الآيات التوبة لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ تفسير أقول ذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد بهذا المسجد مسجد قباء كما تدل عليه أخبارنا و قيل هو مسجد النبي ص.
و قال الطبرسي رحمه الله روي عن السيدين الباقر و الصادق ع و عن النبي ص أنه قال لأهل قباء ما ذا تفعلون في طهركم فإن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء قالوا نغسل أثر الغائط فقال أنزل الله فيكم وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ
1- مل، ]كامل الزيارات[ حكيم بن داود عن سلمة بن الخطاب عن عبيد الله بن أحمد عن بكر بن صالح عن عمرو بن هشام عن رجل من أصحابنا عنهم ع قال فيقول عند قبر حمزة السلام عليك يا عم رسول الله و خير الشهداء السلام عليك يا أسد الله و أسد رسوله أشهد أنك قد جاهدت في الله و نصحت لرسول الله و جدت بنفسك و طلبت ما عند الله و رغبت فيما وعد الله ثم ادخل فصل و لا تستقبل القبر عند صلاتك فإذا فرغت من صلاتك فانكب على القبر و قل اللهم صل على محمد و على أهل بيته اللهم إني تعرضت لرحمتك بلزوقي بقبر عم نبيك صلواتك عليه و على أهل بيته لتجيرني من نقمتك و سخطك و مقتك و من الزلل في يوم تكثر فيه المعرات و الأصوات و تشتغل كل نفس بما قدمت و تجادل كل نفس عن نفسها فإن ترحمني اليوم فلا خوف علي و لا حزن و إن تعاقب فمولاي له القدرة على عبده اللهم فلا تخيبني اليوم و لا تصرفني بغير حاجتي فقد لزقت بقبر عم نبيك و تقربت به إليك ابتغاء مرضاتك و رجاء رحمتك فتقبل مني و عد بحلمك على جهلي و برأفتك على جناية نفسي فقد عظم جرمي و ما أخاف أن تظلمني و لكن أخاف سوء الحساب فانظر اليوم إلى تقلبي على قبر عم نبيك صلواتك على محمد و أهل بيته فبهم فكني و لا تخيب سعيي و لا يهونن عليك ابتهالي و لا تحجب منك صوتي و لا تقلبني بغير حوائجي يا غياث كل مكروب و محزون يا مفرج عن الملهوف الحيران الغريب الغريق المشرف على الهلكة صل على محمد و آل محمد و انظر إلي نظرة لا أشقى بعدها أبدا و ارحم تضرعي و غربتي و انفرادي فقد رجوت رضاك و تحريت الخير الذي لا يعطيه أحد سواك و لا ترد أملي
2- مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن سلمة مثله
3- مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس معا عن سلمة مثله
4- مل، ]كامل الزيارات[ ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن عقبة عن أبي عبد الله ع في حديث له طويل قال قلت له ع إني آتي المساجد التي حول المدينة فبأيها أبدأ فقال ابدأ بقبا فصل فيه و أكثر فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله ص في هذه العرصة ثم ائت مشربة أم إبراهيم فصل فيها فإنه مسكن رسول الله ص و مصلاه ثم تأتي مسجد الفضيخ فصل فيه ركعتين فقد صلى فيه نبيك فإذا قضيت هذا الجانب فأت جانب أحد فبدأت بالمسجد الذي دون الحرة فصليت فيه ثم مررت بقبر حمزة بن عبد المطلب فسلمت عليه ثم مررت بقبور الشهداء فقمت عندهم فقلت السلام عليكم يا أهل الديار أنتم لنا فرط و إنا بكم لاحقون ثم تأتي المسجد الذي في المكان الواسع إلى جنب الجبل عن يمينك حتى تدخل أحد فتصلي فيه فعنده خرج النبي ص إلى أحد حيث لقي المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فصلى فيه ثم مر أيضا حتى ترجع فتصلي عند قبور الشهداء ما كتب الله لك ثم امض على وجهك ثم تأتي مسجد الأحزاب فتصلي فيه فإن رسول الله ص دعا فيه يوم الأحزاب و قال يا صريخ المكروبين و يا مجيب دعوة المضطرين و يا مغيث المهمومين اكشف همي و كربي و غمي فقد ترى حالي و حال أصحابي
5- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن فضال عن أبي جميلة عن ليث قال قلت لأبي عبد الله ع لم سمي مسجد الفضيخ قال النخل سمي الفضيخ فلذلك سميه
بيان الأشهر في وجه التسمية هو أن الفضخ الكسر و الفضيخ شراب يتخذ من بسر مفضوخ و كانوا في الجاهلية يفضخون فيه التمر لذلك فبه سمي المسجد و أما الفضيخ بمعنى النخل فليس فيما عندنا من كتب اللغة و لا يبعد أن يكون اسما لنخلة مخصوصة كانت فيه و يؤيده أن في الكافي لنخل يسمى الفضيخ
6- مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن الحسن عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى و ابن أبي عمير و فضالة بن أيوب جميعا عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله ع لا تدع إتيان المشاهد كلها مسجد قباء فإنه المسجد الذي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ و مشربة أم إبراهيم و مسجد الفضيخ و قبور الشهداء و مسجد الأحزاب و هو مسجد الفتح و بلغنا أن النبي ص كان إذا أتى قبور الشهداء قال السلام عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ و ليكن فيما تقول في مسجد الفتح يا صريخ المكروبين و يا مجيب المضطرين اكشف عني همي و غمي و كربي كما كشفت عن نبيك ص همه و غمه و كربه و كفيته هول عدوه في هذا المكان
7- مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن يعقوب و علي بن الحسين معا عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير قال محمد بن يعقوب و حدثني محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان و ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله ع و ذكر مثله
8- مل، ]كامل الزيارات[ جماعة مشايخي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد عن صفوان و ابن أبي عمير و فضالة جميعا عن معاوية مثله إلى قوله و هو مسجد الفتح
9- مل، ]كامل الزيارات[ أبي و محمد بن الحميري معا عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسن عن عبد الله بن بحر عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من أتى مسجدي مسجد قباء فصلى فيه ركعتين رجع بعمرة
10- شي، ]تفسير العياشي[ عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال سألت عن المسجد الذي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ فقال مسجد قباء
11- شي، ]تفسير العياشي[ عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع عن قوله لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ قال مسجد قباء و أما قوله أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ قال يعني من مسجد النفاق و كان على طريقه إذا أتى مسجد قباء فقام فينضح بالماء و السدر و يرفع ثيابه عن ساقيه و يمشي على حجر في ناحية الطريق و يسرع المشي و يكره أن يصيب ثيابه منه شيء فسألته هل كان النبي ص يصلي في مسجد قباء قال نعم كان منزله على سعد بن خيثمة الأنصاري فسألته هل كان لمسجد رسول الله السقف فقال لا و قد كان بعض أصحابه قال أ لا تسقف مسجدنا يا رسول الله قال عريش كعريش موسى
12- كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول عاشت فاطمة ع بعد رسول الله ص خمسة و سبعين يوما لم تر كاشرة و لا ضاحكة تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين الإثنين و الخميس فتقول هاهنا كان رسول الله ص و هاهنا كان المشركون
