صلاة الاستسقاء و آدابها و خطبها و أدعيتها
الآيات البقرة وَ إِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ المائدة وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ الأعراف وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ حمعسق وَ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَ يَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَ هُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ نوح فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً الجن وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً. تفسير وَ لَوْ أَنَّهُمْ أي أهل الكتاب أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ بعدم كتمان ما فيهما و القيام بأحكامهما وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ أي القرآن أو سائر الكتب المنزلة فإنها من حيث إنهم مكلفون بالإيمان بها كالمنزل إليهم لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ أي لوسع عليهم أرزاقهم بأن يفيض عليهم بركات السماء و الأرض أو يكثر ثمرة الأشجار و غلة الزروع أو يرزقهم الجنان اليانعة فيجتنونها من رأس الشجر و يلتقطون ما تساقط على الأرض بين بذلك أن ما كف عنهم بشؤم كفرهم و معاصيهم لا لقصور الفيض و لو أنهم آمنوا و تابوا و أقاموا ما أمروا به لوسع عليهم و جعل لهم خير الدارين. و ربما يحمل الأكل على الغذاء الروحاني و يحمل قوله تعالى مِنْ فَوْقِهِمْ على الواردات القدسية و الإلهامات الغيبية و من تحتهم على ما يحصل بالمطالعات العلمية و النتائج الفكرية. وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى بمعنى المدلول عليها بقوله وَ ما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ و قيل مكة و ما حولها لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أي أمطرنا لهم من السماء و أنبتنا لهم من الأرض أو أوسعنا عليهم الخير و يسرناه لهم من كل جانب وَ لكِنْ كَذَّبُوا الرسل فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ من الكفر و
المعاصي فدلت الآية على أن منع بكرات السماء و الأرض بسبب الكفر و المعاصي. وَ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ أي المطر الذي يغيثهم من الجدب و لذلك خص بالنافع منها و قرئ ينزل على بناء الإفعال و التفعيل مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا أي أيسوا منه و قرئ بكسر النون في الشواذ وَ يَنْشُرُ رَحْمَتَهُ أي المطر في كل شيء من السهل و الجبل و النبات و الحيوان وَ هُوَ الْوَلِيُّ الذي يتولى عباده بإحسانه و نشر رحمته الْحَمِيدُ أي المستحق للحمد على ذلك فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ هذا كلام نوح ع لقومه أي اطلبوا منه المغفرة على كفركم و معاصيكم بعد التوبة إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً للتائبين قيل لما طالت دعوتهم و تمادى إصرارهم حبس الله عنهم القطر أربعين سنة و أعقم أرحام نسائهم فوعدهم بذلك على الاستغفار عما كانوا عليه بقوله يُرْسِلِ السَّماءَ أي السحاب أو المظلة لكون المطر كله أو بعضه منها كما مر أو لكون أسبابه و تقديراته منها عَلَيْكُمْ مِدْراراً أي كثير الدرور و يستوي في هذا البناء المذكر و المؤنث وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ أي يكثر أموالكم و أولادكم الذكور وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ أي بساتين في الدنيا وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً تسقون بها جناتكم و الآية تدل على أن الاستغفار و التوبة موجبان لكثرة الأمطار و غزارة الأنهار و كثرة البساتين و الأشجار فينبغي في الاستسقاء الإكثار من الاستغفار و التوبة من الذنوب. وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ أي على الإيمان و الأعمال الصالحة لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً أي كثيرا و يدل على أن منع المطر بسبب الكفر و المعاصي و أن التوبة و الأعمال الصالحة توجب نزوله. ثم اعلم أن الاستسقاء هو طلب السقيا من الله تعالى عند الحاجة إليها و استحبابه إجماعي عند علمائنا و قال في المنتهى أجمع كل من يحفظ عنه العلم على استحباب صلاة الاستسقاء إلا أبا حنيفة فإنه قال ليس لها صلاة بل مجرد الدعاء و قال يصلى جماعة و فرادى و هو قول أهل العلم و لا خلاف في أن صلاته كصلاة العيد. و نقل الشهيد في الذكرى عن ظاهر كلام الأصحاب أن وقتها وقت صلاة العيد و نقل عن ابن أبي عقيل التصريح بأن الخروج في صدر النهار و عن أبي الصلاح انبساط الشمس و عن ابن الجنيد بعد صلاة الفجر قال و الشيخان لم يعينا وقتا إلا أنهما حكما بمساواتهما العيد و صرح الفاضلان بأنه لا يتعين لها وقت بل قال العلامة في النهاية في أي وقت خرج جاز و صلاها إذ لا وقت لها إجماعا و نحوه قال في التذكرة ثم قال و الأقرب عندي إيقاعها بعد الزوال لأن ما بعد العصر أشرف و الظاهر عدم تعين وقت لها و لعل قبل الزوال أولى. و قال في الذكرى يجوز الاستسقاء بغير صلاة إما في خطبة الجمعة و العيدين أو في أعقاب المكتوبات أو يخرج الإمام إلى الصحراء فيدعو و الناس يتابعونه و يستحب لأهل الخصب الاستسقاء لأهل الجدب بهذين النوعين من الاستسقاء و في جوازه بالصلاة و الخطبتين عندي تردد لعدم الوقوف عليه منصوصا و أصالة الجواز
1- دعائم الإسلام، روينا عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن رسول الله ص خرج إلى المصلى فاستسقى
و عن جعفر بن محمد ع أنه قال لا يكون الاستسقاء إلا في براز من الأرض يخرج الإمام في سكينة و وقار و خشوع و مسألة و يبرز معه الناس فيستسقي لهم قال و صلاة الاستسقاء كصلاة العيدين يصلي الإمام ركعتين يكبر فيهما كما يكبر في صلاة العيدين ثم يرقى المنبر فإذا استوى عليه جلس جلسة خفيفة ثم قام فحول رداءه فجعل ما على عاتقه الأيمن منه على عاتقه الأيسر و ما على عاتقه الأيسر على عاتقه الأيمن كذلك فعل رسول الله ص و علي ع و هي من السنة ثم يكبر الله رافعا صوته و يحمده بما هو أهله و يسبحه و يثني عليه و يجتهد في الدعاء و يكثر من التسبيح و التهليل و التكبير مثل ما يفعل في صلاة العيدين ثم يستسقي و يكبر بعض التكبير مستقبل القبلة و عن يمينه و عن شماله و يخطب و يعظ الناس
و عنه ع أنه قال و يستحب أن يكون الخروج إلى الاستسقاء يوم الإثنين و يخرج المنبر كما يخرج للعيدين و ليس فيها أذان و لا إقامة
بيان خروج المنبر في العيدين غير معهود و باقي الأحكام سيأتي بيانها
2- المتهجد، و التهذيب، و الفقيه، و اللفظ للمتهجد روي أن أمير المؤمنين ع خطب بهذه الخطبة في صلاة الاستسقاء فقال الحمد لله سابغ النعم و مفرج الهم و بارئ النسم الذي جعل السماوات المرساة عمادا وَ الْجِبالَ أَوْتاداً و الأرض للعباد مهادا و ملائكته على أرجائها و حملة عرشه على أمطائها و أقام بعزته أركان العرش و أشرق بضوئه شعاع الشمس و أطفأ بشعاعه ظلمة الغطش و فجر الأرض عيونا و القمر نورا و النجوم بهورا ثم علا فتمكن و خلق فأتقن و أقام فتهيمن فخضعت له نخوة المستكبر و طلبت إليه خلة المتمسكن اللهم فبدرجتك الرفيعة و محلتك المنيعة و فضلك البالغ و سبيلك الواسع أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد كما دان لك و دعا إلى عبادتك و وفى بعهودك و أنفذ أحكامك و اتبع أعلامك عبدك و نبيك و أمينك على عهدك إلى عبادك القائم بأحكامك و مؤيد من أطاعك و قاطع عذر من عصاك اللهم فاجعل محمدا أجزل من جعلت له نصيبا من رحمتك و أنضر من أشرق وجهه لسجال عطيتك و أقرب الأنبياء زلفة يوم القيامة عندك و أوفرهم حظا من رضوانك و أكثرهم صفوف أمة في جنانك كما لم يسجد للأحجار و لم يعتكف للأشجار و لم يستحل السبا و لم يشرب الدماء اللهم خرجنا إليك حين فاجأتنا المضايق الوعرة و ألجأتنا المحابس العسرة و عضتنا علائق الشين فتأثلت علينا لواحق المين و اعتكرت علينا حدابير السنين و أخلفتنا مخائل الجود و استظمأنا لصوارخ القود فكنت رجاء المبتئس و الثقة للملتمس ندعوك حين قنط الأنام و منع الغمام و هلك السوام يا حي يا قيوم عدد الشجر و النجوم و الملائكة الصفوف و العنان المعكوف و أن لا تردنا خائبين و لا تؤاخذنا بأعمالنا و لا تحاصنا بذنوبنا و انشر علينا رحمتك بالسحاب المتئق و النبات المونق و امنن على عبادك بتنويع الثمرة و أحي بلادك ببلوغ الزهرة و أشهد ملائكتك الكرام السفرة سقيا منك نافعة دائمة غزرها واسعا درها سحابا وابلا سريعا عاجلا تحيي به ما قد مات و ترد به ما قد فات و تخرج به ما هو آت اللهم اسقنا غيثا مغيثا ممرعا طبقا مجلجلا متتابعا خفوقه منبجسة بروقه مرتجسة هموعه و سيبه مستدر و صوبه مسبطر لا تجعل ظله علينا سموما و برده علينا حسوما و ضوأه علينا رجوما و ماءه أجاجا و نباته رمادا رمددا اللهم إنا نعوذ بك من الشرك و هواديه و الظلم و دواهيه و الفقر و دواعيه يا معطي الخيرات من أماكنها و مرسل البركات من معادنها منك الغيث المغيث و أنت الغياث المستغاث و نحن الخاطئون من أهل الذنوب و أنت المستغفر الغفار نستغفرك للجهالات من ذنوبنا و نتوب إليك من عوام خطايانا اللهم فأرسل علينا ديمة مدرارا و اسقنا الغيث واكفا مغزارا غيثا واسعا و بركة من الوابل نافعة يدافع الودق بالودق دفاعا و يتلو القطر منه القطر غير خلب برقه و لا مكذب رعده و لا عاصفة جنائبه بل ريا يغص بالري ربابه و فاض فانصاع به سحابه و جرى آثار هيدبه جنابه سقيا منك محيية مروية محفلة متصلة زاكيا نبتها ناميا زرعها ناضرا عودها ممرعة آثارها جارية بالخصب و الخير على أهلها تنعش بها الضعيف من عبادك و تحيي بها الميت من بلادك و تنعم بها المبسوط من رزقك و تخرج بها المخزون من رحمتك و تعم بها من ناء من خلقك حتى يخصب لإمراعها المجدبون و يحيا ببركتها المسنتون و تترع بالقيعان غدرانها و تورق ذرى الآكام رجواتها و يدهام بذرى الآكام شجرها و تستحق علينا بعد اليأس شكرا منه من مننك مجللة و نعمة من نعمك متصلة على بريتك المرملة و بلادك المعرنة و بهائمك المعملة و وحشك المهملة اللهم منك ارتجاؤنا و إليك مآبنا فلا تحبسه عنا لتبطنك سرائرنا و لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا و تنشر رحمتك و أنت الولي الحميد ثم بكى ع فقال سيدي صاحت جبالنا و اغبرت أرضنا و هامت دوابنا و قنط ناس منا و تاهت البهائم و تحيرت في مراتعها و عجت عجيج الثكلى على أولادها و ملت الدوران في مراتعها حين حبست عنها قطر السماء فدق لذلك عظمها و ذهب لحمها و ذاب شحمها و انقطع درها اللهم ارحم أنين الآنة و حنين الحانة ارحم تحيرها في مراتعها و أنينها في مرابضها يا كريم
بيان سابغ النعم أي ذي النعم السابغة الكاملة و بارئ النسم النسم بالتحريك جمع نسمة به و هو الإنسان الذي جعل السماوات المرساة عمادا المرساة المثبتات و هي عماد لما فوقها من العرش و الكرسي و الملائكة و في التهذيب و الفقيه و غيرهما جعل السماوات لكرسيه عمادا فلعله لكونها تحته فكأنها بمنزلة العماد له و ملائكته على أرجائها الأرجاء جمع الرجاء و هي الناحية و الضمير راجع إلى السماوات و الأرض و كذا ضمير أمطائها في قوله و حملة عرشه على أمطائها يحتمل الوجهين. و الأمطاء جمع مطاء و هو الظهر و روي أن أرجل حملة العرش الأربعة على أمطاء الأرض أو المعنى أنه جعل على ظهرها حملة عرش علمه من الأنبياء و الأوصياء ع أو حملة عرش عظمته من الآيات البينات أو غير ذلك مما يعلمه الله كما ذكره الوالد قدس سره و في أكثر نسخ المصباح و حمل عرشه على أمطائها فالضمير راجع إلى الملائكة و في أكثر نسخ الحديث كما مر أولا و أشرق بضوئه أي ضوء العرش و يحتمل إرجاعه إليه تعالى أي الضوء الذي خلقه شعاع الشمس بالرفع لكون الإشراق لازما غالبا أو بالنصب لأنه قد يكون متعديا. و أطفأ بشعاعه أي العرش أو الرب تعالى أو الشمس بتأويل النجم أو راجع إلى الشعاع على المبالغة و الغطش الظلمة و المراد هنا الليل المظلم أو الإسناد على المجاز و فجر الأرض عيونا أي جعل الأرض كلها كأنها عيون منفجرة و أصله و فجر عيون الأرض فغير للمبالغة و النجوم بهورا أي إضاءة أو مضيئا قال في القاموس البهر الإضاءة كالبهور و الغلبة و العجب و بهر القمر كمنع غلب ضوؤه ضوء الكواكب. ثم علا فتمكن لعل المعنى أن نهاية علوه و تجرده و تنزهه صار سببا لتمكنه في خلق ما يريد و تسلطه على من سواه و قال الوالد ره ثم علا على عرش العظمة و الجلال فتمكن بالخلق و التدبير أو أنه مع إيجاده تلك الأشياء و تربيتها لم ينقص من عظمته و جلالته شيئا و لم يزد عليهما شيء و أقام كل شيء في مرتبته و مقامه فتهيمن فصار رقيبا و شاهدا عليها و حافظا لها. فخضعت له نخوة المستكبر قال في القاموس نخاه ينخوه نخوة افتخر و تعظم و طلبت إليه خلة المتمسكن يقال طلب إلي إذا رغب و الخلة الحاجة و الفقر و الخصاصة و المسكين من لا شيء له و الضعيف الذليل و تمسكن صار مسكينا كل ذلك ذكره الفيروزآبادي. فبدرجتك الرفيعة أي بعلو ذاتك و صفاتك و محلتك المنيعة أي بجلالتك و عظمتك المانعة من أن يصل إليها أحد أو يدركها عقول الخلائق و أفهامهم و فضلك البالغ حد الكمال و في بعض النسخ السابغ أي الكامل و سبيلك الواسع أي
طريقتك و عادتك في الجود و الإفضال الشامل للبر و الفاجر أو الطريق البين الذي فتحته لعبادك إلى معرفتك و العلم بشرائعك و أحكامك و في بعض النسخ سيبك أي عطائك. كما دان لك أي أطاعك أو تذلل لك و وفى بعهودك التي عاهدته عليها من العبادات و تبليغ الرسالات و أنفذ أي أجرى أعلامك أي شرائعك و أحكامك التي جعلتها إعلاما لطريق النجاة عبدك الكامل في العبودية على عهدك إلى عبادك أي عهدك الذي عهدته إلى عبادك من تكاليفهم أو ضمن الأمانة معنى الرسالة أي مرسلا إلى عبادك و مؤيد من أطاعك بالعلم و الهداية و المال و في بعض النسخ و مريد أي يريد الخير و السعادة له و قاطع عذر من عصاك بالبينات الواضحات و المعجزات الظاهرات و الصبر على أذاهم و حسن الخلق معهم أجزل أي أكمل و أعظم من حيث النصيب من رحمتك العظمى من الأنبياء و الأوصياء و أنضر أي و أحسن و أبهى و أشرق وجهه أضاء و السجال جمع السجل و هو الدلو إذا ملئ ماء و ذكره لأن غسل الوجه بالماء يوجب النضارة و الزلفة القرب و المنزلة و الحظ النصيب و أكثرهم صفوف أمة كما روي أن صفوف أمته ص ثمانون ألف صفا و صفوف باقي الأنبياء أربعون ألفا. كما لم يسجد للأحجار في جماعة سجدوا و لم يعتكف للأشجار في طوائف اعتكفوا لعبادتها و لم يستحل السبا هي بالكسر الخمر أو شراؤها و الأسر أيضا و حمل الخمر من بلد إلى بلد و الكل محتمل و إن كان الأول أظهر و لم يشرب الدماء حقيقة لأن أهل الجاهلية كانوا يستحلونها أو أريد به الجرأة على سفك الدماء بغير حق مجازا و هو بعيد. حين فاجأتنا أي وردت علينا فجأة و في الفقيه أجاءتنا أي ألجأتنا المضايق الوعرة بسكون العين كما في النهج أي الصعبة و في نسخ المتهجد بكسر العين و الأول أفصح قال الجوهري جبل وعر بالتسكين و مطلب وعر قال الأصمعي و لا تقل وعر و قال الفيروزآبادي الوعر ضد السهل كالوعر و قول الجوهري و لا تقل وعر ليس بشيء انتهى و الفقرة التالية بالثاني أنسب. و ألجأتنا أي اضطرتنا إلى الملجأ إليك المحابس العسرة أي الشدائد التي صعب علينا الصبر عليها و عضتنا علائق الشين يقال عضه و عض عليه أي أمسكه بأسنانه و العلائق جمع العلاقة و هي ما يتعلق بالشيء أو يعلق الشيء به و الشين خلاف الزين و المشاين المقابح و المعائب أي أوجعتنا الأمور المتعلقة بقبائح أعمالنا و المترتبة عليها أو المعاصي الموجبة للشين و العار في الدنيا و دار القرار. و في الفقيه و عضتنا الصعبة علائق الألسن أي عضتنا العضة الصعبة الشديدة المعاصي الصادرة عن الألسن أو آثارها و التخصيص بالألسن لأن أكثر المعاصي عنها لا سيما ما يوجب حبس المطر لما ورد أن معظم أسبابه الجور في الحكم و روي هل يكب الناس على مناخرهم في الدنيا إلا حصائد ألسنتهم و ما في المتهجد أظهر. و تأثلت علينا لواحق المين و تأثل أي تأصل و استحكم أو عظم و المين الكذب أي عظم و استحكم علينا غضبك اللاحق بكذبنا خصوصا على الله و رسوله في الأحكام و اعتكرت علينا حدابير السنين و الاعتكار الازدحام و الكثرة و الحملة يقال اعتكر علي أي حمل و قيل اعتكر علينا أي ردف بعضها بعضا و في القاموس اعتكروا اختلفوا في الحرب و العسكر رجع بعضه على بعض فلم يقدر على عده و الليل اشتد سواده و المطر اشتد. و الحدابير جمع حدبار بالكسر و هي الناقة التي بدا عظم ظهرها من الهزال فشبه بها السنين التي كثر فيها الجدب و القحط و في القاموس الحدبار من النوق الضامر و التي قد يبس لحمها من الهزال و السنة الجدب و الجمع حدابير و أخلفتنا أي لم تف بوعدها.
