اعلم أن الشيخ الجليل أبا جعفر الطوسي رحمه الله في مصباح المتهجد قسم اليوم باثنتي عشرة ساعة و نسب كلا منها إلى إمام من الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين و ذكر لها دعاء مناسبا لها و اقتفى السيد ابن الباقي رحمه الله أثره و كذا الكفعمي في البلد الأمين و جنة الأمان لكن زاد الكفعمي دعاء آخر و لم أر سند هذه الأدعية و اعتمدت في ذلك عليهم أحسن الله إليهم فالدعاء الأول في كل من الفصول من المتهجد و فيه زيادة من غيره نشير إليه و الثاني مخصوص بالكفعمي
1- المتهجد، و غيره الساعة الأولى من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس لعلي ع اللهم رب البهاء و العظمة و الكبرياء و السلطان أظهرت القدرة كيف شئت و مننت على عبادك بمعرفتك و تسلطت عليهم بجبروتك و علمتهم شكر نعمتك اللهم فبحق وليك علي أمير المؤمنين المرتضى للدين و العالم بالحكم و مجاري التقى إمام المتقين صل على محمد و آل محمد في الأولين و الآخرين و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا الكفعمي و السيد بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تنتقم لي ممن ظلمني و بغى علي و اكفني مئونة من يريدني بسوء أو ظلم يا ناصر المظلوم المبغي عليه يا عظيم البطش يا شديد الانتقام إنك على كل شيء قدير و أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم رب الظلام و الفلق و الفجر و الشفق وَ اللَّيْلِ وَ ما وَسَقَ وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ خالق الإنسان من علق أظهرت قدرتك ببديع صنعتك و خلقت عبادك لما كلفتهم من عبادتك و هديتهم بكرم فضلك إلى سبيل طاعتك و تفردت في ملكوتك بعظيم السلطان و توددت إلى خلقك بقديم الإحسان و تعرفت إلى بريتك بجسيم الامتنان يا من يسأله من في السماوات و الأرض كل يوم هو في شأن أسألك اللهم بمحمد خاتم النبيين الذي نزلت الروح على قلبه ليكون مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ابن عم الرسول و بعل الكريمة البتول الذي فرضت ولايته على الخلق و كان يدور حيث دار الحق أن تصلي على محمد و آل محمد فقد جعلتهم وسيلتي و قدمتهم أمامي و بين يدي حوائجي أن تغفر ذنبي و تطهر قلبي و تستر عيبي و تفرج كربي و تبلغني من طاعتك و عبادتك غاية أملي و تقضي لي حوائج الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة الثانية من طلوع الشمس إلى ذهاب الحمرة للحسن بن علي ع اللهم لبست بهاؤك في أعظم قدرتك و صفا نورك في أنوار ضوئك و فاض علمك في حجابك و خلقت فيه أهل الثقة بك عند جودك فتعاليت في كبريائك علوا عظمت فيه منتك على أهل طاعتك فباهيت بهم أهل سماواتك بمنتك عليهم اللهم فبحق وليك الحسن بن علي عليك أسألك و به أستغيث إليك و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا الكفعمي و السيد بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعينني به على طاعتك و رضوانك و تبلغني أفضل ما بلغته أحدا من أوليائك و أوليائه في ذلك يا ذا المن الذي لا ينفد يا ذا النعماء التي لا تحصى عددا يا كريم يا كريم يا كريم و أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم يا خالق السماوات و الأرض و مالك البسط و القبض و مدبر الإبرام و النقض و من يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ و جعل عباده خلائف الأرض و يا مالك يا جبار يا واحد يا قهار يا عزيز يا غفار يا من لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار يا من لا يمسك خشية الإنفاق و لا يقتر خوف الإملاق يا كريم يا رزاق يا مبتدئا بالنعم قبل الاستحقاق يا من ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق كبرت نعمتك علي و صغر في جنبها شكري و دام غناك علي و عظم إليك فقري أسألك يا عالم سري و جهري يا من لا يقدر سواه على كشف ضري أسألك أن تصلي على محمد رسولك المختار و حجتك على الأبرار و الفجار و على أهل بيته الطاهرين الأخيار و أتوسل إليك بالأنزع البطين علما و بالإمام الزكي الحسن المقتول سما فقد استشفعت بهم إليك و قدمتهم أمامي و بين يدي حوائجي فأسألك أن تزيدني من لدنك علما و تهب لي حكما و تجبر كسري و تشرح بالتقوى صدري و ترحمني إذا انقطع من الدنيا أثري و تذكرني إذا نسي ذكري برحمتك يا أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة الثالثة من ذهاب الشعاع إلى ارتفاع النهار للحسين بن علي ع يا من تجبر فلا عين تراه يا من تعظم فلا تخطر القلوب بكنهه يا حسن المن يا حسن التجاوز يا حسن العفو يا جواد يا كريم يا من لا يشبهه شيء من خلقه يا من من على خلقه بأوليائه إذ ارتضاهم لدينه و أدب بهم عباده و جعلهم حججا منا منه على خلقه أسألك بحق وليك الحسين بن علي السبط التابع لمرضاتك و الناصح في دينك و الدليل على ذاتك أسألك بحقه و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آله و أن تفعل بي كذا و كذا الكفعمي و السيد بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعينني على طاعتك و أفعال الخير و كلما يرضيك عني و يقربني منك يا ذا الجلال و الإكرام و الفضل و الإنعام يا وهاب يا كريم و أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم رب الأرباب و مسبب الأسباب و مالك الرقاب و مسخر السحاب و مسهل الصعاب يا حليم يا تواب يا كريم يا وهاب يا مفتح الأبواب يا من حيث ما دعي أجاب يا من ليس له حاجب و لا بواب يا من ليس لخزائنه قفل و لا باب يا من لا يرخى عليه ستر و لا يضرب من دونه حجاب يا من يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ يا غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب قل هو الله ربي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ مَتابِ اللهم انقطع الرجاء إلا من فضلك و خاب الأمل إلا من كرمك فأسألك بمحمد رسولك ص و بصفيك علي بن أبي طالب و بالحسين بن علي الإمام التقي الذي اشترى نفسه ابتغاء مرضاتك و جاهد الناكبين عن صراط طاعتك فقتلوه ساغبا ظمآن و هتكوا هريمه بغيا و عدوانا و حملوا رأسه في الآفاق و أحلوه محل أهل العناد و الشقاق اللهم فصل على محمد و آله و جدد على الباغي عليه مخزيات لعنتك و انتقامك و مرديات سخطك و نكالك اللهم إني أسألك بمحمد و آله و أستشفع بهم إليك و أقدمهم بين يدي حوائجي ألا تقطع رجائي من امتنانك و إفضالك و لا تخيب تأميلي في إحسانك و نوالك و لا تهتك الستر المسدول على من جهتك و لا تغير عني عوائد طولك و نعمك و وفقني