1- قال المفيد و السيد و الشهيد رضي الله عنهم إذا أردت زيارته في الليلتين المذكورتين فقف على باب القبة و ارم بطرفك نحو القبر مستأذنا فقل يا مولاي يا أبا عبد الله يا ابن رسول الله عبدك و ابن أمتك الذليل بين يديك و المصغر في علو قدرك و المعترف بحقك جاءك مستجيرا بك قاصدا إلى حرمك متوجها إلى مقامك متوسلا إلى الله تعالى بك أ أدخل يا مولاي أ أدخل يا ولي الله أ أدخل يا ملائكة الله المحدقين بهذا الحرم المقيمين في هذا المشهد فإن خشع قلبك و دمعت عينك فأدخل رجلك اليمنى قبل اليسرى و قل بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله اللهم أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ثم قل الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة و أصيلا و الحمد لله الفرد الصمد الماجد الأحد المتفضل المنان المتطول الحنان الذي من تطوله سهل لي زيارة مولاي بإحسانه و لم يجعلني عن زيارته ممنوعا و لا عن ذمته مدفوعا بل تطول و منح ثم ادخل فإذا توسطت و صرت حذاء القبر فقم حذاءه بخضوع و بكاء و تضرع و قل السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح أمين الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد ص حبيب الله السلام عليك يا وارث علي حجة الله السلام عليك أيها الوصي البر التقي السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت في الله حق جهاده حتى استبيح حرمك و قتلت مظلوما ثم قم عند رأسه خاشعا قلبك دامعة عينك ثم قل السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن سيد الوصيين السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا بطل المسلمين يا مولاي أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها و لم تلبسك من مدلهمات ثيابها و أشهد أنك من دعائم الدين و أركان المسلمين و معقل المؤمنين و أشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي و أشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى و أعلام الهدى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا ثم انكب على القبر و قل إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ يا مولاي أنا موال لوليكم و معاد لعدوكم و أنا بكم مؤمن و بإيابكم موقن بشرائع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متبع يا مولاي أتيتك خائفا فآمني و أتيتك مستجيرا فأجرني و أتيتك فقيرا فأغنني سيدي و مولاي أنت مولاي حجة الله على الخلق أجمعين آمنت بسركم و علانيتكم و بظاهركم و باطنكم و أولكم و آخركم و أشهد أنك التالي لكتاب الله و أمين الله الداعي إلى الله بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به ثم صل عند الرأس ركعتين فإذا سلمت فقل اللهم إني لك صليت و لك ركعت و لك سجدت وحدك لا شريك لك فإنه
لا تجوز الصلاة و الركوع و السجود إلا لك لأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت اللهم صل على محمد و آل محمد و أبلغهم عني أفضل السلام و التحية و اردد علي منهم السلام اللهم و هاتان الركعتان هدية مني إلى سيدي الحسين بن علي ع اللهم صل على محمد و عليه و تقبلهما مني و أجرني عليهما أفضل أملي و رجائي فيك و في وليك يا ولي المؤمنين ثم انكب على القبر و قبله و قل السلام على الحسين بن علي المظلوم الشهيد قتيل العبرات أسير الكربات اللهم إني أشهد أنه وليك و ابن وليك و صفيك الثائر بحقك أكرمته بكرامتك و ختمت له بالشهادة و جعلته سيدا من السادة و قائدا من القادة و أكرمته بطيب الولادة و أعطيته مواريث الأنبياء و جعلته حجة على خلقك من الأوصياء فأعذر في الدعاء و منح النصيحة و بذل مهجته فيك حتى استنقذ عبادك من الجهالة و حيرة الضلالة و قد توازر عليه من غرته الدنيا و باع حظه من الآخرة بالأدنى و تردى في هواه و أسخطك و أسخط نبيك و أطاع من عبادك أولي الشقاق و النفاق و حملة الأوزار المستوجبين النار فجاهدهم فيك صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر لا تأخذه في الله