مخائل الجود بالفتح المطر الغزير و في بعض النسخ الجود بالضم و لعله تصحيف و إن كان المعنى مستقيما و المخيلة السحابة الخليقة بالمطر التي تحسبها ماطرة قال في القاموس السحابة المخيلة التي تحسبها ماطرة. و في المصباح المنير أخالت السحابة إذا رأيتها و قد ظهرت فيها دلائل المطر فحسبتها ماطرة فهي مخيلة بالضم اسم فاعل و مخيلة بالفتح اسم مفعول لأنها أحسبتك فحسبتها و هذا كما يقال مرض مخيف بالضم اسم فاعل لأنه أخاف الناس و مخوف بالفتح لأنهم خافوه و منه قيل اختال الشيء للخير و المكروه إذا ظهر فيه ذلك فهو مخيل بالضم. و قال الأزهري أخالت السماء إذا تغيمت فهي مخيلة بالضم و إذا أرادوا السحابة نفسها قالوا مخيلة بالفتح و على هذا فيقال رأيت مخيلة بالضم لأن القرينة أخالت أي أحسبت غيرها و مخيلة بالفتح اسم مفعول لأنك ظننتها. و استظمأنا لصوارخ القود و في بعض النسخ العود بالعين المهملة و القود بالفتح الخيل و العود بالفتح المسن من الإبل و الشاء و الأخير أنسب و قال الوالد العلامة قدس سره أي صرنا عطاشا لصراختها أو صرنا طالبين للعطش أي رضينا بالعطش مع زوال عطشهم و يحتمل أن يكون الاستفعال للإزالة أي صرنا طالبين لإزالة العطش لصوارخها انتهى. أقول و يحتمل أن يكون من ظمئ إليه أي اشتاق أي اشتقنا إلى المطر لها أو من المظمئي و هو النبت الذي يسقيه السماء ضد المسقوي و هو الذي يسقيه السيح ذكره الفيروزآبادي و لا يبعد أن يكون تصحيف استطمينا بالطاء المهملة قال الفيروزآبادي طما الماء يطمي طميا علا و النبت طال و همته علت و البحر امتلأ انتهى أي طلبنا كثرة المياه و الأعشاب لصوارخها فكنت رجاء المبتئس أي ذي البأس و هو الضر و سوء الحال و الثقة للملتمس أي الاعتماد مبالغة أو محله للطالب. ندعوك حين قنط الأنام بفتح النون و كسرها و قد يضم يئس و منع الغمام الغمام مجمع غمامة بفتحهما و هي السحابة و قيل الغمام السحاب و الغمامة أخص منه و هي السحابة البيضاء و منع في أكثر النسخ على البناء للمفعول أي منعت عن أن تمطرنا أو تظلنا فكيف بالأمطار و إنما بني على المفعول لأنه كره أن يضيف المنع إلى الله عز و جل و هو منبع النعم و معدن الكرم و إنما هو من ثمرات أعمالنا فاقتضى حسن الأدب عدم ذكر الفاعل و في بعض النسخ على البناء للفاعل أي منع الغمام القطر فحذف المفعول. و هلك السوام بتخفيف الميم بمعنى السائمة و هو إبل الراعي يا حي بذاته و بك حياة الخلائق يا قيوم أي كثير القيام بأمور الخلائق و قيامهم بك و رزقهم عليك أو القائم بذاته الذي يقوم به غيره و هو معنى وجوب الوجود عدد الشجر قائم مقام المفعول المطلق لقوله ندعوك دعاء عدد الشجر أو نقول الاسمين بهذا العدد و تستحقهما بإزاء كل موجود أحييته أو قمته و النجوم جمع النجم و هو ما نجم أي طلع من الأرض من النبات بغير ساق و يحتمل الكوكب و الأول أنسب كما في قوله تعالى وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ و الملائكة الصفوف أي القائمين في السماوات صفوفا لا تعد و لا تحصى و العنان المكفوف العنان ككتاب سير اللجام الذي يمسك به الدابة و الدابة المتقدمة في السير و كسحاب السحاب أو التي لا تمسك الماء و الواحدة بهاء ذكره الفيروزآبادي و قال الوالد قدس سره المراد هنا السحاب و المكفوف الممنوع من المطر أي بعدد السحائب الكثيرة التي أتتنا و لم تمطر و فيه من حسن الشكاية و الطلب ما لا يخفى انتهى. و أقول يحتمل أن يكون المراد الممنوع من السقوط قال الطيبي في شرح المشكاة في الحديث السماء موج مكفوف أي ممنوع عن الاسترسال حفظها الله أن تقع على الأرض و هي معلقة بلا عمد و يمكن أن يكون بالكسر و المراد أعنة الخيول التي تقام عند الحرب و تكف لئلا تتجاوز عن الحد أو مطلق
أعنة الخيل فإن من شأنها أن تكف و ما ذكره ره أنسب و ألطف. و في بعض النسخ المعكوف و هو الممنوع من الذهاب في جهة بالإقامة في مكانه و منه قوله سبحانه وَ الْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ أي محبوسا من أن يبلغ منحره و هو بالثاني أنسب و في بعضها المكشوف و هو بالأول أوفق و المكفوف أصح كما في التهذيب و الفقيه و أن لا تردنا كذا في التهذيب أيضا مع العطف و في الفقيه بدونه و هو أظهر و معه كأنه معطوف على مقدر كقوله أن تمطرنا أو تستجيب لنا. و لا تحاصنا بذنوبنا المحاصة المقاسمة بالحصص و المراد المقاصة بالأعمال بأن يسقط حصة من الثواب لأجل الذنوب أو يجعل لكل ذنب حصة من العقاب. بالسحاب المتأق الباء للسببية أو الآلة و السحاب جمع سحابة و هي الغيم على ما صرح به الجوهري و الفيروزآبادي و اسم جنس على ما ذهب إليه كثير من أهل العربية من أن ما يميز واحدة بالتاء ليس بجمع بل اسم جنس و حينئذ فالوجه في إفراد الصفة و تذكيرها واحد و مثله قوله تعالى وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ و قد وصف بالجمع في قوله سبحانه وَ يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ و المتئق على بناء اسم الفاعل من باب الإفعال أي الذي يملأ الغدران و الجباب و العيون و يمكن أن يقرأ على بناء اسم المفعول أو اسم الفاعل من باب الافتعال أي الممتلي ماء قال الجزري يقال أتأقت الإناء إذا ملأته و منه حديث علي ع أتأق الحياض بمواتحه. و المونق الحسن المعجب بتنويع الثمرة أي بإصلاح أنواعها و في الصحيفة بإيناع الثمرة أي نضجها و في القاموس الزهرة و يحرك النبات و نوره أو الأصفر منه و الجمع زهر و أزهار. و أشهد أي أحضر كما في بعض النسخ ملائكتك قال الكسائي أصل الملك مألك بتقديم الهمزة من الألوكة و هي الرسالة ثم غلبت و قدمت اللام فقيل ملأك ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقيل ملك فلما جمعوه ردوه إلى الأصل فقالوا ملائكة الكرام الأعزاء المقربين لديك و المتعطفين على المؤمنين بالسعي في معايشهم و سائر أمورهم. السفرة أي الكتبة قال في القاموس السفرة الكتبة جمع سافر و الملائكة يحصون الأعمال انتهى أو سفراء يسفرون بالوحي إلى سائر الملائكة قال الله تعالى فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ قال البيضاوي سفرة كتبه من الملائكة أو الأنبياء ينتسخون الكتب من اللوح أو الوحي أو سفراء يسفرون بالوحي بين الله و رسله أو الأمة جمع سافر من السفر أو السفارة و التركيب للكشف يقال سفرت المرأة إذا كشفت وجهها انتهى و إحضارهم هنا إما لأن يكتبوا تقدير المطر و قدره و موضعه أو لأن يبلغوا الرسالة إلى جماعة من الملائكة الموكلين بالسحاب و المطر و يحتمل أن يكون المراد إحضار كتبة الأعمال لمحو الذنوب التي صارت مانعة لنزول المطر لكنه بعيد جدا. سقيا منك أي لسقيا متعلق بأشهد أو بمحذوف أي أعطنا أو اسقنا و الأول أظهر و يؤيده ما في الصحيفة السجادية بسقي منك نافع و في القاموس سقى الله الغيث أي أنزله و الاسم السقيا بالضم دائمة غزرها كثرتها و الظاهر دائما إلا أن تكون التاء للمبالغة أو يكون بالضم جمع غزر كما في أكثر النسخ قال الجوهري الغزارة الكثرة و غزرت الناقة كثر لبنها و الاسم الغزر مثال الضرب و الجمع غزر مثل جون و جون و يظهر من القاموس أنه بالفتح و الضم كلاهما مصدر. واسعا درها أي مطرها و خيرها و قال الجوهري الدر اللبن يقال في
الذم لا در دره أي لا كثر خيره و في المدح لله دره أي عمله و ناقة درور أي كثيرة اللبن و الدرة كثرة اللبن و سيلانه و سماء مدرار أي تدر بالمطر و الريح تدر السحاب و تستدره أي تستحلبه سحابا وابلا أي ذا وابل قال في القاموس الوبل و الوابل المطر الشديد الضخم القطر و في النهج سحا وابلا كما سيأتي و لعله كان هكذا و على ما هنا لعل نصبه بنزع الخافض أي بسحاب أو بفعل مقدر أي هيج سحابا. ما قد مات أي أشرف على الموت من النبات و الحيوان أو الأراضي الميتة ما قد فات أي لم ينبت لعدم المطر فالرد مجاز أو ما ذبل و يبس من الثمار و يخص بالنبات أو يشمل النبات أيضا و يخص الأول بالأراضي و يحتمل التأكيد أيضا و قيل الأول في العروق و الثاني في الريع و الحاصل. ما هو آت أي لم يأت أو أنه بعد غيثا مغيثا المغيث إما من الإغاثة بمعنى الإعانة أو من الغيث أي الموجب لغيث آخر بعده أو المنبت للكلإ قال في القاموس الغيث المطر أو الذي يكون عرضه بريدا و الكلأ ينبت بماء السماء ممرعا أي ذا مرع و كلاء أو يجد الأرض عند نزوله ذا مرع لشدة تأثيره مبالغة فإن أمرع لم يأت في اللغة متعديا قال الفيروزآبادي المريع الخصيب الممراع مرع الوادي مثلثة الراء مراعة أكلأ كأمرع و مرع رأسه بالدهن كمنع أكثر منه كأمرعه و أمرعه أصابه مريعا و قال الطبق محركة من المطر العام و قال الجلجلة شدة الصوت و صوت الرعد و سحاب مجلجل. متتابعا خفوقه أي اضطراب بروقه أو أصوات رعوده قال الجوهري خفقت الراية خفقا و خفقانا و كذلك القلب و السراب إذا اضطربا يقال خفق البرق خفقانا و هو حفيفها و دويها و قال الفيروزآبادي الخفق صوت النعل و خفق النجم خفوقا غاب و الخفوق اضطراب القلب و في بعض النسخ خفوفه بالفاءين و هو أكثر تكلفا منبجسة بروقه أي يفجر الماء من بروقه أي يصب الماء عقيب كل برق و في القاموس بجسه تبجيسا فجره فانبجس مرتجسة هموعه أي يكون جريانه ذا صوت و رعد في القاموس رجست السماء و ارتجست رعدت شديدا و قال همعت عينه همعا و هموعا أسالت الدمع و سحاب همع ككتف ماطر. و سيبه السيب العطاء و مصدر ساب أي جرى ذكره الفيروزآبادي مستدر أي كثير السيلان أو النفع و صوبه مسبطر في القاموس الصوب الانصباب و فيه اسبطر امتد و الإبل أسرعت و البلاد استقامت و في بعض نسخ الفقيه و التهذيب مستطر بفتح الطاء و تخفيف الراء أي مكتوب مقدر عندك نزوله و لعله تصحيف. لا تجعل ظله علينا سموما قال في القاموس الظل من السحاب ما وارى الشمس منه أو سواده و السموم بالفتح الريح الحارة و بالضم جمع السم القاتل أي لا تجعل سحابه سببا لعذابنا كما عذب به أقوام من الأمم الماضية عذاب يوم الظلة قالوا كان غيما تحته سموم و الظلة أول سحابة تظل. و الحسوم بالضم الشوم أو المتتابع إشارة إلى إهلاك قوم عاد بالريح الباردة كما قال تعالى وَ أَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً قال البيضاوي صرصر أي شديدة الصوت أو البرد غايته شديدة العصف حسوما متتابعات جمع حاسم أو نحسات حسمت كل خير و استأصلته أو قاطعات قطعت دابرهم قال و هي كانت أيام العجوز من صبح أربعاء إلى غروب الأربعاء الآخر. و ضوءه علينا رجوما أي برقه و صاعقته أو عدم إمطاره كما قيل و هو بعيد و في الصحيفة صوبه و الرجم الرمي بالحجارة و القتل و العيب و اللعن و ماءه أجاجا أي ملحا مرا و يحتمل أن يكون كناية عن ضرره أو عدم نفعه رمادا رمددا بكسر الراء و سكون الميم و كسر الدال و فتحها معا و في بعض النسخ رمدادا على
وزن فعلال بالكسر قال الفيروزآبادي الرمد داء بالكسر و الأرمداء كالأربعاء الرماد و رماد أرمد و رمدد كزبرج و درهم و رمديد كثير دقيق جدا أو هالك. و هواديه أي مقدماته من الرياء و سائر المعاصي في القاموس الهادي المتقدم و العنق و الهوادي الجمع يقال أقبلت هوادي الخيل إذا بدت أعناقها و دواهيه أي ما يلزمه من مصيبات الدنيا و عقوبات الآخرة في القاموس دواهي الدهر نوائبه و حدثانه و دواعيه أي ما يستلزمه من الأفعال و النيات كما ورد في الأخبار أو نوائبه قال في القاموس و دواعي الدهر صروفه أي نوائبه و حدثانه. من أماكنها أي من محالها التي قررها الله فيها كالمطر من السماء و البركات زيادات الخيرات و معادنها محالها التي هي مظنة حصولها منها و الغياث الاسم من الإغاثة و المستغاث الذي يفزع إليه في الشدائد. و المستغفر بفتح الفاء للجهالات من ذنوبنا من للبيان فإن كل ذنب تلزمه جهالة بعظمة الرب سبحانه و شدائد عقوبات الآخرة كما حمل عليه قوله تعالى إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ و في أكثر نسخ الفقيه للجمات أي الكثيرات من عوام خطايانا أي جميعها أو الشاملة لجميع الخلق أو أكثرهم أو لجميع الجوارح و الأول أظهر و في القاموس الديمة بالكسر مطر يدوم في سكون بلا رعد و برق و قال در السماء بالمطر درا و درورا فهي مدرار ففي الإسناد هنا مجاز. واكفا في القاموس وكف قطر أي متقاطرا مغزارا أي كثيرا و بركة من الوابل نافعة بالفاء و في بعض النسخ بالقاف أي منتقعة ثابتة في الأرض ينتفع بها طول السنة أو من قولهم نقع الماء العطش نقعا و نقوعا أي سكنه تدافع الودق بالودق في بعض النسخ تدافع كما في التهذيب و الفقيه و الودق المطر أي تكثر المطر بحيث تتلاقى القطرات في الهواء يدفع بعضها بعضا و يحتمل أن يكون ضمير الفاعل راجعا إلى البركة و في بعضها يدافع بالياء فإن قرئ على بناء المجهول يرجع إلى الأول و إن قرئ على بناء الفاعل فالضمير راجع إلى الله أو إلى الوابل أو إلى الغيث و في الجميع تكلف و في النهج يدافع الودق منها الودق و هو أظهر. غير خلب برقه الخلب بضم الخاء المعجمة و فتح اللام المشددة الذي لا غيث معه كأنه خادع و منه قيل لمن يعد و لا ينجز إنما أنت كبرق خلب و الخلب أيضا السحاب الذي لا مطر فيه و كذا تكذيب الرعد إنما هو بعدم المطر فكأنه كذب في وعده و لا عاصفة جنائبه أي لا تكون رياح جنوبه شديدة مهلكة مفسدة و يظهر من القاموس أن الجنوب يجمع على جنائب. بل ريا بغص بالري ربابه الري بالكسر الارتواء من الماء و الغص الامتلاء و الغصة ما اعترض في الحلق تقول غصصت بكسر الصاد تغص بفتح العين و الرباب بالفتح السحاب الأبيض أو السحاب الذي تراه كأنه دون السحاب قد يكون أبيض و قد يكون أسود و الواحدة ربابة ذكره الجوهري و الحمل على المبالغة أي يكون غيثا مرويا يمتلئ سحابة بالري كأنه اعترض في حلقه لكثرته و يمكن أن يكون التخصيص بالسحاب الأبيض أو الرقيق إن أريد هنا خصوصة المبالغة أي يكون سحابه الأبيض كذلك فكيف أسوده فإن في الغالب يكون الأبيض أقل ماء و كذا الرقيق و يحتمل أن يراد به هنا مطلق السحاب. و فاض فانصاع به سحابة في القاموس انصاع انفتل راجعا مسرعا أي يكون غيثا يفيض و يجري منه الماء كثيرا ثم يرجع سحابه مسرعا بالفيضان فالضمير في قوله به راجع إلى الفيضان المفهوم من قوله فاض. و جرى آثار هيدبه جنابه و في بعض نسخ التهذيب جبابه بالباءين الموحدتين و هو بالكسر جمع الجب و هو البئر التي لم تطو و في القاموس الهيدب السحاب المتدلي أو ذيله و في الصحاح هيدب السحاب ما تهدب منه إذا أراد الودق كأنه خيوط و الجناب الفناء و الناحية و المراد هنا الأرض التي يقع الغيث عليها فالكلام يحتمل وجوها
الأول أن يكون نسبة الجريان إلى الجناب أو الجباب على المجاز كقولهم جرى النهر أي يجري الماء في الأرض أو آبارها عقيب إرادة سحابة الأمطار. الثاني أن يكون قوله آثار منصوبا بنزع الخافض أي جرى الماء في جنابه لآثار هيدبه أي سحابه المتدلي. الثالث أن يقرأ آثار بالرفع و جنابه بالنصب على الظرفية أي جرى آثار سحاب المطر و هي الماء في جنابه و يمكن أن يقرأ هيدبه بالتاء مضافا إلى جنابه لكنه أبعد. الرابع أن يقرأ جرى على بناء التفعيل أي أجرى الغيث آثار سحابه في جنابه و الكل بعيد. محفلة أي مالئا للحياض و الأودية في القاموس حفل الماء اجتمع و الوادي بالسيل جاء على جنبيه و السماء اشتد مطره و في بعض النسخ منجفلة بالجيم في القاموس جفل الريح السحاب ضربته و استخفته و جفل الظليم أسرع و أجفلته أنا و ريح جفول تجفل السحاب و انجفل الظل ذهب و الأول أظهر. زاكيا أي ناميا ناضرا من النضارة و هي الحسن ممرعة آثارها قد مر أن الإسناد مجازي و في القاموس نعشه الله كمنعه رفعه كأنعشه و فلانا جبره بعد فقر من ناء أي بعد منا في أطراف البلاد أي لا يكون مخصوصا بنا و بمن يلينا. حتى يخصب لإمراعها المجدبون في القاموس الخصب بالكسر كثرة العشب و رفاغة العيش و بلد خصيب و مخصب و قد خصب كعلم و ضرب و أخصب و قال المريع الخصيب كالممراع و الجمع أمرع و أمراع فيمكن أن يقرأ يخصب على بناء المجرد و الإفعال و المضبوط في أكثر النسخ الثاني و كذا إمراعها يحتمل فتح الهمزة و كسرها و المضبوط الثاني فيكون مصدرا و المجدبون المبتلون بالجدب قال الجوهري أجدب القوم أصابهم الجدب. و قال أسنت القوم أجدبوا و أصله من السنة قلبوا الواو تاء ليفرقوا بينه و بين قولهم أسنى القوم إذا قاموا سنة في موضع و قال الفراء توهموا أن الهاء أصلية إذ وجدوها ثالثة فقلبوها تاء. و تترع أي تمتلئ من قولهم ترع الإناء كعلم يترع ترعا امتلأ و أترعته أنا ذكره الجوهري و يمكن أن يقرأ على المجهول من باب الإفعال أو المعلوم من باب الافتعال يقال أترع الإناء إذا امتلأ و القيعان جمع القاع و في القاموس القاع أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال و الآكام و الغدران بالضم جمع الغدير. و تورق ذرى الآكام رجواتها في الصحاح أورق الشجر أي خرج ورقه و الذرى جمع ذروة بالضم فيهما و هي الأعلى من الشيء و الرجوات جمع الرجا بمعنى الناحية أي تصير رجوات السقيا التي تقع عليها ذات ورق و نبات في ذرى الآكام أيضا مع بعدها عن الماء و الآكام جمع جمع للأكمة و هي التل فقوله ذرى الآكام منصوبة على الظرفية و في الفقيه و تورق ذرى الأكمام زهراتها و هو أقل تكلفا أي تصير زهراتها و أنوارها ذوات أوراق في ذرى أكمامها جمع كم بالكسر و هو وعاء الطلع و يحتمل أن يكون الإبراق بمعنى التزين و الروقة مجازا. و يدهام بذرى الآكام شجرها في الصحاح الدهمة السواد و ادهام الشيء أي اسواد قال تعالى مُدْهامَّتانِ أي سوداوان من شدة الخضرة من الري و العرب تقول لكل أخضر أسود و سميت قرى العراق سوادا لكثرة خضرتها مجللة بكسر اللام أي عامة في الصحاح جلل الشيء تجليلا أي عم و المجلل أي السحاب الذي يجلل الأرض بالمطر أي يعم. متصلة و في بعض النسخ كما في التهذيب و الفقيه مفضلة اسم مفعول من الإفضال على بريتك المرملة المرملة على صيغة الفاعل أي الفقيرة قال في النهاية في حديث أم معبد و كان القوم مرملين أي نفد زادهم و أصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل كما قيل للفقير الترب. و بلادك المعرنة في أكثر نسخ الكتابين و في بعض نسخ المتهجد بالعين و
الراء المهملتين و النون بفتح الراء أو كسرها بمعنى البعيدة قال الجوهري العران بعد الدار يقال دارهم عارنة أي بعيدة و في بعض النسخ بالعين المهملة و الزاي و الباء الموحدة فهو أيضا يحتمل الفتح و الكسر و المعنى قريب مما مر في القاموس أعزب بعد و أبعد و العازب الكلاء البعيد و في بعضها بالغين المعجمة و الراء المهملة من الغروب بمعنى البعد و الغيبة و المعاني متقاربة. و المعملة اسم مفعول من الأعمال لأن الناس يستعملونها في أعمالهم و يقابله المهملة التي أهملوها و تركوها وحشية في البراري و لا راعي لها و لا من يكفلها. منك ارتجاؤنا أي رجاؤنا يقال ترجيته و ارتجيته و رجيته كله بمعنى رجوته و إليك مآبنا أي مرجعنا فلا تحبسه أي المطر عنا لتبطنك سرائرنا أي لعلمك ببواطننا و ما نسره فيها في القاموس استبطن أمره أي وقف على دخلته فإنك تنزل مقتبس من قوله سبحانه وَ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ الآية. صاحت جبالنا أي جفت و يبست كما سيأتي و في بعضها بالضاد المعجمة في القاموس ضاحت البلاد خلت و في بعضها بالصاد المهملة و الخاء المعجمة أي انخسفت و رسبت في الأرض و في الفقيه بالسين المهملة و الخاء المعجمة بهذا المعنى و مرجعه إلى أنه كناية عن فقد الشجر و النبات عليها فكأنها غير محسوسة غائرة في الأرض. و اغبرت أرضنا لفقد النبات و الندى أي تغير لونها إلى الغبرة و هي لون شبيه بالغبار و منه اغبر الشيء اغبرارا إذا كثر غبارها من قولهم اغبر الشيء أي كثر غباره و هامت دوابنا أي عطشت قال الجوهري الهيمان العطشان و قوم هيم أي عطاش أو ذهبت على وجوهها لشدة المحل يقال هام على وجهه يهيم هيما و هيمانا إذا ذهبت من العشق و غيره و تحيرت فيكون ما سيأتي كالتفسير له. و قنط ناس منا و في التهذيب و الفقيه بعد ذلك أو من قنط منهم و هو يحتمل وجوها الأول أن يكون الترديد من الراوي أي إما قال قنط ناس منا أو قال و قنط من قنط من الناس. الثاني أن يكون أو بمعنى بل كما قيل في قوله تعالى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ و الترقي لأن قوله ناس يدل على قلة القانطين فأضرب عنه و قال بل من قنط منهم لأن هذا الإبهام يدل على التكثير و التعظيم كما في قوله تعالى فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ أو يكون الترقي لعدم التقييد بقوله منا أي قنط الناس منا بل قنط من قنط من الناس أعم من أن يكونوا منا أو من غيرنا. الثالث أن يكون أو بمعناه و ضمير منهم راجعا إلى الكفار و المخالفين أي إما قنط ناس منا أو من قنط من غيرنا أو يكون الضمير راجعا إلى الناس أعم من أن يكونوا منا أو من غيرنا و الغرض من هذا الترديد التبهيم على الناس و عدم التصريح بقنوط المسلمين فإنه لا يقنط من رحمته سبحانه إلا القوم الضالون. و تاهت البهائم أي تحيرت في الصحاح تاه في الأرض ذهب متحيرا و قوله في مراتعها يحتمل تعلقه بهما معا على التنازع و رتعت الماشية كمنعت أي أكلت و شربت ما شاءت في خصب و سعة و في بعض النسخ مرابعها جمع المربع و هو منزل القوم في الربيع خاصة و في بعضها مراعيها. و عجت أي صاحت و رفعت أصواتها و الثكل بالضم فقد الولد امرأة ثاكل و ثكلى و رجل ثاكل و ثكلان بالفتح فيهما و قوله على أولادها الظاهر تعلقه بعجيج الثكلى و الضمير راجع إليها و يحتمل تعلقه بعجت و إرجاع الضمير إلى البهائم و بهما معا على التنازع. و ملت الدوران يقال مللته و مللت منه أي سئمته أي أعيت و سئمت من