لما يقربني إليك و اصرفني عما يباعدني عنك و أعطني من الخير أفضل مما أرجو و اكفني من شر ما أخاف و أحذر برحمتك يا أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة الرابعة من ارتفاع النهار إلى زوال الشمس لعلي بن الحسين ع اللهم صفا نورك في أتم عظمتك و علا ضياؤك في أبهى ضوئك أسألك بنورك الذي نورت به السماوات و الأرضين و قصمت به الجبابرة و أحييت به الأموات و أمت به الأحياء و جمعت به المتفرق و فرقت به المجتمع و أتممت به الكلمات و أقمت به السماوات أسألك بحق وليك علي بن الحسين ع الذاب عن دينك و المجاهد في سبيلك و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا الكفعمي و السيد بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكفيني و تنجيني من تعرض السلاطين و نفث الشياطين إنك على ما تشاء قدير و أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم أنت الملك المليك المالك و كل شيء سوى وجهك الكريم هالك سخرت بقدرتك النجوم السوالك و أمطرت بقدرتك الغيوم السوافك و علمت ما في البر و البحر و ما تسقط من ورقة في الظلمات الحوالك و أنزلت من السماء ماء فأخرجت به من ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَ مِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَ حُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَ غَرابِيبُ سُودٌ وَ مِنَ النَّاسِ وَ الدَّوَابِّ وَ الْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ يا سميع يا بصير يا بر يا شكور يا غفور يا رحيم يا من يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ يا من لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَ الْآخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و أسألك سؤال البائس الحسير و أتضرع إليك تضرع الضالع الكسير و أتوكل عليك توكل الخاشع المستجير و أقف ببابك وقوف المؤمل الفقير و أتوجه إليك بالبشير النذير و السراج المنير محمد خاتم النبيين و ابن عمه أمير المؤمنين و بالإمام علي بن الحسين زين العابدين و إمام المتقين المخفي للصدقات و الخاشع في الصلوات و الدائب المجتهد في المجاهدات الساجد ذي الثفنات أن تصلي على محمد و آل محمد فقد توسلت بهم إليك و قدمتهم أمامي و بين يدي حوائجي و أن تعصمني من مواقعة معاصيك و ترشدني إلى موافقة ما يرضيك و تجعلني ممن يؤمن بك و يتقيك و يخافك و يرتجيك و يراقبك و يستحييك و يتقرب إليك بموالاة من يواليك و يتحبب إليك بمعاداة من يعاديك و يعترف لك بعظيم نعمتك و أياديك برحمتك يا أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة الخامسة من زوال الشمس إلى أربع ركعات من الزوال للباقر ع اللهم رب الضياء و العظمة و النور و الكبرياء و السلطان تجبرت بعظمة بهائك و مننت على عبادك برأفتك و رحمتك و دللتهم على موجود رضاك و جعلت لهم دليلا يدلهم على محبتك و يعلمهم محابك و يدلهم على مشيتك اللهم فبحق وليك محمد بن علي ع عليك و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا الكفعمي و السيد بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعينني به على آخرتي في القبر و في النشر و الحشر و عند الميزان و على الصراط يا حنان يا منان يا ذا الجلال و الإكرام و أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم أنت اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فالِقُ الْإِصْباحِ و جاعل الليل سكنا وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ يا غالبا غير مغلوب يا شاهدا لا يغيب يا قريب يا مجيب ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ أتذلل إليك تذلل الطالبين و أخضع بين يديك خضوع الراغبين و أسألك سؤال الفقير المسكين و أدعوك تضرعا و خفية إنك لا تحب المعتدين و أدعوك خوفا و طمعا إن رحمتك قريب من المحسنين و أتوسل إليك بخيرتك من خلقك و صفوتك من العالمين الذي جاء بالصدق و صدق المرسلين محمد عبدك و رسولك النذير المبين و بوليك و عبدك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و بالإمام محمد بن علي الباقر علم الدين و العالم بتأويل الكتاب المستبين و أسألك بمكانهم عندك و أستشفع بهم إليك و أقدمهم أمامي و بين يدي حوائجي و أن توزعني شكر ما أوليتني بنعمك و تجعل لي فرجا و مخرجا من كل كرب و غم و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب و يسر لي من فضلك ما تغنيني به من كل مطلب و اقذف في قلبي رجاءك و اقطع رجائي ممن سواك حتى لا أرجو إلا إياك إنك تجيب الداعي إذا دعاك و تغيث الملهوف إذا ناداك و أنت أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة السادسة من أربع ركعات من الزوال إلى صلاة الظهر للصادق ع يا من لطف عن إدراك الأوهام يا من كبر عن موجود البصر يا من تعالى عن الصفات كلها يا من جل عن معاني اللطف و لطف عن معاني الجلال أسألك بنور وجهك و ضياء كبريائك و أسألك بحق عظمتك الصافية من نورك و أسألك بحق وليك جعفر بن محمد ع عليك و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا الكفعمي و السيد بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعينني بطاعتك على أهوال الآخرة يا خير من أنزلت به الحوائج يا رءوف يا رحيم يا جواد يا كريم و أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم أنت أنزلت الغيث برحمتك و علمت الغيب بمشيتك و دبرت الأمور بحكمك و ذللت الصعاب بعزتك و أعجزت العقول عن علم كيفيتك و حجبت الأبصار عن إدراك صفتك و الأوهام من حقيقة معرفتك و اضطررت الأفهام إلى الإقرار بوحدانيتك يا من يرحم العبرة و يقيل العثرة لك الملك و العزة و القدرة لا يعزب عنك في الأرض و لا في السماء مثقال ذرة أتوسل إليك بالنبي الأمي محمد رسولك العربي المكي المدني الهاشمي الذي أخرجنا به من الظلمات إلى النور و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي شرحت بولايته الصدور و بالإمام جعفر بن محمد الصادق في الأخبار المؤتمن على مكنون الأسرار صلى الله عليه و على أهل بيته بالعشي و الإبكار اللهم إني أسألك بهم و أستشفع بمكانهم لديك و أقدمهم أمامي و بين يدي حوائجي فأعطني الفرج الهنيء و المخرج الوحي و الصنع القريب و الأمان من الفزع في اليوم العصيب و أن تغفر لي موبقات الذنوب و تستر علي فاضحات العيوب فأنت الرب و أنا المربوب و أنا الطالب و أنت المطلوب و أنت بذكرك تطمئن القلوب و أنت الذي تقذف بالحق و أنت علام