13- و في رواية أبان عمن أخبره عن أبي عبد الله ع أنها كانت تصلي هناك و تدعو حتى ماتت
14- كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن الحلبي قال قال أبو عبد الله ع هل أتيتم مسجد قباء أو مسجد الفضيخ أو مشربة أم إبراهيم قال نعم قال أما إنه لم يبق من آثار رسول الله ص شيء إلا و قد غير غير هذا
15- كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد عن الحسن بن صدقة عن عمار بن موسى قال دخلت أنا و أبو عبد الله ع مسجد الفضيخ فقال يا عمار ترى هذه الوهدة قلت نعم قال كانت امرأة جعفر التي خلف عليها أمير المؤمنين ع قاعدة في هذا الموضع و معها ابناها من جعفر فبكت فقال لها ابناها ما يبكيك يا أمة قالت بكيت لأمير المؤمنين ع فقالا لها تبكين لأمير المؤمنين و لا تبكين لأبينا قالت ليس هذا لهذا و لكن ذكرت حديثا حدثني به أمير المؤمنين في هذا الموضع فأبكاني قالا و ما هو قالت كنت أنا و أمير المؤمنين ع في هذا المسجد فقال لي ترين هذه الوهدة قلت نعم قال كنت أنا و رسول الله ص قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثم خفق حتى غط و حضرت صلاة العصر فكرهت أن أحرك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول الله ص حتى ذهب الوقت و فاتت فانتبه رسول الله ص فقال يا علي صليت قلت لا قال و لم ذاك قلت كرهت أن أوذيك قال فقام و استقبل القبلة و مد يديه كلتيهما و قال اللهم رد الشمس إلى وقتها حتى يصلي علي فرجعت الشمس إلى وقت الصلاة حتى صليت العصر ثم انقضت انقضاض الكوكب
بيان قال الفيروزآبادي غط النائم صات
16- أقول قال المفيد و السيد و الشهيد رضي الله عنهم زيارة إبراهيم بن رسول الله ص فقف عليه و تقول السلام على رسول الله السلام على نبي الله السلام على حبيب الله السلام على صفي الله السلام على نجي الله السلام على محمد بن عبد الله سيد الأنبياء و خاتم المرسلين و خيرة الله من خلقه في أرضه و سمائه السلام على جميع أنبياء الله و رسله السلام على السعداء و الشهداء و الصالحين السلام علينا و على عباد الله الصالحين السلام عليك أيها الروح الزاكية السلام عليك أيتها النفس الشريفة السلام عليك أيتها السلالة الطاهرة السلام عليك أيتها النسمة الزاكية السلام عليك يا ابن خير الورى السلام عليك يا ابن النبي المجتبى السلام عليك يا ابن المبعوث إلى كافة الورى السلام عليك يا ابن البشير النذير السلام عليك يا ابن السراج المنير السلام عليك يا ابن المؤيد بالقرآن السلام عليك يا ابن المرسل إلى الإنس و الجان السلام عليك يا ابن صاحب الراية و العلامة السلام عليك يا ابن شفيع يوم القيامة السلام عليك يا ابن من حباه الله بالكرامة السلام عليك و رحمة الله و بركاته أشهد أنك قد اختار الله لك دار إنعامه قبل أن يكتب عليك أحكامه أو يكلفك حلاله و حرامه فنقلك إليه طيبا زاكيا مرضيا طاهرا من كل نجس مقدسا من كل دنس و بوأك جنة المأوى و رفعك إلى الدرجات العلى و صلى الله عليك صلاة يقر بها عين رسوله و يبلغه أكبر مأموله اللهم اجعل أفضل صلواتك و أزكاها و أنمى بركاتك و أوفاها على رسولك و نبيك و خيرتك من خلقك محمد خاتم النبيين و على ما نسل من أولاده الطيبين و على ما خلف من عترته الطاهرين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم إني