التردد في مراتعها و عدم وجدان شيء فيها فدق و في بعض النسخ فرق أي صار عظمها دقيقا أو رقيقا لذلك و انقطع درها أي لبنها أو خيرها و الأنين التأوه قيل و أصله صوت المريض و شكواه من الوصب و الآنة الشاة و الحانة الناقة يقال ما له حانة و لا آنة أي ناقة و لا شاة الحنين الشوق و شدة البكاء و صوت الطرب عن حزن قيل و أصله ترجيع الناقة صوتها أثر ولدها. ارحم تحيرها في مراتعها أي في وقت الرعي و أنينها في مرابضها في الليل عند العود إلى مساكنها لجوعها و الظاهر أنه المراد بالمرابض و قيل المرابض للغنم كالمعاطن للإبل و هو مبركها حول الحوض واحدها مربض كمجلس و قيل مربضها كمبرك الإبل و ربوض الغنم و البقر و الفرس و الكلب كبروك الإبل و جثوم الطير. ثم اعلم أن الظاهر أن هذه الخطبة هي الأولى و الثانية كما في الجمعة و العيد مشتملة على التحميد و الثناء و الصلوات على الرسول و الأئمة صلوات الله عليهم و قليل من الوعظ ثم الدعاء كثيرا و الأولى أن يضيف إليها بعض ما سنذكر من الخطب المنقولة
2- العيون، عن محمد بن القاسم المفسر عن يوسف بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن أبي محمد العسكري عن آبائه عن الرضا ع في حديث طويل إن المطر احتبس فقال له المأمون لو دعوت الله عز و جل فقال له الرضا ع نعم فقال و متى تفعل ذلك و كان يوم الجمعة فقال يوم الإثنين فإن رسول الله ص أتاني البارحة في منامي و معه أمير المؤمنين ع فقال يا بني انظر يوم الإثنين و أبرز إلى الصحراء و استسق فإن الله عز و جل يسقيهم إلى أن قال فلما كان يوم الإثنين خرج إلى الصحراء و معه الخلائق الخبر
بيان قطع الأصحاب بأنه يستحب أن يأمر الناس أن يصوموا ثلاثة أيام و يخرج بهم في الثالث و ظاهر بعضهم عدم اشتراط الصوم في تلك الصلاة و هو قريب و الأحوط مراعاته و المشهور استحباب كون الثالث الإثنين أو الجمعة و وردت الرواية بخصوص الإثنين و عولوا في الجمعة على الروايات العامة في بركة الجمعة و في استحباب صوم الأربعاء و الخميس و الجمعة ثم الصلاة و الدعاء يوم الجمعة لقضاء الحوائج و يوم الإثنين فيه شوب تقية لشهرة بركة الإثنين بين المخالفين و كون الخبر المشهور في ذلك المخاطب فيه محمد بن خالد القشيري و هو من أتباع بني أمية و هم كانوا يعظمون الإثنين و هذا الخبر أيضا فيه بعض هذه الوجوه. و يمكن أن يقال النكتة في خصوص الإثنين هنا أن الإمام لا بد من أن يعلم الناس بذلك و الإعلام العام إنما يكون يوم الجمعة و ثالث الأيام بعده يوم الإثنين فالعلة فيه هذا لا بركة الإثنين. و يمكن حمل الخبرين على ضيق الوقت و شدة حاجة الناس و عدم إمكان التأخير إلى الجمعة الأخرى و يؤيده أن السؤال في هذا الخبر كان في الجمعة و ظاهر خبر محمد بن خالد أيضا ذلك و القول بالتخيير لا يخلو من قوة. قال في الذكرى يستحب أن يأمر الإمام الناس في خطبة الجمعة و غيرها بتقديم التوبة و الإخلاص لله تعالى و الانقطاع إليه و يأمرهم بالصوم ثلاثا عقيبها ليخرجوا يوم الإثنين صائمين فإن لم يتفق فيوم الجمعة و أبو الصلاح ره لم يذكر سوى الجمعة و المفيد ره و ابن أبي عقيل و ابن الجنيد و سلار لم يعينوا يوما و لا ريب في جواز الخروج سائر الأيام و إنما اختير الجمعة لما ورد أن العبد يسأل الحاجة فتؤخر الإجابة إلى يوم الجمعة انتهى و الأحوط عدم التعدي عن اليومين
3- نهج البلاغة، و من خطبه ع في الاستسقاء ألا و إن الأرض التي تحملكم و السماء التي تظلكم مطيعتان لربكم و ما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما توجعا لكم و لا زلفة إليكم و لا لخير ترجوانه منكم و لكن أمرتا بمنافعكم فأطاعتا و أقيمتا على حدود مصالحكم فقامتا إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات و حبس البركات و إغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب و يقلع مقلع و يتذكر متذكر و يزدجر مزدجر و قد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرزق و رحمة الخلق فقال اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ فرحم الله امرأ استقبل توبته و استقال خطيئته و بادر منيته اللهم إنا خرجنا إليك من تحت الأستار و الأكنان و بعد عجيج البهائم و الولدان راغبين في رحمتك و راجين فضل نعمتك و خائفين من عذابك و نقمتك اللهم فاسقنا غيثك و لا تجعلنا من القانطين و لا تهلكنا بالسنين و لا تؤاخذنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا يا أرحم الراحمين اللهم إنا خرجنا إليك نشكو إليك ما لا يخفى عليك حين ألجأتنا المضايق الوعرة و أجاءتنا المقاحط المجدبة و أعيتنا المطالب المتعسرة و تلاحمت علينا الفتن المستصعبة اللهم إنا نسألك أن لا تردنا خائبين و لا تقلبنا واجمين و لا تخاطبنا بذنوبنا و لا تقايسنا بأعمالنا اللهم انشر علينا غيثك و بركتك و رزقك و رحمتك و اسقنا سقيا نافعة مروية معشبة تنبت بها ما قد فات و تحيي بها ما قد مات ناقعة الحياء كثيرة المجتنى تروي بها القيعان و تسيل بها البطنان و تستورق الأشجار و ترخص الأسعار إنك على ما تشاء قدير
توضيح تحملكم في بعض النسخ تقلكم على صيغة الإفعال يقال أقل الشيء و استقله إذا حمله و رفعه و كذلك قله و تظلكم أيضا على بناء الإفعال أي ألقى عليكم ظله و المراد بالسماء السحاب أو معناه الحقيقي لأن أصل الأمطار أو بعضها من السماء كما مر في الأخبار و البركة النماء و الزيادة. و جود السماء ببركتها بنزول المطر منها و إعداد الأرضيات بالشمس و القمر و غيرهما لحصول المنافع منها و جود الأرض بخروج الحبوب و الثمار و غير ذلك منها و توجعت له أي رثيت له و تألمت لما أصابه و الزلفة بالضم القربة. و إقامتهما على حدود المصالح تسخيرهما للجري على وجه ينفع العباد تشبيها بحفظه الثغور و نحوها و أقلعت عن الأمر إقلاعا تركته و زجرته فازدجر أي نهيته فانتهى و درور الرزق كثرته و عدم انقطاعه و يقال در السماء بالمطر درا و درورا فهي مدرار و رحمة الخلق عطف على الدرور و في بعض النسخ و رحمة للخلق عطفا على سببا. و استقبال التوبة التوجه إليها عن رغبة و شوق و استقالة الخطيئة طلب العفو عن المعصية التي باع العاصي نفسه و آخرته بها و اشترى العذاب الأليم تشبيها بإقالة البيع و المبادرة المسابقة و الإسراع إلى العمل قبل أن تأخذه المنية و لا يدرك العمل. و يحتمل أن يكون المراد مسابقة الناس إلى المنية و الإسراع إليها شوقا لها بأن صاروا مستعدا لنزولها بالأعمال الصالحة
كما قال سيد الساجدين ع و هب لنا من صالح الأعمال عملا نستبطئ معه المصير إليك و نحرص له على وشك اللحاق بك
و الأول أظهر و الستر بالكسر ما يستتر به. و الكن بالكسر الستر و وقاء كل شيء و ذكر الخروج من تحت الأستار في مقام الاستعطاف لأن الأستار من شأنها أن لا تفارق إلا لضرورة شديدة ففيه دلالة على الاضطرار أو لأن الرحمة تنزل من السماء كما قال الله تعالى وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ ففي البروز لها استعداد للرحمة أو لأن الاجتماع لا يتحقق غالبا إلا بالخروج و هو مظنة الرحمة و على التقادير يدل على استحباب الاستسقاء تحت السماء و الخروج له إلى البراري. و العجيج الصياح و رفع البهائم و الأطفال أصواتها بالأنين و البكاء مظنة العطف و الرحمة و فيه إيماء إلى ما ذكره الأصحاب من استحباب إخراج البهائم و الأطفال في الاستسقاء و قد ورد في الحديث القدسي و لو لا شيوخ ركع و بهائم رتع و صبية رضع لصببت عليكم البلاء صبا ترضون به رضا. و المقاحط أماكن القحط أو سنوه و الجدب انقطاع المطر و أعيتنا أي أعجزتنا و أتعبتنا و التحم القتال أي اشتبك و اختلط و حبل متلاحم أي مشدود القتل و الفتنة تكون بمعنى العذاب و المحنة و الصعب العسر و نقيض الذلول و استصعب عليه الأمر أي صعب و وجم كوعد وجما و وجوما سكت على غيظ و وجم الشيء كرهه و لا تخاطبنا بذنوبنا أي لا تجعل جوابنا الاحتجاج علينا بذنوبنا أو لا تنادنا و لا تدعنا يا مذنبين أو لا تخاطبنا خطابا يناسب ذنوبنا. و لا تقايسنا بأعمالنا قياس الشيء بالشيء و مقايسته به تقديره به و المعنى لا تجعل فعلك بنا مناسبا و مشابها لأعمالنا و لا تجازنا على قدرها بل تفضل علينا بالصفح عن الذنوب و مضاعفة الحسنات و أعشبت المطر الأرض أي أنبتته و الناقعة المروية المسكنة للعطش و الحياء بالفتح و القصر الخصب و المطر و جنا الثمرة و اجتناها أي اقتطفها و المجتنى الثمرة و المصدر و القيعان جمع قاع و هو المستوي من الأرض و البطنان بالضم جمع باطن و هو مسيل الماء و الغامض من الأرض و الرخص ضد الغلاء يقال رخص السعر ككرم صار رخيصا و أرخصه الله
4- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال علي ع مضت السنة في الاستسقاء أن يقوم الإمام فيصلي ركعتين ثم يبسط يده و ليدع
و بهذا الإسناد قال قال علي ع إن رسول الله ص دعا بهذا الدعاء في الاستسقاء اللهم انشر علينا رحمتك بالغيث العميق و السحاب الفتيق و من على عبادك بينوع الثمرة و أحي بلادك ببلوغ الزهرة و أشهد ملائكتك الكرام السفرة بسقي منك نافعة دائمة غزرة واسعة دررة وابلا سريعا و حيا مريعا تحيي به ما قد مات و ترد به ما قد فات و تخرج به ما هو آت و توسع لنا في الأقوات سحابا متراكما هنيئا مريئا طبقا دفقا غير مضر ودقه و لا خلب برقه اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا ممرعا عريضا واسعا غزيرا ترد به النهيض و تجبر به المهيض اللهم اسقنا سقيا تسيل منه الرحاب و تملأ به الجباب و تفجر به الأنهار و تنبت به الأشجار و ترخص به الأسعار في جميع الأمصار و تنعش به البهائم و الخلق و تنبت به الزرع و تدر به الضرع و تزيدنا قوة إلى قوتنا اللهم لا تجعل ظله علينا سموما و لا تجعل برده علينا حسوما و لا تجعل صعقه علينا رجوما و لا تجعل ماءه بيننا أجاجا اللهم ارزقنا من بركات السماوات و الأرض
بيان هذا الدعاء قريب من دعاء الصحيفة الكاملة بالغيث العميق أي الذاهب في عمق الأرض لكثرته و في بعض النسخ البعيق بالباء الموحدة ثم العين المهملة و في القاموس البعاق كغراب شدة الصوت و من المطر الذي يفاجئ بوابل و السيل و قد بعق الوابل الأرض بعاقا و الجمل بعقا نحوه و التبعيق التشقيق و الانبعاق أن ينبعق عليك الشيء فجأة و أنت لا تشعر و انبعق المزن انبعج بالمطر. و السحاب الفتيق قال في القاموس فتقه شقه كفتقه فتفتق و الفتق بالتحريك الخصب و فتق العام كفرح انتهى و المعنى المنفتق عن المطر أو يشق الأرض بغيثه و ينع الثمر ينعا و ينوعا بالضم حان قطافه كأينع و في الصحيفة بإيناع الثمرة و الدرر بكسر الدال جمع درة بالكسر و هي الصب و في بعض النسخ دره بالفتح أي كثرته أو خيره و حيا بالتخفيف و الواو للعطف أي مطرا أو بالتشديد و كسر الحاء و الواو جزء للكلمة أي سريعا. متراكما أي مجتمعا ملقى بعضه على بعض هنيئا أي آتيا من غير تعب مريئا أي حسن العاقبة دفقا بكسر الفاء مخففا أي صابا للمطر و يمكن أن يقرأ بتشديد القاف إما بكسر الفاء أو بفتحها في القاموس دفقه صبه و هو ماء دافق أي مدفوق و فرس دفق كحدب و طمر أي جواد يندفق في مشيته. ترد به النهيض النهيض هو النبات المستوي يقال نهض النبت إذا استوى و المعنى ترد النهيض الذي يبس أو بقي على حاله لا ينمو لفقدان الماء إلى النمو و الخضرة و النضارة أو المراد بالنهيض ما أشرف على النهوض و لا طاقة له عليه من قبيل من قتل قتيلا و المهيض المنكسر من هاض العظم يهيضه هيضا أي كسره بعد الجبور فهو مهيض. تسيل على بناء الإفعال أو المجرد فالفاعل الرحاب و هو بالكسر جمع الرحبة و هي الساحة و المكان المتسع و الجباب بالكسر جمع الجب و هو البئر التي لم تطو و الضرع لكل ذات ظلف أو خف بمنزلة الثدي للمرأة و معنى تدر تكثر لبنه و لا تجعل صعقه أي صاعقته يقال صعقتهم السماء إذا ألقت عليهم الصاعقة و في الصحيفة صوبه و لعل ما هنا أنسب
5- مجالس الشيخ، عن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم عن التلعكبري عن محمد بن همام عن عبد الله الحميري عن محمد بن خالد الطيالسي عن زريق الخلقاني عن أبي عبد الله ع قال إن قوما أتوا النبي ص فقالوا يا رسول الله ص إن بلادنا قد قحطت و تأخر عنا المطر و تواترت علينا السنون فادع الله عز و جل أن يرسل السماء علينا فأمر رسول الله ص بالمنبر فأخرج و اجتمع الناس فصعد المنبر و دعا و أمر الناس أن يؤمنوا فلم يلبث أن هبط جبرئيل ع فقال يا محمد ص أخبر الناس أن ربك قد وعدهم أنهم يمطرون يوم كذا و كذا في ساعة كذا و كذا قال فلم يزل الناس يتلومون ذلك اليوم و تلك الساعة حتى إذا كانت تلك الساعة أهاج الله ريحا فأثارت سحابا و جللت السماء و أرخت عزاليها فجاء أولئك النفر بأعيانهم إلى النبي ص فقالوا يا رسول الله ادع الله أن يكف عنا السماء فإنا قد كدنا أن نغرق فاجتمع الناس و دعا النبي ص و أمرهم أن يؤمنوا فقال له رجل يا رسول الله أسمعنا فإن كل ما تقول ليس نسمع فقال قولوا اللهم حوالينا و لا علينا اللهم صبها في بطون الأودية و منابت الشيح و حيث يرعى أهل الوبر اللهم اجعله رحمة و لا تجعله عذابا
و بهذا الإسناد عن زريق عن أبي عبد الله ع قال ما برقت قط في ظلمة ليل و لا ضوء نهار إلا و هي ماطرة
بيان التلوم الانتظار و العزالي بكسر اللام و فتحها جمع العزلاء و هي الفم الأسفل من المزادة و إرخاء الستر و غيره إرساله شبه ص اتساع المطر و اندفاقه بما يخرج من فم المزادة و الشيح بالكسر نبت معروف و في الكافي و في نبات الشجر
6- نهج البلاغة، قال ع في دعاء استسقى به اللهم اسقنا ذلل السحاب دون صعابها
قال السيد رضي الله عنه هذا من الكلام العجيب الفصاحة و ذلك أنه ع شبه السحاب ذوات الرعود و البوارق و الرياح و الصواعق بالإبل الصعاب التي تقمص برحالها و تتوقص بركابها و شبه السحاب الخالية من تلك الروائع بالإبل الذلل التي تحتلب طيعة و تقتعد مسمحة
7- نهج البلاغة، و من خطبة له ع في الاستسقاء اللهم قد انصاحت جبالنا و اغبرت أرضنا و هامت دوابنا و تحيرت في مرابضها و عجت عجيج الثكالى على أولادها و ملت التردد في مراتعها و الحنين إلى مواردها فارحم أنين الآنة و حنين الحانة اللهم فارحم حيرتها في مذاهبها و أنينها في موالجها اللهم خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السنين و أخلفتنا مخائل الجود فكنت الرجاء للمبتئس و البلاغ للملتمس ندعوك حين قنط الأنام و منع الغمام و هلك السوام أن لا تؤاخذنا بأعمالنا و لا تأخذنا بذنوبنا و انشر علينا رحمتك بالسحاب المنبعق و الربيع المغدق و النبات المونق سحا وابلا تحيي به ما قد مات و ترد به ما قد فات اللهم سقيا منك محيية مروية تامة عامة طيبة مباركة هنيئة مريئة زاكيا نبتها ثامرا فرعها ناضرا ورقها تنعش بها الضعيف من عبادك و تحيي بها الميت من بلادك اللهم سقيا منك تعشب بها نجادنا و تجري بها وهادنا و تخصب بها جنابنا و تقبل بها ثمارنا و تعيش بها مواشينا و تندى بها أقاصينا و تستعين بها ضواحينا من بركاتك الواسعة و عطاياك الجزيلة على بريتك المرملة و وحشك المهملة و أنزل علينا سماء مخضلة مدرارا هاطلة يدافع الودق منها الودق و يحفز القطر منها القطر غير خلب برقها و لا جهام عارضها و لا قزع ربابها و لا شفان ذهابها يخصب لإمراعها المجدبون و يحيا ببركتها المسنتون فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا و تنشر رحمتك و أنت الولي الحميد
قال السيد رضي الله عنه قوله ع انصاحت جبالنا أي تشققت من المحول يقال انصاح الثوب إذا انشق و يقال أيضا انصاح النبت و صاح و صوح إذا جف و يبس و قوله ع هامت دوابنا أي عطشت و الهيام العطش و قوله حدبير السنين جمع حدبار و هي الناقة التي أنضاها السير فشبه بها السنة التي فشا فيها الجدب قال ذو الرمة. حدابير ما تنفك إلا مناخة. على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا. قوله ع و لا قزع ربابها القزع القطع الصغار المتفرقة من السحاب و قوله و لا شفان ذهابها فإن تقديره و لا ذات شفان ذهابها و الشفان الريح الباردة و الذهاب الأمطار اللينة فحذف ذات لعلم السامع به. أقول انصاحت أي تشققت و جفت لعدم المطر و مواردها مواضعها التي كانت تأتيها فتشرب منها و المذاهب المسالك و الموالج المداخل و البلاغ الكفاية و الأخذ بالذنب و المؤاخذة به الحبس و المجازاة عليه و المعاقبة به و لعل التغيير للتفنن و قيل المؤاخذة دون الأخذ بالذنب لأن الأخذ استيصال و المؤاخذة عقوبة و إن قلت. و البعاق بالضم سحاب يتصبب بشدة و انبعق السحاب انفرج من المطر و انشق و الغدق بالتحريك الماء الكثير و أغدق المطر و اغدودق كثر و المراد بالربيع إما المطر مجازا أو معناه المعروف على تجوز في التوصيف كذا ذكره الشراح و قال الجوهري و الفيروزآبادي الربيع المطر في الربيع و الحظ من الماء للأرض فلا يحتاج إلى التجوز. و المونق المعجب و السح الصب و السيلان من فوق و نصب الكلمة على المصدر أو الحالية و نصب وابلا على الحالية و المريعة الخصيبة و ثمر الشجر كنصر و أثمر أي صار فيه الثمر و قيل الثامر ما خرج ثمره و المثمر ما بلغ أن يجنى و الناضر الشديد الخضرة و العشب الكلاء الرطب و أعشبت الأرض أنبتته و النجاد جمع نجد و هو ما ارتفع من الأرض و نجادنا مرفوع و ربما يقرأ بالنصب فضمير الفاعل راجع إلى الله سبحانه. و الوهاد جمع وهدة و هي الأرض المنخفضة و الخصب كثرة العشب يقال أخصبت الأرض و الجناب بالفتح الفناء و الناحية و الثمار يكون مفردا و جمعا و العيش الحيات و المواشي جمع الماشية و هي الإبل و الغنم و بعضهم يجعل البقر أيضا منها و ندي كرضي أي ابتل و قيل تندى بها أي تنتفع بها و الأقاصي الأباعد و القصا و القاصية الناحية و ضاحية كل شيء ناحيته البارزة و المراد أهل ضواحينا. و الجزيلة العظيمة و السماء يكون بمعنى المطر و المطر الجيدة و مخضلة بتشديد اللام أي مبتلة و تأنيث الصفة لظاهر لفظ السماء و إن أريد به المطر هنا و هو كناية عن كثرة المطر و ربما يقرأ مخضلة على بناء اسم الفاعل من باب الإفعال أي التي تخضل النبت و تبله يقال أخضلت الشيء أي بللته مدرارا أي كثير الدرة. و الصب و الهطل تتابع المطر و الدمع و سيلانه و حفزه كضربه أي دفعه بشدة و أصله الدفع من خلف و الجهام بالفتح الذي لا ماء فيه و العارض السحاب الذي يعترض في أفق السماء و القزع بالتحريك قطع من السحاب رقيقة جمع قزعة بالتحريك أيضا و لعل المراد بالرباب مطلق السحاب أي لا يكون سحابها متفرقة بل متصلة عامة و باقي الفقرات قد مر شرحها. و الخسف أن يحبس الدابة بغير علف و القفر مفازة لا نبات فيها
8- الهداية، صلاة الاستسقاء مثل صلاة العيدين و قال أمير المؤمنين ع مضت السنة أن لا يستسقى إلا بالبراري حيث ينظر الناس إلى السماء و لا يستسقى في المساجد إلا بمكة و سئل الصادق ع عن تحويل النبي ص رداءه إذا استسقى قال علامة بينه و بين أصحابه تحول الجدب خصبا
