1- ع، ]علل الشرائع[ جماعة عن أبي المفضل عن ليث بن محمد عن أحمد بن عبد الصمد عن خاله أبي الصلت الهروي عن عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال حج عمر بن الخطاب في امرأته فلما افتتح الطواف حاذى الحجر الأسود و مر فاستلمه و قبله و قال أقبلك و إني لأعلم أنك حجر لا تضر و لا تنفع و لكن كان رسول الله ص بك حفيا و لو لا أني رأيته يقبلك ما قبلتك قال و كان في القوم الحجيج علي بن أبي طالب ع فقال بلى و الله إنه ليضر و ينفع قال و بم قلت ذلك يا أبا الحسن قال بكتاب الله تعالى قال أشهد أنك لذو علم بكتاب الله فأين ذلك من الكتاب قال قول الله عز و جل و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا و أخبرك أن الله سبحانه لما خلق آدم مسح ظهره فاستخرج ذريته من صلبه نسما في هيئة الذر فألزمهم العقل و قررهم أنه الرب و أنهم العبيد و أقروا له بالربوبية و شهدوا على أنفسهم بالعبودية و الله عز و جل يعلم أنهم في ذلك في منازل مختلفة فكتب أسماء عبيده في رق و كان لهذا الحجر يومئذ عينان و لسان و شفتان فقال له افتح فاك ففتح فاه فألقمه ذلك الرق ثم قال له اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة فلما هبط آدم ع هبط و الحجر معه فجعل في موضعه من هذا الركن و كانت الملائكة تحج إلى هذا البيت من قبل أن يخلق الله تعالى آدم ثم حجه آدم ثم نوح من بعده ثم تهدم البيت و درست قواعده فاستودع الحجر من أبي قبيس فلما أعاد إبراهيم و إسماعيل ع بناء البيت و بنيا قواعده و استخرجا الحجر من أبي قبيس بوحي من الله عز و جل فجعلاه بحيث هو اليوم من هذا الركن و هو من حجارة الجنة و كان لما أنزل في مثل لون الدر و بياضه و صفاء الياقوت و ضيائه فسودته أيدي الكفار و من كان يلتمسه من أهل الشرك بعتائرهم فقال عمر لا عشت في أمة لست فيها يا با الحسن
2- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن زياد القندي عن عبد الله بن سنان قال بينا نحن في الطواف إذ مر رجل من آل عمر فأخذ بيده رجل فاستلم الحجر فانتهره و أغلظه و قال له بطل حجك إن الذي تستلمه حجر لا يضر و لا ينفع فقلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك أ ما سمعت قول العمري لهذا الذي استلم الحجر قال فأصابه ما أصابه فقال و ما الذي قال قلت قال له يا عبد الله بطل حجك ثم إنما هو حجر لا يضر و لا ينفع فقال أبو عبد الله ع كذب ثم كذب ثم كذب إن للحجر لسانا ذلقا يوم القيامة يشهد لمن وافاه بالموافاة ثم قال إن الله تبارك و تعالى لما خلق السماوات و الأرض خلق بحرين بحرا عذبا و بحرا أجاجا فخلق تربة آدم من البحر العذب و شن عليها من البحر الأجاج ثم جبل آدم فعرك عرك الأديم فتركه ما شاء الله فلما أراد أن ينفخ فيه الروح أقامه شبحا فقبض قبضة من كتفه الأيمن فخرجوا كالذر فقال هؤلاء إلى الجنة و قبض قبضة من كتفه الأيسر فقال هؤلاء إلى النار فأنطق الله عز و جل أصحاب اليمين و أصحاب اليسار فقال أهل اليسار يا رب لم خلقت لنا النار و لم تبين لنا و لم تبعث إلينا رسولا فقال الله عز و جل لهم ذلك لعلمي بما أنتم صائرون إليه و إني سائلكم فأمر الله عز و جل النار فأسعرت ثم قال لهم تقحموا جميعا في النار فإني أجعلها عليكم بردا و سلاما فقالوا يا رب إنما سألناك لأي شيء جعلتها لنا هربا منها و لو أمرت أصحاب اليمين ما دخلوا فأمر الله عز و جل النار فأسعرت ثم قال لأصحاب اليمين تقحموا جميعا في النار فتقحموا جميعا فكانت عليهم بردا و سلاما فقال لهم جميعا أ لست بربكم قال أصحاب اليمين بلى طوعا و قال أصحاب الشمال بلى كرها فأخذ منهم جميعا ميثاقهم و أشهدهم على أنفسهم قال و كان الحجر في الجنة فأخرجه الله عز و جل فالتقم الميثاق من الخلق كلهم فذلك قوله عز و جل وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ فلما أسكن الله عز و جل آدم الجنة و عصى أهبط الله عز و جل الحجر فجعله في ركن بيته و أهبط آدم على الصفا فمكث ما شاء الله ثم رآه في البيت فعرفه و عرف ميثاقه و ذكره فجاء إليه مسرعا فأكب عليه و بكى عليه أربعين صباحا تائبا من خطيئته و نادما على نقضه ميثاقه قال فمن أجل ذلك أمرتم أن تقولوا إذا استلمتم الحجر أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة
-3 ع، ]علل الشرائع[ بالإسناد إلى وهب عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي ص قال لعائشة و هي تطوف معه بالكعبة حين استلما الركن يا عائشة لو لا ما طبع الله على هذا الحجر من أرجاس الجاهلية و أنجاسها إذا لاستشفي به من كل عاهة و إذا لألفي كهيئة يوم أنزله الله عز و جل و ليبعثنه الله على ما خلق عليه أول مرة و إنه لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة و لكن الله عز و جل غير حسنه بمعصية العاصين و سترت بنيته عن الأئمة و الظلمة لأنه لا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شيء بدؤه من الجنة لأن من نظر إلى شيء منها على جهته وجبت له الجنة و إن الركن يمين الله عز و جل في الأرض و ليبعثنه الله يوم القيامة و له لسان و شفتان و عينان و لينطقنه الله يوم القيامة بلسان طلق ذلق ليشهد لمن استلمه بحق استلامه اليوم بيعة لمن لم يدرك بيعة رسول الله ص
و ذكر وهب أن الركن و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنة أنزلا فوضعا على الصفا فأضاء نورهما لأهل الأرض ما بين المشرق و المغرب كما يضيء المصباح في الليل المظلم يؤمن الروعة و يستأنس إليهما و ليبعثن الركن و المقام و هما في العظم مثل أبي قبيس يشهدان لمن وافاهما بالموافاة فرفع النور عنهم و غير حسنهما و وضعا حيث هما
4- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال سألته لم يستلم الحجر قال لأن مواثيق الخلائق فيه
5- و في حديث آخر قال لأن الله عز و جل لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة
6- ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ع، ]علل الشرائع[ في العلل ابن سنان عن الرضا ع علة استلام الحجر أن الله تبارك و تعالى لما أخذ مواثيق بني آدم ألقمه الحجر فمن ثم كلف الناس بمعاهدة ذلك الميثاق و من ثم يقال عند الحجر أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة
7- و منه قول سلمان رحمه الله ليجيئن الحجر يوم القيامة مثل أبي قبيس له لسان و شفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة
8- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن حنان عن الوليد بن أبان عن علي بن جعفر عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص طوفوا بالبيت و استلموا الركن فإنه يمين الله في أرضه يصافح بها خلقه
قال الصدوق رضي الله عنه معنى يمين الله طريق الله الذي يأخذ به المؤمنون إلى الجنة و لهذا
قال الصادق ع إنه بابنا الذي ندخل منه الجنة و لهذا قال ع إن فيه بابا من أبواب الجنة لم يغلق منذ فتح و فيه نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد و هذا هو الركن اليماني لا ركن الحجر
9- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن البزنطي عن عبد الكريم بن عمرو عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال إن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الميثاق ائتلف هاهنا و ما تناكر منها في الميثاق اختلف هاهنا و الميثاق هو في هذا الحجر الأسود أما و الله إن له لعينين و أذنين و فما و لسانا ذلقا و لقد كان أشد بياضا من اللبن و لكن المجرمين يستلمونه و المنافقين فبلغ كمثل ما ترون
10- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن فضال عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال سألته عن الملتزم لأي شيء يلتزم و أي شيء يذكر فيه فقال عنده نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد كل خميس
11- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن حماد عن حريز عن أبي بصير و زرارة و محمد بن مسلم كلهم عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل خلق الحجر الأسود ثم أخذ الميثاق على العباد ثم قال للحجر التقمه و المؤمنون يتعاقدون ميثاقهم
12- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع قال مر عمر بن الخطاب على الحجر الأسود فقال و الله يا حجر إنا لنعلم أنك حجر لا تضر و لا تنفع إلا أنا رأينا رسول الله ص يحبك فنحن نحبك فقال له أمير المؤمنين ع كيف يا ابن الخطاب فو الله ليبعثنه يوم القيامة و له لسان و شفتان فيشهد لمن وافاه و هو يمين الله في أرضه يبايع بها خلقه فقال عمر لا أبقانا الله في بلد لا يكون فيه علي بن أبي طالب
13- ع، ]علل الشرائع[ علي بن حاتم عن جميل بن زياد عن أحمد بن الحسين النخاس عن زكريا المؤمن عن عامر بن معقل عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع أ تدري لأي شيء صار الناس يلثمون الحجر قلت لا قال إن آدم ع شكا إلى ربه عز و جل الوحشة في الأرض فنزل جبرئيل ع بياقوتة من الجنة كان آدم إذا مر عليها في الجنة ضربها برجليه فلما رآها عرفها فبادر يلثمها فمن ثم صار الناس يلثمون الحجر
14- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي نجران و الحسين بن سعيد معا عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله ع قال كان الحجر الأسود أشد بياضا من اللبن فلو لا ما مسه من أرجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برأ
15- ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن سعد عن إسماعيل بن محمد التغلبي عن أبي طاهر الوراق عن الحسن بن أيوب عن عبد الكريم بن عمرو عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع أنه ذكر الحجر فقال أما إن له عينين و أنفا و لسانا و لقد كان أشد بياضا من اللبن إلا أن المقام كان بتلك المنزلة
16- ع، ]علل الشرائع[ علي بن حاتم عن علي بن الحسين النحوي عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ثعلبة و غيره عن بريد العجلي قال قلت لأبي عبد الله ع كيف صار الناس يستلمون الحجر و الركن اليماني و لا يستلمون الركنين الآخرين فقال قد سألني عن ذلك عباد بن صهيب البصري فقلت له لأن رسول الله ص استلم هذين و لم يستلم هذين فإنما على الناس أن يفعلوا ما فعل رسول الله ص و سأخبرك بغير ما أخبرت به عبادا أن الحجر الأسود و الركن اليماني عن يمين العرش و إنما أمر الله تبارك و تعالى أن يستلم ما عن يمين عرشه قلت فكيف صار مقام إبراهيم ع عن يساره فقال لأن لإبراهيم ع مقاما في القيامة و لمحمد ص مقاما فمقام محمد ص عن يمين عرش ربنا عز و جل و مقام إبراهيم ع عن شمال عرشه فمقام إبراهيم في مقامه يوم القيامة و عرش ربنا مقبل غير مدبر
17- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال بينا أنا في الطواف إذا رجل يقول ما بال هذين الركنين يمسحان يعني الحجر و الركن اليماني و هذين لا يمسحان قال فقلت لأن رسول الله ص كان يمسح هذين و لم يمسح هذين فلا تتعرض بشيء لم يتعرض له رسول الله ص
18- ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن محمد بن عبد الجبار عن جعفر بن محمد الكوفي عن رجل من أصحابنا رفعه عن أبي عبد الله ع قال لما انتهى رسول الله ص إلى الركن الغربي قال له الركن يا رسول الله ص أ لست قعيدا من قواعد بيت ربك فما لي لا أستلم فدنا منه النبي ص فقال له اسكن عليك السلام غير مهجور
