1- ج، ]الإحتجاج[ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع لليوناني الذي رأى منه المعجزات الباهرات و أسلم على يديه آمرك أن تواسي إخوانك المطابقين لك على تصديق محمد ص و تصديقي و الانقياد له و لي مما رزقك الله و فضلك على من فضلك به منهم تسد فاقتهم و تجبر كسرهم و خلتهم و من كان منهم في درجتك في الإيمان و ساويته فيما لك في نفسك و من كان منهم فاضلا عليك في دينك آثرته بمالك على نفسك حتى يعلم الله منك أن دينه آثر عندك من مالك و أن أولياءه أكرم عليك من أهلك و عيالك
2- ختص، ]الإختصاص[ قال الصادق ع المسلم أخو المسلم و حق المسلم على أخيه المسلم أن لا يشبع و يجوع أخوه و لا يروى و يعطش أخوه و لا يكتسي و يعرى أخوه فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم
و قال ع إذا قال الرجل لأخيه أف انقطع ما بينهما من الولاية فإذا قال أنت عدوي فقد كفر أحدهما فإذا اتهمه انماث في قلبه الإيمان كما ينماث الملح في الماء
و قال ع و الله ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن
و قال ع و الله إن المؤمن لأعظم حقا من الكعبة
و قال ع دعاء المؤمن للمؤمن يدفع عنه البلاء و يدر عليه الرزق
3- ل، ]الخصال[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الحميري عن هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عز و جل عليه الإجلال له في عينه و الود له في صدره و المواساة له في ماله و أن يحرم غيبته و أن يعوده في مرضه و أن يشيع جنازته و أن لا يقول فيه بعد موته إلا خيرا
4- ل، ]الخصال[ أبي عن الحميري مثله إلا أن بعد قوله واجبة له من الله عز و جل و الله سائله عما صنع فيها و بعد قوله في ماله و أن يحب له ما يحب لنفسه
5- لي، ]الأمالي للصدوق[ الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن صفوان عن العيص عن ابن مسكان عن الباقر ع أنه قال أحبب أخاك المسلم و أحبب له ما تحب لنفسك و اكره له ما تكره لنفسك إذا احتجت فسله و إذا سألك فأعطه و لا تدخر عنه خيرا فإنه لا يدخره عنك كن له ظهرا فإنه لك ظهر إن غاب فاحفظه في غيبته و إن شهد فزره و أجله و أكرمه فإنه منك و أنت منه و إن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسل سخيمته و ما في نفسه و إذا أصابه خير فاحمد الله عليه و إن ابتلي فاعضده و تمحل له
6- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله ع قال إن الله فرض التحمل في القرآن قلت و ما التحمل جعلت فداك قال أن يكون وجهك أعرض من وجه أخيك فتحمل له و هو قوله لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ
7- فس، ]تفسير القمي[ أبي عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال إن الله فرض عليكم زكاة جاهكم كما فرض عليكم زكاة ما ملكت أيمانكم
8- فس، ]تفسير القمي[ قال أبو عبد الله ع إن للمؤمن على المؤمن سبع حقوق فأوجبها أن يقول الرجل حقا و إن كان على نفسه أو على والديه فلا يميل لهم عن الحق
9- ب، ]قرب الإسناد[ ابن سعد عن الأزدي عن أبي عبد الله ع قال قال لخيثمة و أنا أسمع يا خيثمة أقرئ موالينا السلام و أوصهم بتقوى الله العظيم و أن يعود غنيهم على فقيرهم و قويهم على ضعيفهم و أن يشهد أحياهم جنائز موتاهم و أن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقياهم حياة لأمرنا ثم رفع يده فقال رحم الله من أحيا أمرنا
10- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن سعد عن الأزدي مثله
11- ل، ]الخصال[ حمزة العلوي عن علي عن أبيه عن ابن معبد عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص يلزم الحق لأمتي في أربع يحبون التائب و يرحمون الضعيف و يعينون المحسن و يستغفرون للمذنب
-12 ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن تغلبة عن بعض أصحابنا عن المعلى بن خنيس قال قلت لأبي عبد الله ع ما حق المؤمن على المؤمن قال سبع حقوق واجبات ما فيها حق إلا و هو عليه واجب إن خالفه خرج من ولاية الله و ترك طاعته و لم يكن لله عز و جل فيه نصيب قال قلت جعلت فداك حدثني ما هن قال يا معلى إني شفيق عليك أخشى أن تضيع و لا تحفظ و تعلم و لا تعمل قلت لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قال أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك و تكره له ما تكره لنفسك و الحق الثاني أن تمشي في حاجته و تبتغي رضاه و لا تخالف قوله و الحق الثالث أن تصله بنفسك و مالك و يدك و رجلك و لسانك و الحق الرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته و قميصه و الحق الخامس أن لا تشبع و يجوع و لا تلبس و يعرى و لا تروى و يظمأ و الحق السادس أن تكون لك امرأة و خادم و ليس لأخيك امرأة و لا خادم أن تبعث خادمك فتغسل ثيابه و تصنع طعامه و تمهد فراشه فإن ذلك كله إنما جعل بينك و بينه و الحق السابع أن تبر قسمه و تجيب دعوته و تشهد جنازته و تعوده في مرضه و تشخص بدنك في قضاء حاجته و لا تحوجه إلى أن يسألك و لكن تبادر إلى قضاء حاجته فإذا فعلت ذلك به وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولاية الله عز و جل
ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن أحمد بن الحسن عن الهيثم بن محمد عن محمد بن الفيض عن المعلى بن خنيس مثله
ختص، ]الإختصاص[ عن عبد الأعلى عن ابن خنيس مثله
13- ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع لا يكلف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته توازروا و تعاطفوا و تباذلوا و لا تكونوا بمنزلة المنافق الذي يصف ما لا يفعل
14- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن عاصم بن عمرو عن محمد بن مسلم قال أتاني رجل من أهل الجبل فدخلت معه على أبي عبد الله ع فقال له عند الوداع أوصني فقال أوصيك بتقوى الله و بر أخيك المسلم و أحب له ما تحب لنفسك و اكره له ما تكره لنفسك و إن سألك فأعطه و إن كف عنك فاعرض عليه لا تمله خيرا فإنه لا يملك و كن له عضدا فإنه لك عضد و إن وجد عليك فلا تفارقه حتى تسل سخيمته و إن غاب فاحفظه في غيبته و إن شهد فاكنفه و اعضده و وازره و لاطفه و أكرمه فإنه منك و أنت منه
15- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن علي عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال ليعن قويكم ضعيفكم و ليعطف غنيكم على فقيركم و لينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه و اكتموا أسرارنا و لا تحملوا الناس على أعناقنا الخبر
16- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن إسحاق بن البهلول عن أبيه عن أبي شيبة عن أبي إسحاق عن الحارث الهمداني عن علي ع عن النبي ص قال إن للمسلم على أخيه المسلم من المعروف ستا يسلم عليه إذا لقيه و يعوده إذا مرض و يسمته إذا عطس و يشهده إذا مات و يجيبه إذا دعاه و يحب له ما يحب لنفسه و يكره له ما يكره لنفسه
-17 سن، ]المحاسن[ أبي عن محمد بن عيسى عن خلف بن حماد عن علي بن عثمان بن رزين عمن رواه عن أمير المؤمنين ع قال ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله و عن يمينه إن الله يحب المرء المسلم الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه و يكره له ما يكره لنفسه و يناصحه الولاية و يعرف فضلي و يطأ عقبي و ينتظر عاقبتي
18- سن، ]المحاسن[ ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن مالك بن أعين قال أقبل إلي أبو عبد الله ع فقال يا مالك أنتم و الله شيعتنا حقا يا مالك تراك فقد أفرطت في القول في فضلنا إنه ليس يقدر أحد على صفة الله و كنه قدرته و عظمته فكما لا يقدر أحد على كنه صفة الله و كنه قدرته و عظمته وَ لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى فكذلك لا يقدر أحد على صفة رسول الله ص و فضلنا و ما أعطانا الله و ما أوجب من حقوقنا و كما لا يقدر أحد أن يصف فضلنا و ما أوجب الله من حقوقنا فكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن و يقوم به مما أوجب الله على أخيه المؤمن و الله يا مالك إن المؤمنين يلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فما يزال الله تبارك و تعالى ناظر إليهما بالمحبة و المغفرة و إن الذنوب لتحات عن وجوههما و جوارحهما حتى يفترقا فمن يقدر على صفة الله و صفة من هو هكذا عند الله
19- سر، ]السرائر[ من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن جميل عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول المؤمنون خدم بعضهم لبعض فقلت كيف يكون خدم بعضهم لبعض قال نفقتهم بعضهم لبعض
20- ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ اعلم يرحمك الله إن حق الإخوان واجب فرض لازم أن تفدونهم لأنفسكم و أسماعكم و أبصاركم و أيديكم و أرجلكم و جميع جوارحكم و هم حصونكم التي تلجئون إليها في الشدائد في الدنيا و الآخرة لا تماطوهم و لا تخالفوهم و لا تغتابوهم و لا تدعوا نصرتهم و لا معاونتهم و ابذلوا النفوس و الأموال دونهم و الإقبال على الله جل و عز بالدعاء لهم و مواساتهم و مساواتهم في كل ما يجوز فيه المساواة و المواساة و نصرتهم ظالمين و مظلومين بالدفع عنهم
و روي أنه سئل العالم ع عن الرجل يصبح مغموما لا يدري سبب غمه فقال إذا أصابه ذلك فليعلم أن أخاه مغموم و كذلك إذا أصبح فرحان لغير سبب يوجب الفرح فبالله نستعين على حقوق الإخوان و الأخ الذي يجب له هذه الحقوق الذي لا فرق بينك و بينه في جملة الدين و تفصيله ثم ما يجب له بالحقوق على حسب قرب ما بين الإخوان و بعده بحسب ذلك
أروي عن العالم ع أنه وقف حيال الكعبة ثم قال ما أعظم حقك يا كعبة و و الله إن حق المؤمن لأعظم من حقك
