1- قال السيد رضي الله عنه يروي عن أبي محمد العسكري ع أنه قال علامات المؤمن خمس صلاة إحدى و خمسين و زيارة الأربعين و التختم باليمين و تعفير الجبين و الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و قال عطاء كنت مع جابر بن عبد الله يوم العشرين من صفر فلما وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها و لبس قميصا كان معه طاهرا ثم قال لي أ معك شيء من الطيب يا عطاء قلت معي سعد فجعل منه على رأسه و سائر جسده ثم مشى حافيا حتى وقف عند رأس الحسين ع و كبر ثلاثا ثم خر مغشيا عليه فلما أفاق سمعته يقول السلام عليكم يا آل الله السلام عليكم يا صفوة الله السلام عليكم يا خيرة الله من خلقه السلام عليكم يا سادات السادات السلام عليكم يا ليوث الغابات السلام عليكم يا سفينة النجاة السلام عليك و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا وارث علم الأنبياء السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا ابن محمد المصطفى السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء السلام عليك يا شهيد بن الشهيد السلام عليك يا قتيل بن القتيل السلام عليك يا ولي الله و ابن وليه السلام عليك يا حجة الله و ابن حجته على خلقه أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و بررت والديك و جاهدت عدوك أشهد أنك تسمع الكلام و ترد الجواب و أنك حبيب الله و خليله و نجيبه و صفيه و ابن صفيه زرتك مشتاقا فكن لي شفيعا إلى الله يا سيدي أستشفع إلى الله بجدك سيد النبيين و بأبيك سيد الوصيين و بأمك سيدة نساء العالمين لعن الله قاتليك و ظالميك و شانئيك و مبغضيك من الأولين و الآخرين ثم انحنى على القبر و مرغ خديه عليه و صلى أربع ركعات ثم جاء إلى قبر علي بن الحسين ع فقال السلام عليك يا مولاي و ابن مولاي لعن الله قاتلك لعن الله ظالمك أتقرب إلى الله بمحبتكم و أبرأ إلى الله من عدوكم ثم قبله و صلى ركعتين و التفت إلى قبور الشهداء فقال السلام على الأرواح المنيخة بقبر أبي عبد الله السلام عليكم يا شيعة الله و شيعة رسوله و شيعة أمير المؤمنين و الحسن و الحسين السلام عليكم يا طاهرون السلام عليكم يا مهديون السلام عليكم يا أبرار السلام عليكم و على ملائكة الله الحافين بقبوركم جمعني الله و إياكم في مستقر رحمته تحت عرشه ثم جاء إلى قبر العباس بن أمير المؤمنين ع فوقف عليه و قال السلام عليك يا أبا القاسم السلام عليك يا عباس بن علي السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين أشهد أنك قد بالغت في النصيحة و أديت الأمانة و جاهدت عدوك و عدو أخيك فصلوات الله على روحك الطيبة و جزاك الله من أخ خيرا ثم صلى ركعتين و دعا إلى الله و مضى
بيان هذا الخبر يدل على أن جابرا رضي الله عنه كان يستحسن الطيب لزيارته ع و قد مر في بعض الأخبار المنع عنه و لا يبعد أن يحمل أخبار المنع على ما إذا كان المقصود منه التلذذ لا حرمة الروضة المقدسة و إكرامها و تطييبها و قال الفيروزآبادي شيعة الرجل بالكسر أتباعه و أنصاره
2- يب، ]تهذيب الأحكام[ أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري قال حدثنا محمد بن علي بن معمر قال حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن مسعدة و الحسن بن علي بن فضال عن سعدان بن مسلم عن صفوان بن مهران الجمال قال قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار و تقول السلام على ولي الله و حبيبه السلام على خليل الله و نجيه السلام على صفي الله و ابن صفيه السلام على الحسين المظلوم الشهيد السلام على أسير الكربات و قتيل العبرات اللهم إني أشهد أنه وليك و ابن وليك و صفيك و ابن صفيك الفائز بكرامتك أكرمته بالشهادة و حبوته بالسعادة و اجتبيته بطيب الولادة و جعلته سيدا