9- قرب الإسناد، عن السندي بن محمد عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي عن الصادق عن أبيه عن جده ع قال اجتمع عند علي بن أبي طالب ع قوم فشكوا إليه قلة المطر و قالوا يا أبا الحسن ادع لنا بدعوات في الاستسقاء قال فدعا علي ع الحسن و الحسين فقال للحسن ع ادع لنا بدعوات في الاستسقاء فقال الحسن ع اللهم هيج لنا السحاب تفتح الأبواب بماء عباب و رباب بانصباب و إسكاب يا وهاب اسقنا مغدقة مونقة فتح أغلاقها و يسر أطباقها و عجل سياقها بالأندية في بطون الأودية بصوب الماء يا فعال اسقنا مطرا قطرا طلا مطلا مطبقا طبقا عاما معما دهما بهما رجما رشا مرشا واسعا كافيا عاجلا طيبا مباركا سلاطحا بلاطحا يناطح الأباطح مغدودقا مطبوبقا مغرورقا و اسق سهلنا و جبلنا و بدونا و حضرنا حتى ترخص به أسعارنا و تبارك لنا في صاعنا و مدنا أرنا الرزق موجودا و الغلاء مفقودا آمين رب العالمين ثم قال للحسين ع ادع فقال الحسين ع اللهم يا معطي الخيرات من مناهلها و منزل الرحمات من معادنها و مجري البركات على أهلها منك الغيث المغيث و أنت الغياث المستغاث و نحن الخاطئون و أهل الذنوب و أنت المستغفر الغفار لا إله إلا أنت اللهم أرسل السماء علينا لحينها مدرارا و اسقنا الغيث واكفا مغزارا غيثا مغيثا واسعا متسعا مريا ممرعا غدقا مغدقا غيلانا سحا سحساحا بحا بحاحا سائلا مسلا عاما ودقا مطفاحا يدفع الودق بالودق دفاعا و يتلو القطر منه قطرا غير خلب برقه و لا مكذب رعده تنعش به الضعيف من عبادك و تحيي به الميت من بلادك و تستحق به علينا من مننك آمين رب العالمين فما فرغا من دعائهما حتى صب الله تبارك و تعالى عليهم السماء صبا قال فقيل لسلمان يا أبا عبد الله أ علما هذا الدعاء فقال ويحكم أين أنتم عن حديث رسول الله ص حيث يقول إن الله أجرى على ألسن أهل بيتي مصابيح الحكمة
تبيين هذا الحديث رواه الصدوق في الفقيه مرسلا هكذا و جاء قوم من أهل الكوفة فيحمل على أنهم جاءوا إلى المدينة لذلك لأن سلمان رضي الله عنه لم يبق إلى زمان خلافة أمير المؤمنين ع و يؤيده استبعاد الجهلة من الحسنين ع ذلك لأن الظاهر أنه كان لصغر سنهما و في الأدعية تصحيفات و تحريفات في الكتابين و مضى شرح بعض الفقرات في الخطب المتقدمة و نوضح سائرها إجمالا. تفتح الأبواب أي أبواب رحمتك أو أبواب السماء بماء عباب الباء للملابسة أو السببية و في القاموس العباب كغراب معظم السيل و ارتفاعه و كثرته و أمواجه و أول الشيء و في النهاية الربابة بالفتح السحابة التي يركب بعضها بعضا و في القاموس سكب الماء سكبا و تسكابا فسكب هو سكوبا و انسكب صبه فانصب فالإسكاب لا وجه له إلا أن يكون أتى و لم يذكر في كتب اللغة و هو كثير. مطبقة بكسر الباء أي يبل جميع الأرض أو بالفتح أي يغطي جميع آفاق السماء مونقة أي معجبة و كذا في الفقيه و في أكثر نسخ قرب الإسناد بروقه أي لاقحة بالمطر أو ذات برق في القاموس برقت المرأة برقا تحسنت و تزينت كبرقت و الناقة شالت بذنبها و تلقحت و ليست بلاقح فهي بروق و برقت السماء لمعت أو جاءت ببرق و البروق كجرول شجرة ضعيفة إذا غامت السماء اخضرت الواحدة بهاء و منه أشكر من بروقه و يمكن أن يقرأ بالهاء ليكون جمع البرق و فاعل مطبقة. فتح أغلاقها و الأغلاق جمع الغلق و هو ما يغلق به الباب و فتحها كناية عن رفع موانعها التي منها معاصي العباد و يسر أطباقها أي سهل إحاطتها الأرض و في الفقيه و سهل إطلاقها أي إرسالها و عجل سياقها بالأندية كان الباء زائدة فإن السياق متعد يقال ساق الماشية سياقا. و الأندية جمع الندى و هو المطر و البلل أي عجل إجراء المطر المياه في بطون الأودية أو يكون فاعل السياق هو الرب تعالى فالباء للتعدية أو المصاحبة و يمكن أن يرتكب فيها تجريد بصوب الماء الصوب الانصباب و الظرف متعلق بالسياق و في الفقيه يا وهاب بصوب الماء فيحتمل تعلقه بالوهاب أيضا و في بعض النسخ بضرب الماء أي جريه من ضرب في الأرض أي ذهب أو أسرع و الأول أظهر. مطرا قطرا قوله قطرا إما تأكيد للمطر أو المراد به كبير القطر أو كثيره في الصحاح القطر المطر و جمع قطرة و في القاموس سحاب قطور و مقطار كثير القطر و كغراب عظيمة طلا في القاموس الطل المطر الضعيف أو أخف المطر و أضعفه أو الندى أو فوقه دون المطر و الحسن و المعجب من ليل و شعر و ماء و غير ذلك و أطل عليه أشرف انتهى و المراد بالطل إما المطر الضعيف فيكون طلبا للمطر بنوعيه فإن لكل منهما فائدة في الأشجار و الزروع أو المراد ذا طل فإنه ما يقع على الأرض من الندى بعد المطر بالليل أو المراد به الحسن المعجب. مطلا بفتح الميم و الطاء تأكيد أي يكون مظنة للطل أو بضم الميم و كسر الطاء بهذا المعنى أو مشرفا نازلا علينا أو طلا يكون سببا لطل آخر طبقا تأكيد لقوله مطبقا قال في النهاية في حديث الاستسقاء اللهم اسقنا غيثا طبقا أي مالئا للأرض مغطيا لها يقال غيث طبق أي عام واسع و في القاموس عم الشيء عموما شمل الجماعة يقال عمهم بالعطية و هو معم خير يعم بخيره و عقله. دهما من قوله دهمك أي غشيك أو من الدهمة السواد فإن المطر يسود الأرض و في بعض النسخ بالراء و في القاموس الرهمة بالكسر المطر الضعيف الدائم و أرهمت السماء أتت به و في النهاية الرهام هي الأمطار الضعيفة واحدتها رهمة و قيل الرهمة أشد وقعا من الديمة. بهما و في بعض النسخ بهيما و في بعضها يهمارا و في القاموس البهيم الأسود و الخالص الذي لم يشبه غيره و يحشر الناس بهما بالضم أي ليس بهم شيء مما كان في الدنيا نحو البرص و العرج و في مجمل اللغة هو المطر الصغير القطر و في القاموس اليهمور الدفعة من المطر و همار كشداد السحال السيال و انهمر الماء انسكب و سال رجما لعله كناية عن سرعته و شدة وقعه و في الفقيه رجيما و كلاهما
بعيدان رشا مرشا في الصحاح الرش المطر القليل و الجمع رشاش و رشت السماء و أرشت أي جاءت بالرش سلاطحا بلاطحا و في الفقيه سلاطح بلاطح في القاموس السلاطح بلاطح إتباع. يناطح الأباطح يناطح في بعض النسخ بالنون و في بعضها بالباء الموحدة فعلى الأول لعله كناية عن جريه في الأباطح بكثرة و قوة كأنه ينطحها بقرنه و على الثاني المراد أنه يجعل الأبطح أبطحا أو يوسعه في القاموس نطحه أصابه بقرنه و فيه البطحاء و الأبطح مسيل واسع فيه دقاق الحصى و الجمع أباطح و بطاح و تبطح السيل اتسع في البطحاء انبطح الوادي استوسع و قال أغدق المطر و اغدودق كثر قطره مطبوبقا مفعوعل للمبالغة في تطبيق الأرض بالمطر و كذا مغرورقا من قولهم اغرورقت عيناه أي غرقتا بالدموع و هو افعوعل من الغرق و السهل ضد الجبل و البدو البادية. و تبارك لنا و في الفقيه به في صاعنا و مدنا لعل المراد أن في الرخص يسامح الناس في الكيل و الوزن و لا يبخسون فيحصل فيهما البركة أو لأن في الرخص لا يكثر رغبات الناس فتكون بركة في الطعام فالمراد به الصاع و المد المكيل بهما و الأول أظهر و في بعض نسخ الفقيه في ضياعنا و مدننا و المنهل عين ماء ترده الإبل في المراعي و في الفقيه من مظانها على أهلها أي من يستحق الرحمة لحينها أي في هذا الوقت. و في الصحاح الهطل تتابع المطر و الدمع و سيلانه يقال هطلت السماء تهطل هطلا و هطلانا و تهطالا و سحاب هطل و مطر هطل كثير الهطلان و ديمة هطلاء مريئا ممرعا و في الفقيه مريعا قال في النهاية في حديث الاستسقاء اسقنا غيثا مريئا مريعا يقال مرأني الطعام و أمرأني إذا لم يثقل على المعدة و في بعض النسخ مربا بالباء الموحدة المشددة في الصحاح أربت الإبل بمكان كذا أي لزمته و أقامت به و أربت الجنوب و أربت السحابة أي دامت و في النهاية المربع المخصب الناجع يقال أمرع الوادي و مرع مراعة. غيلانا و في الفقيه عبابا في الصحاح الغيل الماء الذي يجري على وجه الأرض سحا سحساحا في الصحاح سح الماء يسح سحا أي سال من فوق و كذلك المطر و الدمع و تسحسح الماء أي سال و مطر سحساح أي يسح شديدا و في الفقيه بعد ذلك بسا بساسا مسبلا و في الصحاح البس السوق اللين و بسست المال في البلاد فانبس إذا أرسلته فتفرق فيها انتهى أي يكون ذا سوق لين يبس المطر في البلاد و في الصحاح أسبل المطر و الدمع إذا هطل و قال أبو زيد أسبلت السماء و الاسم السبل و هو المطر بين السحاب و الأرض حين يخرج من السحاب و لم يصل إلى الأرض. بحا بحاحا أي ذا صوت شديد يصير سببا لصياح الناس و بحتهم فرحا في القاموس بححت بالكسر أبح بححا إذا أخذته بحة و خشونة و غلظ في صوته فهو أبح و هي بحة و بحاء سائلا مسيلا أي جاريا مجريا للسيول مطفاحا أي مالئا للغدران و العيون في القاموس طفح الإناء كمنع طفحا و طفوحا امتلأ و ارتفع و طفحه و أطفحه و تونق به ذرى الآكام أي تصير بسببه مونقة معجبة
10- أقول ذكر الزمخشري في الفائق خطبة قصيرة في الاستسقاء عن النبي ص أحببت إيرادها و ضمها إلى تلك الخطب قال خرج النبي ص للاستسقاء فتقدم فصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة و كان يقرأ في العيدين و الاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و سبح اسم ربك الأعلى و في الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و هل أتاك حديث الغاشية فلما قضى صلاته استقبل القوم بوجهه و قلب رداءه ثم جثا على ركبتيه و رفع يديه و كبر تكبيرة قبل أن يستسقي ثم قال اللهم اسقنا و أغثنا اللهم اسقنا غيثا مغيثا و حيا ربيعا و جدا طبقا غدقا مغدقا مونقا عاما هنيئا مريئا مريعا وابلا سابلا مسبلا مجللا ديما دررا نافعا غير ضار عاجلا غير رائث غيثا تحيي به البلاد و تغيث به العباد و تجعله بلاغا للحاضر منا و الباد اللهم أنزل علينا بأرضنا زينتها و أنزل علينا في أرضنا سكنها اللهم أنزل علينا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً فأحي به بَلْدَةً مَيْتاً و اسقه مما خلقت لنا أَنْعاماً وَ أَناسِيَّ كَثِيراً
قيل لابن لهيعة لم قلب رداءه قال لينقلب القحط إلى الخصب فقيل له كيف قلبه قال جعله ظهرا لبطن قيل كيف قال حول الأيسر على الأيمن و الأيمن على الأيسر. الحيا المطر لإحيائه الأرض الجدي المطر العام الطبق مثله الغدق و المغدق الكبير القطر المونق المعجب المريع ذو المراعة و هي الخصب المربع الذي يربعهم عن الارتياد من ربعت بالمكان و أربعني المرتع المنبت ما يرتع فيه السابل من قولهم سبل سابل أي مطر ماطر المجلل الذي يجلل الأرض بمائه أو نباته الدرر الدار كقولهم لحم زيم و دين قيم الرائث البطيء السكن القوت لأن السكنى به كما قيل النزل لأن النزول يكون به هذا آخر كلام الزمخشري. و أقول أنزل علينا اقتباس من قوله تعالى وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً أي مطرا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً بالنبات و تذكير ميتا لأن البلدة في معنى البلد وَ نُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَ أَناسِيَّ كَثِيراً قيل يعني أهل البوادي الذين يعيشون بالحيا و لذلك نكر الأنعام و الأناسي و تخصيصهم لأن أهل المدن و القرى يقيمون بقرب القرى و المنابع فبهم و بما حولهم من الأنعام غنية عن سقيا السماء و الأناسي جمع إنسي واحد الإنس و قيل جمع إنسان بأن يكون أصله أناسين فقلبت النون ياء كظرابي جمع ظربان
11- مجالس الصدوق، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال أما إنه ليس من سنة أقل مطرا من سنة و لكن الله يضعه حيث يشاء إن الله جل جلاله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم و إلى الفيافي و البحار و الجبال و إن الله ليعذب الجعل في جحرها بحبس المطر من الأرض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها و قد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلة أهل المعاصي قال ثم قال أبو جعفر ع فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ
ثم قال وجدنا في كتاب علي ع قال قال رسول الله ص إذا كثر الزنا كثر موت الفجأة و إذا طفف المكيال أخذهم الله بالسنين و النقص و إذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع و الثمار و المعادن كلها و إذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم و العدوان و إذا نقضوا العهود سلط الله عليهم عدوهم و إذا قطعت الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار و إذا لم يأمروا بمعروف و لم ينهوا عن منكر و لم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعو عند ذلك خيارهم فلا يستجاب لهم
بيان الجعل بضم الجيم و فتح العين معروف و التطفيف نقص المكيال
12- المجالس، عن علي بن الحسن بن شاذويه عن محمد بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن علي بن الحكم عن مندل بن علي عن محمد بن مطرف عن مسمع عن ابن نباتة عن علي ع قال قال رسول الله ص إذا غضب الله تبارك و تعالى على أمة و لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها و قصرت أعمارها و لم تربح تجارها و لم تزك ثمارها و لم تغزر أنهارها و حبس عنها أمطارها و سلط عليها شرارها
الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن معروف عن رجل عن مندل بن علي مثله
13- مجالس الشيخ، عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن إبراهيم بن زياد عن الصادق ع مثله و قد مر بأسانيد في باب الذنوب
بيان و لم ينزل بها العذاب أي عذاب الاستيصال و لم تزك أي لم تنم
14- قرب الإسناد، عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن الصادق ع عن أبيه عن علي ع قال كان رسول الله ص يكبر في العيدين و الاستسقاء في الأولى سبعا و في الثانية خمسا و يصلي قبل الخطبة و يجهر بالقراءة
و منه عن السندي بن محمد عن أبي البختري عن الصادق عن أبيه عن علي ع قال مضت السنة أنه لا يستسقى إلا بالبراري حيث ينظر الناس إلى السماء و لا يستسقى في المساجد إلا بمكة
و منه بهذا الإسناد عن علي ع قال يكره الكلام يوم الجمعة و الإمام يخطب و في الفطر و الأضحى و الاستسقاء
بيان قال في الذكرى يستحب الإصحار بها يعني بصلاة الاستسقاء إجماعا و أما استثناء مكة و استحباب الاستسقاء فيها بالمسجد الحرام فقد ذكره الأكثر و قال في المنتهى و هو قول علمائنا أجمع و أكثر أهل العلم قال في الذكرى اختصاص مكة لمزيد الشرف في مسجدها و لو حصل مانع من الصحراء لخوف و شبهه جازت في المساجد و ابن أبي عقيل و المفيد و جماعة لم يستثنوا المسجد الحرام و ظاهر ابن الجنيد استثناء المسجدين انتهى و الأشهر أظهر للرواية المؤيدة بعمل الأكثر
-15 مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ياسر عن الرضا ع قال إذا كذب الولاة حبس المطر و إذا جار السلطان هانت الدولة و إذا حبست الزكاة ماتت المواشي
16- العلل، عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن عبد الله بن الصلت عن أنس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن رسول الله ص كان إذا استسقى ينظر إلى السماء و يحول رداءه عن يمينه إلى يساره و عن يساره إلى يمينه قال قلت له ما معنى ذلك قال علامة بينه و بين أصحابه تحول الجدب خصبا
و منه عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمر عن محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال سألته لأي علة حول رسول الله ص في صلاة الاستسقاء رداءه الذي على يمينه على يساره و الذي على يساره على يمينه قال أراد بذلك تحول الجدب خصبا
بيان استحباب تحويل الرداء ذكره الأصحاب و صرح الأكثر بالهيئة المذكورة في الخبرين بجعل ما على اليمين على اليسار و بالعكس و ربما يتوهم صدقه بجعل الأعلى أسفل أو الظاهر باطنا و بالعكس و لا وجه له بعد التصريح به في النصوص و قال في الذكرى و لا يشترط تحويل الظاهر باطنا و بالعكس و الأعلى أسفل و بالعكس و لو فعل ذلك فلا بأس. و قال الشهيد الثاني في الروضة و لو جعل مع ذلك أعلاه أسفله و ظاهره باطنه كان حسنا و لا يخفى ما فيهما لا سيما في الأخير إذ الجمع بين الجميع غير ممكن و اجتماع أحدهما معه لا بد منه و ما صدر من النبي ص يمكن أن يكون لعلمه ص باستجابة دعائه فنبه أصحابه بذلك عليها و أما فعل غيره فللتأسي أو للتفؤل و فعله ص أيضا يحتمل الأخير و على الأول يحتمل اختصاصه به ص و لكن في موثقة بن بكير ما يدل على استحبابه لغيره أيضا. و أما وقت التحويل فذكر الأكثر أنه بعد الصلاة قبل الخطبة كما هو ظاهر خبر محمد بن خالد و غيره و قال بعض الأصحاب يحوله بعد الفراغ من الخطبة و قال المفيد ره و سلار و ابن البراج يحول الإمام رداءه ثلاث مرات و لعلها بعد الفراغ من الصلاة و بعد الصعود على المنبر و بعد الفراغ من الخطبة و لعل الأولى التحويل قبل الخطبة و بعدها. و هل يستحب للمأموم التحويل أثبته في المبسوط و نفاه في الخلاف و اختار في الذكرى الأول و ظاهر الأخبار الثاني و قال ابن البراج في المهذب فإذا فرغ من الخطبة أدار رداءه فجعل ما على يمينه على يساره و ما على يساره على يمينه ثلاث مرات ثم استقبل و كبر مائة تكبيرة رافعا صوته بها و يكبر الناس معه ثم يلتفت على يمينه و يسبح الله سبحانه مائة تسبيحة رافعا صوته بها و يسبح الناس معه كذلك ثم يلتفت على يساره فيحمد الله مائة تحميدة رافعا صوته بها و يفعل الناس معه ذلك ثم يقبل بوجهه إلى الناس فيستغفر الله تعالى مائة مرة رافعا صوته بها و يفعل الناس ثم يستقبل القبلة بوجهه فيدعو و يدعو الناس معه
17- مجالس ابن الشيخ، عن المفيد عن علي بن بلال عن النعمان بن أحمد القاضي عن إبراهيم بن عرفة عن أحمد بن رشيد بن خثيم الهلالي عن عمه سعيد عن مسلم الغلابي قال جاء أعرابي إلى النبي ص فقال و الله يا رسول الله لقد أتيناك و ما لنا بعير يئط و لا غنم يغط ثم أنشأ يقول
أتيناك يا خير البرية كلها لترحمنا مما لقينا من الأزل
أتيناك و العذراء يدمي لبانها و قد شغلت أم البنين عن الطفلو ألقى بكفيه الفتى استكانة من الجوع ضعفا لا يمر و لا يحليو لا شيء مما يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي و العلهز الفسلو ليس لنا إلا إليك فرارنا و أين فرار الناس إلا إلى الرسل
فقال رسول الله ص لأصحابه إن هذا الأعرابي يشكو قلة المطر و قحطا شديدا ثم قام يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه فكان فيما حمده به أن قال الحمد لله الذي علا في السماء فكان عاليا و في الأرض قريبا دانيا أقرب إلينا مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ و رفع يديه إلى السماء و قال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار تملأ به الضرع و تنبت به الزرع و تحيي به الأرض بعد موتها فما رد يده إلى نحره حتى أحدق السحاب بالمدينة كالإكليل و ألقت السماء بأرواقها و جاء أهل البطاح يصيحون يا رسول الله الغرق الغرق فقال رسول الله اللهم حوالينا و لا علينا فانجاب السحاب عن السماء فضحك رسول الله ص و قال لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه من ينشدنا قوله فقام عمر بن الخطاب فقال عسى أردت يا رسول الله
و ما حملت من ناقة فوق ظهرها أبر و أوفى ذمة من محمد
فقال رسول الله ص ليس هذا من قول أبي طالب هذا من قول حسان بن ثابت فقام علي ع فقال كأنك أردت يا رسول الله
و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأراملتلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة و فواضلكذبتم و بيت الله يبزى محمد و لما نماصع دونه و نقاتلو نسلمه حتى نصرع حوله و نذهل عن أبنائنا و الحلائل
فقال رسول الله ص أجل فقام رجل من بني كنانة فقال
لك الحمد و الحمد ممن شكر سقينا بوجه النبي المطردعا الله خالقه دعوة و أشخص منه إليه البصرفلم يك إلا كإلقاء الردا و أسرع حتى أتانا الدرردفاق العزائل جم البعاق أغاث به الله عليا مضرفكان كما قاله عمه أبو طالب ذا رواء أغربه الله يسقي صيوب الغمام فهذا العيان و ذاك الخبر
فقال رسول الله ص يا كناني بوأك الله بكل بيت قلته بيتا في الجنة
إيضاح قال الجزري في حديث الاستسقاء عجلا غير رائث أي غير بطيء متأخر راث علينا خبر فلان يريث إذا أبطأ و قال كل ما احتف بالشيء من جوانبه فهو إكليل و قال في حديث الاستسقاء اللهم حوالينا و لا علينا يقال رأيت الناس حوله و حواليه أي مطيفين به من جوانبه يريد اللهم أنزل الغيث في مواضع النبات لا في مواضع الأبنية و قال الجوهري يقال قعدوا حوله و حواله و حواليه و لا تقل حواليه بكسر اللام و قال الجزري في حديث الاستسقاء فانجاب السحاب عن المدينة حتى صارت كالإكليل أي تجمع و تقبض بعضه إلى بعض و انكشف عنها و قد مر شرح سائر أجزاء الخبر في باب أحوال أبي طالب ع و باب استجابة دعوات النبي ص