الغيوب يا أكرم الأكرمين و يا أحكم الحاكمين و يا خير الفاصلين و يا أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة السابعة من صلاة الظهر إلى أربع ركعات للكاظم ع يا من تكبر عن الأوهام صورته يا من تعالى عن الصفات نوره يا من قرب عند دعاء خلقه يا من دعاه المضطرون و لجأ إليه الخائفون و سأله المؤمنون و عبده الشاكرون و حمده المخلصون أسألك بحق نورك المضيء و بحق وليك موسى بن جعفر عليك و أتقرب به إليك و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا الكفعمي و السيد بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعافيني به مما أخافه و أحذره على عيني و جسدي و جميع جوارح بدني من جميع الأسقام و الأمراض و الأعراض و العلل و الأوجاع ما ظهر منها و ما بطن بقدرتك يا أرحم الراحمين و أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم أنت المرجو إذا حزب الأمر و أنت المدعو إذا مس الضر و مجيب الملهوف المضطر و المنجي من ظلمات البر و البحر و من له الخلق و الأمر و العالم بوساوس الصدور و المطلع على خفي السر غاية كل نجوى و إليك منتهى كل شكوى يا من له الحمد في الآخرة و الأولى يا من خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّماواتِ الْعُلى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى أسألك بمحمد خاتم النبيين خيرتك من خلقك و المؤتمن على أداء رسالاتك و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي جعلت ولايته مفروضة مع ولايتك و محبته مقرونة برضاك و محبتك و بالإمام الكاظم موسى بن جعفر الذي سألك أن تفرغه لعبادتك و تخليه لطاعتك فأوجبت مسألته و أجبت دعوته أن تصلي على محمد و آله صلاة تقضى بها عنا واجب حقوقهم و ترضى بها في أداء فروضهم و أتوسل إليك بهم و أستشفع بمنزلتهم و قد قدمتهم أمامي و بين يدي حوائجي أن تجريني على جميل عوائدك و تمنحني جزيل فوائدك و تأخذ بسمعي و بصري و علانيتي و سري و ناصيتي و قلبي و عزيمتي و لبي ما تعينني به على هواك و تقربني من أسباب رضاك و توجب لي نوافل فضلك و تستديم لي منائح طولك برحمتك يا أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة الثامنة من الأربع ركعات من بعد الظهر إلى صلاة العصر للرضا ع يا خير مدعو يا خير من أعطى يا خير من سئل يا من أضاء باسمه ضوء النهار و أظلم به ظلمة الليل و سال باسمه وابل السيل و رزق أولياءه كل خير يا من علا السماوات نوره و الأرض ضوؤه و المشرق و المغرب رحمته يا واسع الجود أسألك بحق وليك علي بن موسى ع و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا السيد و الكفعمي بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكفيني به و تنجيني مما أخافه و أحذره في جميع أسفاري و في البراري و القفار و الأودية و الآكام و الغياض و الجبال و الشعاب و البحار يا واحد يا قهار يا عزيز يا جبار يا ستار أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم أنت الكاشف للملمات و الكافي للمهمات و المفرج للكربات و السامع للأصوات و المخرج من الظلمات و المجيب للدعوات الراحم للعبرات جبار السماوات و الأرض يا ولي يا مولى يا علي يا أعلى يا كريم يا أكرم يا من له الاسم الأعظم يا من علم الإنسان ما لم يعلم فاطر السماوات و الأرض و هو يطعم و لا يطعم أسألك بحق محمد المصطفى من الخلق المبعوث بالحق و بأمير المؤمنين الذي أوليته فألفيته شاكرا و أبليته فوجدته صابرا و بالإمام الرضا علي بن موسى الذي أوفى بعهدك و وثق بوعدك و أعرض عن الدنيا و قد أقبلت إليه و رغب عن زينتها و قد رغبت فيه أن تصلي على محمد و آل محمد فقد توسلت بهم إليك و قدمتهم أمامي و بين يدي حوائجي أن تهديني إلى سبيل مرضاتك و تيسر لي أسباب طاعتك و توفقني لابتغاء الزلفة بموالاة أوليائك و إدراك الحظوة من معاداة أعدائك و تعينني على أداء فرائضك و استعمال سنتك و توفقني على المحجة المؤدية إلى العتق من عذابك و الفوز برحمتك يا أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة التاسعة من صلاة العصر إلى أن تمضي ساعتان للجواد ع يا من دعاه المضطرون فأجابهم و التجأ إليه الخائفون فآمنهم و عبده الطائعون فشكرهم و شكره المؤمنون فحباهم و أطاعوه فعصمهم و سألوه فأعطاهم و نسوا نعمته فلم يخل شكره من قلوبهم و امتن عليهم فلم يجعل اسمه منسيا عندهم أسألك بحق وليك محمد بن علي ع حجتك البالغة و نعمتك السابغة و محجتك الواضحة و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا
السيد و الكفعمي بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجود علي من فضلك و تتفضل علي من وسعك بما أستغني به عما في أيدي خلقك و أن تقطع رجائي إلا منك و تخيب آمالي إلا فيك اللهم و أسألك بحق من حقه عليك واجب ممن أوجبت له الحق عندك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تبسط علي ما حظرته من رزقك و تسهل لي ذلك و تيسره هنيئا مريئا في يسر منك و عافية برحمتك يا أرحم الراحمين و خير الرازقين و أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم يا خالق الأنوار و مقدر الليل و النهار و يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ وَ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ إذا تفاقم أمر طرح عليك و إذا غلقت الأبواب قرع باب فضلك و إذا ضاقت الحاجات فزع إلى سعة طولك و إذا انقطع الأمل من الخلق اتصل بك و إذا وقع اليأس من الناس وقف الرجاء عليك أسألك بمحمد النبي الأواب الذي أنزلت عليه الكتاب و نصرته على الأحزاب و هديتنا به إلى دار المآب و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب الكريم النصاب المتصدق بخاتمه في المحراب و بالإمام الفاضل محمد بن علي الذي سئل فوفقته لرد الجواب و امتحن فعضدته بالتوفيق و الصواب صلى الله عليه و على أهل بيته الأطهار و أن تجعل موالاتهم و محبتهم عصمة من النار و محجة إلى دار القرار فقد توسلت بهم إليك و قدمتهم أمامي و بين يدي حوائجي و تعصمني من التعرض لمواقف سخطك و توفقني لسلوك محبتك و مرضاتك يا أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة العاشرة من ساعتين بعد صلاة العصر إلى قبل اصفرار الشمس للهادي ع يا من علا فعظم يا من تسلط فتجبر و تجبر فتسلط يا من عز فاستكبر في عزه يا من مد الظل على خلقه يا من امتن بالمعروف على عباده أسألك يا عزيزا ذا انتقام يا منتقما بعزته من أهل الشرك أسألك بحق وليك علي بن محمد عليك