1- ثو، ]ثواب الأعمال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن النهدي عن ابن محبوب عن ابن سنان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال أوحى الله عز و جل إلى داود ع إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي قال فقال داود يا رب و ما تلك الحسنة قال يدخل على عبدي المؤمن سرورا و لو بتمرة قال فقال داود ع حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك
2- ب، ]قرب الإسناد[ أبو البختري عن جعفر عن أبيه ع قال سئل رسول الله ص أي الأعمال أحب إلى الله قال اتباع سرور المسلم قال و قيل يا رسول الله و ما اتباع سرور المسلم قال شبعة جوعة و تنفيس كربته و قضاء دينه
3- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن حنان بن سدير عن أبيه قال كنت عند أبي عبد الله ع فذكر عنده المؤمن و ما يجب من حقه فالتفت إلي أبو عبد الله ع فقال لي يا أبا الفضل أ لا أحدثك بحال المؤمن عند الله فقلت بلى فحدثني جعلت فداك فقال إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا يا رب عبدك و نعم العبد كان سريعا إلى طاعتك بطيئا عن معصيتك و قد قبضته إليك فما تأمرنا من بعده فيقول الجليل الجبار اهبطا إلى الدنيا و كونا عند قبر عبدي و مجداني و سبحاني و هللاني و كبراني و اكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره ثم قال لي أ لا أزيدك قلت بلى فقال إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه فكلما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال لا تجزع و لا تحزن و أبشر بالسرور و الكرامة من الله عز و جل فما يزال يبشره بالسرور و الكرامة من الله سبحانه حتى يقف بين يدي الله عز و جل و يحاسبه حسابا يسيرا و يأمر به إلى الجنة و المثال أمامه فيقول له المؤمن رحمك الله نعم الخارج معي من قبري ما زلت تبشرني بالسرور و الكرامة من الله عز و جل حتى كان فمن أنت فيقول له المثال أنا السرور الذي أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله لأبشرك
جا، ]المجالس للمفيد[ ابن قولويه مثله
ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن سدير مثله
ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن سدير عن أبي عبد الله ع قال إذا بعث الله المؤمن من قبره إلى آخر الخبر
أقول سيأتي بعض الأخبار في باب إطعام المؤمن
4- لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن شاذويه عن محمد الحميري عن أبيه عن الخشاب عن جعفر بن محمد بن حكيم عن زكريا المؤمن عن المشمعل الأسدي قال خرجت ذات سنة حاجا فانصرفت إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد ع فقال من أين بك يا مشمعل فقلت جعلت فداك كنت حاجا فقال أ و تدري ما للحاج من الثواب فقلت ما أدري حتى تعلمني فقال إن العبد إذا طاف بهذا البيت أسبوعا و صلى ركعتيه و سعى بين الصفا و المروة كتب الله له ستة آلاف حسنة و حط عنه ستة آلاف سيئة و رفع له ستة آلاف درجة و قضى له ستة آلاف حاجة للدنيا كذا و ادخر له للآخرة كذا فقلت له جعلت فداك إن هذا لكثير فقال أ فلا أخبرك بما هو أكثر من ذلك قال قلت بلى فقال ع لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجة و حجة و حجة حتى عد عشر حجج
5- لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن سعد عن أحمد بن الحسين عن سهل عن أحمد بن محمد بن ربيع عن محمد بن سنان عن أبي الأعز النخاس قال سمعت الصادق ع يقول قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة بمناسكها و عتق ألف رقبة لوجه الله و حملان ألف فرس في سبيل الله بسرجها و لجمها
6- ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن الصادق عن أبيه عن النبي ص قال و الله لقضاء حاجة المؤمن خير من صيام شهر و اعتكافه
7- ب، ]قرب الإسناد[ بهذا الإسناد عن النبي ص قال من قضى لمؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة أدناهن الجنة
8- ب، ]قرب الإسناد[ ابن سعد عن الأزدي عن الصادق ع قال ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله تبارك و تعالى علي ثوابك و لا أرضى لك بدون الجنة
أقول قد مضى في باب نوادر أحوال الأنبياء و غيره خبر النبي الذي أمره الله تعالى بأشياء
9- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ البيهقي عن الصولي عن جبلة بن محمد عن عيسى بن حماد بن عيسى عن أبيه عن الرضا عن أبيه عن الصادق ع قال إن الرجل ليسألني الحاجة فأبادر بقضائها مخافة أن يستغني عنها فلا يجد لها موقعا إذا جاءته
10- مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن اليقطيني عن الدهقان عن درست عن ابن أذينة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول من صنع مثل ما صنع إليه فإنما كافأ و من أضعف كان شاكرا و من شكر كان كريما و من علم أن ما صنع إليه إنما يصنع إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم و لم يستزدهم في مودتهم و اعلم أن الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن رده
11- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن جعفر بن عبد الله عن عمر بن خالد عن محمد بن يحيى المزني عن الصادق ع قال من كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته ما كان في حاجة أخيه
12- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى أبي قتادة عن الصادق ع قال إن لله عز و جل وجوها خلقهم من خلقه و أمشاهم في أرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد مجدا و الله عز و جل يحب مكارم الأخلاق و كان فيما خاطب الله نبيه ص أن قال له يا محمد إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ قال السخاء و حسن الخلق
13- مشكاة الأنوار، عن أبي عبد الله ع قال لا تغشش الناس فتبقى بغير صديق
و عنه قال المؤمن أخ المؤمن لا يظلمه و لا يخذله و لا يغشه و لا يغتابه و لا يخونه و لا يكذبه
قال ع لا ينبغي للمؤمن أن يستوحش إلى أخيه المؤمن فمن دونه فإن المؤمن عزيز في دينه
و عنه ع قال لا تذهب الحشمة فيما بينك و بين أخيك المؤمن فإن ذهاب الحشمة ذهاب الحياء و بقاء الحشمة بقاء المروة
عن أبي عبد الله ع قال إذا ضاق أحدكم فليعلم أخاه و لا يعين على نفسه
و عنه ع قال من عظم دين الله عظم حق إخوانه و من استخف بدينه استخف بإخوانه
و عنه ع قال من سأله أخوه المؤمن حاجة من ضر فمنعه من سعة و هو يقدر عليها من عنده أو من عند غيره حشره الله يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يفرغ الله من حساب الخلق
و عنه ع قال من مشى مع أخيه المؤمن في حاجة فلم يناصحه فقد خان الله و رسوله
و عن الباقر ع قال يحق على المؤمن النصيحة
عن حماد بن عثمان قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له أبو عبد الله ما لأخيك يشكو منك قال يشكوني أني استقصيت حقي عنه فقال أبو عبد الله كأنك إذا استقصيت حقك لم تسئ أ رأيت ما ذكر الله عز و جل في القرآن يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ أ خافوا أن يجور الله جل ثناؤه عليهم لا و الله ما خافوا ذلك فإنما خافوا الاستقصاء قد سماه الله سوء الحساب نعم من استقصى من أخيه فقد أساء
و عن جعفر بن محمد بن مالك رفعه إلى أبي عبد الله ع عن بعض أصحابنا قال قلت لأبي عبد الله ع إخواننا يتولون عمل الشيطان أ فندعو لهم فقال أبو عبد الله هل ينفعونكم قلت لا فقال ابرءوا منهم أنا منهم بريء
14- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن ابن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول قال رسول الله ص من سر مؤمنا فقد سرني و من سرني فقد سر الله
بيان سرور الله تعالى مجاز و المراد ما يترتب على السرور من اللطف و الرحمة أو باعتبار أن الله سبحانه لما خلط أولياءه بنفسه جعل سرورهم كسروره و سخطهم كسخطه و ظلمهم كظلمه كما ورد في الخبر و سرور المؤمن يتحقق بفعل أسبابه و موجباته كأداء دينه أو تكفل مئونته أو ستر عورته أو دفع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء حاجته أو إجابة مسألته. و قيل السرور من السر و هو الضم و الجمع لما تشتت و المؤمن إذا مسته فاقة أو عرضت له حاجة أو لحقته شدة فإذا سددت فاقته و قضيت حاجته و رفعت شدته فقد جمعت عليه ما تشتت من أمره و ضممت ما تفرق من سره ففرح بعد همه و استبشر بعد غمه و يسمى ذلك الفرح سرورا
15- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن رجل من أهل الكوفة يكنى أبو محمد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة و صرفه القذى عنه حسنة و ما عبد الله بشيء أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن
بيان حسنة أي خصلة حسنة توجب الثواب و صرفه القذى عنه القذى يحتمل الحقيقة و أن يكون كناية عن دفع كل ما يقع عليه من الأذى قال في النهاية فيه جماعة على أقذاء الأقذاء جمع قذى و القذى جمع قذاة و هو ما يقع في العين و الماء و الشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك أراد أن اجتماعهم يكون فسادا في قلوبهم فشبهه بقذى العين و الماء و الشراب
16- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن سنان عن ابن مسكان عن عبيد الله بن الوليد الوصافي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن فيما ناجى الله عز و جل به عبده موسى قال إن لي عبادا أبيحهم جنتي و أحكمهم فيها قال يا رب و من هؤلاء الذين تبيحهم جنتك و تحكمهم فيها قال من أدخل على مؤمن سرورا ثم قال إن مؤمنا كان في مملكة جبار فولع به فهرب منه إلى دار الشرك فنزل برجل من أهل الشرك فأظله و أرفقه و أضافه فلما حضره الموت أوحى الله عز و جل إليه و عزتي و جلالي لو كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك فيها و لكنها محرمة على من مات بي مشركا و لكن يا نار هيديه و لا تؤذيه و يؤتى برزقه طرفي النهار قلت من الجنة قال من حيث شاء الله
بيان أبيحهم جنتي أي جعلت الجنة مباحة لهم و لا يمنعهم من دخولها شيء أو يتبوءون منها حيث يشاءون كما أخبر الله عنهم بقوله وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ و أحكمهم فيها أي أجعلهم فيها حكاما يحكمون على الملائكة و الحور و الغلمان بما شاءوا أو يشفعون و يدخلون فيها من شاءوا في القاموس حكمه في الأمر تحكيما أمره أن يحكم و قال ولع الرجل ولعا محركة و ولوعا بالفتح و أولعته و أولع به بالضم فهو مولع به بالفتح و كوضع ولعا و ولعانا محركة استخف و كذب و بحقه ذهب و الوالع الكذاب و أولعه به أغراه به. قوله ع فأظله أي أسكنه منزلا يظله من الشمس و في القاموس رفق فلانا نفعه كأرفقه و في المصباح أضفته و ضيفته إذا أنزلته و قريته و الاسم الضيافة يا نار هيديه أي خوفيه و أزعجيه و لا تؤذيه أي لا تحرقيه و في القاموس هاده الشيء يهيده هيدا و هادا أفزعه و كربه و حركه و أصلحه كهيده في الكل و أزاله و صرفه و أزعجه و زجره و كان في بعض روايات العامة لا تهيديه قال في النهاية و منه الحديث يا نار لا تهيديه أي لا تزعجيه
17- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد الله بن إبراهيم عن علي بن أبي علي عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي بن الحسين ع قال قال رسول الله ص إن أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على المؤمنين
18- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال أوحى الله عز و جل إلى داود ع إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي فقال داود يا رب و ما تلك الحسنة قال يدخل على عبدي المؤمن سرورا و لو بتمرة قال داود يا رب حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك
بيان قوله يدخل يحتمل أن يكون هذا على المثال و يكون المراد كل حسنة مقبولة كما ورد أن من قبل الله منه عملا واحدا لم يعذبه
19- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط بل و الله علينا بل و الله على رسول الله ص
20- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن ابن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن أحب الأعمال إلى الله عز و جل إدخال السرور على المؤمن شبعة مسلم أو قضاء دينه
شبعة مسلم بفتح الشين إما بالنصب بنزع الخافض أي بشبعه أو بالرفع بتقدير هو شبعة أو بالجر بدلا أو عطف بيان للسرور و المراد بالمسلم هنا المؤمن و كان تبديل المؤمن به للإشعار بأنه يكفي ظاهر الإيمان لذلك و ذكرهما على المثال
21- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن سدير الصيرفي قال قال أبو عبد الله ع في حديث طويل إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه كلما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال لا تفزع و لا تحزن و أبشر بالسرور و الكرامة من الله عز و جل حتى يقف بين يدي الله عز و جل فيحاسبه حسابا يسيرا و يأمر به إلى الجنة و المثال أمامه فيقول له المؤمن يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري و ما زلت تبشرني بالسرور و الكرامة من الله حتى رأيت ذلك فيقول من أنت فيقول أنا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عز و جل منه لأبشرك
إيضاح خرج معه مثال قال الشيخ البهائي قدس سره المثال الصورة و يقدم على وزن يكرم أي يقويه و يشجعه من الإقدام في الحرب و هو الشجاعة و عدم الخوف و يجوز أن يقرأ على وزن ينصر و ماضيه قدم كنصر أي يتقدمه كما قال الله يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ و لفظ أمامه حينئذ تأكيد انتهى و في القاموس الهول المخافة من الأمر لا يدرى ما هجم عليه منه و الجمع أهوال و هئول و قال أبشر فرح و منه أبشر بخير و بشرت به كعلم و ضرب سررت بين يدي الله أي بين يدي عرشه أو كناية عن وقوفه موقف الحساب. نعم الخارج قال الشيخ البهائي قدس سره المخصوص بالمدح محذوف لدلالة ما قبله عليه أي نعم الخارج أنت و جملة خرجت معي و ما بعدها مفسرة لجملة المدح أو بدل منها و يحتمل الحالية بتقدير قد. قوله ع أنا السرور الذي كنت أدخلته قال الشيخ المتقدم ره فيه دلالة على تجسم الأعمال في النشأة الأخروية و قد ورد في بعض الأخبار تجسم الاعتقادات أيضا فالأعمال الصالحة و الاعتقادات الصحيحة تظهر صورا نورانية مستحسنة موجبة لصاحبها كمال السرور و الابتهاج و الأعمال السيئة و الاعتقادات الباطلة تظهر صورا ظلمانية مستقبحة توجب غاية الحزن و التألم كما قاله جماعة من المفسرين عند قوله تعالى يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً و يرشد إليه قوله تعالى يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ و من جعل التقدير ليروا جزاء أعمالهم و لم يرجع ضمير يره إلى العمل فقد أبعد انتهى. و أقول يحتمل أن يكون الحمل في قوله أنا السرور على المجاز فإنه لما خلق بسببه فكأنه عينه كما يرشد إليه قوله خلقني الله منه و من للسببية أو للابتداء و الحاصل أنه يمكن حمل الآيات و الأخبار على أن الله تعالى يخلق بإزاء الأعمال الحسنة صورا حسنة ليظهر حسنها للناس و بإزاء الأعمال السيئة صورا قبيحة ليظهر قبحها معاينة و لا حاجة إلى القول بأمر مخالف لطور العقل لا يستقيم إلا بتأويل في المعاد و جعله في الأجساد المثالية و إرجاعه إلى الأمور الخيالية كما يشعر به تشبيههم الدنيا و الآخرة بنشأتي النوم و اليقظة و أن الأعراض في اليقظة أجسام في المنام و هذا مستلزم لإنكار الدين و الخروج عن الإسلام و كثير من أصحابنا المتأخرين يتبعون الفلاسفة القدماء و المتأخرين و المشاءين و الإشراقيين في بعض مذاهبهم ذاهلين عما يستلزمه من مخالفة ضروريات الدين و الله الموفق للاستقامة على الحق و اليقين. قوله كنت أدخلته قيل إنما زيد لفظة كنت على الماضي للدلالة على بعد الزمان
22- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن السياري عن محمد بن جمهور قال كان النجاشي و هو رجل من الدهاقين عاملا على الأهواز و فارس فقال بعض أهل عمله لأبي عبد الله ع إن في ديوان النجاشي علي خراجا و هو مؤمن يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتابا قال فكتب إليه أبو عبد الله ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سر أخاك يسرك الله قال فلما ورد الكتاب عليه دخل عليه و هو في مجلسه فلما خلى ناوله الكتاب و قال هذا كتاب أبي عبد الله ع فقبله و وضعه على عينيه و قال له ما حاجتك قال خراج علي في ديوانك فقال له و كم هو قال عشرة آلاف درهم فدعا كاتبه فأمره بأدائها عنه ثم أخرجه منها و أمر أن يثبتها له لقابل ثم قال له هل سررتك فقال نعم جعلت فداك ثم أمر بمركب و جارية و غلام و أمر له بتخت ثياب في كل ذلك يقول هل سررتك فيقول نعم جعلت فداك فكلما قال نعم زاده حتى فرغ ثم قال له احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه و ارفع إلي حوائجك قال ففعل و خرج الرجل فصار إلى أبي عبد الله ع بعد ذلك فحدثه بالحديث على جهته فجعل يسر بما فعل فقال الرجل يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي فقال إي و الله لقد سر الله و رسوله
إيضاح يظهر من كتب الرجال أن النجاشي المذكور في الخبر اسمه عبد الله و أنه ثامن آباء أحمد بن علي النجاشي صاحب الرجال المشهور و في القاموس النجاشي بتشديد الياء و بتخفيفها أفصح و تكسر نونها أو هو أفصح و في المصباح الدهقان معرب يطلق على رئيس القرية و على التاجر و على من له مال و عقار و داله مكسورة و في لغة تضم و الجمع دهاقين و دهقن الرجل و تدهقن كثر ماله و في القاموس الأهواز تسع كور بين البصرة و فارس لكل كورة منها اسم و يجمعهن الأهواز و لا تفرد واحدة منها بهوز و هي رامهرمز و عسكر و مكرم و تستر و جنديسابور و سوس و سرق و نهر تيرى و إيذج و مناذر انتهى. فقال بعض أهل عمله أي بعض أهل المواضع التي كانت تحت عمله و كان عاملا عليها و الديوان الدفتر الذي فيه حساب الخراج و مرسوم العسكر قال في المصباح الديوان جريدة الحساب ثم أطلق على موضع الحساب و هو معرب و أصله دوان فأبدل من إحدى المضعفين ياء للتخفيف و لهذا يرد في الجمع إلى أصله فيقال دواوين و دونت الديوان وضعته و جمعته و يقال إن عمر أول من دون الدواوين في العرب أي رتب الجرائد للعمال و غيرها انتهى و الخراج ما يأخذه السلطان من الأراضي و أجرة الأرض للأراضي المفتوحة عنوة فإن رأيت جزاء الشرط محذوف أي فعلت أو نفعني و يدل الخبر على استحباب افتتاح الكتاب بالتسمية فلما ورد الكتاب عليه أي أشرف حامله على الدخول عليه و إسناد الورود إليه مجاز و كان الأظهر فلما ورد بالكتاب قال في المصباح ورد البعير و غيره الماء يرده ورودا بلغه و وافاه من غير دخول و قد يكون دخولا و ورد زيد علينا حضر و منه ورد الكتاب على الاستعارة و في القاموس الورود الإشراف على الماء و غيره دخله أو لم يدخل انتهى. و الضمير في دخل راجع إلى بعض أهل عمله و أمره بأدائها عنه أي من ماله أو من محل آخر إلى الجماعة الذين أحالهم عليه أو أعطاه الدراهم ليؤدي إليهم لئلا يشتهر أنه وهب له هذا المبلغ تقية و على الوجه الأول إنما أعطاها من ماله لأن اسمه كان في الديوان و كان محسوبا عليه ثم أخرجه منها أي أخرج اسمه من دفاتر الديوان لئلا يحال عليه في سائر السنين و أمر أن يثبتها له أي أمر أن يكتب له أن يعطى عشرة آلاف في السنة الآتية سوى ما أسقط عنه أو لابتداء السنة الآتية إلى آخر عمله و قيل أعطى ما أحاله في هذه السنة من ماله ثم أخرجه منها أي من العشرة آلاف و قوله و أمر بيان للإخراج أي كان إخراجه منها بأن جعل خراج أملاكه وظيفة له لا يحال عليه في سائر السنين و اللام في قوله لقابل بمعنى من الابتدائية كما مر. و في القاموس التخت وعاء يصان فيه الثياب حتى فرغ بفتح الراء و كسرها أي النجاشي من العطاء ففعل أي حمل الفرش و تنازع هو و خرج في الرجل فجعل أي شرع الإمام يسر على بناء المفعول
23- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن منصور عن عمار أبي اليقظان عن أبان بن تغلب قال سألت أبا عبد الله ع عن حق المؤمن على المؤمن قال فقال حق المؤمن على المؤمن أعظم من ذلك لو حدثتكم لكفرتم إن المؤمن إذا أخرج من قبره خرج معه مثال من قبره يقول له أبشر بالكرامة من الله و السرور فيقول له بشرك الله بخير قال ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال و إذا مر بهول قال هذا ليس لك و إذا مر بخير قال هذا لك فلا يزال معه يؤمنه مما يخاف و يبشره بما يحب حتى يقف معه بين يدي الله عز و جل فإذا أمر به إلى الجنة قال له المثال أبشر فإن الله عز و جل قد أمر بك إلى الجنة قال فيقول من أنت رحمك الله تبشرني من حين خرجت من قبري و آنستني في طريقي و خبرتني عن ربي قال فيقول أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا خلقت منه لأبشرك و أونس وحشتك
بيان قوله من ذلك لما استشعر من سؤال السائل أو مما علم من باطنه أنه يعد هذا الحق سهلا يسيرا قال حق المؤمن أعظم من ذلك أي مما تظن أو لما ظهر من كلام السائل أنه يمكن بيانه بسهولة أو أنه ليس مما يترتب على بيانه مفسدة قال ذلك لكفرتم قد مر بيانه و قيل يمكن أن يقرأ بالتشديد على بناء التفعيل أي لنسبتم أكثر المؤمنين إلى الكفر لعجزكم عن أداء حقوقهم اعتذارا لتركها أو بالتخفيف من باب نصر أي لسترتم الحقوق و لم تؤدوها أو لم تصدقوها لعظمتها فيصير سببا لكفركم. و أقول قد عرفت أن للكفر معان منها ترك الواجبات بل السنن الأكيدة أيضا
24- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن تطرد عنه جوعته أو تكشف عنه كربته
بيان الطرد الإبعاد و الجوع بالضم ضد الشبع و بالفتح مصدر أي بأن تطرد و ذكرهما على المثال
25- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحكم بن مسكين عن أبي عبد الله ع قال من أدخل على مؤمن سرورا خلق الله عز و جل من ذلك السرور خلقا فيتلقاه عند موته فيقول له أبشر يا ولي الله بكرامة من الله و رضوان ثم لا يزال معه حتى يدخله قبره فيقول له مثل ذلك فإذا بعث تلقاه فيقول له مثل ذلك ثم لا يزال معه عند كل هول يبشره و يقول له مثل ذلك فيقول له من أنت رحمك الله فيقول أنا السرور الذي أدخلته على فلان
بيان من ذلك السرور أي لسببه و هذا يؤيد ما ذكرناه
26- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن عبد الله بن سنان قال كان رجل عند أبي عبد الله ع فقرأ هذه الآية وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً قال فقال أبو عبد الله ع فما ثواب من أدخل عليه السرور فقلت جعلت فداك عشر حسنات قال إي و الله و ألف ألف حسنة
إيضاح بغير ما اكتسبوا أي بغير جناية استحقوا بها الإيذاء فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً أي فقد فعلوا ما هو أعظم الإثم مع البهتان و هو الكذب على الغير يواجهه به فجعل إيذاءهم مثل البهتان و قيل يعني بذلك أذية اللسان فيتحقق فيها البهتان وَ إِثْماً مُبِيناً أي و معصية ظاهرة كذا ذكره الطبرسي ره و قال البيضاوي قيل إنها نزلت في المنافقين يؤذون عليا ع و كان الغرض من قراءة الآية إعداد المخاطب للإصغاء و التنبيه على أن إيذاءهم إذا كان بهذه المنزلة كان إكرامهم و إدخال السرور عليهم بعكس ذلك هذا إذا كان القاري الإمام و يحتمل أن يكون القاري الراوي و حكم السائل بالعشر لقوله تعالى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها و تصديقه ع إما مبني على أن العشر حاصل في ضمن ألف ألف أو على أن أقل مراتبه ذلك و يرتقي بحسب الإخلاص و مراتب السرور إلى ألف ألف لقوله تعالى وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ
27- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن محمد بن أورمة عن علي بن يحيى عن الوليد بن العلاء عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله و من أدخله على رسول الله ص فقد وصل ذلك إلى الله و كذلك من أدخل عليه كربا
بيان فقد وصل ذلك أي السرور مجازا كما مر أو هو على بناء التفعيل فضمير الفاعل راجع إلى المدخل و كذلك من أدخل عليه كربا أي يدخل الكرب على الله و على الرسول
28- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن إسماعيل بن منصور عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال أيما مسلم لقي مسلما فسره سره الله عز و جل
بيان المراد بالمسلم المؤمن
29- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال من أحب الأعمال إلى الله عز و جل إدخال السرور على المؤمن إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه
بيان إسناد الإشباع إلى الجوعة على المجاز و تنفيس الكرب كشفها
30- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن هاشم عن سعدان بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال من أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاة كتب الله عز و جل له عشر حسنات و من تبسم في وجه أخيه كانت له حسنة
بيان في النهاية القذى جمع قذاة و هو ما يقع في العين و الماء و الشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك
31- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال من قال لأخيه مرحبا كتب الله له مرحبا إلى يوم القيامة
بيان إلى يوم القيامة إما متعلق بمرحبا فيكون داخلا في المكتوب أو متعلق بكتب و هو أظهر أي يكتب له ثواب هذا القول إلى يوم القيامة أو يخاطب بهذا الخطاب و يكتب له فينزل عليه الرحمة بسببه أو هو كناية عن أنه محل لألطاف الله و رحماته إلى يوم القيامة و الرحب السعة و مرحبا منصوب بفعل لازم الحذف أي أتيت رحبا و سعة أو مكانا واسعا و فيه إظهار للسرور بملاقاته
32- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال من أتاه أخوه المسلم فأكرمه فإنما أكرم الله عز و جل
بيان فأكرمه أي أكرم المأتي الآتي
33- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن نصر بن إسحاق عن الحارث بن النعمان عن الهيثم بن حماد عن أبي داود عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله ص ما في أمتي عبد ألطف أخاه في الله بشيء من لطف إلا أخدمه الله من خدم الجنة
بيان الظرف أي في الله حال عن الأخ أو متعلق بالألطاف و الأول أظهر و اللطف الرفق و الإحسان و إيصال المنافع
-34 كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها و فرج عنه كربته لم يزل في ظل الله الممدود عليه الرحمة ما كان في ذلك
بيان يلطفه بها على بناء المعلوم من الإفعال و في بعض النسخ بالتاء فعلا ماضيا من باب التفعل في القاموس لطف كنصر لطفا بالضم رفق و دنا و الله لك أوصل إليك مرادك بلطف و ألطفه بكذا بره و الملاطفة المبارة و تلطفوا و تلاطفوا رفقوا انتهى لم يزل في ظل الله الممدود أي المنبسط دائما بحيث لا يتقلص و لا يتفاوت إشارة إلى قوله تعالى وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ أي لم يزل في القيامة في ظل رحمة الله الممدود أبدا عليه الرحمة أي تنزل عليه الرحمة ما كان في ذلك الظل أي أبدا أو المعنى لم يزل في ظل حماية الله و رعايته نازلا عليه رحمة الله ما كان مشتغلا بذلك الإكرام و قيل الضمير في عليه راجع إلى الظل و الرحمة مرفوع و هو نائب فاعل الممدود و ما بمعنى ما دام و المقصود تقييد الدوام المفهوم من لم يزل
35- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن مما خص الله عز و جل به المؤمن أن يعرفه بر إخوانه و إن قل و ليس البر بالكثرة و ذلك أن الله عز و جل يقول في كتابه وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ثم قال وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و من عرفه الله بذلك أحبه الله و من أحبه الله تبارك و تعالى وفاه أجره يوم القيامة بغير حساب ثم قال يا جميل ارو هذا الحديث لإخوانك فإنه ترغيب في البر لإخوانك
تبيان أن يعرفه بر إخوانه أي ثواب البر أو التعريف كناية عن التوفيق للفعل و ذلك أن الله يقول الاستشهاد بالآية من حيث إن الله مدح إيثار الفقير مع أنه لا يقدر على الكثير فعلم أنه ليس البر بالكثرة وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ أي يختارون غيرهم من المحتاجين على أنفسهم و يقدمونهم وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ أي حاجة و فقر عظيم وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ بوقاية الله و توفيقه و يحفظها عن البخل و الحرص فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أي الفائزون. و المشهور أن الآية نزلت في الأنصار و إيثارهم المهاجرين على أنفسهم في أموالهم و روي من طريق العامة أنها نزلت في أمير المؤمنين ع و أنه مع بقية أهل بيته لم يطعموا شيئا منذ ثلاثة أيام فاقترض دينارا ثم رأى المقداد فتفرس منه أنه جائع فأعطاه الدينار فنزلت الآية مع المائدة من السماء و على التقديرين يجري الحكم في غير من نزلت فيه و من عرفه الله على بناء التفعيل بذلك كان الباء زائدة أو المعنى عرفه بذلك التعريف المتقدم و يمكن أن يقرأ عرفه على بناء المجرد
36- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال إن المؤمن ليتحف أخاه التحفة قلت و أي شيء التحفة قال من مجلس و متكإ و طعام و كسوة و سلام فتطاول الجنة مكافاة له و يوحي الله عز و جل إليها أني قد حرمت طعامك على أهل الدنيا إلا على نبي أو وصي نبي فإذا كان يوم القيامة أوحى الله عز و جل إليها أن كافئ أوليائي بتحفهم فتخرج منها وصفاء و وصائف معهم أطباق مغطاة بمناديل من لؤلؤ فإذا نظروا إلى جهنم و هولها و إلى الجنة و ما فيها طارت عقولهم و امتنعوا أن يأكلوا فينادي مناد من تحت العرش أن الله عز و جل قد حرم جهنم على من أكل من طعام جنته فيمد القوم أيديهم فيأكلون
بيان ليتحف على بناء الإفعال و هو إعطاء التحفة بالضم و كهمزة و هي البر و اللطف و الهدية و قوله قلت و جوابه معترضان بين كلام الإمام و من في قوله من مجلس للبيان و المتكأ بضم الميم و تشديد التاء مهموزا ما يتكأ عليه أي يضع له متكأ يتكئ عليه أو فراشا يجلس عليه فتطاول الجنة أي تمتد و ترتفع لإرادة مكافاته و إطعامه في الدنيا عجالة و قيل استعارة تمثيلية لبيان شدة استحقاقه لذلك قال في القاموس تطاول امتد و ارتفع و تفضل و في النهاية تطاول عليهم الرب بفضله أي تطول على أهل الدنيا أي ما داموا فيها و في المصباح الوصيف الغلام دون المراهق و الوصيفة الجارية كذلك و الجمع وصفاء و وصائف مثل كريم و كرماء و كرائم بتحفهم أي في الآخرة فالباء للآلة أو في الدنيا فالباء للسببية إن الله يحتمل كسرا الهمزة و فتحها
37- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر عليه سبعين كبيرة
بيان كان التخصيص بالسبعين لأنه بعد الإتيان بها يكون غالبا من المتجاهرين بالفسق فلا حرمة له و ربما يحمل على الكثرة لا خصوص العدد كما قالوا في قوله تعالى إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً و تخصيصه بما يكون بالنسبة إليه من إيذائه و شتمه و أمثالهما بعيد و لا ينافي وجوب النهي عن المنكر كما مر و حمله على ما إذا تاب بعد كل منها لا يستقيم إلا إذا حمل على مطلق الكثرة
38- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد و محمد بن يحيى جميعا عن علي بن محمد بن سعد عن محمد بن أسلم عن محمد بن علي بن عدي قال أملى علي محمد بن سليمان عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع أحسن يا إسحاق إلى أوليائي ما استطعت فما أحسن مؤمن إلى مؤمن و لا أعانه إلا خمش وجه إبليس و قرح قلبه
بيان في القاموس خمش وجهه يخمشه و يخمشه خدشه و لطمه و ضربه و قطع عضوا منه انتهى و قرح بالقاف من باب التفعيل كناية عن شدة الغم و استمراره
39- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ بالإسناد إلى أبي قتادة عن داود بن سرحان قال دخل سدير الصيرفي على أبي عبد الله ع فقال له يا سدير ما كثر مال رجل قط إلا عظمت الحجة لله عليه فإن قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا فقال له يا ابن رسول الله بما ذا قال بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم الخبر
40- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي بصير يحيى عن الصادق ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهرا
أقول سيأتي الخبر بتمامه في باب الدعاء للمؤمن
41- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن محمد بن الفضل بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال إنه من عظم دينه عظم إخوانه و من استخف بدينه استخف بإخوانه يا محمد اخصص بمالك و طعامك من تحبه في الله جل و علا
42- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن المفضل بن قيس عن أيوب بن محمد المسلي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال من كان وصلة لأخيه بشفاعة في دفع مغرم أو جر مغنم ثبت الله قدميه يوم تزل فيه الأقدام
43- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن سعيد بن يزيد عن محمد بن سلمة الأموي عن أحمد بن القاسم الأموي عن أبيه عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أوحى الله تبارك و تعالى إلى داود ع يا داود إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة قال داود يا رب و ما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة قال عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحب قضاها قضيت له أم لم تقض
44- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ المفسر عن أحمد بن الحسن الحسني عن أبي محمد العسكري عن آبائه ع قال كتب الصادق ع إلى بعض الناس إن أردت أن يختم بخير عملك حتى تقبض و أنت في أفضل الأعمال فعظم لله حقه أن تبذل نعماءه في معاصيه و أن تغتر بحلمه عنك و أكرم كل من وجدته يذكرنا أو ينتحل مودتنا ثم ليس عليك صادقا كان أو كاذبا إنما لك نيتك و عليه كذبه
45- لي، ]الأمالي للصدوق[ في خبر مناهي النبي ص ألا و من أكرم أخاه المسلم فإنما يكرم الله عز و جل
46- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن محمد بن جعفر عن سهل عن محمد بن إسماعيل عن سعدان عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع يا إسحاق من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب الله له ألف حسنة و محا عنه ألف سيئة و رفع له ألف درجة و غرس له ألف شجرة في الجنة و كتب له ثواب عتق ألف نسمة حتى إذا صار إلى الملتزم فتح الله له ثمانية أبواب الجنة يقال له ادخل من أيها شئت قال فقلت جعلت فداك هذا كله لمن طاف قال نعم أ فلا أخبرك بما هو أفضل من هذا قال قلت بلى قال من قضى لأخيه المؤمن حاجة كتب الله له طوافا و طوافا حتى بلغ عشرا
47- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن مخلد بن يزيد عن الثمالي عن علي بن الحسين قال من قضى لأخيه حاجته فبحاجة الله بدأ و قضى الله له بها مائة حاجة في إحداهن الجنة و من نفس عن أخيه كربة نفس الله عنه كرب القيامة بالغا ما بلغت و من أعانه على ظالم له أعانه الله على إجازة الصراط عند دحض الأقدام و من سعى له في حاجة حتى قضاها له فسر بقضائها فكان كإدخال السرور على رسول الله ص و من سقاه من ظمإ سقاه الله من الرحيق المختوم و من أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة و من كساه من عرى كساه الله من إستبرق و حرير و من كساه من غير عرى لم يزل في ضمان الله ما دام على المكسي من الثوب سلك و من كفاه بما هو يمتهنه و يكف وجهه و يصل به يده أخدمه الله الولدان المخلدين و من حمله من رحله بعثه الله يوم القيامة إلى الموقف على ناقة من نوق الجنة يباهي به الملائكة و من كفنه عند موته فكأنما كساه من يوم ولدته أمه إلى يوم يموت و من زوجه زوجة يأنس بها و يسكن إليها آنسه الله في قبره بصورة أحب أهله إليه و من عاده عند مرضه حفته الملائكة تدعو له حتى ينصرف و تقول طبت و طابت لك الجنة و الله لقضاء حاجته أحب إلى الله من صيام شهرين متتابعين باعتكافهما في الشهر الحرام
48- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن الحسن بن علي عن أبي حمزة قال قال أبو عبد الله ع من سر امرأ مؤمنا سره الله يوم القيامة و قيل له تمن على ربك ما أحببت فقد كنت تحب أن تسر أولياءه في دار الدنيا فيعطى ما تمنى و يزيده الله من عنده ما لم يخطر على قلبه من نعيم الجنة
49- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن أحمد بن محمد عن نصر بن إسحاق عن الحارث بن النعمان عن الهيثم بن حماد عن داود عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله ص ما من عبد لاطف أخاه في الله عز و جل بشيء من اللطف إلا أخدمه الله من خدم الجنة
50- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن محمد بن يحيى الأشعري عن أحمد بن محمد عن نصر بن وكيع عن الربيع بن صبيح رفعه إلى النبي ص قال من لقي أخاه بما يسره ليسره سره الله يوم القيامة و من لقي أخاه بما يسوؤه ليسوءه ساءه الله يوم يلقاه
51- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبي محمد الغفاري عن لوط بن إسحاق عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص ما من عبد يدخل على أهل بيت مؤمن سرورا إلا خلق الله له من ذلك السرور خلقا يجيئه يوم القيامة كلما مرت عليه شديدة يقول يا ولي الله لا تخف فيقول له من أنت يرحمك الله فلو أن الدنيا كانت لي ما رأيتها لك شيئا فيقول أنا السرور الذي كنت أدخلت على آل فلان
52- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن النهدي عن ابن محبوب عن علي بن يقطين عن موسى بن جعفر ع قال كان في بني إسرائيل رجل مؤمن و كان له جار كافر فكان يرفق بالمؤمن و يوليه المعروف في الدنيا فلما أن مات الكافر بنى الله له بيتا في النار من طين فكان يقيه حرها و يأتيه الرزق من غيرها و قيل له هذا لما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق و توليه من المعروف في الدنيا
53- ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي ولاد عن ميسر عن أبي عبد الله ع قال إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا و قد أمر به إلى النار و الملك ينطلق به قال فيقول له يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا و أسعفك في الحاجة تطلبها مني فهل عندك اليوم مكافاة فيقول المؤمن للملك الموكل به خل سبيله قال فيسمع الله قول المؤمن فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي سبيله
54- ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله ع قال ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله علي ثوابك و لا أرضى لك بدون الجنة
55- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن مقرن إمام بني فتيان عمن روى عن أبي عبد الله ع قال كان في زمن موسى ع ملك جبار قضى حاجة مؤمن بشفاعة عبد صالح فتوفي في يوم الملك الجبار و العبد الصالح فقام على الملك الناس و أغلقوا أبواب السوق لموته ثلاثة أيام و بقي ذلك العبد الصالح في بيته و تناولت دواب الأرض من وجهه فرآه موسى بعد ثلاث فقال يا رب هو عدوك و هذا وليك فأوحى الله إليه يا موسى إن وليي سأل هذا الجبار حاجة فقضاها فكافأته عن المؤمن و سلطت دواب الأرض على محاسن وجه المؤمن لسؤاله ذلك الجبار
56- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي علي الشعيري عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال أوحى الله تعالى إلى موسى أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فأحكمه في الجنة قال و ما تلك الحسنة قال تمشي في حاجة مؤمن
57- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن سنان عن ابن مسكان عن الرضا ع و عن أبي جعفر ع قال فيما ناجى الله موسى ع أن قال إن لي عبادا أبيحهم جنتي و أحكمهم فيها قال موسى من هؤلاء الذين تبيحهم جنتك و تحكمهم فيها قال من أدخل على مؤمن سرورا
58- ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ نروي الخلق عيال الله فأحب الخلق على الله من أدخل على أهل بيت مؤمن سرورا و مشى مع أخيه في حاجته
59- مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع مصافحة إخوان الدين أصلها عن محبة الله لهم
قال النبي ص ما تصافح أخوان في الله عز و جل إلا تناثرت ذنوبهما حتى يعودان كيوم ولدتهما أمهما و لا كثر حبهما و تبجيلهما كل واحد لصاحبه إلا كان له مزيدا و الواجب على أعلمهما بدين الله أن يزيد صاحبه من فنون الفوائد التي أكرمه الله بها و يرشده إلى الاستقامة و الرضا و القناعة و يبشره برحمة الله و يخوفه من عذابه و على الآخر أن يتبارك باهتدائه و يتمسك بما يدعوه إليه و يعظه به و يستدل بما يدله إليه معتصما بالله و مستعينا به لتوفيقه على ذلك
قيل لعيسى ابن مريم كيف أصبحت قال لا أملك ما أرجو و لا أستطيع ما أحاذر مأمورا بالطاعة منهيا عن الخطيئة فلا أرى فقيرا أفقر مني
و قيل لأويس القرني كيف أصبحت قال كيف يصبح رجل إذا أصبح لا يدري أ يمسي و إذا أمسى لا يدري أ يصبح
قال أبو ذر أصبحت أشكر ربي و أشكو نفسي
و قال النبي ص من أصبح و همته غير الله أصبح من الخاسرين المعتدين
و قال لقمان يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة
60- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص إن في شيعتنا لمن يهب الله تعالى له في الجنان من الدرجات و المنازل و الخيرات ما لا تكون الدنيا و خيراتها في جنبها إلا كالرملة في البادية الفضفاضة فما هو إلا أن يرى أخا له مؤمنا فقيرا فيتواضع له و يكرمه و يعينه و يمونه و يصونه عن بذل وجهه له حتى يرى الملائكة الموكلين بتلك المنازل و القصور و قد تضاعفت حتى صارت في الزيادة كما كان هذا الزائد في هذا البيت الصغير الذي أريتموه فيما صار إليه من كبره و عظمه و سعته فيقول الملائكة يا ربنا لا طاقة لنا بالخدمة في هذه المنازل فامددنا بملائكة يعاونوننا فيقول الله ما كنت لأحملكم ما لا تطيقون فكم تريدون عددا فيقولون ألف ضعفنا و فيهم من المؤمنين من تقول الملائكة تستزيد مددا ألف ألف ضعفنا و أكثر من ذلك على قدر قوة إيمان صاحبهم و زيادة إحسانه إلى أخيه المؤمن فيمدهم الله بتلك الأملاك و كلما لقي هذا المؤمن أخاه فبره زاده الله في ممالكه و في خدمه في الجنة كذلك
61- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال علي بن الحسين ع معاشر شيعتنا أما الجنة فلن تفوتكم سريعا كان أو بطيئا و لكن تنافسوا في الدرجات و اعلموا أن أرفعكم درجات و أحسنكم قصورا و دورا و أبنية أحسنكم فيها إيجابا لإخوانه المؤمنين و أكثرهم مواساة لفقرائهم إن الله عز و جل ليقرب الواحد منكم إلى الجنة بكلمة يكلم بها أخاه المؤمن الفقير بأكثر من مسير مائة ألف عام في سنة بقدمه و إن كان من المعذبين بالنار فلا تحتقروا الإحسان إلى إخوانكم فسوف ينفعكم الله تعالى حيث لا يقوم مقام ذلك شيء غيره
62- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ قال أَقِيمُوا الصَّلاةَ المكتوبات التي جاء بها محمد و أقيموا أيضا الصلاة على محمد و آله الطيبين الطاهرين الذين علي سيدهم و فاضلهم وَ آتُوا الزَّكاةَ من أموالكم إذا وجبت و من أبدانكم إذا لزمت و من معونتكم إذا التمست وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ تواضعوا مع المتواضعين لعظمة الله عز و جل في الانقياد لأولياء الله محمد نبي الله و علي ولي الله و الأئمة بعدهما سادات أصفياء الله
قال رسول الله ص من صلى الخمس كفر الله عنه من الذنوب ما بين كل صلاتين و كان كمن على بابه نهر جار يغتسل فيه خمس مرات لا يبقى عليه من الذنوب شيئا إلا الموبقات التي هي جحد النبوة أو الإمامة أو ظلم إخوانه المؤمنين أو ترك التقية حتى يضر بنفسه و إخوانه المؤمنين و من أدى الزكاة من ماله طهر من ذنوبه و من أدى الزكاة من بدنه في دفع ظلم قاهر عن أخيه أو معونته على مركوب له قد سقط عليه متاع لا يأمن تلفه أو الضرر الشديد عليه به قيض الله له في عرصات القيامة ملائكة يدفعون عنه نفخات النيران و يحيونه بتحيات أهل الجنان و يزفونه إلى محل الرحمة و الرضوان و من أدى زكاة جاهه بحاجة يلتمسها لأخيه فقضيت أو كلب سفيه يظهر بعيب فألقم ذلك الكلب بجاهه حجرا بعث الله عليه في عرصات القيامة ملائكة عددا كثيرا و جما غفيرا لا يعلم عددهم إلا الله يحسن فيه بحضرة الملك الجبار الكريم الغفار محاضرهم و يجمل فيه قولهم و يكثر عليه ثناؤهم و أوجب الله عز و جل له بكل قول من ذلك ما هو أكثر من ملك الدنيا بحذافيرها مائة ألف مرة و من تواضع مع المتواضعين فاعترف بنبوة محمد ص و ولاية علي و الطيبين من آلهم ثم تواضع لإخوانه و بسطهم و آنسهم كلما ازداد بهم برا ازداد بهم استيناسا و تواضعا باهى الله عز و جل به كرام ملائكته من حملة عرشه و الطائفين به فقال لهم أ ما ترون عبدي هذا المتواضع لجلال عظمتي ساوى نفسه بأخيه المؤمن الفقير و بسطه فهو لا يزداد به برا إلا ازداد تواضعا أشهدكم أني قد أوجبت له جناني و من رحمتي و رضواني ما يقصر عنه أماني المتمني و لأرزقنه من محمد سيد الورى و من علي المرتضى و من خيار عترته مصابيح الدجى الإيناس و البركة في جناني و ذلك أحب إليه من نعيم الجنان و لو يضاعف ألف ألف ضعفها جزاء على تواضعه لأخيه المؤمن
63- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ قال الإمام أَقِيمُوا الصَّلاةَ بإتمام وضوئها و تكبيراتها و قيامها و قراءتها و ركوعها و سجودها و حدودها وَ آتُوا الزَّكاةَ مستحقيها لا تؤتوها كافرا و لا منافقا قال رسول الله ص المتصدق على أعدائنا كالسارق في حرم الله وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ من مال تنفقونه في طاعة الله فإن لم يكن لكم مال فمن جاهكم تبذلونه لإخوانكم المؤمنين تجرون به إليهم المنافع و تدفعون به عنهم المضار تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ينفعكم الله تعالى بجاه محمد و آله الطيبين يوم القيامة فيحط به سيئاتكم و يضاعف به حسناتكم و يرفع به درجاتكم إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ عالم ليس يخفى عليه ظاهر فعل و لا باطن ضمير فهو يجازيكم على حسب اعتقاداتكم و نياتكم و ليس هو كملوك الدنيا الذي يلبس على بعضهم فينسب فعل بعض إلى غير فاعله و جناية بعض إلى غير جانيه فيقع عقابه و ثوابه بجهله بما ليس عليه بغير مستحقه قال رسول الله ص عباد الله أطيعوا الله في أداء الصلوات المكتوبات و الزكوات المفروضات و تقربوا بعد ذلك إلى الله بنوافل الطاعات فإن الله عز و جل يعظم به المثوبات و الذي بعثني بالحق نبيا إن عبدا من عباد الله ليقف يوم القيامة موقفا يخرج عليه من لهب النار أعظم من جميع جبال الدنيا حتى ما يكون بينه و بينها حائل بينا هو كذلك قد تحير إذ تطاير من الهواء رغيف أو حبة فضة قد واسى بها أخا مؤمنا على إضافته فتنزل حواليه فتصير كأعظم الجبال مستديرا حواليه و تصد عنه ذلك اللهب فلا يصيبه من حرها و لا دخانها شيء إلى أن يدخل الجنة قيل يا رسول الله ص و على هذا ينفع مواساته لأخيه المؤمن فقال رسول الله ص إي و الذي بعثني بالحق نبيا إنه لينتفع بعض المؤمنين بأعظم من هذا و ربما جاء يوم القيامة من تمثل له سيئاته و حسناته و إساءته إلى إخوانه المؤمنين و هي التي تعظم و تتضاعف فتمتلئ بها صحائفه و تفرق حسناته على خصمائه المؤمنين المظلومين بيده و لسانه فيتحير و يحتاج إلى حسنات توازي سيئاته فيأتيه أخ له مؤمن قد كان أحسن إليه في الدنيا فيقول له قد وهبت لك جميع حسناتي بإزاء ما كان منك إلي في الدنيا فيغفر الله له بها و يقول لهذا المؤمن فأنت بما ذا تدخل جنتي فيقول برحمتك يا رب فيقول الله جدت عليه بجميع حسناتك و نحن أولى بالجود منك و الكرم و قد تقبلتها عن أخيك و قد رددتها عليك و أضعفتها لك فهو من أفضل أهل الجنان
64- جا، ]المجالس للمفيد[ عمر بن محمد عن محمد بن همام عن الحميري عن محمد بن عيسى الأشعري عن عبد الله بن إبراهيم عن الحسين بن زيد عن الصادق ع عن أبيه ع قال قال رسول الله ص المؤمنون إخوة يقضي بعضهم حوائج بعض فبقضاء بعضهم حوائج بعض يقضي الله حوائجهم يوم القيامة
65- مكا، ]مكارم الأخلاق[ عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا و من لم يستطع أن يزور قبورنا فليزر قبور صلحاء إخواننا
و عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الصدقة بعشرة و القرض بثمانية عشر و صلة الإخوان بعشرين و صلة الرحم بأربعة و عشرين
66- ختص، ]الإختصاص[ قال الصادق ع مشي المسلم في حاجة المسلم خير من سبعين طوافا بالبيت الحرام
67- ختص، ]الإختصاص[ قال الصادق ع المؤمن أخو المؤمن و عينه و دليله لا يخونه و لا يخذله
و قال ع المؤمن بركة على المؤمن
و قال ع ما من مؤمن يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة و ما من مؤمن يقرض مؤمنا يلتمس به وجه الله إلا حسب الله له أجره بحساب الصدقة و ما من مؤمن يمشي لأخيه في حاجة إلا كتب الله له بكل خطوة حسنة و حط عنه سيئة و رفع له بها درجة و زيد بعد ذلك عشر حسنات و شفع في عشر حاجات و ما من مؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا وكل الله به ملكا يقول و لك مثل ذلك و ما من مؤمن يفرج عن أخيه كربة إلا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة و ما من مؤمن يعين مؤمنا مظلوما إلا كان له أفضل من صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام و ما من مؤمن ينصر أخاه و هو يقدر على نصرته إلا نصره الله في الدنيا و الآخرة
و قال ع ما من مؤمن يخذل أخاه و هو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا و الآخرة
68- ختص، ]الإختصاص[ قال أمير المؤمنين ع ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله علي ثوابك و لا أرضى لك بدون الجنة
69- من كتاب قضاء الحقوق، لأبي علي بن طاهر الصوري قال رسول الله ص إن الله في عون المؤمن ما دام المؤمن في عون أخيه المؤمن و من نفس عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه سبعين كربة من كرب الآخرة
و قال ص أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور يدخله مؤمن على مؤمن يطرد عنه جوعة أو يكشف عنه كربة
و قال الصادق ع ما على أحدكم أن ينال الخير كله باليسير قال الراوي قلت بما ذا جعلت فداك قال يسرنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا
و عنه ع في حديث طويل قال في آخره إذا علم الرجل أن أخاه المؤمن محتاج فلم يعطه شيئا حتى سأله ثم أعطاه لم يؤجر عليه
و عنه ع أنه قال خياركم سمحاؤكم و شراركم بخلاؤكم و من صالح الأعمال البر بالإخوان و السعي في حوائجهم ففي ذلك مرغمة للشيطان و تزحزح عن النيران و دخول الجنان أخبر بهذا غرر أصحابك قال قلت من غرر أصحابي جعلت فداك قال هم البررة بالإخوان في العسر و اليسر