18- فقه الرضا، قال ع اعلم يرحمك الله أن صلاة الاستسقاء ركعتان بلا أذان و لا إقامة يخرج الإمام يبرز إلى ما تحت السماء و يخرج المنبر و المؤذنين أمامه فيصلي بالناس ركعتين ثم يسلم و يصعد المنبر فيقلب رداءه الذي على يمينه على يساره و الذي على يساره على يمينه مرة واحدة ثم يحول وجهه إلى القبلة فيكبر مائة تكبيرة يرفع بها صوته ثم يلتفت عن يمينه و يساره إلى الناس فيهلل مائة مرة رافعا صوته ثم يرفع يديه إلى السماء فيدعو الله و يقول اللهم صل على محمد و على آل محمد اللهم اسقنا غيثا مغيثا مجللا طبقا مطبقا جللا مونقا راحبا غدقا مغدقا طيبا مباركا هاطلا مهطلا متهاطلا رغدا هنيئا مريئا دائما رويا سريعا عاما مسيلا نافعا غير ضار تحيي به العباد و البلاد و تنبت به الزرع و النبات و تجعل فيه بلاغا للحاضر منا و الباد اللهم أنزل علينا من بركات سمائك ماء طهورا و أنبت لنا من بركات أرضك نباتا مسقيا و تسقيه مما خلقت أَنْعاماً وَ أَناسِيَّ كَثِيراً اللهم ارحمنا بالمشايخ ركعا و الصبيان رضعا و البهائم رتعا و الشبان خضعا قال و كان أمير المؤمنين ع يدعو عند الاستسقاء بهذا الدعاء يقول يا مغيثنا يا معيننا على ديننا و دنيانا بالذي تنشر علينا من الرزق نزل بنا عظيم لا يقدر على تفريجه غير منزله عجل على العباد فرجه فقد أشرفت الأبدان على الهلاك فإذا هلكت الأبدان هلكت الدين يا ديان العباد و مقدر أمورهم بمقادير أرزاقهم لا تحل بيننا و بين رزقك و ما أصبحنا فيه من كرامتك معترفين به قد أصيب من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا ارحمنا بمن جعلته أهلا لاستجابة دعائه حين سألك يا رحيم لا تحبس عنا ما في السماء و انشر علينا نعمك و عد علينا برحمتك و ابسط علينا كنفك و عد علينا بقبولك و اسقنا الغيث و لا تجعلنا من القانطين و لا تهلكنا بالسنين و لا تؤاخذنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ و عافنا يا رب من النقمة في الدين و شماتة القوم الكافرين يا ذا النفع و النصر إنك إن أجبتنا فبجودك و كرمك و لإتمام ما بنا من نعمائك و إن ترددنا فبجنايتنا على أنفسنا فاعف عنا قبل أن تصرفنا و أقلنا و اقلبنا بإنجاح الحاجة يا الله
بيان بلا أذان و لا إقامة لا خلاف فيه و قال في الذكرى أذانهما أن يقول الصلاة ثلاثا و يجوز النصب بإضمار احضروا و شبهه و الرفع بإضمار مبتدأ أو خبر و قال بعض العامة يقول الصلاة جامعة و لا مانع منه و يجوز فيه رفعهما و نصبهما و نصب الأول و رفع الثاني و بالعكس انتهى. و قوله أمامه يحتمل تعلقه بإخراج المنبر أيضا قال في الذكرى قال السيد المرتضى ره و ابن الجنيد و ابن أبي عقيل ينقل المنبر فيحمل بين يدي الإمام إلى الصحراء و قد رواه مولى محمد بن خالد عن الصادق ع و قال ابن إدريس الأظهر في الرواية أنه لا ينقل بل يكون كمنبر العيد معمولا من طين و لعل الأول أولى لما روي أن النبي ص أخرج المنبر في الاستسقاء و لم يخرجه في العيد قال و يستحب أن يخرج المؤذنون بين يدي الإمام بأيديهم العنز. و أما التسبيحات فالمشهور بين الأصحاب أنه يستحب أن يستقبل القبلة بعد الصلاة و التحويل قبل الخطبتين و يكبر الله مائة مرة رافعا بها صوته و يسبح مائة عن يمينه كذا و يهلل مائة عن يساره و يستقبل الناس و يحمد الله مائة مرة و قال المفيد يكبر إلى القبلة مائة و إلى اليمين مسبحا و إلى اليسار حامدا و يستقبل الناس مستغفرا مائة مائة و الصدوق وافق في التكبير و التسبيح و جعل التهليل مستقبلا للناس و التحميد إلى اليسار و نسب في الذكرى القول بأن الأذكار بعد الخطبة إلى المشهور و ظاهر هذه الرواية و رواية محمد بن خالد الأول و جوز الشهيد في البيان الأمرين و لا يخلو من قوة. و المشهور متابعة المأمومين للإمام بالأذكار و في رفع الصوت لا في التحول إلى الجهات و عن ابن الجنيد أنهم يتابعون في التسبيح لا في رفع الصوت و ظاهر الأخبار اختصاص الجميع بالإمام. ثم ظاهر الأصحاب أن الخطبة هنا كالعيدين خطبتان إلا أن فيهما يدعو بالمغفرة و الاستعطاف و نزول المطر و كذا في القنوتات و استدل عليه بالتشبيه بصلاة العيد و ظاهر الأخبار الاكتفاء بخطبة واحدة مشتملة على الدعاء و الاستغفار و متابعة القوم أحوط و قد تنبه لذلك في الذكرى و إن كان عدل عنه تبعا للمشهور حيث قال الظاهر أن الخطبة الواحدة غير كافية بل يخطب اثنتين تسوية بينها و بين صلاة العيد. و أقول التسوية و التشبيه في الصلاة لا يستلزم المساواة في كيفية الخطبة لأنها خارجة عن الصلاة. و قد ورد في بعض الأخبار الجلوس عند الاستسقاء و لعله محمول على الأدعية بعد الخطبة و الاحتياط بالقيام فيها للخطبة إذ الجلوس فيها من بدع معاوية. و الجلل بالتحريك الأمر العظيم راحبا أي واسعا و في بعض النسخ واجبا أي لازما و في بعضها واصبا أي دائما و هو أظهر و يقال عيشة رغد بالفتح و رغد بالتحريك أي واسعة طيبة نباتا مسقيا بالتشديد على بناء المفعول و في بعض النسخ مسبغا على المفعول أيضا من الإسباغ بمعنى الإكمال كنفك أي حفظك و حياطتك و في بعض النسخ رزقك و هو أظهر
19- المكارم، في الرعد و الصواعق قال إذا سمعت صوت الرعد و رأيت الصواعق فقل اللهم لا تقتلنا بغضبك و لا تهلكنا بعذابك و عافنا قبل ذلك و في المطر إذا أمطرت السماء فقل صبا هنيئا
عن الصادق ع قال إذا هبت الرياح فأكثر من التكبير و قل اللهم إني أسألك خير ما هاجت به الرياح و خير ما فيها و أعوذ بك من شرها و شر ما فيها اللهم اجعلها علينا رحمة و على الكافرين عذابا و صلى الله على محمد و آله
20- أعلام الدين، قال الصادق ع قال أمير المؤمنين ع إن الله تعالى يبتلي عباده عند ظهور الأعمال السيئة بنقص الثمرات و حبس البركات و إغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب و يقلع مقلع و يتذكر متذكر و يزدجر مزدجر و قد جعل الله تعالى الاستغفار سببا لدرور الأرزاق و رحمة الخلق فقال سبحانه اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً فرحم الله عبدا قدم توبته و استقال عثرته و ذكر خطيئة و حذر منيته فإن أجله مستور عنه و أمله خادع له و الشيطان موكل به يزين له المعصية ليركبها و يمنيه التوبة ليسوفها حتى تهجم عليه منيته أغفل ما يكون عنها فيا لها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة و أن تؤديه أيامه إلى شقوة نسأل الله سبحانه أن يجعلنا و إياكم ممن لا تبطره نعمة و لا تحل به بعد الموت ندامة و لا نقمة
بيان قدم توبته أي على موته أو على وقت سيحضر و يمنيه التوبة أي يجعلها في أمانيه و يقول ستفعلها و التسويف أن يقول في نفسه سوف أفعل و أكثر ما يستعمل في الوعد الذي لا إنجاز له أغفل منصوب على الحالية فيا لها حسرة الضمير مبهم و حسرة تمييز له و اللام قيل للاستغاثة أي يا للحسرة على الغافلين ما أكثرك و قيل بل لام الجر فتحت لدخولها على الضمير و المنادى محذوف تقديره يا قوم أدعوكم لها لتقضوا التعجب من هذه الحسرة و أن في موضع النصب بحذف الجار كأنه قيل لما ذا تقع الحسرة عليهم فقال على كون أعمارهم حجة عليهم يوم القيامة و البطر الطغيان عند النعمة
21- مشكاة الأنوار، نقلا من محاسن البرقي عن الباقر ع قال قال رسول الله ص خمس خصال إن أدركتموها فتعوذوا بالله من النار لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أخذوا بالسنين و شدة المئونة و جور السلطان و لم يمنع الزكاة إلا منع القطر من السماء فلو لا البهائم لم يمطروا و لم ينقضوا عهد الله و عهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم فأخذوا بعض ما في أيديهم و لم يحكموا بغير ما أنزل الله إلا جعل بأسهم بينهم
22- قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لا تشيروا إلى المطر و لا إلى الهلال فإن الله يكره ذلك
بيان يحتمل أن يكون المراد الإشارة على وجه التعجب كما يقال ما أحسن هذا الهلال و ما أغزر هذا المطر فإنه ينبغي أن يشتغل عندهما بالذكر و الدعاء أو المراد الإشارة و التوجه إليهما حالة الدعاء بل ينبغي أن يستقبل القبلة و يدعو و قد مر الكلام فيه
23- معاني الأخبار، عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر ع قال ثلاثة من عمل الجاهلية الفخر بالأنساب و الطعن بالأحساب و الاستسقاء بالأنواء
توضيح قال في الذكرى لا يجوز نسبة الأمطار إلى الأنواء بمعنى أنها مؤثرة أو أن لها مدخلا في التأثير لقيام البرهان على أن ذلك من فعل الله تعالى و تحقق الإجماع عليه و لأنها تختلف كثيرا و تتقدم و تتأخر. و لو قال غير معتقد مطرنا بنوء كذا قال الشيخ لا يجوز لنهي النبي ص عن ذلك
في رواية زيد بن خالد الجهني قال صلى بنا رسول الله ص صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف استقبل الناس فقال هل تدرون ما ذا قال ربكم قالوا الله و رسوله أعلم قال قال أصبح من عبادي مؤمن بي و كافر بالكوكب و كافر بي و مؤمن بالكوكب من قال مطرنا بفضل الله و رحمته فذلك مؤمن بي و كافر بالكوكب و أما من قال مطرنا بنوء كذا و كذا فذاك كافر بي و مؤمن بالكوكب
و هو محمول على ما قدمناه من اعتقاد مدخليته في التأثير و النوء سقوط كوكب في المغرب و طلوع رقيبه من المشرق و منه الخبر من أمر الجاهلية الأنواء قال أبو عبيد هي ثمانية و عشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة يسقط في كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب و يطلع آخر يقابله من ساعته و انقضاء هذه الثمانية و العشرين مع انقضاء السنة فكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم و طلع آخر قالوا لا بد من أن يكون عند ذلك مطر فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى النجم فيقولون مطرنا بنوء كذا و إنما سمي نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينوء نوءا أي نهض فسمي النجم به قال و قد يكون النوء السقوط أما لو قال مطرنا بنوء كذا و أراد به فيه أي في وقته و أنه من فعل الله تعالى فقد قيل لا يكره لأنه ورد أن الصحابة استسقوا بالمصلى ثم قيل كم بقي من نوء الثريا فقال إن العلماء بها يزعمون أنها تعترض في الأفق سبعا بعد وقوعها فما مضت السبع حتى غيث الناس و لم ينكر أحد ذلك
24- المقنعة، للمفيد و المهذب، لابن البراج قال في الاستسقاء بعد الصلاة و الخطبة و التسبيحات ثم حول وجهه إلى القبلة فدعا و دعا الناس معه فقال اللهم رب الأرباب و معتق الرقاب و منشئ السحاب و منزل القطر من السماء و محيي الأرض بعد موتها يا فالق الحب و النوى و يا مخرج الزرع و النبات و محيي الأموات و جامع الشتات اللهم اسقنا غيثا مغيثا غدقا مغدقا هنيئا مريئا تنبت به الزرع و تدر به الضرع و تحيي به الأرض بعد موتها و تسقي به مما خلقت أَنْعاماً وَ أَناسِيَّ كَثِيراً
25- البلد الأمين، و جنة الأمان، أفضل القنوت في صلاة الاستسقاء ما روي عن النبي ص و هو أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الرحمن الرحيم ذو الجلال و الإكرام و أسأله أن يتوب علي توبة عبد ذليل خاضع فقير بائس مسكين مستكين لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا اللهم معتق الرقاب و رب الأرباب و منشئ السحاب و منزل القطر من السماء إلى الأرض بعد موتها فالق الحب و النوى و مخرج النبات و جامع الشتات صل على محمد و آل محمد و اسقنا غيثا مغيثا غدقا مغدقا هنيئا مريئا تنبت به الزرع و تدر به الضرع و تحيي به مما خلقت أَنْعاماً وَ أَناسِيَّ كَثِيراً اللهم اسق عبادك و بهائمك و انشر رحمتك و أحي بلادك الميتة
26- البلد الأمين، قال يستحب الخروج بسكينة خاشعا متبذلا متنظفا لا متطيبا ثم قال متبذلا أي لابس البذلة و هي ما يمتهن من الثياب دون ثياب الصون و التجمل لأنه يوم خشوع و استكانة لا يوم سرور و زينة فلهذا لا يتطيب بل يتنظف من الروائح الكريهة التي تؤذي مجاوره و تمنعه من الإقبال على الخشوع و التوجه إليه تعالى
أقول تخصيص ما مر من عمومات التطيب و التجمل للصلاة بهذه الوجوه مشكل
صلاة الحاجة و دفع العلل و الأمراض في سائر الأوقات
الآيات البقرة وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ. تفسير قال الطبرسي ره روي عن أئمتنا ع أن المراد بالصبر الصوم و كان النبي ص إذا حزنه أمر استعان بالصلاة و الصوم
و روي عن الصادق ع أنه قال ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ فيدخل المسجد فيركع ركعتين يدعو الله فيهما أ ما سمعت الله يقول وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ
أقول و الأخبار في ذلك كثيرة سيأتي بعضها
1- مجالس الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن عبد الرحمن بن سالم عن المفضل عن أبي عبد الله الصادق ع قال إذا قام العبد نصف الليل بين يدي ربه جل جلاله فصلى له أربع ركعات في جوف الليل المظلم ثم يسجد سجدة الشكر بعد فراغه فقال ما شاء الله ما شاء الله مائة مرة ناداه الله جل جلاله من فوقه عبدي إلى كم تقول ما شاء الله ما شاء الله أنا ربك و إلي المشية و قد شئت قضاء حاجتك فسلني ما شئت
2- قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة قال سمعت جعفرا ع يملي على بعض التجار من أهل الكوفة في طلب الرزق فقال له صل ركعتين متى شئت فإذا فرغت من التشهد قلت توجهت بحول الله و قوته بلا حول مني و لا قوة و لكن بحولك يا رب و قوتك أبرأ إليك من الحول و القوة إلا ما قويتني اللهم إني أسألك بركة هذا اليوم و أسألك بركة أهله و أسألك أن ترزقني من فضلك رزقا واسعا حلالا طيبا مباركا تسوقه إلي في عافية بحولك و قوتك و أنا خافض في عافية يقول ذلك ثلاث مرات
3- الخصال، عن أحمد بن الحسن القطان عن الحسن بن علي السكري عن محمد بن زكريا الجوهري عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر الجعفي عن الباقر ع قال إذا كانت للمرأة على الله حاجة صعدت فوق بيتها و صلت ركعتين و كشفت رأسها إلى السماء فإنها إذا فعلت ذلك استجاب الله لها و لم يخيبها
4- العيون، عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبيد الله بن صالح قال حدثني صاحب الفضل بن ربيع قال كنت ذات ليلة في فراشي مع بعض جواري فلما كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة فراعني ذلك فقالت الجارية لعل هذا من الريح فلم يمض إلا يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح و إذا هو مسرور الكبير قد دخل علي فقال لي أجب و لم يسلم علي فيئست من نفسي و قلت هذا مسرور و دخل إلي بلا إذن و لم يسلم ما هو إلا القتل و كنت جنبا فلم أجسر أن أسأله إنظاري حتى أغتسل فقالت لي الجارية لما رأت تحيري و تبلدي ثق بالله عز و جل و انهض فنهضت و لبست ثيابي و خرجت معه حتى أتيت الدار فسلمت على أمير المؤمنين و هو في مرقده فرد علي السلام فسقطت فقال تداخلك رعب قلت نعم يا أمير المؤمنين فتركني ساعة حتى سكنت ثم قال لي صر إلى حبسنا فأخرج موسى بن جعفر بن محمد و ادفع إليه ثلاثين ألف درهم و اخلع عليه خمس خلع و احمله على ثلاثة مراكب و خيره بين المقام معنا و الرحيل عنا إلى أي بلد أراد و أحب فقلت يا أمير المؤمنين تأمر بإطلاق موسى بن جعفر فكررت ذلك عليه ثلاث مرات فقال نعم ويلك أ تريد أن أنكث العهد فقلت يا أمير المؤمنين و ما العهد قال بينا أنا في مرقدي هذا إذ ساورني أسود ما رأيت من السوادان أعظم منه فقعد على صدري و قبض على حلقي و قال لي حبست موسى بن جعفر ظالما له فقلت فأنا أطلقه و أهب له و أخلع عليه فأخذ علي عهد الله عز و جل و ميثاقه و قام عن صدري و قد كادت نفسي تخرج فخرجت من عنده و وافيت موسى بن جعفر ع و هو في حبسه فرأيته قائما يصلي فجلست حتى سلم ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين و أعلمته بالذي أمرني به في أمره و أني قد أحضرت ما وصله به فقال إن كنت أمرت بشيء غير هذا فافعله فقلت لا و حق جدك رسول الله ص ما أمرت إلا بهذا فقال لي لا حاجة لي في الخلع و الحملان و المال إذا كانت فيه حقوق الأمة فقلت ناشدتك بالله أن ترده فيغتاظ فقال اعمل به ما أحببت و أخذت بيده ع و أخرجته من السجن ثم قلت له يا ابن رسول الله ص أخبرني بالسبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل فقد وجب حقي عليك لبشارتي إياك و لما أجراه الله على يدي من هذا الأمر فقال ع رأيت النبي ليلة الأربعاء في النوم فقال لي يا موسى أنت محبوس مظلوم فكرر ذلك علي ثلاثا ثم قال وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ أصبح غدا صائما و أتبعه بصيام الخميس و الجمعة فإذا كان وقت الإفطار فصل اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد و اثنتي عشرة مرة قل هو الله أحد فإذا صليت منها أربع ركعات فاسجد ثم قل يا سابق الفوت يا سامع كل صوت يا محيي العظام و هي رميم بعد الموت أسألك باسمك العظيم الأعظم أن تصلي على محمد عبدك و رسولك و على أهل بيته الطيبين و أن تعجل لي الفرج مما أنا فيه ففعلت فكان الذي رأيت
5- العيون، عن علي بن عبد الله الوراق و الحسين بن إبراهيم المكتب و حمزة العلوي و أحمد بن زياد الهمداني جميعا عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن صالح الهروي قال و حدثنا جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن الهروي قال رفع إلى المأمون أن الرضا ع يقعد مجالس الكلام و الناس يفتنون بعلمه فأمر محمد بن عمرو الطوسي حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه و أحضره فلما نظر إليه المأمون زبره و استخف به فخرج أبو الحسن ع من عنده مغضبا و هو يدمدم شفتيه و يقول و حق المرتضى و سيدة النساء لأستنزلن من حول الله عز و جل بدعائي عليه ما يكون سببا لطرد كلاب أهل هذه الكورة إياه و استخفافهم به و بخاصته و عامته ثم إنه ع انصرف إلى مركزه و استحضر الميضاة و توضأ و صلى ركعتين و قنت في الثانية فقال اللهم يا ذا القدرة الجامعة و الرحمة الواسعة و المنن المتتابعة و الآلاء المتوالية و الأيادي الجميلة و المواهب الجزيلة يا من لا يوصف بتمثيل و لا يمثل بنظير و لا يغلب بظهير يا من خلق فرزق و ألهم فأنطق و ابتدع فشرع و علا فارتفع و قدر فأحسن و صور فأتقن و احتج فأبلغ و أنعم فأسبغ و أعطى فأجزل يا من سما في العز ففات خواطر الأبصار و دنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه و توحد بالكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام و حسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام يا عالم خطرات قلوب العالمين و شاهد لحظات أبصار الناظرين يا من عنت الوجوه لهيبته و خضعت الرقاب لجلالته و وجلت القلوب من خيفته و ارتعدت الفرائص من فرقه يا بديء يا بديع يا قوي يا منيع يا علي يا رفيع صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه انتقم لي ممن ظلمني و استخف بي و طرد الشيعة عن بابي و أذقه مرارة الذل و الهوان كما أذاقنيهما و اجعله طريد الأرجاس و شريد الأنجاس قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي فما استتم مولاي ع دعاءه حتى وقعت الرجفة في المدينة و ارتفعت الزعقة و الضجة إلى آخر ما مر في أبواب تاريخه ع
بيان و لا تغلب بظهير أي لا يمكن الغلبة عليه بمظاهرة المعاونين و الظهير بمعنى الغالب و ابتدع فشرع أي في خلق الأشياء أو سن لهم طريق العبادة بعد خلقهم أو رفع كل شيء إلى ما يستحقه من المنازل فارتفع عن إدراك الخلق خواطر الأبصار أي البصائر أو الخواطر التي تكون بعد الإبصار بالأبصار و في بعض النسخ خواطف الأبصار أي كان أعلى في النور و الضياء من الأمور النيرة التي تخطف الأبصار يقال خطف البرق البصر أي ذهب به أو لا تضره تلك الأشياء و في بعض النسخ نواظر و هو أظهر. فجاز هواجس الأفكار الهاجس الخاطر و لعل المعنى أنه تعالى اطلع عليها و جازها إلى ما هو أخفى منها كما قال تعالى يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى و قال الكفعمي أي فات خواطر الأفكار و لا يخفى أنه لا يناسب دنا في اللطف و الند المثل و قال الشهيد ره الفرق بين الضد و الند أن الضد عرض يعاقب آخر في محله و ينافيه و الند هو المشارك في الحقيقة و إن وقعت المخالفة ببعض العوارض. خطائف أبصار الأنام أي أبصارهم أو بصائرهم التي تخطف الأشياء و تدركها بسرعة فإن الخطف الاستلاب بسرعة و عجل خطيف أي سريع المر و يمكن أن يحمل ما مر أيضا على هذا المعنى و سيأتي قريب من هذا الدعاء في أدعية شهر رجب