و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا الكفعمي و السيد بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعينني به على قضاء حوائجي و نوافلي و فرائضي و بر إخواني و كمال طاعتك برحمتك يا أرحم الراحمين و أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم أنت الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ الْغَفُورُ الْوَدُودُ المبدئ المعيد ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ و البطش الشديد فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ يا من هو أقرب إلي مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يا من هو عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ يا من لا يتعاظمه غفران الذنوب و لا يكبر عليه الصفح عن العيوب أسألك بجلالك و بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك و بقدرتك التي قدرت بها على خلقك و برحمتك التي وسعت كل شيء و بقوتك التي ضعف بها كل قوي و بعزتك التي ذل لها كل عزيز و بمشيتك التي صغر فيها كل كبير و برسولك الذي رحمت به العباد و هديت به إلى سبل الرشاد و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب أول من آمن برسولك و صدق و الذي وفى بما عاهد عليه و تصدق و بالإمام البر علي بن محمد ع الذي كفيته حيلة الأعداء و أريتهم عجيب الآية إذ توسلوا به في الدعاء أن تصلي على محمد و آل محمد فقد استشفعت بهم إليك و قدمتهم أمامي و بين يدي حوائجي و أن تجعلني من كفايتك في حرز حريز و من كلاءتك تحت عز عزيز و توزعني شكر آلائك و مننك و توفقني للاعتراف بأياديك و نعمك يا أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة الحادية عشر من قبل اصفرار الشمس إلى اصفرارها للعسكري ع يا أول بلا أولية يا آخر بلا آخرية يا قيوما بلا منتهى لقدمه يا عزيز بلا انقطاع لعزته يا متسلطا بلا ضعف من سلطانه يا كريما بدوام نعمته يا جبارا و معزا لأوليائه يا خبيرا لعلمه يا عظيما بقدرته يا قديرا بذاته أسألك بحق وليك الأمين المؤدي الكريم الناصح العليم الحسن بن علي ع و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا
السيد و الكفعمي بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعينني على آخرتي و تختم لي بخير حتى تتوفاني و أنت عني راض و تنقلني إلى رحمتك و رضوانك إنك ذو الفضل العظيم و المن القديم و أن تفعل بي كذا و كذا
الكفعمي، دعاء آخر لهذه الساعة اللهم إنك منزل القرآن و خالق الإنس و الجان و جاعل الشمس و القمر بحسبان المبتدئ بالطول و الامتنان و المبدئ للفضل و الإحسان و ضامن الرزق لجميع الحيوان لك المحامد و الممادح و منك الفوائد و المنائح و إليك يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح أظهرت الجميل و سترت القبيح و علمت ما تخفي الصدور و الجوانح أسألك بمحمد ص رسولك إلى الكافة و أمينك المبعوث بالرحمة و الرأفة و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع المفترض طاعته على القريب و البعيد المؤيد بنصرك في كل موقف مشهود و بالإمام الثقة الحسن بن علي الذي طرح للسباع فخلصته من مرابضها و امتحن بالدواب الصعاب فذللت له مراكبها أن تصلي على محمد و آل محمد فقد توسلت بهم إليك و قدمتهم أمامي و بين يدي حوائجي و أن ترحمني بترك معاصيك ما أبقيتني و تعينني على التمسك بطاعتك ما أحييتني و أن تختم لي بالخيرات إذا توفيتني و تفضل علي بالمياسرة إذا حاسبتني و تهب لي العفو إذا كاشفتني و لا تكلني إلى نفسي فأضل و لا تحوجني إلى غيرك فأذل و لا تحملني ما لا طاقة لي به فأضعف و لا تبتلني بما لا صبر لي عليه فأعجز و أجرني على جميل عوائدك عندي و لا تؤاخذني بسوء فعلي و لا تسلط علي من لا يرحمني برحمتك يا أرحم الراحمين
المتهجد، و غيره الساعة الثانية عشر من اصفرار الشمس إلى غروبها للخلف الحجة ع يا من توحد بنفسه عن خلقه يا من غني عن خلقه بصنعه يا من عرف نفسه خلقه بلطفه يا من سلك بأهل طاعته مرضاته يا من أعان أهل محبته على شكره يا من من عليهم بدينه و لطف لهم بنائله أسألك بحق وليك الخلف الصالح بقيتك في أرضك المنتقم لك من أعدائك و أعداء رسولك و بقية آبائه الصالحين الحجة بن الحسن و أتضرع إليك به و أقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا السيد و الكفعمي بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا و أن تداركني به و تنجيني مما أخاف و أحذر و ألبسني به عافيتك و عفوك في الدنيا و الآخرة و كن له وليا و حافظا و ناصرا و قائدا و كالئا و ساترا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا يا أرحم الراحمين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
المتهجد، و غيره اللهم صل على محمد و أهل بيت محمد أولي الأمر الذين أمرت بطاعتهم و أولي الأرحام الذين أمرت بصلتهم و ذوي القربى الذين أمرت بمودتهم و الموالي الذين أمرت بعرفان حقهم و أهل البيت الذين أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا أسألك بهم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا السيد و الكفعمي و أن تغفر لي ذنوبي كلها يا غفار و تتوب علي يا تواب و ترحمني يا رحيم يا من لا يتعاظمه ذنب و هو على كل شيء قدير
الكفعمي دعاء آخر لهذه الساعة اللهم يا خالق السقف المرفوع و المهاد الموضوع و رازق العاصي و المطيع الذي ليس من دونه ولي و لا شفيع أسألك بأسمائك التي إذا سميت على طوارق العسر عادت يسرا و إذا وضعت على الجبال كانت هباء منثورا و إذا رفعت إلى السماء تفتحت لها المغالق و إذا هبطت إلى ظلمات الأرض اتسعت لها المضايق و إذا دعيت بها الموتى نشرت من اللحود و إذا نوديت بها المعدومات خرجت إلى الوجود و إذا ذكرت على القلوب وجلت خشوعا و إذا قرعت الأسماع فاضت العيون دموعا أسألك بمحمد رسولك المؤيد بالمعجزات المبعوث بمحكم الآيات و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الذي اخترته لمواخاته و وصيته و اصطفيته لمصافاته و مصاهرته و بصاحب الزمان المهدي الذي تجمع على طاعته الآراء المتفرقة و تؤلف له الأهواء المختلفة و تستخلص به حقوق أوليائك و تنتقم به من شرار أعدائك و تملأ به الأرض عدلا و إحسانا و توسع على العباد بظهوره فضلا و امتنانا و تعيد الحق من مكانه عزيزا حميدا و ترجع الدين على يديه غضا جديدا أن تصلي على محمد و آل محمد فقد استشفعت بهم إليك و قدمتهم أمامي و بين يدي حوائجي و أن توزعني شكر نعمتك في التوفيق لمعرفته و الهداية إلى طاعته و أن تزيدني قوة في التمسك بعصمته و الاقتداء بسنته و الكون في زمرته و شيعته إنك سميع الدعاء برحمتك يا أرحم الراحمين
