العبد قوي على مزيد النعم على الأبد فكن لله عبدا شاكرا على هذا الأصل ترى العجب
78- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي عمر و الزبيري عن أبي عبد الله ع قال الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه فمنها كفر النعم و ذلك قول الله يحكي قول سليمان هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ الآية و قال الله لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ و قال فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ
-79 شي، ]تفسير العياشي[ عن إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ قال بآلاء الله يعني نعمه
80- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي عمر المديني قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أيما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه و في رواية أخرى فأقر بها بقلبه و حمد الله عليها بلسانه لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة و في رواية أبي إسحاق المدائني حتى يأذن الله له بالزيادة و هو قوله لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
81- شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي ولاد قال قلت لأبي عبد الله ع أ رأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله أ ليس إن شكرناه عليها و حمدناه زادنا كما قال الله في كتابه لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ فقال نعم من حمد الله على نعمه و شكره و علم أن ذلك منه لا من غيره
82- محص، ]التمحيص[ عن أبي عبد الله ع قيل له من أكرم الخلق على الله قال من إذا أعطي شكر و إذا ابتلي صبر
83- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن محمد بن عبيد بن ياسين عن أبي الحسن الثالث عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع ما أنعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد فيها قبل أن يظهر شكرها على لسانه
84- الدرة الباهرة، قال الجواد ع نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر
85- نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر
و قال ع إن لله تبارك و تعالى في كل نعمة حقا فمن أداه زاده منها و من قصر عنه خاطر بزوال نعمته
و قال ع احذروا نفار النعم فما كل شارد بمردود و قال ع ما كان الله ليفتح على عبد باب الشكر و يغلق عنه باب الزيادة و لا ليفتح على عبد باب الدعاء و يغلق عنه باب الإجابة و لا ليفتح على عبد باب التوبة و يغلق عنه باب المغفرة
86- مشكاة الأنوار، عن علا بن الكامل قال قلت لأبي الحسن ع أتاني الله بأمور لا أحتسبها لا أدري كيف وجوهها قال أ و لا تعلم أن هذا من الشكر
و في رواية قال لي لا تستصغر الحمد
و عن سعدان بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع إني أرى من هو شديد الحال مضيقا عليه العيش و أرى نفسي في سعة من هذه الدنيا لا أمد يدي إلى شيء إلا رأيت فيه ما أحب و قد أرى من هو أفضل مني قد صرف ذلك عنه فقد خشيت أن يكون ذلك استدراجا من الله لي بخطيئتي فقال أما مع الحمد فلا و الله
و عن الباقر ع قال لا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العباد
و عن أبي عبد الله ع قال أحسنوا جوار النعم قيل و ما جوار النعم قال الشكر لمن أنعم بها و أداء حقوقها
و عنه ع قال أحسنوا جوار نعم الله و احذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم أما إنها لم تنتقل عن أحد قط و كادت أن ترجع إليه و كان علي ع قال قل ما أدبر شيء فأقبل
و عن معمر بن خلاد قال الرضا ع اتقوا الله و عليكم بالتواضع و الشكر و الحمد إنه كان في بني إسرائيل رجل فأتاه في منامه من قال له إن لك نصف عمرك سعة فاختر أي النصفين شئت فقال إن لي شريكا فلما أصبح الرجل قال لزوجته قد أتاني في هذه الليلة رجل فأخبرني أن نصف عمري لي سعة فاختر أي النصفين شئت فقالت له زوجته اختر النصف الأول فقال لك ذاك فأقبلت عليه الدنيا فكان كلما كانت نعمة قالت زوجته جارك فلان محتاج فصله و تقول قرابتك فلان فتعطيه و كانوا كذلك كلما جاءتهم نعمة أعطوا و تصدقوا و شكروا فلما كان ليلة من الليالي أتاه الرجل فقال يا هذا إن النصف قد انقضى فما رأيك قال لي شريك فلما أصبح قال لزوجته أتاني الرجل فأعلمني أن النصف قد انقضى فقالت له زوجته قد أنعم الله علينا فشكرنا و الله أولى بالوفاء قال فإن لك تمام عمرك
عنه رحمه الله قال أبو عبد الله ع ثلاثة لا يضر معهن شيء الدعاء عند الكرب و الاستغفار عند الذنب و الشكر عند النعمة
و عن أبي عبد الله ع قال مكتوب في التوراة اشكر من أنعم عليك و أنعم على من شكرك فإنه لا زوال للنعماء إذا شكرت و لا بقاء لها إذا كفرت و الشكر زيادة في النعم و أمان من الغير
و عنه ع قال من شكر الله على ما أفيد فقد استوجب على الله المزيد و من أضاع الشكر فقد خاطر بالنعم و لم يأمن التغير و النقم
و عنه ع قال إني سألت الله عز و جل أن يرزقني مالا فرزقني و قد خفت أن يكون ذلك من استدراج فقال أما بالله مع الحمد فلا
و عن الباقر ع قال قال الله عز و جل لموسى بن عمران يا موسى اشكرني حق شكري قال يا رب كيف أشكرك حق شكرك و النعمة منك و الشكر عليها نعمة منك فقال الله تبارك و تعالى إذا عرفت أن ذلك مني فقد شكرتني حق شكري
و عن الباقر ع قال لا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العباد
و عن أمير المؤمنين ع قال شكر كل نعمة الورع عن محارم الله
87- كتاب الإمامة و التبصرة، عن هارون بن موسى عن محمد بن علي عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن ابن فضال عن الصادق ع عن أبيه عن آبائه ع عن النبي ص قال الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر و المعطى الشاكر له من الأجر كأجر المحترف القانع