6- مجالس الشيخ و ابنه، عن أبي محمد الفحام عن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري عن سهل بن يعقوب بن إسحاق عن الحسن بن عبد الله بن مطر عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال جاء رجل إلى سيدنا الصادق ع فقال له يا سيدي أشكو إليك دينا ركبني و سلطانا غشمني و أريد أن تعلمني دعاء أغتنم به غنيمة أقضي بها ديني و أكفى بها ظلم سلطاني فقال إذا جنك الليل فصل ركعتين اقرأ في الركعة الأولى منهما الحمد و آية الكرسي و في الركعة الثانية الحمد و آخر الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ إلى خاتمة السورة ثم خذ المصحف فدعه على رأسك و قل بهذا القرآن و بحق من أرسلته و بحق كل مؤمن فيه و بحقك عليهم فلا أحد أعرف بحقك منك بك يا الله عشر مرات ثم تقول يا محمد عشر مرات يا فاطمة عشر مرات يا حسن عشر مرات يا حسين عشر مرات يا علي بن الحسين عشر مرات يا محمد بن علي عشر مرات يا جعفر بن محمد عشر مرات يا موسى بن جعفر عشر مرات يا علي بن موسى عشر مرات يا محمد بن علي عشرا يا علي بن محمد عشرا يا حسن بن علي عشرا ثم بالحجة عشرا ثم تسأل حاجتك قال فمضى الرجل فعاد إليه بعد مديدة قد قضى دينه و صلح به سلطانه و عظم يساره
7- منهما، عن المفيد عن محمد بن الحسين المقري عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن عبد الرحمن بن إبراهيم عن صباح الحذاء قال قال أبو عبد الله ع من كانت له إلى الله حاجة فليقصد إلى مسجد الكوفة ليسبغ وضوءه و ليصل في المسجد ركعتين يقرأ في كل واحدة منهما فاتحة الكتاب و سبع سور معها و هي المعوذتان و قل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون و إذا جاء نصر الله و الفتح و سبح اسم ربك الأعلى و إنا أنزلناه في ليلة القدر فإذا فرغ من الركعتين و تشهد و سلم و سأل الله حاجته فإنها تقضى بعون الله إن شاء الله
قال علي بن الحسن بن فضال و قال لي هذا الشيخ إني فعلت ذلك و دعوت الله أن يوسع علي في رزقي فأنا من الله تعالى بكل نعمة ثم دعوته أن يرزقني الحج فرزقنيه و علمته رجلا كان من أصحابنا مقترا عليه في رزقه فرزقه الله تعالى و وسع عليه أقول سيأتي بعض الأخبار في باب الدعاء لدفع كيد الأعداء
8- المحاسن، عن ابن محبوب عن الحسن بن صالح بن حي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فأتم ركوعهما و سجودهما ثم جلس فأثنى على الله و صلى على رسول الله ص ثم سأل حاجته فقد طلب الخير في مظانه و من طلب الخير في مظانه لم يخب
9- السرائر، عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخلت عليه امرأة فذكرت أنها تركت ابنها بالملحفة على وجهه ميتا قال لها لعله لم يمت فقومي فاذهبي إلى بيتك و اغتسلي و صلي ركعتين و ادعي و قولي يا من وهبه لي و لم يك شيئا جدد لي هبته ثم حركيه و لا تخبري بذلك أحدا قال ففعلت فجاءت فحركته فإذا هو قد بكى
الدعوات للراوندي، عن جميل مثله
-10 العياشي، عن مسمع قال قال أبو عبد الله ع يا مسمع ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده فيركع ركعتين فيدعو الله فيها أ ما سمعت الله يقول وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ
و منه عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن سورة الأنعام نزلت جملة و شيعها سبعون ألف ملك حين أنزلت على رسول الله ص فعظموها و بجلوها فإن اسم الله تبارك و تعالى فيها في سبعين موضعا و لو يعلم الناس ما في قراءتها من الفضل ما تركوها ثم قال أبو عبد الله ع من كان له إلى الله حاجة يريد قضاءها فليصل أربع ركعات بفاتحة الكتاب و الأنعام و ليقل في صلاته إذا فرغ من القراءة يا كريم يا كريم يا كريم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا أعظم من كل عظيم يا سميع الدعاء يا من لا تغيره الأيام و الليالي صل على محمد و آل محمد و ارحم ضعفي و فقري و فاقتي و مسكنتي فإنك أعلم بها مني و أنت أعلم بحاجتي يا من رحم الشيخ يعقوب حين رد عليه يوسف قرة عينه يا من رحم أيوب بعد حلول بلائه يا من رحم محمدا ص من اليتم و آواه و نصره على جبابرة قريش و طواغيتها و أمكنه منهم يا مغيث يا مغيث يا مغيث يقوله مرارا فو الذي نفسي بيده لو دعوت بها بعد ما تصلي هذه الصلاة في دبر هذه السورة ثم سألت الله جميع حوائجك ما بخل عليك و لأعطاك ذلك إن شاء الله تعالى
و منه عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال قال إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثاني و سورة أخرى و صل ركعتين و ادع الله قلت أصلحك الله و ما المثاني فقال فاتحة الكتاب
-11 كتاب الدلائل للطبري، و فتح الأبواب، نقلا منه عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري قال حدثني أبو الحسن بن أبي البغل الكاتب قال تقلدت عملا من أبي منصور بن الصالحان و جرى بيني و بينه ما أوجب استتاري فطلبني و أخافني فمكثت مستترا خائفا ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة و اعتمدت المبيت هناك للدعاء و المسألة و كانت ليلة ريح و مطر فسألت ابن جعفر القيم أن يغلق الأبواب و أن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما أريده من الدعاء و المسألة و آمن من دخول إنسان مما لم آمنه و خفت من لقائي له ففعل و قفل الأبواب و انتصف الليل و ورد من الريح و المطر ما قطع الناس عن الموضع و مكثت أدعو و أزور و أصلي فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطئا عند مولانا موسى ع و إذا رجل يزور فسلم على آدم و أولي العزم ع ثم الأئمة واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان ع فلم يذكره فعجبت من ذلك و قلت لعله نسي أو لم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين و أقبل إلى مولانا أبي جعفر ع فزار مثل الزيارة و ذلك السلام و صلى ركعتين و أنا خائف منه إذ لم أعرفه و رأيته شابا تاما من الرجال عليه ثياب بياض و عمامة محنك بها بذؤابة و رداؤه على كتفه مسبل فقال لي يا أبا الحسن بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج فقلت و ما هو يا سيدي فقال تصلي ركعتين و تقول يا من أظهر الجميل و ستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر يا عظيم المن يا كريم الصفح يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا منتهى كل نجوى يا غاية كل شكوى يا عون كل مستعين يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه عشر مرات يا سيداه عشر مرات يا مولاه عشر مرات يا غايتاه عشر مرات يا منتهى غاية رغبتاه عشر مرات أسألك بحق هذه الأسماء و بحق محمد و آله الطاهرين ع إلا ما كشفت كربي و نفست همي و فرجت غمي و أصلحت حالي و تدعو بعد ذلك بما شئت و تسأل حاجتك ثم تضع خدك الأيمن على الأرض و تقول مائة مرة في سجودك يا محمد يا علي يا علي يا محمد اكفياني فإنكما كافياي و انصراني فإنكما ناصراي و تضع خدك الأيمن على الأرض و تقول مائة مرة أدركني و تكررها كثيرا و تقول الغوث الغوث الغوث حتى ينقطع النفس و ترفع رأسك فإن الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله فلما اشتغلت بالصلاة و الدعاء خرج فلما فرغت خرجت إلى ابن جعفر لأسأله عن الرجل و كيف دخل فرأيت الأبواب على حالها مغلقة مقفلة فعجبت من ذلك و قلت لعله باب هاهنا و لم أعلم فأنبهت ابن جعفر القيم فخرج إلى عندي من بيت الزيت فسألته عن الرجل و دخوله فقال الأبواب مقفلة كما ترى ما فتحتها فحدثته بالحديث فقال هذا مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه و قد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوها من الناس فتأسفت على ما فاتني منه و خرجت عند قرب الفجر و قصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه فما أضحى النهار إلا و أصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي و يسألون عني أصدقائي و معهم أمان من الوزير و رقعة بخطه فيها كل جميل فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده فقام و التزمني و عاملني بما لم أعهده منه و قال انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات الله و سلامه عليه فقلت قد كان مني دعاء و مسألة فقال ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه في النوم يعني ليلة الجمعة و هو يأمرني بكل جميل و يجفو علي في ذلك جفوة خفتها فقلت لا إله إلا الله أشهد أنهم الحق و منتهى الحق رأيت البارحة مولانا في اليقظة و قال كذا و كذا و شرحت ما رأيته في المشهد فعجب من ذلك و جرت منه أمور عظام حسان في هذا المعنى و بلغت منه غاية ما لم أظنه ببركة مولانا صلوات الله عليه
12- المتهجد، و المكارم، و غيرهما، للحاجة عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع أنه قال إن أحدكم إذا مرض دعا الطبيب و أعطاه و إذا كانت له حاجة رشا البواب و أعطاه و لو أن أحدكم إذا فدحه أمر فزع إلى الله تعالى و تطهر و تصدق بصدقة قلت أو كثرت فدخل المسجد فصلى ركعتين فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي و أهل بيته ثم قال اللهم إن عافيتني مما أخاف من كذا و كذا إلا آتاه الله ذلك و هو اليمين الواجبة و ما جعل الله عليه في الشكر
توضيح فدحه أثقله و في التهذيب و الفقيه إن عافيتني من مرضي أو رددتني من سفري أو عافيتني مما أخاف من كذا و كذا إلا آتاه الله و في بعض نسخ المكارم و المتهجد لآتاه الله و جزاء الشرط في قوله إن عافيتني مقدر مثل قوله فأنت أهل لذلك و نحوه و قيل الظاهر أن جوابه التزام نذر من صدقة و غيره بقرينة ما سبق من قوله ع دعا الطبيب و أعطاه و قوله رشا البواب و لا يخفى بعده و ما جعله شاهدا إنما يشهد إذا لم يذكر الصدقة و قوله ع إلا آتاه على تقديره مستثنى من مقدر أي لم يفعل ذلك أو ما فعله إلا آتاه و المذكور و المقدر جميعا جزاء لقوله و لو أن أحدكم و قوله ع و هي اليمين الواجبة أي هذه الصلاة و الصدقة و الدعاء بمنزلة اليمين الواجب على الله قبولها. قال الوالد قدس سره قوله و ما جعل معطوف على اليمين أي هي الشكر الذي أوجب الله عليه في قضاء هذه الحاجة و لا يحتاج بعده إلى شكر آخر أو قضاء الحاجة شكرا لله تعالى لعبده الذي جعله على نفسه في قوله تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ أي اشكروني أشكركم انتهى و قيل معطوف على لفظة ذلك فيكون مفعولا آخر لقوله آتاه الله و قوله و هي اليمين الواجبة جملة معترضة
13- المكارم، صلاة أخرى إذا انتصف الليل فاغتسل و صل ركعتين تقرأ في الأولى فاتحة الكتاب و سورة الإخلاص خمس مائة مرة و في الثانية مثلها و حين تفرغ من القراءة في الثانية تقرأ آخر الحشر و ست آيات من أول الحديد و قل بعد ذلك و أنت قائم إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ألف مرة ثم تركع و تسجد و تتشهد و تثني على الله فإن قضيت الحاجة و إلا ففي الثانية و إلا ففي الثالثة
صلاة أخرى عن موسى بن جعفر ع قال إذا فدحك أمر عظيم فتصدق في نهارك على ستين مسكينا على كل مسكين نصف صاع بصاع النبي ص من تمر أو بر أو شعير فإذا كان بالليل اغتسلت في ثلث الليل الأخير ثم لبست أدنى ما يلبس من تعول من الثياب إلا أن عليك في تلك الثياب إزارا ثم تصلي ركعتين تقرأ فيهما بالتوحيد و قل يا أيها الكافرون فإذا وضعت جبينك في الركعة الأخيرة للسجود هللت الله و قدسته و عظمته و مجدته ثم ذكرت ذنوبك و أقررت بما تعرف منها مسمى و ما لا تعرف أقررت به جملة ثم رفعت رأسك فإذا وضعت جنبك في السجدة الثانية استخرت الله مائة مرة تقول اللهم إني أستخيرك بعلمك ثم تدعو الله بما شئت من أسمائه و تقول يا كائن قبل كل شيء و يا مكون كل شيء يا كائن بعد كل شيء افعل بي كذا و كذا و أعطني كذا و كذا و كلما استخرت فأفض بركبتيك إلى الأرض و ترفع الإزار حتى تكشف الإزار من خلفك بين أليتك و باطن ساقيك فإني أرجو أن تقضى حاجتك إن شاء الله و ابدأ بالصلاة على النبي و أهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين
بيان التهليل قول لا إله إلا الله و التقديس قول سبحان الله و أمثاله و التعظيم قول الله أكبر و أمثاله و التمجيد قول لا حول و لا قوة إلا بالله و أمثاله اللهم إني أستخيرك قال الوالد ره أي أطلب منك أن تجعل خيري في قضاء حاجتي أو تجعل قضاء حاجتي خيرا لي أو تقضي حاجتي إن كان خيرا لي لعلمك بالخيرة و قدرتك عليها و على جعلها خيرا. أقول و هذه الرواية مروية في الفقيه بسند حسن
14- المكارم، صلاة الحاجة عن الرضا ع قال إذا حزنك أمر شديد فصل ركعتين تقرأ في إحداهما الفاتحة و آية الكرسي و في الثانية الحمد و إنا أنزلناه في ليلة القدر ثم خذ المصحف و ارفعه فوق رأسك و قل اللهم بحق من أرسلته إلى خلقك و حق كل آية فيه و بحق كل من مدحته فيه عليك و بحقك عليه و لا نعرف أحدا أعرف بحقك منك يا سيدي يا الله عشر مرات بحق محمد عشرا بحق علي عشرا بحق فاطمة عشرا بحق إمام بعده كل إمام تعده عشرا حتى تنتهي إلى إمام حق الذي هو إمام زمانك فإنك لا تقوم من مقامك حتى يقضي الله حاجتك
15- المتهجد، و المكارم، و غيرهما، صلاة أخرى و روى مقاتل ابن مقاتل قال قلت للرضا ع جعلت فداك علمني دعاء لقضاء الحوائج فقال إذا كانت لك حاجة إلى الله مهمة فاغتسل و البس أنظف ثيابك و شم شيئا من الطيب ثم ابرز تحت السماء فصل ركعتين تفتح الصلاة فتقرأ فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد خمس عشرة مرة ثم تركع و تقرأ خمس عشرة على مثل صلاة التسبيح غير أن القراءة خمس عشرة مرة ثم تسجد و تقول في سجودك اللهم إن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل سواك فإنك أنت الله الحق المبين اقض لي حاجة كذا و كذا الساعة الساعة و تلح فيما أردت
16- المكارم، صلاة العفو إذا أحسست من نفسك بفترة فلا تدع عند ذلك صلاة العفو و هي ركعتان بالحمد و إنا أنزلناه مرة واحدة في كل ركعة و تقول بعد القراءة رب عفوك عفوك خمس عشرة مرة ثم تركع و تقول بعد ذلك عشرا و تتم الصلاة كمثل صلاة جعفر
بيان قال الجوهري حسست بالخير و أحسست به أي أيقنت به و قال الفترة الانكسار و الضعف انتهى و لعل المراد هنا الضعف في العقائد بالشكوك و الشبهات أو الكسل في الطاعات خمس عشرة مرة أي كلمة عفوك أو مجموع رب عفوك عفوك و لعل الأول أظهر
17- المكارم، صلاة لحديث النفس عن الصادق ع قال ليس من مؤمن يمر عليه أربعون صباحا إلا حدث نفسه فليصل ركعتين و ليستعذ بالله من ذلك
بيان المراد بحديث النفس الوساوس الشيطانية في العقائد و القضاء و القدر و الخطورات التي يوجب التكلم بها الكفر
18- المكارم، صلاة الاستغفار عن النبي ص أنه قال إذا رأيت في معاشك ضيقا و في أمرك التياثا فأنزل حاجتك بالله تعالى و جل و لا تدع صلاة الاستغفار و هي ركعتان تفتتح الصلاة و تقرأ الحمد و إنا أنزلناه مرة واحدة في كل ركعة ثم تقول بعد القراءة أستغفر الله خمس عشرة مرة ثم تركع فتقرأها عشرا على هيئة صلاة جعفر يصلح الله لك شأنك كله إن شاء الله
بيان قال الجوهري الالتياث الاختلاط و الالتفاف و التاث في عمله أبطأ
19- المكارم، صلاة الكفاية عن الصادق ع قال تصلي ركعتين و تسلم و تسجد و تثني على الله تعالى و تحمده و تصلي على النبي محمد و آله و تقول يا محمد يا جبرئيل يا جبرئيل يا محمد اكفياني مما أنا فيه فإنكما كافيان احفظاني بإذن الله فإنكما حافظان مائة مرة
صلاة لمن أصابه هم أو غم أو كانت له إلى الله حاجة عن الرضا ع قال يصلي ركعتين يقرأ في كل واحدة منهما الحمد مرة و إنا أنزلناه ثلاث عشرة مرة فإذا فرغ سجد و قال اللهم يا فارج الهم و كاشف الغم و مجيب دعوة المضطرين يا رحمان الدنيا و رحيم الآخرة صل على محمد و آل محمد و ارحمني رحمة تطفئ بها عني غضبك و سخطك و تغنيني بها عن رحمة من سواك ثم يلصق خده الأيمن بالأرض و يقول يا مذل كل جبار عنيد و معز كل ذليل قد و حقك بلغ المجهود مني في أمر كذا ففرج عني ثم يلصق خده الأيسر بالأرض و يقول مثل ذلك ثم يعود إلى سجوده و يقول مثل ذلك فإن الله سبحانه يفرج غمه و يقضي حاجته
صلاة الفرج عن أمير المؤمنين ع قال تصلي ركعتين تقرأ في الأولى الحمد و قل هو الله أحد ألف مرة و في الثانية الحمد و قل هو الله أحد مرة واحدة ثم تتشهد و تسلم و تدعو بدعاء الفرج و تقول اللهم يا من لا تراه العيون و لا تخالطه الظنون يا من لا يصفه الواصفون يا من لا تغيره الدهور يا من لا يخشى الدوائر يا من لا يذوق الموت يا من لا يخشى الفوت يا من لا تضره الذنوب و لا تنقصه المغفرة يا من يعلم مثاقيل الجبال و كيل البحور و عدد الأمطار و ورق الأشجار و دبيب الذر و لا يواري منه سماء سماء و لا أرض أرضا و لا بحر ما في قعره و لا جبل ما في وعره يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ و ما أظلم عليه الليل و أشرق عنه النهار أسألك باسمك المخزون المكنون الذي في علم الغيب عندك و اختصصت به لنفسك و اشتققت منه اسمك فإنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك وحدك وحدك لا شريك لك الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت و أسألك بحق أنبيائك المرسلين و بحق حملة العرش و بحق ملائكتك المقربين و بحق جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و بحق محمد و عترته صلواتك عليهم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل خير عمري آخره و خير أعمالي خواتيمها و أسألك مغفرتك و رضوانك يا أرحم الراحمين صلاة المكروب تصلي ركعتين و تأخذ المصحف فترفعه إلى الله تعالى و تقول اللهم إني أتوجه إليك بما فيه و فيه اسمك الأكبر و أسماؤك الحسنى و ما به تخاف و ترجى أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و تقضي حاجتي و تسميها صلاة الاستغاثة بالبتول ع تصلي ركعتين ثم تسجد و تقول يا فاطمة مائة مرة ثم ضع خدك الأيمن على الأرض و قل مثل ذلك و تضع خدك الأيسر على الأرض و تقول مثله ثم اسجد و قل ذلك مائة و عشر دفعات و قل يا آمنا من كل شيء و كل شيء منك خائف حذر أسألك بأمنك من كل شيء و خوف كل شيء منك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعطيني أمانا لنفسي و أهلي و مالي و ولدي حتى لا أخاف أحدا و لا أحذر من شيء أبدا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ صلاة الاستغاثة إذا هممت بالنوم في الليل فضع عند رأسك إناء نظيفا فيه ماء طاهر و غطه بخرقة نظيفة فإذا انتبهت لصلاتك في آخر الليل فاشرب من الماء ثلاث جرع ثم توضأ بباقيه و توجه إلى القبلة و أذن و أقم و صل ركعتين تقرأ فيهما ما تيسر من القرآن فإذا فرغت من القراءة قلت في الركوع يا غياث المستغيثين خمسا و عشرين مرة ثم ترفع رأسك فتقول مثل ذلك و تسجد و تقول مثل ذلك ثم تجلس و تقوله و تسجد و تقوله و تجلس و تقوله و تنهض إلى الثانية و تفعل كفعلك في الأولى و تسلم و قد أكملت ثلاث مائة مرة ما تقوله و ترفع رأسك إلى السماء و تقول ثلاثين مرة من العبد الذليل إلى المولى الجليل و تذكر حاجتك فإن الإجابة تسرع بإذن الله
صلاة الغياث عن أبي عبد الله ع قال إذا كانت لأحدكم استغاثة إلى الله تعالى فليصل ركعتين ثم يسجد و يقول يا محمد يا رسول الله يا علي يا سيد المؤمنين و المؤمنات بكما أستغيث إلى الله تعالى يا محمد يا علي أستغيث بكما يا غوثاه بالله و بمحمد و علي و فاطمة و تعد الأئمة ع بكم أتوسل إلى الله عز و جل فإنك تغاث من ساعتك بإذن الله تعالى صلاة الضر و الفقر تصلي ركعتين تحسنهما و تسجد و تقول يا ماجد يا واحد يا أحد يا كريم أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربي و ربك و رب كل شيء أسألك يا الله أن تصلي على محمد و آل محمد و أسألك أن تنفحني نفحة من نفحاتك فتحا يسيرا و رزقا واسعا ألم به شعثي و أقضي به ديني و أستعين به على عيالي صلاة الاستعداء عن الصادق ع تسبغ الوضوء أي وقت أحببت ثم تصلي ركعتين تتم ركوعهما و سجودهما فإذا فرغت مرغت خديك على الأرض و قلت يا رباه حتى ينقطع النفس ثم قل يا من أَهْلَكَ عاداً الْأُولى وَ ثَمُودَ فَما أَبْقى وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَ أَطْغى وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى فَغَشَّاها ما غَشَّى إن كان فلان بن فلان ظالما فيما ارتكبني به فاجعل عليه منك وعدا و لا تجعل له في حلمك نصيبا يا أقرب الأقربين صلاة الظلامة تفيض عليك الماء ثم تصلي ركعتين و ترفع رأسك إلى السماء و تبسط يديك و تقول اللهم رب محمد و آل محمد صل على محمد و آل محمد و أهلك عدوهم اللهم إن فلان بن فلان قد ظلمني و لا أجد من أصول به غيرك فاستوف منه ظلامتي الساعة الساعة بحق من جعلت له عليك حقا و بحقك عليهم إلا فعلت ذلك يا مخوف الأحكام و الأخذ يا مرهوب البطش يا مالك الفضل صلاة الانتصار من الظالم عن أبي عبد الله ع أنه قال إذا طلبت بمظلمة فلا تدع على صاحبك فإن الرجل يكون مظلوما فلا يزال يدعو حتى يكون ظالما و لكن إذا ظلمت فاغتسل و صل ركعتين في موضع لا يحجبك عن السماء ثم قل اللهم إن فلان بن فلان ظلمني و ليس لي أحد أصول به غيرك فاستوف لي ظلامتي الساعة الساعة بالاسم الذي سألك به المضطر فكشفت ما به من ضر و مكنت له في الأرض و جعلته خليفتك على خلقك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تستوفي لي ظلامتي الساعة الساعة فإنك لا تلبث حتى ترى ما تحب