-19 ع، ]علل الشرائع[ أبي عن محمد العطار و عن الأشعري عن موسى بن عمر عن ابن سنان عن أبي سعيد القماط عن بكير بن أعين قال سألت أبا عبد الله ع لأي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه و لم يوضع في غيره و لأي علة يقبل و لأي علة أخرج من الجنة و لأي علة وضع فيه ميثاق العباد و العهد و لم يوضع في غيره و كيف السبب في ذلك تخبرني جعلت فداك فإن تفكري فيه لعجب قال فقال سألت و أعضلت في المسألة و استقصيت فافهم و فرغ قلبك و أصغ سمعك أخبرك إن شاء الله تعالى إن الله تبارك و تعالى وضع الحجر الأسود و هو جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق و ذلك أنه لما أخذ من بني آدم مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان و في ذلك المكان تراءى لهم ربهم و من ذلك الركن يهبط الطير على القائم فأول من يبايعه ذلك الطير و هو و الله جبرئيل ع و إلى ذلك المقام يسند ظهره و هو الحجة و الدليل على القائم و هو الشاهد لمن وافى ذلك المكان و الشاهد لمن أدى إليه الميثاق و العهد الذي أخذ الله على العباد و أما القبلة و الالتماس فلعلة العهد تجديدا لذلك العهد و الميثاق و تجديدا للبيعة و ليؤدوا إليه العهد الذي أخذ عليهم في الميثاق فيأتونه في كل سنة و ليؤدوا إليه ذلك العهد أ لا ترى أنك تقول أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة و الله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا و لا حفظ ذلك العهد و الميثاق أحد غير شيعتنا و إنهم ليأتونه فيعرفهم و يصدقهم و يأتيه غيرهم فينكرهم و يكذبهم و ذلك أنه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم و الله يشهد و عليهم و الله يشهد بالحقد و الجحود و الكفر و هو الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيامة يجيء و له لسان ناطق و عينان في صورته الأولى تعرفه الخلق و لا تنكره يشهد لمن وافاه و جدد العهد و الميثاق عنده بحفظ العهد و الميثاق و أداء الأمانة و يشهد على كل من أنكر و جحد و نسي الميثاق بالكفر و الإنكار و أما علة ما أخرجه الله من الجنة فهل تدري ما كان الحجر قال قلت
لا قال كان ملكا من عظماء الملائكة عند الله عز و جل فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به و أقر ذلك الملك فاتخذه الله أمينا على جميع خلقه فألقمه الميثاق و أودعه عنده و استعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الإقرار بالميثاق و العهد الذي أخذه الله عليهم ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق و يجدد عنده الإقرار في كل سنة فلما عصى آدم فأخرج من الجنة أنساه الله العهد و الميثاق الذي أخذ الله عليه و على ولده لمحمد و وصيه ص و جعله باهتا حيران فلما تاب على آدم حول ذلك الملك في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم و هو بأرض الهند فلما رآه أنس إليه و هو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة فأنطقه الله عز و جل فقال يا آدم أ تعرفني قال لا قال أجل استحوذ عليك الشيطان و أنساك ذكر ربك و تحول إلى الصورة التي كان بها في الجنة مع آدم فقال لآدم أين العهد و الميثاق فوثب إليه آدم و ذكر الميثاق و بكى و خضع له و قبله و جدد الإقرار بالعهد و الميثاق ثم حوله الله عز و جل إلى جوهر الحجر درة بيضاء صافية تضيء فحمله آدم على عاتقه إجلالا له و تعظيما فكان إذا أعيا حمله عنه جبرئيل حتى وافى به مكة فما زال يأنس به بمكة و يجدد الإقرار له كل يوم و ليلة ثم إن الله عز و جل لما أهبط جبرئيل إلى أرضه و بنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين الركن و الباب و في ذلك الموضع تراءى لآدم حين أخذ الميثاق و في ذلك الموضع ألقم الملك الميثاق فلتلك العلة وضع في ذلك الركن و نحى آدم من مكان البيت إلى الصفا و