لومة لائم حتى سفك في طاعتك دمه و استبيح حريمه اللهم العنهم لعنا وبيلا و عذبهم عذابا أليما ثم اعطف على علي بن الحسين ع و هو عند رجل الحسين ع و قل السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن خاتم النبيين السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك أيها المظلوم الشهيد بأبي أنت و أمي عشت سعيدا و قتلت مظلوما شهيدا ثم انحرف إلى قبور الشهداء و قل السلام عليكم أيها الذابون عن توحيد الله السلام عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ بأبي أنتم و أمي فزتم فوزا عظيما ثم امض إلى مشهد العباس بن علي ع و قف على ضريحه الشريف و قل السلام عليك أيها العبد الصالح و الصديق المواسي أشهد أنك آمنت بالله و نصرت ابن رسول الله و دعوت إلى سبيل الله و واسيت بنفسك فعليك من الله أفضل التحية و السلام ثم انكب على القبر و قل بأبي أنت و أمي يا ناصر دين الله السلام عليك يا ناصر الحسين الصديق السلام عليك يا ناصر الحسين الشهيد عليك مني السلام ما بقيت و بقي الليل و النهار ثم صل عند رأسه ركعتين و قل ما قلت عند رأس الحسين ع فارجع إلى مشهد الحسين ع و أقم عنده ما أحببت إلا أنه يستحب أن لا تجعله موضع مبيتك فإذا أردت وداعه فقم عند الرأس و أنت تبكي و تقول السلام عليك يا مولاي سلام مودع لا قال و لا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين يا مولاي لا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك و رزقني العود إليك و المقام في حرمك و الكون في مشهدك آمين رب العالمين ثم قبله و أمر سائر بدنك فإنه أمان و حرز و اخرج من عنده القهقرى لا توله دبرك و قل السلام عليك يا باب المقام السلام عليك يا شريك القرآن السلام عليك يا حجة الخصام السلام عليك يا سفينة النجاة السلام عليكم يا ملائكة ربي المقيمين في هذا الحرم السلام عليك أبدا ما بقيت و بقي الليل و النهار و قل إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم انصرف مرحوما مغبوطا إن شاء الله تعالى
قال السيد رحمه الله فإذا فعلت ذلك كنت كمن زار الله في عرشه. بيان قوله و لا عن ذمته مدفوعا الذمة بالكسر العهد و الأمان و الضمان و الحرمة و الحق ذكره الجزري و البطل بالتحريك الشجاع قوله لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها أي لم يصادفك في آبائك كافر و لا فاسق متصف بصفات الجاهلية بل كلهم كانوا معصومين مطهرين. و مدلهمات الثياب أيضا كناية عنها و يحتمل أن يكون إحداهما إشارة إلى طيب الولادة منه و من آبائه الكرام إلى آدم ع أو إلى عدم عروض الشكوك و الشبه له ع و المعقل الحصن و يحتمل رفعه بالعطف على الجار قوله كلمة التقوى إفراد بعض الفقرات للحمل على كل واحد أو للإشارة إلى أنهم من نور واحد و كرجل واحد لتوافقهم في العلوم و الفضائل و الكمالات. قوله قتيل العبرات العبرة بالفتح الدمعة أو تردد البكاء في الصدر أي القتيل الذي تسكب عليه العبرات كما قال صلوات الله عليه أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر. قوله الثائر بحقك أي يطلب دمه و دماء أهل بيته في الرجعة بحقك و بحكمك أو في الأولى أيضا طلب دم أبيه بالحق أو قتل الناس بالحق و يحتمل أن يكون الثائر بمعنى المقتول قال الفيروزآبادي الثأر الدم و الطلب به و قاتل حميمك و الثائر من لا يبقى على شيء حتى يدرك ثاره انتهى و لا يبعد أن يكون مستعملا في مطلق الطلب أي الطالب بحقك قوله فأعذر في الدعاء أي بالغ فيه حتى أبدى عذره و المهجة بالضم الدم أو دم القلب و الروح
2- أقول قال مؤلف المزار الكبير زيارة أخرى لأبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه يزار بها أيضا في العيدين إذا أردت زيارته ع فصم ثلاثة أيام و اغتسل في اليوم الثالث و اجمع أهلك إليك و ولدك و قل اللهم إني أستودعك اليوم نفسي و أهلي و مالي و ولدي و كل من كان مني بسبيل الشاهد منهم و الغالب اللهم احفظنا بحفظ الإيمان و احفظ علينا اللهم اجعلنا في حرزك و لا تسلبنا نعمتك و لا تغير ما بنا من نعمة و عافية و زدنا من فضلك إنا إليك راغبون ثم اخرج من منزلك خاشعا و أكثر من التهليل و التكبير و التحميد و التمجيد و الصلاة على النبي ص و امض و عليك السكينة و الوقار