من السادة و قائدا من القادة و ذائدا من الذادة و أعطيته مواريث الأنبياء و جعلته حجة على خلقك من الأوصياء فأعذر في الدعاء و منح النصح و بذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة و حيرة الضلالة و قد توازر عليه من غرته الدنيا و باع حظه بالأرذل الأدنى و شرى آخرته بالثمن الأوكس و تغطرس و تردى في هواه و أسخطك و أسخط نبيك و أطاع من عبادك أهل الشقاق و النفاق و حملة الأوزار المستوجبين للنار فجاهدهم فيك صابرا محتسبا حتى سفك في طاعتك دمه و استبيح حريمه اللهم فالعنهم لعنا وبيلا و عذبهم عذابا أليما السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن سيد الأوصياء أشهد أنك أمين الله و ابن أمينه عشت سعيدا و مضيت حميدا و مت فقيدا مظلوما شهيدا و أشهد أن الله منجز لك ما وعدك و مهلك من خذلك و معذب من قتلك و أشهد أنك وفيت بعهد الله و جاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين فلعن الله من قتلك و لعن الله من ظلمك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به اللهم إني أشهدك أني ولي لمن والاه و عدو لمن عاداه بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها و لم تلبسك من مدلهمات ثيابها و أشهد أنك من دعائم الدين و أركان المسلمين و معقل المؤمنين و أشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي و أشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى و أعلام الهدى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا و أشهد أني بكم مؤمن و بإيابكم موقن بشرائع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متبع و نصرتي لكم معدة حتى يأذن الله لكم فمعكم معكم لا مع عدوكم صلوات الله عليكم و على أرواحكم و أجسادكم و شاهدكم و غائبكم و ظاهركم و باطنكم آمين رب العالمين و تصلي ركعتين و تدعو بما أحببت و تنصرف
أقول أورد المفيد و السيد و الشهيد و غيرهم رحمهم الله هذه الزيارة في كتبهم مرسلا و رواه السيد في الإقبال بإسناده عن التلعكبري إلى آخر ما مر سندا و متنا ثم قال فيه و في مصباح الزائر وجدت لهذه الزيارة وداعا يختص بها و هو أن تقف قدام الضريح و تقول
السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن علي المرتضى وصي رسول الله السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين السلام عليك يا وارث الحسن الزكي السلام عليك يا حجة الله في أرضه و شاهده على خلقه السلام عليك يا أبا عبد الله الشهيد السلام عليك يا مولاي و ابن مولاي أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين و أشهد أنك على بينة من ربك أتيتك يا مولاي زائرا وافدا راغبا مقرا لك بالذنوب هاربا إليك من الخطايا لتشفع لي عند ربك يا ابن رسول الله صلى الله عليك حيا و ميتا فإن لك عند الله مقاما معلوما و شفاعة مقبولة لعن الله من ظلمك لعن الله من حرمك و غصب حقك لعن الله من قتلك و لعن الله من خذلك و لعن الله من دعاك فلم يجبك و لم يعنك و لعن الله من منعك من حرم الله و حرم رسوله و حرم أبيك و أخيك و لعن الله من منعك من شرب ماء الفرات لعنا كثيرا يتبع بعضها بعضا اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارته و ارزقنيه أبدا ما بقيت و حييت يا رب و إن مت فاحشرني في زمرته يا أرحم الراحمين