أسألك بحق محمد صفيك و إبراهيم نجل نبيك أن تجعل سعيي بهم مشكورا و ذنبي بهم مغفورا و حياتي بهم سعيدة و عافيتي بهم حميدة و حوائجي بهم مقضية و أفعالي بهم مرضية و أموري بهم مسعودة و شئوني بهم محمودة اللهم و أحسن لي التوفيق و نفس عني كل هم و ضيق اللهم جنبني عقابك و امنحني ثوابك و أسكني جناتك و ارزقني رضوانك و أمانك و أشرك في صالح دعائي والدي و ولدي و جميع المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات إنك ولي الباقيات الصالحات آمين رب العالمين ثم تسأل حوائجك و تصلي ركعتين للزيارة
أقول يناسب زيارته ع في يوم وفاته و هو الثاني عشر من شهر رجب
17- ثم قالوا رحمهم الله ثم تتوجه إلى زيارة فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فإذا وقفت على قبرها فتقول السلام على نبي الله السلام على رسول الله السلام على محمد سيد المرسلين السلام على محمد سيد الأولين السلام على محمد سيد الآخرين السلام على من بعثه الله رحمة للعالمين السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته السلام على فاطمة بنت أسد الهاشمية السلام عليك أيتها الصديقة المرضية السلام عليك أيتها التقية النقية السلام عليك أيتها الكريمة الرضية السلام عليك يا كافلة محمد خاتم النبيين السلام عليك يا والدة سيد الوصيين السلام عليك يا من ظهرت شفقتها على رسول الله خاتم النبيين السلام عليك يا من تربيتها لولي الله الأمين السلام عليك و على روحك و بدنك الطاهر السلام عليك و على ولدك و رحمة الله و بركاته أشهد أنك أحسنت الكفالة و أديت الأمانة و اجتهدت في مرضاة الله و بالغت في حفظ رسول الله عارفة بحقه مؤمنة بصدقه معترفة بنبوته مستبصرة بنعمته كافلة بتربيته مشفقة على نفسه واقفة على خدمته مختارة رضاه و أشهد أنك مضيت على الإيمان و التمسك بأشرف الأديان راضية مرضية طاهرة زكية تقية نقية فرضي الله عنك و أرضاك و جعل الجنة منزلك و مأواك اللهم صل على محمد و آل محمد و انفعني بزيارتها و ثبتني على محبتها و لا تحرمني شفاعتها و شفاعة الأئمة من ذريتها و ارزقني مرافقتها و احشرني معها و مع أولادها الطاهرين اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياها و ارزقني العود إليها أبدا ما أبقيتني و إذا توفيتني فاحشرني في زمرتها و أدخلني في شفاعتها برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم بحقها عندك و منزلتها لديك اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ و لجميع المؤمنين و المؤمنات و آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا برحمتك عَذابَ النَّارِ ثم تصلي ركعتين للزيارة و تدعو بما أحببت و تنصرف
بيان أقول لها ع مزار معروف في البقيع و قال الشيخ رحمه الله في التهذيب في نسب الصادق ع و مدفنه ما هذا لفظه و قبره بالبقيع أيضا مع أبيه و جده و عمه الحسن بن علي بن أبي طالب ع و روي في بعض الأخبار أنهم أنزلوا على جدتهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضوان الله عليها انتهى فلا يبعد أن يكون الموضع الذي يزور الناس فيه فاطمة بنت رسول الله ص في قبة أئمة البقيع هو موضع قبر فاطمة بنت أسد رضي الله عنها