صلاة أخرى عن يونس بن عمار قال شكوت إلى أبي عبد الله ع أن رجلا كان يؤذيني فقال ادع عليه قلت دعوت عليه قال ليس هكذا و لكن أقلع عن الذنوب و صم و صل و تصدق فإذا كان آخر الليل فأسبغ الوضوء ثم قم فصل ركعتين ثم قل و أنت ساجد اللهم إن فلان بن فلان قد آذاني اللهم أسقم بدنه و اقطع أثره و انقص أجله و عجل ذلك في عامه هذا قال ففعلت فما لبثت أن هلك
صلاة العسرة عن أبي عبد الله ع إذا عسر عليك أمر فصل عند الزوال ركعتين تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد و إنا فتحنا لك فتحا مبينا إلى قوله وَ يَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً و في الثانية بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد و أ لم نشرح لك صدرك و قد جرب
صلاة في المهمات عن الحسين بن علي ع تصلي أربع ركعات تحسن قنوتهن و أركانهن تقرأ في الأولى الحمد مرة و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ سبع مرات و في الثانية الحمد مرة و قوله ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَ وَلَداً سبع مرات و في الثالثة الحمد مرة و قوله لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ سبع مرات و في الرابعة الحمد مرة وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ سبع مرات ثم يسأل حاجته صلاة لمن أصابته مصيبة تصلي أربع ركعات بفاتحة الكتاب مرة و الإخلاص سبع مرات و آية الكرسي مرة فإذا سلم يقول صلى الله على محمد النبي الأمي و آله عليه و عليهم السلام ثم يسبح و يحمد و يهلل و يكبر فيعطيه الله ما وعد
صلاة الرزق عن النبي ص عن جبرئيل ع يصلي ركعتين يقرأ في الأولى الحمد مرة و إنا أعطيناك ثلاث مرات و في الثانية الحمد مرة و المعوذتين كل واحدة ثلاث مرات صلاة الغنية ركعتان في كل ركعة الفاتحة و عشر مرات قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ الآية فإذا سلم يقول عشرا رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين و عشر مرات اللهم صل على محمد و آل محمد ثم يسجد و يقول رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ صلاة أخرى ركعتان في كل ركعة فاتحة الكتاب و خمس عشرة مرة سورة قريش و بعد التسليم يصلي عشر مرات على النبي و آله ثم يسجد و يقول عشر مرات اللهم أغنني بفضلك عن خلقك صلاة الدين أربع ركعات يقرأ في الأولى الحمد مرة و المعوذتين عشر مرات و قل هو الله عشر مرات و في الثانية الحمد و آية الكرسي و قل يا أيها الكافرون عشر مرات و آمن الرسول عشر مرات فإذا سلم سبح كما هو مثبت و في الركعة الثالثة الحمد مرة و ألهاكم التكاثر ثلاث مرات و العصر ثلاث مرات و إنا أعطيناك ثلاث مرات و في الركعة الرابعة الحمد مرة و إنا أنزلناه ثلاث مرات و إذا زلزلت ثلاث مرات فإذا سلم سجد و يقول في سجوده كما هو مثبت
بيان كما هو مثبت أي كما هو مقرر في سائر الصلوات من تسبيح الزهراء ع في الأول و من أدعية سجود الشكر في الثاني أو كان مذكورا في الرواية فأسقطه المصنف أو الرواة اختصارا
20- المكارم، صلاة أخرى للدين أربع ركعات يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب مرة و الفلق عشر مرات و في الثانية الفاتحة مرة و قل يا أيها الكافرون عشر مرات و آية الكرسي عشر مرات و آمن الرسول إلى آخره عشر مرات فإذا سلم في الركعتين يقول عشر مرات سبحان الله أبد الأبد سبحان الله الواحد الأحد سبحان الله الفرد الصمد سبحان الله الذي رفع السماوات بغير عمد المتفرد بلا صاحبة و لا ولد و في الثالثة الفاتحة مرة و ألهاكم ثلاث مرات و في الرابعة الفاتحة مرة و إنا أنزلناه و إذا زلزلت ثلاث مرات فإذا فرغ سجد و يقول في سجوده سبع مرات اللهم إني أسألك التيسير في كل عسير فإن تيسير العسير عليك يسير ثم يرفع رأسه و يقول عشر مرات فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ لَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
صلاة الجائع عن أبي عبد الله ع قال من كان جائعا فصلى ركعتين و قال رب أطعمني فإني جائع أطعمه الله من ساعته
و عنه ع قال جاءت فاطمة ع إلى النبي ص فشكت الجوع فقال لها قولي يا مشبع الجوعة و يا رافع الوضعة لا تجع فاطمة بنت محمد و أمرها أن تدعو به صلاة في استجلاب الرزق جاء رجل إلى النبي ص فقال يا رسول الله إني ذو عيال كثير و علي دين قد اشتد حالي فعلمني دعاء أدعو الله عز و جل به يرزقني ما أقضي به ديني و أستعين به على عيالي فقال رسول الله ص يا عبد الله توضأ و أسبغ وضوءك ثم صل ركعتين تتم الركوع و السجود ثم قل يا ماجد يا واحد يا كريم أتوجه إليك بمحمد ص نبيك نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربي و ربك و رب كل شيء و أسأله أن يصلي على محمد و على أهل بيته و أسألك نفحة كريمة من نفحاتك فتحا يسيرا و رزقا واسعا ألم به شعثي و أقضي به ديني و أستعين به على عيالي
صلاة أخرى للحاجة عن أبي عبد الله ع قال إذا مضى ثلث الليل فقم و صل ركعتين بسورة الملك و تنزيل السجدة ثم ادعه و قل يا رب قد نامت العيون و غارت النجوم و أنت الحي القيوم لا تأخذك سنة و لا نوم لن يواري عنك ليل داج و لا سماء ذات أبراج و لا أرض ذات مهاد و لا بحر لجي و لا ظلمات بعضها فوق بعض يا صريخ الأبرار و غياث المستغيثين برحمتك أستغيث فصل على محمد و آله و اقض لي حاجة كذا و كذا و لا تردني خائبا و لا محروما يا أرحم الراحمين فإنها في قضاء الحاجات كالأخذ باليد
بيان الصريخ المغيث كالأخذ باليد أي في سرعة الإجابة كان تمد يدك إلى شيء فتأخذه
21- المكارم، صلاة الشدة قال الكاظم ع تصلي ما بدا لك فإذا فرغت فألصق خدك بالأرض و قل يا قوة كل ضعيف يا مذل كل جبار قد و حقك بلغ الخوف مجهودي ففرج عني ثلاث مرات ثم ضع خدك الأيمن على الأرض و قل يا مذل كل جبار يا معز كل ذليل قد و حقك أعيا صبري ففرج عني ثلاث مرات ثم تقلب خدك الأيسر و تقول مثل ذلك ثلاث مرات ثم تضع جبهتك على الأرض و تقول أشهد أن كل معبود من دون عرشك إلى قرار أرضك باطل إلا وجهك تعلم كربتي ففرج عني ثلاث مرات ثم اجلس و أنت مترسل و قل اللهم أنت الحي القيوم العلي العظيم الخالق البارئ المحيي المميت البديء البديع لك الكرم و لك الحمد و لك المن و لك الجود وحدك وحدك لا شريك لك يا واحد يا أحد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ كذلك الله ربي ثلاث مرات صل على محمد و آل محمد الصادقين و افعل بي كذا و كذا
بيان أعيا صبري أي عجز و وقف تعبا أو هذا الأمر الذي عرض لي أعجز صبري و قال الجوهري عييت بأمري إذا لم تهتد لوجهه و أعياني هو و أعيا الرجل في المشي فهو معي و الترسل الرفق و التؤدة و التأني
22- المكارم، صلاة المظلوم تصلي ركعتين بما شئت من القرآن و تصلي على محمد و آله ما قدرت عليه ثم تقول اللهم إن لك يوما تنتقم فيه للمظلوم من الظالم لكن هلعي و جزعي لا يبلغان بي الصبر على أناتك و حلمك و قد علمت أن فلانا ظلمني و اعتدى علي بقوته على ضعفي فأسألك يا رب العزة و قاصم الجبابرة و ناصر المظلومين أن تريه قدرتك أقسمت عليك يا رب العزة الساعة الساعة
صلاة أخرى محمد بن الحسن الصفار يرفعه قال قلت له ع إن فلانا ظالم لي فقال أسبغ الوضوء و صل ركعتين و أثن على الله تعالى و صل على محمد و آله ثم قل اللهم إن فلانا ظلمني و بغى علي فأبله بفقر لا تجبره و بسوء لا تستره قال ففعلت فأصابه الوضح
و في خبر آخر قال ع ما من مؤمن ظلم فتوضأ و صلى ركعتين ثم قال اللهم إني مظلوم فانتصر و سكت إلا عجل الله له النصر
بيان قال الجوهري الوضح البياض يقال بالفرس وضح إذا كانت له شية و قد يكنى به عن البرص
-23 المكارم، صلاة للمهمات روي أن علي بن الحسين ع كان إذا حزنه أمر يلبس أنظف ثيابه و أسبغ الوضوء و صعد أعلى سطوحه فصلى أربع ركعات يقرأ في الأولى الحمد و إذا زلزلت و في الثانية الحمد و إذا جاء نصر الله و في الثالثة الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الرابعة الحمد و قل هو الله أحد ثم يرفع يديه إلى السماء و يقول اللهم إني أسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على أبواب السماء للفتح انفتحت و إذا دعيت بها على مضايق الأرضين للفرج انفرجت و أسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على أبواب العسر لليسر تيسرت و أسألك بأسمائك التي إذا دعيت بها على القبور تنشرت صل على محمد و آل محمد و اقلبني بقضاء حاجتي قال علي بن الحسين ع إذا و الله لا يزول قدمه حتى تقضى حاجته إن شاء الله تعالى
صلاة أخرى عن الصادق ع قال تصلي ركعتين كيف شئت ثم تقول اللهم أثبت رجاءك في قلبي و اقطع رجاء من سواك عني لا أرجو إلا إياك و لا أثق إلا بك
صلاة طلب الولد عن أمير المؤمنين ع قال إذا أردت الولد فتوضأ وضوءا سابغا و صل ركعتين و حسنهما و اسجد بعدهما سجدة و قل أستغفر الله إحدى و سبعين مرة ثم تغشى امرأتك و قل اللهم إن ترزقني ولدا لأسمينه باسم نبيك ع فإن الله يفعل ذلك فإني أمرتك بالطهور و قال الله تعالى وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ و أمرتك بالصلاة و سمعت رسول الله ص يقول أقرب ما يكون العبد من ربه إذا رآه ساجدا و راكعا و أمرتك بالاستغفار و قال الله تعالى اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ و قال الله تعالى لنبيه ص إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ فأمرتك أن تزيد على السبعين
بيان قال الجوهري غشي المرأة و تغشاها جامعها فأمرتك أن تزيد ظاهره أن السبعين في الآية الكريمة ليس كناية عن مطلق الكثرة بل خصوص العدد مخصوص فيدل بمفهومه على أنه ينفع الاستغفار لهم بأزيد من السبعين فإذا كان الدعاء للمنافقين مع عدم قابليتهم للرحمة نافعا بأزيد منه فينفع المؤمن بالطريق الأولى و يحتمل أن يكون المراد أنه لما ذكر الله سبحانه السبعين في مقام المبالغة في عدم استحقاقهم للمغفرة فيدل على أن هذا العدد نصاب ما يرجى به الإجابة و أنا زدت عليه أيضا فيكون أحرى بكونه سببا للإجابة و الأول أظهر لفظا و الثاني معنى
صلاة للخوف من ظالم قال اغتسل و صل ركعتين و اكشف عن ركبتيك و اجعلهما مما يلي المصلى و قل مائة مرة يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم يا لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث فصل على محمد و آل محمد و أغثني الساعة الساعة فإذا فرغت من ذلك فقل أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تلطف لي و أن تغلب لي و أن تمكر لي و أن تخدع لي و أن تكيد لي و أن تكفيني مئونة فلان بلا مئونة فإن هذا كان دعاء النبي ص يوم أحد
بيان في القاموس لطف كنصر لطفا بالضم رفق و دنا و الله لك أوصل إليك مرادك بلطف و المئونة الثقل و المشقة
24- المكارم، صلاة للذكاء و جودة الحفظ عن سدير يرفعه إلى الصادقين ع قال تكتب بزعفران الحمد و آية الكرسي و إنا أنزلناه و يس و الواقعة و سبح و تبارك و قل هو الله أحد و المعوذتين في إناء نظيف ثم تغسل ذلك بماء زمزم أو بماء المطر أو بماء نظيف ثم تلقي عليه مثقالين لبانا و عشرة مثاقيل سكرا و عشرة مثاقيل عسلا ثم يوضع تحت السماء و توضع على رأسه حديدة ثم تصلي آخر الليل ركعتين تقرأ في كل ركعة الحمد و قل هو الله أحد خمسين مرة فإذا فرغت من صلاتك شربت الماء على ما وصفته فإنه جيد مجرب للحفظ إن شاء الله
بيان في بعض النسخ و سبح فقط فالظاهر أن المراد به الأعلى و في بعضها و سبح الحشر فظاهر أن المراد به سورة الحشر
25- المكارم، صلاة الضالة و دعاؤها روى جابر الأنصاري أن النبي ص علم عليا ع و فاطمة ع هذا الدعاء و قال لهما إن نزلت بكما مصيبة أو خفتما جور السلطان أو ضلت لكما ضالة فأحسنا الوضوء و صليا ركعتين و ارفعا أيديكما إلى السماء و قولا يا عالم الغيب و السرائر يا مطاع يا عليم يا الله يا الله يا الله يا هازم الأحزاب لمحمد يا كائد فرعون لموسى يا منجي عيسى من أيدي الظلمة يا مخلص قوم نوح من الغرق يا راحم عبده يعقوب يا كاشف ضر أيوب يا منجي ذي النون من الظلمات يا فاعل كل خير يا دالا على كل خير يا آمرا بكل خير يا خالق الخير و يا أهل الخير أنت الله رغبت إليك فيما قد علمت و أنت علام الغيوب أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد ثم اسألا الحاجة تجابا إن شاء الله تعالى صلاة للشفاء من كل علة خصوصا السلعة تصوم ثلاثة أيام و تغتسل في اليوم الثالث عند الزوال و ابرز لربك و ليكن معك خرقة نظيفة و صل أربع ركعات تقرأ فيهن ما تيسر من القرآن و اخضع بجهدك فإذا فرغت من صلاتك فألق ثيابك و ائتزر بالخرقة و ألصق خدك الأيمن بالأرض ثم قل يا واحد يا ماجد يا كريم يا حنان يا قريب يا مجيب يا أرحم الراحمين صل على محمد و آل محمد و اكشف ما بي من ضر و معرة و ألبسني العافية في الدنيا و الآخرة و امنن علي بتمام النعمة و أذهب ما بي فإنه قد آذاني و غمني
و قال الصادق ع إنه لا ينفعك حتى تتيقن أنه ينفعك فتبرأ منها
بيان قال الجوهري السلعة زيادة تحدث في الجسد كالغدة تتحرك إذا حركت و قد تكون من حمصة إلى بطيخة انتهى و المعرة بالفتحات و تشديد الراء الإثم و الأذى و المشقة
26- المكارم، صلاة لجميع الأمراض رواها أبو أمامة عن النبي ص أنه قال تكتب في إناء نظيف بزعفران ثم تغسل أعوذ بكلمات الله التامة و أسمائه كلها عامة من شر السامة و الهامة و العين اللامة وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و سورة الإخلاص و المعوذتين و ثلاث آيات من سورة البقرة قوله تعالى وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ إلى قوله يَعْقِلُونَ و آية الكرسي و آمن الرسول إلى آخر السورة و عشر آيات من سورة آل عمران من أولها و عشرا من آخرها إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و أول آية من النساء و أول آية من المائدة و أول آية من الأنعام و أول آية من الأعراف و قوله تعالى إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ إلى قوله رَبُّ الْعالَمِينَ قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ الآية وَ أَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إلى قوله حَيْثُ أَتى و عشر آيات من أول الصافات ثم تغسله ثلاث مرات و تتوضأ وضوء الصلاة و تحسو منه ثلاث حسوات و تمسح به وجهك و سائر جسدك ثم تصلي ركعتين و تستشفي الله تفعل ذلك ثلاثة أيام قال حسان قد جربناه فوجدناه ينفع بإذن الله
بيان الظاهر أن الوضوء بغير هذا الماء و قال في المصباح المنير حسوت المرق و غيره أحسوه حسوا و الحسوة بالضم ملء الفم مما يحسى و الجمع حسى و حسوات و الحسوة بالفتح قيل لغة و قيل مصدر
27- المكارم، صلاة المريض عن إسماعيل بن محمد عن عبد الله بن علي بن الحسين ع قال مرضت مرضا شديدا حتى يئسوا مني فدخل علي أبو عبد الله ع فرأى جزع أمي علي فقال لها توضئي و صلي ركعتين و قولي في سجودك اللهم أنت وهبته لي و لم يك شيئا فهبه لي هبة جديدة ففعلت فأصبحت و قد صنعت هريسة فأكلت منها مع الفوم
صلاة الحمى محمد بن الحسن الصفار يرفعه قال دخلت على أبي عبد الله ع و أنا محموم فقال لي ما لي أراك منقبضا فقلت جعلت فداك حمى أصابتني فقال إذا حم أحدكم فليدخل البيت وحده و يصلي ركعتين و يضع خده الأيمن على الأرض و يقول يا فاطمة بنت محمد عشر مرات أتشفع بك إلى الله فيما نزل بي فإنه يبرأ إن شاء الله صلاة الحمى ركعتين يقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة ثلاث مرات و قوله تعالى أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ الدعاء بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللهم أتشفع بنبيك محمد ص يا محمد أتشفع بك على ربي في قضاء حاجتي و هو شفاء هذا المريض يا الله يا الله يا الله يا رحمان يا رحيم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال و الإكرام برحمتك نستغيث الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ يكتب و يغسل ليشرب المحموم صلاة للصداع ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و الإخلاص ثلاث مرات و قوله تعالى رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا صلاة لوجع العين ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و قل يا أيها الكافرون ثلاث مرات و قوله تعالى وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها الآية
صلاة للأعمى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال مر أعمى على رسول الله ص فقال النبي تشتهي أن يرد الله عليك بصرك قال نعم فقال له توضأ و أسبغ الوضوء ثم صل ركعتين و قل اللهم إني أسألك و أرغب إليك و أتوجه بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى الله ربي و ربك أن يرد علي بصري قال فما قام ص حتى رجع الأعمى و قد رد الله عليه بصره
دعوات الراوندي، عن أبي جعفر ع مثله
28- المكارم، قال رسول الله ص لسلمان يا سلمان إشكمت درد قم فصل فإن في الصلاة شفاء صلاة لوجع الرقبة تصلي ركعتين تقرأ في كل ركعة الحمد مرة و إذا زلزلت ثلاث مرات صلاة لوجع الصدر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و بعدها في الأولى أ لم نشرح مرة و في الثانية الإخلاص ثلاث مرات و في الثالثة الضحى مرة و في الرابعة يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ صلاة للقولنج ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و قوله تعالى فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ صلاة لوجع الرجل ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و قوله سبحانه آمَنَ الرَّسُولُ تمام البقرة صلاة اللقوة تصلي ركعتين و تضع يدك على وجهك و تستشفع إلى الله تعالى برسوله محمد ص و تقول بسم الله أحرج عليك يا وجع من عين إنس أو عين جن أحرج عليك بالذي اتخذ إبراهيم خليلا و كلم موسى تكليما و خلق عيسى من روح القدس لما هدأت و طفئت كما طفئت نار إبراهيم بإذن الله و تقول ذلك ثلاث مرات
بيان اللقوة داء معروفة تصيب الوجه و التحريج التضييق
29- المكارم، صلاة لرد الآبق تصلي ركعتين و يقرأ بعد الحمد من أول سورة الحديد أربع آيات و آخر سورة الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ إلى آخر السورة و يقول يا من هو هكذا و لا هكذا غيره اجعل الدنيا على فلان أضيق من مسك جمل حتى ترده علي
بيان المسك بالفتح الجلد
30- المكارم، صلاة لرد الضالة عن أمير المؤمنين ع تصلي ركعتين تقرأ فيهما يس و تقول بعد فراغك منهما رافعا يدك إلى السماء اللهم راد الضالة و الهادي من الضلالة صل على محمد و آل محمد و احفظ علي ضالتي و ارددها إلي سالمة يا أرحم الراحمين فإنها من فضلك و عطائك يا عباد الله في الأرض و يا سيارة الله في الأرض ردوا علي ضالتي فإنها من فضل الله و عطائه
31- كشف الغمة، من كتاب معالم العترة للجنابذي قال أبو حمزة الثمالي أخبرنا محمد بن علي بن الحسين ع قال كان أبي يقول لولده يا بني إذا أصابتكم مصيبة من الدنيا أو نزلت بكم فاقة فليتوضأ الرجل فيحسن وضوءه و ليصل أربع ركعات أو ركعتين فإذا انصرف من صلاته فليقل يا موضع كل شكوى يا سامع كل نجوى يا شافي كل بلاء و يا عالم كل خفية و يا كاشف ما يشاء من بلية يا نجي موسى يا مصطفي محمد يا خليل إبراهيم أدعوك دعاء من اشتدت فاقته و ضعفت قوته و قلت حيلته دعاء الغريب الغريق الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ قال علي بن الحسين ع لا يدعو بها رجل أصابه بلاء إلا فرج الله عنه
الدعوات للراوندي، عن الثمالي مثله إلى قوله و يا كاشف ما يشاء من بلية يا خليل إبراهيم و يا نجي موسى و يا صفي آدم و يا مصطفي محمد أدعوك دعاء من اشتدت فاقته و قلت حيلته دعاء الغريب المضطر الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا إياك يا أرحم الراحمين