و روي أن من طاف بالبيت سبعة أشواط كتب الله له ستة آلاف حسنة و محا عنه ستة آلاف سيئة و رفع له ستة آلاف درجة و قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف و طواف حتى عد عشرة
21- مص، ]مصباح الشريعة[ قال الصادق ع لا يعظم حرمة المسلمين إلا من عظم الله حرمته على المسلمين و من كان أبلغ حرمة لله و رسوله كان أشد حرمة للمسلمين و من استهان بحرمة المسلمين فقد هتك ستر إيمانه
قال رسول الله إن من إجلال الله إعظام ذوي القربى في الإسلام
و قال رسول الله ص من لم يرحم صغيرا و لا يوقر كبيرا فليس منا و لا تكفر مسلما بذنب تكفره التوبة إلا من ذكره الله في الكتاب قال الله عز و جل إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و اشتغل بشأنك الذي أنت به مطالب
22- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ قال الإمام ع صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أي قولوا اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك و طاعتك و هم الذين قال الله تعالى وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ثم قال ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال و صحة البدن و إن كان كل هذا نعمة من الله ظاهرة أ لا ترون أن هؤلاء قد يكونون كفارا أو فساقا فما ندبتم بأن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم و إنما أمرتم بالدعاء لأن ترشدوا إلى صراط الذين أنعم عليهم بالإيمان بالله و تصديق رسول الله ص و بالولاية لمحمد و آله الطيبين و بالتقية الحسنة التي بها يسلم من شر عباد الله و من الزيادة في آثام أعداء الله و كفرهم بأن تداريهم و لا تغريهم بأذاك و أذى المؤمنين و بالمعرفة بحقوق الإخوان من المؤمنين فإنه ما من عبد و لا أمة والى محمدا و آل محمد و عادى من عاداهم إلا كان قد اتخذ من عذاب الله حصنا منيعا و جنة حصينة و لا من عبد و لا أمة دارى عباد الله بأحسن المداراة و لم يدخل بها في باطل و لم يخرج بها من حق إلا جعل الله نفسه تسبيحا و زكى عمله و أعطاه لصبره على كتمان سرنا و احتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله تعالى و ما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه فوفاهم حقوقهم جهده و أعطاهم ممكنه و رضي منهم بعفوهم و ترك الاستقصاء عليهم فما يكون من زللهم غفرها لهم إلا قال الله عز و جل له يوم القيامة يا عبدي قضيت حقوق إخوانك و لم تستقص عليهم فيما لك عليهم فأنا أجود و أكرم و أولى بمثل ما فعلته من المسامحة و التكرم فأنا أقضيك اليوم على حق وعدتك به و أزيدك من فضلي الواسع و لا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي قال فيلحقه بمحمد و آل محمد و أصحابه و يجعلونه من خيار شيعتهم
23- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل وَ آتُوا الزَّكاةَ أي من المال و الجاه و قوة البدن فمن المال مواساة إخوانك المؤمنين و من الجاه إيصالهم إلى ما يتقاعسون عنه لضعفهم عن حوائجهم المقررة في صدورهم و بالقوة معونة أخ لك قد سقط حماره أو جملة في صحراء أو طريق و هو يستغيث فلا يغاث تعينه حتى يحمل عليه متاعه و تركبه و تنهضه حتى يلحق القافلة و أنت في ذلك كله معتقد لموالاة محمد و آله الطيبين و أن الله يزكي أعمالك و يضاعفها بموالاتك لهم و براءتك من أعدائهم
و قال رسول الله ص ألا فلا تتكلوا على الولاية وحدها و أدوا ما بعدها من فرائض الله و قضاء حقوق الإخوان و استعمال التقية فإنهما اللذان يتمان الأعمال و ينقصان بهما
24- م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ ألا و إن أعظم فرائض الله عليكم بعد فرض موالاتنا و معاداة أعدائنا استعمال التقية على أنفسكم و إخوانكم و معارفكم و قضاء حقوق إخوانكم في الله ألا و إن الله يغفر كل ذنب بعد ذلك و لا يستقصي فأما هذان فقل من ينجو منهما إلا بعد مس عذاب شديد إلا أن يكون لهم مظالم على النواصب و الكفار فيكون عذاب هذين على أولئك الكفار و النواصب قصاصا بما لكم عليهم من الحقوق و ما لهم إليكم من الظلم فاتقوا الله و لا تتعرضوا لمقت الله بترك التقية و التقصير في حقوق إخوانكم المؤمنين
25- جع، ]جامع الأخبار[ قال رسول الله ص مثل مؤمن لا تقية له كمثل جسد لا رأس له و مثل مؤمن لا يرعى حقوق إخوانه المؤمنين كمثل من حواسه كلها صحيحة و هو لا يتأمل بعقله و لا يبصر بعينه و لا يسمع بإذنه و لا يعبر بلسانه عن حاجته و لا يدفع المكاره عن نفسه بالأدلاء بحججه و لا يبطش لشيء بيديه و لا ينهض إلى شيء برجليه فذلك قطعة لحم قد فاتته المنافع و صار غرضا لكل المكاره فلذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه فإنه فوات حقوقهم فكان بمنزلة العطشان بحضرة الماء البارد فلم يشرب حتى طفا و بمنزلة ذي الحواس لم يستعمل شيئا منها لدفاع مكروه و لا لانتفاع محبوب فإذا هو مسلوب كل نعمة مبتلى بكل آفة
و قال أمير المؤمنين ع التقية من أفضل أعمال المؤمنين يصون بها نفسه و إخوانه عن الفاجرين و قضاء حقوق الإخوان أشرف أعمال المتقين يستجلب مودة الملائكة المقربين و شوق الحور العين
و قال الحسن بن علي ع إن تقية يصلح الله بها أمة لصاحبها مثل ثواب أعمالهم و تركها بما أهلك أمة تاركها شريك من أهلكهم و إن معرفة حقوق الإخوان تحبب إلى الرحمن و يعظم الزلفى لدى الملك الديان و إن ترك قضائها يمقت الرحمن و يصغر الرتبة عند الكريم المنان
26- ختص، ]الإختصاص[ عن الحارث عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله ص للمسلم على المسلم ست يسلم عليه إذا لقيه و يسمته إذا عطس و يعوده إذا مرض و يجيبه إذا دعاه و يشهده إذا توفي و يحب له ما يحب لنفسه و ينصح له بالغيب
27- ختص، ]الإختصاص[ روي عن عبد العظيم الحسني عن أبي الحسن الرضا ع قال يا عبد العظيم أبلغ عني أوليائي السلام و قل لهم أن لا تجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا و مرهم بالصدق في الحديث و أداء الأمانة و مرهم بالسكوت و ترك الجدال فيما لا يعنيهم و إقبال بعضهم على بعض و المزاورة فإن ذلك قربة إلي و لا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك و أسخط وليا من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب و كان في الآخرة من الخاسرين و عرفهم أن الله قد غفر لمحسنهم و تجاوز عن مسيئهم إلا من أشرك بي أو آذى وليا من أوليائي أو أضمر له سوء فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه فإن رجع عنه و إلا نزع روح الإيمان عن قلبه و خرج عن ولايتي و لم يكن له نصيب في ولايتنا و أعوذ بالله من ذلك
28- كتاب قضاء الحقوق، للصوري قال أمير المؤمنين ع فيما أوصى به رفاعة بن شداد البجلي قاضي الأهواز في رسالة إليه دار المؤمن ما استطعت فإن ظهره حمى الله و نفسه كريمة على الله و له يكون ثواب الله و ظالمه خصم الله فلا تكن خصمه
و قال رسول الله ص لا يكلف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته
و قال ص مخاطبا للمؤمنين تزاوروا و تعاطفوا و تباذلوا و لا تكونوا بمنزلة المنافق الذي يصف ما لا يفعل
و بإسناده عن جعفر بن محمد العاصمي قال حججت و معي جماعة من أصحابنا فأتيت المدينة فأفردوا لي مكانا ننزل فيه فاستقبلنا أبو الحسن موسى ع على حمار أخضر يتبعه طعام و نزلنا بين النخل فجاء و نزل و أتى بالطست و الأشنان فبدأ بغسل يديه و أدير الطشت عن يمينه حتى بلغ آخرنا ثم أعيد إلى من على يساره حتى أتى على آخرنا ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال كلوا بسم الله ثم ثنى بالخل ثم أتى بكتف مشوي فقال كلوا بسم الله هذا طعام كان يعجب رسول الله ثم أتى بسكباج فقال كلوا بسم الله فهذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين ثم أتى بلحم مقلو فيه باذنجان فقال كلوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإن هذا طعام كان يعجب الحسن ع ثم أتى بلبن حامض قد ثرد فيه فقال كلوا بسم الله فهذا طعام كان يعجب الحسين فأكلنا ثم أتى بأضلاع باردة فقال كلوا بسم الله فإن هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين ثم أتى بجبن مبزر ثم قال كلوا بسم الله فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن علي ع ثم أتى بلوز فيه بيض كالعجة فقال كلوا بسم الله فإن هذا طعام كان يعجب أبا عبد الله ع ثم أتى بحلواء ثم قال كلوا فإن هذا طعام يعجبني و رفعت المائدة فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها فقال ع مه إن ذلك يكون في المنازل تحت السقوف فأما في مثل هذا المكان فهو لعامة الطير و البهائم ثم أتى بالخلال فقال من حق الخلال أن تدير لسانك في فيك فما أجابك ابتلعته و ما امتنع فبالخلال و أتى بالطست و الماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل ثم غسل من على يمينه إلى آخرهم ثم قال يا عاصم كيف أنتم في التواصل و التواسي قلت على أفضل ما كان عليه أحد قال أ يأتي أحدكم إلى دكان أخيه أو منزله عند الضائقة فيستخرج كيسه و يأخذ ما يحتاج إليه فلا ينكر عليه قال لا قال فلستم على ما أحب في التواصل
أقول قد مر برواية أخرى في باب جوامع آداب الأكل
و من الكتاب المذكور بإسناده عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع أنه قال يا مفضل كيف حال الشيعة عندكم قلت جعلت فداك ما أحسن حالهم و أوصل بعضهم بعضا و أبر بعضهم ببعض قال أ يجيء الرجل منكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه و يأخذ منه حاجته لا يجبهه و لا يجد في نفسه ألما قال قلت لا و الله ما هم كذا قال و الله لو كانوا ثم اجتمعت شيعة جعفر بن محمد على فخذ شاة لأصدرهم
و بإسناده عن جعفر بن محمد ع قال ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن
و قال ع إن لله تبارك و تعالى حرمات حرمة كتاب الله و حرمة رسول الله ص و حرمة بيت المقدس و حرمة المؤمن
و بإسناده عن عبد المؤمن الأنصاري قال دخلت على أبي الحسن موسى ع و عنده محمد بن عبد الله بن محمد الجعفي فتبسمت إليه فقال أ تحبه قلت نعم و ما أحببته إلا فيكم فقال هو أخوك المؤمن أخو المؤمن لأمه و أبيه فملعون من غش أخاه و ملعون من لم ينصح أخاه و ملعون من حجب أخاه و ملعون من اغتاب أخاه
و بإسناده قال سئل عن الرضا ع ما حق المؤمن على المؤمن فقال إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره و المواساة له في ماله و النصرة له على من ظلمه و إن كان فيء للمسلمين و كان غائبا أخذ له بنصيبه و إذا مات فالزيارة إلى قبره و لا يظلمه و لا يغشه و لا يخونه و لا يخذله و لا يغتابه و لا يكذبه و لا يقول له أف فإذا قال له أف فليس بينهما ولاية و إذا قال له أنت عدوي فقد كفر أحدهما صاحبه و إذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء و من أطعم مؤمنا كان أفضل من عتق رقبة و من سقى مؤمنا من ظمإ سقاه الله من الرحيق المختوم و من كسى مؤمنا من عرى كساه الله من سندس و حرير الجنة و من أقرض مؤمنا قرضا يريد به وجه الله عز و جل حسب له ذلك بحساب الصدقة حتى يؤديه إليه و من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة و من قضى لمؤمن حاجة كان أفضل من صيامه و اعتكافه في المسجد الحرام و إنما المؤمن بمنزلة الساق من الجسد و إن أبا جعفر الباقر ع استقبل الكعبة و قال الحمد لله الذي كرمك و شرفك و عظمك و جعلك مثابة للناس و أمنا و الله لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك و لقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلم عليه فقال له عند الوداع أوصني فقال أوصيك بتقوى الله و بر أخيك المؤمن فأحببت له ما تحب لنفسك و إن سألك فأعطه و إن كف عنك فاعرض عليه لا تمله فإنه لا يملك و كن له عضدا فإن وجد عليك فلا تفارقه حتى تسل سخيمته فإن غاب فاحفظه في غيبته و إن شهد فاكنفه و اعضده و زره و أكرمه و ألطف به فإنه منك و أنت منه و فطرك لأخيك المؤمن و إدخال السرور عليه أفضل من الصيام و أعظم أجرا
29- نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص المؤمن مرآة لأخيه المؤمن ينصحه إذا غاب عنه و يميط عنه ما يكره إذا شهد و يوسع له في المجلس
30- أقول، وجدت بخط محمد بن علي الجباعي نقلا من خط الشيخ الشهيد رحمه الله ما هذه صورته من كتاب المؤمن لابن سعيد الحسين الأهوازي و أصله كوفي بإسناده عن أبي عبد الله ع قال لا و الله لا يكون المؤمن مؤمنا أبدا حتى يكون لأخيه مثل الجسد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه
و عنه ع أنه قال لكل شيء شيء يستريح إليه و إن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله
و عن أبي جعفر ع قال المؤمنون في تبارهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر و الحمى
و عن المعلى بن خنيس قال قلت لأبي عبد الله ع ما حق المؤمن على المؤمن قال إني عليك شفيق إني أخاف أن تعلم و لا تعمل و تضيع و لا تحفظ قال فقلت لا حول و لا قوة إلا بالله قال للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة ليس منها حق إلا و هو واجب على أخيه إن ضيع منها حقا خرج من ولاية الله و ترك طاعته و لم يكن له فيها نصيب أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك و أن تكره له ما تكره لنفسك و الثاني أن تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يديك و رجليك و الثالث أن تتبع رضاه و تجتنب سخطه و تطيع أمره و الرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته و الخامس لا تشبع و يجوع و تروى و يظمأ و تكسى و يعرى و السادس أن يكون لك خادم و ليس له خادم أو لك امرأة تقوم عليك و ليس له امرأة تقوم عليه أن تبعث خادمك تغسل ثيابه و تصنع طعامه و تهيئ فراشه و السابع تبر قسمه و تجيب دعوته و تعود مرضته و تشهد جنازته و إن كانت له حاجة تبادر مبادرة إلى قضائها و لا تكلفه أن يسألكها فإذا جعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولايتك
و عن المعلى مثله و قال في حديثه فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولاية الله عز و جل و قال أحبب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك فإذا احتجت فسله و إذا سألك فأعطه و لا تمله خيرا و يمل لك كن له ظهرا فإنه لك ظهير و احفظه في غيبته و إن شهد فزره و أجله و أكرمه فإنه منك و أنت منه و إن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسل سخيمته و إن أصابه خير فاحمد الله عز و جل و إن ابتلي فأعطه و تحمل عنه و أعنه
نصر بن قابوس قال قلت لأبي الحسن الماضي ع بلغني عن أبيك الحسين أنه أتاه آت فاستعان به ع على حاجة فذكر له أنه معتكف فأتى الحسن ع فذكر له ذلك فقال أ ما علم أن المشي في حاجة المؤمن حتى يقضيها خير من اعتكاف شهرين متتابعين في المسجد الحرام بصيامها ثم قال أبو الحسن ع و من اعتكاف الدهر
31- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن هارون بن حميد و عبد الله بن محمد بن عبد العزيز عن بكر بن شيبة عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص للمسلم على المسلم ست خصال بالمعروف يسلم عليه إذا لقيه و يجيبه إذا دعاه و يسمته إذا عطس و يعوده إذا مرض و يحضر جنازته إذا مات و يحب له ما يحب لنفسه
32- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمود بن محمد بن مهاجر عن صالح بن زيد عن نصر بن حريش عن روح بن مسافر عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ع قال قال رسول الله ص للمسلم على المسلم ست خصال بالمعروف يسلم عليه إذا لقيه و يسمته إذا عطس و يعوده إذا مرض و يشهد جنازته إذا مات و يجيبه إذا دعاه و يحب له ما يحب لنفسه و يكره له ما يكره لنفسه بظهر الغيب
33- ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن بلال عن علي بن سليمان عن جعفر بن محمد بن مالك رفعه عن أبي عبد الله ع قال من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة
-34 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ قال المفيد رأيت في بعض الأصول حديثا لم يحضرني الآن إسناده عن الصادق جعفر بن محمد ع قال من صحب أخاه المؤمن في طريق فتقدمه فيه بقدر ما يغيب عنه بصره فقد أشاط بدمه و أعان عليه
35- كنز الكراجكي، بإسناد مذكور في المناهي عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال ملعون ملعون رجل يبدؤه أخوه بالصلح فلم يصالحه
36- منه، عن الحسين بن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن عمر الجعابي عن القاسم بن محمد بن جعفر العلوي عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص للمسلم على أخيه ثلاثون حقا لا براءة له منها إلا بالأداء أو العفو يغفر زلته و يرحم عبرته و يستر عورته و يقيل عثرته و يقبل معذرته و يرد غيبته و يديم نصيحته و يحفظ خلته و يرعى ذمته و يعود مرضته و يشهد ميتة و يجيب دعوته و يقبل هديته و يكافئ صلته و يشكر نعمته و يحسن نصرته و يحفظ حليلته و يقضي حاجته و يشفع مسألته و يسمت عطسته و يرشد ضالته و يرد سلامه و يطيب كلامه و يبر إنعامه و يصدق أقسامه و يوالي وليه و لا يعاديه و ينصره ظالما و مظلوما فأما نصرته ظالما فيرده عن ظلمه و أما نصرته مظلوما فيعينه على أخذ حقه و لا يسلمه و لا يخذله و يحب له من الخير ما يحب لنفسه و يكره له من الشر ما يكره لنفسه ثم قال ع سمعت رسول الله ص يقول إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا فيطالبه به يوم القيامة فيقضي له و عليه
37- و منه، بإسناده عن أبي هريرة عن رسول الله ص قال تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الإثنين و يوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا من كانت بينه و بين أخيه شحناء فيقال اتركوا هذين حتى يصطلحا
38- عدة الداعي، عنهم ع قال لا يكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يحب أخاه المؤمن و عنهم ع شيعتنا المتحابون المتباذلون فينا
و قال عبد المؤمن الأنصاري دخلت على الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر ع و عنده محمد بن عبد الله بن محمد الجعفري فتبسمت إليه فقال أ تحبه قلت نعم و ما أحببته إلا لكم قال ع هو أخوك و المؤمن أخو المؤمن لأبيه و أمه ملعون ملعون من اتهم أخاه ملعون ملعون من غش أخاه ملعون ملعون من لم ينصح أخاه ملعون ملعون من استأثر على أخيه ملعون ملعون من احتجب عن أخيه ملعون ملعون من اغتاب أخاه
و عنه ص أوثق عرى الإيمان الحب في الله و البغض في الله
و قال الصادق ع لكل شيء شيء يستريح إليه و إن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله أ و ما رأيت ذلك
و قال ع المؤمن أخو المؤمن هو عينه و مرآته و دليله لا يخونه و لا يخدعه و لا يظلمه و لا يكذبه و لا يغتابه
39- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال من حق المؤمن على أخيه المؤمن أن يشبع جوعته و يواري عورته و يفرج عنه كربته و يقضي دينه فإذا مات خلفه في أهله و ولده
بيان أن يشبع جوعته إسناد الشبع إلى الجوعة مجاز يقال أشبعته أي أطعمته حتى شبع و في المصباح جاع الرجل جوعا و الاسم الجوع و الجوعة و يواري أي يستر عورته و هي كلما يستحي منه إذا ظهر و ما يجب ستره من الرجل القبل و الدبر و من المرأة جميع الجسد إلا ما استثني و الأمة كالحرة إلا في الرأس و الظاهر أن المراد هنا أعم من ذلك بل المراد إلباسه باللباس المتعارف بما هو عادة أمثاله و فسر في بعض الروايات قوله ع عورة المؤمن على المؤمن حرام إن المراد بها عيوبه و يحتمل هنا ذلك لكنه بعيد و الكربة بالضم اسم من كربه الأمر فهو مكروب أي أهمه و أحزنه و قضاء الدين أعم من أن يكون في حال الحياة أو بعد الموت و قوله خلفه كنصره أي كان عوضه و خليفته في قضاء حوائج أهله و ولده و رعايتهم قال في النهاية خلفت الرجل في أهله إذا قمت بعده فيهم و قمت عنه بما كان يفعله و في الدعاء للميت اخلفه في عقبه أي كن لهم بعده
40- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير الهجري عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال قلت له ما حق المسلم على المسلم قال له سبع حقوق واجبات ما منهن حق إلا و هو عليه واجب إن ضيع منها شيئا خرج من ولاية الله و طاعته و لم يكن لله فيه من نصيب قلت له جعلت فداك و ما هي قال يا معلى إني عليك شفيق أخاف أن تضيع و لا تحفظ و تعلم و لا تعمل قال قلت له لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قال أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك و تكره له ما تكره لنفسك و الحق الثاني أن تجتنب سخطه و تتبع مرضاته و تطيع أمره و الحق الثالث أن تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يدك و رجلك و الحق الرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته و الحق الخامس لا تشبع و يجوع و لا تروى و يظمأ و لا تلبس و يعرى و الحق السادس أن يكون لك خادم و ليس لأخيك خادم فواجب أن تبعث خادمك و يغسل ثيابه و يصنع طعامه و يمهد فراشه و الحق السابع أن تبر قسمه و تجيب دعوته و تعود مريضه و تشهد جنازته و إذا علمت أن له حاجة تبادره إلى قضائها و لا تلجئه أن يسألكها و لكن تبادره مبادرة فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولايتك
تبيان واجبات بالجر صفة للحقوق و قيل أو بالرفع خبرا للسبع و يمكن حمل الوجوب على الأعم من المعنى المصطلح و الاستحباب المؤكد إذ لا أظن أحدا قال بوجوب أكثر ما ذكر مع تضمنه للحرج العظيم من ولاية الله أي محبته سبحانه أو نصرته و الإضافة إما إلى الفاعل أو إلى المفعول و في النهاية الولاية بالفتح في النسب و النصرة و المعتق و الولاية بالكسر في الإمارة و الولاء في المعتق و الموالاة من والى القوم و في القاموس الولي القرب و الدنو و الولي الاسم منه و المحب و الصديق و النصير و ولي الشيء و عليه ولاية و ولاية أو هي المصدر و بالكسر الخطة و الإمارة و السلطان و تولاه اتخذه وليا و الأمر تقلده و إنه لبين الولاءة و الولية و التولي و الولاء و الولاية و تكسر و القوم على ولاية واحدة و تكسر أي يد انتهى. قوله و لم يكن لله فيه من نصيب أي لا يصل شيء من أعماله إلى الله و لا يقبلها أو ليس هو من السعداء الذين هم حزب الله بل هو من الأشقياء الذين هم حزب الشيطان و حمل جميع ذلك على المبالغة و أنه ليس من خلص أولياء الله. ثم الظاهر أن هذه الحقوق بالنسبة إلى المؤمنين الكاملين أو الأخ الذي واخاه في الله و إلا فرعاية جميع ذلك بالنسبة إلى جميع الشيعة حرج عظيم بل ممتنع إلا أن يقال إن ذلك مقيد بالإمكان بل السهولة بحيث لا يضر بحاله و بالجملة هذا أمر عظيم يشكل الإتيان به و الإطاعة فيه إلا بتأييده سبحانه قوله إني عليك شفيق أي خائف أن لا تعمل أو متعطف محب من أشفقت على الصغير أي حنوت و عطفت و لذا لا أذكرها لك لأني أخاف أن تضيع و لا تعتني بشأنه و لا تحفظه و تنساه أو لا ترويه أو لا تعمل به فالفقرة الآتية مؤكدة و على التقادير يدل على أن الجاهل معذور و لا ريب فيه إن لم يكن له طريق إلى العلم. لكن يشكل توجيه عدم ذكره ع ذلك و إبطائه فيه للخوف من عدم عمله به و تجويز مثل ذلك مشكل و إن ورد مثل ذلك في بيان وجوب الغسل على النساء في احتلامهن حيث ورد النهي عن تعليمهن هذا الحكم لئلا يتخذنه علة مع أن ظاهر أكثر الآيات و الأخبار وجوب التعليم و الهداية و إرشاد الضال لا سيما بالنسبة إليهم ع مع عدم خوف و تقية كما هو ظاهر هذا المقام و قد قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ
و أمثالها كثيرة و يمكن الجواب عنه بوجهين الأول أن الظاهر أن غرضه ع من هذا الامتناع لم يكن ترك ذكره و الإعراض عنه بل كان الغرض تشويق المخاطب إلى استماعه و تفخيم الأمر عليه و أنه أمر شديد أخاف أن لا تعمل به فتستحق العقاب و لم يصرح ع بأني لا أذكره لك لذلك و لا أنك مع عدم العلم معذور بل إنما أكد الأمر الذي أراد إلقاءه عليه بتأكيدات لتكون أدعى له على العمل به كما إذا أراد الأمير أن يأمر بعض عبيده و خدمه بأمر صعب فيقول قبل أن يأمره به أريد أن أوليك أمرا صعبا عظيما و أخاف أن لا تعمل به لصعوبته و ليس غرضه الامتناع عن الذكر بل التأكيد في الفعل. و الثاني أن يكون هذا مؤيدا لاستحباب هذه الأمور و وجوب بيان المستحبات لجميع الناس لا سيما لمن يخاف عليه عدم العمل به غير معلوم خصوصا إذا ذكره ع لبعض الناس بحيث يكفي لشيوع الحكم و روايته و عدم صيرورته متروكا بين الناس بل يمكن أن يكون عدم ذكره إذا خيف استهانته بالحكم و استخفافه به أفضل و أصلح بالنسبة إلى السامع إذ ترك المستحب مع عدم العلم به أولى بالنسبة إليه من استماعه و عدم الاعتناء بشأنه و كلا الوجهين اللذين خطرا بالبال حسن و لعل الأول أظهر و أحسن و أمتن. و قوله لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إظهار للعجز عن الإتيان بطاعة الله كما يستحقه و طلب للتوفيق منه تعالى ضمنا أن تجتنب سخطه أي في غير ما يسخط الله و تتبع مرضاته مصدر أي رضاه فيما لم يكن موجبا لسخط الله و كذا إطاعة الأمر مقيد بذلك و كان عدم التقييد في تلك الفقرات يؤيد كون المراد بالأخ الصالح الذي يؤمن من ارتكاب غير ما يرضى الله غالبا. بنفسك بأن تسعى في حوائجه بنفسك و بمالك بالمواساة و الإيثار و الإنفاق و قضاء الدين و نحو ذلك قبل السؤال و بعده و الأول أفضل و لسانك بأن تعينه بالشفاعة عند الناس و عند الله و الدعاء و دفع الغيبة عنه و ذكر محاسنه في المجالس و إرشاده إلى مصالحه الدينية و الدنيوية و هدايته و تعليمه و يدك و رجلك باستعمالهما في جلب كل خير و دفع كل شر يتوقفان عليهما. و جمل و يجوع و يظمأ و يعرى حالية و في المصباح خدمه يخدمه خدمة فهو خادم غلاما كان أو جارية و الخادمة بالهاء في المؤنث قليل و في القاموس مهده كمنعه بسطه كمهده و أن يبر قسمه من باب الإفعال و بر اليمين من باب علم و ضرب صدق و إبرار المقسم العمل بما ناشده عليه أو تصديقه فيما أقسم عليه كما في الحديث لو أقسم على الله لأبره فقيل أي لو أقسم على وقوع أمر أوقعه الله إكراما له و قيل لو دعا الله على البت لأجابه و في النهاية بر قسمه و أبره أي صدقه و منه الحديث أمرنا بسبع منها إبرار المقسم و قال الجوهري بررت والدي بالكسر أبره برا و فلان يبر خالقه أي يطيعه و بر فلان في يمينه صدق و في القاموس البر الصلة و ضد العقوق بررته أبره كعلمته و ضربته و الصدق في اليمين و قد بررت و بررت و برت اليمين تبر و تبر كيمل و يحل برا و برا و برورا و أبرها أمضاها على الصدق انتهى و المشهور بين الأصحاب استحباب العمل بما أقسمه عليه غيره إذا كان مباحا استحبابا مؤكدا و لا كفارة بالمخالفة على أحدهما
و في مرسلة ابن سنان عن علي بن الحسين ع قال إذا أقسم الرجل على أخيه فلم يبر قسمه فعلى المقسم كفارة يمين
و هو لبعض العامة و حملها الشيخ على الاستحباب و قيل المراد بإبرار القسم أن يعمل بما وعد الأخ لغيره من قبله بأن يقضي حاجته فيفي بذلك و لا يخفى ما فيه. قوله وصلت ولايتك بولايته أي محبته لك بمحبتك له و بالعكس أي صارت المحبة ثابتة مستقرة بينك و بينه و صرت سببا لذلك أو عملت بمقتضى ولايتك له و ولايته لك عملا بقوله تعالى الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ كما يقال وصل الرحم و قطعها و يحتمل أن يكون المراد بولايتهما موالاتهما للأئمة أي أحكمت الأخوة الحاصلة بينكما من جهة الولاية و في الخصال وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولاية الله عز و جل
41- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن سيف عن أبيه سيف عن عبد الأعلى بن أعين قال كتب أصحابنا يسألون أبا عبد الله ع عن أشياء و أمروني أن أسأله عن حق المسلم على أخيه فسألته فلم يجبني فلما جئت لأودعه فقلت سألتك فلم تجبني فقال إني أخاف أن تكفروا إن من أشد ما افترض الله على خلقه ثلاثا إنصاف المرء من نفسه حتى لا يرضى لأخيه من نفسه إلا بما يرضى لنفسه منه و مواساة الأخ في المال و ذكر الله على كل حال ليس سبحان الله و الحمد لله و لكن عند ما حرم الله عليه فيدعه
إيضاح قوله فلم يجبني يدل على جواز تأخير البيان عن وقت السؤال لمصلحة كالمصلحة التي ذكرناها في الوجه الأول على أنه يمكن أن يقال لما كان السؤال من أهل الكوفة و كان وصول السؤال إليهم بعد ذهاب الرسول فليس فيه تأخير البيان عن وقت السؤال أيضا قوله أن تكفروا قيل أي تخالفوا بعد العلم و هو أحد معاني الكفر و أقول لعل المراد به أن تشكوا في الحكم أو فينا لعظمته و صعوبته أو تستخفوا به و هو مظنة الكفر أو موجب لصدقه بأحد معانيه فهو مؤيد للوجه الثاني من الوجهين السالفين و أما تتمة الخبر فقد مر مثلها بأسانيد في باب الإنصاف و العدل و ذكر الله تعالى و إن لم يكن من حقوق المؤمن لكن ذكره استطرادا فإنه لما ذكر حقين من حقوق المؤمن و كان حق الله أعظم الحقوق ذكر حقا من حقوقه تعالى و يمكن أن يكون إيماء إلى أن حق المؤمن من حقوقه تعالى أيضا مع أن ذكر الله على كل حال مؤيد لأداء حقوق المؤمن أيضا
-42 كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل عن مرازم عن أبي عبد الله ع قال ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن
بيان كان أداء حق الأئمة ع داخل في أداء حقوق المؤمنين فإنهم أفضلهم و أكملهم بل هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا
43- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله ع قال حق المسلم على المسلم أن لا يشبع و يجوع أخوه و لا يروى و يعطش أخوه و لا يكتسي و يعرى أخوه فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم و قال أحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك و إذا احتجت فسله و إن سألك فأعطه لا تمله خيرا و لا يمله لك كن له ظهرا فإنه لك ظهر إذا غاب فاحفظه في غيبته و إذا شهد فزره و أجله و أكرمه فإنه منك و أنت منه فإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسل سخيمته و إن أصابه خير فاحمد الله و إن ابتلي فاعضده و إن تمحل له فأعنه و إذا قال الرجل لأخيه أف انقطع ما بينهما من الولاية و إذا قال أنت عدوي كفر أحدهما فإذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء
و قال بلغني أنه قال ع إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض
و قال ع إن المؤمن ولي الله يعينه و يصنع له و لا يقول عليه إلا الحق و لا يخاف غيره
تبيان الضمائر في يشبع و أخوه و نظائرهما راجعة إلى المسلم في قوله على المسلم و أخوه عبارة عن المسلم و إذا احتجت فسله يدل على عدم مرجوحية السؤال عن الأخ المؤمن و يشمل القرض و الهبة و نحوهما لا تمله خيرا نهي من باب علم و الضمير المنصوب للأخ و خيرا تميز عن النسبة في لا تمله و لا يمله المستتر فيه للأخ و البارز للخير و يحتمل النفي و النهي و الأول أوفق بقوله فإنه لك ظهر و لو كان نهيا كان الأنسب و ليكن لك ظهرا و يؤيده أن في مجالس الشيخ لا تمله خيرا فإنه لا يملك و كن له عضدا فإنه لك عضد و قد يقرأ الثاني من باب الإفعال بأن يكون المستتر راجعا إلى الخير و البارز إلى الأخ أي لا يورث الخير إياه ملالا لأجلك و قيل هما من الإملاء بمعنى التأخير أي لا تؤخره خيرا و لا يخفى ما فيه و الأول أصوب. قال في القاموس مللته و منه بالكسر مللا و ملة و ملالة و ملالا سئمته كاستمللته و أملني و أمل علي أبرمني و الظهر و الظهير المعين قال الراغب الظهر يستعار لمن يتقوى منه و ما له منهم من ظهير أي معين إذا غاب بالسفر أو الأعم فاحفظه في ماله و أهله و عرضه فإنه منك و أنت منه أي خلقتما من طينة واحدة كما مر أو مبالغة في الموافقة في السيرة و المذهب و المشرب كما قيل في قول النبي ص علي مني و أنا من علي و في النهاية فيه من غشنا فليس منا أي ليس على سيرتنا و مذهبنا و التمسك بسنتا كما يقول الرجل أنا منك و إليك يريد المتابعة و المرافقة و في الصحاح عتب عليه أي وجد عليه. حتى تسل سخيمته أي تستخرج حقده و غضبه برفق و لطف و تدبير قال الفيروزآبادي السل انتزاعك الشيء و إخراجه في رفق كالاستلال و قال السخيمة الحقد و في بعض النسخ حتى تسأل سميحته أي حتى تطلب منه السماحة و الكرم و العفو و لم أر مصدره على وزن فعيلة إلا أن يقرأ على بناء التصغير فيكون مصغر السمح أو السماحة و الظاهر أنه تصحيف النسخة الأولى فإنها موافقة لما في مجالس الصدوق و مجالس الشيخ و كتاب الحسين بن سعيد و غيرها و في مجالس الصدوق سخيمته و ما في نفسه و في القاموس عضده كنصره أعانه و نصره. و إذا تمحل له فأعنه أي إذا كاده إنسان و احتال لضرره فأعنه على دفعه عنه أو إذا احتال له رجل فلا تكله إليه و أعنه أيضا و قرأ بعضهم يمحل بالياء على بناء المجرد المجهول بالمعنى الأول و هو أوفق باللغة لكن لا تساعده النسخ في القاموس المحل المكر و الكيد و تمحل له احتال و حقه تكلفه له و المحال ككتاب الكيد و روم الأمر بالحيل و التدبير و المكر و العداوة و المعاداة و الإهلاك و محل به مثلثة الحاء محلا و محالا كاده بسعاية إلى السلطان انتهى و قيل أي إن احتال لدفع البلاء عن نفسه بحيلة نافعة فأعنه في إمضائه و لا يخفى بعده و في مجالس الصدوق و إن ابتلي فاعضده و تمحل له
و روى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله ع قال إن الله فرض التمحل في القرآن قلت و ما التمحل جعلت فداك قال أن يكون وجهك أعرض من وجه أخيك فتمحل له و هو قوله لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ الآية و في كتاب المؤمن و إن ابتلي فأعطه و تحمل عنه و أعنه
انقطع ما بينهما من الولاية أي المحبة التي أمروا بها كفر أحدهما لأنه إن صدق فقد خرج المخاطب عن الإيمان بعداوته لأخيه و إن كذب فقد خرج القائل عنه بافترائه على أخيه و هذا أحد معاني الكفر المقابل للإيمان الكامل كما مر شرحه و سيأتي إن شاء الله قال في النهاية فيه من قال لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما لأنه إما أن يصدق عليه أو يكذب فإن صدق فهو كافر و إن كذب عاد الكفر إليه بتكفيره أخاه المسلم و الكفر صنفان أحدهما الكفر بأصل الإيمان و هو ضده و الآخر الكفر بفرع من فروع الإسلام فلا يخرج به عن أصل الإيمان. و قيل الكفر على أربعة أنحاء كفر إنكار بأن لا يعرف الله أصلا و لا يعترف به و كفر جحود ككفر إبليس يعرف الله بقلبه و لا يقر بلسانه و كفر عناد و هو أن يعرف بقلبه و يعترف بلسانه لا يدين به حسدا و بغيا ككفر أبي جهل و أضرابه و كفر نفاق و هو أن يقر بلسانه و لا يعتقد بقلبه قال الهروي سئل الأزهري عمن يقول بخلق القرآن أ تسميه كافرا فقال الذي يقوله كفر فأعيد عليه السؤال ثلاثا و يقول مثل ما قاله ثم قال في الآخر قد يقول المسلم كفرا. و منه حديث ابن عباس قيل له وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ قال هم كفرة و ليسوا كمن كفر بالله و اليوم الآخر و منه الحديث الآخر أن الأوس و الخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف فأنزل الله تعالى وَ كَيْفَ تَكْفُرُونَ وَ أَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَ فِيكُمْ رَسُولُهُ و لم يكن ذلك على الكفر بالله عز و جل و لكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الألفة و المودة
و منه حديث ابن مسعود إذا قال الرجل للرجل أنت لي عدو فقد كفر أحدهما بالإسلام
أراد كفر نعمته لأن الله ألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا فمن لم يعرفها فقد كفرها
و منه الحديث من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر
أي كفر النعمة و منه الحديث فرأيت أكثر أهلها النساء لكفرهن قيل أ يكفرن بالله قال لا و لكن يكفرن الإحسان و يكفرن العشير أي يجحدن إحسان أزواجهن و الحديث الآخر سباب المسلم فسوق و قتاله كفر و من رغب عن أبيه فقد كفر و من ترك الرمي فنعمة كفرها
و أحاديث من هذا النوع كثيرة و أصل الكفر تغطية الشيء تستهلكه. و قال مثت الشيء أميثه و أموثه فانماث إذا دفته في الماء و منه حديث علي اللهم مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء و قال أي اليماني أو علي بن إبراهيم أو غيره من أصحاب الكتب و في القاموس زهر السراج و القمر و الوجه كمنع زهورا تلألأ و النار أضاءت ولي الله أي محبه أو محبوبه أو ناصر دينه قال في المصباح الولي فعيل بمعنى فاعل من وليه إذا قام به و منه اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا و يكون الولي بمعنى المفعول في حق المطيع فيقال المؤمن ولي الله انتهى. قوله يعينه أي الله يعين المؤمن و يصنع له أي يكفي مهماته و لا يقول أي المؤمن عليه أي على الله إلا الحق أي إلا ما علم أنه حق و لا يخاف غيره و فيه تفكيك بعض الضمائر أو المعنى يعين المؤمن دين الله و أولياءه و يصنع له أي أعماله خالصة لله قال في القاموس صنع إليه معروفا كمنع صنعا بالضم و ما أحسن صنع الله بالضم و صنيع الله عندك
44- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد الله ع قال للمسلم على أخيه المسلم من الحق أن يسلم عليه إذا لقيه و يعوده إذا مرض و ينصح له إذا غاب و يسمته إذا عطس و يجيبه إذا دعاه و يتبعه إذا مات
بيان أن يسلم عليه أي ابتداء و ينصح له إذا غاب أي يكون خالصا له طالبا لخيره دافعا عنه الغيبة و سائر الشرور و في المصباح التسميت ذكر الله على الشيء و تسميت العاطس الدعاء له و بالشين المعجمة مثله و قال في التهذيب سمته بالسين و الشين إذا دعا له و قال أبو عبيد الشين العجمة أعلى و أفشى و قال ثعلب المهملة هي الأصل أخذا من السمت و هو القصد و الهدى و الاستقامة و كل داع بخير فهو مسمت أي داع بالعود و البقاء إلى سمته. و قال في النهاية التسميت الدعاء و منه الحديث في تسميت العاطس لمن رواه بالسين المهملة و قيل اشتقاقه من السمت و هو الهيئة الحسنة أي جعلك الله على سمت حسن لأن هيئته تنزعج للعطاس و قال أيضا التشميت بالشين و السين الدعاء بالخير و البركة و المعجمة أعلاهما يقال شمت فلانا و شمت عليه تشميتا فهو شمت و اشتقاقه من الشوامت و هي القوائم كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى و قيل معناه أبعدك الله عن الشماتة و جنبك ما يشمت به عليك انتهى. و يجيبه إذا دعاه أي يقبل دعوته إذا دعاه للضيافة أو الأعم كما
قال النبي لو دعيت إلى كراع لأجبت
أو يلبيه إذا ناداه و يتبعه أي جنازته إذا مات
45- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي المأمون الحارثي قال قلت لأبي عبد الله ع ما حق المؤمن على المؤمن قال إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره و المواساة له في ماله و الخلف له في أهله و النصرة له على من ظلمه و إن كان نافلة في المسلمين و كان غائبا أخذ له بنصيبه و إذا مات الزيارة إلى قبره و أن لا يظلمه و أن لا يغشه و أن لا يخونه و أن لا يخذله و أن لا يكذبه و أن لا يقول له أف و إن قال له أف فليس بينهما ولاية و إذا قال له أنت عدوي فقد كفر أحدهما و إذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء
بيان و الخلف له بالسكون بمعنى الخلافة و هذا الوزن في مصادر الثلاثي المجرد المتعدي قياسي إذا كان ماضيه مفتوح العين أي يكون خليفته و قائما مقامه في أهل بيته و رعايتهم و تفقدهم و الإنفاق عليهم و قضاء حوائجهم إذا غاب أو مات و إذا كان نافلة أي عطية من بيت المال و الزكاة و غيرهما قال الجوهري النفل و النافلة عطية التطوع من حيث لا يجب و الباء في قوله بنصيبه زائدة للتقوية و الزيارة معطوف على المودة و الجملة الشرطية متوسطة بين حرف العطف و المعطوف كما قيل و أن لا يغشه في مودته أو في المعاملة معه قال في القاموس غشه لم يمحضه النصح أو أظهر له خلاف ما أضمر و الغش بالكسر الاسم منه و أن لا يخونه في ماله و عرضه و أن لا يخذله بترك نصرته و أن لا يكذبه بالتشديد و التخفيف بعيد
46- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن أبي علي صاحب الكلل عن أبان بن تغلب قال كنت أطوف مع أبي عبد الله ع فعرض لي رجل من أصحابنا كان يسألني الذهاب معه في حاجة فأشار إلي فكرهت أن أدع أبا عبد الله ع و أذهب إليه فبينا أنا أطوف إذ أشار إلي أيضا فرآه أبو عبد الله ع فقال يا أبان إياك يريد هذا قلت نعم قال فمن هو قلت رجل من أصحابنا قال هو على مثل ما أنت عليه قلت نعم قال فاذهب إليه قلت فأقطع الطواف قال نعم قلت و إن كان طواف الفريضة قال نعم قال فذهبت معه ثم دخلت عليه بعد فسألته فقلت أخبرني عن حق المؤمن على المؤمن فقال يا أبان دعه لا ترده قلت بلى جعلت فداك قال يا أبان لا ترده قلت بلى جعلت فداك فلم أزل أردد عليه فقال يا أبان تقاسمه شطر مالك ثم نظر إلي فرأى ما دخلني فقال يا أبان أ ما تعلم أن الله عز و جل قد ذكر المؤثرين على أنفسهم قلت بلى جعلت فداك فقال أما إذا أنت قاسمته فلم تؤثره بعد إنما أنت و هو سواء إنما تؤثره إذا أنت أعطيته من النصف الآخر
تبيين صاحب الكلل أي كان يبيعها و الكلل جمع كلة بالكسر فيهما و في القاموس الكلة بالكسر الستر الرقيق و غشاء رقيق يتوقى به من البعوض و صوفة حمراء في رأس الهودج على مثل ما أنت عليه أي من التشيع و يدل على جواز قطع طواف الفريضة لقضاء حاجة المؤمن كما ذكره الأصحاب و سيأتي مع أحكامه في كتاب الحج إن شاء الله و قد مضى أن ممانعته و مدافعته ع عن بيان الحقوق للتأكيد و تفخيم الأمر عليه حثا على أدائها و عدم مساهلته فيها و كأن الراوي كان علم ذلك فكان لا يمتنع مع نهيه ع عن السؤال مع جلالته و إذعانه بوجوب إطاعته. و الشطر النصف فرأى أي في بشرتي أثر ما دخلني من الخوف من عدم العمل به أو من التعجب فأزال ع تعجبه بأن قوما من الأنصار في زمن الرسول ص كانوا يؤثرون على أنفسهم إخوانهم فيما يحتاجون إليه غاية الاحتياج فمدحهم الله تعالى في القرآن بقوله وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ قيل أي يقدمون المهاجرين على أنفسهم حتى أن من كان عنده مرأتان نزل عن واحدة و زوجها من أحدهم و الخصاصة الحاجة فكيف تستبعد المشاطرة و فسر الإيثار بأن يعطيه من النصف الآخر فإنه زائد عن الحق اللازم للمؤمن فهو حقه و يؤثر أخاه به و كأنه ع ذكر أقل مراتب الإيثار أو هو مقيد بما إذا كان محتاجا إلى جميع ذلك النصف أو فسر ع الإيثار مطلقا و إن كان مورد الآية أخص من ذلك للتقييد بالخصاصة. و اعلم أن الآيات و الأخبار في قدر البذل و ما يحسن منه متعارضة فبعضها تدل على فضل الإيثار كهذه الآية و بعضها على فضل الاقتصاد كقوله سبحانه وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً
و كقول النبي ص خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى
و قد يقال إنها تختلف باختلاف الأشخاص و الأحوال فمن قوي توكله على الله و كان قادرا على الصبر على الفقر و الشدة فالإيثار أولى بالنسبة إليه و من لم يكن كذلك كأكثر الخلق فالاقتصاد بالنسبة إليه أفضل. و ورد في بعض الأخبار أن الإيثار كان في صدر الإسلام لكثرة الفقراء و ضيق الأمر على المسلمين ثم نسخ ذلك بالآيات الدالة على الاقتصاد و هذا لا ينافي هذا الخبر لأنه يكفي لرفع استبعاده كون الإيثار مطلوبا في وقت ما لكن المشاطرة أيضا ينافي الاقتصاد غالبا إلا إذا حمل على ما لم يضر بحاله و فيه إشكال آخر و هو أنه إذا شاطر مؤمنا واحدا و اكتفى بذلك فقد ضيع حقوق سائر الإخوان و إن شاطر البقية مؤمنا آخر و هكذا فلا يبقى له شيء إلا أن يحمل على المشاطرة مع جميع الإخوان
كما روي أن الحسن ع قاسم ماله مع الفقراء مرارا
أو يخص ذلك بمؤمن واحد أخذه أخا في الله كما واخى النبي ص بين سلمان و أبي ذر و بين مقداد و عمار و بين جماعة من الصحابة متشابهين في المراتب و الصفات بل يمكن حمل كثير من أخبار هذا الباب على هذا القسم من الأخوة و إن كان بعضها بعيدا عن ذلك
47- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن عيسى بن أبي منصور قال كنت عند أبي عبد الله ع أنا و ابن أبي يعفور و عبد الله بن طلحة فقال ابتداء منه يا ابن أبي يعفور قال رسول الله ص ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عز و جل و عن يمين الله فقال ابن أبي يعفور و ما هن جعلت فداك قال يحب المرء المسلم لأخيه ما يحب لأعز أهله و يكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله و يناصحه الولاية فبكى ابن أبي يعفور و قال كيف يناصحه الولاية قال ع يا ابن أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه ففرح لفرحه إن هو فرح و حزن لحزنه إن هو حزن و إن كان عنده ما يفرج عنه فرج عنه و إلا دعا الله له قال ثم قال أبو عبد الله ثلاث لكم و ثلاث لنا أن تعرفوا فضلنا و أن تطئوا عقبنا و أن تنتظروا عاقبتنا فمن كان هكذا كان بين يدي الله عز و جل فيستضيء بنورهم من هو أسفل منهم و أما الذين عن يمين الله فلو أنهم يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش مما يرون من فضلهم فقال ابن أبي يعفور و ما لهم لا يرون و هم عن يمين الله فقال يا ابن أبي يعفور إنهم محجوبون بنور الله أ ما بلغك الحديث أن رسول الله ص كان يقول إن لله خلقا عن يمين العرش بين يدي الله و عن يمين الله وجوههم أبيض من الثلج و أضوأ من الشمس الضاحية يسأل السائل ما هؤلاء فيقال هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله
تبيان بين يدي الله و عن يمين الله أي قدام عرشه و عن يمين عرشه أو كناية عن نهاية القرب و المنزلة عنده تعالى كما أن بعض المقربين عند الملك يكونون بين يدي الملك يخدمونه و بعضهم عن يمينه و يحتمل أن يكون الوصفان لجماعة واحدة عبر عنهم في بعض الأحيان بالوصفين و في بعضها بأحدهما و هم أصحاب اليمين. و يحتمل أن يكونا لطائفتين كل منهما اتصفوا بالخصال الست في الجملة لكن بعضهم اتصفوا بأعلى مراتبها فهم أصحاب اليمين و بعضهم نقصوا عن تلك المرتبة فهم بين يديه كما أن من يخدم بين يدي الملك أنقص مرتبة و أدنى منزلة ممن جلس عن يمينه فالواو في قوله و عن يمين الله للتقسيم و الأول أظهر لا سيما في الحديث النبوي ص و مناصحة الولاية خلوص المحبة عن الغش و العمل بمقتضاها و قوله بتلك المنزلة إشارة إلى المرتبة المركبة من الخصلتين الأوليين أي إذا كانت منزلة أخيه عنده بحيث يحب له ما يحب لأعز أهله و يكره له ما يكره لأعز أهله بثه همه أو إشارة إلى مناصحة الولاية أي إذا كان منه بحيث يناصحه الولاية بثه همه أي الأخ للمرء و يحتمل العكس و قيل إشارة إلى صلاحيته للأخوة و الولاية. و قوله ع إن هو فرح كأنه تأكيد أي إن كان فرحه فرحا واقعيا و كذا قوله إن هو حزن و قيل إن فيهما بمعنى إذ لمحض الظرفية كما هو مذهب الكوفيين في مثل قوله تعالى لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ أي ينبغي أن يكون فرحه في وقت فرح أخيه لا قبله و لا بعده و كذا الحزن و قال الجوهري بث الخبر و أبثه بمعنى أي نشره يقال أبثثتك سري أي أظهرته لك و قال الهم الحزن و أهمني الأمر إذا أقلقك و حزنك. قوله ثلاث لكم أي هذه ثلاث و الظرف صفة للثلاث و ثلاث بعده مبتدأ و الظرف خبره و الثلاث الأول الحب و الكراهة و المناصحة و قيل الفرح و الحزن و التفريج و لا يخفى بعده ثم بين ع الثلاث الذي لهم ع بقوله أن تعرفوا فضلنا أي على سائر الخلق بالإمامة و العصمة و وجوب الطاعة أو نعمتنا عليكم بالهداية و التعليم و النجاة من النار و اللحوق بالأبرار و أن تطئوا عقبنا أي تتابعونا في جميع الأقوال و الأفعال و لا تخالفونا في شيء و أن تنتظروا عاقبتنا أي ظهور قائمنا و عود الدولة إلينا في الدنيا أو الأعم منها و من الآخرة كما قال تعالى وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فمن كان هكذا أي كانت فيه الخصال الست جميعا فيستضيء بنورهم من هو أسفل منهم في الرتبة بالنور الظاهر لظلمة يوم القيامة أو هو كناية عن انتفاعهم بشفاعتهم و كرامتهم عند الله. و ظاهر هذه الفقرات مغايرة الفريقين و إن أمكن أن يكونا صنفا واحدا عبر عنهم تارة بأحد الوصفين و تارة بالآخر و تارة بهما كما مر قوله بين يدي الله يمكن أن يكون حالا عن العرش و يكون عن يمين الله عطفا على قوله عن يمين العرش و المراد بهم الطائفة الذين هم عن يمين الله بناء على اختلاف الطائفتين و اشتقاق أفعل التفضيل من الألوان في الأبيض نادر. من الشمس الضاحية أي المرتفعة في وقت الضحى فإنها في ذلك الوقت أضوأ منها في سائر الأوقات أو البارزة التي لم يسترها غيم و لا غبار في النهاية و لنا الضاحية من البعل أي الظاهرة البارزة التي لا حائل دونها انتهى الذين تحابوا بتشديد الباء من الحب أي أحب بعضهم بعضا لجلال الله و عظمته لا للأغراض الدنيوية فكلمة في تعليلية أو للظرفية المجازية و في بعض النسخ بالحاء المهملة أي تحابوا ببذل المال الحلال الذي أعطاهم الله و في روايات العامة بالجيم قال الطيبي تحابا في الله هو عبارة عن خلوص المحبة في الله أي لله في الحضور و الغيبة و في الحديث المتحابون بجلالي الباء للظرفية أي لأجلي و لوجهي لا للهوى و قال النووي أين المتحابون بجلالي أي بعظمتي و طاعتي لا للدنيا و قرأ بعض الأفاضل بتخفيف الباء من الحبوة و التحابي أخذ العطاء أي أخذوا ثوابهم في مكان ستروا فيه بأنوار جلاله و فيه ما فيه
48- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل رجل فسلم فسأله كيف من خلفت من إخوانك قال فأحسن الثناء و زكى و أطرى فقال له كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم فقال قليلة فقال كيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم قال قليلة فقال كيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم فقال إنك لتذكر أخلاقا قل ما هي فيمن عندنا قال فقال كيف تزعم هؤلاء أنهم شيعة
بيان في المصباح زكا الرجل يزكو إذا صلح و زكيته بالتثقيل نسبته إلى الزكاء و هو الصلاح و الرجل زكي و الجمع أزكياء و أطريت فلانا مدحته بأحسن مما فيه و قيل بالغت في مدحه و جاوزت الحد كيف عيادة أغنيائهم المراد إما عيادة المرضى و التعدية بعلى لتضمين معنى العطوفة أو من العائدة و المعروف لكن هذا المصدر فيه غير مأنوس و في كثير من الأخبار و أن يعود غنيهم على فقيرهم أو مطلق الزيارة قال في النهاية فيه فإنها امرأة تكثر عوادها أي زوارها و كل من أتاك مرة بعد أخرى فهو عائد و إن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأنه مختص به انتهى. و المراد بالمشاهدة إما الزيارة في غير المرض أو شهودهم لديهم و مجالستهم معهم في ذات أيديهم أي في أموالهم و كلمة في للسببية و يزعم بصيغة المضارع الغائب فهؤلاء في محل الرفع أو بصيغة المخاطب فهؤلاء في محل النصب و في بعض النسخ بالياء فتعين الأول
49- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن أبي إسماعيل قال قلت لأبي جعفر ع جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثير فقال فهل يعطف الغني على الفقير و هل يتجاوز المحسن على المسيء و يتواسون فقلت لا فقال ليس هؤلاء شيعة الشيعة من يفعل هذا
50- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن سنان عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال كان أبو جعفر ع يقول عظموا أصحابكم و وقروهم و لا يتجهم بعضكم بعضا و لا تضاروا و لا تحاسدوا و إياكم و البخل كونوا عباد الله المخلصين
بيان في القاموس جهمه كمنعه و سمعه استقبله بوجه كريه كتجهمه و له
51- كا، ]الكافي[ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن عمر بن أبان عن سعيد بن الحسن قال قال أبو جعفر ع أ يجيء أحدكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه فقلت ما أعرف ذلك فينا فقال أبو جعفر ع فلا شيء إذا قلت فالهلاك إذا فقال إن القوم لم يعطوا أحلامهم بعد
بيان قوله ع فلا شيء إذا أي فلا شيء من الإيمان في أيديهم إذا أو ليس شيء من آداب الإيمان بينهم إذا و كان السائل حمله على المعنى الأول و لذا قال فالهلاك إذا أي فالعذاب الأخروي ثابت لهم إذا فاعتذر عليه من قبل الشيعة أي أكثرهم بأنهم لم يعطوا أحلامهم بعد أي لم يكمل عقولهم بعد و يختلف التكليف باختلاف مراتب العقول كما مر أنما يداق الله العباد على قدر ما آتاهم من العقول أو لم يتعلموا الآداب من الأئمة ع بعد فهم معذورون كما يشير إليه الأخبار السابقة و اللاحقة حيث لم يذكروا الحقوق أولا معتذرين بأنه يشكل عليكم العمل بها فيومئ إلى أنهم معذورون في الجملة مع عدم العلم. و قيل هو تأديب للسائل حيث لم يفرق بين ما هو من الآداب و مكملات الإيمان و بانتفائه ينتفي كمال الإيمان و بين ما هو من أركان الإيمان أو فرائضه و بانتفائه ينتفي الإيمان أو يحصل استحقاق العذاب و هو بعيد و في القاموس الحلم بالكسر الأناة و العقل و الجمع أحلام و حلوم و منه أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ
52- كا، ]الكافي[ عن علي بن إبراهيم عن الحسين بن الحسن عن محمد بن أورمة رفعه عن معلى بن خنيس قال سألت أبا عبد الله ع عن حق المؤمن فقال سبعون حقا لا أخبرك إلا بسبعة فإني عليك مشفق أخشى أن لا تحتمل فقلت بلى إن شاء الله فقال ع لا تشبع و يجوع و لا تكتسي و يعرى و تكون دليله و قميصه الذي يلبسه و لسانه الذي يتكلم به و تحب له ما تحب لنفسك و إن كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه و تسعى في حوائجه بالليل و النهار فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايتنا و ولايتنا بولاية الله عز و جل
تبيان أخشى أن لا تحتمل أي لا تعمل بها أو لا تقبلها حق القبول فيدل كما مر على أن هذه من الآداب التي يعذر السامع بالجهل بها و القائل في ترك القول إذا علم عدم عمل السامع بها أو صيرورته سببا لنوع شك أو فتور في الإذعان و لهذا ترك ذكر بعضها و إن أمكن أن يكون ع ذكرها له في وقت آخر أو تكون البقية داخلة في السبعة إجمالا و يكون المراد به ترك ذكرها مفصلة كما يستنبط من بعض الأخبار المجملة كثير مما يذكر في الأخبار المفصلة و أما بالنسبة إلى ما ذكر فيمكن أن تكون المضايقة للتوكيد و المبالغة في العمل كما عرفت و يمكن استنباط السبعين من مجموع الأخبار الواردة في ذلك الباب. قوله ع و قميصه الذي يلبسه أي تكون محرم أسراره و مختصا به غاية الاختصاص و هذه استعارة شائعة بين العرب و العجم أو المعنى تكون ساتر عيوبه و قيل تدفع الأذى عنه كما يدفع القميص عنه الحر و البرد و هو بعيد و لسانه أي تتكلم من قبله إذا عجز أو غاب إذا رضي بذلك و قوله تسعى على صيغة الغيبة و الضمير للجارية فلا تزيد على السبع وصلت ولايتك أي لنا بولايتنا و محبتنا لك و ولايتنا لك بولاية الله لك أو ولايتك له بولايتنا لك أو بولايتك لنا أي ولايتك له من شروط ولايتنا و ولايتنا بولاية الله فإن ولاية الله لا يتم إلا بولايتنا و الحاصل أنك إن فعلت ذلك فقد جمعت بين محبته و محبتنا و محبة الله عز و جل. و يحتمل أن يكون المراد بالولاية في جميع المراتب النصرة و فيها احتمالات أخر يظهر بالتأمل فيما ذكر
53- كا، ]الكافي[ عن العدة عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي المغراء عن أبي عبد الله ع قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يخونه و يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل و التعاون على التعاطف و المواساة لأهل الحاجة و تعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عز و جل رحماء بينكم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله ص
بيان و التعاون على التعاطف أي معاونة بعضهم بعضا على التعاطف و عطف بعضهم على بعض و في بعض النسخ التعاقد مكان التعاون أي التعاهد على ذلك كما أمركم الله أي في قوله سبحانه مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ إشارة إلى أن الآية أمر في المعنى بتلك الخصال لكونها في مقام المدح المستلزم للأمر بها و إلى أن الأمر المستفاد منها غير مختص بالصحابة. و قيل إشارة إلى قوله تعالى وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ و الأول أظهر و قوله رحماء خبر تكونوا و متراحمين تفسير له أو خبر ثان كقوله مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم أي لما عجزتم عن تداركه من أمر المسلمين أو لما بعد عنكم و لم تصل إليه إعانتكم أو إذا لم تطلعوا على أحوالهم تكونوا مغتمين لعدم الاطلاع و قوله على ما مضى متعلق بجميع ما تقدم لا بقوله مغتمين فقط كما قيل و هذا يومئ إلى أن الآية في شأن الأنصار و مدحهم و لم يذكره المفسرون و يحتمل أن تكون هذه الصفات في الأنصار أكثر و إن كان في قليل من المهاجرين كأمير المؤمنين و سلمان و أضرابه أتم. قال الطبرسي ره قال الحسن بلغ من شدتهم على الكفار أنهم كانوا يتحرزون من ثياب المشركين حتى لا تلتزق بثيابهم و عن أبدانهم حتى لا تمس أبدانهم و بلغ تراحمهم فيما بينهم أن كان لا يرى مؤمن مؤمنا إلا صافحه و عانقه انتهى و تكرار التعاطف للتأكيد أو الأول للتعاون أو التعاقد عليه و هذا لأصله
54- كا، ]الكافي[ عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص حق على المسلم إذا أراد سفرا أن يعلم إخوانه و حق على إخوانه إذا قدم أن يأتوه
بيان فيه إيماء إلى أنه إذا لم يعلمهم عند الذهاب لا يلزم عليهم إتيانه بعد الإياب و إن ضعيفا
55- كا، ]الكافي[ عن العدة عن البرقي عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول شيعتنا الرحماء بينهم الذين إذا خلوا ذكروا الله إنا إذا ذكرنا ذكر الله و إذا ذكر عدونا ذكر الشيطان
بيان شيعتنا الرحماء الرحماء جمع رحيم أي يرحم بعضهم بعضا الذين خبر بعد خبر أو صفة للرحماء إنا إذا ذكرنا أي ذكر الله المذكور يشمل ذكرنا لأن ذكر صفاتهم و كمالاتهم و نشر علومهم و أخبارهم شكر لأعظم نعم الله تعالى و عبادة له بأفضل العبادة أو باعتبار كمال الاتصال بينهم و بينه تعالى كان ذكرهم ذكر الله و إذا ذكر عدوهم ذكر الشيطان لأنه من أعوانه فإن ذكرهم بخير فكأنما ذكر الشيطان بخير و إن لعنهم كان له ثواب لعن الشيطان
56- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد الله ع قال تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم و ذكرا لأحاديثنا و أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم و نجوتم و إن تركتموها ضللتم و هلكتم فخذوا بها و أنا بنجاتكم زعيم