و عنه ع أنه قال من مشى في حاجة أخيه المؤمن كتب الله عز و جل له عشر حسنات و رفع له عشر درجات و حط عنه عشر سيئات و أعطاه عشر شفاعات
و قال ع احرصوا على قضاء حوائج المؤمنين و إدخال السرور عليهم و دفع المكروه عنهم فإنه ليس من الأعمال عند الله عز و جل بعد الإيمان أفضل من إدخال السرور على المؤمنين
و عن الباقر ع أن بعض أصحابه قال له جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثيرون فقال هل يعطف الغني على الفقير و يتجاوز المحسن عن المسيء و يتواسون قلت لا قال ع ليس هؤلاء الشيعة الشيعة من يفعل هكذا
و قال الكاظم ع من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله ساقها إليه فإن فعل ذلك فقد وصله بولايتنا و هي موصولة بولاية الله عز و جل و إن رده عن حاجته و هو يقدر عليها فقد ظلم نفسه و أساء إليها
و قال رجل من أهل الري ولي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد و كان على بقايا يطالبني بها و خفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي و قيل لي إنه ينتحل هذا المذهب فخفت أن أمضي إليه و أمت به إليه فلا يكون كذلك فأقع فيما لا أحب فاجتمع رأيي على أن هربت إلى الله تعالى و حججت و لقيت مولاي الصابر يعني موسى بن جعفر ع فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوبا نسخته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اعلم أن لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلا من أسدى إلى أخيه معروفا أو نفس عنه كربة أو أدخل على قلبه سرورا و هذا أخوك و السلام قال فعدت من الحج إلى بلدي و مضيت إلى الرجل ليلا و استأذنت عليه و قلت رسول الصابر ع فخرج إلي حافيا ماشيا ففتح لي بابه و قبلني و ضمني إليه و جعل يقبل عيني و يكرر ذلك كلما سألني عن رؤيته ع و كلما أخبرته بسلامته و صلاح أحواله استبشر و شكر الله تعالى ثم أدخلني داره و صدرني في مجلسه و جلس بين يدي فأخرجت إليه كتابه ع فقبله قائما و قرأه ثم استدعى بماله و ثيابه فقاسمني دينارا دينارا و درهما درهما و ثوبا ثوبا و أعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته و في كل شيء من ذلك يقول يا أخي هل سررتك فأقول إي و الله و زدت على السرور ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي و أعطاني براءة مما يوجبه علي عنه و ودعته و انصرفت عنه فقلت لا أقدر على مكافاة هذا الرجل إلا بأن أحج في قابل و أدعو له و ألقى الصابر و أعرفه فعله ففعلت و لقيت مولاي الصابر ع و جعلت أحدثه و وجهه يتهلل فرحا فقلت يا مولاي هل سرك ذلك فقال إي و الله لقد سرني و سر أمير المؤمنين ع و الله لقد سر جدي رسول الله ص و الله لقد سر الله تعالى
أقول رواه في عدة الداعي عن الحسن بن يقطين عن أبيه عن جده و ذكر فيه الصادق ع مكان الكاظم و ما هنا أظهر
70- ختص، ]الإختصاص[ و قال الكاظم ع لعلي بن يقطين من سر مؤمنا فبالله بدأ و بالنبي ص ثنى و بنا ثلث و قال ع إن لله حسنة ادخرها لثلاثة لإمام عادل و مؤمن حكم أخاه في ماله و من سعى لأخيه المؤمن في حاجته
و بإسناده قال قال أمير المؤمنين ع لكميل بن زياد يا كميل مر أهلك أن يسعوا في المكارم و يدلجوا في حاجة من هو نائم فو الذي نفسي بيده ما أدخل أحد على قلب مؤمن سرورا إلا خلق الله من ذلك السرور لطفا فإذا نزلت به نائبة كان أسرع إليها من السيل في انحداره حتى يطردها عنه كما يطرد غريبة الإبل
71- كشف، ]كشف الغمة[ قال الحافظ عبد العزيز روى محمد بن مجيب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رفعه قال ما من مؤمن أدخل على قوم سرورا إلا خلق الله من ذلك السرور ملكا يعبد الله تعالى و يمجده و يوحده فإذا صار المؤمن في لحده أتاه السرور الذي أدخله عليه فيقول أ ما تعرفني فيقول و من أنت فيقول أنا السرور الذي أدخلتني على فلان أنا اليوم أونس وحشتك و ألقنك حجتك و أثبتك بالقول الثابت و أشهد بك مشاهد القيامة و أشفع لك إلى ربك و أريك منزلتك من الجنة
72- من كتاب قضاء الحقوق، عن ابن مهران قال كنت جالسا عند مولاي الحسين بن علي ع فأتاه رجل فقال يا ابن رسول الله إن فلانا له على مال و يريد أن يحبسني فقال ع و الله ما عندي مال أقضي عنك قال فكلمه قال فليس لي به أنس و لكني سمعت أبي أمير المؤمنين ع يقول قال رسول الله ص من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنما عبد الله تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله
و بإسناده عن الصادق ع قال إن الله انتجب قوما من خلقه لقضاء حوائج الشيعة لكي يثيبهم على ذلك الجنة
و عنه ع قال ما من مؤمن يمضي لأخيه المؤمن في حاجة فينصحه فيها إلا كتب الله له بكل خطوة حسنة و محا عنه سيئة قضيت الحاجة أم لم تقض فإن لم ينصحه فيها خان الله و رسوله و كان النبي ص خصمه يوم القيامة
و بإسناده عن صدقة الحلواني بينا أنا أطوف و قد سألني رجل من أصحابنا قرض دينارين فقلت له اقعد حتى أتم طوافي و قد طفت خمسة أشواط فلما كنت في السادس اعتمد علي أبو عبد الله ع و وضع يده على منكبي فأتممت السابع و دخلت معه في طوافه كراهية أن أخرج عنه و هو معتمد علي فأقبلت كلما مررت بالرجل و هو لا يعرف أبا عبد الله يرى أني أوهمت حاجته فأقبل يومئ إلي بيده فقال أبو عبد الله ما لي أرى هذا يومئ بيده فقلت جعلت فداك ينتظر حتى أطوف و أخرج إليه فلما اعتمدت علي كرهت أن أخرج و أدعك قال فاخرج عني و دعني و اذهب فأعطه قال فلما كان من الغداة و بعده دخلت عليه و هو في حديث مع أصحابه فلما نظر إلي قطع الحديث ثم قال لأن أسعى مع أخ لي في حاجة حتى تقضى أحب إلي من أن أعتق ألف نسمة و أحمل على ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة
و بإسناده قال قال أبو الحسن موسى ع من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا
و قال النبي ص أقرب ما يكون العبد إلى الله عز و جل إذا أدخل على قلب أخيه المؤمن مسرة
73- نوادر الراوندي، بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال رسول الله ص المؤمنون إخوة يقضي بعضهم حوائج بعض فيقضي الله لهم حاجتهم
و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص من ضمن لأخيه المسلم حاجة له لم ينظر الله تعالى له في حاجته حتى يقضي حاجة أخيه المسلم
و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص ما من عمل أفضل عند الله عز و جل من سرور تدخله على المؤمن أو تطرد عنه جوعا أو تكشف عنه كربا أو تقضي عنه دينا أو تكسوه ثوبا
و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص الخلق عيال الله تعالى فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله أو أدخل على أهل بيت سرورا و مشى مع أخ مسلم في حاجته أحب إلى الله تعالى من اعتكاف شهرين في المسجد الحرام
و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها و مجلس يكرمه به لم يزل في ظل الله عز و جل ممدودا عليه بالرحمة ما كان في ذلك
74- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن هارون بن حميد عن محمد بن صالح بن النطاح عن المنذر بن زياد عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن النبي ص قال من أجرى الله على يده فرجا لمسلم فرج الله عنه كرب الدنيا و الآخرة
-75 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن صالح بن فيض عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن يزيد عن مروك بن عبيد عن جميل بن دراج قال سمعت أبا عبد الله ع يقول خياركم سمحاؤكم و شراركم بخلاؤكم و من خالص الإيمان البر بالإخوان و السعي في حوائجهم في العسر و اليسر يا جميل إن البار ليحبه الرحمن ارو عني هذا الحديث فإن فيه ترغيبا في البر
76- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن عبيد الله عن التلعكبري عن محمد بن علي بن معمر عن حمران بن المعافا عن حمويه بن أحمد عن أحمد بن عيسى قال قال لي جعفر بن محمد ع إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها
77- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن عبيد الله عن التلعكبري عن أحمد بن محمد بن سعيد عن يعقوب بن يوسف بن زياد عن أبي جنادة و الحسين بن مخارق عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال رسول الله ص من ضمن لأخيه حاجة لم ينظر الله عز و جل في حاجته حتى يقضيها
78- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى و جعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عن أبي عبد الله ع قال ما من مؤمن بذل جاهه لأخيه المؤمن إلا حرم الله وجهه على النار و لم يمسه قتر و لا ذلة يوم القيامة و أيما مؤمن بخل بجاهه على أخيه المؤمن و هو أوجه جاها منه إلا مسه قتر و ذلة في الدنيا و الآخرة و أصابت وجهه يوم القيامة لفحات النيران معذبا كان أو مغفورا له
-79 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن أبي كهمس عن أبي عبد الله ع قال قلت له أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة قال ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة و لا بعد المعرفة و الصلاة شيء يعدل الزكاة و لا بعد ذلك شيء يعدل الصوم و لا بعد ذلك شيء يعدل الحج و فاتحة ذلك كله معرفتنا و خاتمته معرفتنا و لا شيء بعد ذلك كبر الإخوان و المواساة ببذل الدينار و الدرهم فإنهما حجران ممسوخان بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك و ما رأيت شيئا أسرع غنى و لا أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت و صلاة فريضة يعدل عند الله ألف حجة و ألف عمرة مبرورات متقبلات و لحجة عنده خير من بيت مملوء ذهبا لا بل خير من ملء الدنيا ذهبا و فضة ينفقه في سبيل الله عز و جل و الذي بعث محمدا بالحق بشيرا و نذيرا لقضاء حاجة امرئ مسلم و تنفيس كربته أفضل من حجة و طواف و حجة و طواف حتى عقد عشرة ثم خلا يده و قال اتقوا الله و لا تملوا من الخير و لا تكسلوا فإن الله عز و جل و رسوله ص غنيان عنكم و عن أعمالكم و أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ عز و جل و إنما أراد الله عز و جل بلطفه سببا يدخلكم به الجنة
80- الدرة الباهرة، قال الحسين بن علي ع إن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم
81- دعوات الراوندي، قال الصادق ع إن لله عبادا من خلقه يفزع العباد إليهم في حوائجهم أولئك هم الآمنون يوم القيامة
82- نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع لا يستقيم قضاء الحوائج إلا بثلاث باستصغارها لتعظم و باستكتامها لتظهر و بتعجيلها لتهنأ
و قال ع لكميل بن زياد النخعي يا كميل مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم و يدلجوا في حاجة من هو نائم فو الذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أودع قلبا سرورا إلا و خلق الله من ذلك السرور لطفا فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل
83- عدة الداعي، عن النبي ص قال من أكرم أخاه فإنما يكرم الله فما ظنكم بمن يكرم الله عز و جل أن يفعل به
و عن إبراهيم التيمي قال كنت أطوف بالبيت الحرام فاعتمد علي أبو عبد الله ع فقال أ لا أخبرك يا إبراهيم ما لك في طوافك هذا قال قلت بلى جعلت فداك قال من جاء إلى هذا البيت عارفا بحقه فطاف به أسبوعا و صلى ركعتين في مقام إبراهيم ع كتب الله له عشرة آلاف حسنة و رفع له عشرة آلاف درجة ثم قال أ لا أخبرك بخير من ذلك قال قلت بلى جعلت فداك فقال من قضى أخاه المؤمن حاجة كان كمن طاف طوافا و طوافا حتى عد عشرا و قال أيما مؤمن سأله أخوه المؤمن حاجة و هو يقدر على قضائها و لم يقضها له سلط الله عليه شجاعا في قبره ينهش أصابعه
84- مشكاة الأنوار، قال موسى بن جعفر ع إن لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة
85- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن عيسى عن ابن محبوب عن زيد الشحام قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده فنفس كربته و أعانه على نجاح حاجته أوجب الله عز و جل له بذلك اثنتين و سبعين رحمة من الله يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته و يدخر له إحدى و سبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة و أهواله