32- الدعوات للراوندي، روي أن زين العابدين ع مر برجل و هو قاعد على باب رجل فقال له ما يقعدك على باب هذا المترف الجبار فقال البلاء فقال قم فأرشدك إلى باب خير من بابه و إلى رب خير لك منه فأخذ بيده حتى انتهى إلى المسجد مسجد النبي ص ثم قال استقبل القبلة فصل ركعتين ثم ارفع يديك إلى الله عز و جل فأثن عليه و صل على رسوله ثم ادع بآخر الحشر و ست آيات من أول الحديد و بالآيتين اللتين في آل عمران ثم سل الله فإنك لا تسأل شيئا إلا أعطاك
بيان قال الراوندي رحمه الله لعل المراد بالآيتين آية الملك أقول لأنهما آيتان يقال لهما آية على إرادة الجنس و يحتمل أن يكون المراد هي و آية شهد الله
33- الدعوات، و روي عن الأئمة ع إذا حزبك أمر فصل ركعتين تقرأ في الركعة الأولى الحمد و آية الكرسي و في الثانية الحمد و إنا أنزلناه ثم خذ المصحف و ارفعه فوق رأسك و قل اللهم أسألك بحق ما أرسلته إلى خلقك و بحق كل آية هي لك في القرآن و بحق كل مؤمن و مؤمنة مدحتهما في القرآن و لا أحد أعرف بحقك منك و تقول يا سيدي يا الله عشرا بحق محمد و آل محمد عشرا بحق علي أمير المؤمنين ع عشرا ثم تقول اللهم إني أسألك بحق نبيك المصطفى و بحق وليك و وصي رسولك المرتضى و بحق الزهراء مريم الكبرى سيدة نساء العالمين و بحق الحسن و الحسين سبطي نبي الهدى و رضيعي ثدي التقى و بحق زين العابدين و قرة عين الناظرين و بحق باقر علم النبيين و الخلف من آل يس و بحق الراضي من المرضيين و بحق الخير من الخيرين و بحق الصابر من الصابرين و بحق التقي و السجاد الأصغر و ببكائه ليلة المقام بالسهر و بحق الزكية و الروح الطيبة سمي نبيك و المظهر لدينك اللهم إني أسألك بحقهم و حرمتهم عليك إلا قضيت بهم حوائجي و تذكر ما شئت و كان زين العابدين ع إذا كربه أمر لبس ثوبين من أغلظ ثيابه و أخشنهما ثم يركع في آخر الليل ركعتين حتى إذا كان في آخر سجدة من الركعتين سبح لله مائة مرة و حمد الله مائة مرة ثم يعترف بالذنوب في سجوده يدعو و يفضي بركبتيه إلى الأرض في سجوده
34- البلد الأمين، نقلا من كتاب الأغسال لأحمد بن محمد بن عياش بإسناده عن الصادق ع قال من كانت له حاجة إلى الله تعالى مهمة يريد قضاءها فليغتسل و ليلبس أنظف ثيابه و يصعد إلى سطحه و يصلي ركعتين ثم يسجد و يثني على الله و يقول يا جبرئيل يا محمد يا جبرئيل يا محمد أنتما كافيان فاكفياني و أنتما حافظان فاحفظاني و أنتما كالئان فاكلئاني مائة مرة ثم قال الصادق ع حق على الله تعالى أن لا يقول ذلك أحد إلا قضى الله حاجته
و منه نقلا من كتاب الوسائل إلى المسائل تأليف المعين أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن محمد بن القاسم أن الصادق ع قال عليكم بسورة الأنعام فإن فيها اسم الله تعالى في سبعين موضعا فمن كانت له إلى الله تعالى حاجة فليصل أربع ركعات بالحمد و الأنعام و ليقل إذا سلم يا كريم يا كريم يا عظيم يا عظيم يا أعظم من كل عظيم يا سميع الدعاء يا من لا تغيره الأيام و الليالي صل على محمد و آل محمد و ارحم ضعفي و فقري و فاقتي و مسكنتي و مسألتي فإنك أعلم بحاجتي يا من رحم الشيخ الكبير حتى رد عليه يوسف و أقر عينه يا من رحم أيوب بعد طول بلائه يا من رحم محمدا ص و في اليتم آواه و نصره على جبابرة قريش و طواغيتها و أمكنه منهم يا مغيث يا مغيث فو الذي نفسي بيده لو دعوت بها بعد ما تصلي هذه الصلاة على جميع حوائجك لقضاها الله تعالى
و منه نقلا من كتاب الأغسال أيضا بإسناده عن الصادق ع قال من نزل به كرب فليغتسل و ليصل ركعتين ثم يضطجع و يضع خده الأيمن على يده اليمنى و يقول يا معز كل ذليل و مذل كل عزيز و حقك لقد شق علي كذا و كذا و يسمي ما نزل به يكشف كربه إن شاء الله
المكارم، عنه ع مرسلا مثله
35- البلد الأمين، عن الصادق ع من كانت له حاجة فليقم جوف الليل و ليغتسل و ليلبس أطهر ثيابه و ليأخذ قلة جديدة ملأى من ماء و يقرأ عليها القدر عشرا ثم يرش حول مسجده و موضع سجوده ثم يصلي ركعتين بالحمد و القدر فيهما جميعا ثم يسأل حاجته فإنه حري أن تقضى إن شاء الله تعالى
36- طب الأئمة، عن محمد بن عامر عن محمد بن عليم الثقفي عن عمار بن عيسى الكلابي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال شكا إليه رجل من الشيعة سلعة ظهرت به فقال أبو عبد الله ع صم ثلاثة أيام ثم اغتسل في اليوم الرابع عند زوال الشمس و ابرز لربك و ليكن معك خرقة نظيفة فصل أربع ركعات و اقرأ فيها ما تيسر من القرآن و اخضع بجهدك فإذا فرغت من صلاتك فألق ثيابك و اتزر بالخرقة و ألزق خدك الأيمن على الأرض ثم قل بابتهال و تضرع و خشوع يا واحد يا أحد يا كريم يا جبار يا قريب يا مجيب يا أرحم الراحمين صل على محمد و آل محمد و اكشف ما بي من مرض و ألبسني العافية الكافية الشافية في الدنيا و الآخرة و امنن علي بتمام النعمة و أذهب ما بي فقد آذاني و غمني فقال له أبو عبد الله ع و اعلم أنه لا ينفعك حتى لا يخالج في قلبك خلافه و تعلم أنه ينفعك قال ففعل الرجل ما أمر به جعفر الصادق ع فعوفي منها
بيان الظاهر أن الاتزار لكشف المساجد و إيصالها إلى الأرض لزيادة التخشع
37- الذكرى، روى الصدوق أن رجلا كان بينه و بين رجل من أهل المدينة خصومة ذات خطر عظيم فدخل على أبي عبد الله ع فذكر له ذلك فقال إذا أردت الغدو فصل بين القبر و المنبر ركعتين أو أربعا و إن شئت في بيتك و اسأل الله أن يعينك و خذ شيئا نفيسا فتصدق به على أول مسكين تلقاه قال ففعلت ما أمرني به فقضي لي و رد الله علي أرضي
الصلاة و الدعاء لمن أراد أن يرى شيئا في منامه
1- المكارم، روي أن من عرض له مهم و أراد أن يعرف وجه الحيلة فيه فينبغي أن يقرأ حين يأخذ مضجعه هاتين السورتين كل واحدة سبع مرات و الشمس و ضحاها و الليل إذا يغشى فإنه يرى شخصا يأتيه و يعلمه وجه الحيلة فيه و النجاة منه
2- مجموع الدعوات، لمحمد بن هارون قال مما روي عن أهل البيت ع إذا أردت أن ترى في منامك ما تحتاج إليه و يفسر لك ذلك فاكتب على كفك الأيمن الحمد و المعوذتين و قل هو الله أحد و إنا أنزلناه في ليلة القدر و آية الكرسي خمس مرات و أنت طاهر و تقول آهيا شراهيا أرني في منامي كذا و كذا و تقول اللهم صل على محمد و آل محمد سادتي و موالي و أرني ذلك بقدرتك إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و إذا نمت على طهر في ثوب طاهر على فراش طاهر و قرأت و الشمس و ضحاها و الليل إذا يغشى و التين و الزيتون سبعا سبعا ثم قل بعد ذلك اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا فإنه يقال لك في منامك ما تعمل عليه و تفعل ذلك سبع مرات متواليات فإنه يأتيك في منامك آت في أول ليلة أو الثانية أو الخامسة أو السابعة فيقول لك المخرج من هذا كذا و كذا
بيان المضبوط في نسخ الدعاء آهيا شراهيا بمد الألف ثم الهاء المكسورة ثم الياء المشددة المنونة ثم الشين المفتوحة ثم الراء المهملة بعده الألف ثم الهاء المكسورة ثم الياء المشددة المفتوحة و في القاموس واهيا شراهيا بفتح الهمزة و الشين يونانية أي الأزلي الذي لم يزل و الناس يغلطون و يقولون آهيا شراهيا و هو خطاء على ما يزعمه أحبار اليهود انتهى
3- مجموع الدعوات، من أراد أن يرى النبي ص في منامه فليقم ليلة الجمعة فيصلي المغرب ثم يدوم على الصلاة إلى أن يصلي العتمة و لا يكلم أحدا ثم يصلي و يسلم في ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرة واحدة و قل هو الله أحد ثلاث مرات فإذا فرغ من صلاته انصرف ثم صلى ركعتين يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب مرة واحدة و قل هو الله أحد سبع مرات و يسجد بعد تسليم و يصلي على النبي و آله سبع مرات و يقول سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله سبع مرات ثم يرفع رأسه من السجود و يستوي جالسا و يرفع يديه و يقول يا حي يا قيوم يا ذا الجلال و الإكرام يا إله الأولين و الآخرين يا رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما يا رب يا رب ثم يقوم رافعا يديه و يقول يا رب ثلاثا يا عظيم الجلال ثلاثا يا بديع الكمال يا كريم الفعال يا كثير النوال يا دائم الإفضال يا كبير يا متعال يا أول بلا مثال يا قيوم بغير زوال يا واحد بلا انتقال يا شديد المحال يا رازق الخلائق على كل حال أرني وجه حبيبي و حبيبك محمد ص في منامي يا ذا الجلال و الإكرام ثم ينام في فراشه و غيره و هو مستقبل القبلة على يمينه و يلزم الصلاة على نبيه ص حتى يذهب به النوم فإنه يراه ص في منامه إن شاء الله تعالى
4- الاختصاص، للمفيد قال حدث أبو الفرج عن سهل بن زياد عن رجل عن عبد الله بن جبلة عن أبي المغراء عن موسى بن جعفر ع قال سمعته يقول من كانت له إلى الله حاجة و أراد أن يرانا و أن يعرف موضعه فليغتسل ثلاثة ليال يناجي بنا فإنه يرانا و يغفر له بنا و لا يخفى عليه موضعه قلت سيدي فإن رجلا رآك في منامه و هو يشرب النبيذ قال ليس النبيذ يفسد عليه دينه إنما يفسد عليه تركنا و تخلفه عنا الخبر
نوادر الصلاة و هو آخر أبواب الكتاب
1- دعوات الراوندي، كان أبو جعفر الثاني ع إذا دخل شهر جديد يصلي أول يوم منه ركعتين يقرأ في الركعة الأولى الحمد و قل هو الله أحمد لكل يوم إلى آخره مرة و في الركعة الأخرى الحمد مرة و إنا أنزلناه مثل ذلك و يتصدق بما يسهل يشتري به سلامة ذلك الشهر كله
المتهجد، عن ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن محمد بن حسان عن الحسن بن علي الوشاء عنه ع مثله الدروع الواقية، عنه ص مثله و روى دعاء سيأتي في أعمال الشهر إن شاء الله
2- الدعوات، عن زين العابدين ع أنه كان يصلي صلاة الغداة ثم يثبت في مصلاه حتى تطلع الشمس ثم يقوم فيصلي صلاة طويلة ثم يرقد رقدة ثم يستيقظ فيدعو بالسواك فيستن ثم يدعو بالغداء
3- كتاب صفين، لنصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر و عمر بن سعد و محمد بن عبيد الله عن رجل من الأنصار عن الحارث بن كعب عن عبد الله بن عبيد أبي الكنود قال لما أراد علي ع الشخوص من النخيلة قام في الناس و خطبهم و ساق الحديث إلى قوله فخرج ع حتى إذا جاز الكوفة صلى ركعتين
قال نصر و حدثني إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن يزيد أن عليا صلى بين القنطرة و الجسر ركعتين
بيان يدل على استحباب الصلاة بعد الخروج من البلد مطلقا أو من خصوص الكوفة
4- نهج، ]نهج البلاغة[ و الراوندي، قال أمير المؤمنين ع ما أهمني ذنب أمهلت بعده حتى أصلي ركعتين
5- دعائم الإسلام، عن علي ع قال قال رسول الله ص من أذنب ذنبا فأشفق منه فليسبغ الوضوء ثم ليخرج إلى البراز من الأرض حيث لا يراه أحد فيصلي ركعتين ثم يقول اللهم اغفر لي ذنب كذا و كذا فإنه كفارة له
6- الدروع الواقية، عن الصادق ع قال من صلى أول ليلة من الشهر ركعتين يقرأ فيهما بسورة الأنعام بعد الحمد و سأل الله أن يكفيه كل خوف و وجع آمنه الله في ذلك الشهر مما يكره
7- كتاب الزهد، للحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن أبي ضرب غلاما له قرعة واحدة بسوط و كان بعثه في حاجة فأبطأ عليه فبكى الغلام و قال يا علي بن الحسين تبعثني في حاجتك ثم تضربني قال فبكى أبي و قال يا بني اذهب إلى قبر رسول الله ص فصل ركعتين ثم قل اللهم اغفر لعلي بن الحسين خطيئته يوم الدين ثم قال للغلام اذهب فأنت حر لوجه الله
8- دعوات الراوندي، قال كان أمير المؤمنين ع إذا أعطى ما في بيت المال أمر فكنس ثم صلى فيه ثم يدعو فيقول في دعائه اللهم إني أعوذ بك من ذنب يحبط العمل و أعوذ بك من ذنب يعجل النقم و أعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء و أعوذ بك من ذنب يمنع التوبة و أعوذ بك من ذنب يهتك العصمة و أعوذ بك من ذنب يورث الندم و أعوذ بك من ذنب يحبس القسم
9- كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي عن عمرو بن حماد بن طلحة عن محمد بن الفضيل بن غزوان عن أبي حيان التيمي عن مجمع أن عليا ع كان يكنس بيت المال كل يوم جمعة ثم ينضحه بالماء ثم يصلي فيه ركعتين ثم يقول تشهدان لي يوم القيامة
و عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد عن أبي حيان عن مجمع أن عليا ع كان ينضح بيت المال ثم يتنفل فيه و يقول اشهد لي يوم القيامة
عن أحمد بن معمر عن محمد بن الفضل مثله
10- مسكن الفؤاد، للشهيد الثاني رحمه الله عن يوسف بن عبد الله بن سلام أن النبي ص كان إذا نزل بأهله شدة أمرهم بالصلاة ثم قرأ وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها
و عن ابن عباس أنه نعي إليه أخوه قثم و هو في سفر فاسترجع ثم تنحى عن الطريق فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ثم قام يمشي إلى راحلته و هو يقول اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ
و عنه أيضا أنه كان إذا أصيب بمصيبة قام فتوضأ و صلى ركعتين و قال اللهم قد فعلت ما أمرتنا فأنجز لنا ما وعدتنا
11- أعلام الدين، عن أبي عبد الله ع قال من قطع ثوبا جديدا و قرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر ستا و ثلاثين مرة فإذا بلغ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ رش عليه ماء رشا خفيفا ثم صلى ركعتين و دعا بعدهما فقال في دعائه الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس و أواري به عورتي و أصلي به لربي أكل في سعة حتى يبلى ذلك الثوب
12- البلد الأمين، صلاة السفر ركعتان يقرأ فيهما ما شاء صلاة النزول عن ظهر الدابة للاستراحة ركعتان و يقرأ بعدهما رب أنزلني منزلا مباركا و أنت خير المنزلين ليرزق خير المكان و يدفع عنه شره و صلاة الارتحال ركعتان و يدعو الله بالحفظ و الكلاءة و يودع الموضع و أهله فإن لكل موضع أهلا من الملائكة يقول السلام على ملائكة الله الحافظين السلام علينا و على عباد الله الصالحين و رحمة الله و بركاته و قاله المفيد في مزاره و صلاة التوبة ركعتان بعد الغسل
13- المتهجد، و المكارم، و غيرهما، روى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع قال قال في صلاة الشكر إذا أنعم الله عز و جل عليك بنعمة فصل ركعتين تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد و تقرأ في الثانية بفاتحة الكتاب و قل يا أيها الكافرون و تقول في الركعة الأولى في ركوعك و سجودك الحمد لله شكرا شكرا و حمدا و تقول في الركعة الثانية في ركوعك و سجودك الحمد لله الذي استجاب دعائي و أعطاني مسألتي
14- دعوات الراوندي، عنهم ع مثله إلا أنه قال في ركوع الأولى و سجودها تقول الحمد لله شكرا شكرا و حمدا حمدا سبع مرات و في نسخ المكارم و الراوندي و أعطاني مسألتي و قضى حاجتي
بيان صلاة الشكر هذه ذكرها الأصحاب في كتب الفقه و الدعاء و هي من الصلوات المشهورة و نقل عن ابن البراج أنه قال في الروضة وقتها ارتفاع النهار و لم أظفر بمستنده و عموم الرواية يدفعه
15- رسالة عدم مضايقة الفوائت، للسيد بن علي بن طاوس ره قال روى حسن بن الحسن بن خلف الكاشغري في كتاب زاد العابدين عن منصور بن بهرام عن محمد بن محمد بن الأشعث الأنصاري عن شريح بن عبد الكريم و غيره عن جعفر بن محمد صاحب كتاب العروس عن غندر عن أبي عروبة عن قتادة عن خلاس عن علي بن أبي طالب ع قال سمعت رسول الله ص يقول من ترك الصلاة في جهالته ثم ندم لا يدري كم ترك فليصل ليلة الإثنين خمسين ركعة بفاتحة الكتاب مرة و قل هو الله أحد مرة فإذا فرغ من الصلاة استغفر الله مائة مرة جعل الله ذلك كفارة صلاته و لو ترك صلاة مائة سنة لا يحاسب الله العبد الذي صلى هذه الصلاة ثم إن له عند الله بكل ركعة و لكل آية قرأها عبادة سنة و بكل حرف نورا على الصراط و ايم الله إنه لا يقدر على هذا إلا مؤمن من أهل الجنة فمن فعل استغفرت له الملائكة و سمي في السماوات صديق الله في الأرض و كان موته موت الشهداء و كان في الشهداء رفيق الخضر ع
بيان هذا الخبر مع ضعف سنده ظاهره مخالف لسائر الأخبار و أقوال الأصحاب بل الإجماع و يمكن حمله على القضاء المظنون أو على ما إذا أتى بالقدر المتيقن أو على ما إذا أتى بما غلب على ظنه الوفاء فتكون هذه الصلاة لتلافي الاحتمال القوي أو الضعيف على حسب ما مر من الوجوه و أما القضاء المعلوم فلا بد من الإتيان بها و الخروج منها على ما مر و لا يمكن التعويل على مثل هذا الخبر و ترك القضاء
16- مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن أخي حماد بن بشير قال كنت عند عبد الله بن الحسن و عنده أخوه حسن بن الحسن فذكرنا أبا عبد الله ع فنال منه فقمت من ذلك المجلس فأتيت أبا عبد الله ع ليلا فدخلت عليه و هو في فراشه قد أخذ الشعار فخبرته بالمجلس الذي كنا فيه و ما يقول حسن فقال يا جارية ضعي لي ماء فأتي به فتوضأ و قام في مسجد بيته فصلى ركعتين ثم قال يا رب إن فلانا أتاني بالذي أتاني عن الحسن و هو يظلمني و قد غفرت له فلا تأخذه و لا تقايسه يا رب قال فلم يزل يلح في الدعاء على ربه ثم التفت إلي فقال انصرف رحمك الله فانصرفت ثم زاره بعد ذلك
و منه عن حماد اللحام قال أتى رجل أبا عبد الله ع فقال إن فلانا ابن عمك ذكرك فما ترك شيئا من الوقيعة و الشتيمة إلا قاله فيك فقال أبو عبد الله ع للجارية ايتيني بوضوء فتوضأ و دخل فقلت في نفسي يدعو عليه فصلى ركعتين فقال يا رب هو حقي قد وهبته له و أنت أجود مني و أكرم فهبه لي و لا تؤاخذه بي و لا تقايسه ثم رق فلم يزل يدعو فجعلت أتعجب
17- معاني الأخبار، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه رفعه قال نظر أبو عبد الله ع إلى رجل قد خرج من الحمام مخضوب اليدين فقال له أبو عبد الله ع أ يسرك أن يكون الله عز و جل خلق يديك هكذا قال لا و الله و إنما فعلت ذلك لأنه بلغني عنكم أنه من دخل الحمام فلير عليه أثره يعني الحناء فقال ليس حيث ذهبت معنى ذلك إذا خرج أحدكم من الحمام و قد سلم فليصل ركعتين شكرا قال سعد و أخبرني أحمد بن أبي عبد الله و رواه نوح بن شعيب رفعه قال فليحمد الله عز و جل
18- مجالس ابن الشيخ، عن والده عن هلال بن محمد الحفار عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي ع قال أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه أصحاب القمص فساوم شيخا منهم فقال يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم فقال الشيخ حبا و كرامة فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين و أتى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم قال الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس و أؤدي فيه فريضتي و أستر فيه عورتي فقال له رجل يا أمير المؤمنين أ عنك نروي هذا أو شيء سمعته من رسول الله ص قال بل شيء سمعته من رسول الله ص سمعت رسول الله ص يقول ذلك عند الكسوة
كشف الغمة، مرسلا مثله إلا أنه قال فساوم شيخا فقال يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم
بيان في القاموس الرسغ بضم و بضمتين مفصل ما بين الساعد و الكف و الساق و القدم و قال الرياش اللباس الفاخر
19- المحاسن، عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من صلى بين الجمعتين خمس مائة صلاة فله عند الله ما يتمنى من الخير
20- فقه الرضا ع، إذا أردت التزويج فاستخر و امض ثم صل ركعتين و ارفع يديك و قل اللهم إني أريد التزويج فسهل لي من النساء أحسنهن خلقا و خلقا و أعفهن فرجا و أحفظهن نفسا في و في مالي و أكملهن جمالا و أكثرهن أولادا
21- الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا كسا الله عز و جل مؤمنا ثوبا جديدا فليتوضأ و ليصل ركعتين يقرأ فيهما أم الكتاب و آية الكرسي و قل هو الله أحد و إنا أنزلناه في ليلة القدر ثم ليحمد الله الذي ستر عورته و زينه في الناس و ليكثر من قول لا حول و لا قوة إلا بالله فإنه لا يعصي الله فيه و له بكل سلك فيه ملك يقدس له و يستغفر و يترحم عليه
أقول ستأتي صلوات شهر رمضان و سائر الأشهر و الصلوات المختصة ببعض أيام السنة أو الشهور في أبواب أعمال السنة و الشهور و الصلوات المتعلقة بالحج في كتابه و صلوات النكاح و الزفاف في أبوابه و صلوات الزيارات في أبوابها و قد مرت صلاة السفر. و قد ختم هذا المجلد مؤلفه القاصر العاثر محمد بن محمد المدعو بباقر حشرهما الله مع مواليهما في اليوم الآخر في الحادي و العشرين من شهر شعبان المعظم المكرم من شهور سنة سبع و تسعين بعد الألف الهجرية و الحمد لله أولا و آخرا و الصلاة على سيد المرسلين و خاتم النبيين محمد و عترته الأكرمين الأطهرين الأقدسين