إيضاح الفلق النور و قد سبق و ما وسق أي ما جمع و ستر إذا اتسق أي اجتمع و تم و صار بدرا و العلق جمع العلقة التي هي مبدأ خلق الإنسان و كان يدور قال الشيخ البهائي المضارع عامل في الحق و ضمير الماضي عائد إليه ع لينطبق على قول النبي ص اللهم أدر الحق معه كيف دار و لعل تأخير الفاعل لرعاية الفواصل كما قال سبحانه فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى انتهى من طاعتك متعلق بأملي أي غاية ما أؤمل من طاعتك و يحتمل أن تكون من تعليلية إلى ذهاب الحمرة أي حمرتها التي تكون في شعاعها إلى أن ترفع قدر رمح و نحوه في حجابك أي كائنا أنت أو علمك في حجابك و في المتهجد بحجابك فيحتمل تعلقه بالعلم أيضا و خلفت فيه أي في العلم أو في الحجاب و الأول أظهر و في المتهجد و ابن الباقي خلصت أي نجيتهم من الشكوك و الشبهات أو استخلصتهم و اصطفيتهم و في بعض النسخ خلقت بالقاف. مالك البسط و القبض أي بيده توسعة الرزق و تضييقه أو سرور القلب و انقباضه و بسط الفيوض و الكمالات و المعارف و قبضها بحسب اختلاف القابليات و المصالح و مدبر الإبرام و النقض الإبرام في الأصل فتل الحبل و النقض نقيضه و في الكلام استعارة و المراد تدبير أمور العالم على ما تقتضيه حكمته البالغة من الإبقاء و الإفناء و الإعزاز و الإذلال و التقوية و الإضعاف و غير ذلك أو إحكام التقديرات و إمضائها و نقضها بالدعوات و الصدقات و نحوهما كما ورد الدعاء يرد البلاء و قد أبرم إبراما و كذا الصدقة و قال تعالى يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ و من يجيب مأخوذ من قوله تعالى أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ و المضطر الذي أحوجه شدة ما به إلى اللجإ إلى الله من الاضطرار و هو افتعال من الضرورة و السوء ما يسوء الإنسان و كشفه رفعه خَلائِفَ الْأَرْضِ أي خلفاء فيها بأن ورثهم سكناها ممن كان قبلهم و التصرف فيها و قد مر في بعض الأخبار أن المضطر القائم ع يجيبه الله إذا دعاه فيخرجه فيكشف السوء به عن العباد و يجعله و آباءه ع خلفاء في الأرض. يا من لا يمسك تلميح إلى قوله سبحانه قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ أي لبخلتم مخافة النفاد بالإنفاق ذكره البيضاوي و في مجمع البيان يقال نفقت نفقات القوم إذا نفدت و أنفقها صاحبها أي أنفدها حتى افتقر و في القاموس نفق كفرح و نصر نفد و فني و أقل و أنفق افتقر و ما له أنفده و قال الراغب الأصبهاني نفق الشيء مضى و نفد إما بالبيع نحو نفق البيع نفاقا و منه نفاق الأيم و إما بالموت نحو نفقت الدابة و إما بالفناء نحو نفقت الدراهم تنفق و أنفقتها و قوله تعالى إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ أي خشية الافتقار يقال أنفق فلان إذا أنفق ماله فافتقر فالإنفاق هنا كالإملاق في قوله وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ. و لا يقتر أي لا يضيق الرزق خوف الإملاق أو لخوف النقص بل لمصلحة هو أعلم بها. بالروح أي بالوحي أو القرآن فإنه يحيي به القلوب الميتة بالجهل أو يقوم في الدين مقام الروح في الجسد كذا قيل و قد مر في الأخبار أنه خلق أعظم من الملائكة ينزل في ليلة القدر على الإمام ع من أمره أي بأمره أو من أجله أو بيان للروح أو حال منه أو الروح الذي من أموره العجيبة أو من عالم الأمر كما قال سبحانه قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي. عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ من الأنبياء و الأوصياء ع لينذر غاية للإنزال و المستكن فيه لله أو لمن أو للروح يَوْمَ التَّلاقِ من أسماء يوم القيامة لأن فيه يتلاقى أهل السماء و أهل الأرض و الأولون و الآخرون أو الظالم و المظلوم أو الخالق و المخلوق أو المرء و عمله أو الأرواح و الأجساد أو كل واحد من الستة مع قرينه منها. و هذه الفقرة مأخوذة من آيتين إحداهما يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ
و الأخرى يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ و قد مرت تفاسير الأنزع البطين و أحسنها الأنزع من الشرك البطين من الإيمان كما تشهد له هذه الفقرة أيضا. و قال الراغب أصل الشرح بسط اللحم و نحوه و منه شرح الصدر أي بسطه بنور إلهي و سكينة من جهة الله تعالى و روح منه انتهى و المراد هنا أن توسع صدري لتجعل فيه التقوى أو توسعه بالعلوم و المعارف بسبب التقوى فإنه موجب لإفاضتها و قطع الأثر كناية عن الموت لأن الحي يكون له أثر قدم في الأرض. يا من تجبر أي كثر جبروته و كبرياؤه فجل عن أن تراه عين فلا تخطر القلوب لعله على سبيل القلب أي لا يخطر كنهه بالقلوب بِغَيْرِ حِسابٍ أي كثيرا لا يمكن عده أو لا يحاسب عليه في الآخرة أو من حيث لا يحتسب. الذي شرى أي باع نفسه بالجنة كما قال الله تعالى إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ و قال سبحانه وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ و في بعض النسخ اشترى فالمراد به البيع أيضا فإن الشراء و الاشتراء كليهما يأتيان بمعنى البيع و بمعنى الاشتراء أو المراد أنه اشترى نفسه فإن القتل في سبيله تعالى سبب للحياة الأبدي و الأول أظهر و النسخة الأولى أوفق بالآية الكريمة. و نكب عن الطريق عدل ظمآن الصرف للتناسب كسلاسلا و في بعض النسخ ظمآن و الأول أنسب و أحلوه الضمير عائد إليه أي أنزلوه منزلة أهل العناد من المشركين و الكفار فعملوا به ما يعمل بهم و يحتمل إرجاعه إلى رأسه المقدس أي أحضروه عند أهل العناد كيزيد و ابن زياد عليهما و على أتباعهما اللعنة إلى يوم التناد. و مخزيات لعنك أي ما يوجب الخزي منه و مرديات سخطك أي ما يوجب الهلاك عنه و النكال بالفتح العقاب و النفث النفخ و هنا كناية عن وساوس الشياطين و السوالك جمع السالكة أي الجارية و السوافك جمع السافكة بمعنى السافحة و سفك الدم و الدمع إهراقه و الحوالك جمع الحالكة و هي الشديدة السواد يقال أسود حالك و حانك أي شديد السواد. مُخْتَلِفاً أَلْوانُها أي أجناسها أو أصنافها أو هيئاتها من الصفرة و الخضرة و نحوهما وَ مِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ أي ذو جدد أي خطوط و طرائق و يقال جدة الخمار للخطة السوداء على ظهره مختلفا ألوانها بالشدة و الضعف وَ غَرابِيبُ سُودٌ عطف على بيض أو على جدد كأنه قيل و من الجبال ذو جدد مختلف اللون و منها غرابيب متحدة اللون و في رواية الشيخ البهائي قدس سره لم يكن من قوله و أنزلت إلى قوله ألوانه و كذا من قوله فاطر السماوات إلى قوله قدير. و الخائنة مصدر أو المراد بها النظرة الخائنة البائس الحسير من الحسور بمعنى الكلال أو من الحسرة قال في القاموس حسر البصر حسورا كل و انقطع من طول مدى و هو حسير و محسور و كفرح عليه حسرة تلهف فهو حسير و كضرب و فرح أعيا فهو حسير. و الضالع يحتمل أن يراد به المحتمل للحمل الثقيل و قد ورد في الدعاء أعوذ بالله من ضلع الدين و المراد هنا احتمال الخطايا و الآثام أو المنحني تذللا و
