1- فلاح السائل، يكبر تكبيرة الإحرام و يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يقرأ سورة الحمد و سورة اقرأ في كل ركعة مع قل هو الله و إنا أنزلناه و آية الكرسي فقد قدمنا فضيلة ذلك عند ذكرنا نوافل الزوال و أوضحناه فإذا قرأ الحمد و ما ذكرناه تمم صلاة ركعتين كما قدمناه في نوافل الزوال و سهلناه فإذا سلم من الركعتين الأوليين من نوافل العصر و سبح تسبيح الزهراء ع كما قررناه قال اللهم إنه لا إله إلا أنت الحي القيوم العلي العظيم الحكيم الكريم الخالق الرازق المحيي المميت البديء البديع لك الحمد و لك الكرم و لك المن و لك الجود و لك الأمر وحدك لا شريك لك يا واحد يا أحد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ لم يتخذ صاحبة و لا ولدا صل على محمد و آله و افعل بي كذا و كذا ثم تقول يا عدتي في كربتي يا صاحبي في شدتي و يا مونسي في وحدتي و يا ولي نعمتي و يا إلهي و إله آبائي الأولين إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و رب موسى و عيسى و محمد و آله عليه و عليهم السلام صل على محمد و آله و افعل بي كذا و كذا و تذكر ما تريد
توضيح البديء أي المبدئ الموجد لما سواه من كتم العدم البديع أي المبدع خالق الخلائق لا على مثال سابق و قيل لم يجئ فعيل بمعنى مفعل و جعل هذا من قبيل الوصف بحال المتعلق و لا يخفى أن عدم الإضافة في أمثال هذه الأدعية يأبى عن هذا الوجه كما قيل
2- فلاح السائل، الدعاء بعد التسليمة الثانية أرويه بإسنادي إلى محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن حفص عن محمد بن مسلم قال قلت له علمني دعاء فقال فأين أنت من دعاء الإلحاح فقال له فما دعاء الإلحاح فقال اللهم رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع و ما فيهن و ما بينهن و رب العرش العظيم و رب جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و رب السبع المثاني و القرآن العظيم و رب محمد خاتم النبيين صل على محمد و آله و أسألك باسمك الأعظم الذي به تقوم السماء و الأرض و به تحيي الموتى و به تميت الأحياء و به تفرق بين الجمع و تجمع بين المتفرق و به أحصيت عدد الآجال و وزن الجبال و كيل البحار أسألك يا من هو كذلك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا و سل حاجتك و ألح في الطلب فإنه دعاء النجاح
أقول و فيه ألفاظ من غير هذه الرواية. بيان ذكر الشيخ هذه الأدعية بغير سند و أضاف السيد هذا السند ليعلم أنه غير مختص بالتعقيب و الشيخ أومأ في آخر الدعاء إليه و الشيخ كثيرا ما يذكر الأدعية المطلقة عقيب الصلوات لأنه أفضل الأوقات و فيه ما فيه. قوله رب السبع المثاني هي سورة الفاتحة و لتسميتها بذلك وجوه منها أنها تثنى في كل صلاة مفروضة و منها اشتمال كل من آياتها السبع على الثناء على الله سبحانه و منها أنها قد تثنى نزولها فمرة بمكة حين فرضت الصلاة و أخرى بالمدينة حين حولت القبلة و فيه كلام مذكور في محله
3- فلاح السائل، الدعاء بعد التسليمة الثالثة ذكره جدي أبو جعفر الطوسي رحمة الله عليه اللهم إني أدعوك بما دعاك به عبدك ذو النون إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فاستجبت له و نجيته من الغم فإنه دعاك و هو عبدك و أنا أدعوك و أنا عبدك و سألك و هو عبدك و أنا أسألك و أنا عبدك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تستجيب لي كما استجبت له و أدعوك بما دعاك به عبدك أيوب إذ مسه الضر فدعاك أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فاستجبت له و كشفت ما به من ضر و آتيته أهله و مثلهم معهم فإنه دعاك و هو عبدك و أنا أدعوك و أنا عبدك و سألك و هو عبدك و أنا أسألك و أنا عبدك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفرج عني كما فرجت عنه و أن تستجيب لي كما استجبت له و أدعوك بما دعاك به يوسف إذ فرقت بينه و بين أهله و إذ هو في السجن فإنه دعاك و هو عبدك و أنا أدعوك و أنا عبدك و سألك و هو عبدك و أنا أسألك و أنا عبدك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفرج عني كما فرجت عنه و أن تستجيب لي كما استجبت له صل على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا و تذكر حاجتك الدعاء بعد التسليمة الرابعة
أقول هذا دعاء جليل و رويناه من طرق فنذكر منها طريقين فبين طرقه زيادة و نقصان فالطريق الأولى روينا بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الدعاء من كتاب الكافي قال محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد قال كتب علي بن نصر يسأله أن يكتب في أسفل كتابه دعاء يعلمه إياه يدعو به فيعصم من الذنوب جامعا للدنيا و الآخرة فكتب ع بخطه يا من أظهر الجميل و ستر القبيح و لم يهتك الستر عني يا كريم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى و يا منتهى كل شكوى يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدئ كل نعمة قبل استحقاقها يا رباه يا سيداه يا مولاياه يا غايتاه صل على محمد و أهل بيته و أسألك أن لا تجعلني في النار ثم تسأل ما بدا لك