حواء إلى المروة و جعل الحجر في الركن فكبر الله و هلله و مجده فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا و إن الله عز و جل أودعه العهد و الميثاق و ألقمه إياه دون غيره من الملائكة لأن الله عز و جل لما أخذ الميثاق له بالربوبية و لمحمد ص بالنبوة و لعلي ع بالوصية اصطكت فرائص الملائكة و أول من أسرع إلى الإقرار بذلك ذلك الملك و لم يكن فيهم أشد حبا لمحمد و آل محمد منه فلذلك اختاره الله عز و جل من بينهم و ألقمه الميثاق فهو يجيء يوم القيامة و له لسان ناطق و عين ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان و حفظ الميثاق
20- ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن البزنطي عن أبان عن أبي عبد الله ع قال إن آدم ع لما أهبط هبط بالهند ثم رمي إليه بالحجر الأسود و كان ياقوتة حمراء بفناء العرش فلما رآه عرفه فأكب عليه و قبله ثم أقبل به فحمله إلى مكة فربما أعيا من ثقله فحمله جبرئيل عنه و كان إذا لم يأته جبرئيل اغتم و حزن فشكا ذلك إلى جبرئيل فقال إذا وجدت شيئا من الحزن فقل لا حول و لا قوة إلا بالله
21- و في رواية أن جبل أبي قبيس قال يا آدم إن لك عندي وديعة فرفع إليك الحجر و المقام و هما يومئذ ياقوتتان حمراوان
22- سن، ]المحاسن[ موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص استلموا الركن فإنه يمين الله في خلقه يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الرجل و يشهد لمن وافاه
23- ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الجارود عن جعفر بن محمد الكوفي عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال لما انتهى رسول الله ص إلى الركن الغربي قال فجازه فقال الركن يا رسول الله لست بعيدا من بيت ربك فما بالي لا أستلم قال فدنا منه النبي ص فقال اسكن عليك السلام غير مهجور
24- سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير رفعه عن أحدهما ع أنه سئل عن تقبيل الحجر فقال إن الحجر كان درة بيضاء في الجنة و كان آدم يراها فلما أنزلها الله عز و جل إلى الأرض نزل آدم ع فبادر فقبلها فأجرى الله تبارك و تعالى بذلك السنة
-25 سن، ]المحاسن[ أبي عن حماد بن عيسى و فضالة و ابن أبي عمير عن معاوية عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها فلذلك يقال أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة
26- يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال لما وصلت بغداد في سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة للحج و هي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر لأنه يمضي في أثناء الكتب قصة أخذه و أنه لا يضعه في مكانه إلا الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين ع في مكانه و استقر فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي و لم يتهيأ لي ما قصدت له فاستنبت المعروف بابن هشام و أعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري و هل تكون الموتة في هذه العلة أم لا و قلت همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه و أخذ جوابه و إنما أندبك لهذا قال فقال المعروف بابن هشام لما حصلت بمكة و عزم على إعادة الحجر بذلت سدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه و أقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب و لم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله و وضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه و علت لذلك الأصوات فانصرف خارجا من الباب فنهضت من مكاني أتبعه و أدفع الناس عني يمينا و شمالا حتى ظن بي الاختلاط في العقل و الناس يفرجون لي و عيني لا تفارقه حتى انقطع عن الناس فكنت أسرع المشي خلفه و هو