بيان الإغاثة كشف الشدة و النصرة أخاه المؤمن أي الذي كانت إخوته لمحض الإيمان و يحتمل أن تكون الأخوة أخص من ذلك أي انعقد بينهما المواخاة ليعين كل منهما صاحبه و اللهفان صفة مشبهة كاللهثان قال في النهاية فيه اتقوا دعوة اللهفان هو المكروب يقال لهف يلهف لهفا فهو لهفان و لهف فهو ملهوف و في القاموس اللهثان العطشان و بالتحريك العطش و قد لهث كسمع و كغراب حر العطش و شدة الموت و لهث كمنع لهثا و لهاثا بالضم أخرج لسانه عطشا أو تعبا أو إعياء انتهى و كأنه هنا كناية عن شدة الاضطرار. و في النهاية الجهد بالضم الوسع و الطاقة و بالفتح المشقة و قيل المبالغة و الغاية و قيل هما لغتان في الوسع و الطاقة فأما في المشقة و الغاية فالفتح لا غير و في القاموس نفس تنفيسا و نفسا أي فرج تفريجا و قوله ع من الله من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر و ربما يقرأ من بالفتح و التشديد و الإضافة منصوبا بتقدير اطلبوا أو انظروا من الله أو مرفوعا خبر مبتدإ محذوف أي هذا من الله و على التقادير معترضة تقوية للسابق و اللاحق أو منصوب مفعولا لأجله لكتب و أقول كل ذلك تكلف بعيد
86- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من أعان مؤمنا نفس الله عز و جل عنه ثلاثا و سبعين كربة واحدة في الدنيا و ثنتين و سبعين كربة عند كربه العظمى قال حيث يتشاغل الناس بأنفسهم
إيضاح عند كربه العظمى أي في القيامة حيث يتشاغل الناس بأنفسهم أي يوم لا ينظر أحد لشدة فزعه إلى حال أحد من والد أو ولد أو حميم كما قال تعالى يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ لا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ و أمثالها كثيرة
87- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسين بن نعيم عن مسمع أبي سيار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كرب الآخرة و خرج من قبره و هو ثلج الفؤاد و من أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة و من سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم
بيان كرب الآخرة بضم الكاف و فتح الراء جمع كربة بالضم في المصباح كربه الأمر كربا شق عليه و رجل مكروب مهموم و الكربة الاسم منه و الجمع كرب مثل غرفة و غرف قوله ع و هو ثلج الفؤاد أي فرح القلب مطمئنا واثقا برحمة الله في القاموس ثلجت نفسي كنصر و فرح ثلوجا و ثلجا اطمأنت و ثلج كخجل فرح و أثلجته و قال الرحيق الخمر أو أطيبها أو أفضلها أو الخالص أو الصافي و في النهاية فيه أيما مؤمن سقي مؤمنا على ظماء سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم الرحيق من أسماء الخمر يريد خمر الجنة و المختوم المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه انتهى. و أقول إشارة إلى قوله تعالى إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ قال البيضاوي أي مختوم أوانيه بالمسك مكان الطين و لعله تمثيل لنفاسته أو الذي له ختام أي مقطع هو رائحة المسك
88- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن الرضا ع قال من فرج عن مؤمن فرج الله قلبه يوم القيامة
بيان فرج الله في بعض النسخ بالجيم و في بعضها بالحاء المهملة
-89 كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن ذريح قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربة و هو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا و الآخرة قال و من ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا و الآخرة قال و الله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه فانتفعوا بالعظة و ارغبوا في الخير
بيان قوله ع و هو معسر الضمير إما راجع إلى المؤمن الأول أو المؤمن الثاني و العسر الضيق و الشدة و الصعوبة و هو أعم من الفقر و العورة كل ما يستحي منه إذا ظهر و هي أعم من المحرمات و المكروهات و ما يشينه عرفا و عادة و العيوب البدنية و الستر في المحرمات لا ينافي نهيه عنها لكن إذا توقف النهي عن المنكر على إفشائها و ذمه عليها فالمشهور جوازه بل وجوبه فيمكن تخصيصه بغير ذلك
90- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن الحسن بن علي عن بكار بن كردم عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا مفضل اسمع ما أقول لك و اعلم أنه الحق و افعله و أخبر به علية إخوانك قلت جعلت فداك و ما علية إخواني قال الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم قال ثم قال و من قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله عز و جل له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أولها الجنة و من ذلك أن يدخل قرابته و معارفه و إخوانه الجنة بعد أن لا يكونوا نصابا و كان المفضل إذا سأل الحاجة أخا من إخوانه قال له أ ما تشتهي أن تكون من علية الإخوان
بيان كردم كجعفر بمعنى القصير و العلية بكسر العين و سكون اللام قال الجوهري فلان من علية الناس جمع رجل علي أي شريف رفيع مثل صبي و صبية و في القاموس علية الناس و عليهم مكسورين جلتهم من ذلك أولها أولها مبتدأ و من ذلك خبر و الجنة بدل أو عطف بيان لأولها أو خبر مبتدإ محذوف و يحتمل أن يكون أولها بدلا لقوله من ذلك قوله بعد أن لا يكونوا نصابا أقول الناصب في عرف الأخبار يشمل المخالفين المتعصبين في مذهبهم فغير النصاب هم المستضعفون و سيأتي تحقيقه إن شاء الله مع أن الخبر ضعيف و تعارضه الأخبار المتواترة بالمعنى
91- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن محمد بن زياد قال حدثني خالد بن يزيد عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل خلق خلقا من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ليثيبهم على ذلك الجنة فإن استطعت أن تكون منهم فكن ثم قال لنا و الله رب نعبده و لا نشرك به شيئا
بيان المنتجب المختار قوله ثم قال لنا و الله رب الظاهر أنه تنبيه للمفضل و أمثاله لئلا يطيروا إلى الغلو أو لطيرهم إليه لما ذكره جماعة من علماء الرجال أن المفضل كان يذهب مذهب أبي الخطاب في القول بربوبية الصادق ع و قد أورد الكشي روايات كثيرة في ذمه و أخبارا غزيرة في مدحه
حتى روي عن الصادق ع أنه قال هو والد بعد الوالد
و في إرشاد المفيد ما يدل على ثقته و جلالته و مدحه عندي أقوى و هذا الخبر مع أنه يحتمل وجوها أخر على هذا الوجه أيضا لا يدل على ذمه بل يحتمل أن يكون ع قال ذلك لئلا يزل لغاية محبته و معرفته بفضائلهم فينتهي حاله إلى الغلو و الارتفاع و قيل إنما قال ع ذلك لبيان وجه تخصيص الفقراء بالشيعة و تعريضا بالمخالفين أنهم مشركون لإشراكهم في الإمامة و قيل إشارة إلى أن ترك قضاء حوائج المؤمنين نوع من الشرك و لا يخفى ما فيهما و قيل هو بيان أنهم ع لا يطلبون حوائجهم إلى أحد سوى الله سبحانه و أنهم منزهون عن ذلك
92- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن محمد بن زياد عن ابن أيمن عن صدقة الأحدب عن أبي عبد الله ع قال قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة و خير من حملان ألف فرس في سبيل الله
بيان في القاموس حمله يحمله حملا و حملانا و الحملان بالضم ما يحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة انتهى و المراد هنا المصدر بمعنى حمل الغير على الفرس و بعثه إلى الجهاد أو الأعم منه و من الحج و الزيارات قال في المصباح حملت الرجل على الدابة حملا
93- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن محمد بن زياد عن صندل عن أبي الصباح الكناني قال قال أبو عبد الله ع لقضاء حاجة امرئ مؤمن أحب إلى الله من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها صاحبها مائة ألف
توضيح مائة ألف أي من الدراهم أو من الدنانير أي إذا أنفقها في غير حوائج الإخوان لئلا يلزم تفضيل الشيء على نفسه
94- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن إسماعيل بن عمار الصيرفي قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك المؤمن رحمة على المؤمن قال نعم قلت و كيف ذاك قال أيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنما ذلك رحمة الله ساقها إليه و سببها له فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها و إن رده عن حاجته و هو يقدر على قضائها فإنما رد عن نفسه رحمة من الله عز و جل ساقها إليه و سببها له و ذخر الله عز و جل تلك الرحمة إلى يوم القيامة حتى يكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها إن شاء صرفها إلى نفسه و إن شاء صرفها إلى غيره يا إسماعيل فإذا كان يوم القيامة و هو الحاكم في رحمة من الله قد شرعت له فإلى من ترى يصرفها قلت لا أظن يصرفها عن نفسه قال لا تظن و لكن استيقن فإنه لن يردها عن نفسه يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلط الله عليه شجاعا ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا
تبيان سببها له أي جعلها سببا لغفران ذنوبه و رفع درجاته أو أوجد أسبابها له قد شرعت له أي أظهرت أو سوغت أو فتحت أو رفعت له في المصباح شرع الله لنا كذا يشرعه أظهره و أوضحه و شرع الباب إلى الطريق اتصل به و شرعته أنا يستعمل لازما و متعديا و في الصحاح شرع لهم يشرع شرعا سن. قوله لا أظن يصرفها كأنه بمعنى أظن ألا يصرفها لقوله ع في جوابه لا تظن و لكن استيقن أي ليحصل لك اليقين بسبب قوله فإن التكليف باليقين مع عدم حصول أسبابه تكليف بالمحال و في القاموس الشجاع كغراب و كتاب الحية أو الذكر منها أو ضرب منها صغير و الجمع شجعان بالكسر و الضم و قال نهشه كمنعه نهسه و لسعه و عضه أو أخذه بأضراسه و بالسين أخذه بأطراف الأسنان و في المصباح نهسه الكلب و كل ذي ناب نهسا من بابي ضرب و نفع عضه و قيل قبض عليه ثم نتره فهو نهاس و نهست اللحم أخذته بمقدم الأسنان للأكل. و اختلف في جميع الباب فقيل بالسين المهملة و اقتصر عليه ابن السكيت و قيل جميع الباب بالسين و الشين نقله ابن فارس عن الأصمعي و قال الأزهري قال الليث النهش بالشين المعجمة تناول من بعيد كنهش الحية و هو دون النهس و النهس بالمهملة القبض على اللحم و نتره و عكس ثعلب فقال النهس بالمهملة يكون بأطراف الأسنان و النهش بالمعجمة بالأسنان و الأضراس و قيل يقال نهشته الحية بالشين المعجمة و نهسه الكلب و الذئب و السبع بالمهملة انتهى. و في الإبهام إبهام يحتمل اليد و الرجل و كأن الأول أظهر و قيل صيرورة الإبهام ترابا لا يأبى عن قبول النهش لأن تراب الإبهام كالإبهام في قبوله العذاب و الألم و لعل الله تعالى يخلق فيه ما يجد به الألم انتهى. و أقول يحتمل أن يكون النهس في الأجساد المثالية أو يكون النهس أولا و بقاء الألم للروح إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا أي سواء كان في القيامة مغفورا أو معذبا
95- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحكم بن أيمن عن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من طاف بالبيت أسبوعا كتب الله عز و جل له ستة آلاف حسنة و محا عنه ستة آلاف سيئة و رفع له ستة آلاف درجة قال و زاد فيه إسحاق بن عمار و قضى له ستة آلاف حاجة ثم قال و قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف و طواف حتى عد عشرا
بيان الدرجات إما درجات القرب المعنوية أو درجات الجنة لأن في الجنة درجات بعضها فوق بعض كما قال الله تعالى لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ قال القرطبي من العامة أهل السفل من الجنة ينظرون إلى من فوقهم على تفاوت منازلهم كما ينظر من بالأرض دواري السماء و عظام نجومها فيقولون هذا فلان و هذا فلان كما يقال هذا المشتري و هذا الزهرة
و يدل عليه ما روي عن النبي ص أنه قال إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة كما تراءون الكوكب في السماء
96- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله ع قال ما قضى مسلم لمسلم حاجته إلا ناداه الله تبارك و تعالى علي ثوابك و لا أرضى لك بدون الجنة
بيان المراد بالمسلم المؤمن فيهما
97- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن سعدان بن مسلم عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال قال من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب الله عز و جل له ستة آلاف حسنة و محا عنه ستة آلاف سيئة و رفع له ستة آلاف درجة حتى إذا كان عند الملتزم فتح الله له سبعة أبواب من أبواب الجنة قلت جعلت فداك هذا الفضل كله في الطواف قال نعم و أخبرك بأفضل من ذلك قضاء حاجة المسلم أفضل من طواف و طواف حتى بلغ عشرا
بيان الملتزم المستجار مقابل باب الكعبة سمي به لأنه يستحب التزامه و إلصاق البطن به و الدعاء عنده و قيل المراد به الحجر الأسود أو ما بينه و بين الباب أو عتبة الباب و كأنه أخذ بعضه من قول صاحب المصباح حيث قال التزمته اعتنقته فهو ملتزم و منه يقال لما بين الباب و الحجر الأسود الملتزم لأن الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم انتهى و هو إنما فسره بذلك لأنهم لا يعدون الوقوف عند المستجار مستحبا و هو من خواص الشيعة و ما فسره به هو الحطيم عندنا و بالجملة هذه التفاسير نشأت من عدم الأنس بالأخبار و لا يبعد أن يكون المراد بالكون عند الملتزم بلوغه في الشوط السابع فإن الالتزام فيه آكد فيكون فتح سبعة أبواب لتلك المناسبة و ما سيأتي نقلا عن ثواب الأعمال بسند آخر عن إسحاق هكذا حتى إذا صار إلى الملتزم فتح الله له ثمانية أبواب الجنة يقال له ادخل من أيها شئت هو أظهر و تأنيث العشر لتقدير المرات
98- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن إبراهيم الخارقي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند الله حتى تقضى له كتب الله عز و جل له بذلك مثل أجر حجة و عمرة مبرورتين و صوم شهرين من أشهر الحرم و اعتكافهما في المسجد الحرام و من مشى فيها بنية و لم يقض كتب الله بذلك له مثل حجة مبرورة فارغبوا بالخير
بيان حتى تقضى بالتاء على بناء المفعول أو بالياء على بناء الفاعل و في بعض النسخ حتى يقضيها شهرين من أشهر الحرم أي متواليين ففيه تجوز أي ما سوى العيد و أيام التشريق لمن كان بمنى و مع عدم قيد التوالي لا إشكال و يدل على استحباب الصوم في الأشهر الحرم و فضله و الأشهر الحرم هي التي يحرم فيها القتال و هي رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و يدل على فضل الاعتكاف فيها أيضا و عدم اختصاص الاعتكاف بشهر رمضان. فإن قيل الفرق بين القضاء و عدمه في الثواب مشكل إذ السعي مشترك و القضاء ليس باختياره قلت يمكن حمله على ما إذا لم يبذل الجهد و لذلك لم تقض لا سيما إذا قرئ الفعلان على بناء المعلوم مع أنه يمكن أن يكون مع عدم الاختلاف في السعي أيضا الثواب متفاوتا فإن الثواب ليس بالاستحقاق بل بالتفضل و تكون إحدى الحكم فيه أن يبذلوا الجهد في القضاء و لا يكتفوا بالسعي القليل
99- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن محمد بن أورمة عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع تنافسوا في المعروف لإخوانكم و كونوا من أهله فإن للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عز و جل به ملكين واحدا عن يمينه و آخر عن شماله يستغفرون له ربه و يدعون بقضاء حاجته ثم قال و الله لرسول الله ص أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة
بيان قال في النهاية التنافس من المنافسة و هي الرغبة في الشيء و الانفراد به و هو من الشيء النفيس الجيد في نوعه و نافست في الشيء منافسة و نفاسا إذا رغبت فيه و قال المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى و التقرب إليه و الإحسان إلى الناس و حسن الصحبة مع الأهل و غيرهم من الناس قوله فإن العبد كان التعليل لفضل المعروف في الجملة لا لخصوص الدخول من باب المعروف و قيل حاجته التي يدعو أن حصولها له هي الدخول من باب المعروف و لا يخفى بعده و يحتمل أن يكون الفاء للتعقيب الذكري أو بمعنى الواو و كونه ص أسر لأنه أعلم بحسن الخيرات و عواقبها أو لأن سروره من جهتين من جهة القاضي و المقضي له معا و كان الضمير في وصلت راجع إلى القضاء و التأنيث باعتبار المضاف إليه و قيل راجع إلى الحاجة و إذا للشرط لا لمحض الظرفية و الغرض تقييد المؤمن بالكامل فإن حاجته حاجة رسول الله ص. أقول هذا إذا كان ضمير إليه راجعا إليه ص و يحتمل رجوعه إلى المؤمن
100- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن بعض أصحابه عن أبي جعفر ع قال و الله لأن أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة و رقبة و رقبة و مثلها و مثلها حتى بلغ عشرا و مثلها و مثلها حتى بلغ السبعين و لأن أعول أهل بيت من المسلمين أسد جوعتهم و أكسو عورتهم و أكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة و حجة و حجة و مثلها و مثلها حتى بلغ عشرا و مثلها و مثلها حتى بلغ السبعين
إيضاح الظاهر أن ضمير مثلها في الأولين راجع إلى الرقبة و في الأخيرين إلى العشر و قوله حتى بلغ في الموضعين كلام الراوي أي قال مثلها سبع مرات في الموضعين فصار المجموع سبعين و يحتمل كونه كلام الإمام و يكون بلغ بمعنى يبلغ و قيل ضمير مثلها في الأول و الثاني راجع إلى ثلاث رقبات فيصير ثلاثين و ضمير مثلها في الثالث و الرابع راجع إلى الثلاثين فيصير الحاصل مضروب الثلاثين في السبعين فيصير ألفين و مائة و مجموع الثواب مضروب هذا في نفسه أي عتق أربعة آلاف ألف و أربعمائة ألف و عشرة آلاف رقبة قوله ع لأن أعول قال الجوهري عال عياله يعولهم عولا و عيالة أي قاتهم و أنفق عليهم يقال علته شهرا إذا كفيته معاشه أسد جوعتهم أي بأن أسد
101- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي علي صاحب الشعير عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال أوحى الله عز و جل إلى موسى ع أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فأحكمه في الجنة فقال موسى يا رب و ما تلك الحسنة قال يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت أم لم تقض
بيان قوله ع قضيت أم لم تقض محمول على ما إذا لم يقصر في السعي كما مر مع أن الاشتراك في دخول الجنة و التحكيم فيها لا ينافي التفاوت بحسب الدرجات
102- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع يقول من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله تبارك و تعالى ساقها إليه فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا و هو موصول بولاية الله و إن رده عن حاجته و هو يقدر على قضائها سلط الله عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا فإن عذره الطالب كان أسوأ حالا
تبيان فإن قبل ذلك فقد وصله الضمير المنصوب في وصله راجع إلى مصدر قبل و الولاية بالكسر و الفتح المحبة و الإضافة في الموضعين إلى الفاعل و يحتمل الإضافة إلى المفعول أيضا أي يصير سببا لقبول ولايته لنا و كمالها و مغفورا حال مقدرة عن مفعول ينهشه قوله ع فإن عذره الطالب قال في المصباح عذرته فيما صنع عذرا من باب ضرب رفعت عنه اللوم فهو معذور أي غير ملوم و أعذرته بالألف لغة و قوله كان أسوأ حالا يحتمل وجهين الأول أن يكون اسم كان ضميرا راجعا إلى المعذور و كونه أسوأ حالا لأنه حينئذ يكون الطالب من كمل المؤمنين و رد حاجته يكون أقبح و أشد و بعبارة أخرى لما كان العاذر لحسن خلقه و كرمه أحق بقضاء الحاجة ممن لا يعذر فرد حاجته أشنع و الندم عليه أدوم و الحسرة عليه أعظم أو لأنه إذا عذره لا يشكوه و لا يغتابه فيبقى حقه عليه سالما إلى يوم الحساب. و يروى عن بعض الفضلاء لمن كان قريبا من عصرنا أنه قال المراد بالعذر إسقاط حق الآخرة و كونه أسوأ لأنه زيدت عليه المنة و لا ينفعه و قال بعض الأفاضل من تلامذته لتوجيه كلامه هذا مبني على أن عذاب القبر لا يسقط بإسقاطه إذ هو حق الله كما صرح به الشيخ قدس الله روحه في الاقتصار حيث قال كل حق ليس لصاحبه قبضه ليس له إسقاطه كالطفل و المجنون لما لم يكن لهما استيفاؤه لم يكن لهما إسقاطه و الواحد منا لما لم يكن له استيفاء ثوابه و عوضه في الآخرة لم يسقط بإسقاطه فعلم بذلك أن الإسقاط تابع للاستيفاء فمن لم يملك أحدهما لم يملك الآخر انتهى. و الثاني أن يكون الضمير راجعا إلى الطالب كما فهمه المحدث الأسترآبادي رحمه الله حيث قال أي كان الطالب أسوأ حالا لتصديقه الكاذب و لتركه النهي عن المنكر و الأول أظهر
104- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي عن أبي جعفر ع قال إن المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه فيدخله الله تبارك و تعالى بهمه الجنة
105- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال قال مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له عشر حسنات و يمحى عنه عشر سيئات و يرفع له عشر درجات قال و لا أعلمه إلا قال و تعدل عشر رقاب و أفضل من اعتكاف شهر في المسجد الحرام
بيان يكتب له على بناء المفعول و العائد محذوف أو على بناء الفاعل و الإسناد على المجاز و لا أعلمه أي لا أظنه و يمكن أن يستدل به على جواز كون السنة أفضل من الواجب لأن السعي مستحب غالبا و الاعتكاف يشمل الواجب أيضا مع أن المستحب أيضا ينتهي إلى الواجب في كل ثالثة على المشهور كما سيأتي إن شاء الله و نظائره كثيرة
106- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن ع يقول إن لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة و من أدخل على مؤمن سرورا فرح الله قلبه يوم القيامة
بيان الظاهر أن الأجر مترتب على السعي فقط و يحتمل ترتبه على السعي و القضاء معا و الحصر المستفاد من اللام مع تأكيده بضمير الفصل على المبالغة أو إضافي بالنسبة إلى من تركه أو إلى بعض الناس و أعمالهم و تفريح القلب كشف الغم عنه و إدخال السرور فيه
107- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبي عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفر ع من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة و سبعين ألف ملك و لم يرفع قدما إلا كتب الله له حسنة و حط عنه بها سيئة و يرفع له بها درجة فإذا فرغ من حاجته كتب الله عز و جل له بها أجر حاج و معتمر
بيان أظله الله أي يجعلهم طائرين فوق رأسه حتى يظلوه لو كان لهم ظل أو يجعله في ظلهم أي في كنفهم و حمايتهم فإذا فرغ من حاجته أي من السعي فيها قضيت أم لم تقض و ربما يخص بعدم القضاء لرواية أبي بصير الآتية و قيل يدل ظاهره على أن الأجر المذكور قبله للمشي في قضاء الحاجة و أجر الحاج و المعتمر لقضاء الحاجة
108- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن هارون بن خارجة عن صدقة رجل من أهل حلوان عن أبي عبد الله ع قال لأن أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحب إلي من أن أعتق ألف نسمة و أحمل في سبيل الله على ألف فرس مسرجة ملجمة
بيان في المصباح حلوان أي بالضم بلد مشهور من سواد العراق و هي آخر مدن العراق و بينها و بين بغداد نحو خمس مراحل و هي من طرف العراق من الشرق و القادسية من طرفه من الغرب قيل سميت باسم بانيها و هو حلوان بن عمران بن الحارث بن قضاعة و أحمل في سبيل الله أي أركب ألف إنسان على ألف فرس كل منها شد عليه السرج و ألبس اللجام و أبعثها في الجهاد و مسرجة و ملجمة اسما مفعول من بناء الإفعال
109- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله ع قال ما من مؤمن يمشي لأخيه المسلم في حاجة إلا كتب الله عز و جل له بكل خطوة حسنة و حط بها عنه سيئة و رفع له بها درجة و زيد بعد ذلك عشر حسنات و شفع في عشر حاجات
بيان و زيد بعد ذلك أي لكل خطوة و قيل للجميع و شفع على بناء المجهول من التفعيل أي قبلت شفاعته أي استجيب دعاؤه في عشر حاجات من الحوائج الدنيوية و الأخروية
110- كا، ]الكافي[ عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب الخزاز عن أبي عبد الله ع قال من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه الله كتب الله عز و جل له ألف ألف حسنة يغفر فيها لأقاربه و جيرانه و إخوانه و معارفه و من صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه بإذن الله عز و جل إلا أن يكون ناصبيا
بيان قوله ع يغفر فيها أي بسبب تلك الحسنات فإنها تذهب السيئات و قد ورد في بعض الأخبار أنها إذا زيدت على سيئاته تذهب سيئات أقاربه و معارفه أو المعنى يغفر معها فيكون علاوة للحسنات و يؤيده بعض الروايات و كان الاختلافات الواردة في الروايات في أجور قضاء حاجة المؤمن محمولة على اختلاف النيات و مراتب الإخلاص فيها و تفاوت الحاجات في الشدة و السهولة و اختلاف ذوي الحاجة في مراتب الحاجة و الإيمان و الصلاح و اختلاف السعاة في الاهتمام و السعي و أمثال ذلك و عدم تضرر المؤمن بدخول النار لأمره تعالى بكونها عليه بردا و سلاما
111- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى الله على يديه قضاءها كتب الله له حجة و عمرة و اعتكاف شهرين في المسجد الحرام و صيامهما فإن اجتهد فيها و لم يجر الله قضاءها على يديه كتب الله عز و جل له حجة و عمرة
بيان يدل على أن مع قضاء الحاجة ثواب الساعي أكثر مما إذا لم تقض و إن لم يتفاوت السعي و لم يقصر في الاهتمام و لا استبعاد في ذلك و قد مر مثله في حديث إبراهيم الخارقي لكن لم يكن فيه ذكر العمرة و يمكن أن يراد بالحجة فيه الحجة التي دخلت العمرة فيها أي التمتع أو حجة كاملة لتقييدها بالمبرورة أو يحمل على اختلاف العمل كما مر
112- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال كفى بالمرء اعتمادا على أخيه أن ينزل به حاجته
إيضاح كفى بالمرء الظاهر أن الباء زائدة و اعتمادا تمييز و قوله أن ينزع على بناء الإفعال بدل اشتمال للمرء و قال بعض الأفاضل الباء في قوله بالمرء بمعنى في و الظرف متعلق بكفى و اعتمادا تميز عن نسبة كفى إلى المرء و أن ينزل فاعل كفى انتهى. و أقول له وجه لكن ما ذكرناه أنسب بنظائره الكثيرة الواردة في القرآن المجيد و غيره و بالجملة فيه ترغيب عظيم في قضاء حاجة المؤمن إذا سأله قضاءها فإن إظهاره حاجته عنده يدل على غاية اعتماده على إيمانه و وثوقه بمحبته و مقتضى ذلك أن لا يكذبه في ظنه و لا يخيبه في رجائه برد حاجته أو تقصيره في قضائها