خشوعا أو المائل الجائر على نفسه و غيره و الشيخ البهائي اقتصر على الأخير و يحتمل أن يكون المراد هنا مكسور الضلع و إن لم يذكر في اللغة لكن ورد قريب منه قال في القاموس ضلع كمنع مال و جنف و جار و فلانا ضرب في ضلعه و ضلع السيف كفرح اعوج و الضالع الجائر و الضلع محركة الاعوجاج خلقة أو هو في البعير بمنزلة الغمز في الدواب ضلع كفرح فهو ضلع فإن لم يكن خلقة فهو ضالع و القوة و احتمال الثقيل و من الدين ثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء انتهى. المخفي للصدقات قال الكفعمي ره ذكر جماعة من مصنفي كتب التواريخ أنه كان ع يعول في المدينة أربعمائة بيت و كان يأتيهم رزقهم و ما يحتاجون إليه و لا يدرون من أين يأتيهم فلما مات السجاد ع فقدوا ذلك فعلموا أن ذلك كان منه ع و الدءوب الجد و التعب و المراد بالمجاهدات العبادات الشاقة فقد مر أنه ع كان يصلي كل ليلة ألف ركعة و الثفنات جمع ثفنة بكسر الفاء فيهما ما يقع على الأرض من أعضائه إذا استناخ و غلظ كالركبتين و غيرهما ذكره الجوهري و لذا قيل لعبد الله بن وهب الراسبي ذو الثفنات لأن طول السجود كان قد أثر في ثفناته انتهى و في أكثر النسخ بالفتحات الثلاث كما صححه الشيخ البهائي و لم أره في شيء من كتب اللغة. من مواقعة معاصيك مواقعة المعاصي بمعنى ارتكابها في العرف شائع و لم يرد في صريح اللغة قال الفيروزآبادي واقعه حاربه و المرأة باضعها و خالطها انتهى و لعله على المجاز فإن من يقارف معصية كأنها تحاربه بشهوتها حتى تغلب عليه أو هو بمعنى المخالطة ممن يؤمن بك المراد بالإيمان هنا المعرفة و التصديق الكامل الذي يترتب عليه العمل و يراقبك أي ينتظر ثوابك و يخاف عقابك و لا يغفل عنك أو يحرس أوامرك قال الفيروزآبادي رقبه انتظره و راقبه مراقبة حرسه و النشر حياة الأموات في القيامة و الحشر سوقهم و جمعهم في عرصتها سكنا أي موجبا للسكون حسبانا أي يحسب بدورانها الأزمنة و إليه أنيب أي أرجع بالتوبة. و أدعوك تضرعا و خفية إشارة إلى قوله تعالى ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً أي ذوي تضرع و خفية فإن الإخفاء دليل الإخلاص إنك لا تحب المعتدين أي المجاوزين ما أمروا به في الدعاء و غيره بأن يطلب ما لا يليق به و قيل هو الصياح في الدعاء و قال تعالى وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً أي ذوي خوف من الرد لقصور أعمالكم و عدم استحقاقكم و ذوي طمع في إجابته تفضلا و إحسانا لفرط رحمته إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ترجيح للطمع و تنبيه على ما يتوسل به إلى الإجابة. الذي جاء بالصدق إشارة إلى آيتين إحداهما وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ و الثانية بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ و لما كان في الآية الأولى المراد ب الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ الرسول ص و بقوله صَدَّقَ بِهِ أمير المؤمنين ع على ما تشهد به الأخبار الكثيرة عن أهل البيت ع و قد مضت اكتفى ع بالجزء الأول و أضاف إليه وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ من الآية الثانية تلميحا إليهما معا. و القذف الرمي و الملهوف المضطر عن موجود البصر أي عما يجده البصر عن الصفات كلها أي عن صفات المخلوقين أو عما يبلغ إليه علمنا منها أو الصفات الزائدة و كذا المراد بمعاني اللطيف و معاني الجلال ما يصل إليها أفهام الخلق. بمشيتك لعل الباء للملابسة أي علمت الأشياء و شئتها و أردتها أو يكون
إشارة إلى أن المشية عين العلم بالأصلح كما هو المشهور و يحتمل أن يكون إشارة إلى ما ذكره الحكماء من أن العلم من جهة العلية و يمكن أن يقرأ علمت بالتشديد لكنه مخالف للمضبوط في النسخ. و تذليل الصعاب عبارة عن تقديره و إمضائه و خلقه ما يعجز عنه قدر الخلق و قواهم و اضطررت الأفهام إشارة إلى ما تدل عليه الأخبار الكثيرة بل الآيات الكريمة من أن معرفة وجوده و وحدته سبحانه بديهية فطر الله الخلق عليها و يحتمل أن المراد أنك نصبت الدلائل و أعطيت العقول فبعد النظر لا محيص لهم عن القبول. و العبرة الدمعة أو تردد البكاء في الصدر لا يعزب بضم الزاء و كسرها أي لا يغيب بمكانهم أي بمنزلتهم و قربهم و الهنيء الذي ليس فيه تعب و الوحي السريع و الصنع بالضم الإحسان و العصيب الشديد الصعب و قال الراغب يوم عصيب أي شديد يصح أن يكون بمعنى فاعل و أن يكون بمعنى مفعول أي يوم مجموع الأطراف كقولهم يوم كحلقة خاتم انتهى و المراد هنا يوم القيامة. و موبقات الذنوب مهلكاتها من إضافة الصفة إلى الموصوف تقذف بالحق تلميح إلى قوله تعالى قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ أي يلقيه و ينزله على من يجتبيه من عبادة أو في قلب من يشاء أو يرمي به الباطل فَيَدْمَغُهُ كما هو في آية أخرى أو يرمي به إلى أطراف الآفاق بإظهار الإسلام و إفشائه و يا أحكم الحاكمين أي أعدلهم و أعلمهم و يا خير الفاصلين أي بين الحق و الباطل صورته أي صفته أو تكبر عن أن تكون له صورة تدركها الأوهام. إذا حزب الأمر في بعض النسخ بالزاء المفتوحة يقال حزبه الأمر أي نابه و اشتد عليه أو ضغطه ذكره الفيروزآبادي و في بعضها بالراء المهملة المكسورة يقال حرب الرجل بالكسر إذا اشتد غضبه و حربه يحربه حربا مثل طلبه إذا أخذ ماله و تركه بلا شيء و قد حرب ماله أي سلبه فهو محروب و حريب ذكرها الجوهري و كل منها لا يخلو من تكلف هنا و الأول هو الظاهر و في نسخه الشيخ البهائي ره إذا اشتد الأمر. له الخلق أي خلق الأشياء فهو سبحانه خالقها و الأمر أي التدبير و التصرف فيها على خفي السر لعله إشارة إلى قوله سبحانه وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ الآية و العلي جمع العليا تأنيث الأعلى على العرش استوى أي استولى و الثرى التراب الندي قيل المعنى ما وارى الثرى من كل شيء وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ أي لا تجهر برفع الصوت فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى و السر ما أسره إلى غيره و أخفى منه هو ضمير النفس