18- ثم قالوا ثم تتوجه إلى زيارة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فإذا أتيت قبره ع بأحد فتقول السلام عليك يا عم رسول الله ص السلام عليك يا خير الشهداء السلام عليك يا أسد الله و أسد رسوله أشهد أنك قد جاهدت في الله عز و جل و جدت بنفسك و نصحت رسول الله و كنت فيما عند الله سبحانه راغبا بأبي أنت و أمي أتيتك متقربا إلى رسول الله ص بذلك راغبا إليك في الشفاعة أبتغي بزيارتك خلاص نفسي متعوذا بك من نار استحقها مثلي بما جنيت على نفسي هاربا من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري فزعا إليك رجاء رحمة ربي أتيتك من شقة بعيدة طالبا فكاك رقبتي من النار و قد أوقرت ظهري ذنوبي و أتيت ما أسخط ربي و لم أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم أهل بيت الرحمة فكن لي شفيعا يوم فقري و حاجتي فقد سرت إليك محزونا و أتيتك مكروبا و سكبت عبرتي عندك باكيا و صرت إليك مفردا و أنت ممن أمرني الله بصلته و حثني على بره و دلني على فضله و هداني لحبه و رغبني في الوفادة إليه و ألهمني طلب الحوائج عنده أنتم أهل بيت لا يشقى من تولاكم و لا يخيب من أتاكم و لا يخسر من يهواكم و لا يسعد من عاداكم ثم تستقبل القبلة و تصلي ركعتين للزيارة فإذا فرغت من صلاتك فانكب على القبر و تقول اللهم صل على محمد و آل محمد اللهم إني تعرضت لرحمتك بلزومي لقبر عم نبيك ص لتجيرني من نقمتك في يوم تكثر فيه الأصوات و تشغل كل نفس بما قدمت و تجادل عن نفسها فإن ترحمني اليوم فلا خوف علي و لا حزن و إن تعاقب فمولى له القدرة على عبده و لا تخيبني بعد اليوم و لا تصرفني بغير حاجتي فقد لصقت بقبر عم نبيك و تقربت به إليك ابتغاء مرضاتك و رجاء رحمتك فتقبل مني و عد بحلمك على جهلي و برأفتك على جناية نفسي فقد عظم جرمي و ما أخاف أن تظلمني و لكن أخاف سوء الحساب فانظر اليوم تقلبي على قبر عم نبيك ص فبهما فكني من النار و لا تخيب سعيي و لا يهونن عليك ابتهالي و لا تحجبن عنك صوتي و لا تقلبني بغير حوائجي يا غياث كل مكروب و محزون و يا مفرجا عن الملهوف الحيران الغريق المشرف على الهلكة فصل على محمد و آل محمد و انظر إلي نظرة لا أشقى بعدها أبدا و ارحم تضرعي و عبرتي و انفرادي فقد رجوت رضاك و تحريت الخير الذي لا يعطيه أحد سواك فلا ترد أملي اللهم إن تعاقب فمولى له القدرة على عبده و جزائه بسوء فعله فلا أخيبن اليوم و لا تصرفني بغير حاجتي و لا تخيبن شخوصي و وفادتي فقد أنفدت نفقتي و أتعبت بدني و قطعت المفازات و خلفت الأهل و المال و ما خولتني و آثرت ما عندك على نفسي و لذت بقبر عم نبيك ص و تقربت به ابتغاء مرضاتك فعد بحلمك على جهلي و برأفتك على ذنبي فقد عظم جرمي برحمتك يا كريم يا كريم
19- ثم تأتي قبور الشهداء بأحد رضوان الله عليهم أجمعين فتزورهم فتقول السلام على رسول الله السلام على نبي الله السلام على محمد بن عبد الله السلام على أهل بيته الطاهرين السلام عليكم أيها الشهداء المؤمنون السلام عليكم يا أهل بيت الإيمان و التوحيد السلام عليكم يا أنصار دين الله و أنصار رسوله عليه و آله السلام سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ أشهد أن الله اختاركم لدينه و اصطفاكم لرسوله و أشهد أنكم قد جاهدتم في الله حق جهاده و ذببتم عن دين الله و عن نبيه و جدتم بأنفسكم دونه و أشهد أنكم قتلتم على منهاج رسول الله فجزاكم الله عن نبيه و عن الإسلام و أهله أفضل الجزاء و عرفنا وجوهكم في محل رضوانه و موضع إكرامه مع النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً أشهد أنكم حزب الله و أن من حاربكم فقد حارب الله و إنكم لمن المقربين الفائزين الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون فعلى من قتلكم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين أتيتكم يا أهل التوحيد زائرا و بحقكم عارفا و بزيارتكم إلى الله متقربا و بما سبق من شريف الأعمال و مرضي الأفعال عالما فعليكم سلام الله و رحمته و بركاته و على من قتلكم لعنة الله و غضبه و سخطه اللهم انفعني بزيارتهم و ثبتني على قصدهم و توفني على ما توفيتهم عليه و اجمع بيني و بينهم في مستقر دار رحمتك أشهد أنكم لنا فرط و نحن بكم لاحقون و تقرأ سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر ما قدرت عليه و تصلي عند كل مزور ركعتين للزيارة و تنصرف إن شاء الله تعالى
أقول زيارتهم في يوم شهادتهم و هو سابع عشر شوال على المشهور أولى و أنسب ثم أقول لا أدري لم لم يذكروا في كتبهم زيارة أبي طالب و عبد المطلب و عبد مناف و خديجة رضي الله عنهم أجمعين مع أن لهم قبورا معروفة في مكة قريبا من الأبطح و حالهم عند الشيعة معروفة في الفضل و الكمال و لعلهم تركوها تقية و تستحب زيارتهم و لا سيما في الأيام المختصة بهم كالسادس و العشرين من رجب يوم وفاة أبي طالب و العاشر من ربيع الأول يوم وفاة عبد المطلب و السابع عشر من المحرم يوم انصراف أصحاب الفيل عن مكة في زمن خلافة عبد المطلب و ظهور كرامته و يوم تزويج خديجة و قد مر. و يستحب زيارة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما بموته و يستحب زيارة الشهداء في بدر و يستحب زيارة أبي ذر رضي الله عنهما في الربذة قريبا من الصفراء على يمين الطريق للجائي من مكة إلى المدينة و أما آمنة و عبد الله رضي الله عنهما فلم نطلع على قبريهما
20- قال مؤلف المزار الكبير ينبغي أن يصلي في المساجد المعظمة أن تمكن من ذلك و يبتدئ منها بمسجد قباء و هو الذي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى
قال النبي ص من أتى قباء فصلى ركعتين رجع بعمرة
فإذا دخله صلى فيه ركعتين تحية المسجد فإذا فرغ من الصلاة سبح و قال
السلام على أولياء الله و أصفيائه السلام على أنصار الله و خلفائه السلام على محال معرفة الله السلام على معادن حكمة الله السلام على عباد الله المكرمين الذين لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ السلام على مظاهر أمر الله و نهيه السلام على الأدلاء على الله السلام على المستقرين في مرضاة الله السلام على الممحصين في طاعة الله السلام على الذين من والاهم فقد والى الله و من عاداهم فقد عادى الله و من عرفهم فقد عرف الله و من جهلهم فقد جهل الله أشهد الله أني حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم مؤمن بما آمنتم به كافر بما كفرتم به محقق لما حققتم مبطل لما أبطلتم مؤمن بسركم و علانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم لعن الله عدوكم من الجن و الإنس و ضاعف عليهم العذاب الأليم و تدعو فتقول يا كائنا قبل كل شيء و يا كائنا بعد هلاك كل شيء لا يستتر عنه شيء و لا يشغله شيء عن شيء كيف تهتدي القلوب لصفتك أو تبلغ العقول نعتك و قد كنت قبل الواصفين من خلقك و لم ترك العيون بمشاهدة الأبصار فتكون بالعيان موصوفا و لم تحط بك الأوهام فتوجد متكيفا محدودا حارت الأبصار دونك فكلت الألسن عنك و عجزت الأوهام عن الإحاطة بك و غرقت الأذهان في نعت قدرتك و امتنعت عن الأبصار رؤيتك و تعالت عن التوحيد أزليتك و صار كل شيء خلقته حجة لك و منتسبا إلى فعلك و صادرا عن صنعك فمن بين