-113 كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه عن صفوان الجمال قال كنت جالسا مع أبي عبد الله ع إذ دخل عليه رجل من أهل مكة يقال له ميمون فشكا إليه تعذر الكراء عليه فقال لي قم فأعن أخاك فقمت معه فيسر الله كراه فرجعت إلى مجلسي فقال أبو عبد الله ع ما صنعت في حاجة أخيك فقلت قضاها الله بأبي أنت و أمي فقال أما إنك إن تعين أخاك المسلم أحب إلي من طواف أسبوع بالبيت مبتدئا ثم قال إن رجلا أتى الحسن بن علي ع فقال بأبي أنت و أمي أعني على قضاء حاجة فانتقل و قام معه فمر على الحسين ع و هو قائم يصلي فقال ع أين كنت عن أبي عبد الله تستعينه على حاجتك قال قد فعلت بأبي أنت و أمي فذكر أنه معتكف فقال له أما إنه لو أعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا
تبيان فشكا إليه تعذر الكراء عليه الكراء بالكسر و المد أجر المستأجر عليه و هو في الأصل مصدر كاريته و المراد بتعذر الكراء إما تعذر الدابة التي يكتريها أو تعذر من يكتري دوابه بناء على كونه مكاريا أو عدم تيسر أجرة المكاري له و كل ذلك مناسب لحال صفوان الراوي و أما بالفتح و التخفيف و أن بالفتح مصدرية و ليس في بعض النسخ و قوله مبتدئا إما حال عن فاعل قال أي قال ع ذلك مبتدئا قبل أن أسأله عن أجر من قضى حاجة أخيه أو عن فاعل الطواف أو هو على بناء اسم المفعول حالا عن الطواف و على التقديرين الأخيرين لإخراج طواف الفريضة و قيل حال عن فاعل تعين أي تعين مبتدئا أو تميز عن نسبة أحب إلى الإعانة أي أحب من حيث الابتداء يعني قبل الشروع في الطواف لا بعده و لا يخفى ما فيهما لا سيما الأخير تستعينه أي لتستعينه أو هو حال. فإن قيل كيف لم يختر الحسين ع إعانته مع كونها أفضل قلت يمكن أن يجاب عن ذلك بوجوه الأول أنه يمكن أن يكون له ع عذر آخر لم يظهره للسائل و لذا لم يذهب معه فأفاد الحسن ع ذلك لئلا يتوهم السائل أن الاعتكاف في نفسه عذر في ترك هذا فالمعنى لو أعانك مع عدم عذر آخر كان خيرا. الثاني أنه لا استبعاد في نقص علم إمام قبل إمامته عن إمام آخر في حال إمامته أو اختيار الإمام ما هو أقل ثوابا لا سيما قيل الإمامة. الثالث ما قيل إنه لم يفعل ذلك لإيثار أخيه على نفسه صلوات الله عليهما في إدراك ذلك الفضل. الرابع أن فعلت بمعنى أردت الاستعانة و قوله ع فذكر على بناء المجهول أي ذكر بعض خدمه أو أصحابه أنه معتكف فلذا لم أذكر له. ثم اعلم أن قضاء الحاجة من المواضع التي جوز الفقهاء خروج المعتكف فيها عن محل اعتكافه إلا أنه لا يجلس بعد الخروج و لا يمشي تحت الظل اختيارا على المشهور و لا يجلس تحته على قول
114- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن الحسن بن علي عن أبي جميلة عن ابن سنان قال قال أبو عبد الله ع قال الله عز و جل الخلق عيالي فأحبهم إلي ألطفهم بهم و أسعاهم في حوائجهم
بيان كونهم عياله تعالى لضمانه أرزاقهم
115- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي عمارة قال كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني قال كرر علي حديثك فأحدثه قلت روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم
بيان أبو عمارة كنية لجماعة أكثرهم من أصحاب الباقر ع و كلهم مجاهيل و حماد بن أبي حنيفة أيضا مجهول و الظاهر أنه كان يسأل تكرار هذا الحديث بعينه لالتذاذه بسماعه أو ليؤثر فيه فيحثه على العمل به و قيل المراد به جنس الحديث فذكر له يوما هذا الحديث و هو بعيد. قوله روينا هو على الأشهر بين المحدثين على بناء المجهول من التفعيل قال في المغرب الرواية بعير السقاء لأنه يروى الماء أو يحمله و منه راوي الحديث و راويته و التاء للمبالغة يقال روى الشعر و الحديث رواية و رويته إياه حملته على روايته و منه أنا روينا في الأخبار. و في المصباح عنيت بأمر فلان بالبناء للمفعول عناية و عنيا شغلت به و لتعن بحاجتي أي لتكن حاجتي شاغلة لسرك و ربما يقال عنيت بأمره بالبناء للفاعل فأنا عان و عني يعنى من باب تعب إذا أصابته مشقة و الاسم العناء بالمد انتهى فيمكن أن يكون من العناء بمعنى المشقة أو من العناية و الاعتناء بمعنى الاهتمام بالأمر و اشتغالهم بذلك بعد بلوغهم الغاية إما لكونها أرفع العبادات و أشرفها فإن الإنسان يترقى في العبادات حتى يبلغ أقصى مراتبها أو لأن النفس لا تنقاد لهذه العبادة الشاقة إلا بعد تزكيتها و تصفيتها بسائر العبادات و الرياضات أو لأن إصلاح النفس مقدم على إصلاح الغير و إعانته
116- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم
بيان من أصبح أي دخل في الصباح لا يهتم بأمور المسلمين أي لا يعزم على القيام بها و لا يقوم بها مع القدرة عليه في الصحاح أهمني الأمر إذا أقلقك و حزنك و المهم الأمر الشديد و الاهتمام الاغتمام و اهتم له بأمره و في المصباح اهتم الرجل بالأمر قام به فليس بمسلم أي كامل الإسلام و لا يستحق هذا الاسم و إن كان المراد عدم الاهتمام بشيء من أمورهم لا يبعد سلب الاسم حقيقة لأن من جملتها إعانة الإمام و نصرته و متابعته و إعلان الدين و عدم إعانة الكفار على المسلمين و على التقادير المراد بالأمور أعم من الأمور الدنيوية و الأخروية و لو لم يقدر على بعضها فالعزم التقديري عليه حسنة يثاب عليها كما مر
-117 كا، ]الكافي[ بالإسناد المتقدم قال قال رسول الله ص أنسك الناس نسكا أنصحهم جيبا و أسلمهم قلبا لجميع المسلمين
إيضاح قال في النهاية النسك و النسك الطاعة و العبادة و كل ما تقرب به إلى الله تعالى و النسك ما أمرت به الشريعة و الورع ما نهت عنه و الناسك العابد و سئل ثعلب عن الناسك ما هو فقال هو مأخوذ من النسيكة و هي سبيكة الفضة المصفاة كأنه صفى نفسه لله تعالى و قال النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له و ليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة غيرها و أصل النصح في اللغة الخلوص يقال نصحته و نصحت له و معنى نصيحة الله صحة الاعتقاد في وحدانيته و إخلاص النية في عبادته و النصيحة لكتاب الله هو التصديق به و العمل بما فيه و نصيحة رسول الله ص التصديق بنبوته و رسالته و الانقياد لما أمر به و نهى عنه و نصيحة الأئمة أن يطيعهم في الحق و نصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم و في الصحاح رجل ناصح الجيب أي نقي القلب و في القاموس رجل ناصح الجيب لا غش فيه انتهى و نسكا و جيبا تميزان و نسبة الأنسك إلى النسك للمبالغة و المجاز كجد جده و أسلمهم قلبا أي من الحقد و الحسد و العداوة
118- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن علي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول عليك بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه
توضيح النصح لله في خلقه الخلوص في طاعة الله فيما أمر به في حق خلقه من إعانتهم و هدايتهم و كف الأذى عنهم و ترك الغش معهم أو المراد النصح للخلق خالصا لله فلن تلقاه أي عند الموت أو في القيامة بعمل أي مع عمل
119- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن محمد بن القاسم الهاشمي عن أبي عبد الله ع قال من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم
120- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة عن عمه عاصم الكوزي عن أبي عبد الله ع أن النبي ص قال من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم و من يسمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم
بيان اللام المفتوحة في للمسلمين للاستغاثة
121- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الخلق عيال الله فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله و أدخل على أهل بيت سرورا
بيان الخلق عيال الله العيال بالكسر جمع عيل كجياد و جيد و هم من يمونهم الإنسان و يقوم بمصالحهم فاستعير لفظ العيال للخلق بالنسبة إلى الخالق فإنه خالقهم و المدبر لأمورهم و المقدر لأحوالهم و الضامن لأرزاقهم فأحب الخلق إلى الله أي أرفعهم منزلة عنده و أكثرهم ثوابا من نفع عيال الله بنعمة أو بدفع مضرة أو إرشاد و هداية أو تعليم أو قضاء حاجة و غير ذلك من منافع الدين و الدنيا و فيه إشعار بحسن هذا الفعل فإنه تكفل ما ضمن الله لهم من أمورهم و إدخال السرور على أهل بيت إما المراد به منفعة خاصة تعم الرجل و أهل بيته و عشائره أو تنبيه على أن كل منفعة توصله إلى أحد من المؤمنين يصير سببا لإدخال السرور على جماعة من أهل بيته
122- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة قال حدثني من سمع أبا عبد الله ع يقول سئل رسول الله ص من أحب الناس إلى الله قال أنفع الناس للناس
123- كا، ]الكافي[ عن البرقي عن علي بن الحكم عن مثنى بن الوليد الحناط عن فطر بن خليفة عن عمر بن علي بن الحسين عن أبيه ع قال قال رسول الله ص من رد على قوم من المسلمين عادية ماء أو نار أوجبت له الجنة
إيضاح قوله ع عادية ماء في القاموس العدي كغني القوم يعدون لقتال أو أول من يحمل من الرجالة كالعادية فيهما أو هي للفرسان و قال العادية الشغل يصرفك عن الشيء و عداه عن الأمر صرفه و شغله و عليه وثب و عدا عليه ظلمه و العادي العدو و في الصحاح دفعت عنك عادية فلان أي ظلمه و شره انتهى. و أقول يمكن أن يقرأ في الخبر بالإضافة أي ضرر ماء أي سيل أو نار وقعت في البيوت بأن أعان على دفعهما و أوجبت على بناء المجهول و أن يقرأ عادية بالتنوين و ماء و نارا أيضا كذلك بالبدلية أو عطف البيان و وجبت على بناء المجرد فإطلاق العادية عليهما على الاستعارة بأحد المعاني المتقدمة و الأول أظهر
124- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قال قولوا للناس حسنا و لا تقولوا إلا خيرا حتى تعلموا ما هو
بيان قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قال الطبرسي ره اختلف فيه فقيل هو القول الحسن الجميل و الخلق الكريم و هو مما ارتضاه الله و أحبه عن ابن عباس و قيل هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عن سفيان و قال الربيع بن أنس أي معروفا
و روى جابر عن أبي جعفر ع في قوله قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قال قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف و يحب الحليم العفيف المتعفف
ثم اختلف فيه من وجه آخر فقيل هو عام في المؤمن و الكافر على ما روي عن الباقر ع و قيل هو خاص في المؤمن و اختلف من قال إنه عام فقال ابن عباس و قتادة إنه منسوخ بآية السيف و قال الأكثرون إنها ليست بمنسوخة لأنه يمكن قتالهم مع حسن القول في دعائهم إلى الإيمان انتهى و في تفسير العسكري قال الصادق ع قولوا للناس حسنا أي للناس كلهم مؤمنهم و مخالفهم أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه و أما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان فإن بأيسر من ذلك يكف شرورهم عن نفسه و عن إخوانه المؤمنين. و لا تقولوا إلا خيرا إلخ قيل يعني لا تقولوا لهم إلا خيرا ما تعلموا فيهم الخير و ما لم تعلموا فيهم الخير فأما إذا علمتم أنه لا خير فيهم و انكشف لكم عن سوء ضمائرهم بحيث لا تبقى لكم مرية فلا عليكم أن لا تقولوا خيرا و ما تحتمل الموصولية و الاستفهام و النفي و قيل حتى تعلموا متعلق بمجموع المستثنى و المستثنى منه أي من اعتاد بقول الخير و ترك القبيح يظهر له فوائده. أقول و يحتمل أن يكون حتى تعلموا بدلا أو بيانا للاستثناء أي إلا خيرا تعلموا خيريته إذ كثيرا ما يتوهم الإنسان خيرية قول و هو ليس بخير
125- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن ابن أبي نجران عن أبي جميلة عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال في قول الله عز و جل وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً قال قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال فيكم
بيان يومي إلى أن المراد بقوله قولوا للناس قولوا في حق الناس لا مخاطبتهم بذلك و الحديث السابق يحتمل الوجهين
126- كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن رجل عن أبي عبد الله ع قال في قول الله عز و جل وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ قال نفاعا
بيان و جعلني مباركا قال البيضاوي نفاعا معلم الخير و قال الطبرسي ره أي جعلني معلما للخير عن مجاهد و قيل نفاعا حيثما توجهت و البركة نماء الخير و المبارك الذي ينمي الخير به و قيل ثابتا دائما على الإيمان و الطاعة و أصل البركة الثبوت عن الجبائي