بيان إحياء لقلوبكم لأنه يوجب تذكر الإمامة و علوم الأئمة ع و حياة القلب بالعلم و الحكمة و أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض لاشتمالها على حقوق المؤمنين بعضهم على بعض و لأن الاهتمام برواية أحاديثنا يوجب رجوع بعضكم إلى بعض و أنا بنجاتكم زعيم إلى كفيل و ضامن إن أخذتم بها قال في المصباح زعمت بالمال زعما من باب قتل و منع كفلت به فأنا زعيم به
-57 كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن الوشاء عن منصور بن يونس عن عباد بن كثير قال قلت لأبي عبد الله ع إني مررت بقاص يقص و هو يقول هذا المجلس الذي لا يشقى به جليس قال فقال أبو عبد الله ع هيهات هيهات أخطأت أستاههم الحفرة إن لله ملائكة سياحين سوى الكرام الكاتبين فإذا مروا بقوم يذكرون محمدا و آل محمد ع فقالوا قفوا فقد أصبتم حاجتكم فيجلسون فيتفقهون معهم فإذا قاموا عادوا مرضاهم و شهدوا جنائزهم و تعاهدوا غائبهم فذلك المجلس الذي لا يشقى به جليس
بيان القاص راوي القصص و المراد هنا القصص الكاذبة الموضوعة و ظاهر أكثر الأصحاب تحريم استماعها كما يدل عليه قوله تعالى سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ و يمكن أن يكون المراد هنا وعاظ العامة و محدثوهم فإن رواياتهم أيضا كذلك لا يشقى به جليس أي لا يصير شقيا محروما عن الخير من جلس معهم قال الراغب الشقاوة خلاف السعادة و قد شقي يشقى شقوة و كما أن السعادة في الأصل ضربان أخروية و دنيوية ثم الدنيوية ثلاثة أضرب نفسية و بدنية و خارجة كذلك الشقاوة على هذه الأضرب و قال بعضهم قد يوضع الشقاء موضع التعب نحو شقيت في كذا و كل شقاوة تعب و ليس كل تعب شقاوة. أخطأت أستاههم الحفرة الخطأ ضد الصواب و الإخطاء عند أبي عبيد الذهاب إلى خلاف الصواب مع قصد الصواب و عند غيره الذهاب إلى غير الصواب مطلقا عمدا أو غير عمد و الأستاه بفتح الهمزة و الهاء أخيرا جمع الاست بالكسر و هي حلقة الدبر و أصل الاست سته بالتحريك و قد يسكن التاء حذفت الهاء و عوضت عنها الهمزة و المراد بالحفرة الكنيف الذي يتغوط فيه و كأن هذا كان مثلا سائرا يضرب لمن استعمل كلاما في غير موضعه أو أخطأ خطأ فاحشا. و قد يقال شبهت أفواههم بالأستاه تفضيحا لهم و تكرير هيهات أي بعد هذا القول عن الصواب للمبالغة في البعد عن الحق و السياحة و السيح الذهاب في الأرض للعبادة فيتفقهون معهم أي يطلبون العلم و يخوضون فيه و في بعض النسخ فيتفقون معهم أي يصدقونهم أو يذكرون بينهم مثل ذلك عادوا أي الملائكة مرضاهم أي مرضى القوم
58- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن المستورد النخعي عمن رواه عن أبي عبد الله ع قال إن من الملائكة الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد و الاثنين و الثلاثة و هم يذكرون فضل آل محمد ص قال فتقول أ ما ترون إلى هؤلاء في قلتهم و كثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد قال فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
بيان إلى الواحد بأن يذكر واحد و يستمع الباقون أو يذكر و يتفكر في نفسه و كلمة في في قوله في قلتهم بمعنى مع يصفون أي يعتقدون أو يذكرون و الأخير أنسب و ذلك إشارة إلى الوصف
59- كا، ]الكافي[ عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن مسكان عن ميسر عن أبي جعفر ع قال قال لي أ تخلون و تتحدثون و تقولون ما شئتم فقلت إي و الله إنا لنخلو و نتحدث و نقول ما شئنا فقال أما و الله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن أما و الله إني لأحب ريحكم و أرواحكم و إنكم على دين الله و دين ملائكته فأعينوا بورع و اجتهاد
بيان ما شئتم أي من فضائلنا و ذم أعادينا و لعنهم و رواية أحاديثنا من غير تقية لوددت بكسر الدال الأولى و فتحها أي أحببت أو تمنيت و فيه غاية الترغيب فيه و التحريض عليه لأحب ريحكم و في بعض الروايات رياحكم أي ريحكم الطيبة و أرواحكم جمع الروح بالضم أو بالفتح بمعنى النسيم و كان الأول كناية عن عقائدهم و نياتهم الحسنة كما سيأتي أن المؤمن إذا قصد فعل طاعة يستشم الملك منه رائحة حسنة و الثاني عن أقوالهم الطيبة في القاموس الروح بالضم ما به حياة الأنفس و بالفتح الراحة و الرحمة و نسيم الريح و الريح جمعه أرواح و أرياح و رياح و الريح الغلبة و القوة و الرحمة و النصرة و الدولة و الشيء الطيب و الرائحة فأعينوا أي فأعينوني على شفاعتكم و كفالتكم بورع عن المعاصي و اجتهاد في الطاعات
60- كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد و محمد بن يحيى جميعا عن علي بن محمد بن إسماعيل عن محمد بن مسلم عن أحمد بن زكريا عن محمد بن خالد بن ميمون عن عبد الله بن سنان عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله ع قال ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعدا إلا حضر من الملائكة مثلهم فإن دعوا بخير أمنوا و إن استعاذوا من شر دعوا الله ليصرفه عنهم و إن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله و سألوه قضاها و ما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين فإن تكلموا تكلم الشيطان بنحو كلامهم و إذا ضحكوا ضحكوا معهم و إذا نالوا من أولياء الله نالوا معهم فمن ابتلي من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم و لا يكن شرك شيطان و لا جليسه فإن غضب الله عز و جل لا يقوم له شيء و لعنته و لا يردها شيء ثم قال ع فإن لم يستطع فلينكر بقلبه و ليقم و لو حلب شاة أو فواق ناقة
تبيان قوله فصاعدا منصوب بالحالية و عامله محذوف وجوبا أي اذهب في العدد صاعدا فإن دعوا بخير أي ما يوجب السعادة الأخروية كتوفيق العبادة و طلب الجنة أو الاستعاذة من النار و نحوها أو الأعم منها و من الأمور المباحة الدنيوية كطول العمر و كثرة المال و الأولاد و أمثال ذلك فيكون احترازا عن طلب الأمور المحرمة و كذا الشر يشتمل الشرور الدنيوية و الأخروية فيكون سؤال الحاجة تعميما بعد التخصيص و على الأول تكون الفقرتان الأوليان للآخرة و هذه للدنيا. و التشفع المبالغة في الشفاعة قال الجوهري استشفعته إلى فلان أي سألته أن يشفع لي إليه و تشفعت إليه في فلان فشفعني فيه تشفيعا و التأمين قول آمين و معناه اللهم استجب لي و في النهاية فيه إن رجلا كان ينال من الصحابة يعني الوقيعة فيهم يقال منه نال ينال نيلا إذا أصاب و في القاموس نال من عرضه سبه. فمن ابتلي من المؤمنين بهم أي بمجالستهم فإذا خاضوا قال الجوهري خاض القوم في الحديث و تخاوضوا أي تفاوضوا فيه في ذلك أي في النيل من أولياء الله و سبهم هو إشارة إلى قوله تعالى وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَ الْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً و قال علي بن إبراهيم في تفسيره آيات الله هم الأئمة ع
و في تفسير العياشي عن الرضا ع في تفسيرها إذا سمعت الرجل يجحد الحق و يكذب به و يقع في أهله فقم من عنده و لا تقاعده
و قوله تعالى إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ قيل أي في الكفر إن رضيتم به و إلا ففي الإثم لقدرتكم على الإنكار و الإعراض و قال سبحانه أيضا وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ و لا يكن شرك شيطان بالكسر أي شريكه إن شاركهم و لا جليسه إن لم يشاركهم و كان ساكتا و من قرأ الشرك بالتحريك بمعنى الحبالة أو فسر الشرك بالنصيب فقد صحف لفظا أو معنى. قوله لا يقوم له شيء أي لا يدفعه أو لا يطيقه و لا يقدر على تحمله و قد دلت الرواية و الآيتان على وجوب قيام المؤمن و مفارقته لأعداء الدين عند ذمهم أولياء الله و على لحوق الغضب و اللعنة به مع القعود معهم بل دلت الآية ظاهرا على أنهم مثلهم في الفسق و النفاق و الكفر و لا ريب فيه مع اعتقاد جواز ذلك أو رضاه به و إلا فظاهر بعض الروايات أن العذاب بالهلاك إن نزل يحيط به و لكن ينجو في الآخرة بفضل الله تعالى و ظاهر بعضها أن اللعنة إذا نزلت تعم من في المجلس و الأحوط عدم مجالسة الظلمة و أعداء الله من غير ضرورة. ثم بين حكمه إذا لم يقدر على المفارقة بالكلية للتقية أو غيرها بقوله فإن لم يستطع فلينكر بقلبه قوله و لو حلب شاة حلب مصدر منصوب بظرفية الزمان بتقدير زمان حلب و كذا الفواق و كأنه أقل من الحلب أي يقوم لإظهار حاجة و عذر و لو بأحد هذين المقدارين من الزمان. قال في النهاية فيه أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق أي في قدر فواق ناقة و هو ما بين الحلبتين من الراحة و تضم فاؤه و تفتح و ذلك لأنها تحلب ثم تراح حتى تدر ثم تحلب و في القاموس الفواق كغراب ما بين الحلبتين من الوقت و تفتح أو ما بين فتح يديك و قبضها على الضرع
61- كا، ]الكافي[ بالإسناد المتقدم عن محمد بن سليمان عن محمد بن محفوظ عن أبي المغراء قال سمعت أبا الحسن ع يقول ليس شيء أنكى لإبليس و جنوده عن زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض و قال و إن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد حتى أن روحه لتستغيث من شدة ما تجد من الألم فتحس ملائكة السماء و خزان الجنان فيلعنونه حتى لا يبقى ملك مقرب إلا لعنه فيقع خاسئا حسيرا مدحورا
بيان في القاموس نكى العدو و فيه نكاية قتل و جرح و في النهاية يقال نكيت في العدو أنكي نكاية فأنا ناك إذا أكثرت فيهم الجراح و القتل فوهنوا لذلك و قد يهمز لغة فيه و في القاموس المضغة بالضم قطعة اللحم و غيره و قال خدد لحمه و تخدد هزل و نقص و خدده السير لازم متعد و قال خسأ الكلب كمنع خسئا و خسوءا طرده و الكلب بعد كانخسأ و خسئ و قال حسر كفرح عليه حسرة و حسرا تلهف فهو حسير و كضرب و فرح أعيا كاستحسر فهو حسير و قال الدحر الطرد و الإبعاد