3- و روي أن الله تعالى يخلق من عرق زوار قبر الحسين من كل عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله و يستغفرون له و لزوار الحسين إلى أن تقوم الساعة فإذا لاحت لك القبة السامية فقل الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و سلام على آل يس إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ و السلام على الطيبين الطاهرين الأوصياء الصادقين القائمين بأمر الله و حججه الساعين إلى سبيل الله المجاهدين في الله حق جهاده الناصحين لجميع عباده المستخلفين في بلاده المرشدين إلى هدايته و إرشاده فإذا أشرفت على قنطرة العلقمي فقل اللهم إليك قصد القاصدون و في فضلك طمع الراغبون و بك اعتصم المعتصمون و عليك توكل المتوكلون و قد قصدتك وافدا و في رحمتك طامعا و لعزتك خاضعا و لولاة أمرك طائعا و لأمرهم متابعا اللهم ثبتني على محبة أوليائك و لا تقطع أثري عن زيارتهم و احشرني في زمرتهم و أدخلني الجنة بشفاعتهم فإذا أتيت الفرات فكبر الله مائة تكبيرة و هلله مائة تهليلة و صل على محمد النبي ص مائة مرة ثم قل اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال و شدت إليه الرحال و أنت سيدي أكرم مزور و أكرم مقصود و قد جعلت لكل زائر كرامة و لكل وافد تحفة فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار و اشكر سعيي و ارحم مسيري إليك من أهلي بغير من مني عليك بل لك المن علي إذ جعلت لي السبيل إلى زيارة ابن نبيك و عرفتني فضله و حفظتني بالليل و النهار حتى بلغتني هذا المكان و قد رجوتك فلا تقطع رجائي و قد أملتك فلا تخيب أملي و اجعل مسيري هذا كفارة لذنوبي يا رب العالمين و انزل و اغتسل و قل في غسلك بسم الله و بالله و على ملة رسول الله و الصادقين عن الله جل و عز اللهم طهر به قلبي و اشرح به صدري و نور به قلبي و يسر به أمري اللهم اجعله لي نورا و طهورا و شفاء من كل داء و آفة و عاهة و سوء ما أخاف و أحذر اللهم اجعل لي شاهدا يوم حاجتي و فقري و فاقتي إليك يا رب العالمين إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فإذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين و صل ركعتين خارج المشرعة و هو المكان الذي قال الله جل و عز فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ تقرأ في الأولى فاتحة الكتاب و قل يا أيها الكافرون و في الثانية فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد فإذا سلمت فسبح ثم قل الْحَمْدُ لِلَّهِ الواحد المتوحد في الأمور كلها الرحمن الرحيم الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ اللهم لك الحمد حمدا كثيرا أبدا لا ينقطع و لا يفنى حمدا يصعد أوله و لا ينفد آخره حمدا يزيد و لا يبيد و صلى الله على محمد البشير النذير و على آله الأخيار الأبرار و سلم تسليما فإذا توجهت إلى الحائر على ساكنه السلام فقل اللهم إليك توجهت و لبابك قرعت و بفنائك نزلت و بحبلك اعتصمت و لرحمتك تعرضت و بوليك توسلت فصل على محمد و آله و اجعل زيارتي مبرورة و دعائي مقبولا ثم امش و قصر خطاك و عليك السكينة و الوقار و الخشوع و التكبير و التهليل و التحميد و التمجيد و الثناء على الله جل و عز و الصلاة على النبي ص و البراءة ممن أسس الجور و الظلم عليهم و دفعهم عن مقاماتهم و أزالهم عن مراتبهم و من نصب لهم حربا أو جحدهم حقا و إذا أردت الاستئذان فقم عند باب القبة و ارم بطرفك نحو القبر و قل يا مولاي يا أبا عبد الله يا ابن رسول الله عبدك و ابن أمتك الذليل بين يديك و المصغر في علو قدرك و المعترف بحقك جاءك مستجيرا بك قاصدا إلى حرمك متوجها إلى مقامك متوسلا إلى الله تعالى بك أ أدخل يا مولاي أ أدخل يا ملائكة الله المحدقين بهذا الحرم المقيمين في هذا المشهد
أقول و ساق الزيارات نحوا مما مر برواية المفيد