مبتدع يدل على إبداعك و مصور يشهد بتصويرك و مقدر ينبئ عن تقديرك و مدبر ينطق عن تدبيرك و مصنوع يومي إلى تأثيرك و أنت لكل جنس من مصنوعاتك و مبروآتك و مفطوراتك صانع و بارئ و فاطر لم تمارس في خلقك السماوات و الأرض نصبا و لا في ابتدائك أجناس المخلوقين تعبا و لا لك حال سبق حالا فتكون أولا قبل أن تكون آخرا و تكون ظاهرا قبل أن تكون باطنا أحاط بكل شيء علمك و أحصى كل شيء عددا غيبك لست بمحدود فتدركك الأبصار و لا بمتناه فتحويك الأنظار و لا بجسم فتكشفك الأقدار و لا بمرأى فتحجبك الأستار و لم تشبه شيئا فيكون لك مثلا و لا كان معك شيء فتكون له ضدا ابتدأت الخلق لا من شيء كان من أصل يضاف إليه فعلك حتى تكون لمثاله محتذيا و على قدر هيئته مهيئا و لم يحدث لك إذ خلقته علما و لم تستفد به عظمة و لا ملكا و لم تكون سماواتك و أرضك و أجناس خلقك لتشديد سلطانك و لا لخوف من زوال و نقصان و لا استعانة على ضد مكابر أو ند مثاور و لا يؤدك حفظ ما خلقت و لا تدبير ما ذرأت و لا من عجز اكتفيت بما برأت و لا مسك لغوب فيما فطرت و بنيت و عليه قدرت و لا دخلت عليك شبهه فيما أردت يا من تعالى عن الحدود و عن أقاويل المشبهة و الغلاة و إجبار العباد على المعاصي و الاكتسابات و يا من تجلى لعقول الموحدين بالشواهد و الدلالات و دل العباد على وجوده بالآيات البينات القاهرات أسألك أن تصلي على محمد عبدك المصطفى و حبيبك المجتبى نبي الرحمة و الهدى و ينبوع الحكمة و الندى و معدن الخشية و التقى سيد المرسلين و خاتم النبيين و أفضل الأولين و الآخرين و على آله الطيبين الطاهرين و افعل بنا ما أنت أهله يا أرحم الراحمين
و يصلي في مشربة أم إبراهيم و هي مسكن النبي ص ما قدر عليه و يصلي في مسجد الفضيخ فقد روي أنه الذي ردت فيه الشمس لأمير المؤمنين ع لما نام النبي ص في حجره و منها مسجد الأحزاب و هو مسجد الفتح و ينوي في كل موضع من هذه المواضع ركعتين مندوبا قربة إلى الله تعالى فإذا فرغ من الصلاة فيه قال
يا صريخ المكروبين و يا مجيب دعوة المضطرين و يا مغيث المهمومين اكشف عني ضري و همي و كربي و غمي كما كشفت عن نبيك ص همه و كفيته هول عدوه و اكفني ما أهمني من أمر الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين
و تصلي في دار زين العابدين علي بن الحسين ع ما قدرت و تصلي في دار جعفر بن محمد الصادق ع و تصلي في مسجد سلمان الفارسي ره و تصلي في مسجد أمير المؤمنين ع و هو محاذي قبر حمزة ع و تصلي في مسجد المباهلة ما استطعت و تدعو فيه بما تحب و قد ذكرت الدعاء بأسره في كتابي المعروف ببغية الطالب و إيضاح المناسك لمن هو راغب في الحج فمن أراده أخذه من هناك ففيه كفاية إن شاء الله تعالى و قال شيخنا الشهيد قدس الله روحه في الذكرى من المساجد الشريفة مسجد الغدير و هو بقرب الجحفة جدرانه باقية إلى اليوم و هو مشهور بين و قد كان طريق الحج عليه غالبا
21- و روى حسان الجمال قال حملت أبا عبد الله ع من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال ذلك موضع قدم رسول الله ص حيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثم نظر في الجانب الآخر فقال ذلك موضع فسطاط أبي فلان و فلان و سالم مولى أبي حذيفة و أبي عبيدة بن الجراح فلما أن رأوه رافعا يده قال بعضهم انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل بقوله تعالى وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى آخر السورة