أقول و هذه ألفاظ هذا الدعاء نقلته من نسخه قد كانت للشيخ أبي جعفر الطوسي و عليها خط أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن عبيد الله تاريخه صفر سنة إحدى عشرة و أربع مائة و قد قابلها جدي أبو جعفر الطوسي و أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله و صححاها
أقول و أما رواية جدي أبي جعفر الطوسي لدعاء التسليمة الرابعة من نوافل العصر فإنه رحمه الله قال ما هذا لفظه الدعاء بعد التسليمة الرابعة يا من أظهر الجميل و ستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر يا عظيم العفو يا حسن التجاوز يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل حاجة يا واسع المغفرة يا مفرج كل كربة يا مقيل العثرات يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه يا سيداه يا غاية رغبتاه أسألك بك و بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و القائم المهدي الأئمة الهادية ع أن تصلي على محمد و آل محمد و أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار و أن تفعل بي ما أنت أهله و تذكر ما تريد و قل أيضا الله الله ربي حقا حقا اللهم أنت لكل عظيمة و أنت لهذه الأمور فصل على محمد و آله و اكفنيها يا حسن البلاء عندي يا قديم العفو عني يا من لا غنى بشيء عنه و يا من لا بد لكل شيء منه يا من رزق كل شيء عليه يا من مصير كل شيء إليه صل على محمد و آل محمد و تولني و لا تولني غيرك أحدا من شرار خلقك و كما خلقتني فلا تضيعني اللهم إني أدعوك لهم لا يفرجه غيرك و لرحمة لا تنال إلا بك و لكرب لا يكشفه سواك و لمغفرة لا تبلغ إلا بك و لحاجة لا يقضيها إلا أنت اللهم فكما كان من شأنك إلهامي الدعاء فليكن من شأنك الإجابة فيما دعوتك له و النجاة فيما فزعت إليك منه اللهم إن لا أكن أهلا أن أبلغ رحمتك فإن رحمتك أهل أن تبلغني لأنها وسعت كل شيء و أنا شيء فلتسعني رحمتك يا إلهي يا كريم اللهم إني أسألك بوجهك الكريم أن تصلي على محمد و آله و أن تعطيني فكاك رقبتي من النار و توجب لي الجنة برحمتك و تزوجني من الحور العين بفضلك و تعيذني من النار بطولك و تجيرني من غضبك و سخطك علي و ترضيني بما قسمت لي و تبارك لي فيما أعطيتني و تجعلني لأنعمك من الشاكرين اللهم صل على محمد و آل محمد و امنن علي بذلك و ارزقني حبك و حب كل من أحبك و حب كل عمل يقربني إلى حبك و من علي بالتوكل عليك و التفويض إليك و الرضا بقضائك و التسليم لأمرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت يا أرحم الراحمين و صلى الله على محمد و آله و افعل بي كذا و كذا مما نحب
بيان هذه الأدعية أوردها الشيخ رحمه الله في تعقيب هذه النوافل و تبعه غيره و يظهر من القرائن عدم اختصاصها بتلك النوافل كما أومأ إليه السيد رضي الله عنه و سيأتي للدعاء المروي عن الكافي أسانيد جمة في كتاب الدعاء و لا اختصاص لشيء منها بهذا الموضع. يا من أظهر الجميل قال الشيخ البهائي قدس سره روي في تأويله عن الصادق ع ما من مؤمن إلا و له مثال في العرش فإذا اشتغل بالركوع و السجود و نحوها فعل مثاله مثل فعله فعند ذلك تراه الملائكة فيصلون و يستغفرون له و إذا اشتغل العبد بمعصية أرخى الله على مثاله سترا لئلا تطلع الملائكة عليها فهذا تأويل يا من أظهر الجميل و ستر القبيح. يا من لم يؤاخذ بالجريرة أي لم يعجل عقوبة المعصية في الدنيا حلما و كرما لعل العاصي يتوب منها فيسلم من عقابها و الصفح التجاوز عن الذنوب و النجوى الكلام الخفي أن لا تشوه خلقي أي لا تقبح خلقي بالنار
4- العيون، بالإسناد المتقدم عن رجاء بن أبي الضحاك قال كان الرضا ع في طريق خراسان إذا رفع رأسه يعني من سجدة الشكر بعد صلاة الظهر قام فصلى ست ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد لله و قل هو الله أحد و يسلم في كل ركعتين و يقنت في ثانية كل ركعتين قبل الركوع و بعد القراءة ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين و يقنت في الثانية فإذا سلم قام و صلى العصر فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله و يحمده و يكبره و يهلله ما شاء ثم سجد سجدة يقول فيها مائة مرة حمدا لله
فائدة
المشهور أن وقت نافلة العصر بعد الفراغ من الظهر إلى أن يزيد الفيء أربعة أقدام أو ذراعين و قيل حتى يصير ظل كل شيء مثليه و قيل يمتد بامتداد الفريضة و الأظهر الأول بالمعنى الذي ذكرناه في نافلة الظهر فإن خرج قبل تلبسه بركعة صلى العصر و قضاها و إلا أتمها على المشهور و قد عرفت مستنده. ثم اعلم أن المشهور عدم جواز تقديم نافلتي الظهر و العصر على الزوال لكن قد ورد في بعض الأخبار أن النافلة مثل الهدية متى ما أتى بها قبلت و في بعضها فقدم منها ما شئت و أخر منها ما شئت و في بعضها صلاة النهار ست عشرة ركعة أي النهار شئت إن شئت في أوله و إن شئت في وسطه و إن شئت في آخره. و يمكن الجمع بينها بحمل أخبار الجواز على من علم من حاله أنه إن لم يقدمها اشتغل عنها و لم يتمكن من قضائها كما فعله الشيخ رحمه الله أو بحمل أخبار عدم التقديم على الأفضلية كما استوجهه في الذكرى و لا يخلو من قوة و إن كان ما فعله الشيخ أحوط مع تأيده ببعض الأخبار الدالة على وجه الجمع و الله يعلم