و عن الباقر ع السر ما أخفيته في نفسك و أخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته
الذي سألك إشارة إلى ما رواه ابن شهرآشوب ره في المناقب قال قال بعض عيونه ع لما كان في حبس هارون إني كنت أسمعه كثيرا يقول في دعائه اللهم إنك تعلم أنني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك اللهم و قد فعلت فلك الحمد
و ترضى بها أي صلاة ترضى بتلك الصلاة في أداء فروضهم أي ما فرضت علي من أداء حقوقهم و تعظيمهم و الدعاء لهم أو المراد فروضهم عليك أي صلاة و رحمة ترضى بها في أداء ما فرضت لهم على نفسك من الإحسان و الامتنان و الأول أظهر و إن كان على الثاني تأسيسا أن تجريني أي تجعلني جاريا على ما دعوتني عليه من إحسانك و فضلك و تمنحني أي تعطيني من المنحة و هي العطية و الجزيل العظيم. و لبي ما تعينني أي صارفا لها إلى ما يقويني على هواك أي ما تهويه و تحبه من طاعتك و النوافل جمع نافلة و هي العطية و المنائح جمع المنيحة بمعنى العطية لا المنحة كما توهم و الطول الإحسان و الفضل. ثم إنه في بعض النسخ تقربني بالتاء و ضم الباء و كذا توجب و تستديم و في بعضها بالياء على صيغة الغيبة و ضم الباء أيضا فالجميع عطف على تعينني و على الأول العائد محذوف في الجميع أي بها تعويلا على ذكره في الأول و على الثاني ضمير الفاعل في الجميع راجع إلى الموصول و في بعض النسخ بالتاء و فتح الباء فالجميع عطف على تجريني. و الوابل المطر الشديد و الغيضة بالفتح هي الأجمة و مجتمع الشجر في مغيض ماء من الظلمات أي ظلمات الكفر و الجهالات أو ظلمات العدم و الأصلاب و الأرحام أو الأعم منها و من الظلمات الظاهرة كإخراج يونس ع من ظلمات بطن الحوت و البحر و الولي الأولى بالأمور و متوليها من الإنسان و المولى السيد و المالك الذي أوليته أي أنعمت عليه و أبليته أي امتحنته بالبلايا. لابتغاء الزلفة أي لطلب القرب و إدراك الحظوة الحظوة بالحاء المهملة و الظاء المعجمة بالضم و الكسر المكانة و المنزلة و الحظ من الرزق ذكره الفيروزآبادي و الأول هنا أنسب أي إدراك القرب و المنزلة لديك بسبب معاداة أعدائك و في النهاية حظيت المرأة عند زوجها تحظى حظوة و حظوة بالضم و الكسر أي سعدت به و دنت من قلبه و أحبها و ما ذكره الشيخ البهائي ره من أنها بلوغ المرام لم يرد فيما عندنا من الكتب و لعله أراد بيان حاصل المعنى. فحباهم أي أعطاهم فلم يخل كأنه على القلب و البالغة الكاملة و السابغة التامة ما حظرته أي منعته وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ أي تنقص عن مقدار وقت الحمل الذي يسلم معه الولد وَ ما تَزْدادُ يعني على التسعة أشهر و قيل ما تنقصه و ما تزداده في الجثة و المدة و العدد و قد مر و سيأتي تفاسير أخرى وَ كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ أي بقدر لا يجاوزه و لا ينقص عنه إذا تفاقم أمر أي عظم فزع على المجهول أي التجأ بك اتصل على المعلوم أي الأمل و يحتمل المجهول. بحق النبي الأواب أي كثير الرجوع إلى جنابه و مقامه المخصوص الذي لا يسعه ملك مقرب و لا نبي مرسل و قيل الأواب المطيع و قيل الراحم و المراد
بالأحزاب إما قبائل العرب الذين تحزبوا يوم الخندق أو الأعم منها و من سائر القبائل من المشركين الذين نصر الله نبيه ص عليهم و دار المآب الجنة لأن المؤمنين يرجعون إليها بعد الموت و النصاب بالكسر الأصل و المرجع. فوفقته لرد الجواب هذه الفقرة و ما بعدها إشارة إلى ما أجاب به عن سؤال المأمون إياه عن السمك الذي صاد صقره في الهواء و عن أسئلة يحيى بن أكثم القاضي في مجلسه حين أراد أن يزوجه ابنته و إلى ما رواه علي بن إبراهيم أنه ع أجاب في ثلاثة أيام عن ثلاثين ألف مسألة من الغوامض حين اجتمع عليه ع علماء الأمصار و الأخير بالأولى و الأولان بالأخيرة أنسب كما لا يخفى. فعضدته أي قويته عصمته أي منعته و اعتصم به امتنع و دار القرار أيضا الجنة لاستقرارهم فيها أبدا يا من مد الظل إشارة إلى قوله سبحانه أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ و قد مر و سيأتي تفسيره و تأويله و فسره الأكثر بظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس و قال في النهاية الولي في أسماء الله تعالى الناصر و قيل المتولي لأمور العالم و الخلائق القائم بها انتهى الحميد المستحق للحمد من جميع الخلق الودود المحب لمن أطاعه المبدئ إيجاد الخلق المعيد في القيامة و المجيد بالرفع من صفاته تعالى أي العظيم في ذاته و صفاته أو بالجر كما قرأ حمزة و الكسائي في الآية فيكون صفة للعرش و مجده علوه و عظمته و الجر هنا أنسب و البطش الغضب و الأخذ بعنف و هنا بالجر فقط و لا يكبر عليه أي لا يصعب. و بنور وجهك أي ذاتك و المراد إما النور الظاهر أي نورت جميع أركان العرش و قوائمه و حدوده بنور هو منسوب إلى ذاتك لأنك أوجدته بقدرتك أو الأنوار المعنوية من الوجود و سائر الكمالات و كلها من آثار الذات الكريم و التخصيص بالعرش لأنه أعظم المخلوقات و يظهر منه قدرته و سائر كمالاته أكثر من غيرها و قد يطلق العرش على جميع المخلوقات كما مر في محله و هو هنا أنسب. الذي كفيته قد مر في المجلد الثاني عشر معجزات كثيرة منه ع في كفاية شر المتوكل و سائر أعاديه و كذا في استجابة دعواته فإعادتها هنا توجب التكرار من كفايتك من في الموضعين للتبعيض أو للتعليل و الكلاءة الحفظ و الحماية و توزعني أي تلهمني أو توفقني بلا أولية أي زمانية فإنه لا يوصف بالزمان أو بلا أولية يمكن تعقلها أو بلا أولية أخرى قبل أوليته فتكون إضافية كما قال سيد الساجدين ع بلا أول كان قبله و قد حققنا ذلك في الفرائد الطريفة و كذا الآخرية. و القيوم الدائم القيام بتدبير الخلق و حفظه فيعول من قام بالأمر إذا حفظه أو القائم بالذات الذي به قيام كل شيء و هو معنى وجوب الوجود يا خبيرا أي مطلعا على بواطن الأمور بعلمه أي بكمال علمه أي لما كان علمه كاملا اطلع على خفايا الأمور و يحتمل أن يكون الخبير هنا بمعنى المخبر أو المختبر أي المختبر مع علمه بالعواقب و الأمور بدونه و يا عليما بقدرته يشير إلى ما أومأنا إليه من أن العلية سبب للعلم و كونه صلة للعلم بعيد. جاعل الشمس و القمر بحسبان أي مقدر سير كل منهما في البروج و المنازل بحساب معين لا يتجاوزانه لك المحامد و الممادح أي كلها راجعة إليك فأنت المحمود و الممدوح في الحقيقة لأنك واهب كل قدرة و اختيار و بهاء و كمال لكل محمود و ممدوح و العوائد جمع العائدة و هي التعطف و الإحسان. إليك يصعد إشارة إلى قوله سبحانه إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