ثم قال رحمه الله و أما زيارة العباس ابن مولانا أمير المؤمنين ع و زيارة الشهداء مع مولانا الحسين ع فتزورهم في هذا اليوم بما قدمناه من زيارتهم في يوم عاشوراء و إن شاء بغيرها من زياراتهم المنقولة عن الأصفياء. بيان الذود السوق و الطرد و الدفع أي يدفع عن الإسلام و المسلمين ما يوجب الفساد و الوكس النقصان و الغطرسة الإعجاب بالنفس و التطاول على الأقران و التكبر و تغطرس تغضب و في مشيته تبختر و تعسف الطريق ذكرها الفيروزآبادي و تردى في البئر سقط. قوله ع بشرائع ديني لعل المعنى أن شرائع ديني و خواتيم عملي يشهد معي بذلك على سبيل المبالغة و التجوز أي كونهما موافقين لما أمرتم به شاهد لي بأني بكم مؤمن. و يحتمل أن يكون العطف في قوله بإيابكم من قبيل عطف المفرد أي مؤمن بإيابكم و يكون قوله موقن خبرا بعد خبر لأن و قوله بشرائع متعلقا بموقن أي موقن بحقية شرائع ديني و بحقية ما يختم به عملي من الجنة و النار و الثواب و العقاب. و في بعض نسخ التهذيب و بشرائع مع العطف فيرجع إلى المعنى الأخير و لعله سقط من البين شيء كما يظهر مما يشبهه من الفقرات الواقعة في سائر الزيارات. فائدة اعلم أنه ليس في الأخبار ما العلة في استحباب زيارته صلوات الله عليه في هذا اليوم و المشهور بين الأصحاب أن العلة في ذلك رجوع حرم الحسين صلوات الله عليه في مثل ذلك اليوم إلى كربلاء عند رجوعهم من الشام و إلحاق علي بن الحسين صلوات الله عليه الرءوس بالأجساد و قيل في مثل ذلك اليوم رجعوا إلى المدينة و كلاهما مستبعدان جدا لأن الزمان لا يسع ذلك كما يظهر من الأخبار و الآثار و كون ذلك في السنة الأخرى أيضا مستبعد. و لعل العلة في استحباب الزيارة في هذا اليوم هو أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه في مثل هذا اليوم وصل من المدينة إلى قبره الشريف و زاره بالزيارة التي مر ذكرها فكان أول من زاره من الإنس ظاهرا فلذلك يستحب التأسي به أو إطلاق أهل البيت ع في الشام من الحبس و القيد في مثل هذا اليوم أو علة أخرى لا نعرفه. قال الكفعمي ره إنما سميت بزيارة الأربعين لأن وقتها يوم العشرين من صفر و ذلك لأربعين يوما من مقتل الحسين ع و هو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله الأنصاري صاحب النبي ص من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين ع فكان أول من زاره من الناس و في هذا اليوم كان رجوع حرم الحسين ع من الشام إلى المدينة. و قال السيد رحمه الله في كتاب الإقبال فإن قيل كيف يكون يوم العشرين من صفر يوم الأربعين إذا كان قتل الحسين صلوات الله عليه يوم عاشر محرم فيكون يوم العاشر من جملة الأربعين فيصير أحدا و أربعين فيقال لعله قد كان شهر محرم الذي قتل فيه صلوات الله عليه ناقصا و كان يوم عشرين من صفر تمام أربعين يوما. فإنه حيث ضبط يوم الأربعين بالعشرين من صفر فإما أن يكون الشهر كما قلنا ناقصا أو يكون تاما و يكون يوم قتله صلوات الله عليه غير محسوب من عدد الأربعين لأن قتله كان في أواخر نهاره فلم يحصل ذلك اليوم كله في العدد و هذا تأويل كاف للعارفين و هم أعرف بأسرار رب العالمين في تعيين أوقات الزيارة للطاهرين. ثم قال رحمه الله و وجدت في المصباح أن حرم الحسين ع وصلوا المدينة مع مولانا علي بن الحسين ع يوم العشرين من صفر. و في غير المصباح أنهم وصلوا كربلاء أيضا في عودهم من الشام يوم العشرين من صفر و كلاهما مستبعد لأن عبيد الله بن زياد لعنه الله كتب إلى يزيد يعرفه ما جرى و يستأذنه في حملهم و لم يحملهم حتى عاد الجواب إليه و هذا يحتاج إلى نحو عشرين يوما أو أكثر منها و لأنه لما حملهم إلى الشام روي أنهم أقاموا فيها شهرا في موضع لا يكنهم من حر و لا برد و صورة الحال تقتضي أنهم تأخروا أكثر من أربعين يوما من يوم قتل ع إلى أن وصلوا العراق أو المدينة. و أما جوازهم في عودهم على كربلاء فيمكن ذلك و لكنه ما يكون وصولهم إليها
يوم العشرين من صفر لأنهم اجتمعوا على ما روي مع جابر بن عبد الله الأنصاري فإن كان جابر وصل زائرا من الحجاز فيحتاج وصول الخبر إليه و مجيئه أكثر من أربعين يوما و على أن يكون جابر وصل من غير الحجاز من الكوفة أو غيرها. أقول قد سبق بعض القول منا في ذلك في أبواب تاريخه صلوات الله عليه