يمشي على تؤدة و لا أدركه فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري وقف و التفت إلي فقال هات ما معك فناولته الرقعة فقال من غير أن ينظر إليها قل له لا خوف عليك في هذه العلة و يكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة قال فوقع علي الدمع حتى لم أطق حراكا و تركني و انصرف قال أبو القاسم فأعلمني بهذه الجملة فلما كان سنة سبع و ستين اعتل أبو القاسم و أخذ ينظر في أمره و تحصيل جهازه إلى قبره فكتب وصيته و استعمل الجد في ذلك فقيل له ما هذا الخوف و نرجو أن يتفضل الله بالسلامة فما علتك بمخوفة فقال هذه السنة التي خوفت فيها فمات في علته
27- شي، ]تفسير العياشي[ عن المنذر الثوري عن أبي جعفر ع قال سألته عن الحجر فقال نزلت ثلاثة أحجار من الجنة الحجر الأسود استودعه إبراهيم و مقام إبراهيم و حجر بني إسرائيل قال أبو جعفر ع إن الله استودع إبراهيم الحجر الأبيض و كان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني آدم
28- شي، ]تفسير العياشي[ عن الحلبي قال سألته لم جعل استلام الحجر قال إن الله حيث أخذ الميثاق من بني آدم دعا الحجر من الجنة و أمره فالتقم الميثاق فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة
29- شي، ]تفسير العياشي[ عن عبيد الله الحلبي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا حج عمر أول سنة حج و هو خليفة فحج تلك السنة المهاجرون و الأنصار و كان علي قد حج تلك السنة بالحسن و الحسين ع و بعبد الله بن جعفر قال فلما أحرم عبد الله لبس إزارا و رداء ممشقين مصبوغين بطين المشق ثم أتى فنظر إليه عمر و هو يلبي و عليه الإزار و الرداء و هو يسير إلى جنب علي ع فقال عمر من خلفهم ما هذه البدعة التي في الحرم فالتفت إليه علي ع فقال له يا عمر لا ينبغي لأحد أن يعلمنا السنة فقال عمر صدقت يا أبا الحسن لا و الله ما علمت أنكم هم قال فكانت تلك واحدة في سفرتهم تلك فلما دخلوا مكة طافوا بالبيت فاستلم عمر الحجر و قال أما و الله إني لأعلم أنك حجر لا يضر و لا ينفع و لو لا أن رسول الله ص استلمك ما استلمتك فقال له علي ع مه يا أبا حفص لا تفعل فإن رسول الله ص لا يستلم إلا لأمر قد علمه و لو قرأت القرآن فعلمت من تأويله ما علم غيرك لعلمت أنه يضر و ينفع له عينان و شفتان و لسان ذلق يشهد لمن وافاه قال فقال له عمر فأوجدني ذلك من كتاب الله يا أبا الحسن فقال علي ع قوله تبارك و تعالى وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا فلما أقروا بالطاعة بأنه الرب و هم العباد أخذ عليهم الميثاق بالحج إلى بيته الحرام ثم خلق الله رقا أرق من الماء و قال للقلم اكتب موافاة خلقي بيتي الحرام فكتب القلم موافاة بني آدم في الرق ثم قيل للحجر افتح فاك قال ففتحه فألقمه الرق ثم قال للحجر احفظ و اشهد لعبادي بالموافاة فهبط الحجر مطيعا لله يا عمر أ و ليس إذا استلمت الحجر قلت أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة فقال عمر اللهم نعم فقال له علي ع أمن ذلك
30- الهداية، ثم تأتي الحجر الأسود فتقبله أو تستلمه أو تومي إليه فإنه لا بد من ذلك
قال ص الحجر يمين الله فمن شاء صافحه لها
و هذا القول مجاز و المراد أن الحجر جهة من جهات القرب إلى الله تعالى فمن استلمه و باشره قرب من طاعته تعالى فكان كاللاصق بها و المباشر لها فأقام ع اليمين هاهنا مقام الطاعة التي يتقرب بها إلى الله سبحانه على طريق المجاز و الاتساع لأن من عادة العرب إذا أراد أحدهما التقرب من صاحبه و فضل الأنسة لمخالطته أن يصافحه بكفه و تعلق يده بيده و قد علمنا في القديم تعالى أن الدنو يستحيل على ذاته فيجب أن يكون ذلك دنوا من طاعته و مرضاته و لما جاء ع يذكر اليمين أتبعه بذكر الصفاح ليوفي الفصاحة حقها و يبلغ بالبلاغة غايتها