و قد يفسر الصعود إليه تعالى بالقبول و قيل معنى يصعد إليه أي إلى سمائه أو إلى حيث لا يملك الحكم سواه فجعل صعوده إلى سمائه صعودا إليه و الْكَلِمُ الطَّيِّبُ الكلمات الحسنة كلها ذكره الكفعمي و ضمير يرفعه إما أن يعود إلى العمل الصالح أي يتقبله كما هو المراد في هذا الدعاء و إما إلى الكلم الطيب أي العمل الصالح يرفع الكلم الطيب و قيل هو من باب القلب أي الكلم الطيب يرفع العمل الصالح فالمراد من الكلم الطيب الشهادتان أو هما مع سائر العقائد لا سيما الإمامة كما ورد في الأخبار الجوانح ما يلي الصدر من الأضلاع بالرحمة الباء للملابسة أو السببية و في كل موقف مشهود أي معلوم أو شهده المسلمون و الكفار للمحاربة. و المراد بمرابضها مواضع استقرارها و هو إشارة إلى ما مر من أن المتوكل لعنه الله ألقاه في بركة السباع فحرسه الله عنها و تذللت له ع. فذللت له مراكبها أي ركوبها بأن يكون مصدرا ميميا أو محال ركوبها و ظهورها و هو إشارة إلى ما مر من أنه كان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا و كان يمنع ظهره من السرج و اللجام و عجزت الرواض عن ركوبه فبعث إليه ع و طلبه و كلفه إسراجه و إلجامه ليهلكه و قام ع فوضع يده على كفله فسال العرق من البغل ثم أسرجه و ركبه و ركضه في الدار فوهبه المستعين البغل. بالمياسرة إذا حاسبتني المياسرة مفاعلة من اليسر و المراد المسامحة في الحساب إذا كاشفتني قال في القاموس الكشف الإظهار و رفع شيء عما يواريه و كشفته الكواشف فضحته و كشفته عن كذا تكشيفا أكرهته بالعداوة بادئا بها انتهى و المراد هنا إما إرادة العقوبة و العذاب فإنه بمنزلة المباداة بالعداوة أو المناقشة في الحساب فإنها موجبة لكشف العيوب أو يكون مبالغة في الكشف أي كشفت عن عيوبي. و لا تحملني ما لا طاقة لي به من عقوبات الآخرة التي هي فوق الطاقة البشرية و إن أريد عدم التكليف بما لا يطاق فالمراد به ما فيه شدة و صعوبة زائدة أو هو من قبيل بسط الكلام مع المحبوب فلا يضر كون مضمونه واقعا كما في قوله تعالى رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا بصنعه لعل الباء بمعنى في أو المراد بالصنع القدرة تسمية للمسبب باسم السبب مرضاته أي سبيلها و المهاد بالكسر الفراش و المراد به الأرض. ليس من دونه ولي أي ليس له من مخلوقاته التي هي دونه أو من غيره ولي يتولى أموره في خلق الأشياء و تربيتها و رزقها و لا شفيع يشفع عنده في هذه الأمور فلا ينافي الشفاعة في الآخرة لأرباب المعاصي أو لا شفيع عنده بغير إذنه على طوارق العسر أي النوازل التي تصير سببا للعسر. بمحكم الآيات المحكم خلاف المتشابه أو المنسوخ و يحتمل أن يكون المراد هنا كونها في غاية الإحكام و الإتقان و فصاحة اللفظ و وثاقة المعاني و يحتمل أن يراد بالآيات المعجزات غضا أي طريا و جديدا كالتفسير له. و اعلم أن الأدعية الثواني التي نقلناها من كتاب الكفعمي أوردها الشيخ البهائي نور الله ضريحه في كتاب مفتاح الفلاح أيضا
2- المتهجد، روى إسحاق بن عمار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن لله عز و جل ثلاث ساعات في الليل و ثلاث ساعات في النهار يمجد فيهن نفسه فأول ساعات النهار حين تكون الشمس من هذا الجانب يعني من المشرق مقدارها من العصر من هذا الجانب يعني من المغرب إلى صلاة الأولى و أول ساعات الليل في الثلث الأخير من الليل إلى أن ينفجر الصبح يقول الله تعالى إني أنا الله رب العالمين إني أنا الله العلي العظيم إني أنا الله العزيز الحكيم إني أنا الله الغفور الرحيم إني أنا الله الرحمن الرحيم إني أنا الله مالك يوم الدين إني أنا الله لم أزل إني أنا الله لا إله إلا أنا خالق الخير و الشر إني أنا الله خالق الجنة و النار إني أنا الله بدء كل شيء و إلي يعود إني أنا الله الواحد الصمد إني أنا الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر إني أنا الله الخالق البارئ المصور لي الأسماء الحسنى إني أنا الله الكبير المتعال قال ثم قال أبو عبد الله ع لمن عنده الكبرياء رداء الله فمن نازعه شيئا من ذلك كبه الله في النار ثم قال ما من عبد مؤمن يدعو الله عز و جل بهن مقبلا قلبه إلى الله إلا قضى الله عز و جل له حاجته و لو كان شقيا رجوت أن يحول سعيدا
بيان رواه في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق قوله ع مقدارها أي يكون ارتفاعه من أفق المشرق مثل ارتفاع الشمس من أفق المغرب وقت صلاة العصر و هو قريب من ربع اليوم و قوله إلى صلاة الأولى غاية للساعات الثلاث فهو موافق للساعة المعوجة لليوم تقريبا و كذا قوله إلى أن ينفجر الصبح آخر ساعات الليل و اعتبر الثلث هنا لأن الليل الشرعي أقصر من النهار و المراد بالشر الأسقام و الأمراض و الموت و الموذيات التي يتوهم أنها شرور و الثنوية يثبتون لها خالقا آخر. و القاري لهذا الدعاء يغير الفقرات من التكلم إلى الخطاب كما سيأتي
3- ثواب الأعمال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال إن الله يمجد نفسه في كل يوم و ليلة ثلاث مرات فمن مجد الله بما مجد به نفسه ثم كان في حال شقوة حول إلى سعادة فقلت له كيف هو التمجيد قال ع تقول أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم أنت الله لا إله إلا أنت العلي الكبير أنت الله لا إله إلا أنت منك بدء كل شيء و إليك يعود أنت الله لا إله إلا أنت لم تزل و لا تزال أنت الله لا إله إلا أنت خالق الخير و الشر أنت الله لا إله أنت خالق الجنة و النار أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أنت الله لا إله إلا أنت الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ أنت اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لك الأسماء الحسنى يسبح لك ما في السماوات و الأرض و أنت العزيز الحكيم أنت الله لا إله إلا أنت الكبير و الكبرياء رداؤك
المحاسن، عن ابن فضال مثله إلا أنه زاد واو العطف في جميع الفقرات و في آخره الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ
و رواه في الكافي عن العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبد الله بن أعين عنه ع مثل الصدوق